رواية روحي تعاني الفصل الرابع 4 الجزء الثاني بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل الرابع 4 الجزء الثاني 

بقلم أية شاكر


كنت ماسكه موبايلي على الشات اللي بين وبين ياسين على الواتساب ومن ارتباكي وخوفي مطلعش معايا غير إني أسجله فويس بسرعه وأنا بصرخ وبقول:

-ياسين.... إلحقني يا ياسين... 


رميت الموبايل من إيدي وأنا مش عارفه الڤويس وصل ولا لأ، وحاولت أقفل الباب لكن أمل كانت بتزق جامد فصرخت وأنا بقفل الباب وبقول بانهـ ـيار:

-عاوزه مني إيه... إنتِ عاوزه مني إيه!!



لما لقيت مفيش فايده ومهما حاولت هيفتحوا الباب بدأت أبص ورايا في الأوضه يمكن ألاقي حاجه أدافع بيها عن نفسي، ولما وقع بصري على السكـ ـينه اللي كنت بقشر بيها البرتقال، جريت ومسكتها وكان فيه خشبه ورا الدولاب جبتها بسرعه وقلت:

-اللي هيقربلي هخـ ـلص عليه...


كانوا سبعه أربعه شباب وثلات بنات وقفوا يبصوا لبعض وبعدين قال شاب منهم:

-جري إيه يا قمر دا إحنا عاوزين نتعرف عليكِ... 


قلت بنرفزة وصوت عالي:

-مش عايزه أتعرف على حد... 


قرب مني شاب تاني ومد إيده وهو بيقول:

-هاتي بس اللي في إيدك ده يا عسل...


رجعت لورا وأنا ببلع ريقي بخوف وقلت بثقة زائفة:

-أنا مش بهزر لو قربت هخلص عليك.


ضحكوا السبعه واتوترت أكتر وقررت أهجـ ـم عليهم، طبعًا كان قرار غلط ولكنها إرادة ربنا، فجأة اتحولت لطرزان طبعًا عارفينه...

كنت مقررة أعمل أي حاجه لحد ما أوصل لباب الشقه، حركت السكيـ ـنه وأنا بقرب من أول شاب وبقول:

-متقربش...


ضحك وقال بسخرية:

-أنا مبقربش إنتِ اللي بتقربي.


دقات قلبي زادت كنت مرعوبه، وقفت مكاني وبصيت لباب الأوضه وبعدين لباب الشقه اللي قصاده بالظبط...


قلت بنبرة مبحوحه:

-ابعدوا عن طريقي...


وطبعًا مسمعوش كلامي، قرب مني واحد فضـ ـربته في ذراعه بالسكـ ـينه وكملت عليه بالخشبه ولما قرب واحد تاني ضـ ـربته بالسكيـ ـنه في رجله وبقيت أضـ ـرب بالخشبه ومش عارفه بضـ ـرب فين ولا مين!


كنت مستغربه نفسي والقـ ـوة اللي امتلكتها فجأة صحيح الواحد مبعرفش إمكانياته إلا لما يضطر يستخدمها!


بقيت أصرخ وأحرك الخشبه والسكيـ ـنه ولما قربت مني إيناس ضـ ـربتها بالخشبه، ولأنهم جبناء خافوا واتشغلوا بالثلاثة اللي ضـ ـربتهم فجريت لباب الشقة ورميت اللي في إيدي وخرجت، سمعت أمل بتقول للشابين التانين:

-انتوا هتسيبوها تمشي! روحوا وراها بسرعه...


وقبل ما أخرج من العماره مسكني شاب منهم، حاولت أهرب منه معرفتش، فصرخت وأنا بقول:

-الحقـــــــــوني.


ضـ ـربني كف على وشي وقال بغضب:

-اخرسي بقا...


في الوقت ده عرفت إني ضعيفة، ضعيفة جدًا، بكيت ومكنش في دماغي غير حاجه واحدة يا ترى هيعملوا فيا إيه! ولو مُـ ـت دلوقتي أول حاجه هتحاسب عليها الصلاة وأنا ما صلتش النهارده! لا دا أنا ما أفتكرش إني صليت ولا صلاة صحيحة طول حياتي.


حاسه إن كل اللي بيحصل في حياتي واللغبطه والحيرة اللي أنا فيها دي بسبب بعدي عن طريق ربنا، يارتني كنت قريبه! عشان لما أبص لفوق دلوقتي وأقول يارب مكونش مكسوفه ومكونش خايفه أقابل ربنا!

أتردد في دماغي قوله تعالى:

﴿يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي...﴾ 

فبكيت أكتر واتمنيت فرصه واحده وأنا هغير من نفسي...


صلوا على خير الأنام❤️

                         ★★★★★★

                           «ياسين»

من بعد صلاة العشاء وأنا قلقان وقلبي مقبوض بلف في الشوارع رغم برودة الجو! السماء كانت ملبدة بالغيوم ومكن تمطر في أي وقت إلا إني روحت قدام البيت اللي سمر ساكنه فيه بالإيجار.

كنت بالتفت حوليا متضايق من المكان شبه المقـ ـطوع ده، بصيت على شباكها ومسكت موبايلي أكتر من مره عشان أطلبها لكن مفيش سبب واحد يخليني أكلمها وفي الوقت ده! فقررت أبطل شغل مراهقين وأرجع البيت، وقبل ما أتحرك خطوة سمعت صوتها اللي عمري ما أتوه عنه وصراخها اللي زلـ ـزل قلبي...

-إلحقـــــوني...


قلت وأنا بجري ناحية الصوت:

-سمر!


تقريبًا سمعت صوتي لأنها قالت:

-يا ياسيـــن...


محستش بنفسي إلا وأنا بجري ناحيتها وبضـ ـرب في الشاب اللي بيحاول يشدها وفجأة ظهر واحد تاني وضـ ـربني بألة حادة في ذراعي عشان يسلك صاحبه من إيدي، قبل ما يجروا هما الإثنين...


صرخت أنا وهي في نفس الوقت، أنا من الألم وهي من الخضه، قالت بصوت مبحوح:

-ياسين... دراعك... إ... إحنا لازم نروح مستشفى...


حسيت بألم شديد لكني حاولت أتماسك قدامها، حطيت إيدي على الد**م اللي بينزل من ذراعي وقلت بجمود:

-أنا كويس... تعالي بس نمشي شويه ونشوف تاكسي عشان تروحي عند باباكي أو أختك...


قالت بأنفاس متسارعة:

-لـ... لا أنا مش عايزه أروح عند حد...


الألم مع الموقف وتخيلي للي كان ممكن يحصلها لو أنا مش موجود أثار غضبي، فقلت بعصبيه وبحدة:

-اومال عايزه إيه! تحبي ترجعي الشقه! إنت عنيده يا سمر... عنيده... يعني رغم رفضنا كلنا انك تأجري بره إلا إنك مشيتِ اللي في دماغك... متعبه ومصممه تتعبي كل اللي حوليكِ.


قالت بغضب:

-انا مطلبتش منك تيجي تدافع عني... إنت مالك بيا أصلًا وإيه اللي جابك هنا!


بصيتلها بغيظ وضغطت على أسناني وسكتت، مشيت ومشيت هي جنبي في صمت...


وبعدما مشينا مسافة، ألم ذراعي كان بيزيد والد**م بدأ ينزل على الأرض كنت في غاية عصبيتي منها ومتابع نظراتها وهي بتبص ناحيتي كل شويه لكن ما بصتلهاش إلا لما سمعت صوت بكائها العالي، بصيت الناحية التانيه وبعدين وقفت فوقفت هي كمان، أخذت نفس عميق وقلت من غير ما أبصلها:

-أنا آسف يا سمر إعذريني الجرح مؤلم أوي واتعصبت عليكِ...


قالت ببكاء:

-ذراعك بينزل د**م على الأرض يا ياسين... أنا أسفه...


رفعت عيني بصيتلها من غير ما أرد فكملت وهي باصه للأرض بخجل:

-إنت معاك حق أنا فعلا متعبه وعنيده ومستاهلش اللي عملته معايا كمان... أنا فعلًا مستاهلش... بدل ما أشكرك إنك أنقذتني بتعصب عليك كمان...


بصت على ذراعي ومدت إيدها تمسك إيدي لكني رجعت خطوتين لورا، مش عايزها تلمسني تاني إلا لما تبقى حلالي، حسيت بيها إنها زعلت لما بعدت لأن بكائها زاد، فقلت بنفاذ صبر:

-خلاص يا سمر لو سمحتِ كفايه عياط... كفايه اللي أنا فيه.


كملنا مشي في صمت، الجو بدأ يمطر ومفيش أي تاكسي ظهر قدامنا، بصيت حوليا على مكان نقف فيه لحد ما المطر يوقف لكن ظهر تاكسي وقبل ما نركب كانت هدومنا اتبلت من المطر...

لما فتحتلها الباب عشان تركب لفت نظري رجليها كانت حافية فأشفقت عليها لأننا مشينا مسافة...


ركبت أنا قدام جنب السواق اللي ربطلي شاش على الجرح وقالي:

-أوصلك لمستشفى الأول يا أستاذ...


بصيت عليها ورا بطرف عيني وقلت:

-لأ مش مستاهله ان شاء الله خير...


لما وصلنا رنيت جرس الباب ووقفنا شويه لحد ما فتح ياسر اللي كان باين عليه إنه تعبان وبيكح...


بص ياسر لمظهرنا للحظات ولقميصي الأبيض اللي بقا ملطخ بالأحمر ووشي المكرمش من الألم وبعدين قال بقلق:

-فيه إيه يا ياسين؟!


قلت بتعب:

-دخلنا يا ياسر بالله عليك وهحكيلك...


دخلنا وحكيت لياسر ونسمه اللي حصل وسمر كانت باصه في الأرض طول الوقت حتى دموعها ما بقتش تنزل قاعده ساكته، كنت كل شويه أبصلها ولملامحها الجامده اللي مش بتتحرك!


ياسر فحص الجـ ـرح بتاعي، وقال:

-إحنا لازم نروح المستشفى عشان الجرح شكله عميق.


وبعد تصميم من ياسر دخل يلبس هدومه عشان نروح المستشفى وأعطاني هدوم ألبسها بدل اللي اتبلت...

بصيت ناحيتها مره تانيه قبل ما أدخل الحمام لقيتها قاعده وباصه للأرض وبرده مش بتتكلم.


-عاجبك كده!! حرام عليكِ يا سمر إنتِ بتعملي في نفسك وفينا كده ليه!!

قالتها نسمه وسمر مردتش عليها كنت خارج من الحمام بعد ما غيرت هدومي، فقلت لنسمه:

-ملهوش لزمه الكلام ده يا نسمه.


قالت بنرفزة:

-لأ ليه لزمه يا ياسين... أنا مش عارفه هي عايزه إيه!


قالتها نسمه وبعدين بصت لسمر وكملت:

-إنتِ عايزه توصلي لإيه يا سمر؟ كل قراراتك غلط... وكل افكارك غلط... 


دموعها نزلت من عينيها بصمت ومردتش، فكملت نسمه:

-أنا هقول لبابا لازم يشوف حل إحنا مش هنسيبك كده!


قالت سمر بسخرية وهي بتبكي:

-هو فين بابا ده أصلًا.... هو أنا فارقه مع حد! بقالي يومين محدش سأل عليا ولو بتلفون.


ضحكت نسمه وقالت بسخرية:

-عشان إنتِ السبب... إنتِ يا حبيبتي زي اللي بيطرد الناس من بيته وزعلان عشان مشيوا! فوقي يا ماما من الوهم ده... متبقيش غلطانه وبجحه.


قالتها نسمه ودخلت أوضتها، وفضلت سمر مكانها تبكي،  ولما ياسر خرج من الأوضه، مشينا من غير ما أتكلم معاها تاني...


ياسر كان واضح عليه التعب فقلتله:

-مفيش داعي تتعب نفسك يا ياسر إنت شكلك تعبان... هات المفتاح وأنا هروح لوحدي...


قال بصوت واضح فيه الزكام:

-لأ أنا هاجي معاك لأني كنت عايزك في موضوع....


نزلنا من البيت كنت عارف هو عايز إيه، فتح العربيه وركبت جنبه وقبل ما يتكلم اتنفست بعمق وقلت وأنا ماسك ذراعي بألم:

-لو هتتكلم في موضوع بنت عمك فانساه نهائي يا ياسر إنت عارف إني بحب سمر ومش عايز غيرها...


قال بنرفزة وهو بيبدل نظره بيني وبين الطريق:

-حب إيه وكلام فاضي ايه! وبعدين ما هي رفضتك وكمان إنت مش شايف تصرفاتها الطايـ ـشه... دي متنفعش زوجه يا ياسين...


سكتت لحظه وقلت بهدوء:

-هي معملتش حاجه يا ياسر هي بس متلغبطه و...  وحتى لو عملت أنا راضي بيها.


قال بعد تنهيدة يائسة:

-إنت حر بس أنا خايف عليك...


قلت بابتسامة:

-متخافش كله بأمر الله... أهم حاجه ادعيلي يا ياسر...


سكت ياسر ثانية وبعدين قال بقلة حيلة:

-ربنا يقدملك الخير يارب ويرزقك بالزوجه الصالحه.


سمر هي حب المراهقة اللي كنت فاكره هينتهي لما أنضج لكنه استمر وتعلقي بيها زاد مع مرور الأيام! 

صحيح الحب مش كل حاجه بس أنا مش بس بحبها أنا مش شايف غيرها ومش عايز غيرها...


استغفروا❤️

                ★★★★★★

                     «سمر»

خرجت من الحمام بعد ما غيرت هدومي وقعدت على الكرسي قصاد نسمه اللي قالت: 

-ياسين كان ممكن يروح فيها بسببك... ولا إنتِ اللي كان ممكن تروحي فيها... حرام عليكِ بجد حرام عليكِ.


قلت بعصبيه:

-إنتِ عايزه مني إيه يا نسمه! تحبي أمشي وأسيبلك البيت... أنا زهقت من كتر اللوم والعتاب... إنتِ شايفه إن ده وقته؟!


اتنفست نسمه بعمق ووقفت وقالت:

-فوقي يا سمر... فوقي قبل فوات الأوان...


مردتش عليها فبصتلي للحظة وقالت: 

-أنا عايزه اوريكِ حاجه مهمه....


-حاجة إيه؟!


-هتعرفي دلوقتي...

دخلت أوضتها، وقعدت أفكر في ياسين وإزاي رجع لورا لما جيت أمسك إيده، خوفت يكون كرهني أو نزلت من نظره أو حتى يكون زعلان مني...


رجعت نسمه وحطت قدامي شنطه سوداء كبيرة وقالت:

-افتحيها وابقي اقري اللي فيها... 


فتحتها بسرعه فلقيت علبة الدهب اللي كان ياسين جايبهالي وفيها ذهبي كامل قلت بصدمه:

-ايه ده!!!


-ياسين رفض ياخد الذهب وقالي أخليه معايا لحد ما تعقلي وترجعيله... ياسين بيحبك يا سمر ومستعد يضحي بنفسه عشانك... ياسر عرض عليه يتجوز بنت عمه بس هو رفض وياسر اللي بيزن عليه... بالله عليك بلاش تخسريه... خدي ذهبك والبسي دبلتك هو أصلًا مخلعش خاتم خطوبتكم.


سكتت فقالت برجاء:

-ارجعي لياسين يا سمر... ياسين بيحبك.


قلت بلغبطه:

-بس أنا... أنا مش عايزه أتجوز... مش عايزه حاجه... إنت فين يا ماما أنا محتاجالك أوي...


قولتها وانفـ ـجرت بالبكاء فزفرت نسمه بألم ووقفت تبص عليا شويه وبعدين طلعت دفتر وورق من الشنطة وقالت لي:

-خدي ده اقريه وبعدين قرري... ربنا يهديكِ يا سمر.


بصيت للدفتر للحظات ورجعته جوه الشنطه تاني وأنا ببكي ونسمه سابتني ودخلت أوضتها مقربتش مني تاني وقعدت أنا مكاني أبكي شويه والأفكار والذكريات تدور في راسي شويه وارجع أبكي تاني معرفش مر عليا وقت أد إيه لحد ما سمعت صوت ياسر بيفتح باب الشقة وياسين بيقوله:

-ابقى بلغ سمر بقا انها تقدر ترجع الشغل من بكره...


-ماشي يا ياسين... استني ثواني هجيب البيجامه وهاجي أبات معاك...


-هستناك فوق وهسيب المفتاح في الباب...


لما دخل ياسر لقاني قاعده على الكرسي زي ما أنا، قال ببعض الحدة:

-تقدري ترجعي الشغل من بكره... هيثم كلمنا واحنا جاين في الطريق...


حط قدامي شنطتين وقال:

-دي حاجتك اللي كانت في الشقه شوفيها ولو فيه حاجه تانيه نبقا نروح نجيبها بكره.


كنت عايزه أسأله حصل إيه لكن لساني اتعقد وسكتت.


مشي ياسر خطوتين ورجع تاني وسمعت صوت تنهيدته وبعدين قالي بلين وحنان اتعودت عليه منه:

-قومي يا سمر ادخلي نامي الأوضه دي فاضيه.


قالها وهو بيشاور على الأوضه، ودخل اوضته وبعد شويه خرج وقالي قبل ما يمشي:

-إنتِ لسه قاعده... سيبيها لله يا سمر... وخدي راحتك أنا هقعد مع ياسين فوق... وياريت تصحي بدري عشان تركبي معايا وأنا رايح الشغل...


قومت وأنا بقول بضعف:

-حاضر.

وأخدت أنا الحاجات اللي نسمه إديتهالي وحاجاتي ودخلت الأوضه، فسمعت نسمه بتقوله:

-يا حبيبي إنت باين عليك التعب خليك هنا عشان أخد بالي منك... وبعدين ما احنا متعودين ان سمر تبات معانا.


-وطي صوتك... ومتقلقيش يا حبيبتي ياسين معايا...


اتنفست بعمق وأنا بقول في نفسي ياسر ده شخص محترم جدًا، بس ليه يخون أختي!؟ لـــيــه!!!


تساؤلات كتير دارت في دماغي، وكل الذكريات السلبية اتملكت مني...


في الوقت ده افتكرت صلاتي ووعدي لربنا إني هرجعله، وحسيت إني عايزه أصلي، قولت أجرب أشتكي لربنا يمكن أرتاح...


صليت كتير ومع كل سجدة كنت ببكي وأقول كلمة واحده:

-يارب.


وفي أخر سجدة طولت فيها وقلت:

-نورلي طريقي يارب أنا تايهه وروحي بتعاني...


وبعدما خلصت صلاة فردت ظهري على السرير ونمت، محستش بنفسي إلا تاني يوم وبنت أختي بتصحيني عشان شغلي...


صحيت متأخره كالعادة مكنتش عايزه أروح الشغل لكن قاومت الاحساس ده قومت لبست بسرعه وقبل ما أخرج مسكت مرايتي الصغيره أتأمل وشي الباهت فوقعت من ايدي انحنيت ألم الزجاج فصوباعي اتجـ ـرح تاوهت وافتكرت ياسين وجـ ـرح ذراعه! كنت مكسوفه أقابله النهارده بعد اللي حصل امبارح!


حطيت منديل على إيدي ولفت نظري الشنطة اللي نسمه اديتهالي حطيت الدفتر في شنطتي عشان لو فيه مجال أقرأه هو والأوراق المطويه جواه! وحطيت الدهب في الدرج وقفلته بالمفتاح.

أول ما خرجت من الأوضة قالت نسمه:

-افطري الأول قبل ما تنزلي.

-لأ أنا هفطر في الشغل.

-براحتك.


قالتها باقتضاب، فبصيتلها واتنهدت وخرجت من الشقة أول ما نزلت لقيت ياسر بيشغل العربيه وياسين ساند عليها وبيبص في ساعته وهو بيردد آيات من القرآن بهمس وبيبص ناحية مدخل العمارة وكأنه مستنيني...


ألقيت عليه نظرة خاطفة وبصيت في الأرض بخجل مكنتش عارفه أقوله ايه، ومحرجه منه جدًا لكنه ابتسم وقالي:

-صباح الخير يا سمر.


قلت بارتباك وأنا باصه على ذراعه:

-صباح النور... ذراعك عامل ايه؟


قال بمرح:

-الحمد لله جت سليمه أربع غرز بس...


قلت بحرج:

-أنا آسفه ليك بجد...


-يا ستي فداكِ

قالها وبعدين بص على صوباعي اللي أنا حاطه عليه منديل وقال:

-إيه ده مالها إيدك؟!


-لا مفيش دا جرح بسيط...


-اكشفيه كده وريني...

قرب مني شويه يبص على جرح صوباعي، وبصيت أنا على جرح قلبي! ما هو ياسين ده جرح قلبي.

قال:

-متغطيهوش عشان...

قطع كلامه لما بصلي ولقاني بصاله ولما تلاقت نظراتنا ارتبك ورجع لورا خطوة وكان هيقع لولا إنه سند على العربيه، وأنا بصيت للأرض بحياء، فقال ياسر:

-ما يلا يا جماعه اركبوا...


فتحلي ياسين باب العربيه وقال:

-يلا...

ركبت ورا وقفل الباب وبعدين ركب جنب أخوه...

قال ياسر:

-على فكره إحنا روحنا الشقة امبارح يا سمر وعملنا محضر إثبات حاله... وكمان أخدنا أصحابنا وروحنا جبنالك حاجتك... شوفي بقا لو لسه فيه حاجه هناك...


-شكرًا... تعبتكم... ومفيش ناقصه من حاجتي...


بص ياسر لياسين وقال بابتسامة:

-اشكري ياسين بقا هو اللي عمل كل حاجه...


بصلي ياسين في مراية العربية وابتسم، وقلت باحراج:

-شكرًا ليكوا انتوا الاتنين...


ومر باقي الطريق في صمت ولما وصلنا الشركة، دخل ياسين قدامي ومشيت وراه لفت نظري مكتب بسام لأول مره من يوم ما اشتغلت في الشركه! عديت من جنبه بهدوء حسيت إنه بيبص ناحيتي لكني تظاهرت إني متجاهلاه...


دخلنا المكتب وبدأنا الشغل وبعد فترة دخل مستر هيثم المكتب ووجه كلامه ليا:

-سمر ركزي مش عايز غلط تاني...


هزيت راسي وقلت:

-حاضر إن شاء الله مفيش غلط تاني.


مستر هيثم بابتسامة:

-أتمنى.

بص ناحية ياسين وشاور عليا وهو بيقول بابتسامة:

-مش هوصيك يا ياسين.


ياسين بص ناحيتي وابتسم وقال:

-متقلقش يا ريس...


مر الوقت وياسين متابعني وبيسألني عن الشغل...


وفي نص اليوم وأثناء البريك ياسين خرج من المكتب يتكلم في التلفون...


الناس كانت بتتغدى وأنا أصلًا مفطرتش ومش عايزه أكل، طلعت أقعد ورا الشركة في ركن هادي وأقرأ الورق اللي معايا وبالمرة أطلب مشروبي المفضل شاي بالنعناع اللي ريحته بتفكرني بوالدتي...


استنشقت رائحة النعناع اللي بتهدي أعصابي قبل ما أشرب من الشاي وبعدين فتحت الدفتر، أخذت أول ورقه مطويه جواه وبدأت أقرأ الكلمات اللي خلت دموعي تنزل زي المطر...

يتبع 

متنسوش تتفاعلوا عشان التفاعل مزعلني شويه....


             الفصل الخامس من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا



تعليقات