رواية روحي تعاني
الفصل العاشر 10 الجزء الثاني
بقلم أية شاكر
حاولت أفتح عيني مقدرتش وأخر حاجه شوفتها سمر لما غابت عن الوعي ووقعت لورا، ومقدرتش أنا كمان أقاوم واستسلمت للنوم، قبلها قلت في نفسي إن غالبًا كده دي آخرة الضحك الكثير، وتقريبًا حاطين لنا منوم والله أعلم ناوين لنا على إيه!!
فتح شاب الباب بهدوء عشان يتأكد إنهم ناموا، قرب منهم وهزهم فسأله واحد تاني:
-ناموا؟
-أيوه ناموا.
-طيب يلا روح جهز العربيه واحنا هنصور الفيديو ونجيبهم.
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★★
قعدت نسمه على سجادة الصلاة تعيط، افتكرت والدتها وافتكرت لما كانت بتسخر من رد فعلها على جواز والدها للمره التانيه ودائما تقول إنها مكبره الموضوع!
ربنا كتبها تتذوق طعم الوجع ده وتعرف إن والدتها مكنتش مكبره الموضوع ولا حاجه، قالت:
-مكنش قصدي... الله يرحمك يا أمي... سامحيني... يارب تسامحيني...
اتنفست بعمق ومسحت دموعها وهي مقرره تتطلق مش عايزه تعيش معاناة والدتها! بكت مره تانيه لفترة...
افتكرت والدتها اللي كانت قبل أي قرار بتصلي استخاره...
مسحت دموعها ووقفت عشان تصلي وكبرت لتُقبل على الله عز وجل مكـ ـسورة ليجبرها.
وبعد ما خلصت صلاة قعدت مكانها تفتكر ياسر وأخلاقه واحترامه وتدينه، وإن عمره ما زعلها، بل هو اللي علمها تواظب على صلاتها، وكان بيصحيها كل ليلة قبل الفجر بنص ساعه عشان يصلوا ركعتين قيام ودائمًا يقول:
-الركعتين دول فرض سادس مش هنسيبهم أبدًا.
افتكرت كلامه وهو بيقول:
-الدنيا دار ابتلاء ومش مكان للراحة كما يظن البعض، ولازم الأيام تتقلب بين سعادة وحزن، وكـ ـسر وجبر، وراحة وتعب...
بصت نسمه لفوق وقالت ببكاء:
-يارب...
كانت بتحبه ومش عايزه تبعد عنه وفي نفس الوقت كرامتها! وإنه خبى عليها جوازه عليها مهما كان السبب!
من وهي صغيره ومش بتحب أي حد يقرب من حاجه خاصه بيها مهما كانت بتحب الشخص ده.
قامت ورقدت على سريرها ودموعها بتسيل افتكرت الفيديو اللي اتبعتلها من رقم مجهول واللي عرفها إنه متجوز عليها...
الفيديو كان لياسر وهو ماشي جنب ألاء مره وهو ماسك ايديها وأحيانًا وهو محاوط كتفها ومره أخيره وهو ساندها، ومع الفيديو رساله محتواها:
-جوزك متجوزها يا قطه.
حطت ايديها على صدرها وشهقت بالبكاء، كانت مخنوقه وغيرانه جدًا إن فيه واحده تانيه مها كانت حالتها أخدت جزء من وقت جوزها ويمكن من قلبه!
وبمجرد ما سحبها النوم شافت نفسها في مكان جميل كله خضره وورد وأنهار صافية ووالدتها كانت وراها بتغرف بايديها من ماء النهر وتشرب، انتبهت نسمه على صوت والدتها:
-تعالي اشربي... شايفه بيتي حلو ازاي؟!
بصت نسمه حوليها بإعجاب وقالت:
-هو إنتِ عايشه هنا يا أمي؟
ابتسمت والدتها وقالت:
-﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.
وفجأة ظهر أشرف زوج آلاء وأعطاها بنطالونين وتاج وقال:
-دي هديه إديها لياسر عشان نفذ وصيتي.
وعلى أذان الفجر فتحت نسمه عينيها وصوت والدتها بيتردد في أذنها:
-﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾
قامت تتوضى وتصلي الفجر ودموعها بتسيل وبعد.ما خلصت صلاة أخيرًا قررت هتعمل ايه!...
فتحت الباب لقت ياسر داخل الشقة وباين على ملامحه الحزن والهم، تخطته ودخلت المطبخ من غير ما تكلمه، بصلها بطرف عينه وسكت شويه وبعدين مشي وراها، قال:
-أنا في ورطه كبيره أوي يا نسمه.
مردتش عليه وخرجت من المطبخ فمسك ذراعها وبكى بصوت عالي، اتخضت متعودتش تشوفه بالضعف ده حاولت تتجاهله وتمشى لكن قلبها مطاوعهاش، وقفت تبص عليه في صمت وهو بيبكي زي طفل صغير، وفجأة حس ياسر بدوخه فسند جامد على ذراعها فسندته وصرخت بفزع:
-ياسر ايه يا ياسر!!!
قعدته على الأرض وجابتله كوباية عصير بسرعه، وبعد ما شربها اتزن شويه لكن ملامحه كانت مرهقه، سند رأسه عليها وقال بأنفاس عاليه وبانهيار:
-كل حاجه جايه في وقت واحد! إنتِ تعرفي بموضوع ألاء... وياسين وسمر في ورطه كبيره... وأنا كمان المفروض أوفر ٧ مليون الصبح!
بصلها وقال بصوت باكي:
-أنا هعمل ايه يا نسمه؟!
حط إيده على وشه وانفـ ـجر بالبكاء فبصتله وقالت بقلق:
-أنا مش فاهمه اي حاجه يا ياسر أهدى كده واحكيلي في ايه!
فتح موبايله على الفيديو اللي اتبعتله، صورة ياسين وحد ماسكه من شعره ومرجع رأسه لورا وحاطط سكينه على رقبته، وبعدين سمر وهي متكتفه على كرسي وواضح انها مغمى عليها وبعديهم واحد ملثم بيقول:
-الاتفاق اتغير من اتنين مليون لـ ٧ مليون ولو اتأخرت عن الساعه ١٠ هبعتهملك في أكياس...
صرخت نسمه وحطت إيديها على بوقها وهي بتقول بصدمة وانهيار:
-يعني هما مخطوفين! أنا كنت متأكده إن فيه حاجه غلط... هنعمل ايه!... عايزين فلوس!
وقفت تلف حول نفسها وهي بتقول:
-بص انت ممكن تبيع الدهب بتاعي وبتاع ياسين وسمر وممكن نقول لبابا أكيد هيتصرف و.... وفين الشرطه هي سايبه! لازم نبلغ الشرطه.
قاطعها صوت بكائه فهزته وزعقتله:
-مش وقت عياط ياسر... احنا لازم نتصرف.
ولما شافت انهيار ياسر بكت هي كمان وقعدت جنبه بقلة حيلة، وبعد فتره مسح ياسر دموعه وقال:
-اهدي يا نسمه أنا هتصرف...
وقف عشان يخرج تاني فقالت:
-استنى هلبس وأجي معاك... أنا مش ممكن أسيبك لوحدك وإنت في الحاله دي.
استغفروا❤️
★★★★★★
والساعه ٩ الصبح كانت نسمه قاعده في الجنينه وهيثم وياسر بيتكلموا في تلفوناتهم قصادها على تربيزه تانيه...
جذب انتباهها الولدين اللي بيلعبوا قصادها واللي هي عارفاهم كويس ولاد أشرف وألاء! كانت بتحاول تسيطر على الغيرة جواها، قربت منهم وطبطبت على واحد فيهم وقالت:
-إنت اسمك إيه يا سكر؟
-أنا مروان وإنتِ؟
-أنا نسمه.
قال الطفل بابتسامة وعفوية:
-اسمك جميل أوي.
ايتسمت وبصت للتاني وقالت:
-وإنت بقا إسمك إيه؟
-أنا مصطفى.
حضنتهم وتخيلت نفسها مكان آلاء! وتسائلت هل كانت هتطلب تتجوز من حد عشان أولادها! أكيد كانت هتكون خايفه على أولادها!
ومن ناحية تانيه خرجت آلاء لما حكتلها همسه على اللي حصل مع ياسر فلقت نسمه موجوده وبتتكلم مع أولادها وحضنتهم فابتسمت واطمنت، مكنش حد يعرف لسه إن نسمه عرفت بجواز ياسر.
بلعت آلاء ريقها وقربت منهم وألقت السلام، بصتلها نسمه من غير ما ترد، مكنتش شافتها من فتره طويله، بقت هزيله وملامحها باهته وبتاخد نفسها بصعوبه! وواقفه سانده على همسه، بصلهم ياسر بقلق! لكن انشغل مع هيثم مره تانيه...
سلمت آلاء عليها وقالت:
-وحشتيني يا نسمه متقابلناش من زمان.
قالت همسه بمرح:
-نسمه أصلًا مش بتزور حد خالص...
تنحت نسمه وبصتلهم بسرحان وتوهان، فسلمت همسه عليها، وكانت نسمه بتتصرف بجمود وجفاء استغربوه! قالوا يمكن من اللي بيحصل مع أختها! فقالت آلاء بتوتر:
-أ... أنا عرفت بموضوع سمر وياسين متقلقوش الفلوس موجوده.
مردتش نسمه فنادت آلاء على ياسر، وقربت منه بدلت نسمه نظراتها بينهم وبصت للأرض وسكتت، فسألتها همسه وهي بتطبطب على ذراعها:
-مالك يا نسمه؟ أكيد قلقانه على سمر وياسين... إن شاء الله هتتحل.
هزت نسمه رأسها وقالت بخفوت:
-إن شاء الله.
انتبهت نسمه على صوت ياسر:
-لأ لا يا آلاء أنا عمري ما أقبل بكده... دي فلوسك...
قال هيثم:
-معدش وقت يا ياسر خد الفلوس وبعدين ابقى رجعهم لها.
بص ياسر في ساعته اللي قربت على ١٠ وقرر ياخد الفلوس، وقعدوا كلهم يستنوا مكالمه....
الساعه ١٠ بالظبط رن موبايل ياسر برقم مجهول، وبمجرد ما رد سمعوصوت:
-جهزت الفلوس؟
-أيوه هنتقابل فين؟
-لأ إحنا مش هنتقابل... أنا هقولك المكان اللي تسيب فيه الفلوس والمكان التاني اللي هتلاقي فيه أخوك والحلوه اللي معاه بعد ما ناخد الفلوس...
قاله على المكان اللي يحط فيه الفلوس وحذره من إنه يطلب الشرطه أو يتصرف أي تصرف...
وقفت نسمه وقالت:
-أنا هاجي معاك.
-تيجي فين يا نسمه استنيني هنا...
مشي ياسر خطوتين ورجع تاني بص لـ ألاء وقال:
-نسمه عرفت... عرفت بجوازنا.
بصت ألاء لنسمه اللي كانت واقفه جنبها وبعدين بصت للأرض بحرج وقالت بنبرة مرتعشة:
-سامحيني...
سابتها نسمه وراحت قعدت على تربيزه في الجنينه، وبصت آلاء لهمسه وقالت بقلق:
-أعمل إيه!
خدتها همسه من ايديها وقالت:
-تعالي هنتكلم معاها.
استغفروا❤️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين.
★★★★★★★
«سمر»
فتحت عيني بكسل وقعدت لحظات أستوعب أنا فين! المكان مش غريب عليا! دي نفسها أوضتي في الشقه اللي كنت مأجراها مع الطلبه!
مسكت دماغي وأنا بقول باستغراب:
-كان حلم!
ولما بصيت جنبي لقيت ياسين نايم، فتحت عيني على وسعها وقلت:
-لأ مكنش حلم...
ناديت ياسين مردش عليا فقومت احاول أفتح باب الأوضه لكنه كان مقفول من بره، قلت بعصبيه:
-افتحوا... انتوا عايزين مننا ايه!! افتحي يا إيناس...
محدش رد فرجعت لياسين أناديه ولما مردش خوفت يكون مـ ـيت! قربت من وشه عشان أشوفه بيتنفس ولا لأ، وفي اللحظه دي فتح عنيه، فبعدت بسرعه، كنت متأكده إنه فهمني غلط!
اتعدل وقعد لحظات يبصلي وبعدين يبص للاوضه لحد ما فهم احنا فين! قال:
-يعني هما اللي ورا كل اللي بيحصل!
جري يبص من الشباك لكنه كان عليه حديد! فخبط على باب الأوضه وضـ ـربه برجله وهو بيزعق:
-انتوا عايزين ايه!!
محدش رد علينا فقعدنا ساكتين شويه، ياسين كان متعصب جدًا وكل شويه ينفخ ويخبط إيده على المكتب بغضب، كنت خايفه منه وأول مره أشوفه كده!
-بس بقا يا ياسين اللي بتعمله ده ملوش لزمه.
بصلي بنظرات حاده فسرتها إنه شايف إن أنا السبب في اللي بيحصل ومتضايق مني! فاتضايقت منه، هو ده قانوني هتتضايق مني هتضايق منك!
قعد يبص للأرض بعد شويه هدى، بصلي وقال:
-شكله كده مش حلم!
مردتش عليه فقال ياسين:
-كانوا حاطين لنا منوم في الأكل!
هزيت راسي بصمت وزهق وضيق منه، فقال بسخرية:
-إنتِ ازاي عيشتِ معاهم شهور ومحستيش إنهم مش تمام!
وقفت فجأة وقلت بحدة:
-تقصد إن أنا هطله؟!
قال بنبرة مهزوزة:
-أنا مقولتش كده!
نفخت بضيق وسكتت وقعدت مكاني فقال:
-الظاهر إنهم بينتقموا مننا بسبب اللي عملتيه.
وقفت تاني وقلت:
-قصدك إن أنا السبب في اللي بيحصل ده يعني!
وقف هو كمان وقال بنرفزة:
-فيه ايه يا سمر إنتِ عايزه تتخانقي وخلاص!
-إنت اللي كلامك مستفز بصراحه!
-أنا! هو أنا قولت حاجه؟
قعدت وعيطت وأنا بقول:
-أيوه إنت متضايق مني ونظراتك بتقول إن أنا السبب.
قعد بهدوء وقال:
-دي أكيد هرمونات صح؟
وقف يبصلي شويه وأنا بعيط لحد ما بصيتله ومسحت دموعي وقلت بحسرة:
-أنا متعبه فعلًا زي ما بابا قال... لما أخرج من هنا أول عريس هيتقدملي هتجوزه...
وقف ياسين وعدل من لياقة قميصه بابتسامة وقال بمرح:
-معقوله تستني عريس وأنا موجود... أنا عريس أهوه... ها موافقه؟
هزيت راسي بالموافقه، فقال:
-مترجعيش في كلامك بقا... اتفقنا؟
قلت بابتسامة صغيرة:
-اتفقنا.
ابتسم ياسين وهو بيبصلي وبعدين بص حوليه وقال:
-بت يا سمر هو فين الدفتر؟!
هزيت راسي يمين وشمال وقلت:
-مش عارفه!
دورنا عليه في الأوضه لكن ملقناهوش فقال ياسين:
-شكلهم طمعوا فيه! يلا أحسن خد الشر وراح...
ضحكنا وفجأة فتح واحد ملثم الباب ودخل وراه تلاته، وقف ياسين قدامي، لكني خرجت راسي من وراه وقلت بسخريه وانفعال:
-هو إنتوا يعني فاكرينا مش عارفينكوا اخلعوا اللي لابسينه على وشكوا ده ملهوش لزمه و....
وقبل ما أكمل كلامي كشفوا عن وشهم كان أول واحد شوفته هو صاحب التاكسي اللي كنت فاكراه عريس! ايه ده مطلعش عريس!
قلت بصدمه:
-إنت!!
ابتسملي زي الأهبـ ـل، وبعديه شوفت إيناس اللي كانت ساكنه معايا في الشقه واتنين شاب كنت ضـ ربتهم وأنا بهرب من الشقه...
قالت إيناس بسخرية:
-براڤو عليكِ ما إنتِ ذكيه أهوه أومال بيقولوا عنك غبيه ليه!
قلت:
-احترمي نفسك يا بت...
ضحكت ايناس وقالت:
-بت!! أنا بتقوليلي بت!
قربت مني فوقفت ورا ياسين بخوف وهو اعترض طريقها وقالها:
-رايحه فين؟!
وقفت ايناس وبصت للشباب وشاورتلهم قرب اتنين من ياسين ومسكوه من إيديه وحاول يفلت منهم فحطوا آلة حاده في جنبه فزعق شويه لحد ما قعدوه على الكرسي وكتفوه وكمموا بوقه عشان ميطلعش صوت...
وقرب مني اتنين والتالت واقف جنب ياسين وفي أيده أله حادة وبيبتسملي زي العـ ـبيط، وإيناس واقفه تمضغ اللبانه وتبصلي بسخرية...
قرب مني الاتنين وافتكرتهم هيتغرغروا بيا، فبلعت ريقي بخوف ورجعت لورا لحد ما اصطدمت بالجدار اتمنيت لو معايا السـ ـاطور والخشبه زي المره اللي فاتت عشان أضـ ـربهم.
بصولي من فوق لتحت وفتح واحد منهم الكاميرا بتاعت موبايله والتاني قال:
-يلا بقا قولي أنا عبيطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
بصيت على ياسين اللي سواق التاكسي المبتسم زي الـ.... حط سكينه جنب رقبته بيهددني فقلت وأنا بحرك ايدي:
-هقول... هقول بس سيبه...
قلت بصوت واطي وبكسوف:
-أ... أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
-لأ أنا مسمعتش...
بص لكل اللي في الأوضه وسألهم:
-انتوا سمعتوا؟!
قالوا في نفس واحد وهما بيضحكوا: لأ.
رجع الشاب حط السكينه على رقبة ياسين فقلت بصوت عالي:
-أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
جابت ايناس طبله وبدأت تطبل وشاولي شاب منهم أكمل وكل ما أبص لياسين ألاقي السكينه على رقبته الحن وأغني على مقرات الطبله:
-أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
-سقفي بقا وابتسمي وقوليها تاني...
نفذت اللي قاله وأنا بسقف وأغني وهما بيرقصوا، لحد ما شاورلي واحد منهم أسكت وقال بزهق:
-أعوذ بالله صوتك وحش...
وخرجوا من الاوضه وهما بيضحكوا، جريت فكيت ياسين بسرعه فوقف يبص قدامه في صمت زي ما يكون مش مستوعب اللي بيحصل!
مكنتش عارفه أتلم على أعصابي، بصلي ولما تلاقت نظراتنا ضحك جامد، قلت بزهق:
-إنت بتضحك على إيه!!! ممكن ينزلوه على النت!... لا دول أكيد هينزلوه على النت!
-متقلقيش هقفلهم الصفح زي ما عملت في الفيديو اللي فات دا لو خرجنا من هنا يعني...
قلت:
-يارب يكون حلم! أصل اللي بيحصل ده مش منطقي!
لما افتكر ياسين شكلي وأنا بسقف وأغني انفـ ـجر بالضحك، وقال:
-آسف بس كان شكلك يضحك يا سمر! وصوتك يضحك أكتر.
نفخت بضيق وقلت:
-إنت بتضحك! دا أنا أعصابي سايبه!
قعد ياسين يسكت شويه ويضحك شويه وأنا بنفخ بزهق وبعد فتره، دخل الثلاث شباب تاني، سحبوه لبره وكان بيصرخ:
-اوعي يا عم موديني فين؟!
قفلوا الباب فقلتله بصوت عالي:
-تستاهل عشان تبقى تضحك عليا... خلوه بقا يرقصلكوا بره.
وبعد شويه اختفى صوت ياسين بس كنت سامعه صرخاته المكتومه فأكيد كتفوه تاني! خوفت لأن وجوده بيحسسني بالأمان.
ولقيت واحد من الشباب فتح الباب ودخل وقفله وراه، كان هو نفسه سواق التاكسي المبتسم ببلاهه، تسارعت أنفاسي وحسيت رجلي مش شيلاني، قلت بنبرة مرتعشة:
-إنت عاوز مني إيه؟!
شاور للسرير وقال:
-ولا حاجه... اقعدي نتكلم...
مسمعتش كلامه وفضلت واقفه مكاني متنحه فقعد هو وقال:
-إنتِ مش فاكراني يا سمر؟!
مردتش عليه ولا بصيتله لأن مش فاكره إني شوفته قبل كده طول حياتي، ابتسم وقال:
-افتكري كده كان فيه واحد بتحبيه أوي زمان.
عقدت بين حاجبي وقلت بخوف:
-أنا مش فاكره حاجه! إنت عاوز مني إيه!
ضحك زي العبـ ـط وقال:
-مش فاكره الواد العبيـ ـط اللي كان بيقعد في أخر دسك في ابتدائي وكله بيقرف منه... اللي كنتِ بترشي عليه مايه!
بصيتله كويس وافتكرته، هي نفس الابتسامه الهطـ ـله... هو بعينه بغباءه وشكله الغلس، وشاورت عليه وقلت بذهول وصدمه:
-سعيد سبانخ... يا نهااار أزرق... هو إيه اللي بيحصل ده!! إيه اللي جابك هنا؟! وعايز مني إيه!!
الشخص ده كان معايا في ابتدائي، ودايمًا يجيب معاه سندوتشات سبانخ ويبتسملي نفس الابتسامه دي! عشان كده سميته «سعيد سبانخ» والمدرسه كلها عرفته بالإسم ده.
قال بابتسامة وهو بيشاور على نفسه بفخر:
-دلوقتي كبرت ومحسوبك بقا سعيد كفته... أصل أنا بحب الكفته أوي.
قلت بندم:
-طيب أنا آسفه لو في يوم من الأيام قولت كلمه تزعلك أو... أو تجرحك... ممكن تساعدني؟!
ابتسم وسكت وهو بيبصلي زي المعتوه، قلت برجاء:
-بالله عليك يا سبانخ قصدي يا سعيد طلعني من هنا... وأنا مستعده أصورلك فيديو وأقول إن أنا اللي سبانخ...
قام وقف وقرب مني فصرخت:
-الحقني يا ياسين... إلحقني يا ياسين...