رواية روحي تعاني الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير الجزء الثالث بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير الجزء الثالث 

بقلم أية شاكر

بعد مرور سنه

                    «نجمه»

كنت بلبس هدومي وأنا مرتبكه لأني سايبه بنتي اللي عمرها أشهر على السرير بتعيط، نفخت بضيق وقلت بصوت عالى:

-يا كــــــــريم تعالى شيل بنتك شويه وإلا بجد مش هروح الفرح ده...


بصيت لنفسي في المراية وقلت بصوت واطي وبضيق وتوتر:

-أنا أصلًا مش عايزه أروح ولا عايزه أشوف حد...


جه كريم يجري من الأوضه التانيه بعد ما لبس هدومه، شال بنته، وطبطب عليها وهو بيقول:

-بس يا قلب بابا... خلاص يا روح قلبي...


وبعدين بصلي وهو رافع حواجبه وقال بهدوء:

-إيه يا نجمه! جرى ايه يا روحي! مالك متعصبه ومش طيقاني لا أنا ولا البنت ليه؟! 


بصيت للأرض لأني فعلًا مش طايقه نفسي لأني هضطر أشوف أسماء وشروق وحازم النهارده..

.

بقالي فترة ندمانه إني سكتت عن أسماء وشروق وعايزه أروح أجيبهم من شعرهم، تنهدت بعمق لأني لازم أروح فرح خالتي دلال، اللي أنا لسه فيه في قلبي حاجه من ناحيتها....


استغفرت الله ومسحت وشي وبصيت على كريم اللي بيلاعب بنتنا اللي كلها شبهه، لما تلاقت نظراتنا قال بابتسامة:

-ممكن تنجزي بقا وتخلصي لبس... يا بت خالتك دلال هتتجوز! إنتِ مش فرحانه ليه؟!


حاولت أبتسم وقلت:

-فرحانه طبعًا مع إني زعلانه من خالتي دلال أصلًا... مكنش ينفع تطلع أسراري أبدًا... حاسه إن قلبي متعكر من ناحيتها فاهمني! وخصوصًا لما قريت الروايه...


-أنا نفسي أقرأ الروايه اللي إنتِ زعلانه منها دي! ياريت الكاتبه تنزلها تاني... عندي فضول آ...


قاطعته:

-بس يا كريم اسكت يا حبيبي...


قلتها وأنا بلف حجابي، وكملت:

-أصلًا إيمان بطلت تنشر اللي بتكتبه... بتبعتلنا إحنا بس على جروب م...

عضيت شفايفي وسكتت وأنا ببصله بقلق، لما لاحظت إني جاوبت على السؤال اللي هو دائمًا بيسأله وأنا بتهرب من إجابته، قال كريم وهو رافع حواجبه:

-إيمان!! هي إيمان دي اللي الواد حاتم اتقدملها مره واتنين ورفضته صح؟!


-هو أنا قولت إيمان؟! 


بلعت ريقي وقلت بكذب:

-لا لأ مش... مش هي خالص... تـ... تشابه أسماء...


ولأن كريم كان بيفهمني من نبرة صوتي، قال:

-اهاااا مش هي خالص! مش هي طبعًا البنت اللي إنتِ صاحبتيها جديد وبتتكلمي عليها طول الوقت ومبهوره بأخلاقها وضمتيها ل «جروب م».


هزت راسها بالنفي وهي بتقول:

-لا لا مش هي... مش هي يا كريم...

-طيب ماشي مصدقك... البسي بقا عشان منتأخرش...

قالها وهو بيهز رأسه لتحت، وملامحه كلها مكر، وغمزلي وهو بيغني:

-نجمه نجمه من أنتِ؟ هل من أحلامي أتيت...


قلت بانفعال:

-اطلع بره يا كريم...


خرج كريم من الأوضه وهو بيكرر الأغنيه وبيرقص بنتنا، سمعت صوت اختلاط ضحكات كريم مع ضحكات بنتنا، فابتسمت وحمدت ربنا ودعيت متحرمش منهم أبدًا دول أغلى حاجه في حياتي...

استغفروا❤️

بقلم آيه شاكر 

                    ★★★★★★

                       «دلال»

كلنا بنغلط وبنرجع وبنغلط تاني ونرجع تاني بس المهم إننا نتعلم من غلطنا في كل مره ومنكررهوش...

وأنا غلطت وكررت غلطي من غير قصد لكن الحمد لله إني فوقت أخيرًا...


بعد رفضي الجواز لسنين طويله، لما شوفت علاقة كريم ونجمه قدامي، قررت أفتح قلبي وأدي نفسي فرصه أحب من جديد...


العريس كان عمره أربعين يعني أكبر مني بسنين بسيطه، مراته متوفيه وعنده ولد وبنت توأم عندهم ٧ سنين وكلهم بيقولوا إن أولاده فيهم شبه مني وكأني أمهم ودي حاجه أسعدتني...


البيت كان مليان بقرايبي، حازم وأسماء اللي قدرت بفراستي أسحب إيمان في الكلام وأعرف منها  إن هي اللي كانت بتنزل صور عن نجمه، وبقيت أكرههها لكن بحاول أتعامل معاها عشان خاطر حازم، وكل ما أجي أحكي لحازم بأُشفق عليه وأسكت في أخر لحظه! ساعات بقول إزاي أسماء الحربايه هتربي أطفال حازم؟! هتبقى قدوه ليهم ازاي وهي جواها الخبث دا كله! لكن برجع وأدعيلها بالهداية وأدعي لحازم وابنه، لعل ربنا يستجيب دعواتي ولعل أسماء تتغير، وإذا كانت نجمه عفت عنها وسترتها هروح أنا أفضحها!!!


كنت قاعده جنب عريسي، بصينا لبعض وابتسمنا، ولما بصيت ناحية باب الشقه شوفت حازم اللي كان واقف قدام الباب شايل ابنه ولما كريم ونجمه وصلوا شوفت في عين حازم اللمعه اللي مش بتظهر إلا لنجمه.

 كان دائمًا يقولي إنه بيعزها وبيعتبرها أخته الصغيره وأما ولدت كان بيوصيني عليها وكل شويه يسأل عنها، مع إني مكنتش حابه الوضع ده لكن كنت حاسه بيه ومتأكده إنه راضي وبيجاهد نفسه وبيبص للأرض طول ما هي قدامه مبيرفعش عينه فيها! 


وفجأة ظهرت بنت منتقبه، وسلمت على نجمه واتجهوا ناحيتي وسلموا عليا، فسألتها:

-مين؟

قالت:

-إيمان يا أبله دلال إيه معرفتنيش!!

كنت عزمت ايمان لأني بحب البنت دي جدًا، حضنتها وقلت:

-عرفتك من صوتك... مبارك النقاب... إيه لبساه عن اقتناع ولا مستخبيه من حاتم؟!


قالت:

-لا عن اقتناع طبعًا هتخبى من حاتم ليه!! هو ليه طار عندي!


ضحكنا وهمست إيمان جنب ودني:

-مش هتحكيلي حكايتك بقا أكتبها وأبعتهالك، متخافيش مش هنشرها...


ضحكت وقلت لها بصوت واطي:

-هبقا أحكيلك دا إنتِ لحوحه...

-من بعض ما عندك يا أبلتشي...


ضحكنا وانشغلت ايمان في الكلام مع نجمه...

دخلت بعدها أمينه وهي بطنها قدامها، أمينه اتجوزت من تسع شهور، سمعتها بتسلم على ابن حازم اسمه «جمال» على اسم أخويا «والد حازم» وبتقول:

-حبيب قلب حماتك... عروستك اهيه إوعى تلف بره ياض...

قالتها وهي بتشاور على بطنها...


ابتسمت وأنا ببص على العيله، كانت حفلة عائليه، وكنت متابعه نظرات حاتم لإيمان! عرفها حتى وهي لابسه النقاب...


بصيت لإيمان اللي عنيها بتدور في المكان ولما شافت حاتم وقفت نظراتها عليه ولما بصيلها ديرت ظهرها ليه وحطت ايديها على قلبها! مش عارفه البت دي رفضاه ليه لما هي حاسه بانجذاب ليه!!

صلوا على خير الأنام ♥️ 

بقلم آيه شاكر 

                ★★★★★★

وفي بيت ميسره، أكرم كان قاعد قصاد ميسره ووالده بيتكلم معاهم، قال ميسره:

-عايز ايه يا أكرم بقالك ساعه قاعد بتحكيلنا عن نفسك!

بلع أكرم ريقه وقال:

-لازم تعرف إني اتغيرت يا ميسره و... و... آآ...

بص ميسره لوالده اللي حاطط إيده على خده من ساعة ما قعد ومستني جمله مفيده تفسر طلبه لمقابلته، قال ميسره:

-رجعنا تاني للتهتهه في الكلام!! أنجز يا معلم وقول من الأخر.

بدل أكرم نظره بين ميسره ووالده وقال لميسرة:

-بص يابن الناس من الأخر وعلى بلاطه أنا عايز أتجوز أختك!


حمحم أكرم بحرج وبص لوالد ميسره وقال:

-أنا طالب إيد تسنيم...


رجع ميسره لورا وحط رجل على رجل وقال بتفهم وبابتسامة:

-قول كده بقا! يعني إنت عريس لأختي توتو...

-بالظبط كده...

قالها أكرم، فقال والد ميسره:

-والله يابني إنت شخص محترم بس الرأي رأيها...


-طبعًا الرأي رأيها... وحضرتك طبعًا الخير والبركه...

قالها أكرم بابتسامة مرتبكه فوقف والد ميسره وهو بيقول:

-طيب أنا هقوم أشوفها وآجي...


ولما خرج، ضحك ميسره وقال لأكرم باستخفاف:

-أختي مسمياك المحروس أكرم أفندي... لما أمي فتحتلك الباب جت قالتلي كده بالحرف كلم المحروس أكرم أفندي بره...


-طيب حلو... محروس وأفندي... المعزه واضحه اهيه...


ضحك ميسره وقال:

-دي بتسخر منك يا معلم.


حك أكرم أذنه وقال:

-يعني ايه!! مفيش أمل!!

-والله سيبني كده يومين لو لقيت أمل هقولك...

-طيب ما تخليني أقعد معاها دقيقه يمكن أقنعها...


طبطب ميسره على رجل أكرم وقال:

-بلاش قوم روح يا غالي...

-بس يا عم خليني أقعد معاها دقيقه...


في اللحظه دي سمعوا صوت تسنيم:

-المحروس!!! الأفندي!!! أبو بـــطــــانـــيـــه! عايز تجوزني أبو بطانيه يا بابا... شكلك مش عارف قصة البطانيه تعالى أحكيهالك...

-اسكتي يا بت الراجل جوه...

قالها الأب بانفعال واختفى صوتهم بعد ما الباب اتقفل...


انفجـ ـر ميسره بالضحك، وقال:

-مش قولتلك قوم روح... 

-بطانية إيه؟! إنت قولتلها إيه؟

قالها أكرم بذهول، فقال ميسره بضحك:

-والله ما أنا... دي أمك اللي قالتلي مره قدامها إنك خايب ومايل ومش بيستفادوا منك بحاجه غير...


ضحك ميسره وكمل:

-غير البطانية اللي بتشحنهالهم من الكويت كل كم شهر...


-الله يسامحك ياما... طيب ما هي اللي كانت دايمًا تقولي شوف فلان جايب لأمه بطانيه شوف علان سافر وجايب لأمه بطانيه فأنا بحققلها رغبتها...


ضحك ميسره وهو بيقول:

-امك معدتش لاقيه مكان تحط فيه البطاطين يا أكرم لدرجه إنها هتفتح محل بطاطين!! 


قام أكرم وقف قال بعد تنهيدة:

-شوفلي الطريق يابني خليني أمشي كفايه إحراج لحد كده...


وقف ميسره يضحك ويطبطب على كتف أكرم ويقول:

-متقلقش ان شاء الله هحاول معاها...


-بعد اللي سمعته ده معتقدش إن فيه أمل...

ضحك ميسره ووصل أكرم للباب وهو بيأكدله إنه هيحاول معاها ولعله خير...

                       ★★★★★

                           «نجمه»

العمر بيجري زي قطر سريع بيقف في كل محطه شويه عشان تنزل ناس من حياتنا أو عشان ناس جديده تدخل....


ويمكن حاتم وإيمان، وتسنيم وأكرم واقفين في محطه مش عارفين هيكملوا مع بعض باقي المحطات ولا لأ، محدش عارف النصيب فين ولا الأيام مخبيه ايه!


مسكت موبايلي لما رن برسالة من «جروب م»، لقيت إيمان كاتبه:

 -قولولي بقا أختار صح ازاي!! يعني أنا نفسي أتجوز لكن خايفه أوي من سوء الاختيار... أنا بدعي ربنا يرزقني زوج صالح لكن خايفه برده.


ردت نسمه:

-طيب ما هو حاتم كويس! وزوج صالح ونجمه بتشكر فيه! رفضاه ليه؟!


وكتبت سمر:

-أنا مش شايفه سبب مقنع لرفضك حاتم يا ايمان!


كتبت ايمان:

-مش مرتاحه يا جماعه وبعدين حتى لو هو كويس، شروق وأسماء أنا مش حابه أعيش معاهم في نفس البيت...


كتبت همسه:

-أنا رأيي يا ايمان لازم توافقي على حاتم وأوعدك أخلي وهيثم جوزي ينشد في فرحكم.


بعتت ايمان ايموشن بيضحك وكتبت:

-مش هيحصل... قولوا لنجمه تغنيلنا عشان الواحد نفسيًا محتاج يسمع حاجه!


ومن غير ما اكتب حاجه لقيتني بنشدلهم اكتر أنشوده بحبها:

«أحبك يا الله في الفقر والغنى أحبك يا الله في اليسر والعسر، أحبك في دقات قلبي وأنسيه فحبك زاد الروح في سائر العمر» 


وفي أخر الريكورد ظهر صوت نغنغة بنتي، فابتسمت برضا وأنا بفتكر كل اللي مريت بيه وازاي ربنا عوضني بكريم...


 السبب الأول للشقاء والمعاناة هو البعد عن الله وعن القرآن، واللي بيحب ربنا مش هيبعد عن طريقه  وعن ذكره.

ويمكن الإنسان يفضل يعاني لحد ما يلاقي حد يشاركه الحياة، دي الفطره اللي ربنا خلقنا عليها! 


سمعت الأنشودة اللي أنا سجلتها وأنا ببص ناحية مصحفي اللي مركون على مكتبي، واللي هجرته بقالي أسبوع كامل بسبب انشغالي بالدنيا وببنتي وبيتي، أخدته في حضني وعيني دمعت وأنا بنشد:

«أنا اللي في بعدي عنك روحي بتعاني...»


مكنتش واخده بالي من كريم اللي واقف ساند على الباب مبتسم وبيسمعني، قرب مني وقال:

-صوتك جميل... يلا يا نجمه اقري قرآن عايز أسمعك...


أخد البنت من على رجلي ورقد على السرير وحطها على بطنه، وقال:

-رتلي يا نجمه.


غمضت عيني وفتحت المصحف على صفحة عشوائي وأول ما فتحت عيني وقعت على:

﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ﴾


عيني دمعت وبصيت لكريم وقلت:

-هقرالك من السورة اللي فيها دوائي...


فتح عينه وبصلي بابتسامة وبحب وانا مغمضه عيني وبقرأ بخشوع لأني حافظه سورة يوسف عن ظهر قلب، وكانت بنتنا بتبتسم وكأنها فاهمه أنا بقول إيه، ولما خلصت ترتيل، قام كريم قعد وقال بابتسامة:

-أنا أكتر انسان محظوظ في الدنيا....


ابتسمت، وسكتنا فتره واحنا باصين في عين بعض وكأن كل واحد فينا بيقرأ ذكريات التاني واحنا بنفتكر اللي مرينا بيه، واتفاجئت لما كريم مسك ايدي وبدأ يغني بابتسامة وهو بيتهز يمين وشمال وبيحرك ايدي معاه:

-نجمه نجمه من أنتِ؟ هل من أحلامي أتيتِ؟ وتبسمتي بغناكي، نجمه ياما احلاكِ...


ابتسمت برضى، أنا بقول في نفسي لو رجع بيا الزمن تاني هختار كريم من البدايه...


انتظروا الجزء الرابع ان شاء الله ♥️🌸😍


                 تمت بحمد الله 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


وايضا زورو قناتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك


تعليقات