رواية روحي تعاني
الفصل الخامس 5 الجزء الثاني
بقلم أية شاكر
استنشقت رائحة النعناع اللي بتهدي أعصابي قبل ما أشرب من الشاي وبعدين فتحت الدفتر، أخذت أول ورقه مطويه جواه وبدأت أقرأ الكلمات اللي خلت دموعي تنزل زي المطر...
كانت ورقه كتبتها والدتي بخط إيديها! كانت بتحكي معاناتها ومشاعرها يوم ما والدي قالها إنه هيتجوز واحده أرمله عشان يكسب فيها ثواب، وطبعًا افتكرته بيهزر وقالت:
-هو إنت مش هتبطل هزار.
لكنه قال:
-أنا مش بهزر أنا نفسي أخلف ولد... وإنتِ مش هتعرفي تجيبيه.
ولما حست والدتي بصدق كلامه ثارت وزعلت وبكت وغضبت لكنه كمل الجوازه عادي، كانت بتوصف مشاعرها وكأن حد طعن قلبها فجأة وسحب الخنـ ـجر فجأة...
سكتت والدتي واستمرت الحياة لكنها كانت مجـ ـروحه ومن يومها وهي اتغيرت غابت عنها روح المرح اللي كانت بتميزها حتى ابتسامتها كانت مكسـ ـورة كملت حياتها مع والدي عشان بتحبه وعشاني أنا وأختي، مفكرتش في نفسها لكن فكرت فينا مكانتش عاوزانا نتربى من غير أب...
وبعد فتره جالها السكر من الزعل ومرت الأيام اللي بيقولوا إنها بتداوي الجرح لكن ظل أثره موجود وطول العمر...
والدتي كانت عارفه إني بكره زوجة والدي وبتجنب أتعامل معاها، على عكس نسمه أختي الكبيرة اللي كانت بتحبها وبتبات عندها.
كنت ببكي وأنا بقرأ الكلام ده وبحاول أمسح دموعي عشان أكمل قراءة لحد ما عيني وقعت على جملتبن مكتوبين لوحدهم في أخر الورقة، وقرأتهم أكتر من مره، كتبت والدتي:
-كل يوم بدعي ربنا إن ياسين يكون من نصيب سمر... حاسه من نظراته إنه بيحبها ولولا الملامه كنت هروح أطلب إيده ليها.
فعلًا ياسين بيحبني! وأنا كمان بحبه ومش قادره أتخيل حياتي من غيره لكن بدوس على قلبي بسبب خوفي من المستقبل، خوفي أتجوز وأخلف وبعدين يتجوز عليا! ساعتها أنا مش هستحمل يإما همـ ـوت من الحسره يإما هنفصل عنه وكلاهما أصعب من بعض! ليه أ.عذب معايا أولادي! وأمـ ـوت وأسيبهم أو يعيشوا من غير أب...
تأملت في مخيلتي كل الأزواج والزوجات اللي أعرفهم في حياتي، ما يمكن ياسين يطلع من الموحدين ويكتفي بيا! زي ما هيثم مكتفي بهمسه ومراد مكتفي بريهام وخالي مكتفي بمراته وعمي كذلك، وجوز عمتي مكتفي بيها!
قرأت الكلمات كلها تاني ووقفت على أخر جملتين...
وقرأت الجملتين دول أكتر من مره وبكيت، أنا اشتقت لأمي أوي! ياريتها كانت جنبي عشان تقولي أعمل إيه! ياريتها كانت هنا عشان أحكيلها كل اللي مخوفني من المستقبل، كنت هقولها على ياسر وخيانته لنسمه أختي! كنت هحكيلها عن صراع قلبي اللي عايز ياسين وعقلي اللي رافض أي راجل، مسحت دموعي عشان أعرف أكمل قراءة...
-ايه اللي مقعدك هنا في المطر كده يا سمر؟!
انتفضت على صوت ياسين، وقفت وحضنت الدفتر،
فاتسعت عين ياسين بدهشة وصدمة لما شاف الدفتر معايا قال وهو بيشاور على الدفتر:
-إنتِ لقيتِ الدفتر ده فين؟! دا بتاعي...
حضنت الدفتر جامد كنت خايفه ياخده مني قبل ما أقرأ اللي فيه قلت بنبرة مهزوزة:
-دا... دا بتاعي أنا...
بص ياسين على العلامة اللي على ظهر الدفتر وقال:
-لأ دا دفتري أنا متأكد... وريني كده...
قالها وهو مادد إيده فهزيت راسي بالنفي، مد إيده أكتر عشان ياخد الدفتر وبقا هو يسحب وأنا أسحب ولما انتصرت عليه وأخدت الدفتر جريت بسرعه لجوه الشركه وهو ورايا.
طلعت السلم فسبقني ولقيته واقف قدامي قال بنرفزة:
-الدفتر ده فيه كلام خاص بيا مينفعش تقريه....
قلت:
-وأنا مش هديهولك دا بتاع أمي..
بعدت عنه وطلعت درجة، فوقف قدامي تاني ومد ايده ياخد الدفتر وهو بيقول:
-هاتي يا سمر بلاش عند...
خبيت الدفتر ورا ظهري وقلت بنبرة مهزوزه:
-والله ما إنت واخده...
-يا سمر...
مستنتش يكمل كلام تخطيته وطلعت درجتين كمان بسرعه فوقف قدامي تاني وقال:
-أنا مش هسيبك إلا لما أخده.
الجمله دي سمعتها كأنها جايه من قاع بير عميق فجأه ودون سابق إنذار ما بقتش شايفه قدامي حسيت دقات قلبي زادت وجسمي عرق حتى أنفاسي بقت تقيله، مد إيده عشان ياخد الدفتر لكن قبضة إيدي ارتخت وسيبت الدفتر فوقع مني على السلم وكل الورق اللي كان مطوي جواه طار، مبقتش شايفه أي حاجه قدامي ورجعت لورا، أخر حاجه فاكراها إني كنت بدور على حاجه أسند عليها قبل ما أغيب عن الوعي.
استغفروا♥️
★★★★★★
-أهي الحمد لله فتحت عينيها...
قالتها ريهام اللي شوفتها أول واحدة وبعدين شوفت ياسين اللي أعطى لريهام علبة عصير وهو بيقولي:
-حمد الله على السلامة.
-خدي اشربي العصير ده.
قالتها ريهام وهي بتسندني، وشربت العصير...
وقف ياسين لحظات يبص عليا ولما اطمن إني فوقت خرج من مكتب ريهام اللي كان مفتوح سألت ريهام:
-هو إيه اللي حصلي؟!
-أغمى عليكِ كنت هتقعي من على السلم يتكسر دماغك... لولا ستر ربنا وياسين لحقك...
قلت بخفوت:
-ياسين لحقني.
هزت راسها وابتسمت وقالت:
-على فكره أنا كنت شيفاكوا وإنتوا بتتخانقوا على الدفتر ده عشان كده أخدته لما وقع من إيدك... والورق اللي طار منه حطيته جواه.
اعطتني الدفتر فقلت بابتسامة:
-يعني ياسين ما استغلش الموقف وأخده!
قالت بضحك متخابثة:
-لأ تقريبًا مكنش فايق لحاجه غيرك...
كملت بمكر:
-حقيقي شخص محترم أوي و... وبيخاف عليكِ أوي.
بلعت ريقي وأنا ببص ناحية الباب، وغيرت الموضوع بسؤال:
-هي أستاذه همسه مجتش النهارده؟
هزت راسها بالنفي وقالت:
-لأ...
هزيت راسي وقعدت ريهام تكلمني عن حياتها وقالتلي إنها حامل للمره التانيه وأنا أول وحده تعرف، وبعد فترة قالت ريهام:
-طيب الحمد لله إني اتطمنت عليكِ... هقوم بقا أصلي الظهر وأكمل شغلي...
الظهر! والصلاة! في الوقت ده افتكرت إني مصلتش الفجر أصلًا! فين وعدي لربنا إني هرجع! ولا لسه محطتش الصلاة في أولوياتي، أنا مازالت بعيد وبعيد أوي كمان.
استأذنتها وقومت عشان أرجع مكتبي وكل ما حد يقابلني يسألني عامله ايه! ويحكيلي عن بطولة ياسين في إنقاذي من السقوط على السلم! والظاهر إن الشركه كلها عرفت إني أغمى عليا وياسين لحقني...
وبمجرد ما شافني ياسين داخله المكتب قام جه ناحيتي وكان في أيده ساندوتشات قال:
-إنتِ كويسه؟!
-أيوه الحمد لله...
قال بابتسامة وهو بيحط السندوتشات على المكتب:
- السندوتشات دي خلصيها كلها...
وقبل ما أعترض، قال:
-على ما تأكلي كده هكون خلصت شغلانه بسيطه وهنمشي علطول عشان تريحي في البيت.
ولأن ريحة السندوتشات كانت حلوه قوي حسيت إني محتاجه أكل فهزيت راسي بابتسامة وبدأت أكل وياسين اتشغل في عمله أو ظنيت كده....
استغفروا♥️
★★★★★
«ياسين»
إمبارح قبل ما أنام سمعت الڤويس اللي سمر بعتته على الواتساب وطول الليل صوتها بيتردد في دماغي:
-الحقني يا ياسين.
من ساعتها وأنا قلبي واجعني وخايف عليها من غير سبب، حاسس بإحساس غريب وخايف تروح مني! هي ممكن تمـ ـوت مثلًا وتسيبني!! لا لا بعيد الشر.
لما أغمى عليها قولت يمكن دا سبب مشاعري وأحاسيسي لأني بحس بيها، وبرغم إني اتطمنت عليها إلا إني لازلت مرتبك.
قعدت تاكل السندوتشات وحاولت مرفعش عيني وأبصلها، لكن كنت ببصها كل فتره بطرف عيني وأبتسم...
لفت نظري دفتري اللي قدامها على المكتب، الدفتر ده لازم يتحـ ـرق! دا فيه كل أسراري وفضايحي من المرحلة الإعداديه لحد من سنه قبل ما يضيع مني!
وكمان كاتب فيه خواطر عنها وكل مشاعري ليها من أول مره شوفتها وهي عندها ١٣ سنه، كانت مشاعر مراهق وعادي لو قرأتها لكن اللي مش عادي إن فيه كام صفحة مينفعش تقراهم كنت راسم صورة للبت سوسن جارتنا! وأنا أصلًا مبعرفش أرسم!
وكاتب بالتفصيل إزاي سوسن اعترفتلي إنها بتحبني وأقنعتني إني وسيم جدًا ووقعتني في حبها وبعدين كسـ ـرت قلبي لما اكتشفت إنها كانت بتقول لخمسه أو سته من أصحابي نفس الكلام، فرجعت تاني لسمر وخواطري عنها...
فوقت من أفكاري على صوت أنثوي ناعم من المكتب اللي على يميني:
-أستاذ ياسين ممكن تبقى تراجع الملف اللي هبعتهولك ده؟
-حاضر يا أستاذه سوسن.
قولتها وبلعت ريقي، وبصيت ناحية سمر أيوه للأسف الدنيا صغيره أوي وسوسن شغاله معانا في نفس المكتب، بدأت أختلس النظرات ناحية سمر وسوسن وأقارنهم ببعض...
سمر لبسها واسع ومحترم أما سوسن فلبسها لا واسع ولا محترم حتى حجابها رقبتها باينه منه، سمر مش حاطه أي مكياج أما سوسن فدهنه وشها بكل مكياج العالم، غير ضحكها ومحاولتها الدائمة إنها تلفت نظر كل رجالة الشركه من ضمنهم أنا، بس سمر غيرها وغير كل البنات...
بصيت لسمر تاني ولما بصيتلي نزلت نظري بسرعه وعملت نفسي مشغول...
استغفروا❤️
★★★★
انتهت ساعات العمل ووقف ياسين وسمر قدام الشركه منتظرين ياسر...
ياسين كان بيتكلم في التلفون وملاحظش العربية اللي وقفت على شماله وخرج منها شابين اتسعت عين سمر بصدمة لأنها شافت نفس الشابين اللي هاجـ ـموها امبارح، مخافتش على نفسها وبصت على ياسين اللي بيتكلم في التلفون ومش منتبه نادت عليه بخوف لكن خرج صوتها خافت:
-ياسين... حاسب... ياسين.
كان مشغول بالكلام في التلفون فوقفت قدامه وكأنها بتحميه منهم، تخيلت إن حد فيهم هيضـ ـربه أو هيطلع أله حاده حالًا ويهاجـ ـمه، لكنهم تجاوزوها وكأنهم مش شايفينها أصلًا ودخلوا للشركة...
وقفت تبص عليهم باستغراب لحد ما سألها ياسين:
-فيه إيه! مالك؟!
سكتت لحظات ولما جت ترد عليه وقف ياسر بعربيته قدامهم ففتح ياسين الباب الخلفي لها وركبت فقفل الباب وراها وبعدين ركب هو جنب أخوه.
بصت سمر ناحية الشركه فشافتهم خارجين مع هيثم ومراد، تسائلت بين نفسها عن علاقتهم ببعض لكن سكتت ومقالتش ولا كلمه، ومشي ياسر بالعربية...
وأثناء الطريق قال ياسر:
-عايزكم تيجوا تشتغلوا معايا في الشركة اللي نقلت ليها... إيه رأيكم؟
بصت له سمر بغيظ وهي بتقول في نفسها طبعًا شركة الست اللي بيـ ـخـ ـون اختي معاها!
هي عارفه كل التفاصيل عنه لأنها كانت مرقباه من أول ما شكت فيه من ٦شهور...
قال ياسين:
-لأ أنا مرتاح في الشركه واتعودت على طبيعة الشغل فيها مش عايز أسيبها.
اتنحنحت سمر وقالت بشرود:
-وأنا كمان.
سكت ياسر شويه وبعدين قال:
-ماشي على راحتكم...
سبحان الله وبحمده 🌹
★★★★★
«سمر»
ولما نزلنا من العربية مشيت بسرعه عشان أدخل البيت لكن وقفني صوت ياسين:
-سمر... استني...
وقف قدامي وكان باين عليه الارتباك قال بابتسامة:
-والله العظيم الدفتر ده بتاعي وكان ضايع مني... وفيه حاجات مينفعش تقرئيها...
-ليه مينفعش أقراها؟!
-عشان... عشان أسراري يا سمر... عشان خاطري اديني الدفتر...
سكتت شويه ورفعت عيني بصيت لملامحه ونظراته المترقبة، كنت هضعف وأديهوله لكن كان عندي فضول أعرف إيه اللي خايف منه وكاتبه في الدفتر! مد إيده وقال:
-هاتي بقا ربنا ما يوقعك في ضيقه.
ضحكت وقلت:
-لأ مش هديهولك برده.
مشيت بسرعه فرفع صوته وقال:
-كده! طيب ماشي يا سمر...
طبطب ياسر على كتفه وسأله:
-مالكم؟!
قال ياسين:
-لأ مفيش متشغلش بالك...
مر يومين بروتنيه كنت بقرأ الورق اللي جوه الدفتر واللي والدتي كاتباه لمواقف عشناها سوا، وكل ما أجي أقرأ الدفتر بتاع ياسين أتراجع وأقفله تاني..
وتالت يوم أول ما دخلنا الشركه وقبل ما نطلع السلم سألني ياسين:
-مش هتديني الدفتر بقا؟!
هزيت راسي بالنفي وقلتله بمكر:
-أنا قريته كله.
قال بتلعثم:
-قريتِ إيه!
قلت بمراوغة:
-كل حاجه قريت كل حاجه وعرفت أسرارك... أنا بجد متخيلتش إن إنت تكون كده!
بص في الأرض وقال بزعل:
-تمام... ابقي رجعي الدفتر طلما قريتيه...
طلع السلم وطلعت وراه بسرعه وسألته:
-هو إنت زعلت مني؟!
-هو إنتِ عملتِ حاجه تزعل؟
-لأ...
-طيب خلاص...
دخل المكتب، ودخلت وراه حطيت شنطتي على مكتبي وروحتله على مكتبه، رفع عينه وبصلي بزعل فقلت:
-على فكره أنا مقرأتش حاجه... و... والدفتر في البيت لما نرجع هبقا أديهولك...
ابتسم وقال:
-وعد؟
هزيت راسي وقلت:
-وعد... وهرجعلك معاه حاجه تانيه أهم...
-حاجة إيه؟!
اتنفست بعمق ورجعت على مكتبي من غير ما أرد، بصيتله لقيت ملامحه عباره عن علامة إستفهام، فنزلت نظري...
لازم ننهي الموضوع المتعلق بيننا ده والذهب بتاعه اللي في الدرج لازم يخرج...
وبعد فتره سمعنا صوت خناقه في الشركة، الموظفين جريوا لكن ياسين قالي:
-متخرجيش يا سمر.
ونظرًا لفضولي الزيادة خرجت وراهم، هيثم كان بيتخانق مع شاب وياسر كمان موجود وبيتخانق مع شاب تاني، بدلت نظري بين الشابين بصدمة لأن هم نفسهم اللي كانوا في الشقة...
وبعد فترة بسيطة انتهت الخنـ ـاقة وقبل ما يمشوا واحد فيهم بص لياسر وقال بتهديد:
-مش هسيبك...
صلوا على خير الأنام ♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين...
بقلم آيه شاكر
★★★★
طلعت من الشركة مع ياسين وياسر اللي قال:
-أنا عندي مشوار فمش هعرف أخدكم معايا معلش بقا يا ياسين ابقى خد سمر وروحوا بتاكسي...
قلت بنبرة مهزوزة:
-لأ أنا عندي مشوار مع واحده صاحبتي.
مكنتش هخرج مع صاحبتي ولا حاجه لكن كنت مقرره أقابل مرات ياسر الثانيه خطافة الرجاله دي وأواجهها...
سأل ياسين:
-مين صاحبتك؟!
قلت بسخرية:
-هو إنت اصلًا تعرف أصحابي؟!
قال بلجلجة:
-يعني ممكن أوصلك لصاحبتك دي...
قلت بنفاذ صبر:
-لأ متشغلش بالك مفيش داعي...
قال باقتضاب:
-تمام.
لما بيقول تمام بعرف إنه زعلان! حسيت من نبرة صوته إنه زعل وعنده حق يزعل مني! مش عارفه بكلمه كده ليه! حقيقي مش عارفه، خرج قدامي ولما جيت أخرج من باب الشركه شوفت بسام اللي ابتسملي وقال:
-إزيك يا أنسه سمر؟
بصيت لياسين اللي كان ماشي قدامي واتلفت يبص علينا لما سمع صوت بسام ورديت على بسام بتلعثم:
-الحمد لله... ازي حضرتك؟!
ابتسملي وقال:
-بخير الحمد لله.
عدلت حجابي بارتباك مشيت بسرعه عشان ألحق ياسين وحمحمت بحرج قبل ما أقول:
-هو إنت زعلت مني؟!
-بتسألي ليه؟ هو إنتِ عملتِ حاجه تزعل لا سمح الله؟!
-لـ... لأ...
-طيب خلاص...
قال كده ووقف يستنى تاكسي ووقفت جنبه ابصله كل فترة وعايزه أقول حاجه بس مقولتش.
وبعد لحظات وقف بسام قدامي بعربيته بصلي وابتسم وقال:
-اتفضلي أوصلك يا استاذه سمر.
بصيت لياسين وقلت بتوتر:
-لـ... لأ شكرًا لحضرتك.
قال بتصميم:
-عادي إنتِ في طريقي اركبي أوصلك...
بلعت ريقي وقلت:
-ما أنا أصلي مش رايحه عند بابا.
-أومال رايحه فين؟
حسيت إنه متطفل بزيادة فسكتت وبصيت لياسين، اللي ابتسم وقرب من بسام وقال وهو بيخصني بالكلام وبابتسامة صفراء:
-معلش بقا يا أستاذ... أصل إحنا رايحين مشوار...
بصيلنا بسام للحظة وقال باحراج:
-طيب اتفضلوا أوصلكم...
قال ياسين باقتضاب:
-لأ شكرًا.
-عن إذنكم...
قالها بسام قبل ما يمشي بالعربيه...
بصيت لياسين اللي كان متضايق جدًا وبيبصلي، سألني:
-تعرفيه منين ده؟
بلعت ريقي وقلت بارتباك:
-كان... كان... أصله كان...
-كان إيه؟!
-كان عريس يعني اتقدملي و...
قاطعني بارتباك:
-امته الكلام ده؟
بلعت ريقي وقلت:
-من كام يوم كده...
قال باقتضاب:
-تمام...
وقفت سوسن جنبه وقالت بصوت رقيق:
-إنت مروح يا أستاذ ياسين.
-أيوه.
-طيب تسمحلي أركب تاكسي معاك بمَ إن طريقنا واحد.
قال بابتسامة:
-مفيش مشكله.
كنت ببدل نظري بينهم، وبقول في نفسي مفيش مشكله إزاي! لأ طبعًا في مشكله وإلغي رحلتي بلاها مرات ياسر التانيه أنا قررت أروح البيت.
سألتني سوسن:
-وإنتِ مستنيه تاكسي برده يا سمر؟!
-أيوه ما أنا أصلي هركب معاكم بما إن طريقنا واحد... ولا إيه رأيك يا أستاذ ياسين؟
قلتها بسخرية فبصلي وقال باقتضاب:
-براحتك.
ووقف ياسين تاكسي معرفش ليه خوفت من انفعاله ونظراته وصمته، حتى لما نزل من التاكسي قدام البيت مشى وسابني، فرفعت سوسن صوتها وقالت بدلع:
-في حفظ الله يا أستاذ ياسين.
التفت وقال بابتسامة:
-شكرًا يا أستاذه سوسن.
بصيت لها وقلت:
-طيب وأنا...
قالت بابتسامة صفراء:
-مع السلامه يا حبيبتي.
مشيت وسابتني زعلت أوي إنها ما قالتليش في حفظ الله! طلعت البيت والأستاذ ياسين مكنش ليه أثر على السلم مع أنه لو كان استنى كنت هقوله إني رفضت بسام!
صلوا على خير الأنام ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★
«ياسين»
بالليل خرجت أتمشى شويه لأني كنت متضايق جدًا ولما رجعت....
-ياسين... ياسين.
قالتها نسمه اللي أول ما فتحت الباب كنت طالع على السلم بعد شقتهم بشويه، ولما وقفت قدامها قالت بتوتر:
-انا كنت طالعالك... بابا جوه ومتعصب جدًا عشان... عشان فيه فيديو لسمر نزل ع النت بسب العيال اللي كانت ساكنه معاهم في الشقه وياسر مش هنا ومش عارفه أعمل إيه...
-فيديو إيه ده؟
-ادخل الاول هدي الجو لأنهم بيتخانقوا جوه...
-سمر مشاكلها مش بتنتهي!
وقبل ما أتحرك لقيت كريم واقف قدامي وهو بينهج كأنه كان بيجري، كريم شاب محترم إلا إني مش بطيقه لله في لله يمكن لأنه اتقدم لسمر قبل كده وحاول ياخدها مني.
كريم سلم على نسمه وعليا وقال:
-أنا جاي أجري من ساعة ما ماما قالتلي على اللي حصل.
قالت نسمه:
-طيب ادخلوا.
قال والدها بغضب:
-إنتِ عايزه إيه فهميني عايزه مني إيه؟!
قالت بصوت مبحوح:
-أنا عايزه ماما مش عايزاكوا.
ارتفع صوت بكائها...
سمعت الكلام ده وأنا بقرب منهم، والدها كان صوته عالي خوفت يمد إيده عليها فوقفت قدامه وسلمت عليه وقبل ما أحاول أهديه قال كريم:
-عشان خاطري بهدوء.
كنت بقول لنفسي هلاقيها من كريم ولا من بسام دا كمان!
قرب منها والدها وكانت بتبصله بخوف تخيلت إنه هيضـ ـربها ولكن والدها وقف قدامها رفع سبابته وقال بحزم:
-اسمعي يا بنتي إنتِ كتب كتابك بكره...
هزت راسها بالنفي وقالت بدموع:
-لأ... لأ... مش هتجوز... أنا مش عايزه أتجوز...
رفع والدها إيده عشان يضـ ـربها فوقفت أنا كريم قدامه...
كنت حاسس بخفقة غريبه في قلبي يمكن خوف لأني هخسرها! قلت أكيد هيجوزها بسام! لأنها قالت إنه اتقدملها من كام يوم...
قلت بنبرة مرتعشة:
-اهدى يا عمي لو سمحت...
وقال كريم:
-كتب كتاب إيه يا بابا وعلى مين؟!
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا