رواية روحي تعاني الفصل الثالث 3 الجزء الثاني بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل الثالث 3 الجزء الثاني 

بقلم أية شاكر


شوفت منظر متخيلتش أشوفه إلا في أفلام الرعـ ـب، تسارعت دقات قلبي صرخت وقلت بذعر:

-إيه ده!!!! مين عمل كده؟


حطيت الموبايل على ودني وقلت بنبرة مرتعشة:

-يـ... ياسين... 


سمعت صوته وكأنه بيجري وبيقول بقلق:

-فيه إيه! إيه اللي عندك يا سمر...


مكنتش قادره أنطق من اللي شيفاه قدامي وبكيت بفزع، فقال وهو بينزل السلم:

-إيه!!! طيب أنا في الطريق...



كانت إيناس راقده على الأرض وعلى هدومها وحوليها د**م، هزيتها جامد وأنا بعيط وبقول:

-مين عمل فيكِ كده!! ردي عليا؟ إيناس!


ناديت على أمل وأحلام اللي معانا في السكن محدش رد، انهرت وأعصابي سابت كنت خلاص هيغمى عليا من الخضة لولا خروج أمل وأحلام وهما بيضحكوا وقامت إيناس وقفت وهي بتضحك جامد وبتقول:

-عليا الطلاچ بالتلاته إنت اتخضيت يا حاچ كامل...


مكنتش قادره أتلم على أعصابي! فضلت قاعده مكاني بحاول أستوعب إنه كان مجرد مقلب...


كنت هروح فيها من الخوف، بكيت جامد وحاولوا يهدوني لكني قومت وزعقت فيهم:

-إنتوا كده د**مكوا خفيف يعني!


قالت إيناس:

-إيه يا سمر بنهزر عادي...


مردتش عليهم ودخلت أوضتي أكمل عياط، فوقت على رنه موبايلي برقم ياسين! نسيت إنه كان معايا على التلفون، رديت بصوت متحشرج من العياط:

-معلش يا ياسين خضيتك وهما كانوا عاملين فيا مقلب!


قال بهدوء:

-سمعت كل حاجه... المهم إنتِ كويسه؟


قلت بعد تنهيدة:

-كويسه... 


سكت لحظة وبعدين قال:

-أنا واقف تحت أصلًا.


-تحت فين؟!

بصيت من الشباك اللي كان في الدور الثالت لقيته واقف فعلًا وبص عليا ونزل رأسه، قلت:

-معلش بقا خضيتك... 


-وإيه الجديد! ما أنا متعود منك على كده.


بص حوليه للمكان اللي فاضي من الناس والمحلات وحتى المباني! العماره كانت جديده لكن إيجارها بسيط عشان كده سكنت فيها....


لاحظت إن صوته متضايق فسكتت، قال بجمود:

-خلي بالك من نفسك... سلام.


قفل من غير ما أرد عليه وشوفته من الشباك وهو ماشي، مستغربتش من طريقته أكيد زعلان مني! ولأنه أكتر واحد رافض إني أسكن في شقة إيجار! بس أعمل إيه وأروح فين!


صلوا على خير الأنام❤️ 

                    ★★★★

تاني يوم مروحتش الشغل لكن والدي كلمني وقالي إنه عازمني على الغدا، محبتش أزعله وروحت، نفسي يرضى عني ويصرف نظر عن جوازي بقا!


لكني اتفاجئت وندمت إني روحت؛ لأنه كان كمين وقعدوني مع عريس جديد من غير إذني ظنًا منهم إني ممكن أرتاحله لما أتكلم معاه وأوافق...


وبعد كلام كتير من والدي عني وعن مواصفاتي اللي ملهاش مثيل في أي فتاة أخرى...


سألني العريس:

-وإنتِ بقا يا سمر بتدرسي في كلية إيه؟!


تنحنحت بخفوت وقلت من غير ما أبصله:

-تجارة...


سألني:

-أخر سنه؟


هزت راسي بالإيجاب من غير ما أرد، فقال بابتسامة: 

-واضح إن سمر خجوله جدًا يا عمي... 


ضحك والدي وقال:

-فعلًا.


قام والدي وقف وقال:

-طيب هسيبكم تتكلموا مع بعض شويه...


بصيت على والدي وهو بيخرح من الباب ورجعت بصيت للأرض، سكتنا فترة طويله وقطع الصمت الرهيب ده العريس لما قال:

-اسمي بسام خريج تربية إنجليزي و...


كمل بمرح:

-ولأننا في مصر والمجال اللي بتتمناه غير المجال اللي بتدرسه وغير اللي بتشتغله نهائي فأنا شغال مُدخل بيانات في شركة المدينه...


رفعت راسي وبصيتله لتاني مره من ساعة ما قعدت قدامه، وسألته:

-دي شركة مستر هيثم؟!


-أيوه فعلًا مستر هيثم المدير الإداري للشركه...


قلت:

-أصل أنا كمان شغاله هناك... قصدي كنت قبل ما اتفصل امبارح... بس هرجع تاني ان شاء الله...


ابتسم وقال:

-إن شاء الله...


كان بيبصلي بتمعن فبصيت للأرض بحياء، واضح عليه إنه جنتل مان، شاب مفهوش غلطه لكن كان نفسي أقوله مش هينفع والله يا عسل أنا مش وش جواز!


كنت أول مره أشوفه، أو يمكن مش أول مره بس حتى لو شوفته قبل كده مش هفتكره لأني مش متعودة أحفظ ملامح أي حد خاصةً لو راجل فمش هبصله بتركيز أصلًا ودا مش غض بصر مني ولا حاجه هو مجرد كسل...


خرجني من شرودي صوته:

-على فكره أنا عارفك من زمان... كنت بشوفك في الشركه... وعارف كمان إنك اتفصلتِ من الشركه قبل كده كذا مره ورجعتِ...


بصيت له بطرف عيني وقلت:

-بس أنا أول مره أشوفك...


نزلت نظري بسرعه لأن نظراته ليا بتوترني، فقال بابتسامة:

-دا لأنك هاديه أوي ومش بتكلمي حد خالص... لفت نظري هدوئك واحترامك وأخلاقك... وأتمنى يكون لينا نصيب مع بعض.


استجمعت كل قوتي وقلت باندفاع:

-بص يا أستاذ بسام حضرتك إنسان محترم ودا واضح أوي من طريقة كلامك لكن...


رفعت عيني وبصيتله كان بيبصلي بترقب فبلعت ريقي وهزيت راسي بالنفي وأنا بقول بأسف:

-أنا بعتذرلك مش هينفع... أنا مش جاهزه و... وربنا يرزقك ببنت الحلال.


-بس...

قاطعته:

-من غير بس ولو سمحت ياريت تنسحب بهدوء ومتعمليش مشاكل مع أهلي...


تنهد بعمق وقال:

-على راحتك ربنا يوفقك...


بصيتله وابتسمت وقومت عشان أخرج وبعدها دخل والدي قعد معاه.


كنت واقفه متغاظه ومضايقه وكريم كان واقف في المطبخ مع والدته ولما شافني ابتسم وجه يسلم عليا كنت برد السلام بجمود فقال بابتسامة:

-على فكره أنا مكنتش أعرف إنهم عاملين لك كمين... يعني مليش دعوه.


نفخت بضيق وقلت:

-بجد أحرجوني جدًا.


سألني:

-طيب عملتِ إيه مع العريس؟ كالعاده ولا فيه كلام تاني؟


-كالعاده طبعًا.

هز رأسه باستنكار وقال وهو بيبص لبسام اللي خارج مع والدي:

-مفيش فائده فيكِ.


خرج كريم يسلم على بسام اللي بصلي بنظره معرفتش معناها! قلت يمكن نظرًا لجمالي الطاغي وقع في غرامي...


قال بسام بابتسامة:

-فرصه سعيده يا أنسه سمر.


بلعت ريقي وقلت:

-شـ... شكرًا...


وبعد ما مشي كنت همشي أنا كمان لكن والدي قال بحدة:

-أنا تعبت منك... هو إنتِ عايزه إيه يا بنتي؟! 


لبست شنطتي وقلت:

-عايزه أمشي يا بابا عن إذنكم.


وقبل ما أفتح الباب سمعت صوت والدي اللي اتغير من الحدة للرخو وقال:

-يا بنتي عايز أطمن عليكِ قبل ما أمـ ـوت.


التفتت بصيتله وقلت:

-بابا... لو سمحت ما تجيبليش عرسان تاني... أنا مش هتجوز...


قلت أخر جمله وأنا بضغط على كل كلمه فيها فقال والدي:

-ماشي يا سمر بس افتكري إني حاولت معاكِ... يلا امشي روحي مطرح ما تروحي ما بقاش فارق معايا... وأنا أعتبر إن مليش بنت اسمها سمر...


قال كريم:

-إيه يا بابا... اهدى مش كده...


بدلت نظري بينهم وبعدين خرجت من البيت، وقفت تحته للحظات أبص على البناية وأنا بفتكر كم مره والدي حاول معايا وكل مره كنت بحرجه! يا ترى أنا بغلط؟ ولا ماشيه صح! ولا فيه ايه!


لقيت كريم خارج من البيت جري ناحيتي وحاول يواسيني:

-ما تزعليش هو بابا بيتعصب بسرعه ما إنتِ عارفه.


هزيت راسي بالإيجاب ومشيت والتساؤلات بتدور في عقلي، هل أنا صح؟ ولا غلط؟ محستش بكريم اللي ماشي ورايا إلا لما جيت أعدي الطريق وببص حوليا. 


كلهم خايفين عليا! كلهم بيحبوني وأنا متأكده من ده، وكلهم برده عاوزين يجوزوني وكأن البنت اتخلقت عشان تتجوز وبس!

هو أنا فاهمه الدنيا غلط ولا هما اللي غلط وأنا صح؟! حاسه إني تعبانه وتايهه ومرهقه نفسيًا لأقصى درجه ومش عارفه فين علاجي!

كملت طريقي من غير ما أبص على كريم تاني لحد ما وصلت الشقة مع أذان المغرب، وافتكرت صلاتي! أنا ما صلتش من الصبح!

استغفروا❤️

                    «همسه»

وبعد مرور يومين من الزن على هيثم إنه يرجع سمر الشغل لسه موافقش يرجعها!!


في الواقع مش من عادتي أتدخل في حياة حد لكن سمر بالذات بتفكرني بنفسي وكمان فيها شبه من سجى في الشكل، ونظرًا لفضولي الزيادة كنت دائمًا أسأل نفسي ليه انفصلت عن ياسين مع إنهم لايقين على بعض جدًا...


خرجني من شرودي هيثم لما حط عبد الرحمن إبننا على ذراعي وقعد جنبي وبعدين قال لطفلنا:

-شوف ماما مالها يا بودي...


مسح عبد الرحمن خدي بحنان وقال:

-مامي... مالك؟


ابتسمت وبوسته وبعدين قلت:

-أنا كويسه يا قلب مامي...


بصيت لهيثم وقلت:

-هترجعها الشغل إمته؟!


كنت اقصد سمر، ابتسم هيثم وقام من مكانه قال وهو بيدخل اوضتنا:

-الشغل في الشغل يا حبيبتي... يلا عشان ننزل نقعد مع الجماعه تحت... العيال بيلعبوا وعاوزينا...


سيبت عبد الرحمن يلعب ودخلت الاوضه وراه وقلت بسخرية:

-عيال! وبيلعبوا! خالتو وفاء ومراد وريهام وإياد وشيماء عيال! طيب وبالنسبه لعيالهم؟!


ضحك هيثم وقال وهو بيلبس:

-أهو شوية اللعب دول اللي بيخرحوا الواحد من ضغط الحياة وزهق الشغل...


بصيتله بطرف عيني وقلت:

-اللعب بس؟!


قرب مني وبص في عيني وقال:

-اكيد مش بس اللعب...


افتكرته هيقول إن أنا كمان بخفف عليه الحياه لكنه فاجئني:

-اللعب والأكل والنوم طبعًا...


قالها وخرج من الأوضه بسرعه فقولت بصوت عالي:

-طيب مش هنزل يا هيثم...


-على راحتك هاخد بودي ابني حبيبي معايا...


خرج وسابني كنت متأكده إنه هيبعتلي حد مع عيال خالتو وفاء ياخدني زي كل يوم فلبست هدومي بسرعه، مكملتش دقيقه ولقيت الباب بيخبط لقيت «هاجر» بنت خالتي وبنت عمي برده في نفس الوقت عندها ١٢ سنه، قالت بابتسامة:

-أبيه هيثم بيقولك تعالي تحت عشان تلعبوا دور أونو ولو كسبتي هينفذلك اللي إنتِ عايزاه.


كنت لبست هدومي ابتسمت وقلت وأنا بقفل باب الشقة:

-يلا لما نشوف أخرتها... المشكله إني بخسر كل مره...

قالت هاجر بفضول:

-هو إيه ده اللي هينفذهولك هو إنتِ عايزه منه إيه؟!


-وإنتِ مالك يا حشريه!


قالت هاجر بضحك وهي بتجري قدامي على السلم:

-من بعض ما عندك...


جريت وراها وأنا مصممه أضـ ـربها... فناداني هيثم من الاوضة اللي متجمعين فيها:

-تعالي يا همسه مستنينك...


قعدت جنب ريهام وميلت عليها وقلت بهمس:

-أنا لازم أكسب عشان سمر ترجع الشغل...


قالت ريهام:

-متقلقيش أنا في ظهرك...


وبالفعل كانت ريهام بتغـ ـش في اللعبة وتحاول تشوف الكروت اللي معاهم لحد ما كسبت لاول مره في حياتي، فقال هيثم بضحك:

-أرزاق...


كان هيكمل ضحك لكن تلفونه رن فانتفض لما شاف الرقم ورد بسرعه كان صوت طفل بيبكي وبيقول:

-إلحق ماما يا عمو هيثم... بابا ياسر مش بيرد علينا... وماما وقعت على الأرض ومش بتفتح عينيها...


وقف هيثم ووقفت أنا كمان، هيثم قال:

-مروان بيقول إن مامته تعبانه... يلا يا همسه...


اتصدمت وقام مراد ورانا وسأل:

-آلاء؟


هز هيثم رأسه بالإيجاب وطبعًا كنت عارفه مين الطفل ومين مامته وقصتهم كامله لأن زوج آلاء المتوفى كان صديق هيثم وياسر...


قمت بسرعه بعدما وصيت ريهام على ابني، قال مراد بقلق:

-طيب أجي معاكم؟!


رد هيثم:

-لا لا أنا هاخد همسه... يلا يا همسه...


وجرينا نركب العربية عشان نلحق «آلاء»..


صلوا على خير الأنام ♥️ 

                ★★★★

                 «سمر»

مخرجتش من الشقه اليومين اللي فاتوا لأني أُعتبر مفصوله من الشغل لحين إشعار أخر...


كنت ملاحظه خير اللهم اجعله خير يعني وكأن قعدتي في البيت ثقيله على قلب البنات اللي ساكنين معايا... 


بدأت ألاحظ أفعالهم المريبة أنا ازاي مأخدتش بالي من طريقة لبسهم الضيق وكلامهم البزيء!! لأ وكمان فديوهات التيكتوك اللي بيسجلوها ليل ونهار دي، وصوت ضحكاتهم!! يمكن لأني كنت متجنباهم! حاولت أتغاضى عن أي حاجه وأقعد جوه أوضتي وأقنعت نفسي إن أنا مليش دعوه بيهم أصلاً...


كنت بنام طول اليوم أو بقرأ كتب أو بكتب مشاعري على ورق وأقطعه أو أطبقه...


وأنا بكتب عن مشاعري لياسين، افتكرت جملة أختي يوم ما رجعتله الذهب قالتلي:

-حرام عليك دا الواد وشه ضلم أول ما قولتله... إنت مش متخيله كان فرحان بيكِ ازاي يا سمر! إنتِ كسـ ـرتي قلبه.


سألت نفسي ياترى لو اتقدملي تاني هوافق! 


بصيت لفوق وقلت:

-يارب...

لما قلت كده حسيت بالخجل لأني افتكرت صلاتي وتقصيري فيها!

لكني تغاصيت عن الإحساس بالذنب وفتحت موبايلي أتصفح فديوهات التيكتوك، أضحك على المواقف اللي في بعضها وأزعل على المشاعر اللي في البعض الأخر كان كل ما يجي قدامي أغنيه أسمع الفديو كامل وبتجاهل تمامًا فديوهات القرآن أو أي فيديوهات دينيه...


لحد ما جه قدامي فيديو صدمني! فيديو ليا!


دي أنا لبسي وهيئتي بس مونتاج الفيديو مش موضح ملامح وشي، خرجت من الأوضه وأنا في قمة عصبيتي، كان فيديو المقلب! ناديت البنات اللي معايا في السكن ولما اتجمعوا قلت بنبرة عالية:

-إنتوا كنتوا مصورين المقلب!! ونزلتوه على التيكزفت... ومن غير استئذان مني...


قالت إيناس بلامبالاه:

-يا بنتي ما إنتِ صورتك مش واضحه خالص... وبعدين شايفه جايب كام مشاهده!


ضغطت على أسناني وقلت بعصبيه:

-مشاهدة إيه أنا مالي!!!! البتاع ده اتصرفوا وامسحوه وإلا والله...


قاطعتني أمل لما زعقت فيا:

-ما قولنا صورتك مش واضحه هتقرفينا ليه... 


قلت بصوت عالي:

-إنتِ كمان بتزعقيلي... البتاع ده لازم يتمسح.


ردت احلام بتحدي:

-مش هنمسحه واللي عندك اعمليه!


قلت بعصبيه:

-كده! طيب ماشي... 


دخلوا أوضهم وشوحت إيناس بايديها وهي بتقول باستفزاز:

-ماشي...


دخلت أوضتي وأنا هنفـ ـجر من الغيظ بس هعمل إيه! إذا كان صوتي نفسه متغير في الفيديو!! ولو قلت لأي حد من قرايبي هيرموا اللوم عليا لأني اخترت أعيش في الشقه دي ومع البنات دول بكامل إرادتي...


بصيت لفوق وقلت:

-يارب أنا تعبت...

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ❤️ 

                      ★★★★

                       «همسه»

-ألف سلامه عليكِ يا آلاء.


قولتها وأنا بطبطب على آلاء فردت بتعب:

-الله يسلمك... معلش تعبتكم معايا...


-متقوليش كده إحنا جنبك في أي وقت...


ابتسمت آلاء وغمضت عنيها بألم، آلاء صديقتي من خمس سنين اتعرفت عليها لأن زوجها كان صاحب هيثم ومن يومها بقينا أصدقاء مقربين، كانت صاحبة صالحة عوضتني عن غياب سجى بس الظاهر إن مش مكتوبلي يكون عندي أصدقاء...


يمكن باقيلها فتره بسيطه وتفارق الحياة وتسيبني وتسيب ولادها الإثنين اللي أكبرهم في أولى إبتدائي...


مفيش أمل ومفيش علاج هينفع! أصعب حاجه في الدنيا العجز، إنك تبقى عاجر تعمل أي حاجه عشان اللي بتحبهم عشان يفضلوا جنبك، كل يوم آلاء حالتها بتسوء عن اليوم الي قبله! فعلًا الصحة أهم حاجه في الحياة، والإنسان ضعيف جدًا أي حاجه ولو بسيطة ممكن تهده!


قالت آلاء:

-هو ياسر مردش على تلفونه؟


تنهدت وقلت:

-لأ لسه... بس أكيد لو عرف هيجي.


قالت بتعب:

-لا لا خلاص أنا بقيت كويسه محدش يقوله حاجه... وكتر ألف خيره إنسان محترم شايل الشركة وشايل مسؤولية الولاد طول النهار وأكيد لمراته وأولاده حق عليه برده...


عنيها دمعت وكملت:

-مش هوصيكِ على الولاد يا همسه... أنا عارفه إن ياسر مش هيقصر معاهم لكن إنتِ كمان اوعي تنسيهم.


دمعت عيني وقلت:

-متقوليش كده ان شاء الله ربنا هيشفيكِ وإنتِ اللي هتاخدي بالك منهم وتفرحي بيهم وبعيالهم كمان.


سكتت آلاء وبعدين ابتسمت وقالت:

-تعرفي إني مشتاقه أوي للجنه يا ترى هي كمان اشتاقتلي... ابقى ادعيلي بالله عليكِ يا همسه.


حضنتها جامد وبكيت وقلت بنبرة مرتعشة:

-إن شاء الله هتبقي كويسه وربنا هيطول عمرك... أنا بدعيلك كتير وإن شاء الله ربنا هيستجيب.


قالت:

-إن شاء الله... كله خير... الحمد لله أنا راضيه بقضاء الله الحمد لله... ومتطمنه على أولادي عشان انتوا وياسر موجودين...


ياسر وافق يتجوز آلاء وهي اللي اختارته يمكن لو كانت اختارت هيثم أنا كنت هوافق عشان أقدر أخد بالي منها! 


ياسر بيحاول قدر الإمكان يهتم بيها بأولادها وشركتهم، رغم إني زعلانه منه لأنه مخبي على زوجته «نسمه» إلا إنه كان بيبرر ده ويقول:

-بحبها وخايف أخسرها... مش عايز أوجعها... مفيش ست بتتقبل إن واحده تانيه تشاركها جوزها... حتى لو كان الهدف نبيل.


لما بشوف حالة آلاء بقول إني كنت هقبل لو هيثم طلب يتجوزها، وأي ست عندها قلب هتقبل بس لو صارحني من البداية أما لو خبى عليا وعرفت من بره فمش عارفه هقدر أتقبل ولا لأ!


أصريت إن آلاء تيجي معانا البيت عشان أهتم بيها، في البداية هي رفضت لكن مع تصميمي وإصراري أنا وهيثم وافقت تيجي معايا يومين...


صلوا على خير الأنام ❤️ 

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 

                         ★★★★★★

                           «سمر»

في اليوم التالي وبعد أذان العشاء مكنتش خرجت من أوضتي...


كنت قلقانه جدًا لحد دلوقتي محدش كلمني عشان أرجع الشغل! كده بقالي أربع أيام من غير شغل والظاهر إني هنزل أدور على شغل جديد من بكره! تسائلت يا ترى ياسين فين! دا ما سألش عليا تاني؟ ولا حد سأل عليا أصلًا للدرجه دي أنا مش فارقه مع حد! أنا لو حصلي حاجه محدش هيعرف! 


فتحت شات الواتساب بيني وبين ياسين وقعدت أقرأه وفجأة...


سمعت صوت أغاني مهرجانات عالية جايه من الصالة وصوت ضحك البنات، وبعدين حد منهم خبط على أوضتي كنت خايفه أفتح! بقيت بخاف من البنات دول! بدأت أشك إنهم مش طالبات في الجامعه أصلًا وكنت مستنيه الشهر يخلص لأني دافعه إيجاره مقدم، ولما يخلص هسيب الشقه خالص أنا مش ناقصه حوارات ومشاكل...


الباب خبط تاني فوقفت وراه وقلت بلجلجة:

-أ... أيوه... نعم...


-افتحي يا سموره عشان نتصالح... أنا مسحت الفيديو. 

كان صوت أمل، بلعت ريقي بارتباك وقلت:

-أ... أنا هنام يا أمل نتكلم الصبح...


قالت:

-عشان خاطري يا سموره... مش هعرف أنام قبل ما أصالحك...


لبست حجابي وقررت أخرج وأنا بقول هيعملولي إيه يعني!


وأول ما فتحت الباب اتصدمت كانت واقفه ووراها قاعد أربعه شباب! ابتسمت أمل بخبث وقالت:

-تعالي الأول أعرفك على عيال عمي...


حاولت اقفل الباب تاني لكنها زقته وهي بتقولهم:

-جرى إيه يا شباب ما تيجوا تساعدوني...


كنت ماسكه موبايلي على الشات اللي بين وبين ياسين على الواتساب ومن ارتباكي وخوفي مطلعش معايا غير إني أسجله فويس بسرعه وأنا بصرخ وبقول:

-ياسين.... إلحقني يا ياسين... 


رميت الموبايل من إيدي وأنا مش عارفه الڤويس وصل ولا لأ، وحاولت أقفل الباب لكن أمل كانت بتزق جامد فصرخت....

يتبع

متنسوش التفاعل ارفعوا الحلقه وقولولي رأيكم❤️


             الفصل الرابع من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات