رواية الماسة المكسورة الفصل العشرون 20 جزء ثاني بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل العشرون 20 جزء ثاني 

بقلم ليله عادل


في أحد الفيلل، الثانية عشر ظهراً

ــ الحديقة.

ــ نشاهد سيارتين ملاكي باهظتي الثمن متوقفتان خلف بعضهما، وبعد ثواني هبط منهما عائلة ماسة ومعهم بعض الحراس كان من ضمنهم شاكر وعثمان من حراس سليم.


شاكر وهو يشير بيديه نحو الفيلا باحترام:

ــ اتفضلوا من هنا؟


بدأت عائلة ماسة بالتحرك .. حتى دخلوا الفيلا ..

كانت فيلا كبيرة من طابقين أثاثها مودرن في منتهى الجمال والشياكة، أخذوا يمررون أنظارهم على أركان الفيلا بإنبهار شديد، ليس لأنهم يشاهدون مثل هذه الفيلا لأول مرة !! بل لأن تلك الفيلا الفخمة بأثاثها الراقي أصبحت ملكاً لهم،  كما قام سليم بتسجيلها بإسم مجاهد لتصبح ملكاً له.


اقترب منهم شاكر وهو يقول:

ــ أتمنى الفيلا تكون عجبتكم لو في أي مشكلة كلموني..

مد يده وأعطى لمجاهد كارت وهو يقول:

ــ اتفضل ده رقمي عشان لو احتجت أي حاجة في أي وقت تكلمني، بالنسبة للحراسة، الرجالة هتبقى موجودة كمان نص ساعة بالظبط، وهتتوزع على الفيلا كلها...


قام بعمل إشارة بيده جاء ثلاث خدامات وسفرجي كانت احداهم ترتدي تايير يبدو أنها رئيسة للخدم.. ووقفو صف بجانب بعضهم باحترام.


أكمل شاكر بتعريف:

ـ دول الشغالين، في أتنين جناينية برة ..


أشار على السيدة التي ترتدي تايير وقال:

ــ أزهار هي المسؤولة هنا هي نصها مصري والنص الثاني إيطالي، وعاشت أغلب عمرها بين تركيا وأمريكا و ايطاليا أي حاجة تحتاجيها يا هانم كلمي أزهار على طول.


سعدية:

ــ تمام.


أكمل شاكر:

ـ الفيلا جاهزة من كل حاجة، لو في أي حاجة ناقصة أنا موجود لحد ما الحراسة تيجي وأوزعها بنفسي، لو محتاجين أي حاجة بلغوني..


كاد أن يتحرك توقف بتذكر قال:

ــ آها نسيت من بكرة في بعض المدرسين هيجوا عشان خاطر البهاوات الصغيرين وعشان حضراتكم كمان، وهما طبعاً هيبلغوكوا بكل حاجة وهظبط معاهم المواعيد المناسبة ليكم أنتم..


وضع يده داخل جيب جاكيت بدلته وأخرج هاتفه المحمول وقام بعمل مكالمة..

ـ ألو سليم بيه.


أتاه صوت سليم من الاتجاه الآخر الذي كان يجلس مع ماسة في الشرفة وسط الطبيعة الجميلة وهو يضع قدما على قدم بهيبة تليق به.


سليم باقتضاب:

ـ ها وصلوا


شاكر بتأكيد:

ـ وصلو يا باشا واستلمو الفيلا مني حالا، ونص ساعة والحراسة هتكون موجودة وأنا هفضل معاهم زى ما أمرت.


سليم:

ــ تمام لو احتاجوا أي حاجة نفذها من غير أي تفكير ماشي. 


سعدية وهي تنظر له قالت:

ــ هو اللي معاك ده سليم بيه؟


هز شاكر رأسه بإيجاب أكملت:

ـ طب هات أكلمه.


شاكر:

ــ والدة ماسة هانم عايزة تكلمك.


سليم:

ـ ماشي 


سعدية باحترام:

ــ أزيك يا سليم بيه عامل إيه؟


سليم بتهذب:

ــ الحمد لله يا سعدية أنتي أخبارك إيه؟ إن شاء الله الفيلا تكون عجبتكم وأي حاجة تحتاجيها اطلبيها من شاكر، شاكر مسؤول عنكم لحد ما أرجع إن شاء الله.


سعدية بامتنان:

ــ طبعاً عجبتنا وأحنا نقدر نقول حاجة ده ولا الحلم، والله الواحد مش عارف يقولك إيه على كل اللي أنت بتعمله معانا ده، ربنا يكرمك يا رب ويسعدك، والله الشقة كانت حلوة كلفت نفسك والله يا بيه. 


سليم بتهذب ولطف:

ــ لا ما تقوليش كده دي حاجة بسيطة جداً أنتم مقامكم كبير أوي عندي يا سعدية، وبكرة في مدرسين هيجوا عشان يعلموكم شوية حاجات غير طبعا هيجي لكم مدربين عشان خاطر يعلموكم السواقة عشان بعد ما شاكر يقول لي تمام هجيب لكم عربيتين، ولحد ما ده يحصل العربيتين اللي جيتوا فيهم تحت أمركم في أي وقت.


سعدية:

ـ ربنا يكرمك يا رب والله كتير ألف شكر هي ماسة جنبك؟


سليم:

ـ آه ثانية واحدة ..


وجه سليم نظراته لماسة وهو يقول بحب:

ــ aşkım ماما عايزة تكلمك.


نظرت له بحب وابتسامة واسعة وأخذت منه الهاتف.


ماسة بسعادة وشوق:

ــ أمي أزيك عاملة إيه وحشتيني أوي كلكم عاملين إيه طمنيني عليكم رحتوا الفيلا عجبتكم لو في أي حاجة قوليلي يا أمي ما تتكسفيش. 


سعدية:

الحمد لله يا حبيبتي أنتي عاملة إيه طمنيني عليكي ها أنتي فين دلوقتي؟ 


ماسة:

ــ في إيطاليا وهنسافر خلاص قريب وهنروح أسبانيا.


تحركت سعدية بعيداً عن شاكر للتحدث بأريحية:

ــ ما شاء الله ما شاء الله ربنا يسعدك يا حبيبتي أنتي كويسة كدة يا حبيبتي قوليلي مبسوطة يا ماسة ولا مش عارفة تتكلمي عشان سليم جنبك دايما.


نظرت ماسة بطرف عينها نحو سليم الذي أنتبه جيدا لتلك النظرة وفهمها، أشاح بوجهه للاتجاه الآخر وأخذ أحد المجلات من على الطاولة آلتي أمامه، وأخذ يتصفحها لجعلها تتحدث بأريحية.


ماسة بصوت منخفض لحد ما:

ــ والله العظيم مبسوطة أوي يا أمي لو قلت غير كدة أبقى إنسانة وحشة وكدابة ربنا يخليه ليا يا رب ويقدرني أسعده زي ما هو بيسعدني مش حارمني من أي حاجة.


سعدية:

ــ ربنا يخليهولك يا حبيبتي وأنتي كمان يا ماسة زي ما قلتلك قبل كدة يا حبيبتي عينك دايما شبعانة واللي يجيبهولك قولي عليه الحمد لله يا حبيبتي عشان ما يقولش عليكي طمعانة فيه.


ماسة ببراءة:

ــ والله يا ماما ما طلبت منه حاجة، الحاجة الوحيدة اللي طلبتها بس أنه يعلمني هو أنا كدة غلطت؟


سعدية:

ــ لا ياحبيبتي ماغلطتيش عشان تبقي واجهة ليه برده، يبقى هو كدة ما شاء الله عليه بيتعلم وبيقرا ويكتب وخريج جامعة كبيرة وأنتي جاهلة هو أصلاً المفروض كان علمك من قبل ما تطلبي حتى، بت أوعي يكون سامعني.


ماسة:

ــ لا لا ما تقلقيش هو فعلاً كان حاطت الموضوع في دماغه بس كان مستني شوية يعني عشان أحنا لسة متجوزين، المهم أنتم كويسين أنتوا وحشتوني أوي نفسي أشوفكم.


سعدية:

ــ أحنا كويسين يا حبيبتي طول ما أنتي كويسة بت يا ماسة أوعي تزعلي سليم منك ما شاء الله عليه بيحبك وعايزة أقولك مش حارمنا من حاجة بالرغم إنه بعيد.


ماسة:

ـ والله العظيم يا ماما ما بزعله أسأليه حتى.


كانت سلوى تقف بجانب سعدية وهي تترجاها أن تتحدث مع ماسة لأنها اشتاقت لها:

ـ خليني أكلمها بقى وحشتني ياما هاتي بقي.


سعدية:

ــ يابت أصبري.


سلوى:

بقالك ياما بتكلميها هاتي بقى.


مجاهد:

متسيبي البت تكلمها وأخواتها يكلموها وأنا كمان عايز أكلم البت شوية ده أنتي ست رغاية. 


سعدية:

ـ يا ساتر عليكم.. بت هبقى أكلمك في التليفون بالليل عشان نتكلم براحتنا خدي كلمي أختك أهي.


سلوى:

ــ أزيك يا مسموسة، عاملة إيه وحشتيني وحشتيني أوي مش هشوفك بقى هتفضلي مسافرة كدة كتير.


ماسة بلهفة:

ــ والله العظيم وانتم كمان وحشتوني أوي مش عارفة بس لسة هفضل مسافرة شوية المهم أنتي عاملة إيه... سليم قال لي بكرة هيبعت لكم ناس عشان يعلموكم حاجات في الأتيكيت، سلوى عايزاكي تشرفيني عشان خاطري.


سلوى:

ــ ما تقلقيش خدي كلمي أبوكي عشان عايزك.

.أخذ مجاهد الهاتف منها وبحنان الأب:

ــ أزيك يا حبيبتي عاملة إيه طمنيني عليكي.


ماسة بشوق:

ــ الحمد لله يا بابا أنا كويسة بخير حضرتك عامل إيه وحشتني.


مجاهد:

ــ أنا الحمد لله قوليلي يا ماسة سليم عامل معاكي إيه لحد دلوقتي كويس متخبيش عليا وما تخافيش قولي.


ماسة بتأكيد:

ـ والله يا بابا أنا مهما أحكيلك مش هقدر أوصفلك صدقني مش بقول كده وخلاص انا بعيش أسعد لحظات حياتي، سليم بجد حنين أوي حنية الدنيا كلها فيه ومش حارمني من حاجة .


مجاهد برجاء:

ــ ربنا يهدي سرك يا حبيبتي ويسعدك يارب ويخليكي لجوزك ويخلي جوزك ليكي، خدي كلمي اخواتك بقى.


عمار:

ــ ماسة عاملة إيه بقول لك إيه أنا عايز كوتشي من إيطاليا ما ليش دعوة.


ضحكت ماسة:

ــ هجيب كل اللي انتم عايزينه أنا كل ما بروح مكان بجيب لكم منه حاجات كتير هجيب لكم كذا شنطة مليانة هدايا ومش هنسى الكوتشيهات طبعاً اللي أنت بتحبها. 


عمار:

ـ ربنا يخليكي لنا يا حبيبتي.


وأخذت ماسة تتحدث مع اشقائها عمار ويوسف وسلوى لوقت


وبعد الانتهاء أخذوا يتجولون في الفيلا وكانت السعادة تغمرهم بشدة


💞ـــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل ⁦(⁠.⁠ ⁠❛⁠ ⁠ᴗ⁠ ⁠❛⁠.⁠)⁩


بعد أيام عديدة.


ــ مجموعة الراوي، الثانية عشر ظهراً.


ـ كان عزت يجلس على مقعد مكتبه ويبدو عليه الضجر الشديد وهو يضع سماعة الهاتف على أذنه، كانت تجلس فريدة وفايزة على المقاعد الأمامية للمكتب تنظران له بتوجس كأنهما تستمعان إلى خبر سيء، وضع عزت السماعة بقوة وعصبية.


فريدة:

ــ خير يا باشا.


عزت بضجر:

صفقه البترول راحت مننا، الصفقة إللي كانت أملنا في تعويض خسارة الملايين اللي خسرناها بسبب أخواتك.


فايزة بنبرة مكتومة باختناق:

ــ الصياد برده.


عزت بغل:

ــ تؤ، طلعت العلايلي.


فايزة بتجبر:

ــ واضح أن حرقة المخازن ماربتهوش. 


فريدة بضيق وهي تزم شفتيها:

ــ أحنا كنا محتاجين جداً للصفقة دي.


وجه عزت نظراته لفريدة متسائلا:

ــ أنا مش فاهم الصفقة دي إزاي راحت مننا، هو أنتم قدمتوا عليها أمتى يا فريدة؟


فريدة:

ــ صافيناز قدمت عليها بعد ما شافت كراسة الشروط على طول، ما تأخرناش يعني يا باشا، وأنا وإبراهيم كنا متابعين معاها كويس وقدمنا سعر حلو جداً.


أثناء حديثهم طرق الباب و دخل أحد الموظفين الذي يبدو أنه من رؤساء الأقسام.


رفع عزت عينه نحوه وقال بشدة متسائلا:

ـ أنا عايز أفهم حاجة واحدة إزاي ده حصل؟ 


الموظف وهو يقف في احترام موضحاً:

ــ عزت باشا أحنا قدمنا أحسن الضمانات وأحسن العروض، بس واضح أن طلعت والصياد دفعوا فلوس للجنة، عشان ياخدوا الصفقة دي، رشوة يعني.


فايزة بغل تتحدث بين أسنانها:

ــ بيحاربوا بخسه وندالة، نسوا نفسهم الكـلاب، عزت أنت لازم تعمل حاجة وتربي الحشرات دول؟


عزت:

ــ أكيد هعمل كدة بس كل حاجة ليها وقتها.


فايزة بحدة:

ــ وقتها ده هيبقى أمتى يا عزت؟ إنت مش شايف إحنا بقينا عاملين إزاي؟! بقينا على المحك يا سعادة الباشا، لازم حد فيهم يتربى ويدفع الثمن، عشان يفوقوا من الوهم اللي هما عايشين فيه، ويعرفوا هما إيه وأحنا إيه.


عزت بعقلانية وثبات:

ــ أنا مش فاضي دلوقتي للانتقام، هانتقم لما أبقى قوي، هانتقم لما أعرف أعوض خسارتي، وسمعتي في السوق اللي أولادك ضيعوها. 


فايزة بدفاع:

ــ مش ولادي بس السبب، إللي حصل أكبر كمان من صافيناز ورشدي.


فريدة بتأييد وعقلانية:

ــ مظبوط صافيناز ورشدي ما كانوش قد المسؤولية بس مينفعش يتحملوا مسؤولية إللي حصل لوحدهم، يعني الصفقة بتاعة النهاردة، إحنا قدمنا الشروط وبنزاهة لكن هم لعبوا من تحت الترابيزة.


الموظف:

ـ مظبوط يا باشا صافيناز هانم ورشدي بيه مش هم بس اللي مسؤولين عن إللي بيحصل، واضح إن فيه حاجة كبيرة بتحصل، وعايزين يورطوا رشدي باشا وصافيناز هانم في الموضوع وبيستغلوا أنهم لسة قريب شايلين مسؤولية المجموعة بعد سفر سليم بيه. 


فايزة:

ــ هو ده اللي أنا بتكلم فيه.


فريدة:

ــ والأهم من ده لازم حضرتك تطلع وتتكلم في التليفزيون عن الحادثة اللي حصلت في فندق شرم، وإن حادثة زي دي ممكن تحصل في أي مكان في العالم الصحف الصفراء مش ساكتة واضح إنه مدفوع لهم والبورصة بدأت تنزل بشكل غريب. 


عزت بتأكيد:

أنتي اللي هتطلعي وتتكلمي يا فريدة، أنتي اللي مسؤولة عن المواضيع دي بلاش صافيناز أنا عايزك أنتي اللي تتكلمي. 


فريده رأسها بايجاب:

ــ أمرك يا باشا.


رفع عزت عينه نحو الموظف وقال:

روح إنت دلوقتي، وبكرة فيه اجتماع مهم الكل لازم يحضره


هز الموظف رأسه بإيجاب وتوجه للخارج.. 


أكمل عزت قائلا بضيق وحيرة: 

ــ أنا أول مرة يحصلي كل الصفقات دي تضيع ومنهم واحدة تتسرق، غير مشكلة الفندق فيه حاجة غلط، فيه حد بيحفرلنا، الصياد والعلايلي، والشعراوي أصغر من إنهم يعملوا كدة لوحدهم.


فايزة

ــ تفتكر وصلوا للتابيلو؟!


عزت باستنكار وقوة:

ــ حتى لو وصل له! إحنا اللي عاملينوا، أبويا إللي عمله، وخلاه كبير بعد مستر مارشال، عموماً كله هيبان، بس فعلاً هما مش هيكونوا بالجراءة دي والقوة دي إلا لما يكون حد وراهم كبير من برة،

مش الصياد ولا الشعراوي بس اللي عايزين عيلة الراوي تنتهي، في كتير في مصر وبرو مصر وكله هيبان، وكله هيدفع الثمن، المهم أحنا عايزين نشوف حل، دي مش أول صفقة تضيع مننا، أنا شكلي غلطت لما فكرت أثق في صافيناز ورشدي. 


فريدة بهدوء وعقلانية:

ــ بابي لو سمحت أهدى ماحصلش حاجة لكل ده، آه طبعاً إحنا مش واخدين على الخسارة، وأن اللي حصل ده حاجة غريبة بالنسبة لنا، بالأخص حوار السرقة ده بس عادي يعني إحنا لسة أقوياء ما حصلش أي حاجة كام صفقة ضاعوا وصفقة اتسرقت، والمشكلة بتاعة الفندق أنا هخلصها وهتنتهي النهاردة قبل بكرة، خليك واثق فيا يا باشا، أنت أهدى بس وكل حاجة هتعدي، أهم حاجة يا باشا إنهم يحسوا إن أحنا ولا اتهزينا 


فايزة بتأييد مصحوب بتكبر:

ــ فريدة بتتكلم صح، هو ده اللي لازم يحصل، لازم نبان قدامهم كلهم إن أحنا ولا اتهزينا ولازم نعمل حفلة ونعزم فيها كل الناس، لازم يعرفوا إن عيلة الراوي لسة زي ما هي مستحيل أي ريح تهزها.


عزت بسأم:

ــ اعملوا إللي أنتو عايزينه، أنا هسافر عشان أعرف اللي بيحصل ده وراه إيه؟ فريدة أنتي اللي هتاخدي مكاني لحد النهاردة وفايزة معاكي وصافيناز ورشدي زي ما هما بس عينك عليهم.


فريدة:

ــ أمرك.


ـ في أحد الكافيهات، الرابعة عصراً.


ـ نشاهد عماد وصافيناز يجلسان على إحدى الطاولات كانت صافيناز ترتدي ملابس كاجوال لكن أنيقة جداً وتضع كاب على شعرها وترتدي نظارة شمسية كأنها تريد أن لا يعرفها أحد


عماد معلقاً:

ـ إيه اللي أنتي عاملاه في نفسك ده؟؟ أكيد مش عشان خاطر سليم !! اعتقد فات فترة كبيرة يجي أربع شهور.


صافيناز بتوضيح:

ـ مش عشان خاطر سليم، عشان اللي حصل فينا.. نسيت الشحنة إللي اتسرقت والمشاكل اللي حصلت الفترة اللي فاتت أنا سايبة الباشا في المجموعة على آخره عشان صفقة البترول إللي راحت، مش هينفع أي مواجهة مع الباشا الفترة دي، أنا أول ما سمعت الخبر روحت القصر غيرت لبسي، جيت جري على هنا وكلمتك.


عمادبعقلانية:

ـ يا روح قلبي، ده طبيعي بتحصل كتير، في أكبر شركات عالم البيزنس معرضة كل يوم للخسارة والربح، والباشا ما عملش كل ده، وكان دايما بيكسب أكيد كان بيخسر في أول بداياته، وإللي حصل ده كان متوقع خصوصاً لما يكون عندكم منافسين، ده أحسن وقت ليهم، عشان يظهروا نفسهم بعد ما سليم خلع. 


صافيناز بضيق تحدثت من بين أسنانها بغل ممزوج بتكبر وإحساس بالذات:

بتحصل، بس مش مع عيلة الراوي، إحنا مش صغيرين، المشكلة إن اللي عمل كدة أتصل وأتحداني الحقير.


مد عماد يديه وأمسك يديها وقال وهو ينظر داخل عينيها بحب بدعم:

حبيبتي أهدي، إنتي أول مرة تمسكي شغل كبير من أول ما سليم سافر، فطبيعي يكون عندكم أخطاء، الباشا طول عمره بعادكم عن الشغل، يدوب ممسكم شوية حاجات تافهة، محلات، تتابعوا البورصة، يعني أي موظف شاطر ممكن يعملها.


صافينار بتوضيح:

ــ الخسارة عندنا في العيلة مش مسموح بيها، ولو مسموح بيها مش بالمنظر ده، مش إن حد يتجرئ ويسرقنا، ممكن نخسر مناقصة، ندخل مزاد مانتفوقش فيه تمام، كل الحاجات دي ممكن الباشا يعديها ويسامح فيها بتحصل يعني، لكن نتسرق في عز النهار، واللي سرقها يتصل ويعلن عن نفسه، الصياد قال لكل السوق إنه هو اللي سرق وماخفش مننا.


عماد بتساؤل:

ــ ليه الباشا ميقتلوش؟! رصاصة واحدة ونخلص منه، ماعتقدش إن الصياد مسنود من حد من برو وما اعتقدش إن موضوع الحريقة ده ممكن يهذه


صافيناز بتوضيح:

ـ بابي ما بيفكرش بالطريقة دي، يعني موضوع القتل مش سكته

وضعت يديها على جبينها بحيرة وأكملت:

ــ أنا مش عارفة أعمل إيه يا عماد؟ لو فضلت كدة بابي هيسحب مني البساط، هو أنا كنت ناقصة؟! أنا خايفة يكون سليم هو السبب، وهو اللي بيعمل كل ده، بس لا، شخصية سليم مش كدة، مش خاين،إحنا لازم نتجوز يا عماد في أقرب وقت، أنا قررت إن إحنا نتجوز أول السنة الجديدة يعني كمان خمس شهور تمام.


عماد بحب:

ــ موافق طبعاً، أنا كل اللي عايزه منك يا حبيبتي إنك متضايقيش، صدقيني أنتي الملكة الجديدة، كل الحكاية أننا محتاجين نصبر، ونركز المرة الجاية، ماتزعليش يا حبيبتي أضحكي بقى فين ضحكتك الحلوة اللي خلتني أموت فيكي.


تبسمت له صافيناز:

أنا بحبك قوي يا عماد، أنت اللي مصبرني على كل القرف ده.


عماد:

ــ وأنا بعشقك، بقولك إيه ما تيجي نسافر الجونا، نقضي لنا كم يوم هناك وتفكي شوية.


صافيناز:

ــ مش هينفع دلوقتي خالص، الباشا مش طايقنا، ولازم نظبط الشغل..، عماد أنا محتاجالك أوي الفترة الجاية.. ممكن تبقى معايا؟:


عماد:

ــ إيه اللي أنتي بتقوليه ده؟! طبعاً أنا معاكي يعني أنا سبت شركتي مع بابا وأملاكي وبقيت شغال معاكي، مجرد موظف، كل ده ليه؟؛  لازم تفهمي أنا بعمل كل ده عشانك أنتي، عشان تحققي حلمك، أنا نفسي تبقي الملكة زي فايزة هانم، ومش هسمح إنك تبقي أقل من كدة.


صافيناز:

ــ أنا عارفة يا عماد إنك تنازلت عن كل حاجة عشان خاطري عشان خاطر تبقى معايا وقبلت إنك تبقى موظف عشان تفضل جنبي وتسندني عشان نحارب على الكرسي، ربنا يخليك ليا يا حبيبي وما يحرمنيش منك أبداً،.. بقولك إيه هو والدك مش هينفع يساعدنا؟


عماد:

ـ آه طبعا ليه لا، بس هيساعدنا في إيه؟ 


صافيناز:

ـ مش عارفة؟! والله ما عارفة أنا ليه أصلا قلت لك كدة.


ربت عماد على كفها وقال:

ـ حبيبتي أهدي بالراحة كل حاجة هتبقى كويسة أنا جنبك خايفة من إيه أضحكي بقى.


نظرت له صافيناز بحب وابتسمت له


♥️ـــــــــــــ🌹بقلمي_ليلةعادل🌹ـــــــــــــــ♥️ 


ــ في أحد الصالات الرياضية، السادسة مساءً.


ــ نشاهد رشدي وهو يجلس على أحد الأجهزة الرياضية، ويقوم بعمل تمارين، كان يبدو عليه الضجر والغضب كأنه يريد أن يخرج كم الغضب الذي بداخله في تلك الألعاب ..

بعد قليل اقتربت منه زيزي وهي ترتدي ملابس رياضية وتمسك بين يديها زجاجة مياه. 


توقفت أمامه وهي تقول بمرح:

ـ هاي رشروش.


رفع عينيه لها قال:

ــ زيزي أخبارك إيه؟


زيزى:

ــ أنت إللي أخبارك إيه؟ وإيه يا أبني اللي بسمعه ده؟


رشدي بشدة:

ــ زيزي أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع ده.


زيزي:

ـ خلاص بالراحة شوية، المهم عادي فكك بتحصل يعني في عالم البزنس أنت بس حاول تمسك زمام الأمور قبل ما تفلت منكم أكتر.


أكمل ما يقوم به ولم يرد عليها، كأنه لم يستمع إلى حديثها، نظرت له لثواني بإنتظار أن يجيبها وعندما شعرت بأنه غاضب بشدة، ولا يريد التحدث إليها، تنهدت وجلست على أحد الأجهزة القريبة منه وبعد دقائق نظر لها وقال


رشدي:

ـ بقول لك إيه هو أبوكي فين؟


زيزي بسخرية:

ــ بابي أكيد في المطعم، أصله من ساعة ما فتح المطعم ده، بقى بيقعد فيه أكتر ما بيقعد في الشركة يمكن عشان كان وهو صغير نفسه يفتح محل يبيع فيه مشاوي ولما حقق حلمه نسي نفسه (ضحكت) بس إشمعنا.


رشدي بتوضيح:

ـ عايز أتكلم معاه شوية، بفكر أشتغل معاه يعني أعمل معاه( deal ) إتفاق، صفقة كدة من إياهم، محتاج فلوس، أي حاجة أعملها عشان تخلي وشي حلو مع الباشا.


زيزي بتحذير:

بلاش، الشغل إللي في دماغك، أنا عارفة أنت عايز تشتغل إيه مع بابي، الباشا لو عرف والهانم هيحصل مشكلة كبيرة جداً، أنت في غنى عنها في الوقت الحالي، أنت عارف عزت باشا مابيحبش الشغل من النوع ده، وبابي حاول كتير يشتغل معاه وينقل شغله معاه الباشا رفض أنت عارف إيه اللي حصل وقتها.


رشدي بعند:

ــ أسمعي مني إنتي وخليني أتقابل معاه.

نظر لها مستنكراً ثم أكمل:

ــ هو أنا أصلا بسألك ليه؟ أنا هكلمه من نفسي.. 


رفع هاتفه وهي تنظر له بقلق و تقول:

ــ رشدي بلاش الدنيا بايظة ماتبوظهاش أكتر بطل عند.


كان ينظر لها رشدي بصمت وعند وهو يتصل بوالدها، وبعد دقائق جاء له صوت من الإتجاه الآخر.


الصوت:

ــ أهلا رشدي  بيه الراوي، إيه لغبطت في الرقم ولا طالبني؟


رشدي:

ـ أزيك يا عيسى عايز نتقابل.


عيسى:

ــ إيه رأيك كمان ساعة في المطعم.


رشدي

تمام هستناك.


أغلق الخط وهو ينظر لزيزى قائلا التى كانت تنظر له بضيق:

ــ بتبصيلي كدة ليه؟ إيه المشكلة، وبعدين عايزة تفهميني إن تجارة الآثار والألماظ والذهب المهربين مش حرام والمخدرات هي اللي حرام؟


زيزي:

ــ انا ماقلتش كدة بس أنا بتكلم على أهلك مش هيسكتوا


رشدي بعصبية:

ــ ملكيش دعوة أنتي خليكي في حالك خسرت أو كسبت أنا اللي هدفع الثمن.


نظرت له من أعلى لأسفل بصمت وعدم رضا


♥️ــــــــــــــــــ بقلمي_ليلة عادل ــــــــــــــ♥️ 


ــ فى أحد المطاعم الكبيرة، السابعة مساءً.


ــ نشاهد أحد الرجال الذي يبدو عليه الثراء والقوة والهيبة يجلس على إحدى الطاولات وكان بجانبه مجموعة من الحراس يحملون السلاح، فهو عيسى الخياط أحد أكبر تجار المخدرات في البلد ويستغل عمله في الاستيراد والتصدير كستارة لأعماله الغير قانونية.


كان يتناول الطعام في فخامة، دخل عليه رشدي سحب المقعد وجلس أمامه بصمت وقوة. 


عيسى وهو يتناول الطعام ولا ينظر إليه قال:

ــ عارف ماحدش بيقعد القعدة دي ولا بالطريقة دي إلا أنتم يا عيلة الراوي..

رفع عينه نحوه وأضاف:

ــ لو حد غيرك عملها كان تصرفي هيكون معاه بشكل تاني.


رشدي بعنتظة:

ــ أديك قولتها إحنا ولاد الراوي، المهم أنا عايز مخدرات عايز أكتر صنف ماشي في السوق، أو لو عايز تشحن وتجيبها من برة لهنا أنا موافق أنا محتاج فلوس. 


عيسى بتفهم:

ـ أنا عارف إن المجموعة الفترة دي بتمر بأزمة، أنا جايلي شحنة مخدرات من روسيا وأنتم ليكوا شغل في روسيا مش كدة؟


رشدي: 

آها.


عيسى بتحذير:

ــ خلاص نشحن المخدرات فيها وتدخل مصر وتاخد 20% يعني 20 مليون دولار بس خد بالك لو الصفقة دي اتمسكت هتدفع ثمنها كلها.


رشدي بتنبيه:

ـ تمام بس الصفقة دي هتكون( secret ) سر .. بيننا وبين بعض وبس الباشا مش هيعرف عنها حاجة.


نظر له عيسى بتعجب وقال:

ـ يعني عزت باشا مايعرفش حاجة عن المقابلة دي؟


نظر له رشدي وقال هو يهز رأسه بإيجاب:

ــ طبعاً ماحدش يعرف حاجة ولا حد ينفع يعرف حاجة غيرنا.


نظر له عيسى لوهلة متعجبا ثم وضع السكينة والشوكة ومسح فمه بالمنديل وركز النظر في ملامحه وقال برفض:

ــ رشدي اللعب من ورا سعادة الباشا مش حلو، وأنا مستحيل أدخل في عداوة مع عزت، كنت فاكر عزت عارف وموافق بس طبعاً، مستحيل يتنازل ويجي يتكلم معايا في حاجة زي كدة بعد رفضه إنه يشتغل معايا،وعشان كدة بعتك، لكن من وراه مش حاقدر.


رشدي بعقلانية:

ــ عيسى أسمع مني خليك معايا، أنت محتاجلي، محتاج تدخل المخدرات بتاعتك مؤمنة وأنت عارف كويس إحنا تأمينا عامل إزاي، وأنت قد إيه اترجيت الباشا عشان يدخلك كيلو واحد، وخلاص سليم مشي ومش هيرجع اتطرد من العيلة، والباشا دلوقتي بيحضرني أنا وصافيناز عشان حد فينا هيبقى الملك الجديد لامبراطورية الراوي، وأنا هبقى الوريث الجديد فاللعب معايا والشغل معايا أحسن ماتخسر كثير في المستقبل، خليك ذكي خلينا نبدأ عهد جديد مع بعض.


عيسى بقوة:

ــ أبقى معاك لو الشغل تبعك أنت، السفن على أسمك أنت حتى لو بعقود باطلة، لكن هتدخلي بضاعتي، تبع الباشا، مرفوض أنا مش قد عداوة عزت الراوي. 


رشدي بضيق:

ــ يعني أنت بترفض الشغل معايا؟


عيسى بتوضيح:

ـ مش بأرفض، أنا بقولك الصح العند واللعب من ورا الباشا غلط كبير. 


نهض رشدي بعصبية وقال بتهديد:

ــ بكرة هتندم يا عيسى إنك رفضت طلب رشدي الراوي لما جه لحد عندك وطلب مساعدتك، أوعى تنسى نفسك، أعرف أنت مين وأحنا مين ومش عشان أنا جيتلك تعمل كدة ما بقاش رشدي الراوي إن ما ندمتك وهتشوف يا عيسى يا خياط. 


نظر له من أعلى لأسفل بغضب وتوجه للخارج.. 


أخذ ينظر عيسى إلى آثاره بعدم رضا وهو يهز رأسه قائلا:

ــ غبي يا رشدي واندفاعك هيوقعك في مشاكل كثير أنت لسة صغير، أصغر بكتير من المكانة اللي مسكهالك عزت.


أمسك هاتفه وعمل مكالمة وبعد دقائق أتاه صوت عزت الراوي من الإتجاه الآخر.


عزت:

ــ مين معايا.


عيسى:

ــ انا عيسى الخياط يا سعادة الباشا أنا كنت عايز أقولك كلمتين.


عزت بتعجب:

ـ تكلمني أنا كلمتين!؟


عيسى بتوضيح:

ــ ما تقلقش يا سعادة باشا أكيد مش هعرض عليك شغل، أنا بس حبيت أقولك إن رشدي بيه عرض عليا نشتغل سوا، كان عايز بضاعة وهو يتصرف فيها، أو يدخل هو البضاعة وياخد ثمنها، طبعاً لما سألته عزت باشا عارف ولا لأ، قالي إن ده بيحصل بدون علمك، قلتله مستحيل أعمل حاجة من ورا الباشا، بس لو أنت عايز نشتغل ونبدأ عهد جديد مع بعض ياريت أنت عارف إني بتمنى اليوم ده.


عزت بجمود:

ــ الكلام ده حصل إمتى يا عيسى؟


عيسى:

ــ حالا يا باشا رشدي لسه سايبني وماشي.


عزت بقوة وأمر:

ــ طب اللي حصل ده كإنه ما حصلش والمقابلة دي كأنها ما تمتش خالص.. مفهوم.


عيسى بتملق:

ــ أكيد يا باشا أنا بس حبيت أقولك اللي حصل أنا مستحيل ألعب من وراك.


عزت:

مفهوم يا عيسى سلام.


أغلق عزت الخط وكان يبدو على ملامح وجهه الغضب الشديد... كانت فايزة تجلس أمامه


فايزة بقلق: 

في إيه يا عزت مالك ومين عيسى ده؟


نظر لها عزت بعصبية قائل:

ــ عيسى الخياط يافايزة، أبنك راح يطلب مساعدة من عيسى الخياط اللي كان في يوم من الأيام شغال عندي وطردته لما اشتغل في المخدرات شفتي أبنك كان هيعمل فينا إيه؟ بيطلب المساعدة من تاجر المخدرات.


فايزة متعجبة:

ــ أنت متأكد ممكن يكون بيكذب.


عزت بنرفزة: 

هيكذب ليه؟؟ عيسى كان بيتكلم وهو عارف كويس هو بيقول إيه؟


رفع هاتفه مرة أخرى و عمل مكالمة لأحد رجاله قائلا بشدة:

ــ شوفلي رشدي فين دلوقتي وتجيبهولي حالا.


💞ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلةعادل ⁦(⁠•⁠‿⁠•⁠)⁩


_ إيطاليا/ ساتورنيا.


مظاهر عام لتلك المدينة السياحية 


ــ فى إحدى الحدائق العامة الخامسة مساءً 


ــ مظهر عام لوقت الغروب وإنعكاس الشمس وهي تحتضن البحر...


نرى ماسة تجلس على أحد المقاعد الخشبية بمفردها في إطلالة رائعة كانت ترتدي بنطالا رماديا وتيشيرت من نفس اللون وجاكيت أسود، به نقوش من اللون الرمادي، كانت في منتهى الأناقة والجمال.


كانت تتأمل الأطفال بابتسامة خلابة وهم يلعبون ويمرحون تارة مع بعضهم، وتارة أخرى مع والديهم، فالبعض منهم يلعب بالكرة، ومنهم من يقود الدراجة، والبعض الأخر يلعب بالطائرات الورقية الملونة.


أخذت تراقبهم بعينيها بإبتسامة جميلة، وهي تود لو شاركتهم مرحهم.


كان على بعد أمتار منها يتوقف سليم عند بائع الفشار يشتري منه، كان يبدو وسيما وهو يرتدى نفس الطقم الذي ترتديه ماسة ونفس اللون.


كان يتابعها بعينه من حين لآخر، بينما كانت ماسة تتأمل ذلك المنظر الجميل وجدت أحد الأطفال الذي يبدو أنه فى الثامنة من عمره، لا يستطيع أن يطير طيارته، نظرت له بحزن وآسف، أخذت تفكر بمساعدته.


بعد ثواني نهضت وأقتربت منه وقالت بشكل تلقائي بالعربية:

ــ أنت عايز تطيرها ؟


نظر لها الطفل مستغرباً وهو يعقد حاجبيه بعدم فهم وقال بالإيطالية: 

ــ ماذا تريدي؟


نظرت له ماسة وصمتت لثواني فهي لا تستطيع التحدث بالايطالية لكنها تعرف بعض الكلمات البسيطة جداً بالإنجليزية ..

حاولت استخدامها بذكاء مع إشارة يديها كي تجعله يفهم ما تريد.


ماسة بانجليزية ركيكة وهي تشير إليه قائلة: 

ــ أنت ..

ثم بالعربية وهي تشير على الطيارة:

ــ عايز تطير الطيارة؟


فهم الولد ما تريد هز رأسه بإيجاب، تبسمت ماسة وأشارت على نفسها وقالت بالعربية:

أنا بعرف.. 

أكملت وهى تشير بيديها على الطائرة:

ــ أنا بعرف أطيرها، تحب أساعدك؟ يا رب تكون فاهمني.


أخذت تنظر له باتساع عينيها الزرقاء الجميلة وهي تنتظر منه أن يكون فهمها، يبدو أنه فهمها تبسم الولد وهز رأسه بإيجاب.


تبسمت ماسة وهي تشير بأصابع يدها وقالت بالإنجليزية👍👍: 

ـgood


أمسكت الخيط بين يديها وأعطت الولد الطائرة وقالت له بالعربية:

ــ روح أقف بعيد هناك. 


نظر لها الولد بعدم فهم !!


قالت ماسة مرة أخرى وتشير بكفها:

ــ روح أقف بعيد !!

لكن الولد لم يفهم تنهدت ماسة:

ــ الظاهر مش فاهم.


لوت شفتيها بتفكير لوهلة .. تبسمت ثم أمسكت منه الطيارة وتحركت وتوقفت وأشارت له أن يأتي جاء الولد إليها، قالت له وهي تشير بيديها.


ماسة: 

ـ أقف هنا وأفضل رافعها فوق زي ما أنا رفعاها فاهم حاجة؟ أنت أرفعها فوق كدة ماشي.


يبدو أن الولد قد فهم ما تريد توقف وذهبت هي محل توقفها وقالت:

ــ لما أعد من واحد لثلاثة تسيبها ؟!

قالت في نفسها بسخرية:

ــ إيه الغباء ده هو مش هيفهمني.


شدت الخيط وعادت للخلف كم خطوة يبدو أنها جاهزة لتحلق بالطائرة، قامت بعمل إشارة بيدها لكي يتركها، تفهم الولد وتركها شعرت ماسة بالسعادة أخذت تطير له الطائرة حتى حلقت عاليا، أشارت للولد بيدها أن يقترب منها وحين توقف بجانبها وضعت الخيط بين يديه وقالت له: 


ماسة بتنبيه:

شد الخيط، شدها جامد وخلي عينك عليها عشان الريح تطيرها.


اقترب سليم منهما وهو يحمل بين يديه الفشار وقال بالإيطالية موجها كلامه للولد:

ــ تقول لك قم بسحب الخيط بشدة، لكي لا تقع الطائرة مرة أخرى وكن متوازنا مع الريح.


نظرت له ماسة بابتسامة قائلة: 

ـ كل ده.. 

أخذت منه الفشار وقالت:

ـ تأخرت أوي.


أشارت للولد بسلام، ومسح سليم على شعره بحنان وتحركا بعيداً 


سليم: 

ـ كنت بتفرج عليكي، لا بس عجبني إن كان فيه تفاهم ما بينكم جامد برغم إن اللغة زيرو.


ماسة وهى تتناول الفشار قالت بمزاح: 

ــ طبعاً قلت لك قبل كدة ماتستصغرنيشي.


سليم تبسم:

ــ بتحبي الطيارات.


ماسة: 

ــ أوي أنا أصلا بعرف أعملهم كمان؟


سليم:

ــ تحبي أعملك طيارة ونطيرها.


ماسة بحماس: 

ــ ياريت أنت بتعرف تعملهم؟


سليم:

ـ لا مش بعرف أعملهم، بعرف أطيرهم بس.


ماسة بحماس:

ــ أنا بعرف أطيرهم، واعملهم حلوين أحلى من دول كمان وأكبر، ممكن تجيب لي الحاجة وأنا أعملها ونطيرها سوا.


هز سليم رأسه بإيجاب بابتسامة جذابة: 

ــ بس كده تؤمري يا قطعة السكر.. قبلها من خدها .. 


بعد وقت نشاهد ماسة وهي تجلس على أرض النجيلة وهي تقوم بعمل الطائرة وكان سليم يقوم بمساعدتها.


ماسة:

ــ أربطها كويس.


سليم: 

ــ حاضر.


وبعد وقت انتهوا من عملها، توقفت ماسة وهي تحمل الطائرة بين يديها، وكانت الطائرة كبيرة جداً من عدة ألوان كانت أكبر من حجم ماسة.


نظر لها سليم وهو يقول بمزاح:

ــ عاملة طيارة أكبر منك هتطيريها إزاي دي؟


ماسة وهي تتمايل بدلال قائلة بتحدي: 

ــ هتشوف دلوقتي وهي بتطير في السما 


نظر لها سليم نظرة حادة من طريقة تمايلها تلك وسط الشارع.


فهمت ماسة من تلك النظرة ما يريده فهو لا يحتاج أن يقول شيئا.. لقد قالت عيناه كل شيء عن مدي غيرته.


ماسةباعتذار وببراءة:

ــ أسفة والله مش أقصد.


سليم:

ــ طب يلا روحي امسكيها وأنا هطيرها.


ماسةباعتراض: 

ــ لا أنت أمسكها وأنا همسك الخيط يلا روح بعيد.


سليم بطاعة:

ــ حاضر يا ماستي الحلوة هروح بعيد.


تحرك سليم وتوقف بعيدا وهو ممسكا بالطائرة كانت ماسة تشد الخيط وهي تنظر لأعلى ثم قالت:

ــ سيبها.


بدأت الطائرة بالارتفاع لأعلى تدريجيا وكان سليم يراقبها بعينه بإبتسامة جذابة، بدأت ماسة بتطيرها حتى حلقت الطائرة لأعلى أكثر وهي تبتسم بسعادة كبيرة كالأطفال أخذت تتحرك لكي تجعلها تعلو أكثر 

ثم قالت.


ماسة: 

ــ كراميل تعالى بسرعة.


تحرك سليم مسرعاً نحوها وتوقف خلفها مباشرة كانوا قريبين بشدة من بعضهما.


كانت ماسة سعيدة جداً وهي تشاهد تلك الطائرة تحلق عاليا في السماء قالت:

ــ الله يا سليم حلوة اوي أجمل طيارة في الطيارات.


تبسم سليم قائلا: 

ــ خليكي بس مسكاها كويس أحسن تقع منك.


كان سليم يختلس النظر لها كل بضع ثواني، بعشق جامح يخرج من عينه وقلبه، بسعادة كبيرة لسعادتها، ولذلك القرب بشغف واشتياق، كانت ماسة غير منتبهة لتلك النظرات الخاطفة لها.


ماسة بسعادة وهى تنظر لأعلى:

ــ طارت فوق أوي، الله يا سليم أنا فرحانة أوي أول مرة تطير أوي فوق كدة معايا.


نظر لها بابتسامة ترتسم على شفتيه بنظرات عاشقة:

ــ شديها بس جامد وهتطلع فوق أكتر.


نظرت له ماسة بطرف عينيها قالت:

ــ تعالى قرب أمسكها معايا.


اقترب سليم أكثر منها حتى الالتصاق وأمسك بخيط الطائرة وهو يقف خلفها مع تلامس ايديهما ببعض، فهذا القرب أشعل النيران به أكثر وجعله مشتاقا راغباً في تلك الجنية الشقية، التي أشعلت النار في قلبه من تلك النظرات والابتسامات الرقيقة الطفولية منها التي تفعلها دون قصد..


كانت ماسة مشغولة بالطائرة غير منتبهة لما حولها عكس سليم الذي كانت عيناه مسلطة عليها بعين لا ترمش وبقلب يتضخم بداخل صدره من قوة ضرباته المتيمة، كان غير منتبها لتلك الطائرة التي تحلق في السماء، فهو منتبه فقط لتلك التي بينه وبينها خطوة واحدة كي تصبح داخل أحضانه، وشعرها الحريري بلونه البندقي برائحة القرنفل التي تجعله هائما بها، يتلامس وجهه كلما تحركت بين ذراعيه التي تحيط بها.


ماسة بسعادة:

ــ الله ياسليم طارت فوق خالص.


رفعت ماسة عينيها نحو سليم الذى ينظر لها بهيام، وأخيراً أنتبهت ماسة لتلك النظرات العاشقة، 

دون إرادة منها أخذت تبادله تلك النظرات هي الأخرى وضربات قلبها تتسارع فمن ينظر لها بتلك النظرات لابد أن يذهب عقلها، تبادلا تلك النظرات لوهلة، وما إن وجدت ماسة شفتي سليم تلتهم شفتيها وتسقيها من عسلهما، بدون وعي منها الذى ذهب مع تلك القبلة بحركة لا إرادية أفلت الخيط من بين يدها، فطارت الطائرة بعيدا، بعد لحظات أبتعد سليم عن شفتيها ووجهه مازال قريبا بشدة من وجهها، بدقات قلب متسارعة من العشق متبسما لها فما من كلمات تقال في تلك اللحظات، فالعين والقلب هما سيدا الموقف الآن، بعد لحظات من تلك النظرات قطعت ماسة ذلك الصمت.


ماسة بخجل:

ــ سليم.


سليم بالتركي:

ــ أفندم aşkım.


ماسة بلطف ممزوج بخجل: 

ــ متعملش كدة تانى بتكسف لما نروح.


تبسم سليم وهو يداعب أنفها بأنفه قال: 

ــ موعدكيش، مقدرش أمسك نفسي قصاد شوقي ليكي..


وضع قبلة خاطفة على شفتيها مرة أخرى

أبتعد متبسما وهو يغمز لها قال بجنون:

ــ أنتي عشقي، عشق سليم المجنون بحبك يا بنت قلبي.


ماسة رفعت عينيها لأعلى بأسف:

ــ الطيارة طارت بعيد وشكلها وقعت في البحر.


ضحك سليم على ولدنتها التي تروق له بشدة ولا تجعله ينزعج لحظة واحدة، فأي رجل مكانه يتمنى أن تبادله حبيبته زوجته، تلك الكلمات المعسولة وتلك النظرات العاشقة الراغبة، لكنها لم تفعل ذلك، لكن أحب ذلك بشدة ولم يغضب للحظة وقال بابتسامة: 

ــ هعملك غيرها.


ماسة بتذمر: 

ــ كانت حلوة وهي بتطير فى السما.


سليم بدعابة عاشقة: 

ـ عارفة مين اللي هيبقى أحلى وهو بيطير؟


ماسة تساءلت: 

ــ مين؟


سليم:

ــ قطعة السكر.


ماسة بتلقائية وهي تعقد حاجبيها قالت متسائلة:

ــ مين قطعة السكر دي؟!


صمتت لثواني وبابتسامة عريضة قالت: 

ــ إيه ده أنا ... ضحكت ببلاهة.


هز سليم رأسه بنعم وفجأة قام بحملها من كلتا يديها وقام باللف بها مع صرخاتها.


ماسة وهي تصرخ:

ــ لا ياسليم بدوخ .. لا بس.


أخذت تصرخ بـلا مع الإستماع لضحكات سليم بعد دقيقة توقف وأنزلها كانت ماسة غير متزنة وتشعر بالدوار.


ماسة وهي تضحك على نفسها وتضع يدها على جبينها: 

ــ سليم مش قادرة الدنيا بتلف.


أقترب منها سليم وضمها بين أحضانه بحنان وهو يضحك عليها:

ــ أسندى راسك على كتفي بس أوعي ترجعي عليا ههههه.


عضته ماسة من رقبته وقالت:

ــ أنت غلس مش قادرة بجد هههههه يالهوى الدنيا بتدور بيا حرام عليك. 


سليم بتوعد: 

ــ إنتي بتعضي!! لما نروح هاخد حقي منك هتشوفي 


ماسة: 

ـ أنا هخاصمك ٣ ايام أصلا.


سليم تبسم: 

ــ لما نروح نشوف الكلام ده.


ماسة ابتعدت وهى تمسك يده:

ــ بتقول عليا أنا طفلة أمال أنت إيه؟


سليم بمرح: 

ــ ما هو أنا دلوقتي بعدما عرفتك بقيت طفل زيك ، أعمل إيه؟! جننتيني، بقيت أعمل حاجات مستحيل كنت أفكر إني أعملها، بس بحبك برده. 


ماسة:

ــ بس أنا بحبك أكتر.


سليم:

ــ لا أنا بحبك أكتر.


ماسة:

ــ لا أنا أكتر.


سليم بإصرار:

ــ وأنا هثبتلك بقى إني بحبك وبموت فيكي أكتر وهعمل حاجة أنا بكرهها وبتريق على أي حد بيعملها وباشمئز كمان منها.


ماسة بتعجب وهي تعقد بين حاجبيها: 

ــ كل ده!!! إيه هي!! 


ابتعد سليم كم خطوة أخذ ينظر لها بتأمل بعين تلمع كأنه وفجأة صرخ بكل صوته بعشق يخرج من قلبه وهو يقول بصوت عالي رجولي جهور:

ــ أنا بحبــــــك


ثم قالها بالإنجليزية على نفس ذات الوتيرة:

ــ I love you 


أكمل وهو يتك على كل كلمة: 

ـI love you my heart 

(بحبك اوى يا قلبي)


أقولها بالتركي:

ــ Seni çok seviyorum aşkım

(بحبك أوي يا عشقي)


قالها بالفرنسية:

ــ Je t'aime


قالها بالايطالية:

ــ Ti amo.

أقولها لك بقى بأنهي لغة تانية؟؟

أقولها لك بكل لغات العالم، أنا بحبك، بحبك وبموت فيكى يا بنت..


بصوت عالي رجولي جهور بعشق يخرج من نياط قلبة المتيم بها وهو يضع كفيه على فمه: 

ــ بحــــــبك بحبك بحبــــــك


ماسة بصوت عالي وبسعادة غامرة تخرج من قلبها بعين اغرورقت بدموع الفرح:

ــ وأنا بموت فيك يا عمري.


ركضت عليه وضما بعضهما بعشق أخذ سليم يلف بها بين يديه كفراشة رقيقة وهي ترقص على أجمل الزهور 

وضمها من خصرها..

♥️ـــــــــــ بقلمي_ليلة عادل ــــــــــــــ♥️ 


ـ مصر 


قصر الراوي، الثامنة مساءً.


ــ الهول


ــ نشاهد فريدة وابراهيم وصافيناز وطه ومنى يجلسون في الهول وكان يبدو على ملامح وجوههم الاستغراب الممزوج بتوتر.


منى بتساؤل:

ــ هو الباشا عايزنا في إيه؟


رشدي بسخرية:

ــ أكيد هيشتمنا عشان الصفقة اللي راحت علينا الصبح؟


ابراهيم متعجبا:

ـــ أنا بصراحة مستغرب مش عارف إيه اللي بيحصل ده شهرين نخسر فيه أكثر من صفقة!!

وأسهمنا في البورصة تنزل بالسرعة دي، ده غير المساهمين اللي بدأوا يسحبوا نفسهم، في حاجة غريبة بتحصل، بس بصراحة يا منى العرض اللي أنتي قدمتيه النهاردة كان سيء جداً وغير مدروس، أنتي مادرستهوش صح، أحنا لو كنا خدنا المشروع ده كان هيفرق معانا جامد.


منى:

ـ أنا ما كانش قصدي أنا كان نفسي ناخد الصفقة بمبلغ صغير يعني أحنا خسرنا كتير فكرت لما أوفر مبلغ كبير الباشا هيفرح، بس طلعوا أذكى مننا.


دخل عزت عليهم بطلته القوية وبخطوات ثابتة وكانت خلفه فايزة بغرورها كأنها طاووسة تتحرك .


نظر لهم عزت بعينه بوجه ثابت بنبرة رجولية قوية...جهر بها مستنكراً:

ـ ماكنتيش تقصدي! يعني إيه مكنش قصدك؟ كلمة مقصدش أو يمكن أو محتمل مش مقبول بيهم في إمبراطورية الراوي، أنا عندي يا أبيض يا أسود اللون الرمادي ده أنا ما بحبوش، هاخد الصفقة دي أو مش هاخدها، الصفقات اللي بتخش بالنيات يا أستاذة منى تبقى صفقات فاشلة، أنا لازم أبقى دارس صح وأعرف المنافسين اللي حواليا بيفكروا إزاي؟ أعرف امكانياتهم إيه؟ بمعنى أصح أعمل عليهم دراسة عشان أبقى عارف أو حتى فاهم هما ممكن يلعبوني لحد فين، لكن أنتي دخلتيها بالنية و بالاحتمال، ومع ذلك مشكلتك بسيطة مش أول صفقة تروح مننا في الأسبوع ده! عادي إحنا خلال شهر اتسرق مننا شحنو وضاعت أرض سينا، وصفقة البترول،

وغيرو وغيرو ده غير طبعاً الفضيحة اللي عملتهلنا الأستاذة صافيناز إمبارح لما طلعت على التلفزيون وقالت للناس بكل وقاحة وكبرياء اللي مش عاجبه فنادقنا ميجيش تاني أحنا اللي عرفنا الشعب المصري إيه هي المنتجعات السياحية الكبيرة، هو أنا مش قلت فريدة هي المسؤولة وإنك الفترة دي عصبيتك هتخليكي تغلطي؟ بس مفيش سمعان كلام لكن طبعاً عنطظتك وغرورك مايسمحش إنك تسمحي للمذيعة تتجاوز معاكي وتخلي الجرائد الصفرا النهاردة ما بتتكلمش غير على عيلة الراوي وتكبرهم وعنطظتهم بس كل ده مش مهم، المهم دلوقتي عندي هو رشدي!


وهو يشير نحوه بكفه أضاف باستخفاف متعجباً: 

ــ الباشا الكبير سليل الحسب والنسب، إللي مش قادر يفهم هو إيه! ومين ؟مش عارف ومش مقدر قيمة نفسه؟ وراح لشوية أوباش كانوا بيبوسوا الآيادي عشان بس يبقوا من رعايانا رايح يطلب منهم مساعدة؟؟!! 


نظر له رشدي بإستغراب:

ـ حضرتك تقصد إيه؟


عزت بقوة ونبرة رجولية جهورة:

لما تتكلم معايا يا ولد تقوم تقف.


نظر الجميع لبعضهم البعض بإتساع أعينهم فهم لم يفهموا بعد ماذا فعل رشدي حتى الآن.


توقف رشدي بتوجس و هو ينظر له: 

ــ في إيه يا باشا أنا عملت إيه؟ 


عزت بضيق وهو مشمئز:

ــ أنت عارف كويس عملت إيه يا رشدي، أنت إزاي تكلم عيسى وتطلب منه إن أحنا نشتغل معاه.


فور أن استمعت صافيناز لهذا الحديث قالت بصدمة:

ــ إيه!! أوعى تكون عملت كدة فعلاً 


فايزة بتأكيد:

ــ لا عمل وراح طلب من عيسى إن أحنا نمشي له شغله عشان أحنا محتاجين لفلوس. 


رشدي بإنكار:

ماحصلش عيسى كداب.


عزت بذكاء :

ـ وأنت عرفت منين بقى إن عيسى هو اللي كلمني وقالي، عشان تعرف إنك كداب وجبان مش قد الحاجة حتى اللي أنت عملتها.


فريدة بشدة:

أنت اتجننت يا رشدي.


رشدي باستنكار و وقاحة:

ــ اتجننت في إيه؟ على أساس يعني إن هي أول مرة؟ أنا عارف إن زمان أوي جدو الباشا كان بيشحن لحبايبه اللي بره، وكان بيدخل لهم المخدرات والسلاح، الصراحة فلوسهم حلوة أوي بيحاسبوا على الصندوق وممكن كمان الكيلو، إيه المشكلة وبعدين ما أحنا كنا شغالين في السلاح زمان إيه الفرق بين الآثار من المخدرات كله تهريب. 


عزت:

ـ هو فعلا كله تهريب، بس أنت هتجيب عالم مافيا السلاح والمخدرات زي عالم الآثار والألماس.


رشدي بوقاحة:

ـ آه عادي كلنا بتوع مافيا، كلنا بنقتل، كلنا بنمسك سلاح، كلنا بنتحول لشياطين لو حد قرب مننا، يا باشا كله شغل الشمال، كله شغل ضد القانون، شغل قذر، شغل مافيا على تقيل أوي، وأحنا فيه كبار أوي ومالناش حد فوقينا، يعني إحنا اللي ممشيينها مافيش راجل كبير، أنت الكبير، آه الكبار اللي زيك بيحاربوك، بس ده طبيعي، أنت راجل زعيم عصابة مافيا مش بتبيع سجاجيد صلاة في ميدان التحرير، أنت اللي اخترت تمشي في السكة دي، وسكة المافيا مافهاش عواطف، بيستنوا لا مؤاخذة يعني الدبيحة تقع، عشان يسنوا سكاكينهم عليها، وأحنا دلوقتي واقعين يا باشا، عيسى معاك أنه صغير وكان شغال عندنا، بس الصغير كبر وبقى الكبير بتاع المنطقة دلوقت، وأحنا عارفين آخره من أوله، أنا كنت هدفع من معايا وهخلص معاه كل حاجة، لو كنت خسرت أنا اللي كنت هشيلها ولو كنت كسبت كنت هاجي لك وأنا مبسوط وبقول لك، أهو يا باشا أبنك اللي دايما بتقول عليه مش نافع وماخلفتش غير سليم اللي سابك واقع وأكيد الأخبار بتوصله، عمل حاجة، بلاش نضحك على نفسنا، المخدرات زي تهريب الآثار زي الألماظ اللى بنجيبوا تهريب واستغلالنا للحروب الأهلية اللي في إفريقيا، أحنا واقعين يا باشا التابيلو بطل يرد عليك وريمون كمان، رغم إن أنت لسة عزت الراوي، و ماخسرناش كتير يعني يا دوبك هزة بسيطة، تخيل بقى لو حصل حاجة أكبر؟!

العالم دي مابتهزرش وأنت عارف، واللي بينزل له نقطة دم بيرموه، و واضح خلاص إن هما استغنوا عن خدماتك يا باشا، ومش بس كدة ،واضح إن فيه حد بيلعب من ورانا، وقفل علينا كل السكك، ولحد بقى لما نوصله ونحاسبه ونحطه تحت رجلينا، لازم نتنازل شوية.


فايزة باستنكار:

بس تقوم رايح لعيسى وتطلب منه شغل؟

عيسى ده كان شغال عندنا، ولما بدأ يدخل في شغل المخدرات إحنا بعدناه ووالدك شال أيده من عليه، ولحد اللحظة دي بيتمنى أنه يرجع تاني ويبقى من رجالة الراوي، عشان ياخد الأمان، ولما يقعد مع حد يبقى عارف إن وراه ظهر زي عيلة الراوي.


رشدي تنهد بضجر:

تاني، ما قلنا خلاص، لازم نفوق من أحلام المماليك بتاعتنا دي، إحنا مابقيناش زي الأول في الوقت الحالي، أحنا في حد بيخرب ورانا، ومحتاجين للسيولة. 


عزت:

أنت عارف يا رشدي اللي بينقل المخدرات أو بينقل سلاح اسمه إيه في العالم بتاعنا!! (موصلاتي) والمواصلاتية دول بيبقوا شوية حشرات، هما أقوياء ومعاهم ناس كتيرة ورجالتهم بالآلاف بس حشرات، مهما راحو ومهما نزلوا حشرات، وبالفلوس تشتريهم، مالهمش ولاء لحد، ولاءهم للفلوس وبس، عصابات قذرة واللي بيدورها عصابات أكثر قذارة

أفهم أنت رشدي عزت علي الراوي، مش أنت اللي تشتغل موصلاتي، وتشحن مخدرات، الحاجات دي ليها ناسها، أنت كبير، ولو عايز توجب مع حد، وتنقله شغل؟ هو اللي يطلب منك ويبوس الآيادي، مش أنت اللي تروح تطلب منه، لكن تتنازل وتروح لحد عنده و تطلب منه شغل !!! 

نظر له من أعلى لأسفل بشمئزاز أضاف: 

ــ أنت بقيت صغير أوي، لما تخلي واحد كلب زي ده، يكلمني ويخليني أقول له شكرا ويبقاله عنده جميلة!! أنا مش عارف أقول لك إيه بس؟ 


رشدي:

ــ أنا كنت عايز أساعد مش أكتر عيسى كتير طلب مننا إننا ننقله شغله.


عزت:

ــ لما تحب تساعد ياريت فكر صح، بلاش تهور، فكر مع أختك ما أنت وصافيناز ما شاء الله الفترة دي مقربين من بعض أوي، صافيناز في الجزء ده قويّة ومايتخفش عليها، عارفة مكانتها كويس ومستحيل تتنازل، عندك إمبارح ماكملتش البرنامج عشان كلمة واحدة بس المذيع قالها، ومعجبتهاش، 

عشان عارفة مكانتها كويس، برغم إن هي غلطت بس مش هقدر ألومها عشان هي ماقبلتش إن حد يقلل أبداً من اسمها واسم عيلتها مهما كان، لكن أنت عادي تروح تتذلل لواحد كان شغال عندك، بيقول لك يا رشدي بيه، عشان يديك شوية شغل وتشتغل. 


رشدي باعتذار:

ــ ما اقصدش يا باشا أنا آسف. 


طه:

ــ المهم دلوقتي يا باشا أحنا عايزين نعرف مين اللي بيعمل كل ده؟


صافيناز بتأكيد:

ــ مافيش غير اثنين فلاريو ماسيمو يا راؤول شانكس.


عزت:

ـ أنا كدة كدة مسافر عشان أفهم.

نظر لرشدي بتهديد أضاف:

ــ بس اللي أنت عملته مع عيسى ده هتتحاسب عليه. 


وأثناء حديثهم رن هاتف فريدة رفعت هاتفها و ردت.. لكن فجأة أتسعت عينا فريدة بصدمة:

أنت بتقول إيه أنت متأكد؟


نظر لها عزت باستغراب:

ــ في إيه؟


وهي تهبط هاتفها من على أذنها ببطء قالت بنبرة مكتومة وصدمة:

ــ مخازن أكتوبر و ورش الذهب اتحرقت. 


أتسعت عينا عزت بصدمة:

أنتي بتقولي إيه؟


فريدة:

ـ المخازن باللي فيها اتحرقت و ورش الذهب باللي فيها كمان.


   الفصل الواحد والعشرون جزء اول من هنا 

تعليقات