رواية روحي تعاني الفصل السابع 7 الجزء الثاني بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل السابع 7 الجزء الثاني 

بقلم أية شاكر


-الأمانه معايا وكله تمام يا باشا.


قلبي دق بخوف، خوفت  إنه يكون هيخطفني! فاتعدلت في قعدتي وقولتله: 

-نزلني على جنب لو سمحت.


مردش عليا فكررت جملتي أكتر من مره وكل مره كنت بعلي صوتي عن اللي قبلها وهو مش بيرد عليا، تسارعت دقات قلبي وأنفاسي وأنا بخبط على باب التاكسي وبقول بصوت عالي:

-بقولك نزلني هنا..


ساق أسرع وهو بيقول بارتباك:

-معلش مكنتش سامعك أ... أصل السماعه في وداني... 

-بقولك نزلني...


قال ببعض الحدة:

-حاضر يا ست الكل هركن وأنزلك... بس من غير صوت عالي!


صلوا على خير الأنام ♥️ 

                    ★★★★

-ليه كده يا هيثم جايبها معاك ليه؟!

قالتها همسه لهيثم بعتاب فرد هيثم:

-أنا ما جبتهاش أنا لقيتها على الباب والله.


بصت آلاء ناحية البوابه فلقت ياسر راجع، قالت بقلق:

-مروحتش وراها ليه يا ياسر عشان تفهمها.

-ملحقتهاش... متقلقيش نفسك أنا هتصرف... محصلش حاجه.


قالت آلاء بحزن:

-أنا آسفه يا ياسر على الموقف ده... سامحني.


رد ياسر بابتسامة:

-آسفه على إيه محصلش حاجه أصلًا... أنا هتصرف مع سمر.


زفر هيثم بعمق وقال:

-طيب روح وراها أصل تروح تحكي لمراتك ولا حاجه.


قال ياسر:

-لأ متقلقش مش هتعمل كده.


قالت همسه:

-هي قالت انها كانت عارفه من زمان أصلًا... معنى كده إنها سابت ياسين عشان كده؟!


هز ياسر رأسه بالإيجاب كان واضح في عنيه الحزن اللي لاحظته آلاء، فقالت:

-روح يا ياسر حل الموضوع ده ومتقلقش علينا احنا هنقعد هنا يومين...


قعد ياسر ومد إيده بالأكل قدام فم آلاء وهو بيقول:

-مش قبل ما تأكلي الأول... مش همشي إلا لما تاكلي.


قالت آلاء بقلق:

-لكن يا ياسر...


قاطعها وقال وهو بيضغط على كلمات جملته:

-أنا مش هتحرك من هنا إلا لما تاكلي.


بدلت آلاء نظرها بين هيثم وهمسه ورجعت بصت لإيد ياسر الممدوده بالأكل وفتحت بوقها وبدأت تاكل عشان تريحه ويمشي، ولما كانت بتبص في وشه غصب عنها كان بتتخيله زوجها المتوفى فتبتسم ويبتسملها...

سبحان الله وبحمده ❤️ 

بقلم آيه شاكر 

              ★★★★

لما رجع ياسر لبيته، كان قلقان تكون سمر اتهورت وقالت لنسمه أي حاجه ولكن استقبلته نسمه زي كل يوم فاطمن ومر اليوم بهدوء...


وتاني يوم في الشركة سمر مراحتش الشغل، فرنت عليها همسه كتير لأنها كانت عايزه توضحلها الموضوع لكن موبايلها مغلق...


ولما ياسر عرف قلق عليها فاتصل على نسمه وبعد ما سألها عن أحوالها والأولاد سأل بنبرة مرتعشة:

-إنتِ مشوفتيش سمر النهارده ولا ايه؟!


شهقت نسمه وقالت بهدوء:

-تصدق فكرتني دي كانت بتقول هتروح لبابا امبارح... تلاقيها عند بابا هرن عليها كده.


-طيب رني عليها وارجعي كلميني وطمنيني.


قفل معاها ولما اتأخرت نسمه عليه رن عليها فكنسلت عليه أكتر من مره وبعد شويه رن عليه ياسين قال بقلق:

-أيوه يا ياسر... سمر يا ياسر مش عارفين راحت فين...


بص ياسر لشاشة التلفون، لقى نسمه بترن فقال بتوتر:

-يعني ايه مش عارفين راحت فين؟!


-نسمه بتقول إنها مش عند والدها ولا عند أي حد من قرايبها.


بلع ياسر ريقه بارتباك وهو بيبص على شاشة تلفونه ونسمه اللي بترن عليه، وقال:

-طيب خليك معايا لحظه يا ياسين... هرد على نسمه وأرجعلك.


مجرد ما رد على نسمه قالت بصوت مخنوق من البكاء:

-الحقنا يا ياسر سمر مش لقينها.


وقف ياسر لما سمع صوت نسمه وقال بقلق:

-هتروح فين يعني يا نسمه ممكن تكون عند عمتك أو خالك أو خالتك متقلقيش.


قالت ببكاء:

-كلمتهم كلهم محدش يعرف عنها حاجه.


مسح ياسر على شعره بارتباك وقال:

-ربنا يستر... طيب اهدي يا نسمه إن شاء الله خير.


قفل معاها وكلم ياسين وهو طالع من شركته وبعدين كلم هيثم وحكاله وبدأوا يلفوا عليها في كل مكان لحد بالليل وبرده ملهاش أثر.

وبعد لفت على أقسام الشرطه والمستشفيات وغيرها اتجمعوا كلهم قدام بيت ياسر، قال ياسين بنفاذ صبر:

-يعني راحت فين اختفت؟!


رد والدها بسخرية:

-في الأخر هنلاقيها عند حد من أصحابها وسيبانا كلنا نلف حوالين نفسنا


قال كريم:

-يارب يا بابا أهم حاجه تكون بخير.


تنهد هيثم بعمق وقال:

-طيب هنعمل ايه دلوقتي؟


قال والدها بنبرة ظهرت فيها اللامبالاة:

-أنا رأيي كل واحد يرجع بيته احنا بلغنا الشرطه وهما يتصرفوا.


كلهم بصوا لوالدها بتسائل عن حالة البرود والامبالاه اللي هو فيها فقال بنفاذ صبر:

-متبصوليش كده! بنتي وأنا حافظها وعارف إنها متعبه ومتأكد إنها كويسه... 


قال كده ومشي، فنفخ ياسين بضيق ومشي، ناداه ياسر وسأله:

-رايح فين يا ياسين؟


قال بملامح حزينه:

-هدور عليها.


مستناش ياسين حد وكمل مشي ورجع كريم مع والد سمر، فبص ياسر لهيثم وقال:

-أخر مكان سمر كانت فيه كان في البيت عندكم!


-إحنا ممكن نفرغ كاميرات البيت ونشوف أرقام التاكسي اللي ركبته.


قال ياسر بأمل:

-أيوه صحيح إحنا ازاي مجاش في بالنا الحوار ده! 

-يلا بينا مش عايزين نضيع وقت...

واتجهوا لبيت هيثم....


من ناحيه تانيه كان ياسين بيلف في الشوارع وبيبص على اللي ماشين، وبعد كثير من اللف كانت الساعه ٢بعد منتصف الليل ولما حس باليأس بص للسماء وقال:

-يارب.

وفجأه انتبه ياسين على صوت شاب واقف وراه قال:

-اتفضل معانا يا باشا...


بص يمينه وشماله وقبل ما يتكلم ضـ ـربه واحد على دماغه وفقد الوعي...

استغفروا❤️

                 ★★★★


-هااا كلمتوه واتفاوضتوا معاه؟!


-يا غبي مطلعتش أخته... وأصلًا ملهوش أخوات بنات! 

-يا عم أنا سألت وقالولي أخته.

-مش أخته دي أخت مراته.

-طيب كويس يعني أخت ألاء! 

-ألاء مين يا عم ركز شويه... أخت مراته الأولى.

-يا نهار مش فايت طيب هنعمل إيه دلوقتي هنرجعها ولا ايه!

-لأ نرجعها فين! إحنا هنسيبها زي ما هي وأخوه جاي في الطريق...

-جاي ازاي؟!

- الرجاله راحوا يجيبوه.

                  «سمر»

سمعت حوارهم ده ومفهمتش منه أي حاجه افتكرت امبارح بمجرد ما وقف التاكسي عشان أنزل ركب شاب على يميني وشاب على شمالي وكتم نفسي بمنديل، حاولت كتير أقاوم لكن في النهايه غبت عن الوعي...


قضيت يوم صعب مش عارفه أنا فين! الأوضه اللي أنا فيها اضائتها خافته ومفيش فيها أي منفذ، صرخت كتير وبكيت كتير ومحدش رد عليا، كانو رابطين إيدي ورجلي في كرسي، واحد.منهم دخل يأكلني في بوقي لكن رفضت وصرخت فخرج وسابني...


في النهاية لما لقيت مفيش فايده سكتت وبكيت بقلة حيله، يمكن تكون نهايتي قربت ومخرجش من هنا تاني، بصيت لفوق وقلت بتذلل:

-يارب. 


بكيت لما افتكرت وعدي لربنا إني هرجعله، وعدي اللي منفذتهوش! وعدي اللي قطعته الأزمه اللي فاتت لما كنت بهرب من الشقه وكنت بقول خلاص هي دي نهايتي ولكن ربنا نجاني وكانت النتيجه إني نسيت نفسي ونسيت وعدي! حتى دلوقتي بقيت أصلي كل الفروض لكن مش بخشوع، بصلي بجسمي وبس، أنا خايفه لأ خايفه ايه أنا مرعوبه من الموت! بكيت جامد ما أنا مبقتش أعمل حاجه غير البكاء...


انتبهت على صوت فتح باب الأوضه، قلت يمكن جايبنلي أكل! لكن لقيت إتنين ملثمين بيرموا شخص على الأرض، وقبل ما يخرجوا قال واحد منهم وهي بيضحك بسخرية:

-إحنا قولنا مينفعش نسيبك لوحدك... جيبنالك رفيق...


ضحكوا وقفلوا الباب تاني، حاولت أتأمل مين الشخص ده لكن الإضاءه كانت خافته جدًا وبتترعش وكأنها إضاءه لشمعه بيعاندها الهوا، قلت بصوت مبحوح من كثرة الصريخ والبكاء:

-إنت مين! فوق... فوق بقا... فتح عينك... إنت مين؟


حاولت أهز الكرسي اللي مربوطه فيه يمكن أشوف وشه لكن وقعت بالكرسي لوره، تأوهت بألم وارتفع صوت بكائي حاولت أتعدل معرفتش فصرخت...


مش عارفه مر وقت أد إيه وأنا على الحاله دي، لحد ما سمعت صوت آهات الشخص الملقى على الأرض، كنت وقعت بعيد عنه ومش شيفاه خالص، قلت برجاء: 

-اصحى بقا فكني... يا أستاذ بالله عليك... اصحى بقا...

استغفروا❤️

                 ★★★★★★★

                       «ياسين»

سمعت صوتها لكن مردتش كنت حاسس بألم في راسي وحسيت إني بتخيل أو نايم على سريري بحلم، لما انتبهت أكتر سمعت بكاءها وهي بتقول:

-فكني بقا أنا تعبت والله تعبت... عاوزين مني إيه بقا!!


قومت بسرعه كنت عارف إنها سمر عمري ما أتوه عن صوتها أبدًا، قلت:

-سمر!


جريت عليها وأول ما شوفت وشها قلت:

-إيه اللي بيحصل!! مين عمل فيكِ كده؟


ابتسمت وقالت:

-ياسين! الحمد لله... الحمد لله إنك هنا...


عدلت الكرسي وفكيتها بسرعه وهي بتبصلي وتبتسم وكأنها لقت طوق نجاة الظاهر مش واخده بالها إننا في الهوا سوا، ولما فكيتها وقفت وقالت:

-مين دول؟ إنت جاي تنقذني صح؟!


فركت ذقني وانا بقول:

-كان نفسي أطمنك والله بس أنا معرفش احنا فين ولا مين دول ولا سبب وجودنا هنا أصلًا!


بان عليها الزعل وقالت:

-يعني ايه؟ 


قالتها بارتباك ولما لاحظت حالتها ووشها المرهق حاولت أتصرف بهدوء وحكمة، قعدت على الأرض ومسكت راسي بألم وأنا بقول:

-يعني أنا حد ضـ ـربني على دماغي وجابني هنا! إنتِ بقا جيتِ هنا ازاي؟


ولما حكتلي بالتفصيل وصلت هنا ازاي قلت:

-إحنا باين كده والله أعلم مخطوفين يا سمر!


-واشمعنا أنا وإنت؟! يعني لا معانا فلوس مثلًا ولا لينا أعداء...


شهقت بقـ ـوة وقالت بذعر:

-تفتكر هياخدوا اعضائنا يا ياسين؟!


قلت بتفكير:

-لا لا معتقدش إن الموضوع كده!


سندت رأسها للحيطه وقالت:

-ياسين أنا مش عاوزه أموت دلوقتي؟


حاولت أخفف من حدة الموقف بصيت لها بنظرة جانبية وقلت:

-ولا أنا... أنا مينفعش أمـ ـوت قبل ما أخد الدفتر اللي معاكي وأولـ ـع فيه! عشان أطمن إن محدش هيقراه.


ابتسمت وقالت:

-نفسي أعرف الدفتر ده فيه إيه؟! 


ضحكت بخفوت وقلت:

-أقولك ومتقوليش لحد! 


-متقلقش أنا كتومه جدًا.


-خلاص لما نخرج من هنا بالسلامة فكريني أقولك.


قالت بارتباك:

-هو... تفتكر إن احنا هنخرج؟

-إن شاء الله ربنا هينجينا... خلي عندك ثقة فيه.

قولتها وأنا رافع سبابتي بشاور لفوق، فبصت لفوق وقالت:

-يارب...


سكتنا شويه وقعدت أقلب بصري في المكان وأتفحصه يمكن ألاقي مخرج! وأول ما بصيت لسمر لقيتها مركزه معايا وبتبصلي بعمق وهي مبتسمة، لفت رأسها الناحية التانيه وقالت:

-بما إنك موجود بقا أنام وأنا مطمنه، أنا منمتش امبارح خالص...


-ماشي نامي... نامي ومتقلقيش هتتعدل ان شاء الله.


الأوضه كانت ضيقه يعني اتنين متر طول وعرض، والنور كان بيرتعش زي ما نكون في فيلم رعب فغمضت عينيها وهي قاعده جنبي عشان تنام قلت:

-هتنامي وإنتِ قاعده؟


-اه هنام وأنا قاعده جنبك عشان خايفه.


-طيب افردي ظهرك ونامي.


بصتلي وسكتت فكملت:

-يلا يا سمر بتفكري في ايه!!


نفذت اللي قلته ومن الواضح إنها كانت جعانه نوم أول ما غمضت عينها سحبها النوم...


غضيت بصري عنها وقعدت أستغفر وأسبح وأدعي تذكرت تسبيح سيدنا يونس وهو في بطن الحوت ورددت طول الليل:

-لأ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

وكلي يقين أن الله سيستجيب لي وينجينا من الغم....

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹 

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 

               ★★★★★

وبعد ما فرغ هيثم الكاميرات موصلش لأي حاجه، لأن سمر ركبت التاكسي من الاتجاه التاني للطريق وأرقامه مش ظاهره...


قعدوا يائسين ومش عارفين يعملوا ايه فرن موبايل ياسر ولما رد، قال صوت أنثوي:

-اللي بتدور عليه عندنا بس الأول تروح زي الشاطر تتنازل عن المحضر اللي عملته في الشرطه...


-إنتِ مين؟!


-مش مهم أنا مين المهم إن أي حركة ذكاء هبعتلك حد فيهم متقطع في أكياس إنما لو نفذت اللي هنطلبه هرجعلك أخوك والحلوه اللي معايا لكن لما تنفذلنا شويه طلبات كده أولهم تتنازل عن المحضر...


-أخويا!!! ياسين!!


-أيوه أخوك مشرفنا هنا... هبعتلك ورق بكره عشان تتنازل عن المحضر ولما ترجع بالسلامه هنتفاهم...


وقبل ما يتكلم ياسر قفل الخط، فردد ياسر بصدمه:

-ياسين كمان!


هيثم ومراد كانوا بيبصوله بترقب وبيسالوه حصل ايه وهو مش بيرد، كان بيحاول يرن على ياسين لكن موبايله مغلق، حط إيده على جبهته بحسره فسأله هيثم بقلق:

-إيه رد علينا؟!


قال ياسر بقلة حيلة:

-سمر وياسين اتخطـ ـفوا...


مراد بصدمة:

-اتخـ ـطفوا! مين عمل كده؟


هز ياسر رأسه بالنفي وهو بيقول:

-مش عارف... ومش عارف ورق ايه اللي بتقول هتبعته!


سكت هيثم شويه، كان بيبص لياسر بس بيفكر في حل وبعدين، قال:

-متقلقش صدقني هتتحل...


قال مراد:

- قوم روح ناملك شويه لحد الصبح... عشان نقدر نفكر.


وقف ياسر وهو بيقول بحسرة:

-أنام إزاي وأخويا مش في سريره!


كمل:

-والله لو كانت سمر السبب في اللي بيحصل ده عمري ما هسامحها! دي بنت متعبه و.... 


نفخ بضيق ولما هدى شويه قال:

-يارب يرجعوا بالسلامه يارب... هسامحها بس يرجعوا بالسلامة.... يارب لطفك يارب.

استغفروا❤️

بقلم آيه شاكر 

                ★★★★★

وتاني يوم فتحت سمر عنيها لقت نفسها متغطيه، مكنتش عارفه الوقت لأن الأوضه على اضائتها وكأنها تحت الأرض، بصت جنبها لقت ياسين نايم وهو قاعد على الكرسي، وقفت ونفضت هدومها وقربت منه براحه...


وقفت تتأمله وهو محاوط نفسه بإيده من الرطوبه والبرد وساند رأسه على الحيطه، أخذت الغطاء وحطته عليه فاتنفض وهو بيردد بفزع:

-سمر.

-اهدي يا ياسين أنا كويسه.

ولما شافها قدامه اتنفس بارتياح، كان قاعد يحرسها طول الليل خايف عليها لكن غـ ـصـ ـب عنه عينه غفلت، مسح وشه من أثر النوم وبص في ساعته اللي كانت ٩ صباحًا، وقف يبص للمكان وقال:

-وبعدين؟! هنعمل إيه يا سمر!!


قالت بخوف:

-مش عارفه! 


اتجه ياسين ناحية الباب فنادته سمر بتوتر:

-رايح فين؟


مردش عليها وبدأ يخبط على الباب جامد وهو بيقول:

-افتحوا... افتحوا... عايزين الحمام... 


قعد يخبط أكتر من مره لحد ما فتح راجل باين عليه شاب متخطاش الثلاثين، وكان معاه سلاح فرجع ياسين بسرعه يقف قدام سمر وهو بيبلع ريقه بارتباك وبيندم أنه خبط على الباب.


قال الشاب الملثم:

-خير؟ عامل دوشه ليه؟!


قال ياسين بارتباك:

-عـ... عايزين ندخل الحمام... عشان نتوضى ونصلي


شاور الشاب على حيطه ورانا وقال:

-الحمام وراكوا أهوه.


بصوا الاتنين للحيطه وقال ياسين:

-دا جدار!!


نفخ الشاب بزهق وزق الحيطه اللي اتفتحت وكأنها باب وظهر حمام فعلًا، قال الشاب:

-أدي الحمام والأكل هيجيلكم دلوقتي.


لما حس ياسين بهدوء الشاب سأله:

-انتوا مين؟ وعاوزين مننا ايه؟


-ولا حاجه! موضوع كده بنحله وهنسيبكم.


-موضوع ايه؟


دخل راجل تاني ملثم بس لما بصيت لعنيه حسيت إني أعرفه! حط الأكل قدامنا، قال:

-كنا محتاجين حضرتك وحضرتها تكتبوا رسالتين حلوين بخط ايديكم بعد ما تفطروا.


انتفض قلب ياسين وهو بيسأل:

-رسالتين ايه!!


قال الشاب بابتسامة ضهرت في عنيه:

-هتكتبوا انكوا اتجوزتوا وبتقضوا شهر العسل.


سأل ياسين بصدمة:

-إتجوزنا إزاي يعني؟!


ضحك الراجل وقال بسخرية:

-اخص عليا هو أنا مقولتلكش! ما انتوا هتتجوزوا النهارده...


عقدت الصدمه لسان ياسين فسكت، شاور الراجل للشاب وخرجوا وقفلوا الباب، وسابوهم مذهولين من اللي بيحصل وكأنه حلم غريب! يمكن حلو لياسين ومرعب لسمر التفت ياسين وبصلها كانت واقفه وراه بتبصله بذعر، قالت:

-جواز ايه! دول مجانين!!!


تنهد ياسين بقـ ـوة وقال:

-متخافيش...


              الفصل الثامن من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات