رواية قلب حبيبتي
الفصل السابع 7 والثامن 8 والتاسع 9
بقلم ماما سيمي
تالا: لأ ميعرفش يا بابا
حسين: طب مين اللي وافق على نقل القلب لو هو ميعرفش
تالا : أنا لما سألت عصام مقليش
حسين: أنتي روحتي لعصام سألتيه
تالا: أيوه يا بابا بعد ما شوفت مازن في الفرح وعرفت أنه حقيقي كان لازم أقطع الشك باليقين لأني كنت هتجنن
حسين: بس غالبا مش مازن هو اللي وافق علي نقل القلب حبه لمراته يخليه يرفض
تالا: وبعدين مازن كان مصاب هو كمان وعنده كسور كتير في جسمه هو حتي محضرش دفن مراته ولا خد عزاها مروان أبن عمه أتكفل بكل ده طنط صفية ممته هي اللي قالتلي في فرح مريم
حسين: أكيد اللي وافق على نقل القلب واحد من أتنين يا مروان يا الست والدته
تالا: كلامك منطقي يا بابا أحتمال كبير أن حد منهم هما الأتنين
حسين: علي العموم مش عايزك تتعبي نفسك ومتشليش اكتر من طاقتك وان شاءالله ربنا يكتبلك الأفضل قومي أتوضي وصلي يا حبيبتي وأدعي أن ربنا يفرج كربك
وأنا كمان هقوم أصلي وادعيلك
تالا: ربنا يخليك ليا يا حبيبي انا هقوم أصلي بعد أذنك
حسين في نفسه: يارب أنت عالم بيها وباللي قاسته ارفق بيها واجعل ليها من كل ضيق فرج ومن كل هم مخرجا أنت القادر على كل شيء
رجع مازن منزله بعد أن أنهك نفسه في العمل وبالكاد يستطيع المشي وجد والدته تجلس بأنتظاره في ردهة المنزل جلس بجانبها ونام علي الأريكة واضعا رأسه علي فخذ أمه وهو مغمض العينين
مازن: وحشتني قوي يا قلب مازن
صفية بعتب: لو كنت وحشتك وقلبك زي ما بتقول مكنتش تشحتف قلبي عليك كدا
مازن: أنا عملت ايه بس يا ماما
صفية: مش عارف انت بتطلع من الساعه تمانيه الصبح ويوم ما ترجع بدري زي النهارده تبقي جاي الساعة تسعة ١٣ ساعة شغل يا مازن حرام عليك نفسك أن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فا أعطي كل ذي حقاً حقه مش النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي وصانا بكدا
مازن: عليه أفضل الصلاة والسلام ماما أنتي عارفه أني بنسي حزني في الشغل هو الحاجه الوحيده اللي بفرغ فيها طاقتي
صفية: لغاية أمتي يا حبيبي قربنا من خمس سنين علي الحادثة وانت مش عاوز تنسي بقي تولين بنت أختي وبنتي وحزنت عليها حزن يكفيني عمري كله بس هعمل ايه لاحزني عليها هيرجعها ولا قلة حزني هتخليني انسها لحظه واحده ده نصيبها ربنا كاتب ليها تموت كدا والحي ابقي من الميت أنا خايفه عليك العمر بجري بيك أنت السنادي عندك ٣٠ سنه يعني مش صغير يدوب تفكر تجبلك حتة عيل يشيل أسمك ويشيلك لما تكبر
مازن محاولا تغير مجري الحديث: أنا جعان ومتغدتش عشان أجي أكل معاكي خلي فردوس تجهز الاكل عشان ناكل سوي
صفية وهي تهز رأسها بيأس: كل لما أفتحك في الموضوع ده لازم تغير اتجاه الكلام ماشي يا مازن هعديها بمزاجي وانا اللي هقوم أجهزلك الأكل يا حبيبي بس لازم تعرف أني مش هسكت كتير ولازم توضع حل ليك
ثم تركته وغادرت الي غرفة أعداد الطعام
مازن ماسحا وجهه بيديه وهو يستغفر ربه قام من مكانه صاعدا لأعلي لتبديل ملابسه وهو يحدث نفسه
مازن لنفسه: ليه يا ماما مش عاوزه تفهمي أني لا يمكن أكون لحد غير تولين ولا قلبي يحب غير قلبها هي الوحيدة اللي قدرة تحرك مشاعري وأستحوذت علي كل احاسيسي ليها لدرجة أني مش قادر أشوف غيرها
نفسه: أنت كداب يا مازن لأنك قدرت تشوف غير تولين شوفت تالا شوفتها في أحلامك قبل ما تشوفها في الحقيقة ولما شوفتها أتشديت لها
مازن صارخا بداخله لنفسه : لأ هي بس عشان فيها شبه من تولين وكلامها زيها بس
نفسه: يعني شوفتها وقارنتها بتولين فوق لنفسك يا مازن تولين متستهلش أنك تخونها دي حب حياتك كله متسمعش كلام حد مهما كان فاق مازن من حديثه مع نفسه علي صوت والدته تناديه من أجل تناول الطعام قام من مجلسه لكي يكمل تبديل ملابسه ثم يلبي نداء والدته ويتناول معها الطعام
في ڤيلا مروان العزيزي وبعد رجوعهم من شهر العسل بعد قضاءة في أيطاليا
مروان وهو يجلس علي مائدة الطعام: المفروض كنا أتصالنا بماما صفية ومازن جم يتغدوا معانا النهاردة
مريم وهي تضع الأطباق علي الطاولة: هههههههه أعتبرهم أتغدوا معانا اصلا الأكل ده كله جاي من عند ماما
مروان: أيه ده وانا اللي بقول مراتي حبيبتي واقفه من الصبح تعملي الاكل اللي بحبه
مريم: نعم أنت عاوزني وانا لسه في شهر العسل أقف اعمل محشي وبانيه وحمام محشي وبط محشي وأيه ده أستني لما أشوف ده أيه اه طاجن بامية باللحمه ليه أن شاء الله
مروان غامزا بعينه: ههههههههه يعني من باب الشفقه حتي بلاش الحب
مريم: أه حب أه بأمارة شهر العسل اللي أختصرته لعشر أيام بس واقولك عاوزه اشوف مصارعة الثيران تقولي مرة تانيه
مروان وهو يهز رأسه: بالذمه في واحده في شهر عسل تطلب تشوف مصارعة الثيران
مريم بثقه: أه طبعا فيه
مروان بتعجب: مين دي أن شاء الله
مريم بثقه زائدة وهي تشير الي نفسها: أنا طبعا
مروان: فعلا لازم تكون أنت واحده دماغها لاسع أنا ايه اللي خلاني أتجوزك
مريم بعظمه وهي تشد علي ياقة منامتها الحرير: دا انت حفيت ورايا يا بني عشان اوافق أنت نسيت عملت ايه ولا أفكرك
مروان: كنت مغفلا علي رأي عبدالمنعم مدبولي
مريم وهي تهم بالمغدره: خلاص خلاص ولا مغفل ولا مش مغفل أنا ارجع لبيت بابا أحسن وكدت تبقي صلحت غلتطك
مروان ساحبا أيها من يدها ثم أجلسها علي قدمه: لا أحنا متفقناش علي كدا أحنا نزعل من بعض نخاصم بعض وأنتي هنا في بيتي وفحضني فاهمه أنتي مش بس بنت عمي ومراتي أنني حياتي وعمري وكل أهلي أنا من غيرك ولا حاجه أموت لو فكرتي تسبيني فاهمه، ثم دفن وجهه في صدرها يشتم رائحة الأمان والدفئ بها
مريم وهي تحتضنه: أيه يا مروان أنت صدقت ولا ايه أنا بهزر علي فكرة وبعدين مش انت مغفلا ولا غيرت رايك
مروان ومازال واضعا رأسه علي صدرها: كنت مغفل علي كل يوم ضاع من عمري وانتي بعيده عني أنا من غيرك ولا حاجه أوعي في يوم تسبيني فيه لأن ده هتبقي نهايتي أوعي تقولي أسيبك دي تاني حتي لو بهزار ماشي
مريم وهي تحتضنه بشدة: متقولش كدا أنا لا يمكن أقدر أبعد عنك دا أنت حياتي وعمري كله ربنا يخليك ليا يا نور عيوني
شدد مروان من أحتضانها متنفسا عبقها بقوة عله يطفئ لهيب قلبه المشتعل بحبها
مريم بمرح وهي تنهض من علي قدمه : طب يلا بقى نأكل الأكل هيبرد وميبقلوش طعم وده أكل ماما يعني ميتسبش
مروان مبتسما لها: أنتي هتقوليلي علي أكل ماما صفية دا حاجه تدرس في كتب
شردت مريم وهي تتناول طعامها لاحظ مروان شرودها وعبثها في طبقها دون تناولها لشئ
مروان مربتا على يدها: مالك يا قلبي سرحتي في أيه
مريم ظافره بقوة: ماما قلقتني قوي علي مازن بتقولي من يوم فرحكم وهو بيرجع من الشغل متأخر ومهدود حيله وأغلب الوقت سرحان ومش داري بنفسه مش عارفه هو بيعمل في نفسه كدا ليه هو اول واحد ولا أخر واحد مراته تموت
مروان: تولين بالنسباله مكنتش زوجه وبس تولين حب عمره كله فاهمه يعني ايه صعب قوي عليه أنه ينساها وبعدين ملحقش يتهني معها يدوب كام شهر بعد جوازهم بصراحة الله يكون في عونه
مريم وهي تنظر له بحب: هتزعل عليا لو جرالي حاجه يا مروان زي مازن ما زعلان علي تولين
مروان بغضب بعد أن وقف منتفضا راميا منشفة الطعام خاصته علي طاولة الطعام بقوة: أنتي ليه مصره تزعليني وتخوفيني لو سمعت منك الكلام ده مره تانيه صدقيني مش هتشوفي وشي تاني فاهمه
أسرعت مريم ترتمي بحضنه : خلاص أنا أسفه مش هقول كدا تاني بس متزعليش مني ولا تفكر تسبني حقك عليا
مروان بخوف وهو يرفع وجهها له: عشان خاطري متقوليش الكلام ده تاني انا بترعب كل ما فكرة غيابك عني تيجي في بالي ماشي
مريم وهي تهز رأسها بالموافقة: ماشي يا حبيبي
مروان : توعديني يا حيات روحي
مريم: اوعدك يا عمري كله .
الفصل الثامن
تكررت مشكلة المترجم مرة أخري في شركة مازن العزيزي مما جعله يستشيط غيظا وغضبا علي صوته ينهر كل من يدخل له من موظفيه استدعي مدام فاطمة سكيرتيرتة ليعرف سبب عدم مجئ المترجم الثاني الي الأن جاءت فاطمة له مسرعة طرقت الباب ودلفت لتري ماذا يريد
فاطمة: أفندم يا مستر مازن
مازن متمالكا نفسه: فين المترجم التاني اللي طلبت منك تنزلي أعلان عنه
فاطمة: حصل يا مستر مازن وأعلنت وتقدم أكتر من واحد وكنت مستنيه مستر مروان لما يرجع من الأجازة لأن هو اللي مختص بشئون العاملين
مازن: مقولتليش ليه وانا كنت قابلتهم أنا
فاطمة: حضرتك طول النهار بره يا أما في مناقصات أو بتلف علي المواقع تحت الانشاء أو في أجتماعات مع عملاء بتيجي الشركة يدوب تمضي الاوراق المطلوبه وتمشي بسرعة
مازن زافرا بضيق: وهما معادهم أمتي
فاطمة: الانترڤيو بتاعهم بكره
مازن: طيب هيثم مش ممكن يجي يترجم وبعدين يمشي بسرعه يروح لولدته تاني
فاطمة: انا كلمته يجي زي الاسبوع اللي فات ساعة وجود الوفد وبعد كدا يمشي بس النهارده ولدته بتعمل عملية قسطرة في القلب وميقدرش يسبها
مازن:وبعدين الوفد الايطالي فاضله ساعة وطيارته توصل هنعمل ايه
فاطمة بتلقائية: أنسه تالا تيجي تترجم انا مش عارفه سيادتك مش موافق علي تعينها هنا ليه مع انها ممتازه ومعها اكتر من لغة
القي مازن القلم من يده بعصبيه وهو يقف متجها للنافذه ينظر من خلالها
مازن بحده: انا قولت لأ يعني لأ وحاولي تشوفي اي مترجم يجي بسرعة خلينا نخلص فاطمة بحيرة: هشوف مين بس دلوقتي دا حتي السي ڤي بتاع المترجمين الجداد أخدته الانسه منار سكرتيرة مروان بيه وهي مش موجوده دلوقتي
مازن: وبعدين يعني شركة كبيرة زي شركتنا مشكلة زي دي تستعصي عليها
فاطمة: انا هكلم باشمهندس اسر يطلب أنسة تالا تيجي النهاردة بس ماشي يا فندم
مازن زافرا بغضب: ماشي روحي عشان متتاخرش مفيش وقت
ذهبت فاطمة لأسر تخبره ما اقترحته علي مازن رحب أسر بالفكرة وهاتف تالا وهي في الجامعة فرحت تالا كثيرا وتركت الجامعة وذهبت سريعا الي شركة العزيزي لتراه من سلبها عقلها قبل قلبها محبوبها الغالي
طرق أحدهم مكتب أسر وهو يجلس علي طاولة الرسم الهندسي يخطط أحد الرسومات
أسر وهو يرسم خط بالقلم: أدخل
دخلت تالا سريعا دون صوت ثم وضعت تالا يديها علي أعين أسر لكي تفاجئه وجاء مازن أيضا لأسر في هذا الوقت لكي يطلب منه حضور أجتماعه مع الوفد الايطالي
تالا بمرح: أنا مين
أسر: الملامين يا توتي هههههههه
تالا بضحك: ديما فاقسني كدا
أسر: وهو في حد يقدر يستجري يعمل معايا كدا غيرك
تالا وهي تغمز بعينها: انت متاكد أن مفيش حد كدا ولا كدا ولا كدا
أسر:وحتي لو فيه مش قبل ما اطمن عليكي يا قمر ما تحني عليا بقي وتوفقي علي حظابط الأمور اللي متقدملك انت ايه ناويه تخللي وتخليني أخلل جنبك
تالا: أنا عايزه اعرف حاجه واحده بس أنت رابط نفسك بيا ليه اتوكل علي الله يا كبير أنت الأول ونحن ورائكم علي طول
أسر بسخرية: ههه ورائكم علي طول شوهتي اللغة العربية الفصحة أسمها في ضهرك عدل يا جهلة
تالا بضحك: يا أبو جهل يا خويا أن كنت أنا شوهت اللغة فا أنت وئدت اللغة ودفنتها ما علينا قولي بقي محتاجين خدماتي في ايه المرة دي
في الخارج أبتسم مازن علي مزاحهم سويا وتذكر مريم ومزاحها معه مثل تالا واسر لكنه غضب عند ذكر آسر أن هناك من تقدم لخطبة تالا ولكنه نفض الفكره عن نفسه وادعي البرود
أسر: المرة دي عوزينك تضربي مكرونه
تالا بسعادة: أيه ده هو الوفد النهارده جاي من إيطاليا هو ده الشغل ولا بلاش أنا بموت في الإيطالي جدا يلا أستعنا علي الشقي بالله
طرق مازن الباب ودخل متنحنحا
مازن: السلام عليكم ورحمة الله
وقفت تالا بخجل بجانب أسر وهي تنظر أرضا
أسر: وعليكم السلام ورحمه الله تفضل يا مازن
مازن:اسر أعمل حسابك هتحضر معايا اجتماع النهارده بدال مروان هات ورق المشروع وتعالي ورايا
أسر: ماشي خمس دقايق وجاي يا كبير
تجاهل مازن تالا مما احزانها كثيرا ولكنها نجحت في أخفاء شعورها كي لا يشعر بها أسر وشردت في رائحة عطره واغمضت عينيها بحالميه تتمني لو تلقي نفسها بين ذراعية تشتم رائحة عبقه التي أشتاقتها كثيرا أتسعت ابتسامتها وهي تتخيله يراقصها علي انغام موسيقى هادئه شعرت بأحدهم يضربها بقلم علي كتفها أسرعت تفتح عيونها وهي تتذكر امر أسر
أسر: انتي اتجننتي يا توتي ولا ايه مغمضه عنيكي ومبتسمه ليه
تالا بضيق: دي حاجات أنت متفهمش فيها
أسر بشك: حاجة ايه دي يا بت انا بعون الله ليا في كل حاجه
تالا: ما هو واضح قوي أنك ليك في كل حاجه
أسر: طب يلا يا فالحه نروح مكتب مازن لسه في شوية حاجات عاوز ارجعها معاه
تالا : يلا يا أخرة صبري
اسر: مين اخرة صبر مين يلا يا بت أنجري قدامي
تالا بضحك: طب متزوقش بس
جلس اسر مع مازن بغرفة الاجتماعات يرجعان اوراق الصفقة وظل مازن متجاهلا لتالا لاينظر ناحيتها جلست تالا بضيق علي اريكه بعيده عنهم بعض الشيء تنتظرهم حتي ينتهيان من مراجعة أوراقهم
مازن: فين الورق اللي فيه الرسمه الفاينال
أسر وهو يبحث عنها: مش عارف شكلي نسيتها في مكتبي بعد اذنك دقيقة هروح اجبها وأجي
مازن: متتاخرش الوفد ما بين لحظه والتانيه هتلاقيه وصل
اسر: حاضر دقيقة وهكون هنا
ذهب اسر مسرعا الي غرفته تابع مازن تجاهله لتالا ووضع رأسه بين الاوراق يدعي الانشغال حتي لا يعطيها فرصه لمحادثته مره اخري اتبعت تالا نفس اسلوبه وتجاهلته ايضا وامسكت هاتفها تعبث به لا اردايا وجد مازن نفسه يرفع عينيه عن الاوراق أمامه ونظر اليها نظرة مطوله فعيناه تشتاقها حتي وان لم يعترف بذلك ظلت تالا تعبث بهاتفها مدعيه عدم الاهتمام ولكنها شعرت به ينظر إليها رفعت عينها له وتلاقت أعينهم في نظرات اقوي من الكلام الف مرة حاول مازن خفض عينيه عنها وجاهد نفسه بصعوبة حتي استطاع فهو يري فيها تولين مليكته المفقوده تنحنت تالا بالحديث : ازيك يا باشمهندس
مازن وهو ينظر للورق: الحمدلله كويس أنتي عامله ايه
تالا بحزن: تعبانه وحزينه جدا
مازن ناظرا إليها: تعبانه مروحتيش لدكتور ليه
تالا: ألمي مش عضوي ألمي نفسي بعاني من تجاهل حد عزيز عليا قوي
مازن:مش يمكن كدا أحسن ليكي ساعات القرب من اللي بتعزيه يخليكي تشوفي عيوب مكنتيش شيفاها وتتمني لو كنتي فضلتي بعيده
اقتربت تالا منه حتي وقفت بجواره مما اجبر مازن لرفع عينه ليها
تالا:وان قولتلك أني راضيه بعيوبه قبل مميزاته راضيه باي شكل هو عليه بس يكون ليا ويحس بقلبي وحبه اللي ماليه
مازن باضطراب من قربها: سبيه براحته ولو هو عايز يقرب هيقرب سيبي كل واحد وراحته
تالا : انت شايف كدا
مازن : أنا مش شايف غير كدا
تالا: وأنا هاخد برأيك ده يا باشمهندس
رجعت تالا الي الأريكة مره اخري تجلس عليها وامسكت بهاتفها رجع أسر ومعه الاوراق المطلوبه وبعد قليل حضر الوفد الإيطالي وبعد إنتهاء الاجتماع معهم ومغادرتهم الشركة انسحبت تالا دون أن يشعر بها أحد ورجعت الي منزلهم ودخلت غرفتها تدفن نفسها في فراشها حتي لا يراها احد وهي تبكي علي حبيب قصي قلبه وانكر عليها حبهاوقربها فاليوم شعرت بإهانة كبيرة لأنه يتعمد ابعادها عنه باردته لا يريدها في حياته
في شركة مازن بحث اسر علي تالا فلم يجدها اخرج هاتفه لكي يهاتفها يطمئن عليها وجد هاتفها مغلق حك لحيته بقلق وهو يطلب رقم والده انتظر حتي جاءه الرد
أسر: السلام عليكم
حسين: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أسر: بابا هي تالا جت عندك
حسين: اه لسه دخله دلوقتي يدوب سلمت عليا ودخلت اوضتها ليه في حاجه
أسر: اه اصلها كانت هنا معايا في شغل وبعد ما خلصت جيت ادور عليها ملقتهاش
حسين بشك: كانت عندك في الشركة ليه
أسر: المترجم بتاع الشركة حصلت عنده ظروف فا انا اتصلت بتالا تيجي تترجم لينا مع الوفد الإيطالي
حسين متفهما حالة تالا: متقلقش هتلاقيها مشيت لما لقتك مشغول
أسر: يعني هي كويسه مش تعبانه
حسين: متخفش تالا كويسه روح انت شوف شغلك
أنهي حسين المكالمة مع أسر وهي ينظر ناحية غرفة تالا وهو يعلم ما تمر به
اغلق أسر هاتفه ووضعه في جيبه وجد مازن يدخل عليه
مازن : الأنسة تالا فين
أسر: روحت البيت
مازن: ليه انتو مش كنتم هتروحوا مع بعض
أسر: اه انا قولتلها تستناني وجيت من عندك ملقتهاش بكلم بابا قالي انها لسه مروحه
مازن : يمكن زهقت من جو الشركه
أسر: انا خوفت تكون تعبت وهي تعبها صعب
مازن مستفسرا: صعب ازاي
أسر: دي قصة طويلة ابقي احكيها لك بعدين
مازن وهو يخرج يده من جيبه بظرف: علي العموم ابقي وصل لها ده كنت جاي اشكرها واديه لها
أسر: تالا مش هتاخد فلوس يا مازن ريح نفسك
مازن: ده حقها المرة اللي فاتت مخدتش بس المره دي مينفعش لازم تاخدهم تديهم لها
أسر: انا مش هاخد حاجه لما تشوفها ابقي اديها انت بنفسك لو رضيت تاخد منك
مازن لنفسه بشرود: أن شاء الله مش هيكون فيه مرة تانيه.
لو جه تفاعل حلو علي الفصل ده هنزل كمان واحد يلا بقي وروني الهمة أما أشوف الرواية عجباكم فعلا ولا لأ
الفصل التاسع
طرق حسين بابا غرفة تالا وانتظر اجابتها ثم فتح الباب ودالفا إليها ليري ما الذي يحزنها اعتدلت تالا في فراشها وهي تمسح دموعها جلس حسين بجوارها يربت علي كتفها بحنان أب يشعر بمعاناة ابنته
حسين: مال القمر مين اللي زعله وانا أملصله ودانه
تالا بأبتسامة من وسط دموعها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي
حسين: قوليلي بس مين مزعلك
تالا: هيكون مين غيره يا بابا
حسين : آسر معقوله
تالا بنفي: لأ آسر ده ملاك ميعرفش يزعل حد
حسين: هههههه منا عارف بس عايز اسمعها منك
تالا: ماشي يا حاج عاوزني اقولك مازن كدا صريحه يعني
حسين: مش هو اللي مزعلك قوليلي بقي زعلك في ايه
تالا بخجل: مفيش يا بابا متشغلش بالك أنا شويه وهبقي كويسه
حسين وهو يقرص تالا في وجنتها برفق: هتقوليلي في ايه ولا لازم استخدم طريقتي
تالا : خلاص يا حاج قلبك ابيض هقول
حسين: قولي وانا سامعك
تالا: بيتجاهلني يا بابا مش مديني فرصة أقرب منه خالص
حسين: ما هو ده طبيعي يحصل واحد زي مازن والحب اللي بيحبه لمراته مش هيخليه يتجاوب معاكي من أول محاولة بالعكس كل ما انتي تقربي أكتر هو هيبعد أكتر
تالا ببكاء: سألني النهارده عامله ايه رديت عليه وقولتله تعبانه وحزينه قالي ليه حزينه قولتله بعاني من تجاهل واحد عزيز عليا قوي تصور يا بابا رد عليا قالي ايه
حسين بحزن لحالة تالا: قال ايه يا حبيبتي
تالا وهي تمسح دموعها: قالي مش يمكن البعد والتجاهل ده أفضل ليه وليكي وخليكي بعيد وهو لو عايز يقرب هيقرب
حسين: شئ متوقع منه واحد زي مازن موت مراته خلي قلبه زي الحجر زي لوح الجليد عاوزه منه أيه يقولك وانا كمان بحبك وبموت فيكي
تالا : بس كدا انا اللي هيأس وهبعد عنه غصب عني
حسين: انتي طول عمرك نفسك طويل خليكي كدا للأخر ولا اقولك في حل تاني وحل سهل جدا وممكن ساعتها هو اللي يجري وراكي ويسمعك أحلي كلام في الحب
تالا ببارقة أمل: بجد ايه هو
حسين: قوليله الحقيقة وان قلبك دلوقتي هو قلب تولين ساعتها مش ممكن يسيبك
تالا: لأ يا بابا صحيح قلب تولين هو اللي نبض بحبه جوايا لكن حبه تملكني وزي ما انا حبيته من قبل ما أشوفه وحبيبته اكتر بعد ما شوفته محتجاه يحبني لنفسي قبل ما يعرف أن قلب تولين جوايا عايزه حبي يتملكه زي ما حبه تملكني
حسين بنظرة بشفقة علي حال ابنته: يبقي تستحملي وتخلي نفسك طويل مش من اول محاوله تيأسي وتدفني نفسك وسط البكي والحزن عاوزك قويه باحترام تجبريه يحترمك قبل ما يحبك كمان فهماني
تالا وهي تهز رأسها بالموافقة: فهماك يا بابا
حسين بابتسامة حانيه: طب قومي روقي أتوضي وصلي الضهر وتعالي يلا عشان نتغدي أنا جعان ومستنيكي لما تيجي
تالا وهي تنهض من فراشها: حاضر يا حبيبي دقايق هصلي وأجهزة الغدا لينا
حسين مغادرا الغرفه: بسرعه بسرعه والا هاجي اطلعك بنفسي
تالا: لأ يا حاج ثواني وهتلاقيني في ضهرك
مسحت تالا دموعها ليس دموعها فقط بل تناست حالة الحزن التي كانت تسيطر عليها فمن لديه أباً مثل حسين لا يعرف الحزن طريقه فهو صاحب لهما هي واسر قبل أن يكون اب يسمع لهما مشاكلهما ويساعدهما في حلها أغمضت عينها ودعت الله أن يمد في عمره ويحسن صحته فهي لا تتخيل حياتها بدونه
في منزل العزيزي جلست مريم مع والدتها في ردهة المنزل بعد أن اقلها مروان اليها قبل ذهابه الي العمل
صفية وهي تحتضن مريم بشده وكأنها غابت عنها مائة عام وليس بضعة أسابيع فقط وظلت تضمها بين ذراعيها وهي تمسح على ظهرها
صفية : حبيبتي وحشتيني قوي مكنتش أعرف أنك لما تبعدي عني هتوحشيني كدا
مريم وهي تتشبث بحضن والدتها: أنتي اللي وحشتيني قوي قوي يا ماما ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا يا ست الكل
صفية وهي تجلس علي أريكة الصالون وتجلس مريم معها وهي متمسكه بيدها
صفية: قوليلي بقي عايزه تاكلي ايه نفسك في ايه اعملهولك
مريم: نفسي اقعد معاكي بس وبعدين حضرتك من يوم ما جينا من شهر العسل وأنتي بتبعتي لينا الأكل كل يوم مخلتيش صنف انا أو مروان بنحبه غير ما عملتيه لينا تسلم ايدك يا حبيبتي
صفية: بس لو تسمعوا كلامي وتيجوا تعيشوا معانا هنا عشان قلبي يرتاح عليكي
مريم: يا ماما حتي بعد ما اتجوزت لسه قلبك مشغول عليا
صفية: ولأخر يوم في عمري هفضل قلقانه عليكم انتي واخوكي هو انا ليا غيركم
مريم وهي تضع رأسها علي صدر والدتها: ربنا يخليكي لينا بس مش عوزاكي تقلقي عليا مروان بيحبني قوي يا ماما مبيستحملش عليا الهوا وبيخاف عليا وعلي زعلي قوي فعلا ربنا عوضني بيه انا حساه كل حاجه ليا فعلا انا صبرت ومقبلتش علي نفسي ولا علي اخويا اني احب زي البنات ما بتعمل مخليتش حد يكسر عيني وعين اخويا عشان كدا ربنا عوضني بمروان
صفية بحنو وهي تمسح على ظهر مريم: الحمدلله يا حبيبتي كل ما تتمسكي بقيم دينك والمبادئ الحميدة ربنا بيعوضك عقبال ما ربنا يعوض عليكم بالذريه الصالحه
مريم بتمني: يارب يارب يا ماما نفسي ربنا يديني طفل من مروان قوي
صفية: أن شاء الله قريب ربنا يديكي اللي بتتمنيه وعقبال مازن ما ربنا يعوضه ببنت الحلال اللي تهدي سره صعبان عليا قوي
ثم اجهشت في بكاء علي حال ابنها وفلذة كبدها وهو في بحور الحزن والحرمان يسبح رغما عنه ففقدان الحبيب أشد الم من اي الم في الحياة
مريم وهي تربت علي ذراع والدتها: نفسي ينسي بقي ويعيش حياته تولين نفسها لو شافته كدا هي اللي هتزعل علشانه
صفية ببكاء: واللهي تولين بنتي وصعبانه عليا بس مكنش في إيدي حاجه اعملها ليها وحزنت عليها قوي بس أنا شايفه ابني بيدبل قدامي من كتر حزنه نفسي يعيش حياته مبقولش ينساها بس كمان ميدفنش نفسه بالحيا
مريم بتفكير: أحنا لازم نتصرف ونحطه قدام الأمر الواقع
صفية وهي تمسح دموعها: أزاي يعني وتقصدي أيه
مريم: انا بفكر نشوف أحنا بنت حلال تستاهله ونطلبها ليه للجواز ونحطه قدام الأمر الواقع
صفية: طب افرضي كسفنا ومرضيش يجي معانا هيبقي الحال أيه
مريم: ساعتها بقي تعملي أنك زعلتي وتتعبي وهو مش هيقدر علي تعبك ساعتها
صفية بتفكير: تفتكري هيصدقنا
مريم: ماما انا بفكر في الحل ده بقالي اكتر من اسبوع وشطارتك بقي عشان تسبكي الدور عليه
صفية:عارفه مفيش حل غير كدا لازم ننفذه
مريم بحيرة: بس المشكلة بقي هنلاقي بنت الحلال اللي تستاهل مازن فين
صفية وعينها تلمع بالفرح: أنا بقي لاقيتها خلاص بنت طيبه قوي ورقيقه تحسيها توأم تولين حتي كلامها زيها بالظبط
مريم بفرحه: بجد يا ماما هي مين
صفية: فاكره تالا اللي طلعت سلمت عليكي يوم الفرح اللي كانت جيبالك سلسله لازوردي هديه
مريم محاوله التذكر: اه يا ماما أفتكرتها هي فعلا جميلة ورقيقة وعجبني لبسها محترم تصدقي يا ماما البنت دي شدتني ليها فعلا
صفية: امال لو قعدتي واتكلمتي معها هتعملي أيه
مريم: خلاص توكلنا علي الله نخلي مروان يسأل عليها وعلي اهلها وان كانوا كويسين نروح انا وانتي ومروان نطلبها في الاول ونحط مازن قدام الأمر الواقع
صفية: أن شاء الله ده اللي هيحصل كفايا بقي لغاية كدا خمس سنين وهو منشف ريقي وواجع قلبي عليه انا خلاص نويت أني اخطبله تالا واللي يحصل يحصل ...
الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا