رواية جراح الماضي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هالة سيد

رواية جراح الماضي

الفصل السابع والعشرون 27

بقلم هالة سيد


-انسى الكلمه دى نهائى انا طلاق مش هطلق.... خرجت تلك الكلمات من فم خالد بصرامه شديده لعبدالرحمن الذى أتى بعدما علم منه ماحدث.... بعدما حاول مرار الاتصال بهم ليتساءل لمالم يأتو للان فأضطر خالد لاخباره ماحدث 

-هتف عبدالرحمن بغضب : يعنى ايه مش هتطلقها ؟ خالد متخلناش نخسر بعض..

-وانتى مستغرب ليه انه مش عاوز يطلقها.. وبعدين انت صاحبه يعنى اكيد كنت عارف انه متجوز ورضيت بكده لاختك فامتتحمقش اوى كده.... هتف مصطفى بتلك الكلمات بغضب شديد... فشعر عبدالرحمن بالخزى من كلمات مصطفى فهو محق لكنه رد قائلا : انا وافقت علشان لقيت منها قبول هم ان يرد مصطفى عليه لكن هتف خالد قائلا:

-عبدالرحمن انت اكتر واحد عارفنى وعارف الموضوع حصل ازاى وليه وكمان عارف انى مش بحب الى أسمها شيرين دى... 

-هتف عبدالرحمن بتصديق : عارف ومصدقك بس هيا مش عارفه .واحنا غلطنا لما خبينا عليها ومقولناش الحقيقه 

- هتف مصطفى بسخريه :طيب ماتعرفنا احنا كمان يمكن نعذرك زيه كده 

-ايوه ياخالد انا كمان نفسى اعرف ايه الى حصل وخلاك تتجوز شيرين وكمان تسيبها وتسافر بعدها علطول.. أتجوزتها ليه طالما مش بتحبها.. كان ذلك زياد الواقف معهم ايضا فجميعهم يقفون خارج الغرفه التى مازالت ترقدبها آلاءحتى الان ولم تستيقظ اثر المهدئ الذى اعطاه لها الطبيب... وزاد الرجاء من إيمان شقيقته وكان بجوارها عاصم الذى كانت ملامح وجهه غيرمباليه بما يحدث وكان ذلك الظاهر فقط اما من الداخل فأنه يحترق شوقا ليعرف...... رفع خالد بصره تجاه والدته الجالسه على الاريكه وتتطلع له بحنان وكأنها.تشجعه ان يقص عليهم.ماحدث ويرتاح من تلك الهموم التى تثقل صدره  فزفر بقوه يخرج كل ما يعتمل بصدره و يشرد بما حدث معه من سنوات 

------------------------------------

عاد من عمله مرهق يشعر وكأن عظامه مكسره من فرط تعبه وأرهاقه فقرر اخذ حمام دافئ يزيل عنه تعب اليوم عندما دلف للفيلا وجد النور مطفئ فعلم ان امه وأبيه قد ذهبا لزيارة احد اقاربهم كما اخبرته امه فى الصباح وللان لم يعودا كما كان زياد و إيمان فى إحدى الرحلات مع بعض الاصدقاء وسيعودا فى الغد ..ترك حقيبته وهاتفه على إحدى الطاولات و..صعد لاعلى ثم توجه لغرفته وقرر اخذ حمام دافئ كى يشعر بالانتعاش.. فتوجه للمرحاض.. وتحت المياه الدافئه شعر ببعض الاسترخاء و ان تعبه بدأ يزول لحظات وأنتهى فخرج من المرحاض وهو يرتدى برنس  وكان يضع على رأسه منشفه يجفف بها شعره ازال المنشفه من على رأسه وفجأه تذكر خاتمه الذى نزعه اثناء الاستحمام فذهب للداخل ثانية حتى يجلب وبمجرد خروجه رأها امامه فى غرفته لايعلم متى دلفت ولما دلفت من الاساس... فهتف بآستغراب وأستنكار:

- انتى أزاى تدخلى أوضه واحد عازب ومن غير ما تخبطى كمان... واساسا إيه الى جابك هنا ماما وإيمان مش موجودين! 

-ردت عليه  بجرأة و هى تقترب منه برقه مصطنعه: اه ما انا عارفه ان طنط وإيمان مش موجودين علشان كده جيت...جيت علشانك يا حبيبى قالتها وهى تتلمس لحيته الناميه بعض الشئ وتناظر بواله وحب مصطنعين 

أبتعد عنها خالد وهتف بحده : اطلعى بره أحسنلك وإياكى تيجى هنا مره تانيه 

-ليه بس يا خالد انا بحبك وعاوزاك فيها إيه يعنى 

فهم ماتقصده فقال بغضب : انتى مجنونه انتى ازاى تفكرى ان انا ممكن اعمل حاجه زى دى 

-عادى يا حبيبى خليك متفتح متبقاش زى الناس الجهله... قالتها وهى تقف امامه وكانت المسافه بينهم معدومه تماما ووقفت على إطراف اصابعها  مستغله صدمته مما تقول وهمت ان تقبله فتفاجأت بصفعه قويه على وجهه أسقطتها على الفراش ونزف فمها بعض الدماء أثر الصفعه تلك.. بصق خالد عليها وقال... 

-عمرى ماكنت اتوقع انك بالسفاله دى انسانه رخيصه 

هتفت هى بإنفعال وهى تتحسس أثر الصفعه : سافله ورخيصه علشان بحبك دا انا بعمل كل دا علشان تحس بياو بعدين فيها إيه يعنى 

-صرخ خالد بغضب وعصبيه بسبب وقاحتها تلك : فيها انها حرام... وانا عمرى ماأغضب ربنا علشان واحده زيك.. وكمان انا مش بحبك وعمرى ما فكرت فيكى وعمرى ماأفكر أتجوز واحده رخيصه زيك  كده وأتبع قوله بنظرة أستحقار لها 

شعرت بإهانه من كلماته ونظراته وقررت الانتقام منه وفاقت من شرودها على صوت خالد 

-بره أطلعى بره بيتى يا زباله.. ثم اخذها من يدها وأخرج من الغرفه فهتفت فيه بغضب ووعيد

-و حيات أمى يا خالد انا هعلمك أزاى ترفض حبى وإزاى تهنى بالشكل دا... اخذ خالد يستهزء بحديثها واثناء ذلك سمعت تلك الخبيثه انفتاح باب الفيلا ودخول أحدهم للداخل فإبتسمت بخبث ورفعت بصرها نحوه لتتأكد بإنه لم يسمع بالتأكيد فقررت الانتقام والان ..فأخذت تمزق ثيابها وتقوم بالعبث بشعرها وتمسح احمر الشفاه بعنف  ..أندهش خالد من تلك الافعال ..اما هى فأستغلت صدمته مما تفعل وأخذت تصرخ بشده وقبل ان يستوعب الامر انطلقت إلى الاسفل تستنجد بإحدهم فاق خالد من صدمته تلك وأنطلق وراءها للاسفل وعندما وصل للاسفل وجدها فى أحضان والدته التى ترمقه بعتاب ولوم  وأبيه يطالعه بعيون مليئه بالغضب والوعيد... فعلم لعبة تلك الحقيره  وما قصدته بتهديدها وهم ليتكلم لكن عالجه والده بصفعه قويه دوى صوتها فى انحاء المنزل من شدتها...وقال بحسره :

-عمرى ماكنت اتصور انك تكون حقيره بالشكل دا 

 فصرخ خالد بأنفعال و

-معقول تصدقها دى واحده كذابه والله العظيم كذابه 

- هتف محمود بعصبيه وغضب : ومنظرها دا كذب ومنظرك انت كمان دا كذب ثم اشاره على مايرتدى 

-فرد هو مبررا : انا لابس كدا علشان كنت لسه خارج من الحمام واول ماخرجت لقيتها قدامى فى أوضتى و حاولت أمشيها مرضيتش تمشى فأخدتها من أيدها وطلعتها بره الاوضه وفجأه لقيتها قطعت هدومها ونزلت على تحت.. 

-والله و الروج الى على وشك دا كذب ووصلك أزاى ثم أشار على وجنتيه فوضع خالد يده على وجنته وبالفعل وجد أثار احمر شفاه لايعلم كيف وصل لوجهه... بالتأكيد فعلت هذا اثناء اقترابها منه فقال بغضب وهو يناظره بكره وشر : 

-معرفش وصل ازاى بس الى اعرفه انى ماقربتلهاش ابدا ..هنا صرخت هى وقالت ببكاء مزيف : كذاب والله ياعمى هو أتصل بيا وقالى تعالى ماما عاوزاكى فى حاجه ضرورى ولما وصلت فتحلى هو وقالى ان طنط فوق  فى أوضة فأنا طلعت بحسن نيه وأول لما دخلت قفل الباب علينا فضلت أصرخ علشان حد يلحقنى قالى ان مفيش حد هنا صوتى براحتك وبعدها قرب منى ومسك أيديا الاثنان ... فضلت اقاوم وأقاوم لحد ..... وهنا زادت فى البكاء حتى تجعلهم يصدقون الامر واكملت ذلك وهى تلطم على وجهها وتصرخ :

اهئ اهئ اهئ هقول لبابى إيه لما يشوفنى كده دا اكيد هيقتلنى.... اندهش خالد مما تقول تلك الحقيره وكيف قامت بتأليف تلك القصه فى دقائق يالها من كاذبه فضاق ذراعا مما تقول وأقترب منها وكانت عيونه تحولت لكتله من الدم بل اكتسبت عيونه براكين من اللهب شدها من ذراعها بقوه وقام بصفعها بقوه فجعلها تسقط أرضا وصرخ فيها قائلا : 

-والله!  بقا انا قولتلك تعالى ماما عاوزاكى ولما جيتى قولتلك انها فى أوضتى صح.. طيب لما هى فى أوضتى طلعتى ليه ليه مطلبتيش منى انى اقولها تنزل ها.. انسانه زباله وحقيره انا مش عارف ازاى قدرتى تألفى الحكايه دى فى ثوانى كده دا انتى أبليس يتعلم منك يا شيخة... 

هتف به والده وقال : انت ازاى تضربها ...وبعدين مش هى الى زباله وحقيره انت الى انسان زباله وحقير وعديم رجوله ..ايه نسيت ان عندك اخت ما خفتش عليها ليحصلها زى ما انت عملت مع البنت كده... 

-خالد بأنفعال وصوت عالى : انا مش عارف انتى مصدقها ازاى دى حربايه بتتلون بمية لون.. وبعدين ازاى تصدق ان انا ممكن اعمل كده 

-مصدق لان كل حاجه بتدل انك عملت كده.. وبعدين احنا دخلنا بالصدفه ولقينا البنت بتحاول تهرب منك وانت بتجرى وراها تفسر دا بأيه... 

رد خالد بأستهزاء : تفسره بأن هى الى دخلت أوضتى وحاولت تغرينى بس انا ماقبلتش انى اعمل حاجه حرام زى دى ..لانى عندى اخت واخاف عليها واخاف ليتردلى الى هعمله فيها ... لان انا عارف ان (داين تدان) علشان كده عمرى مااعمل كده.. بس الواضح انك عاوز تصدق ....ثم وجه بصره لوالدته الصامته لكن دموعها تنهمر على وجنتيها بشده 

-ماما حضرتك مصدقه انى اعمل كده... لم ترد عليه والدته وانما ردت دموعها بدلا منها فسرها هو اتهام له فقال بمراره : حتى انتى يا امى تصدقى انى اعمل كده يا خساره بجد.... 

شعرت شيرين بأنهم من الممكن ان يتعاطفو معه فقامت مسرعه للمطبخ وعادت بعد ثوان تحمل سكينا كبيرا وتقول ببكاء : انا مش ممكن اعيش بعد الى حصلى دا ازاى اواجه الناس بعد الى حصلى وهقولى لبابى إيه بنتك حد اغتصبها..واكسر عينه واعيشه مزلول طول عمره... لا لايمكن استحمل يحصل لبابا كده انا هموت نفسى احسنلى... قالت ذلك ثم قامت بوضع السكين على عنقها ...

فزع محمود وزينات مما تفعل  اما خالد لم يهتز به شعره واحده وظل واقفا مكانه يراقبها بجمود..  

-قال محمود بهدوء وهو يحاول ان يقترب منها حتى ينزع منها السكين : 

-يابنتى متعمليش فى نفسك كده حرام عليكى تموتى نفسك...وماتقلقيش محدش هيعرف حاجه من الى حصلت وأبوكى هيفضل رافع رأسه... وانا الى مرضهوش على بنتى مرضهوش علي بنات الناس علشان كده خالد هيتجوزك.. عندما سمعت تلك الجمله شعرت بداخلها بسعاده شديده بأن خطتها تسير بنجاح  اما خالد فقال بغضب :

-استحاله اتجوزه واحده ...... اتبع قوله بعض الالفاظ النابيه ثم قال ببرود : وعلشان اثبتلكم انها كذابه انا هاخدها ونروح عند الدكتور  يكشف عليها وساعتها هتعرفو انى ملمستهاش وانها واحده كذابه ...

خفق قلبها بقلق وخشيت ان يقتنعو بما قال فقال بصراخ وبكاء : 

- عمى انتى وعدتنى ان محدش يعرف بالى حصل واكيد لما نروح للدكتور الخبر هينتشر وبابا هيعرف وهنتفضح أهئ اهئ اهئ اهئ 

-رق محمود لبكائها وقال يعاتب ابنه : انت مجنون يا خالد انت عاوز تفضح البنت وتفضحنا..  انت عارف ان الصحافه ماهتصدق تمسك خبر علينا وتفضحنا...وبعدين فى بنت هاتدعى على نفسها بحاجه زى دى اتقى الله... 

-خالد بزهول من ابيه : انت كل الى هامك الصحافه والناس! مش هامك ابنك ومش عاوز تصدقه لكن تصدق واحده زى دى عادى صح ؟

هتف محمود بأمر : هيا كل واحده. هتتجوزها يعنى هتتجوزها والموضوع دا هيتم فى خلال اسبوع بالكثير فاهم.... 

- شعرخالد بالاسف على حاله لان ابيه لا يثق به وما يشعره بالحزن انهم يصدقون تلك الحيه و يعتقدون بانه من الممكن ان يفعل ذلك... يا خساره بجد 

-رد ببرود : مش هتجوزها وخليها تموت نفسها على الاقل نرتاح من خلقتها المقرفه 

هتف محمود بشئ جعل الجميع يشعر بالصدمه والذهول :

-لو متجوزتهاش هموت نفسى قدامك و هتتحمل ذنب موتى وقهرت امك واخواتك  ...لان انا مقدرش اعيش مزلول وعينى مكسوره فى اخر عمرى والناس تشاور عليا وتقول ابو المغتصب اهو.... نزلت الكلمات على أذن خالد بقساوه شديده ولم يتحمل الامر فأرتمى بجسده على الاريكه خلفه وقال من بين ذهوله : للدرجى دى انا حقير فى نظرك 

تجاهل محمود حديثه وقال : قرارك إيه ؟

-نظر لوالدته المذهوله هى الاخرى فوجد فى عيونها نظره رجاء فاغمض عيناه لانه وجد بان لا مفر من الامر لانه ان لم يفعل سوف يخسر والده وهو اكثر من يعلم والده ويعلم بأنه من الممكن ان يفعلها فقال بألم : 

                      - موافق

-شعرت شيرين بالانتصار... وشعر والده بالارتياح ...اما والدته فشعرت بالحزن لانها لاتستطيع ان تصدق ذلك على ابنها.... بين مراره الاولى..  والاحساس بالخذلان فى الثانيه... وفىالثالثه شعر بالحزن.. وكان هو بين هؤلاء تائهه لا يعرف ماذا يفعل او اي طريق يسلك... لكن بالنهاية قرر وانتهى الامر. فلقد سبق السيف العزل... 


بعد مرور أسبوع كانت التجهيزات فيه تقام على قدم وساق من اجل عرس ابن احد اكبر رجال الاعمال بمصر دهش الجميع من ذلك الزواج بتلك السرعه حتى والد شيرين لكنهم عللو ذلك الامر بان الاثنين كانو يعشقون بعضهم البعض منذ سنوات وكانو يخفون الامر عنهم.. لذا لا يوجد ضرر او اندهاش  ان تزوجو بتلك السرعه ...وكان خالد يتحلى بالبرود الشديد الشديد جدا ويتعامل مع الامر وكأنه ليس من سيتزوج فهو لم يتدخل فى اي شئ يتعلق بذلك العرس ..فبروده ذلك ما هو إلا قشره يخفى بها تلك النيران التى تشتعل فى صدره ..جاء يوم الفرح وكان خالد يتعامل بآليه تامه... لكن عندما وصلو للقاعة العرس كانت معاملته مختلفه تماما لها فمن يراهم يجزم بأنهم عاشقان لكن داخل الصدور لايعلمه إلا الله.. وتلك المعامله أدهشة شيرين بشده لكنها بذات الوقت أسعدتها ...انتهى الحفل وذهب العروسان للمنزل.. فأباه قد جهز لهم جناح( مكون من غرفتين وحمام ومطبخ صغير لاعداد المشروبات ) وحينما انغلق باب الجناح عليهم رمقها خالد بغضب فأبتلعت هى ريقها وقالت وهى تراه يقترب منها : خالد فى إيه مالك بتقرب كده ليه.. 

-رد بأستخفاف : فيها إيه لما ااقرب يعنى واحنا مش متجوزين قربنا من بعض تيجى واحنا متجوزين تعترضى 

-ردت بأرتباك : ومين قال انك قربت لى اصلا 

-خالد بصوت عالى غاضب وهو يصفعها على وجهها  : أومال احنا اتجوزنا ليه ؟ وليه قولتى كده.. اخذ يصفعها صفعات متتاليه فقالت برجاء : خا.. ...لد ارجوك سبنى هموت 

-ردى الاول ليه عملتى كده 

-قالت بصوت متقطع وكادت روحها ان تزهق : علشان انا بحبك وكان لازم تكون ليا بأى طريقه... وعلشان انت اهنتنى وذلتنى ...عندما رأى وجهها تحول للون الازرق تركها على الفور فسقطت هى على الارض تحاول ان تتنفس من جديد ...*فقال هو بقرف منها وهو يبصق عليها :

-انسانه زباله ورخيصه.. ثم تركها وذهب للشرفه يفكر كيف ينتقم منها وبعد ساعات من التفكير هداه عقله لشئ واحد ألا وهو السفر لخارج البلاد وتركها هكذا معلقه لكنه اجل ذلك الامر لمده أسبوع...  

وبعد شهر  وليس أسبوع سافر خالد دون ان يشعر به احد. فقد.كان هناك بعض الامور حدثت معه فاخرته عن الموعد الذى حدده رحل وترك لهم كل شئ وقرر البدء من جديد فى بلاد غريبه.. رحل وترك لهم الاشاعات والاقاويل ...فكما يقولون الانتقام طبق من المفضل ان يقدم باردا وهكذا فعل هو معها  جعلها تشعر بالانتصار وفجأه جعلها تدرك بأنه ماهو الا سراب...............

- قال خالد وهو ينظر للجميع ويترقب ردود افعالهم : 

- ها يا جماعه حد عنده استفسارات تانيه 

كان الجميع يشعر بالذهول ولم يستطع احد النطق لكن عاصم قال مستهزاء :

-وانت بقا عاوزنا نصدق الهبل دا 

-رمقه خالد بغضب وقال : انت بالذات تخرس حسابك لسه جاى وبعد انا مطلبتش منك تصدق او متصدقش 

-هتفت إيمان ومازالت الدهشه على وجهها : معقول حصل كل دا وانا معرفش وكنت عايشه فى البيت زى الهبله.. 

-شعر خالد بلقلق وخشى ان تكون شقيقته تصدق مثلهم : أيمان انتى مصدقه ان انا ممكن اعمل كده.. 

هزت رأسها بنفى قاطع وقالت بثقه : لا طبعا أستحاله أصدق حاجه زى دى اصلا لانى عارفه ان عمرك ما تعمل كده... وكمان عارفه ان شيرين حقيره وتقدر تعمل كده عادى.. أبتسم لها بحب اخويه لكنها اكملت قائله بإستغراب وتساؤل :

-بس انت ليه سافرت بعد شهر مش اسبوع زى ماقررت.. 

- اصل الشهر دا كان مليان بالمفاجأت وواضح ان الناس كانت بتحبنى اوى الصراحه (قالها اخر كلامه بسخريه) 

قطبت جبينها بعدم فهم وقالت : يعنى إيه 

-خالد بغضب وحزن مما حدث : فاكره عمر أخو عاصم... هزت رأسها بإيجاب وهم ليكمل كلامه فقاطعه عاصم صارخا :

-اسم اخويا ميجيش على لسانك يا حقير... تقتل القتيل وتمشى فى جنازته بصحيح... 

لم يفهم خالد مقصده بتلك الجمله لكنه لن يبالى الان وهتف بصرامه  : ياريت الكل يسمع للاخر وبعدين قررو.. صمت عاصم حتى يرى يقول ذلك الحقير من وجهة نظره...  

-انا و عمر كنا اكتر من الاخوات لكن جت عليه فتره وبقا بيتصرف بغرابه شديده وبعدين عرفت انه بيشرب مخدرات (حشيش) حاولت امنعه وكان يوعدنى انه هيبطل وبالفعل بطل.. و للاسف بعدها بفتره ودا كان بعد جوازى بأسبوعين سمعنا خبر موته بجرعه زايده من المخدرات(  أكتشفت انه بطل شرب الحشيش وبقا يشم بودره يعنى من سئ لاسوء.. ودى كانت صدمة عمرى... وبعدها بكام يوم علطول البوليس  جه فتش الفيلا و اتهمنى بأنى بتاجر فى المخدرات ...هنا خرجت شهقه من فم إيمان تنم عن صدمه فهى كانت تعرف ان عمر قد مات بجرعه زائده من المخدرات لكنها لم تكن تعلم بأن أخاها قد اتهم ببيع تلك السموم.. 

-امتى حصل دا وأزاى انا معرفش ..رد خالد على سؤالها وهو يوجه بصره على احدهم ويناظره بغل وقال : 

-هقولكم.. 

عاد مره اخرى يغوص بذاكرته فى ماضيه الموجع.. 

كان ذاهب ليوصل عائلته إلى فيلا عمه حتى يكون الجميع بجانب عاصم فى ذلك الوقت العصيب.. لم يكن يتوقع ان عمر من الممكن ان يفعل ذلك الامر ..أنه يشعر بالالم الشديد لفقدانه فهو كان اكثر من ابن عمه فهو كان صديقه رغم فرق العمر بينهم الذى لم يكن كبير لكن كانت هناك قواسم مشتركه بينهم فعمر كان قريب من خالد اكثر عاصم وذلك ما كان يغضب عاصم فهو كان يشعر بالغير من خالد...لا يعلم خالد مالذى جعل عمر يشرب مثل تلك السموم فهو يعترف بأنه فى الفتره الاخير كان بعيدا نوعا ما عنه وللحظ ايضا بان عمر لم يكن يحكى له شئ أيضا كما فى السابق وكلما سأله عن سر تغيره يتوتر ويعلل ذلك بأن ارهاق من العمل او انه يتخيل ذلك... حينها قرر خالد الصمت حتى يأتى هو ويخبره بنفسه.. لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه.. فهو قد أستيقظ على خبر موته المؤلم والذى اثر به كثير كما اخذ يؤنب حاله لأنه لم يكن ذلك الصديق الجيد فهو كان ينبغى عليه ان يحقق فى الامر وان لايترك صديقه لحاله حتى لو طلب هو ذلك.. لكن لن بما يفيد الندم الان... قام بتوصيل العائله للفيلا وهم ان يترجل هو الاخر من السياره لكن اتاه أتصال هاتفى جعله يتراجع عن فعل ذلك وبعدما هبطو من السياره أنطلق هو لوجهته ..

-انت بتقول إيه ؟

-بقولك جالنا بلاغ ان انت بتاجر فى المخدرات والى بلغ بيقول ان المخدرات دى موجوده فى البيت عندك حاليا 

-أردف خالد بحيره وغضب : و دا مين ابن ال.......  الى عمل كده 

هتف به رفيقه عن طريق الهاتف : المتصل ماقالش أسمه .. خالدانت عشرة عمر وأنا لو مكنتش واثق فيك مكنتش قولتلك وحذرتك.. ياريت تلحق تفتش البيت كويس قبل ما البوليس يجى لان اكتر من كده مش هقدر أفيدك.. 

هتف خالد بإمتنان : ان مش عارف اشكرك أزاى جميلك دا هيفضل دين فى رقبتى ..بس مين ممكن يعمل كدا 

-انت راجل أعمال مشهور وأكيد ليك اعداء 

-خالد بحيره : اكيد ليا بس مين يقدر يدخل البيت ويحط حاجه زي دى فيه؟ ... عندما انهى خالد جملته كان قد وصل للفيلا فقال لصديقه عبر الهاتف : انا وصلت البيت اهو 

-صديقه بهدوء : خالد اول ما تلاقيها رن عليا وانا هقولك تعمل إيه.. 

-حاضر.. سلام.. 

دخل خالد الفيلا وكان حائرا من اى مكان يبدا لكن فجأه تذكر ان البلاغ عنه هو فمن المؤكد انها فى مكتبه او غرفته كما تذكر امر أخر سيدله بسهوله عن هوية من دس له تلك الاشياء.. فصعد لغرفته بسرعه وبعدما دخل توجه ناحيه إحدى الزوايه بالغرفه ووقف امام إحدى شاشات العرض وأمسك جهاز التحكم وقام بفتح الشاشه واخذ يراجع ماحدث من أمس حتى اليوم... كان كل ما يحدث طبيعى جدا حتى شعر هو باليأس وان من الممكن ان يكون ذلك البلاغ ما هو إلابلاغ كاذب  ليس إلا  ..لكن فجأه جحظت عيناه وكادت تخرج من محجرهما.. وهو يرى احدهم يلج لداخل غرفته ويخرج من بين ثيابه كيس أسود اللون وقام بفتحه ليخرج منه مسحوق أبيض اللون ويبتسم بتشفى وقام بدسه بين ثيابه وخرج على الفور...وعلى مايبدو بأن ذلك الامر حدث منذ قليل مما يعنى وهو فى طريقه لبيت عاصم وما زاد غضبه وحزنه هو هوية ذلك الشخص الذى دسه له تلك السموم ترى لما فعل ذلك معه ياااااالله يكاد عقلى ينفجر من كثرة التفكير فاق من شروده على صوت الهاتف وكان المتصل صديقه 

-أيوه يا خالد لقيت حاجه ؟

-رد خالد بغضب وحزن : اه لقيتها فى هدومى 

-طيب الحمدلله انك لقيتها... بس بقا انا عندى فكره هقولك عليها 

-تمام انا سامعك 

اخذ صديقه يخبره عن ما سيفعله وبعدها اغلق الهاتف لكنه اخفى عن صديقه هوية من فعل ذلك 

وبعد مرور بعض الوقت وجد خالد الشرطه امامه وأخذو يبحثون فى الفيلا وقلبوها رأسها على عقب حتى سأله احدهم عن غرفته فدلهم خالد عليها.. وبعد البحث لفتره وجد الضابط احدى الاكياس التى تحتوى على مسحوق أبيض فطالع خالد بقرف وقال  : مخدرات 

-ردخالد بثقه : المخدرات دى مش بتاعتى ومعرفش أزاى وصلت هنا 

-هتف الضابط بسخريه : ماهو انت لما تيجى معانا على القسم هنعرف كلنا وصلت ازاى ..هاتو ثم امر أحدى امناء الشرطه الذين بصحبته ان يأتو بخالد.. 

فى إحدى اقسام البوليس اخذو يحققون مع خالد وذلك بعدما طلب منهم ان يتصل بمحاميه الذى حضر على الفور.. وبدء المحقق فى توجيه تهمة تجاره المخدرات والتى نفاها خالد بشده وهنا امر المحقق بحبسه لحين وصول تقرير الطب الشرعى 

-المحقق بأسف : انا أسف ياخالد باشا مش هقدر أعملك حاجه ولازم نستنى تقرير الطبيب الشرعى علشان نتأكد أذا كانت دى مخدرات ولا لأ 

-رد خالد بغضب حاول جاهدا لاخفائه : ولا يهمك لان انا واثق من نفسى.. بس ياريت الصحافه ماتخدش خبر بالموضوع لان حضرتك عارف انا مين وخبر زى دا ممكن يأثر على العيله و على شغلى أزاى.. 

-المحقق بتفهم : عارف طبعا.. ومتقلقش انا عملت كده فعلا... وفجأه وهم جالسون طرق احدهم الباب فسمح المحقق له بالدخول وماكان ذلك الشخص إلا محمود والده الذى دلف أولا وبعده زياد.. 

-انا محمود البحيرى والد خالد ممكن اعرف فيه أيه 

-المحقق بهدوء : غنى عن التعريف يا فندم .ياريت حضرتك تتفضل تقعد.. 

جلس محمود وزياد وقص عليهم المحقق ما حدث فطلب محمود منه ان يتركهم مع خالد قليلا فوافق هو بمنحهم عشر دقائق ليس إلا وحينما خرج 

-إيه الى بيقوله الظابط دا يا خالد 

-خالد بضيق : كذب يا بابا واضح ان الموضوع دا فى حد مدبره ليا 

-والله كذب.. والمخدرات الى لقوها فى دولابك كذب بردو.. انا مش عارف هلاقيها منين ولا منين... واحد يموت بمخدرات والتانى بيتاجر فيها.. 

-ردخالد بغضب : لوسمحت يابابا انا مش بتاجر فى الزفت دا.. وبعدين احنا مستنين تقرير الطب الشرعى والى هيثبت كلامى ان شاء الله.. وبعدين انت أزاى تشك فيا ولا دا كمان موضوع شيرين للدرجه دى مش واثق فى تربيتك ..ولا انت مش عارف السوق ولى بيحصل فيه وبالتأكيد واحد من اعدائنا ليه يد فى كده وهعرفه ان شاء الله 

- رد محمود بحسم : لما الموضوع دا يخلص لينا قاعده مع بعض ان شاء الله... 

-زياد بتهدائه: اهدو يا جماعه ان شاء الله التقرير يثبت ان دى مش مخدرات 

هتف محمود بتأمين : ان شاء الله متكونش كده يارب....  ذهب محمود و زياد  بعدما طلب منهم خالد بعدم اخبار اى احد عن ذلك وخاصه والدته وشقيقته... وأمر المحقق بأخذ خالد إلى احدى المكاتب ليبيت فيها حتى وصول تقرير الطب الشرعى 

-فهتف خالد بإمتنان : شكرا 

-المحقق : العفو يا باشا وبعدين مش معقول أسيبك تقعد وسط المسجلين خطر والحراميه والناس دى مهما كان وانا منأكد انك هتخرج منها ان شاء الله 

-ان شاء الله... ثم تركه الضابط ورحل بعد ان أغلق الباب بالمفتاح عليه 

وجلس هو يفكر وأكثر ما يؤلمه هو  شعوره بعدم ثقة والده به ...

و بعد مرور يومان وصل تقرير الطب الشرعى 

-هتف الظابط بهدوء شديد : التقرير الى قدامى بيقول المخدرات الى اتمسكت عندك  طلعت مش مخدرات وأنها دقيق.. واضح انه كان فى حد حابب يهزر معاك هزار تقيل شويه 

-جز خالد على اسنانه بغضب وعصبيه وقال : واضح جدا 

بعدها امرالضابط بإخلاء سبيله نظرا لعدم وجود ما يدينه..

وحينما خرج خارج القسم وجد أباه وزياد وعاصم منتظرينه فتوجه نحوهم وهتف زياد بسعاده قائلا وهو يحتضن شقيفه :

- الف مبروك ياخالد كنت متأكد انك لا يمكن تعمل كده.. بادله خالد الاحتضان وقال :

 -الله يبارك فيك يازيزو ...انا كمان كنت متأكد من برأتى. واضح ان فى حد كان عاوز يهزر معايا هزار تقيل بس معرفش .. هنا هتف عاصم بشرود : واضح كده فعلا ..بس قولى عرفت مين الى عمل كده 

-ردعليه خالد بغموض : مسيره اعرفه مهما طال الزمن 

هنا هتف محمود : مبروك يابنى.. انا كنت متأكد انك لايمكن تعمل كده... وبعدين احنا لازم ندور على الى عمل كده.. ولازم نكثف الحراسه على البيت علشان نمنع الى حصل دا انه يحصل تانى.. يلا بقا نمشى علشان والدتك قلقانه عليك جدا.. 

-هتف خالد بعتاب : بردو قولتلها يا بابا 

-رد محمود موضحا : انا مقولتلهاش حاجه دى هيا سمعتنا واحنا بنتكلم انا وزياد فى المكتب 

-طيب يلا بينا علشان نطمنها وكمان محتاج انام شويه..ثم تساءل قائلا : بابا هيا شيرين كمان عرفت ؟ 

-رد محمود بنفى : لأ لا هيا ولا إيمان.. محبتش اقلقهم وقولتلها انك مسافر كام يوم فى شغل فهيا أستأذنتنى تروح تقعد يومين عند باباها فوافقت علشان متحسش بحاجه وتقلق 

- هتف خالد فى نفسه بسخريه : لا وهيا بتقلق أوى الصراحه... ربنا يربحنى منها.. ثم ذهبو جميعا الى المنزل وأخذت زينات تقبل ولدها فرحه بعودته سالما واخذت تحمد الله على ذلك ودموع فرحتها تسبقها.. 

-قال خالد بحنان وهو يمسح دموع والدته : خلاص يا ست الكل بلاش دموع ما انا هو قدامك سليم ومفيش حاجه 

-ردت زينات بحب : الحمدلله يا بنى انك بخير انا كنت هتجنن لما عرفت 

-هتف خالد مسرعا : بعد الشر عليكى يا حبيبتى 

-ردت زينات بهدوء : روح يا حبيبى أرتاح شويه لحد ما الغداه يجهز 

-قال خالد نافيا : لأ مش عاوز اكل انا عاوز انام وياريت محدش يصحينى لحد ما أقوم انا لوحدى 

-بس يابنى ماينفعش كده انت مش شايف نفسك خسيت أزاى 

-معلش يا ماما انا تعبان ولما أقوم هاكل 

-حاضر يا حبيبى زى ما تحب ...ثم تركهه خالد وصعد لغرفته وبمجرد ما لامس الفراش حتى ذهب فى سبات عميق حتى ساعه متأخره من الليل فقد كانت الساعه قاربت الواحده صباحا.. فنزل خالد لاسفل ووجد الجميع نيام فقرر عمل فنجان من القهوه حتى يزيل ذاك الصداع الذى يفتك برأسه وبعدما أعده صعد مره أخرى لغرفته.. وأخذ يفكر لما يفعل ذلك الشخص ذلك به وكيف اتته الجرأه لفعل ذلك.. هل من الممكن ان يكون قد فعل له شئ دون ان يدرى اخذ.يعصر رأسه من التفكير لكن لا يوجد سبب لفعل ذلك .. تعب من كثرة التفكير فى الامر وفجأه جائت فى رأسه فكره إلا وهيا ترك البيت والسفر للخارج فهو قد فاض به الكيل من كل ماحوله وكل من يعرفهم وان ترك لنفسه العنان لأحرقهم أحياء دون شفقه او رحمه.. وفى الصباح اليوم التالى قام خالد بحجز تذكرة سفره للولايات المتحده الامريكيه فهو قد قرر بدء حياة جديده هناك وبالفعل وفى المساء بعدما نام الجميع ذهب خالد دون وداع حتى والدته لانه لو قام بفعل ذلك لجعلته يغير رأيه على الفور فهو يضعف امام دموع والدته الحبيبه.. كما انه رأى ان سفره ذلك عقاب لشيرين على فعلتها معه وتركها هكذا (زى البيت الوقف) كما يقولون وعقاب لابيه لانه لم يثق به 

---------------فاق من ذكرياته على تساؤل مصطفى 

-طيب طالما انت حاطط كاميرات فى الاوضه بتاعتك يبقى أكيد الكاميرات دى صورت الى حصل معاك انت وشيرين صح ؟

-هتف خالد بتأكيد : صح 

-رد مصطفى بحيره : طيب ليه مورتهوش لوالدك علشان تثبت صحة كلامك 

- رد خالدبحسم : لانه ماكانش واثق فيا.. انا لو حسيت ولو بنسبه 50فى.الميه ان واثق فيا كنت واريته الفيديو لكن هو كأنه ماصدق دا وكمان دا كان عقاب لشيرين 

-طب انت مكنتش خايف لشيرين تعاقبك هيا كمان وتخونك لانك سبتها 

-هتف خالد بصرامه وثقه : ما كنتش تقدر ل تعمل كده.. كمان انا كنت حاطط عينى عليها ورجالتى كانو بيراقبوها فى كل مكان تروحو ولو كانت بس فكرت تعمل كده كنت دبحتها 

-هتفت إيمان بتساؤل : طيب انت بكده عاقبت بابا وشيرين فاضل الشخص الى حطلك المخدرات عملت معاه إيه و ليه مبلغتش عنه البوليس ووريتهم الفيديو 

-خالد وهو ينظر لاحدهم : رغم انه واطى وزباله إلا انى معملتش زيه 

-هتف مصطفى بتساؤل : طيب هو ليه يتعب نفسه ويحط دقيق ليه محطتش مخدرات حقيقه إلا اذا كان عاوز يعملك شوشره وبس 

-مين قالك انه دقيق.. دا كان فعلا حاطط مخدرات و الظابط صاحبي هو الى قالى ابدل المخدرات بدقيق علشان اخلى الى عمل كده يفكر انه نجح ويفرح ولو فتره قليله بده وكمان علشان نقدر نكشفه ..وهو كان فاكر انى معرفوش علشان كده اقتراح عليا اعمل كده وانا عجبتنى الفكره انى امنح الخاسر شعور الانتصار وبعدين أسحبو منه تانى 

- قولنا بقا هو مين؟  وهل هو شخص نعرفه (قالتها إيمان بتساؤل) 

-أبتسم خالد بثقه وقال وهو ينظر له ويراه يتصبب عرقا والقلق قد بلغ منه مبلغه : تعرفو جدا جدا وكمان هو واقف معانا ....دهش الجميع مما يقال وهنا خرج صوت احدهم متوتر : عن أذنكم يا جماعه انا مضطر أمشى وهم ليذهب لكن أوقفه صوت خالد الهازء :

-ليه مش عارز تعرف مين الى عمل كده.. وقبل ان يرد عليه هتفت إيمان بشك بعدما شعرت بأنها علمت هواية الفاعل :قول يا خالد مين الى عمل كده 

-نظر لها بحزن لكنه قال بغضب ظهر فى صوته بوضوح: عاصم 

بكلمه واحده اسكت الجميع وأدخلهم فى حاله من الصدمه والذهول 

-عاصم! تلك الكلمه هتف بها محمود والده الذى كان يتابعهم من البدايه دون أن يروه وأستمع من البداية لكل ماقيل وصدم بالفعل لكن صدمته أشتدت عندما علم هوية من كان يريد أدخال ولده السجن وهنا يأتى السؤال لماذا فعل عاصم ذلك الامر لما يكرهه لتلك الدرجه... شعر هو كم ظلم ولده وبالفعل  لم يثق به كما قال خالد له وندم بشده... 

-هتف خالد بسخريه : اه.. مالكم مصدومين ليه.. ثم وجه حديثه لأباه : مش هو دا الابن المفضل عندك والى بتثق فيه وأنا الوحش الكذاب.. ياريت تسأله بقا هو عمل كده ليه... لم يتحمل عاصم الوقوف اكتر من ذلك فالجميع ينظرون له بصدمه لكن هناك نظرتان قامو بدبحو النظره الاولى لمحمود فهو لاول مره يرى فى عيناه خذلان وعتاب وكسره وهو الذى رباه كأبنه تماما ولم يفضل بينه وبين أبنائه بل العكس فهو فى اغلب الاوقات كان يفضله عليهم ...والنظره الثانيه كانت لإيمان لم يستطتع تفسرها تماما فهىكانت تحمل العديد من الاشياء لكنه أستطاع تفسير احدهم وكان من بينهم البغض والكره الذى ظهر فجأه على وجهها ..لا لا لن يستطتيع تحمل تلك النظره منها خاصا وهى حبيبته نعم هو يعترف بذلك فأنه يعشقها منذ الصغر ولم يصرح بذلك لاى شخص حتى شعر ان الوقت قد حان ليعترف لها لكن ها قد آتى خالد وهدم كل شئ... لكن لا لن يتحمل اللوم وحده فخالد كان له اليد الاولى فى ذلك.. 

صرخ بهم فىانفعال وغضب : مالكم كلكم بتبصولى كده ليه... ايوه انا الى حطتلو المخدرات وكنت عاوزه يتسجن.. 

-هتف محمود بعصبيه : ليه تعمل كده ! إيه السبب ؟

-رد عاصم بغضب وها هو يفتح قلبه للمره الاولى : ﻻنه كان السبب فى موت عمر أخويا وبسببه اخويا أتقهر ومات بحسرته 

-هتف خالد مذهولا : انا!  طب أزاى 

-صرخ عاصم به ساخرا : إيوه أستعبط أستعبط ...عمر كان بيحب شيرين بقاله فتره كبيره لكن هيا ماكنتش شايف غيرك..هو صرح لها بحبه لكن هيا صدمته وقالتله انها بتحبك وعمرها ما هتفكر فيه ولا تبصله وقالتله انه شخص تافه ومايتقارنش بيك وفضلت تقوله كلام كتير لدرجة انه شعر انه شخص تافه زي ماهيا قالتله وهو علشان بيحبك اكتر منى انا شخصيا سكت ومقالكش  وكتم فى نفسه ..لكنه دمر نفسه بشربه للمخدرات فى البدايه الحشيش.. لكن لما أن انت هتتجوز شيرين مقدرش يستحمل خاصا لما شيرين بعتتله صور رومانسيه جدا  ليك انت وهيا ومعاها دعوة الفرح و زى مابيقوله دى كانت القشه الى قسمة ضهر البعير ففضل يشرب فى المخدرات لحد ما فى يوم اخد جرعه زايده ومات .. وأنا مقدرتش أستحمل موت أخويا خاصة بالطريقه دى وقررت أنتقم منك بنفس الشئ الى مات هو بيه وحطتلك المخدرات... أنهى كلامه ودموعه تسيل على وجهه بغراره وهو يسترجع مظهر أخيه و روحه قد فاضت إلى بارئها ومات على معصيه كتلك ..يشعر بالالم والمراره فى حلقه وكأنه قد مات الان فهو كان يعتبره مثل أبنه وليس اخاه 

شلت الصدمه ألسنتهم جميعا لكن خالد هتف بشرود والحزن واضح على محياه : طيب لما انت عارف كده ليه مقولتليش ليه... وبعدين انا أساسا اكتر واحد بكره شيرين هو كان عارف دا.... لكنه هتف فجأه وهو يحدث نفسه بصوت مسموع : معقول كان مفكرنى بضحك عليه وبقوله كده بس علشان أكره فيها وأتجوزها انا ....

-رد عاصم بنبره باكيه وقد تلاشت قوته مع تذكره لاخيه الحبيب: انا مكنتش أعرف اى حاجه الى لما مات لقيته كاتب جواب بكل الكلام الى انا قولته دا وقد إيه كان بيعشق شيرين 

هنا هتف خالد بأتهام لابيه : انت السبب فى موته... يعنى لو كنت صدقتنى ساعتها كان زمان عمر دلوقتى عايش بينا ومتجوز الى بيحبها.. الى هيا نفسها مقدرتش حبه ....والله العظيم ما هسيبها تتهنى بحياتها والست سنين الى سبتها متعلقه فيهم مش كفايه.. 

- لأ دا حق أخويا انا وانا الى هاخده ...(هتف عاصم بها فى غضب) 

رد عليه خالد ساخرا : عاوز تنتقم منها طب أزاى وانت الى جايبها الفرح النهارده ..كفايه عليك مره واحده و هيا انك انتقمت من الشخص الغلط المره الى فاتت 

-صرخ عاصم به: انا جبتها هنا علشان عارف انها بتكرهك لانك سبتها بعد جوازكم بشهر ومحدش كان عارف مكانك وكمان لما سبتها كده عرفت انك مش بتحبها لكنك برضو فضلت فى نظرى قاتل أخويا فقولت أستفيد انى اوقعكم فى بعض وكمان لو طلبت منها أى شئ علشان تنتقم منك كانت هتنفذو علطول  وانا عارف انك مش بتطقينى وكنت عاوز تفكرش جوازى من إيمان فقولت ألهيك بيها لحد ماالحفله تخلص ....

- هتف خالد بغضب :برافو هايل يافنان تفكير شياطين بجد 

-رد عاصم بنفاذ صبر : خالد بلاش سخريه لوسمحت ..انا كل الى عملته دا وانا معرفش الحقيقه ...كان انتقامى عامينى ...

هنا خرج صوتها مبحوح وضعيف : ويا ترى انا كمان كنت جزء من أنتقامك دا 

نظر لها وجد الضعف والحزن مرسوم على وجهها بوضوح فهتف بصدق لاول مره : لا انا عمرى ما فكرت أخدك بذنب أي حد تانى وكمان انا مقدرش انتقم منك انتى بالذات علشان بحبك 

نظرت له عند تصريحه ذلك وعندما وجد أستجابه أكمل قائلا : أيوه والله العظيم بحبك من زمان أوى كمان وفضلت مستنى الوقت المناسب علشان أطلبك من عمى.. 

كانت تتصارع مع قلبها وعقلها لاتعرف أتسامحه لانه كان ضحيه أعتقادته وأفكاره  ام تكرهه لانه كاد ان يتسبب بسجن شقيقها لولا أنجاه الله من ذلك الفخ .. كانت حائره بالفعل وهمت لتنطلقت لغرفتها مسرعه حتى تحتمى بها  لكن قبل ذلك قالت كلمه وقف لها قلب عاصم.. 

- طلقنى.. وقبل ان يستوعب عاصم أسرعت هيا إلى غرفتها.. فتهاوى هو على الاريكه ووضع  رأسه بين يده والحزن والغضب والضيق والالم كانو جميعا يتسارعون داخل.. لا يعلم ماذا يفعل حتى يجعلها تتراجع عن قرارها ذلك.. شعر محمود بأنه السبب بكل ماحدث ..فجلس بجواره وربت على كتفه وكأن عاصم كان ينتظر تلك الفعله فأنطلق لحضنه وشرع فى البكاء الذى حبسه لسنوات هاهو الان يسمح له بالخروج دون خجل.. أستقبله حضن محمود بحنان رغم انه يشعر بالغضب منه وهتف بعتاب وندم : 

-اناأسف يا بنى انا السبب لو كنت صدقت خالد مكنش حصل كل دا.. وانت كمان لازم تعتذر لخالد على الى عملته معاه دا كان ها يوديه فى داهيه لولا ستر ربنا. وان شاء الله هحاول أصلح كل شئ.. 

رد عاصم بصوت مبحوح من آثر البكاء : بس إيمان عاوزه تسيبنى يا عمى 

- متقلقش إن شاء الله هتسامحك ...أمن عاصم على دعائه قائلا : اللهم امين 

شعر خالد بالغيره من عاصم فى ذلك الوقت فبدلا من ان يحتضنه والده ويخبره كم كان مخطئ بحقه هاهو يحتضن عاصم ويشد من أذره بدلا منه... شعرت زينات بما يدور فى خلد ولدها فقامت ناحيته وأحتضنته على الفور وهتفت بصوت أمومى حانى وهى تربت على ظهره بحنان : عمرى ما صدقت انك تعمل حاجه زى أبدا و دايما قلبى كان بيقولى خليكى واثقه فى تربيتك ليه لانه عمره ما خذلك ابدا.. و عاوزاك تفهم حاجه مش معنى انى كنت ساكته يبقى كنت مصدقه الى أتقال عليك.. سامحنى يبنى انا بعترف ان سكوتى دا كان غلط.... 

-أبتعد خالد عنها قليلا ثم قبل يدها بحب وقال : 

-رغم انى كنت زعلان من سكوتك بس كنت واثق انك مصدقانى....ثم هتف بمرح نوع ما : وبعدين حد يزعل من القمر دا برضو 

كان محمود يشعر بالخجل من ولده ولايعرف كيف يواجهه بعد كل ماحدث لكنه قال بشئ من المزاح :

-انت بتعاكس مراتى وانا قاعد يا ولد 

-ابتسم خالد أبتسامه باهته وهم ان يرد لكن أوقفه صوت سقوط شئ ما بداخل الغرفه التى ترقد بها حبيبته فأسرع على الفور ووراءه مصطفى وعبدالرحمن ويتبعهم زينات ومحمود وعاصم 

----------------------------

 

يجلس على فراشه يسترجع ذكريات صباح ذاك اليوم عندما جلس مع تلك الطبيبه التى حركت شئ ما داخله لا يعرف ماهيته اخذ يتذكر تلقائيتها فى الحديث وكأنها كانت تنتظر ان يسألها احد حتى تتخلص من ذلك الامر الذى يجثو على صدرها بقوه ... بعدما طلب لها عصير الليمون تنحنح قائلا- 

-لو مش هضايقك بسؤالى.. ممكن أعرف هو عاوز إيه منك بعد ما أطلقتو ؟

-هتفت بتلقائيه : عاوزنى أرجعلو وأعيش خدامه تحت رجليه زى ماكنت قبل كده ويقعد يضرب ويهين فيا زى ما هو عاوز ومحدش يحاسبه وفى الاخر يقعد يعتذر منى بعد كل مره يعمل كده

-هتف بضيق : طب وفين اهلك أزاى يسمحولو يعمل فيكى كده !

ردت ساخره : اهلى... ههههه اهلى دول هما السبب فى المعاناه الى عيشتها.. انا والدتى متوفيه وبابا أتجوز بعد ماما اتوفت علطول والى عرفته بعدها انهم كانو بيحبو بعض من زمان بس فى ظروف منعتهم يتجوز.. المهم مرات أبويا دى مبتخلفش.. وبدل ما تعتبرنى انا وأخويا ولادها اعتبرتنا أعدائها وكانت بتسلط بابا علينا وكان دايما يضربنا و جه يوم كنا رايحين المدرسه انا كنت فى ثالثه ثانوى واخويا فى اولى ثانوى المهم طلبنا مصروف من بابا فهو صدمنا بأنه كفايه تعليم لحد كده وانه مش هيقدر يتحمل مصاريفنا احنا الاثنين اكتر من كده.. انا كان حلمى اكون دكتوره وأخويا كان نفسه يدخل هندسه ...حاولنا مع باباه كثير وهو كان رافض جدا لحد ما اخويا اقنعه انه يسبنى انا اكمل تعليمى وهو الى هيسيب المدرسه  وهيشتغل ويساعدو وافق وقالنا انه هيسبنى أكمل ورغم انى كنت رافضه انى احقق حلمى على حساب حلمه هو لكن هو اصر انى انا اكمل وقالى ان دا هيخليه سعيد فوافقت...وقبل الامتحانات بشهر جه بابا قالى انى لازم أسيب الدراسه علشان أساعد مراته فى شغل البيت لانها تعبانه فرفضت لانها ولا تعبانه ولاحاجه ودى ماهى الاحجه علشان تخلينى أسيب المدرسه ولما رفضت رجع تانى قالى انى لازم أسيب المدرسه فضلت اعيط وأترجاه وأبوس أيده وأيد مراته وكنت شايفه الشماته والكره فى عيونها ليا كانت بستمتع بعذابى وفى النهايه وافقت انى أساعدها فى شغل البيت بالاضافه لانى اشتغل كمان علشان اجيب مصاريف دروسى ودا كانت شرطها هيا وبابا وافق على كده.. اى حاجه هيا تقولها لازم يبنفذهلها علطول.. مكانش ليا إلا اخويا كنا بنشكى لبعض اخر الليل همومنا وآلامنا ..جت فترةالامتحانات ...وكنت بحاول على قد ماأقدر أنى اتجنبها علشان متعمليش مشاكل والامتحانات تعدى على خير وهيا ماشاء الله كانت بتتفنن أزاى تضيعلى وقتى فى حاجات تافه علشان تخلينى مذاكرش.لكن بفضل الله ورغم الساعات القليله الى كنت بذاكرها قدرت اجيب مجموع كلية طب واحقق حلمى انا وأخويا... ومن فرحتى بعد ماشوفت النتيجه قولت اول واحد لازم أفرحه هو اخويا رجعت البيت لكن أتصدمت صدمة عمرى ويوم فرحتى أتحول من فرح لحزن شديد ومؤلم بشده ...

هتف حازم بحنان وهدوء حينما رأى دموعها المنهمره على وجهها وأرتجافتها الشديده : طيب أهدى خلاص بلاش تكملى لو هتتعبى... 

-ردت بشرود وبكاء: لأ انا هكون كويسه لما أحكى انا نفسى اخرج الى جوايا من زمان... 

أخويا الوحيد الى مليش غير فى الدنيا دى مات وسبنى لوحدى من غير سند ولا ضهر ومن قهرتى وحزنى عليه قعدت فتره مبتكلمش...وبعدين قررت انى لازم احقق حلمه لازم اخليه يفتخر بيا حتى لو ميت أكيد هيحس بيا ماهو انا مليش غيره يفرح لفرحى ويحزن لحزنى فكنت كل تقدير كويس اجيبه أروح أزوره فى المدافن وأقوله وأتكلم معاه بالساعات وبعدين أروح.ولما كنت اعمل كده كنت بحس بفرحه كبيره ...المهم تعدى الايام ويبدأ زى اي بنت يجيلى عرسان ورغم انى كنت رافضه الموضوع دا من جوايا إلا انى كنت شيفاه طوق نجاه ليا من بابا ومراته لكن بابا كان بيرفضهم بحجة انه مش معاه يجهزنى زى اى بنت وقالى بالحرف (انا مستنى الى يجى ياخدك من غير ما أدفع ولا مليم حتى لو جوزتك وانتى عندك أربعين سنه ميهمنيش المهم عندى مخسرش فلوسى)  وعدت الايام وخلصت دراستى الحمدلله وبعدها بفتره سمعت بابا ومراته بيتكلمو وبيضحكو وعرفت من كلامهم ان مامه ماتت من حسرتهاوقهرتها بسبب مراته دى أتصدمت معرفتش اعمل إيه دول ناس شياطين بس للاسف معنديش مكان تانى أروحله بعدها بكام يوم جه العريس الغنى الى هياخدنى من غير اى جهاز  زى الى بابا كان مستنيه قررت انى أوافق وأرحم نفسى من الجحيم دا بس مع الاسف خرجت من جحيم لجحيم أكبر ...وأكتشفت بعد الجواز بفتره أنه بيسكر وبيعرف بنات وبلاوى تانيه كتير ولما كنت بواجهه كان يفضل يضرب فيا ومايسبنيش الا لما يغمى عليا وبعدين يعتذر منى ويوعدنى انه مش هيعمل كده تانى..لكن كل مره كان بيخلف وعده. ومره من المرات الى ضربنى فيهم أكتشفت انى حامل والجنين نزل بسبب الضرب ولما روحت المستشفى كانت الدكتوره الى بتكشف عليا كانت معايا فى الكليه لما شوفتها كأنى شوفت حبل النجاه الى هينقظنى من الموت حكيت ليها كل حاجه وقررت تساعدنى ورفعت قضية طلاق وبالتقارير الى معايا قدرت انى اطلق منه وقبل ماأعمل كل دا كنت أستلمت الشغل هنا وقدرت ااجر شقه أقعد فيها  ومحدش كان عارف مكانى ومر كام شهر كنت مرتاحه فيهم من المشاكل والقرف بس أديه قدر يوصل لمكانى وانا مش عارفه هعمل إيه... 

-تنهد بقوه ثم قال وهو يشعر بالشفقه عليها : ياااااااه كل دا شايلاه جواكى انتى بجد جبل ...ولو حاول يأذيكى بأي شكل من الاشكال قوليلى وانا هعلمه الادب 

-ردت بتوتر : شكرا ليك يادكتور كفايه انى تعبت دماغك بحكايتى... انا مش عارفه ازاى اتكلمت معاك أزاى بس كل الى اعرفه انى أرتحت لحضرتك... بس ممكن طلب يادكتور 

-رد حازم بهدوء : أتفضلى طبعا..

-ممكن كل الى قولتهولك محدش يعرفه أعتبرنى محكيتش حاجه خالص ولا كأنك سمعتنى ..

-هز رأسه بإيجاب وقال بهدوء : من غير ماتقولى يادكتوره سرك فى بير.. بس أوعدينى لو الحيوان دا أتعرضلك تانى تقوليلى ..اعتبرينى اخوكى 

-هزت رأسها بإيجاب وقالت : أوعدك.. واكيد طبعا ليا الشرف ان حضرتك تكون أخويا ...بس طالما انت عرفت كل حاجه..يبقى لازم تعرف مرات بابا دى تبقى مين.... نظر لها بعينيه يحسها على الكلام فهتفت بمراره و بما جعله يعجز عن الكلام : مرات بابا تكون خالتى اخت أمى ..ثم تركته وذهبت دون ان تنتظر رد

اما هو فهتف بذهول : معقول خالتها وتعمل فيها كل دا ! خالتها الى كان المفروض تكون.فى مقام أمها طيب وانت مستغرب ليه أذا كان أبوها نفسه عمل كده جت على خالتها.... أستغفر الله العظيم يارب 

-عاد من شروده وقد قرر فعل أمر ما ويتمنىمن الله ان يكون هو القرار الصحيح.. وحينما وصل لذلك ذهب لوالدته حتى يخبرها ماتوصل له ...

*********************


أسرعو جميعا للغرفه ليرو مايحدث وكان اول من دخل الغرفه خالد فوجدها تجلس على الفراش وتضم ساقيها لصدرها و دموعها تسيل والصمت حليفها ظل ينظر لها بحزن وقال : آلاء انا أسف بس لما تعرفى الى حصل وخلانى اخبى عليكى هتسامحينى ان شاء الله.. وانتى وعدتينى تسمعينى صح 

-ردت بجمود : سمعت كل حاجه قولتها

سعد هو انها علمت الحقيقه وانها لن تتركه لكن شعر فجأه باليأس حينما رأى جمودها هذا وقال بترقب :

- وسامحتينى ؟ 

-ردت ببرود قاتل : انا لما وعدتك أسمعك ماوعدتكش ان أسامح صح 

-ردخالد بغضب من برودها ذلك وقال: بس اكيد عرفتى انى مظلوم صح

-قالت آلاء بحزن : و انت وعدتنى متخونش ثقتى فيك وكنت عارف اكتر حاجه بتوجعنى وعملتها... لو كنت صارحتنى من الاول كان الوضع اختلف 

-يعنى إيه ؟ وقبل ان ترد عليه وجدو من  يطرقون الباب عليهم فأخبرها خالد بأن تضع الحجاب على رأسها لانه من ا....


      الفصل الثامن والعشرون ج1 من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات