رواية معدن فضة الفصل العاشر 10بقلم لولي سامي

رواية معدن فضة

الفصل العاشر 10

بقلم لولي سامي


اهي طيبة ام سلبية!؟

البعض يراها سلبية وانا ارى طيبتها قمة الإيجابية بل هي أقرب للملائكية

ولكن الفرق يكمن في شخصية من يصنف هذه الخاصية.

شعر حسن بتربيت على كتفة فتوقع أنها ميار ليقول وهو ما زال غافيا مغمض العينين/سيبيني شوية يا ميار عايزة انام.

تلوي رشا ثغرها قائلة يتهكم/قوم يا اخويا قوم،

اللي بتحلم بيها طفشت وسابتك.

فتح حسن عيونه مستدرك الصوت والحديث ليجدها أخته ثم بدأ يتذكر موقف ميار فتمطأ محاولا تغيير الموضوع حتى يتخلص من تهكم أخته اللاذع فسألها قائلا/ خلصتوا الاكل ولا لسه لحسن انا جعان؟

لوحت رشا بيدها مكملة تهكمها/ يا خويا ولك نفس تاكل ومراتك طفشانه ،بدل ما تقوم تجبها من شعرها.

زفر حسن أنفاسه ومسح وجهه بغضب ثم قال متوعدا لها بصوت مسموع/ ماشي يا ميار تشمتي فيا اللي يسوى واللي ميسواش، خليكي عند اهلك بقي لما اشوف هينفعوكي بايه ،وحياة امي لاربيكي.

استمعت رشا لحديث أخيها فعبست بملامحها ،كانت تظن أن تهكمها عليه سيثيره ويجعله يهم باإتيانها حتي لا تعمل بالمنزل مرة أخري ولكن ما تم عكس ما كانت تريد فزمت شفتاها وجلست على اقرب اريكه تفكر بطريقة أخري لتنفيذ ما تريده.

استقام حسن متوجهها إلي المرحاض بينما الام بالمطبخ بمفردها تعد مائدة الغداء وكعادتة الام مع ابنتها دائما لا يستجيبون لحديث بعضهم البعض فقالت الام لرشا وهي تنادي عليها والأخيرة كانت تتمدد على الاريكه غير عابئة بوالدتها التي تعد الطعام بمفردها فقالت لها / يا بت شايفاني رايحه جايه بجيب الاكل مش تقومي تساعديني ياللي تنش...كي.

رشا بتذمر / يووووه قولتيلي اقوم اصحي المحروس وقومت عايزة ايه تاني انا زهقت، خلي حسن يجيب مراته بقي انا مقدرش على كدة. 

الام / زهقتي من يوم واحد ،اه ما اصل المعدولة عودتك على الراحة تصحي براحتك وتقومي من النوم تقعدي على الز..فت اللي في ايدك ده لحد ما ترجع من شغلها وانتى ولا شغلة ولا مشغلة .

لوحت رشا بيدها قائلة بتذمر/ كل يوم نفس الاسطوانة لازم تقوليها هي اللي بتعمل هي اللي بتسوي ايه مبتزهقيش ،وكمان ايه يعني ارتاح شوية مش من حقي ارتاح شوية قبل ما اتجوز.

خرج حسن من المرحاض يمسح بالمأزر وجهه ثم تسائل عن سبب شجارهم/ بتتخانقوا على ايه تاني؟

قالت والدته بضيق/ اختك مش عايزة تساعدني في حاجة قاعدة كدة ملهاش فايده.

نظر حسن تجاه أخته وقبل أن يفتح فمه وجدها قد همت قائلة بصوت عال ونبرة حادة ملوحه بيدها في وجهه/ اييييه هتقولي اساعد ولا مساعدتش لا يا حبيبي عايز تحكم احكم على مراتك الاول مش تمشي وتسيبك طرطور بينا وعايز تعمل دكر عليا.

اشتعلت أعين حسن غضبا وكادت أن تخرج دخانا فنظر لها وصمت ثم نظر تجاه والدته قائلا/شايفة يا اما بنتك قليلة الرباية، انا مش هرد عليها علشان خاطرك بس

لكن بالنسبة للمعدولة انا كنت هسيبها عند اهلها علشان تتربي بس هرجعها مخصوص عشان تساعدك بس ولا الحوجه لحد .

ربتت الام علي كتفه قائلة/ تسلم وتعيش يا ابني،وماله روح ورجعها واستحمل اي حد عايز يقولك حاجه ، واهو نكسب فيها ثواب بدل ما نسيبها معلقة كدة يالا خلينا احنا الاحسن .

ثم نظرت تجاه ابنتها قائلة/ يالا يا هانم تعالي كلي واخوكي هيروح يرجعها علشانا.

انضمت رشا لمائدتهم مستمتعة بالطعام الشهي وعلى ثغرها ابتسامة نصر لعودة زوجة أخيها مرة أخري حتي تسترح على حسب وجودها.

بدأوا في تناول الطعام ثم بدأ هاتف حسن يصدح ليخرجه من جزلانه ويجيب على الاتصال .........

...........................................

بغرفة الكشف بالمشفي اتسعت حدقتي الطبيب فور قراءته لتقرير عينة الدم الخاصة بميار ثم قضب جبينه مما اشعل القلق في قلوب امها واخيها فور رؤيتهم لملامح الطبيب ليتساءل اخيها بصوت مضطرب/ خي... خيير يا دكتور التقرير في حاجة.

رفع الطبيب نظره من الورق الذي بيده لينظر لهم متسائلا / انتوا قولتوا امبارح تعبت وداخت ووقعت واللي فيها ده من أثر الدوخة مظبوط؟

نظر كلا من محمد ووالدته لبعضهم بينما ميار ما زالت بأحضان اختها ماجده ثم اكد محمد قائلا/ أيوة يا دكتور خير في ايه؟

مش ممكن اللي شايفه ده يكون عندها من امبارح بس! 

انتوا ازاي مكتشوفتوش ده قبل كدة!؟

محمد وقد ازداد لديه القلق فابتلع غصة القلق في حلقه وقال/ يا دكتور في ايه عندها بالظبط ما تطمنا؟

نظر الطبيب لهم جميعا ثم قال بصوت مضطرب / ظاهرلي بالتحليل أن بنتكم عندها اضطراب في عدد كريات الدم عن المعدل الطبيعي يعني ده معناه أن ممكن يكون عندها امراض دم و......

قبل أن يكمل حديثة صدرت عدة شهقات من والدتها واختها واتسعت حدقتي محمد وميار التي استمعت إلى حديث الطبيب مع ضم اختها لها بشده وازدياد بكاءها ليكمل الطبيب حديثة بعملية تامة غير عابئ بردود أفعالهم قائلا/ حضراتكم المفروض تكونوا عارفين حاجة زي كدة من زمان الحاجات ده مبتستجدش يعني!

تقدمت منها والدتها ارتمت عليها تبكي بشده بينما محمد يحاول احتضان والدته ومحاولة تهدأتها وازاحتها عن ميار.

وبدورها ميار تحاول ابعاد اختها ووالدتها وكلا منهم يزرف دما على ملاكهم الصامت بينما هي تحاول طمأنتهم .

زم الطبيب شفتيه ثم اردف قائلا طب يا جماعة شكلكوا متفاجئين علشان كده بنصحكم تعرضوها على دكتور امراض دم ومناعة على العموم فكروا ويستحسن لو اسرعتوا في اتخاذ القرار علشان مادام بتقولوا داخت فجاة ووقعت لوحدها يبقي ممكن يكون الموضوع بدأ يأثر فيها.

هنا حاول محمد استدراك الموقف فقال له/ اكيد يا دكتور هنعرضها على دكتور امراض دم بس عايزين نطمن على اختي هو اللي عندها ده حاجة وحشة يعني؟ او ممكن يسبب لها مشكلة جامدة.

هز الطبيب كتفيه لاعلي قائلا / والله مقدرش أفيدك امراض الدم عالم واسع جدا وانا مينفعش افتي فيه، علشان كدة لازم تعرضوها على دكتور امراض دم وخاصة بعد اللي حصلها ده قبل ما الوضع يسوء، وتقدروا تاخدوها وتخرجوا لو هتعرضوها على دكتور امراض دم برة ،عن اءذنكوا انا في مكتبي لو احتاجتوا حاجه.

استدار الطبيب خارجا من الغرفة متوجهها إلي مكتبه وفور خروجه حاول توفيق وجواد سؤاله ولكنه انطلق الي وجهته مما أثار القلق في نفس كلا منهم 

فهرول والدها بالدلوف لداخل الغرفة ليجد تجمعهم حول ابنته فسقط قلبه بين قدماه وتسمر مكانه لم يقوى على التحرك خطوة واحدة من أثر الخوف والقلق الذى انتابه فجأة فسأل بصوت مرتعش / في ايه يا محمد اختك مالها؟ واقفين حواليها كدة ليه؟

وبدوره لم يستطع چواد الانتظار بالخارج فور خروج الطبيب بهذا الشكل وهرولة توفيق لداخل الغرفة فوقف چواد على عتبة الغرفة يري ويسمع لما يتم وقد جحظت عينيه وهوى قلبه من أثر ما يراه.

التفت محمد ووالدته التي بدورها أجابت زوجها بعيون منهكة من البكاء وصوت متقطع/ ميار يا توفيق الدكتور قال عندها مرض في الدم ولازم نكشف عليها بسرعة.

واجهشت بالبكاء ثانية بينما احتضنها ابنها محمد مربتا على ظهرها محاولا تهدأتها وطميناتها برغم ذعر قلبه فقد نسج له عقله عدة سيناريوهات لأمراض عدة جميعها اصعب من بعضهم، ولكنه حاول تمالك أعصابه حتى يشد من أذر والدته.

انفرجت شفاه چواد وود لو اقترب منها يلتقط كل ما بها من مرض فهو يشعر أنه فداها وبالنسبة له حياتها ابقي من حياته ولكنه لا يدري ماذا يفعل فليس له حتي سلطة القرب .

وقف توفيق لا يدرك ما سمعه ينظر تجاه ابنته بعيون تتلألأ بها الدموع وميار مازالت تحاول إزاحة ماجدة من أحضانها حتى وقعت عيونها الدامعة بعيون والدها المتلالاة بالدموع لتربت على كتف اختها وتقول / متخافوش طول مانتوا بتحبوني متخافوش انا كويسه والله كويسة وزي الفل كمان.

هنا تذكرت ماجدة شيئا فاستقامت ومسحت دموعها قائلة/ ثواني بس الدكتور قال ده علشان احنا قولناله أنها وقعت وده مش حقيقي فممكن يكون تشخيصه غلط.

أجابها محمد وكأنه يفكر بصوت عال/ بس الدكتور قال كدة بناء على تحاليل مش علشان قولنا أنها وقعت.

نطقت عزة والدتها بصوت باكي/ انا عايزة اطمن علي بنتي وحياتي يا توفيق لازم نطمن على بنتي.

اومأ توفيق لها وعيونه الدامعه مرتكزة على ميار.

لم ترى ميار بحياتها كلها نظرة الخوف هذه التي بعيون والدها ولم تراه بهذا الانكسار من قبل لتحاول جاهدة مطمئنة حاله فحاولت الابتسام قليلا ثم قالت باستجداء/ اوعي تعيط يا بابا اوعي انت حاجه كبيرة اوي عندي ،ومتخافش انا زي الفل ،علشان خاطري متخافوش.

سمع چواد حديثهم وعيونه مازالت عالقة بميار التي كانت تحاول الهروب من نظراته فتارة تنظر لوالدها وتاره تذهب عيونها مرغمه الي عيونه.

اقترب توفيق منها وارتمي باحضانها محاولا طمانتها ولكن بالحقيقة كان يطمئن حاله وقلبه على ابنته.

فأغلق چواد عيونه متمنيا لو يأخذها باحضانه ويطمئن حالها وقلبه ويفعل من أجلها المستحيل.

ظلت ميار تبكي بأحضان والدها ،بينما حاولت ماجدة التفكير بصوت عال تطمئنهم وتطمئن حالها فقالت/ انا متأكدة يا جماعة أن ميرو بخير صدقوني، انتوا بس قولولي حسن عمل فيها ايه وانا والله ما هسكتله

قبض چواد على قبضتيه حتى ابيضت عروق يده من شدة الضغط فهو يود لو كان حسن موجود لكن أهلكه ضربا.

ثم نظر تجاه ميار ونظر بداخل عيونها وبصوت دافئ يصل لمسامعها قال لها/ الف سلامه عليكي يا ميار ،انشالله انا وانتي لا.

لا يأبى لمن حوله ولكنه نطق بما يخفق به قلبه غير عابئ لوالدها أو أخيها.

ظلت ميار تنظر له ثم قالت بصوت متقطع من أثر البكاء / بعد الشر عليك.

أدرك محمد الموقف فحاول أن ينهيه فقال لهم / طب يا جماعة احنا لازم نتصرف وبسرعة علشان نطمن ،انا بقول نخرج من هنا دلوقتي ونشوف دكتور كويس ونشوف هنعمل ايه.

أكملت ماجدة ما تنتوي فعله قائلة/ وانا هعرف حسن عمل ايه لأختي مادام انتوا مش عايزين تقولولي.

ثم سحبت هاتفها من جزلانها وضغطت على رقم زوج اختها الذي فور اتصالها رد عليها مسرعا فقالت ماجدة بعصبية مفرطة وبكلمات متلاحقة قائلة/ عملت ايه في اختي يا حسن، والنعمة لاوديك في داه...ية، ولعلمك بقى ميار في المستشفى دلوقتي وانا هعمل فيك بلاغ لو مجتش بيتنا حالا.

ثم أغلقت هاتفها ناظرة بتحدي تجاه إبيها واخيها الذي نطق الاخير بكل هدوء قائلا/ ارتاحتي دلوقتي يا ماجي ، اتفضلي بقي قدامي ونشوف هنعمل ايه في اللي قولتيه.

وبالفعل اغلقت الخط وانطلقوا جميعا الي منزلهم ومعهم ميار التي تحاملت على يد أخيها وانطلقوا جميعا بسيارة چواد الذي لم يستطع حتى رفع نظره بها فبعد أن نطق بما نطقه بالمشفى وكانه لفت أنظارهم إليه برغم محاولة محمد من اللحاق بالأمر واذابته.

وصلوا للمنزل وترجل كلا منهم من السيارة بينما ظل چواد بسيارته وفور هبوطهم ودلوفهم للمنزل اغمض چواد عيونه وسحب نفسا عميقا ملأ به رئتيه الفارغة ثم أدار محرك السيارة منطلقا بأقصى سرعة متوجهها لمكان ما علي النيل ليجلس لحاله محاولا تهدأة حاله مما سمعه وعرفه وراه.

تتضارب في عقله الافكار وتتصارع الشياطين في نفسه ففكر في أن يذهب لحسن وينتظره ليلا ويبرحه ضربا من أجل ميار ولكن ما أوقفه هو سمعتها ،فهي لا تستحق أن تلوث سمعتها من كل.ب كهذا.

ظل علي حاله حتي فاق من شروده على مهاتفة والدته له ليطمئنها على حاله ويعود عائدا لمنزله. 

...........................................

يعني ده مش محل لولي بوب؟

هكذا استمعا كلا من نضال ويزن لصوت فتاة غاضبة فنظر نضال أمامه ليري فتاة فاتنة ببراءة ملامحها تقف أمام الكاشير ليطلق صفيرا عاليا تزامنا من التفات يزن ليري صاحبة الصوت الذي تعرفت أذنه عليه قبل أن يستدر ليراها فتأكد حدسه عند رؤياها فجحظت عينيه وظل صامتا للحظات أنها هي نفس الفتاة التي سألته وقد اضلها ثم رمش عدة مرات عند تكرار سؤالها ،وعندما بدأ نضال بالرد عليها استوقفه يزن دون النظر له ومازال ينظر لها قائلا/ استني انت يا نضال .

ثم وجه سؤاله التالي لها قائلا/ انا شايف أن حضرتك دخلتي المحل ولفيتي فيه وموجود في كل مكان اسم المحل، واشتريتي اللي عجبك واتحط في علبة عليها اسم المحل وواقفة وهتحاسبي وجاية تسألي دلوقتي على اسم المحل!؟ 

اسمحيلي اسألك انا هو حضرتك شهادتك ايه؟

احتقن وجه الفتاة لشعورها بالخجل من ذاتها وأنها لم تنتبه للاسم بعد كل هذا فظلت تنظر له لبرهه قبل أن تستدير لنضال وقد اتخذت التجاهل أسلوبها لتوجه حديثها له قائلة/ عايزة احاسب على ده لو سمحت يا استاذ نضال.

عند سماع نضال لاسمه منها التمعت عيونه ونظر ليزن ممتنا له لتعريفها اسمه بدون مجهود فرأى نظرات موحشه في عيون يزن الذي أدرك خطأه الغير مقصود بنطق اسم نضال واستغلال هذه الماكرة لهذا الخطأ فهي تعمدت الإغفال عن حديثه كله الا من اسم نضال ليحاول إدراك خطأه فأراد أن يبث بقلبها الرعب فضحك صاخبا وهو ينظر لنضال قائلا/ نضال باشا بقي بيتقاله استاذ متعرفش انك ظابط.

نظر نضال ليزن بامتنان أكثر وابتسم قائلا / الف شكر يا صاحبي .

عقد يزن جبينه متحيرا من سبب شكر نضال حتى استمعا كلاهما لصوت الفتاه الذي تحولت نبرته للفرحة العارمة وكأنها وجدت ضالتها وهي تقول/ واااااو انت ظابط واسمك نضال ،الله كان نفسي من زمان اقابل ظابط .

نظر يزن تجاهها وقد أدرك أنه ضاعف خطأه لينظر تجاه صديقه فيراه مبتسم بفخر. 

ليبتسم نضال وأكمل حديثها قائلا بغمزة من عينيه/ واسمه نضال كمان ايه رأيك؟

هنا وقد وصل صبر يزن لمنتهاه ليوكز نضال بكتفه قائلا وهو يضغط على اسنانه/ قوم يا خفيف خليني اكمل شغلي وروح انت .

هنا فهم نضال شعور يزن فاستقام ونظر له قائلا وهو يغمز له/ اتفضل يا صاحبي اشتغل انت تؤمر .

جلس يزن على مقعد الكاشير منتفخ الصدر فقد حانت فرصته ليجد الفتاة تنادي على نضال بصوت رقيق قائلة/ لو سمحت يا نضال باشا.

التفت نضال إليها قائلاً بابتسامة طفيفة/ اؤمري الشرطة في خدمة الشعب.

ابتسمت الفتاة قائلة وهي تمد يدها بالعلبة / عايزة ارجع العلبة مش عايزة اشتريها .

اشتغل يزن غضبا لينتفض من مقعده سائلا/ هو ايه اللي عايزة ارجع ده هي لعبه يا انسه .

وكأنه هواءا يعبر من أمامهم فلم يرد عليه أحد.

مد نضال يده أخذا العلبة من الفتاة قائلا بابتسامة ودودة/ تحت امرك طبعا ،بس اتاكدي أن الحلويات هنا لها طعم تاني وخاصة أنها من أصلها مش بيقلدوا يعني لو دوقتيها هتعجبك اوي.

وهنا جز يزن على ضروسه وقد وصل لمنتهاه ليتمتم بالسورية بصوت مسموع قائلا/ درب اللي يسد مايرد بالله طاش حچري.

لتلتفت الفتاه ولاول مره إليه عاقدة جبينها مندهشه مما نطق به فهي لم تعي ما قاله لتحرك رأسها باستفسار قائلة/ نعم؟

بينما نضال حاول أن ينهي الأمر حتى لا يتطور يزن في عصبيته بعد أن فهم ما يقوله صاحبه وما سيحدث بعد قليل فقال لها موضحا/ قصده يقولك تشرفينا في أي وقت ،أصله سوري مش بقولك اصل الحلويات بقى.

ابتسمت الفتاة ليزن قائلة شكرا يا استاذ ومتبقاش تدل حد غلط عن اذنكوا.

وذهبت الفتاة من أمامهم وكلا منهم بداخلهم شعور مختلف فنظر كلا منهم للآخر ليطلق نضال ضحكة عالية بينما يزن يشتعل غضبا فزمجر قائلا/ والله انت ما عندك دم .

والتفت ليذهب من أمامه ثم رجع إليه مرة أخري سائلا اياه باستنكار/ ثم تعالي هنا هو انا مليش اسم كل شوية يا صاحبي يا صاحبي ياخي يخرب بيت ده صحوبية ويخرب بيت اللي يعرفك اساسا.

استمر نضال بالضحك بينما زم يزن شفتاه وذهب ليجلس بالمكتب يراجع بعض اعمال چواد ولكنه لم يستطع فأغلق كل ما أمامه ناطقا بكلمة واحدة معبرة عن كل ما كان يفكر به وما يجول بخاطره ولم يستطع العمل بسببه / مستفزة.

...................................................

بمنزل حسن بعد أن استمع لاتصال ماجدة به زاغت أبصاره بين والدته واخته ،تزامنا مع دلوف أبيه فالقي التحية وذهب يجلس بجوارهم على المنضدة ليردوا جميعا ثم التفتت ام حسن إليه تساله بعد أن رأت أنظاره الغير مستقره قائلة/ مالك يا واد في ايه؟ ومين كان بيتصل بيك دلوقتي ؟

رمش حسن عدة مرات قبل أن ينطق قائلا/ ماجدة اخت ميار قالتلي ميار في المستشفى وهيعملوا فيا محضر.

وقف الطعام بحلق والده فسعل عدة مرات وقدمت له زوجته كوب الماء فارتشف منه ثم قال بعصبية/ يخرب بيت شيطانك هو انت كل يوم بمصيبة؟ هببت في البت ايه؟ انا قولت لما تتجوز هتتهد شوية مفيش فايده برضه جايبلي مصيبة كل يوم والتاني ؟

لتوقفه ام حسن قائلة / ما تستني يا ابو حسن وكمان يعني هو الواد عمل ايه مش كان بيربي مراته ولا يسببها تتسرمح هنا وهناك.

ثم ربت على كتف ابنها قائلة/ متخافش يا حبيبي روح عند خالك لحد ما اروح انا واشوف فيه ايه؟ بالرغم أن البت ماجدة ده مبرتحلهاش بس البت قادرة وتعملها ،لكن متخافش امك مش شوية.

قال حسن بحيرة وتوتر/بس ماجدة قالتلي اجي دلوقتي يا اما هيعملولي محضر؟

لوحت والدته بيدها قائلة/ يا خويا اسكت سيبك منها، محضر ايه دول هيخافوا على سمعة بنتهم ،يعني ايه بعد جوازها بشهر تعمل محضر لجوزها ،متخافش انا هروحلهم واشوف الموضوع بس انت برضو متظهرش الايام ده وانا هقولهم راح لخاله علشان تعبان اوي ومتقلقش هنلم الموضوع.

استقام والده ممتعض الوجه قائلا باشمئزاز/ خليكي يا اختي دلعي فيه لما هيودينا في داهية انا مليش دعوة بيكوا ،انا داخل اريح.

لوحت والدته بيدها ثم قالت لحسن/ يالا بسرعة لم هدومك وروح لخالك ومتجيش الا لما اقولك.

توجه حسن لشقته يلملم أغراضه ليفعل كما قالت والدته.

بينما بالاسفل تتساءل رشا أخته والدتها قائلة/ وبعدين يا ماما هنعمل ايه؟

قالت انوار / ولا حاجه يا بت ،قومي البسي علشان هتيجي معايا لما نشوف اخرهم ايه؟

توجهت رشا بالفعل لغرفتها لترتدي ملابسها وتستعد للمواجهه المنتظرة.

بينما انوار تضيق عيونها وتحرك سبابتها على شفتاها مخططه لأمر ما.

وبعد انتهاء رشا من ارتداء ملابسها توجهوا سويا لمنزل والد ميار وانوار تؤكد على رشا قائلة/ اللي اقوله تأكدي عليه سامعه ؟

اومأت رشا لوالدتها قبل دلوفهم لمنزل والد ميار.

...........................................

بمنزل ميار فور دلوفها اخذتها اختها للغرفة لتسترح بينما محمد أخذ يجري عدة اتصالات ليسأل أصدقاءه عن طبيب جيد ،ثم خرج يبحث بنفسه .

بينما توفيق وعزة دخلا غرفتهم ليجلس توفيق علي المقعد منكس الرأس وعزة تجلس أمامه ودموعها مازالت تنساب على وجنتيها ثم نظرت له قائلة بعتاب واضح/ هو ده اللي رفضت علشانه چواد ؟

هو ده اللي قولت ابن بلدي هعرف اجيب حق بنتي منه لو ضايقها ؟ اهو مش بس ضايقها ده ضربها وهانها وجابلها المرض.

كففت دموعها واردفت قائلة وكأنها تحدث نفسها/ بقي ميار اللي مبتتكلمش يتعمل فيها كدة!؟

ده لو ماجدة اقولك اه علشان لسانها طويل لكن ميار!

ظلت تحرك راسها نافية ثم قالت/ ده مبتنطقش ،متستاهلش كدة يا عين امها ، ده من يوم الصباحية وانا بصبرها.

رفع توفيق أنظاره لها قابضا حاجبيه سائلا بتعجب/ من يوم الصباحية !؟ ليه ؟ هو ايه اللي حصل يوم الصباحية ومقولتهوليش؟

بدأت عزة بسرد ما قصته عليها ابنتها بالصباحية بينما قلب توفيق يتمزق على ابنته ،يعلم أن نيته سليمة وهي الخوف على ابنته ولكنه يقر بداخله أنه ظلمها بهذا القرار....



             الفصل الحادي عشر من هنا 


تعليقات