رواية أمنيات اضاعها الهوى
الفصل السادس 6
بقلم أسما السيد
بعد يومين:
اتسعت أعين منى سكرتيرة " عادل المالكي" مالك القناة التي أتت مسرعة علي صوته الجهور، ورأت مكتبة بحالة فوضوي، وهو نفسه لم يعد بقادر على تمالك نفسه من كثرة المصائب التي حلت عليه بعد الحلقة .
ابتسامه مكر ممزوجه بفرحةٍ عارمة على وجهها أسرعت لمحوها قبل أن تهتف بصدمه مصطنعه:
ـ ماذا حدث أستاذ عادل ياالهي ماذا يحدث هنا؟
صوتة الغاصب تقسم أنه أفزعها حقًا، وهو يصيح بها:
ـ احضري ربى لهنا هي وإعدادها الآن يا مني، ومُري مدير الإعلانات بوقف إعلان برنامجها نهائيًا، ومسح كل شيء يخص تلك الكارثة حالًا.
_ هل سحب الدعم من ربى حقًا؟ هل سقطت أخيرًا عقدة حياتها ؟
كانت تفكر بـ فرحة وشماتة لقد كانت تتمني من قبل مكانها لكن المالكى فضلها عنها. كل ما فعلته وما تفعلة كان انتقامًا ليس إلا.
لقد اوصلوها أن تتحالف مع الشيطان نفسة لكي تكسر أنفها المرتفع، وليست نادمة.
خرجت مسرعه، ولكنها جلست على مكتبها بدلًا من منادتها أغلقت الباب وصارت تراقبه
تراقبه وهي تستمع لصوته المرتفع، وهو يحادث أحدهم يبدو من حديثه أنه محاميًا. يخبرة أن ال الزيني رفعوا قضية ضدهم، وطلبوا شهادة تلك المرأة ، الأمور تعقدت وهي أكثر من سعيدة لذلك .
أضحت ترسل الرسائل الواحدة تلو الأخرى بفرحةٍ لنجاح مخططهم. وهو يأمرها بأن توافيه بالأخبار عاجلها وآَجلها.
استقامت بعد برهة بعد أن تلكأت بما يكفي لرحيل ربى التي أتت اليوم هي وإعدادها من أجل مناقشة ما يحدث؛ وأردفت :
_ أستاذ عادل لم ألحق بهم.
*********
تقدمت للخارج بعدما اطمأنت علي ام سلوان وأنها بخير بعدما عادت لِتراسلها؛ لتخبرها أنها كانت بمكان ما عند أحد أقاربها حتى لا يصلوا آل الزينِي لها.
طمأنت شقيقتها التي أعربت عن فخرها بها، وقلقها عليها من انقلاب السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض معها وعليها.
كانت تخشي أن يصل الخبر لوالدتها وأخيها، ويصلوا لمكانها لكنها طمأنتها وهي ترجوها أن تدعو لها.
كالعاده ريم داعمها الأكبر بكل خطوة من حياتها، ولا تخفي عنها شيء، وهي الجزء المتبقي لها هناك بتلك البلدةِ الظالم أهلها جميعًا هي وخالتها التي لها الفضل الأكبر بما هن عليه الآن. لطالما تمنت لو كانت هي حقًا والدتهما فهم يليقون بطيبتها، ومن ثم تليق هي بحسنها ورقيها بهم لا والدتها التي تنتهز الفرص؛ لتلقي باللوم والصفعات عليهما.
لكن بهتت ملامحها ما أن وصل إليها رسالة بتهديد من فريد الزيني لكنها لم تكترث حاولت تخطي الأمر كما العادة فنهايته على كل حال قد اقتربت.
رغم أنها تشعر بِريبة من الأمر لكنها حاولت التماسك حتى أمر اختفاء المرأة، وعودتها لم ترتح له لكنها بالنهاية لا تريد إلا أن تشهد بالحق، وتنتهي مهمتها هي.
قطع شرودها صوت أحدهم:
_ إلى أين يا بليتّي أنت هاربة، ألم أخبركِ أن تنتظريني وأن تتجنبي الذهاب والاياب وحدك هذة الايام؟!
ابتسمت لا اراديا ، واستدارت ما أن تعرفت على الصوت الساخر من خلفها، والذي لم يكن غير رامي مخرج برنامجها، وأردفت بقلة حيلة :
ـ نعم اتفقنا لكن هناك حرب ضروس بالبيت، وعليّ ان الحق بها الآن وإلا قتلتهم زوجتك المصون لقد تركناها وحدها وأم رضوان بالبلد.
صمتت بحسرة من أفعال أطفالهما الكارثية التي تفوق الحد قبل أن ينفجر رامي بالضحك عليها وعلى طفلها وطفله أيضًا، وكوارثهم التي لا تنتهي.
نظرت له بحده لكنه لم يصمت فاندفعت بغيظ تجاه سيارتها تلعن تلك الظروف التي جمعتهما بمبنى واحد؛ ليصبحوا جيران، ويتفق الأطفال على كوَّارثهم معًا.
لمحها تهرول وتتركه فصاح بها وهو يندفع تجاهها:
_ انتظري ربى ها قد صَمت، انتظري اوصليني معك سيارتي معطلة. لقد دمرتها صديقتك واللعنة على من يأمن لكما.
ضحكت هي تلك المرة علية بضحكتها التي ما أن تخرج تصبح كارثة لكنها ما أن تذكرت ما فعلته هبه البارحه بسيارته لم تستطع أن تتمالك نفسها من الضحك.
حلال عليك والله انت تستحقها، كادت أن تفر من أمامه قبل أن يندفع هو رامقًا إياها بغيظ مرافقًا لها:
لقد كنت أشك أنك ِ علي دراية بما حدث لكن الآن بت متأكدًا!
نظرت له باستعلاء مصطنع، وهتفت :
ـ وما دخلي أنا..يا الله إلى متى ستلصِق بي، وبطفلي افعالكم الكارثية انت وزوجتك، وطفلك المبجل!
نظر لها رامي برهة بصمت متعجبًا قبل أن ينفجر كلاهما بالضحك علي حالهما.
ـ اعترفي ربى الكذب لا يليق بكِ أبدًا أنتِ وطفلك كارثة متنقلة.
انغمسوا معا بالضحك متناسين مخاوفهم من الآتي، بالرغم أن القلق والخوف بدأ حقًا يتسلل للجميع وخصوصًا هما
أرسل إليه واحد من اعدادة يخبره بما حدث بعد خروجهم لكنه آثر ألا يخبرها.
آثر عدم إخبار ربى حتى لا تتوتر أو تقلق حتى وصل كلاهما للبناية الراقية التي انتقلت منذ عامان لها منذ تلك الليلة التي قررت فيها ترك الماضي، وآلامه، وترك العائلة، والمضي قدمًا بمشوارها الذي بَنته لنفسها دون الحاجة لأحد.
هبط كلاهما من السيارة غافلين عن اولئك الذين اقتربوا منهما
ليهتف أبو رضوان حارس عقارِهما:
_ ها هما يا بيك أستاذ رامي، وأستاذة ربى.
انتبه كلاهما لما يحدث قبل أن يباغته أحدهم:
_ أستاذ رامي أتمني أن تأتوا معنا بلا شوشرة.
_ من انتم؟ ولما؟
_ معنا أمر ضبط وإحضار لكليكما.
_ بمناسبة؟
_ تلك الحلقة وما ذُكر بها.
*************
بجناح مساحته كشقة كامله غرفة ملوكيه كما يطلقون عليها أصحاب الطبقه المتوسطه وما هم اسفلها. يجلس "عبدالعزيز الزيني" المؤسس الحقيقي لذلك الصرح العظيم صرح الزيني للادويه، والمستلزمات الطبيه بأكملها بعد أن أورثهَا لاِبنة فريد الزيني لكي يترأس الصرح بعد أن فارق أخية الأكبر الحياة بحادث سير مدبر لم يصلوا لفاعلة بعد.
ليظل فريد يخرب به، ويختلق المشاكل حتى أورثها لأحفاده الذي حرص على أن يكونوا شبيهُون به بكل شيء حتى طباعهم.
ليختار منهم بالنهاية من يترأس الإدارة التي انتزعها من فريد بعد كوارثه وفضائحه التي انتشرت بالبلد كالنار في الهشيم.
أوكل مسؤولية الإدارة للحفيد الأكبر متجاهلًا أبية فريد الزيني؛ لتزداد الفجوة بين كليهما.
لقد تسبب فريد له بكوارث حقيقية ناهيك عن آخر حادثه التي هددت بانهيار صناعاتهم.
لقد وثق بأحفاده، ولكن يبدو أنه كان مُخطئًا أيضًا بعد ما حدث، ويجب عليه أن يعود ليحكم بالحديد والنار كما فعل من قبل .
دق بعصاه على الأرض برتابة، بعدما أوصلت إليه "مشيرة" زوجة ابنه محمود الأكبر رحمه الله ما يجري. هو ليس بغافل عن ما تريده جل ما تريده هو أن تظهر حفيده الأكبر "بيجاد" بمظهر المستهتر بعدما جعله صاحب الكلمة العليا بالإدارة من بعد إزاحة فريد وليس ولدها فيصل الذي كان السبب الأول واليد المساعدة لِعمة بكَارثتهم هذه هوّ ونيره ابنتها هو ليس بغافل هو فقط تنحي ليري كيف يسير الأمر من بعده.
كظم غيظه مُجبًرا حتى يصل له الحقيقة كاملة. دق خافت علي باب جناحه جعله ينتبه من شروده، ويسمح للطارق.
دلف محاميه الخاص الذي هاتفه قبل ساعه طالبًا منه كافة المعلومات حول ما يحدث .
_ السلام عليكم يا دكتور عبدالعزيز.
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل يا محسن.
بالكاد جلس، ومن ثم أسرع بسؤاله عن ما وصل إليه فأخبره بالتفصيل كل ما جرى.
صمت عبدالعزيز الزيني لبرهة قبل أن يلتفت للمحامي هاتفًا بصوت آمر محتقن من الغضب:
_ آتني بكل المعلومات الخاصة بتلك المذيعة، واعدادها ومن وراءها.
قاطعه محسن بابتسامه نصر، لقد كان يعلم أن "عبد العزيز الزيني" سيطلب ذلك ، محامي مخضرم مثلة بعمره الستون على دراية تامة بما قد يطلبه موكله خصيصًا، وأنه يقابل مثل هذه الحوادث الرائجة بين صناع المال والأعمال تقريبًا كل يوم.
مد محسن يده بذلك الملف الذي أعده مسبقًا، ووضعه بيد عبدالعزيز الزيني الذي بادله ذات الابتسامه، وذات النظرة هاتفًا برضا:
_ من يومك سريع البديهة يا محسن لم تخيب ظني بك يوم.
أومأ محسن بابتسامه زهو بنفسه:
ـ مثل تلك الحالات منتشرة بين صناع المال والأعمال والطبقات المخملية يا دكتور كل يوم، وبعون الله قادر على نسف تلك المدعوة، ومن ورائها برمشة عين هنالك العديد من الثغرات بملفها التي قد تسقطها بلا رجعه، وإلى الأبد لا تقلق أنا انتظر أوامرك فقط.
صمت عبدالعزيز بينما عينيه تجوب الملف بسرعه على تلك المعلومات التي أتى بها لتلك المدعوة ربى راشد ومن يعمل معها لكن محسن بادر بسرد كل شيء عَلمه عنها وعن مالك الاذاعه وشريكه قبل أن يصدم بهوية كليهما، وأن شركات ومصانع الزيني الراعي الرسمي لتلك الإذاعة إذا ما هو السبب الذي دفعهم ليّخسروهم بتلك الطريقة .
عاود سؤال محسن الذي تعجب هو الآخر من سؤاله:
ـ قلت ما اسم شريكه؟ أخبرني مجددًا ما اسم صاحب الإذاعة هذه؟!
نظر له محسن محاوًلا استشفاف نوع الصدمة التي تلقاها من ذكر اسم المالك لكن كالعاده عبدالعزيز الحويني بئر عميق ثعلب ماكر يجيد إخفاء ما لا يريد أن يظهره.
أعاد عليه اسم المالكين ليتفاجأ بابتسامة مبهمة متوعدة على وجهه لم يستطع أن يفهم مغزاها أبدًا، ولا استشفاف ما يفكر به قبل أن ينهي عبدالعزيز المقابلة برقي كعادته شاكرا له .
بعدما اوصل له محسن كل خطوات ابنة فريد وأحفاده جميعهم، والإجراءات التي اتخذوها حيال تلك الكارثة.
انصرف محسن متجاهلًا تلك التساؤلات التي بادرت بها السيدة مشيرة التي كانت بانتظار خروجه من جناح الزيني.
لم تستطع أخذ حرف منه، وهو لا يستطيع أن يغامر بعداوة عبدالعزيز الزيني فطيلة عمله معه تشرب خصاله جيدًا وعشرته كانت كفيلة بمعرفة طباعة، ومدى صرامته حتى بقواعد هذا البيت.
نظرت مشيره للمحامي بغيظ وغضب، وهي تسب وتلعن به قبل أن تقترب منها السيدة "مؤمنه" والدة بيجاد هاتفه بها بتهكم:
_ لن تتغيري أبدًا يا مشيره دائمًا متعجله على معرفة كل شيء! متى ستتعلمين الصمت والانتظار أفعالك هذه لا تنفك تضعكِ في كوارث مع الجد؟
التفت لها "مشيرة "، وهتفت بسخط:
_ لا وقت لترهاتك "مؤمنه" لن تنطلي عليّ والله! نحن بمأزق الآن، وعلينا جميعًا أن نتكاتف لسحق تلك الحشرة التي تجرأت علينا وشوهت سمعة العائله أنت لا تعلمين ما سمعته أنا؟!
_ ماذا سمعتِ؟
اقتربت مشيرة تثرثر كالعادة بما هي متأكدة منه فاِبنتها لا تخفي حرفًا عنها.
_ لقد علمت أن ما يحدث من تدبير زوجك المصون ليصل للمذيعه بعدما رفضته. منه يصل إليها ومنه تشتهر شركات الزيني كِدعاية رخيصة. أراد أن يغلق عليها جميع المنافذ، ويجعلها تقع بفخِه كالاخريات.
_ ماذا؟ هل جننتي ! مؤكد لن يصل الأمر لهذا الحد انت سرحت مجددًا يا مشيرة بعقلك أنتِ وابنتك لن يصل الأمر لهكذا أبدًا فريد ليس بهذا الغباء.
_ أنتِ حرة إن لم تصدقي وتتدخلِ؛ لإنهاء تلك المهزلة قبل فوات الأوان الأمر من مصدر موثوق كالعادة وأنتِ تعلمينه بالتأكيد.
أنهت مشيرة حديثها بغمزة لها؛ لتفهم مؤمنه أنها صادقة على الفور، وأن نيرة سِر زوجها المصون مؤكد من أخبرتها.
_ ها ..هل مازلتي متمسكة بمبادئك مؤمنه أم ماذا؟
_ أقسم أن كان الأمر هكذا لاجعله وأجعلها يتجرعون المرارة والندم بطريقتي.
_ لكن ما سمعته أنها لا ذنب لها زوجك هو من يلاحقها، وهو من أفصح عن أسرار العائلة وعن المعلومات المخفية لِتلك الكارثة بالتحديد.
ياالهي لا أعرف اي عقل يفكر به زوجك المصون لقد افتضحنا، ولو علم الجد بما يحدث ستكون نهايته تلك المرة ناهيك عن بيجاد وغضبة أنه كالجد لا يرحم .
زفرت بغضب من مشيرة وثرثرتها التي لا تنتهي. منذ استمعت لهذا الخبر الذي صار حديث السوشيال ميديا، و تصدر عناوين الصحف، والمجلات، وهي تشعر بفوران حاد داخل أوردتها. لأول مرة منذ التصق اسمها بتلك العائلة حتي أفعال زوجها ومغامراته النسائية لم تكن بحدة الأزمة هذه يكفيها ما به هي ليست متفرغة لترهات مشيرة لكنها بالنهاية عليها أن تبتلع الأمر كله فهي بحاجة لها.
بالنهاية مشيرة على حق فزوجها تصرفاته فاقت الحد. لم تعاصر شيئًا مماثل، ولا فضيحة مماثله، ورغم علمها أن ما يحدث من كوارث وفضائح الآن سببه الأول زوجها وزوج ابنتها إبن مشيرة التي تقف على صفيح ساخن الآن إلا أنها لا تمتلك إلا حق مساندة زوجها وزوج ابنتها فهو بالنهاية الأولى بدعمها.
ابتلعت ريقها ما أن لمحت ابنتها تهبط الدرج، وتتقدم إليهم مردفه بلهفه ظهرت جليًا بنبرة صوتها وعلي وجهها:
_ ماذا فعل جدي؟ هل قرر معاقبة فيصل من جديد؟
نهرتها والدة زوجها مشيرة صائحه بغضب:
_ أخفضي صوتك فيروز سيّستمع إليكِ الخدم ! أي عقاب هذا لقد انتهى هذا الفصل، وما دخله ابني تلك المرة ! تلك المرة أبيك ِ هو السبب.
عاقبوه إن أردتم أو عالجوة من مرضة النفسي الذي لا ينفك يظهر لنا ما أن ترفضه إحداهن.
نهرتها والدتها بلطف مخافة أن يستمع الخدم لصياح مشيرة الشامته، ورغم علمهم باخلاصهم لهم لكن لا ضرر من الحذر.
_ أبي السبب ..كيف لا افهم؟
حكت لها زوجة عمها بعجالة، وهي تعي انها ستخبر أخيها، وهذا ما تريدة حقًا من ثم هتفت فيروز بقلة حيلة منهم فجل ما يهمهم دائمًا مظهر العائلة، والفصل بين الصح والخطأ ، ما يجوز فعله وما لا يجوز، حياة رتيبة كرهتها كما باتت تكره كل شيء من حولها:
_ ولكني لا اهتم بكل ذلك، و لم أقصد ما وصل اليكما لما لا تفهموني؟! أنا فقط خائفه علي فيصل من عواقب قد تعود عليه بعدها، وانتم تعرفون أن جدي بالنهاية لن يرحمه، ولن يعاقب أبي.
نظرت مشيرة لها، وهتفت بصوت متوعد:
_ لا تقلقي فيروز وان انتهت تلك المشكله مع المدعوة ربى، وفلتت من الرجال، وأصاب فيصل مكروه أقسم لن تفلت من عقابِي أبدا فأولادي خط أحمر، ولا أحد يستطيع المساس بهم .
_ نانانا..
استدار الجميع على صوت تَمتمته طفولية غير متزنة قبل أن يلتقط عُدي قدم جدته مشيرة، ومازال يطلق بصقا من فمه بعفويه على تلك المربية الخاصة به وبحالته .
اتسعت أعين مشيره ما أن لمحته، وسرعان ما نفضت قدمها التي أمسك بها، وصرخت بالمربية بهستيريا أن تحمله، وتذهب به من هنا :
_ أنتِ أيتها المهملة خذية من هنا، هيااا
_ آسفة أقسم هو من هرب مني.
_ نا نا
_ قلت خذية من هنا.
ارتفع صراخ الطفل، وهو يمد يده لجدته مرة أخري كي تحملة لكن يد أكثر حنوًا عليهِ اندفعت؛ لتحمله وهي تعنف بكلتا السيدتين ذاتا القلب المتحجر، وكانت يد فيروز:
_ يا الهي أي قلب تملكون أنتم! ألستم بشر ما ذنبه إن ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة؟! لما كل ذلك الجفاء بالنهاية السبب بما به هي ابنتك يا زوجة عمي ليس هو فقط.
تعالي يا حبيبي اللعنة على من يحزنك، انا هنا دائما من أجلك لا تبكي. عمتك هنا..يا إلهي كم أحبك يا عدي!
شددت فيروز من احتضان ابن أخيها الذي سال دمع عينيه، وهو يتمتم بكلمات لم تستطع فهمها يبدو أنه يشكي لها معاملتهم القاسية.
شددت فيروز من احتضانه، وقد أخذها الحنين لطفلٍ من رحمها. كلما نظرت لعدي تمنت لو كانت هي والدته حقًا رغم أنها أكثر من يعتني به هنا هي ووالده إلا أنها دومًا تلمح حاجته للتواصل مع الجميع.
تذكرت والده الذي طالت غيبته، ولأول مره منذ ولادة عدي، وموت والدته.
لم يفعلها أبدًا، ويبعد لتلك المده فهو لا يقدر علي فراق عدي أبدًا كما أنه يعلم أن الجميع هنا لا يتقبل عدي بحالته هذه.
همست، وهي تقبل كل انش بوجه عدي: أين أنت يا بيجاد؟ أين أنت؟
خرج اسم بيجاد بصوت استمع له عدي الذي هتف بوجه تهلل فرحًا :
_ بابا جاي؟؟
ابتسمت فيروز بسعادة، واستقامت تدور به وهو يضحك لها بسعادة إلا أنها توقفت فجأة ما أن تذكرت حالته الصحية التي لا تسمح له بكل ذلك المجهود فعدي لدية مشكلة بالقلب كما أنه يخاف من الصخب، و ينتابه حالة من هستيريا البكاء من الصعب السيطرة عليها.
هتفت بحنو:
_ بابا هل تريد بابا؟
_ اممم بابا
_ يا عمري أنت تريد بابا، سيأتي بعد قليل لا تقلق، ما رأيك أن نتصل به ؟!
_ نعم..نعم.
***** ***************
لم يشأ أن يعود للقصر. أراد أن يمكث بعيدًا عنه لكي يراقب الجميع جيدًا.
بقي بتلك الشقة الفاخرة التي اشتراها لنفسة قبل فترة حينما قرر البعد هو وطفلة على إثر مشكلةٍ ما أيضًا بسبب عدم تقبلهم لحالتهِ.
ليتفاجأ بعدها ببكاء فيروز التي أصرت على أن يبقى بجانبها ناهيك عن عدي نفسه الذي يتشبث بها، فظل يهرب وحده من العائلة، ويأتي لهنا.
اقترب من النافذة التي تطل علي النيل، وكأنها تحتضنه بين ذراعية..
ألقي بسيجارته الفاخرة جانبًا من ثم دعسها بقدمة السليمة، وأخرج كمانه ليسرق بضع لحظاتٍ من العمر ربما لن يستطع عيشها مجددًا.
شرد بعالم لا أحد فية من البشر غيرة هو وطفلة . عالم ود لو يعيش به دوما بلا صخب، ولا مشاكل للطبقة المخملية المقززة التي ينتمي لها.
أغمض عينيه، وراح بعالم آخر ليبقى هو وكمانه وعزفه .
( عارفة مش عارف ليه بتونس بيكي، وكأنك من دمي على راحتي معاكِ، وكأنك أمي..مش عارف ليه)
*********
_ ارجوكِ يا امي لا تفعلي بي هكذا لن أكمل تعليمي، وسأسمع كلمتك لكن لا تزوجيني بهذا الرجل أنه رجل كريهه الجميع يعلم أنه نجس .
هتفت بتلك الكلمات بينما تبكي بحرقة صوت بكائها تقسم الجميع بالشارع استمع الية.
دفعتها والدتها بقوة حتي سقطت أرضًا علي ركبتيها التي سالت دمائهما علي الفور تغرق أرض الغرفة الأسمنتية صائحة بغضب:
_ اخرسي يا عا.ه.ره ستتزوجيه غصبًا عنك أنتِ لا رأي لك من بعدي.
_ لكن يا أمي أبي لم يمر شهرين بعد على وفاته.
_ إياك وقول كلمة أخري .
_ أمي أرجوك أنت فهمت الحكاية بأكملها خطأ لقد أتى عمار وأخبركِ، وتقدم لخطبتي أرجوك وافقي يا أمي لقد وثقت بك.
_ أي خطأ لقد اعترفتي لي بنفسك يا عاهرة .
ـ أنا لم أفعل شيء خطأ أنا لست عاهره ألا تثقين بي أنا ابنتك يا أمي، تربيتك!
ـ اخرسي أنا لا أثق بك اللعنة على الرحم الذي حملك ليتك متِ قبل أن ألدك، وارتحت من قذارتك.
انزوت بأخر الغرفه تستقبل ضربات والدتها، وسُبابها عليها بِشهقات مكتومه، يئست من إقناعها، ويئست من إقناعها أنها ليست عاهرة. هي ابنتها كيف لا تثق بها؟!
دفنت رأسها بين قدميها تحمي وجهها من اعتداء والدتها الوحشي بمعني الكلمه. لا تعلم أي جُرم افتعلت حتى تسبها هكذا كما لو كانت حقًا كما تنعتها " عاهرة".
ما أن تتوقف عن ضربها يعلو صراخها، وتلطم خديها كمن جنت..
الندم يكوي قلبها ليتها لم تحكي لها شيء إنها لا تعرف معنى الرحمة.
لقد تقدم لخطبتها شاب مغترب، وهو ابن صديقتها ذو سمعه فاسدة. البلدة بأكملها على دراية به ورفضتهُ بتاتًا، ضُربت، وسُحلت ، وسجنت لكنها لم تخضع لهم حتى قررت والدتها تغيير سياستها معها، واتباع أخري جديدة ستجعلها تأمن لها وتحدثها بما يحدث معها، وقد كان ظلت وراءها بالحنية حتى حكت لها ما بقلبها، وياليتها لم تفعل ! ياليت!
_ ماذا يحدث هنا؟
هذا كان صوت زوج خالتها، وخالتها الذي بلغ منه التعب بالفتره الاخيره لكنه يكابر فقط قبل أن تجيبه والدتها ، وهي تلوي شفتيها وتلطم خديها:
_ ماذا فعلت .؟!
هتفت باستنكار بينما عاودت امساك شعرها بقوة، وتخبط رأسها بالحائط من خلفها بقوه وجنون:
_ لم أفعل شيئًا بعد أقسم أني سأقتلها بيدي لقد دعست ابنتي المدللة الغالية بشرفي بالأرض.
اقترب زوج خالتها منها يحاول تخليصها من يد والدتها التي تبدو جُنت تمامًا قبل أن تهذي بتلك الكلمات المقززة عنها، فيتركها ناظرًا بوجهها يبحث عن صدق حديثها:
أردف بصوت يقطر رعبًا :
_ ماذا فعلت يا ابنتي؟
انتَحبت وزحفت بجسدها الذي لم يعد به مكان لا يؤلمها وامسكت بساقه تتوسله بعينيها أن يصدقها:
_ أقسم يا عمي لم أفعل شيء، اسأل خالتي!
فقط أخبرت أمي أني لا أريد الزواج من هذا المدعو "ظافر" إنها حتي لا تريد أن ننتظر أن يكمل أبي العام على وفاته.
عاودت أمها صفعها علي وجهها علي حين غره، وهي تصيح بغضب بينما انزوت هي بأحضان خالتها التي بدأت بالصراخ على شقيقتها؛ لتتركها:
_ فقط هذا فقط يا حقيره أخبريه عن عشقك لابن فتنة، وما خفي كان اعظم…!
_ ابن فتنة من ؟
لمعت أعين "نعمه "بحقد وغضب لا مثيل له، وهتفت بغل:
_ ومن غيرها زوجة عمها الشريفه؟
_ نعمه…الزمي حدك، واتركي البنت هي لا ذنب لها بما بينكما.
صرخت شقيقتها بها بتلك الكلمات، وهي تسب وتلعن بها فلم تسيطر نعمه علي حالة الكره والغضب التي تصبح بها ما أن يُذكر اسم تلك المرأة وابنها.
اسميهما يجعلها تجن لم تتوقع بأقصي أحلامها ما يحدث الآن هتفت بغضب:
_ أي حد هذا يا شهيرة ما تريديني أن التزم به؟ ألم تسمعي ما قلت ! أم تتجاهليه؛ لتدافعِ عنها كالعادة.
همت أن تصفع ابنتها مجددًا لكن يد قويه أبعدتهَا عنها كانت يد زوج خالتها صارخًا:
_ ابتعدي عنها يا أم محمود كفي فضائح الشارع كله يستمع لكِ. أقلهُ احترمي موت زوجك!
لم تصدق نعمه وقاحة زوج شقيقتها. هل أتى ليدافع عنها، ويعلمها كيف تتصرف؟!
ومن اخبرهم؟ القت نظرة خاطفة على ابنتها الصغرى تتوعدها مؤكد هي من فعلت فانكَمشت ريم بخوف على نفسها قبل أن تتسع عيناها بقوه، وهو يقترب من ابنتها التي ازدادت نحيبًا، وهي تنظر له بنظرة تتوسله فيها أن ينقذها.
هم بالحديث لكن نعمه صرخت، وهي تلطم خديها وتحاول بشتي الطرق أن تصل لابنتها لكن وقف الرجل كسدٍ منيع في حين ابتعدت خالتها؛ لتمسك بعدها نعمة قلبها تمسدة بقوة ومن ثم تسقط أرضًا :
_ أمي ..سقطت أمي .
انتفضت ربى كالملسوعةِ من شرودها الذي يداهمها بأوقات لا يجب عليها أن تشرد.
كمثل غفوة داهمتها كالعادة، وهي تتصبب عرقًا. اللعنة كيف شردت هنا؟ ولم تشعر بنفسها بقسم الشرطة..
انتهت من الإدلاء بأقوالها، وخرجت كما دخلت بعد أن صدر أمر بعدم مغادرتها للبلاد حتى ينتهي التحقيق بأكملة.
بعد ساعة كانت ببيتها خلعت عنها حجابها، ودلفت لتغتسل بعدما عادت للمنزل، ولم تجد طفلها فقد اصطحبته هبه مع ابنها لتمريِن الرماية بالنادي القريب الذي اشتركت لهم به هنا.
حمدت الله أن أبو رضوان تكتم على أمر ذهابهم لقسم الشرطة، ولم يثرثر هو وزوجته كالعادة.
بالنهاية أمر روتيني كما أخبرهم المحامي الذي أتى به رامي ليلحق بهم. فقط لتأتي أم سلوان، وتشهد بالحق، وينتهي حكايتها مع تلك القضية.
كانت تصبر نفسها حتى لا تتوتر، وهذا جل ما تستطيع فعلة.
شردت بالماضي بينما ألقت بنفسها داخل حوض الاستحمام المليء بالماء الدافيء .
مازالت كلمات والدتها وَسبابها لها يدوي بأذنيها كأنه حدث الآن.
للآن لم تعرف لما كانت تتفنن والدتها باهانتها هل ليست ابنتها؟ ام هي عادة توارثتها من والدتها حقًا كما كانت تخبرها خالتها؟
تذكرت حديث خالتها بعد سقوط والدتها، وانهيارها بعدما ظنت أن والدتها سترحل كما فعل والدها حينما سقط حينها وسألت خالتها:
_ هل ستموت أمي يا خالتي كما أبي، وأكون أن السبب أقسم سأتزوج وترتاح مني فقط لتنجو.
قبلتها خالتها و احتوتها بين ذراعيها مردفة:
_ لا لن تمت فقط اهدأي لقد حدث لها هبوط حاد فقط.
حينها صمتت، وسألتها مجددًا:
_ لما تكرهنا والدتي أنا وشقيقتي، وتحب محمود فقط ؟
صمتت خالتها، وهتفت بعد قليل بنبرة حزينة:
_ هي لا تكرهك يا ربى هي فقط تربت على تمييز الولد عن البنت لقد كانت تفعل والدتنا معنا المثل.
_ لكن لما لا تفعلِ أنت كما فعلت امكما؟ وما ذنبنا نحن؟
ابتسمت خالتها، وهتفت بحنو:
_ جميعنا لسنا متشابهون يا ربى أنا أكملت تعليمي، قرأت، وفهمت، وتخطيت أما والدتك فكانت فاشلة هي نسخة مصغرة من والدتها رحمها الله، عليكِ أن تتفهمي موقفها ياربى .
_ أنا بحياتي لن اسامحها، لن اغفر لها حتى لو كانت ميته علي الغسل.
_ ياالهي..لا يا ربى لا..
_ أتعلمين خالتَي أنا سأتزوج لارتاح منها، وسأوافق على ظافر بالنهاية خالتي أم ظافر أحن منها والله كما أن زوجها طيب القلب.
_ وهل ستتزوجين الرجل وزوجته ام ابنهما يا خائبة الرجا؟!
_ سأتحملة واجري علي الله بالنهاية أخبرتني أمي يوما أنه شهر وحيد سيأتي به؛ ليتزوج ويرحل.
_ يعني؟
_ يعني سأتزوجه.
_ ربى لا تضيعي نفسك.
_ لا يا خالتي سأفعل حتي ترضي أمي
كانت تتحدث وتبكي فَاحتوتها خالتها وهي تبكي مثلها وتدعو على شقيقتها، وظلمها لبناتها.
انتفضت من الحوض، وجففت وجهها، وهي تحاول التقاط أنفاسها من محاصرة الماضي لها.
صمتت قليلا، وهي تسترجع أحداث اليوم، وشرودها الدائم الذي لم يكن إلا حقيقة مفرغة.
كم تستنكر شرودها، وتلكَ الغفوات التي تأتيها على حين غرة، وكأنها تريد دوما أن تذكرها بماضيها التي تركته خلف ظهرها. الجميع يحلم ويشرد بما سيحدث أو بأحلام تدل على إشارات معينة ربما فرح أو حزن الا هي ّ ما أن يخلو المنزل عليها تغفو لِيحاصرها الماضي كأنه حقيقة حدثت بالأمس، وما أدراك ما الماضي، وما عانت به!
تهكمت على حالها، وقد بدأت بارتداء ثيابها، وهي تلعن بهبة للذهاب بدونها، وتركها هنا تصارع جراح الماضي داخل أحلامها.
أغمضت عينيها، وهي تصارع الحنين الذي دب بقلبها له وهي تتحسس سلسالها الذي لم تخلعه من عنقها منذ أن أعطاه لها رغم أنه لم يعد يعني لها شيء. نهرت نفسها بعدما امتدت يدها تجاه هاتفها؛ لتتعثث عن أخباره وهي تذكر نفسها (أيتها الغبيه لم يعد لكِ، ولم تعودي له، ولو علموا مكانك لقتلوكِ وانتهيتِ)
مازالت بعد خذلانه لها تبحث عنه، وتحتفظ بسلسلته.
(اه يا عمار لما فعلت؟)
ما أن هداها عقلها للصواب عادت لرشدها وهي تعاهد نفسها على الثبات على موقفها.
ألقت بهاتفها علي الفراش واستقامت؛ لتؤدي فرضها توضأت وزينت وجهها بحجابها، ووقفت تناجي ربها وتتضرع إليه بالدعاء ألا يخيب مساعها، ولا يشمت بها أعدائها، وأن يحفظ لها طفلها وينسيها مُر ما مضى . آمين
أنهت صلاتها، ومن ثم لملمت حاجيتها الاساسية؛ لتهبط للدور الأول حيث مجلسهم معًا. حملت حاسوبها وهبطت للأسفل بمكان تجمعهم بالمبني الذي حولوه لمجلس ومقهى تتصفح حساباتها الشخصية، وتتابع عملها بصمت مطبق بينما تحاول أن تهاتف تلك المرأة التي عادت لِتختفي مجددًا . لقد سئمت الأمر كله. تلك المرأة لم تعد مريحة بالنسبة لها، تشعر وكأن شيئًا بها غير طبيعيًا.
حاولت مرارًا أن تطمئن منها على سير التحقيق مؤكد أدلت الآن بشهادتها لكنها لم تفلح في الوصول إليها .
عاودت تفقد حساباتها بقلة وعي إلى أن انتفضت فجأة صارخة ما أن وقعت عينيها على ما لم تتوقعه:
_ لا..لا ما هذا لا يمكن.
********
اتسعت أعين" فريد الزيني"وهو ينظر للصور التي أرسلتها ابنة شقيقة بفخر. خطة محكمة هو ما يصنعها عليها، سيريها الآن من هو فريد الزيني، وكيف يكون انتقامه لمن يتجرأ علية؟ هَتف بانبهار:
_ يا الهي يا نيره أنتِ تذهليني حقًا، من أين لكِ كل هذا التفكير يا ابنتي؟!
ابتسمت نيره بزهو قبل أن تهتف بجدية، ونبرة تهديد خفية وهيّ تمسح أنفها مرارًا :
_ لقد وعدت ونفذت، وها هي خطتك تسير بسلاسة نحو الهدف، أين وعدك لي؟! أتذكر بما وعدتني!
ابتسم فريد، وهتف بذات النبرة اللعوبة التي يتقنها وهو يستمع وينظر لعلامات إدمانها عليها بظفر عبر مكالمة الفيديو التي تظهر وجهها:
_ منذ متي، وأنا اخلف وعدي معك يا نيرة لا داعي لتلك النبرة التي تتحدثين بها معي. بيجاد لن يتزوج مجددًا إلا بكِ فقط انتظري فقط لانتهي من أمري، وننظر لأمرك حتى لا يشك أحد بنا.
انشرح قلبِها، وأغلقت الهاتف على وعد باللقاء قبل أن تسأله متى سيعود للقصر ليجيبها اليوم أو غدا.
ما أن انتهى فريد من حديثه مع ابنة أخيه التف لذلك الذي يجلس خلفة، وبجواره احداهن تتلمس صدرة بعهر:
_ لقد سقط حبيبك المالكي هذه المرة، واظن أنه سيبيع لك ولن يقف على قدميه مجددًا.
هكذا هتف فريد قبل أن يجيبه "عصام السكري" شريك عادل المالكي بالإذاعة، والذي يطمح منذ زمن بعدما حققت المحطة أرباحًا هائلة أن يمتلكها وحده :
_ أتظن أنه سيستلم بتلك السهولة ؟! أم سيفلت منا كما كل مرة؟!
تذكر السكري المحاولات المتعددة التي فشل مسعاها جميعا من أجل النيل من المالكي واجباره على البيع لكنه بكل مرةٍ يجد مخرج جديدًا يجعلهم بحالة صدمة.
عاود فريد النظر للصور مجددًا مردفًا برغبة قاتلة بصاحبتها:
_ سنظل وراءه حتى يسقط لا تقلق.
_ أتمنى.
*********..