رواية حياة المعلم الفصل السادس والعشرون 26 بقلم خلود أحمد


 رواية حياة المعلم

الفصل السادس والعشرون 26 

بقلم خلود أحمد

" ‏كل حاجه كل حاجه"

‏ليؤمى محمد براسه ليسال يحيى بصدمه

" ‏طيب والقلم اللى اخدته مكانها دا انت كنت هتطلقها "

" ‏مين قال كده انت اللى دخلت وادخلت دى كانت خطه حتى لما قالت لحياة كانت خطتى بس هى نفذت بدرى احنا كونا هنقولها قبل كتب الكتاب بيوم وانا وامك عملنا الشو دا علشان تعرفوا ان الموضوع خطير "

‏ليكمل بضحك استفز يحيى 

‏"احنا تمام الحمد  لله مشمتناش اللى زيك فينا"

"بقا كده"

" ‏اه خليك فى حالك وفى اللى هيحصلك "

" ‏تقصدى ايه "

‏ليقطعهم دلوف اخر من توقع يحيي رؤيته هنا 

‏"صباح الخير ي فندم تحب ادخلك اول عميل "

ليرد محمد 

"اه دخليه هو يحيي اصلا ماشى ولا ايه ي يحيي" ليكمل بشماته 

"مش تسلم على نور بنت عمك" ‏

لكن يحيي كان فى عالم اخر وهو ينظر إلى التى امامه صغيرته ظلمته كبرت ودخلت عالم الكبار وبدونه لكن متى عادت ولماذا لم يخبره احد 

اما نور فحادثت يحيي ببرود اشعره انه فقدها قبل ان يجدها

نور ببرود واستهزاء 

"ازيك ي ابن عمى عامل ايه" 

ومع ذلك لم يرد يحيي عيناه تتطلع لها ولكل تفاصيلها الجديده لكن قاطعه خروجها من المكتب وهى تنظر له ببرود 

لينظر يحيي لوالده بصدمه ودهشه وهو يشير للباب 

"قولى انه اللى حصل دلوقتى مش حقيقه وانها مش نورى" 

ليجيب والده بشماته 

"لا حقيقه  بس الفرق ان ودى نور مش نورك، نورك  انت اللى طفتها بايدك يبقى اتحمل بقا اللى جاى" 

لكن يحيي لم ينتبه لكلامه وهو يردد بفرحه

" نورى رجعت" 

ليهب واقفا دون تفكير وجسده يتبع قلبه ليصل الى نور حياته

ليخرج وعينه تبحث عنها ليجد تحادث احدهم وتبتسم ابتسامه لم تمنحها له عندما قابلته ليذهب دون تفكير ويمسك يدها غير مهتم لصراخها وهو يسحبها نحو سيارته ليدخلها السيارة بالقوة ويدخل ويغلق السيارة ويمنعه من الخروج  لياخذها باحضانه غير مهتم بصراخها فقط يطفئ نار الاشتياق التى تقتله لا يعلم حتى الان كيف صبر كل ذلك الوقت هو ظن انه قووى ويستطيع تخطى ما حدث لكن نظرة واحده من عينيها اليوم اعادته للواقع انه لايزال وما زال وسيزال عاشق لتلك النور النافرة منه الان 

هتف يحيى ولهه وهو يضمها لصدره 

"وحشتيني ي نورى" 

لتبعده عنه نور بغضب وقوة لكنها كانت ضعيفه امام عاشق كيحيي

"انا مش نور حد انا نور بس ابعد عنى"

ليهتف يحيى بجنون وهو يزيد من ضمها 

"انتى نورى ومراتى وحبيتى" 

لتزداد مقاومه نور وغضبها وهى تقول

"انا مش حبيبتك ولا مراتك ولا انت نسيت انك طلقتنى فوق بقا وابعد عنى حرام عليك" 

ليبتعد يحيى كالملسوع وبدا يعود للواقع او لما حاول نسيانه نوره لم تعد له صغيرته ظلمته لم تعد ملكه وهو السبب فى ذلك بات ضمها لصدره غير مباح له حتى النظرة صارت ممنوعه 

لتستغل نور ما يحدث معه وتغادر سريعا لكن لم تعد للمكتب بل لمنزلها هى ظنت انها تستطيع المواجهه لكنها اضعف من تلك المواجهه تاركه خلفها عاشق مجروح ظن ان ابعادها عنه سيفيدها  ويجعلها ناجحه لكنه كان مخطئ 

‏................

عند حياة التى باتت ليلتها فى شقه والده لم تعلم اين ذهب هاشم كل ما تعلمه انه ينهى مشكله تحدث بالحارة لكن اين ذهب بعد ذلك لا تعلم لتتنهد بحسرة هى الان زوجه هاشم لم تظن يوما حتى فى خيالها ان يحدث ذلك لكن ما يحيرها هو ما اخبرها به والده لتتذكر حياة حديثه معها الذى لم ترد عليه بكلمه 

flash back 

"بيحبك على فكرة" 

هتف بذلك زناتى لتتطلع له  حياة باستغراب وصدمه لما يقول ليتابع زناتى

"يمكن تستغربى كلامى على فكرة انا عارف انت اتجوزتى ابنى ازاى واعترضت بس دايما الحكايه بيكون ليها جزء تانى  ودا اللى علمتهولى الايام لكن اللى اكيد فى حكايتكم انه بيحبك والواد دا عمر قلبه ما دق  هتقوليلى عرفت ازاى هقولك من عينه اللى  بتلمع لما بيحكى عنك وعلى اللى بتعمليه معاه الضحكة اللى بتترسم لوحدها لما بس يجيب سيرتك قدامى حتى لو هو مش ملاحظ بس انا ابوه وعارف وقبل دا كله عاشق وعارف يعنى ايه حب كفايه حاله الهدوء اللى بقا فيها" 

ليكمل بوقار 

" مش هو  ابنى بس دا ثور هايج محدش يعرف يوقفه حتى لو  كان غلطان غير امه الله يرحمها لكن انتى غير  علشان كده نصيحه ي بنتى  اوعى تسكتيله فى يوم لما يغلط لكن حقك تخديه منه بالمسايسه والعقل ابنى وعارفه طور بس حنين والكلمه الحلوة بتمشى مع الراجل اللى انت عايزاه بالحب  والاحترام بيحصل  عارف الكل كان مستغرب ازاى خالتك حسنه بتتعامل معاى ميغركيش انا دلوقتى  زمان كونت اشد من هاشم بس سبحان من له الدوام كان الكل بيترعب منى الا هى عندها وببقى حد تانى بكلامها وروحها الحلوة  كانت علاج الروح وغذاء القلب عمرها ما زعلتنى ولا حملتنى فوق طاقتى كانت ونعم الزوجه ربنا يرحمها "

ليسكت قليلا ويتمتم بشئ فهمت حياة من حركه شفتاه انه الفاتحة لتقرأ هى الاخر الفاتحه وتدعو لحسنه بالرحمه والمغفرة ليكمل بعدها زناتى بتفهم 

"انا عارف انك زعلانه من اللى حصل لكن زى ما قولتلك الحكاية ليها جزء تانى فاصبرى وهتعرفى كل حاجه يمكن يكوناللى حصل خير ربنا بيقول ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)  " ليكمل بمكر يشبه هاشم 

"لكن دا ما يمنعش انك تطلعى عينه وتوريه النجوم فى عز النهار مش ابنى بس يستاهل كل اللى هتعمليه فيه" 


end flash back 

ليتنهى اليوم وهى تنتظر هاشم ليعود لتعرف الى اين هترسى حياتهم اه الان صارت حياتهم جمعها هى وهاشم مسمى  واحد لم تظن يوما امكانيته 

ليقطع تفكيرها دلوف هاشم من الباب وجلوسه على الكرسى امامها 

"السلام عليكم" 

لم ترد حياة السلام عليه لكن ردته بسرها ليهتف هاشم بمساكشه 

"دا حتى السلام لله يعنى" ثم تابع بتساول لوجودها فى الصاله بمفردها "امال فين البنات وبابا" 

لكن حياة لم ترد عليه وادعت الانشغال بهاتفها  

ليقوم هاشم ليجد والده بغرفته بينما الضغيرتين نامتين بغرفته هو ليحمل كل منهما على يد ويخرج وهو يحادث حياة 

"انا طالع فوق شقتى قصدى شقتنا  حابه تيجى اهلا وسهلا لو مش حابه فاطلعى علشان البنات ما يخافوش" 

ليصد لشقته  سريعا غير تارك لحياة فرصه للرد عليه او حتى الاعتراض لاخذه للصغيرتين حتى

بينما حياة احتارت اتصعد ام لا لكن معه حق الصغيرتين سيخافن ان استيقظن ولم يجدنها لكن لماذا اخذهم اصلا أيحاول الضغط عليها باسم صغيراتها اذن هو واهى لكن رغم ذلك صعدت خلفه لتجده ينتظرها امام شقه لكن بدون بناتها لتدخل ولم تهتم له وعينها تبحث عن الصغيرتين ليجيبها هاشم وكأنه ادرك سوالها 

"البنات جوه" واشار الى غرفه معينه بينما تابع وهو يشير لاخرة "ودى أوضيتنا ي مرات. ى" 

وكأن بتلك الكلمه اشعل نيران الغضب داخل حياة التى اقتربت منه بوجه احمر من الغضب

حياة وهى ترفع اصبعها بوجه 

"بقولك ايه الوضع اللى احنا فيه دا مؤقت لما اعرف بابا وافق ليه وعمل كده ليه فمش كل شويه تفكرنى انى مراتك انا مش مرات حد فاهم واصلا الجواز دى باطل" 

ليقترب منها هاشم وهو يسحب اصبعها لاسفل 

"والله احنا اتجوزنا على سنه الله ورسوله والجواز قانونى ميه فى الميه فانتى مرات. ى افكرك بقا ولا لا فإنتى مش لازم تنسى اصلا" ليكمل  وهو يقترب منها بشكل خطير ويهتف بجديه ستندرك حقيقتها فيما بعد 

"حياتك وعقلك وقلبك دول ملكى مش هيكون فى حياتك غيرى عارف انك كاره الجوازه بس اعتبريه وعد منى انا هاشم الزناتى وانا عمرى ما خلفت وعدى ان حياتك كلها هتكون بتدور حوليا وبرضاكى كمان هكون كل حاجه واى حاجه عندك  قلبك وعقلك مش هيشوفى غيرى اهتمامك هيكون عليا انا وبس" 

قال اخر  كلمه وهو ينظر فى عين حياة المبهوته من حديثه  لينحنى ويضع قبله على خدها ليفر بعدها سريعا تاركا حياة مصدومه مما فعل وجملة تتردد فى ذهنها

"من اول معركه خسرتى ي حياة اذن ماذا ستفعلين فى الباقى" 

بعد قليل سمعت طرقا على الباب لتفتح وتجد ذلك الصبى الملقب ببليه الذى يعمل لدى هاشم يحمل حقائبها ويسالها اين يضعهم لتطلب منه تركها فى الصاله ليغادر بعد ذلك بليه بينما حياة نظرت حولها وهى تتامل تلك الشقه حسنا للحق هى جميله تدمج بين الديكور العصري والكلاسيك لم تظن ان ذلك الضخم الهمجى يملك اى ذوق لكن لحظه هل عاش هنا هو وزوجاته السابقات لتعتاظ من تلك الفكرة وتبدا فى اول مراحل انتقامها 

.......................... 


عاد هاشم ليلا هو يدندن ليتفاجأ مما يحدث امام شقته حيث ان كل ملابسه مرميه على الارض لا للحق هم فى الزباله ليمسك هاشم بأحد قيمصانه  الذى تفاجا به ممزق لينظر لباقى ملابسه ليجدهم ممزقين لكن اكثر ما ازعجه هو قميصه المفضل ممزق لدرجه عدم تعرفه عليه ليهتف بتحسر

"طيب كنتى ارميهم بس" 

ليدخل المنزل بغضب لكن لم يجد حياة امامه ليدخل غرفه الصغيرتين لكنه لم يجدها او يجدهم ليقترب من غرفته او غرفتهم ليجد بابها مغلق ليحاول فتحه لكن بلا فائد ليطرق الباب بشدة وهو يهتف بغضب 

"افتحى ي حياة افتحى بقولك" 

لكن حياة لم تفتح واقتربت من الباب وهى تقول بعند 

"مش هفتح ورينى هتعمل ايه وعلى فكرة انا لميت كل المفاتيح يعنى مش هتقدر تفتح الباب الا بقا لو كسرته وحتى لو مش هتقدر لانى حاطه وراه الكنبه ورينى بقا هتعمل ايه" 

هاشم بغضب وهو يخبط على الباب

" ‏افتحى بقولك حد يعمل كده فى الهدوم هلبس ايه دلوقتى وكمان بترميهم فى الزباله ومقطعاهم ي مفتريه "

لترد حياة ببرود 

" ‏وطى صوتك عايزاه انام "

" ‏والله عايزه تنامى وانا هلبس ايه بقا ان شاء الله "

‏حياة ببرود وهى تنظر لاظافرها وهى تجلس على السرير 

" ‏مليش دعوة انت مش قولت انى مراتك واهتمامى كله هيكون ليك اتحمل بقا الاهتمام ي هشومى" 

‏ليغتاظ هاشم منها بشدة وهو يضرب بالحيطه 

" ‏ماشى ي حياة ماشى ي مرات.ى ي حبيبت.ى هعديها بمزاجى ادلعى براحتك ي حياتى فداكى كل اللبس " 

‏ليذهب للغرفة التى ترك بها الصغيرتين من قبل وهو يشتشيط غيظا سيريها كيف تفعل ذلك ليجلس على السرير لكن شعر برطوبه تحته ليضع يده ليجدها مبلوله لينزع الملايه ليتفاجأ بالمرتبه التى تبدو وكانها امطرت عليها 

‏ليهتف بغضب 

" ‏حياة "

............ 

 🩶دمتم ساالمين 🩶....



           الفصل السابع والعشرون من هنا 

تعليقات