رواية قلب حبيبتي الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 بقلم ماما سيمي


رواية قلب حبيبتي
الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30
بقلم ماما سيمي


الفصل التاسع والعشرون
داخل مشفى الدكتور عبدالمجيد زهران جلست صفية ومازن في مكتب الدكتور زهران كما اعتادوا منتظرين قدوم الطبيب النفسي الذي كلفه دكتور زهران بتقييم حالة يامن بعد فترة دخل الدكتور زهران ومعه الطبيب النفسي 
عبدالمجيد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفية ومازن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلسا الدكتور زهران والطبيب النفسي معهما وبدأ الدكتور زهران شرح حالة يامن
عبدالمجيد: ده الدكتور أيمن طاهر الدكتور النفسي اللي كشف علي يامن وقيم حالته
وهو هيشرح لينا دلوقتي تقييمه بعد أول جلسة مع المريض
صفية بقلق: قبل أي حاجه يامن عامل ايه
أيمن: متقلقيش حضرتك أنا أديته مهدئ بسيط مناسب لحالته وهو حالياً نايم 
مازن: أتفضل يا دكتور أيمن قول لينا حالته أيه
أيمن وهو يلتقط نفساً طويلاً: من تقييمي لحالة يامن أقدر أقولك هو مش مريض نفسي بالمعنى المفهوم هو عنده عقده بسيطه جدا
مازن: عقدة أزاي ياريت توضح لينا أكتر
أيمن: عقدة نقص 
مازن مستغرباً: نقص ..... أزاي ويامن مشاء الله مش ناقصه حاجه
أيمن: عقدة النقص يا باشمهندس مش في الفلوس ولا التعليم ولا المكانة الاجتماعية بس لأ ممكن تكون نقص حب نقص أهتمام نقص أن حد مثلاً يقولك كلام حلو أن حد مثلاً يفضل يقارن بينك وبين حد تاني وأن هو ناجح وماشي في شغله وانت مثلا لأ حاجات كتير قوي بتؤدي لعقدة النقص دي
صفية مستفسره: وعقدة النقص عند يامن سببها أيه من اللي قولته يا دكتور
أيمن: للأسف العقدة اللي عنده من باشمهندس مازن والسبب في تكوين العقدة دي هو والد يامن نفسه
مازن : خالي مش معقول الله يرحمه كان حنين جدا على الكل وأولهم يامن أزاي عمل عنده عقدة النقص دي
أيمن مسترسلاً حديثه: للأسف خالك وبدون ما يقصد كان كل فعل يامن يعمله يفضل يقارن بينه فعله وبين لو أنت عملت نفس الفعل ده وده مش مرة ولا أتنين ده كتير 
صفية بأسى: بس إسماعيل أخويا استحاله يكون قاصد يكرهو في مازن يمكن بس هو كان بيقوله كدا عشان يبقى زي مازن لأنه طول عمره ملتزم وناجح في شغله وده اللي كان مخلي خاله ديما يمدح فيه وحطه في مكانه عاليه جدا وكان ديما يقولي الله يرحمه نفسي يا صفية اشوف يامن زي مازن ربنا يباركلك فيه ،
ثم اجهشت صفية في بكاء مرير ، ربت مازن على يدها حتي تهدأ
مازن: خلاص يا حبيبتي أهدي وأن شاء الله يامن هيبقى كويس أنا مش هسيبه غير ما يتعالج خالي وصاني عليه قبل ما يموت وأنا لازم اعمل بوصية خالي مهما حصل
أيمن مطمئنا لهما: متقلقوش يا جماعة الحكاية مش عويصه لدرجادي وأن شاء الله علاجها سهل 
مازن: أنا مستعد لأي علاج حضرتك تطلبه 
أيمن: مواجهة 
مازن: أيه مواجهة  مع مين 
أيمن: معاك أنت........ مواجهة ما بينك وبين يامن تكشفوا النقاب زي ما بيقولوا عن كل حاجة زعلانين من بعض فيها 
عبدالمجيد: مش بدري شويه يا دكتور أيمن على المواجهة دي
أيمن مؤكداً وجهة نظرة: أنا بفضل ديما أقصر الطرق للعلاج والطريقة دي هتجيب من الأخر مازن بثبات : مع أني مش زعلان منه في حاجة بس أنا موافق على المواجهة دي 
صفية بخوف: بس أنا خايفة لحد فيهم يأذي التاني يامن مش في حالته الطبيعية ومازن ممكن يتعصب عليه زي ما حصل من شوية
أيمن مطمئنا لها: متخافيش حضرتك أحنا هنكون مراقبين كل حاجة ولو لزم الأمر هندخل بسرعة قبل ما حد فيهم يتأذي 
عبدالمجيد: المواجهة هتبقى أمتي يا دكتور أيمن
أيمن: أن شاء الله هتبقى بكرة لان يامن واخد مهدئ حاليا ونايم ويكون بكرة أهدى من النهاردة
مازن وهو ينهض واقفاً: بأذن الله هكون هنا من بدري عشان اكون مستعد في أي وقت 
مازن لولدته: يلا يا ماما عشان نروح
صفية: أنا عاوزه أشوف يامن قبل ما أمشي 
أيمن: أتفضلي حضرتك وأنا هخليكي تشوفيه  
وقفت صفية ومازن أمام فراش يامن ينظران له وهو نائم بوادعة وبعض خصلات شعره الكستنائي تغطي جبينه بكت صفية وهي ترجع تلك الخصلات بعيداً عن جبينه المتعرق ومسحت له وجهه بمنشفة ورقيه وربتت علي وجنته ثم قبلت جبينه بعاطفة جياشه
مازن متأثراً: متعيطيش يا ماما أن شاء هيبقي كويس مش هسيبه غير ما يكون أحسن من الأول
ربتت صفية علي يد مازن المحاوطه لكتفها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول عمرك حنين وجدع معلشي أصل يامن صعب عليا قوي
مازن: وصعبان عليا أنا كمان وبعدين خالي اسماعيل عمره ما سبنا في اي مشكلة حصلت لينا انا مش ناسي لما نزل من كندا مخصوص لما بابا الله يرحمه تعب فجأة ومسبناش فضل معانا ولما بابا مات وأنا في ثانوي وقف حنبي ودعمني نفسيا وانا النهاردة هقف جنب يامن وادعمه لغاية ما يرجع لحالته الطبيعية ده واجب خالي عليا
صفية: ربنا يخليك يا حبيبي ويجعلك سباق بالخير والله يرحم ابوك وخالك وعمك وجدك كلهم كانوا طيبين ومسامحين 
مازن: اللهم أمين يلى يا حبيبتي قعدتنا هنا ملهاش لازمة
صفية: يلا يا حبيبي عشان عايزاك توديني لمريم اطمن عليها أصلها تعبانه من أمبارح خايفه لتولد وهى لسه في السابع ربنا يستر 
مازن: طيب يلا نروح ليها أنتي كدا قلقتيني عليها قوي ربنا يعديها على خير

في منزل تالا
جلست تالا على فراشها شارده فيما حدث فأخر شئ توقعته أن تكون هى وسيلة أنتقام من مازن لكن لما أختارها يامن دون عن أي أحد أخر ما الذي دفعه لاختيارها بالذات هل يعقل أن يكون صرح مازن بحبها له أو لأي أحد منهم لكنها أنكرت ذلك واقنعت نفسها مجددا للمرة المليون
تالا لنفسها: لأ مبيحبنبش لو حبني فعلاً مكنش رفضني وسابني أبقي لغيره
دخل آسر عليها وهى تحدث نفسها شعر  بذنب كبير تجاهها تنحنح لكي تشعر تالا بوجوده ، التفت إليه تالا ثم نظرت أمامها مرة أخرى 
آسر : مالك يا تالا بتكلمي نفسك ليه
تالا بضيق : اعتبرني أتجننت 
آسر وهو يجلس بجوارها: بعد الشر عنك من الجنان يا حبيبتي دا أنتي ست العاقلين 
تالا بتنهيده حاره: ويفيد بأيه العقل وأنا حظي وحش 
آسر : مين قال أن حظك وحش بالعكس أنتي محظوظة جداً أنتي أتكتبلك عمر جديد بعد ما كنا فقدنا الأمل في أنك تعيشي 
تالا وعينيها تلمع بالبكاء: اتكتبلي عمر جديد عشان أعيش في عذاب اللي أحبه مش بيحبني ويوم ما أتخطب لواحد علي اساس بيحبني يطلع واخدني وسيلة أنتقام
آسر: بردو قولي الحمدلله أنك أكتشفتي الحقيقة بدري أحسن ما كنتي أكتشفتيها بعد الجواز وساعتها الوضع هيبقى متعقد أكتر
تالا: وهو الوضع كدا مش متعقد أنت ناسي أننا مكتوب كتابنا ومن الصعب أنه يطلقني
آسر: متخافيش زي ما أنا حطيتك في الموقف ده أنا اللي هخرجك منه بدون ما تشعري متشليش هم ماشي
تالا بأبتسامة بسيطة وهى تومئ برأسها: ماشي
قبل آسر جبهتها وخرج من غرفتها بعد أن بثها الأمان الذي تحتاج إليه ، ورجعت لشرودها مرة أخرى مع ذكرى جديدة بثها قلبها لها كي يزيد من حبها لمازن وكأنه يوثق قلبها بحبه 

في منزل مروان العزيزي
جلست مريم بغرفة نومها تتلوى بفراشها من الألم الذي يجتاحها منذو أمس وبرغم كمية المثبتات التي وصفتها لها الطبيبة لكي تثبت من وضع الجنين حتى لا تلد في الشهر السابع لكنها لم تأتي بالنتيجة المرغوبة ،دخل مروان عليها وهي تجاهد لكي تتخطي مرحلة الألم 
(الطلق) المصاحب لها اسرع يجلس بجوارها ويمسك بيدها حتى أنتهت نوبة الالم تسارعت أنفاس مريم وتصببت عرقاً 
مروان وهو يمسح جبينها: يلا يا حبيبتي لازم نروح المستشفى دلوقتي حالا أنا كلمت الدكتورة بتاعتك وقالتلي لازم نروح شكلك هتولدي في السابع وامرنا لله
مريم بخوف: أنا خايفة قوي يا مروان عايزه ماما هاتلي ماما
مروان: ماما ومازن دقايق ويكونوا هنا قومي يلا البسك يكونوا هما جم ونروح المستشفى علي طول عشان منتأخرش أنا خايف عليكي يا حبيبتي وعايز الدكتورة تشوفك بسرعة
استجابت مريم لرغبته ونهضت من الفراش بمساعدة مروان وهى تمسك بطنها بيد وتستند بالأخرى علي مروان حتي نهضت ، اسرع مروان في إبدال ملابسها لها بأخري تناسب الخروج ،  وفي دقائق كان يهبط الدرج وهو يحملها بين يديه ويحمل على كتفه الحقيبة التي أعدتها مريم مسبقا بناء على طلب الطبيبة لها ، وصل مروان بها إلى السيارة وانزلها لكي يجلسها بالسيارة بجانبه أماماً ، ليجد سيارة مازن تتخطى محيط البوابة بعد أن فتحها الحارس له ، لتنزل منها صفية وهي تهرول مسرعة ناحيتهما 
صفية وهي تحتضن مريم بشدة: قلب ماما أيه يا حبيبتي مالك 
مريم وهي تبكي بحضن والدتها: تعبانه يا ماما قوي وخايفه جداً
صفية وهي تمسح دموعها وتربيت علي وجنتها بحنو: متخافيش يا قلب ماما أن شاء الله تولدي بالسلامة وتقومي انتي وأبنك بالف خير
مازن مازحا : ايه يا رومي طلعتي خرعه قوي كدا ليه عاوزك تجمدي عشان ولي العهد يشرف بالسلامة 
مريم وهي تحتضن مازن بعد أن حاوطها بذراعه: انا كنت جامدة قوي بس الولادة دي طلعت صعبة جداً
مروان: متقلقيش أن شاء الله تقومي بالسلامه
هاجمت مريم نوبة الم جديدة جعلتها تتمسك بسترة مازن وهو يحتضنها بشدة وهي تأن بألم خفق قلب مازن بألم علي حال شقيقته 
صفية: يلا بينا بسرعة مريم شكلها قربت لازم نروح المستشفى للدكتوره 
مروان: أركبي مع مازن وانا هجيب مريم وأجي وراكم 
صفية باعتراض: لأ طبعا أنا هركب معاكم ورا وهاخد مريم في حضني يلا بسرعة
اسرعت صفية وجلست في الخلف ساعد مروان مريم على الصعود اخذتها صفية في حضنها وركب مروان السارة وقادها خلف سيارة مازن 
وصلت السيارتان الى المشفى وجدوا الدكتور زهران وطبيبة التوليد باستقبالهم ، سرعان ما تم تجهيز مريم وادخالها إلى غرفة العمليات ومروان معها لم يتخلى عنها لحظه واحدة ،
وقفت صفية ومازن في رواق المشفى والقلق ينهشهما ظلت صفية تدعو الله أن ينجي فلذة كبدها هى وحفيدها ، بعد فترة وجيزة استمعا  الى صوت صراخ الطفل ، ابتسمت صفية بسعادة غامرة وهي تحمد الله على سلامة أبنتها 
مازن بسعادة: الحمدلله يا ماما مريم ولدت 
صفية: الحمدلله يا حبيبي الحمدلله على استجابة دعائنا ليها 
خرج مروان بسعادة بالغة وهو يحمل علي يديه طفله وتوجه ناحيتهما 
مروان بفرح: الحمدلله مريم بخير وولي العهد شرف بالسلامة مازن مروان العزيزي
صفية بفرحة وهي تحمله: حمدالله على سلامته هو ومامته انتوا سمتوه مازن
مروان: أه طبعا انا ومريم متفقين على مازن لو جه ولد 
مازن وهو يربت علي ذراع مروان: ربنا يخليهولك ويتربي في عزك انت ومامته
مروان وهو يحتضن مازن: وعزك أنت كمان وعقبالك يا خويا 
مازن وهو يشدد من احتضان مروان: أن شاء الله قريب يا مروان
مروان بسعادة: بجد يا مازن
مازن وهو يومئ برأسه: كفايا كدا يا مروان كفايا عذاب 
صفية بفرحة وهي تعطي الطفل لمازن: فعلا كفايا عليك عذاب كده يا حبيبي عقبال ما اشيل خلفك يارب
مازن وهو يحمل الطفل ويقبله : في حياتك يا ماما 
جاء طبيب الأطفال إليهم ليأخذ الطفل
الدكتور: لو سمحتم عاوزين الطفل عشان نعمله الفحوصات اللازمة ونشوف لو محتاج حضانة 
اخذ  الطبيب الطفل وذهب به الي غرفة الفحص وذهب مازن ومروان معه للأطمئنان عليه .

الفصل الثلاثون
في مكان ما جلس ثلاث رجال يخططون بمكر لقتل أحدهم 
الرجل رقم ١: اسمعني كويس يا بشر البيه عايز يخلص من واحد معين وقصدني في الخدمة دي وأنا رشحتك ليه وقولتله أنك أفضل قناص ممكن يصيد النملة من بعد كيلو 
بشر وهو يزهو بنفسه: أنت عارفني طبعا ومجربني قبل كدا بدل المرة أتنين وعارف أن نشاني ميخيبش يا ناصف بيه
ناصف: وعشان كدا أخترتك وخلي بالك البيه ده هيدفعلك كتير بس أهم حاجة زي ما أتعودت متسبش أثر وراك وتتأكد أن الهدف اتقتل فعلا
بشر: من الناحية دي متقلقش أنا محدش يعرف يمسك عليا حاجة أنا مصفي لغاية دلوقتى أكتر من ٣٠ واحد من غير ما أقع ولا اسيب دليل ورايا 
بشر للغريب: وحضرتك عاوز تخلص من مين بقي يا ساعت البيه 
ناصف: كلمني أنا هو مبيفهمش عربي اتفاقك وكلامك معايا أنا قولي عايز كام
بشر وهو يحك لحيته : مش لما أعرف مين المقصود الأول 
ناصف: وهتفرق في أيه ومن أمتى بتحدد التمن على أساس الشخص ما كنت بتقتل وخلاص
بشر: لاااااا  ده كان زمان دلوقتي في نظام ما هو قتل الوزير زي قتل الغفير كل واحد علي قد حجمه 
أخرج ناصف من جيب سترته صورة للهدف المطلوب قتله
بشر: ومين ده بقى يا ساعت البيه
ناصف: ده مازن يونس العزيزي رجل اعمال كبير في سوق الإنشاءات والتعمير ، والورقة دي فيها كل حاجه عنه عنوان بيته وشركته ، عاوزك ترقبه كويس جداً  وتختار وقت ميقعش عليا شك في شبهة قتله فاهم وسيب تحديد الزمان والمكان ليا 
بشر: ماشي يا بيه زي ما تحب انا هاخد ٢٠٠٠٠٠ جنية على الطالعه دي
ناصف: كتير يا بشر
بشر: يدوب يا ساعت البيه دي شغلانه مش جايبه همها والراجل باين عليه حد مهم
ناصف: ماشي يا بشر هقول للخواجة واشوف رده ايه
ناصف للغريب بلغته الأجنبية: سيدي انه يريد ٢٠٠٠٠٠ جنية  لتنفيذ المهمة
الغريب بغضب : أوافق لكني اريد التخلص منه في اقرب وقت حتى يشفى غليلي 
ناصف: انا سوف احدد له المكان والزمان حتى لا تقع علينا شبه في قتله 
الغريب: فقط اسرع بتحديد الموعد اريد الانتهاء منه في أقرب وقت
ناصف : أطمئن سيدي ساخلصك منه قريباً وقريباً جدا أقرب مما تتخيل 
الغريب: حسناً تفضل هذا نصف المبلغ والنصف الآخر عند الإنتهاء من المهمة
ناصف وهو يأخذ منه المال: حسناً لا تقلق سننتهي منه قريباً أعدك
ناصف: خد يا بشر دول ١٠٠٠٠٠ نص المبلغ والنص التانى لما تنفذ المطلوب
بشر ولعابه يسيل لرؤية النقود: ماشي يا ناصف بيه اطير أنا بقي تؤمرني بحاجة تانية
ناصف: لأ روح أنت يلا عشان محدش يشوفنا مع بعض 
بشر وهو يغادر مسرعاً: سلام يا باشا سلام يا عمونا
أنصرف الثلاثة بعد أن تم اتفاقهم على قتل مازن .

في مشفى الدكتور زهران
جلست مريم بغرفتها بعد أن نقلت إليها ، تنتظر أن يأتي لها مازن أو مروان لكي يطمئنها علي أبنها ، جلست صفية بجوارها علي مقعد مجاور لفراشها وهي تتمسك بيدها وتربت عليها 
صفية: يا حبيبتي أهدي أن شاء الله خير 
مريم بقلق: أتأخروا قوي يا ماما عاوزه اطمن على مازن أبني 
صفية: أن شاء خير متقلقيش أنا لو مش خايفة اسيبك وأنتي تعبانه كدا كنت روحت شوفتهم أتأخروا ليه 

في منزل تالا
جلست تتناول عشائها مع والدها وأخيها وهى ساهمه ، فقطع آسر عليها شرودها 
آسر : مريم ولدت النهارده يا تالا
تالا بأنتباه : أيه مريم ولدت ازاي دي لسه في السابع 
آسر : معرفش ايه اللي حصل بس عادي في كتير غيرها بيولدوا في السابع 
تالا بأبتسامة : ربنا يقومها بالسلامة ويخلي ليها البيبي دي تعبت فيه قوي
حسين  : مش واجب نروح نبارك ليها بردو
آسر بضيق : أنا هروح أبارك لمروان وخلاص
تالا بأعتراض: بس أنا عايزه أروح لمريم مينفعش تولد ومروحش ليها
آسر : وافرضي قابلتي يامن هناك 
تالا بثقة: هتكون أنت معايا وأنت تتصرف معاه هو مش المفروض انت سندي واماني
آسر : عندك شك في كدا انا بتكلم عشان مش عايزك تتعبي نفسياً أنما لو أتعرضلك اقسم بالله أنسفه من على وش الدنيا 
حسين مهدئاً لهما: اهدوا أنتم الأتنين أحنا هنروح أحنا التلاته سوى وهو عمره ما هيتجرئ أنه يتعرض لتالا
آسر : هو اصلاً محجوز في المستشفى عشان لسه تعبان والدكتور النفسي بيشرف على حالته
حسين: خلاص أن شاء الله نروح نبارك لمريم ومروان بكرة
تالا بأبتسامة: خلاص أنا هعمل حسابي على بكرة 

في غرفة مريم بالمشفى 
ظلت قلقة ووالدتها تطمئنها حتي طرق الباب ودخل مازن ومروان عليهما 
مريم بلهفة: أنتوا أتأخرتوا ليه قلقتوني وفين مازن الصغير
مروان مطمئنها : مازن الصغير الدكتور دخله الحضانة يومين تلاته وان شاء الله يخرج منها على طول
مريم بخوف : أرجوك متكدبش عليا يا مروان قولي الحقيقة أبني فيه حاجة
مروان : صدقيني يا حبيبتي الدكتور عمله أشعة والحمدلله كان خايف من أن الرئة متكونش مكتمله بس الأشعة طلعتها مكتمله الحمدلله لسه نتيجة التحاليل بس لما تظهر والدكتور يطمن عليه ساعتها هيخرجه وهو مطمن عليه .
مريم: الحمدلله يعني أنت مش بتقول كدا عشان تطمني بس
مازن : يعني بذمتك لو لا قدر الله فيه حاجه كنا سكتنا هتخافي عليه أكتر مننا يعني
مريم: معلشي يا مازن متزعلش اصلي قلقانه عليه قوي
مازن وهو يحتضن مريم : حمدالله على سلامتك الأول يا حبيبتي ومتقلقيش الواد ميزو قوي زي خاله 
مريم بأبتسامة : الله يسلمك يا حبيبي ويارب أشوفه يبقى زيك يا قمر هو أنا أطول
صفية: أن شاء الله تشوفية زي خاله وأبوه واحسن منهم كمان 
مروان: حبيبتي يا ماما صفية ربنا يخليكي لينا كلنا 
صفية: ويخليكم كلكم ليا يارب
مريم: أنا عايزه اشوف مازن الصغير يا مروان
مروان: هو الدكتورة قالتلك تتحركي عادي
مريم: أنا والده طبيعي يا حبيبي يعني امشي براحتي 
مازن: نسأل الدكتورة الأول ليكون خطر عليكي
صفية: مش خطر ولا حاجة خليها تروح تشوف أبنها عشان ترتاح 
أمسك مروان يد مريم يعاونها على القيام من فراشها ، واسندها إليه محاوطاً خصرها ، ثم ذهب بها الي غرفة الحضانات ، وقف الإثنان أمام زجاج الغرفة ينظران على طفلهما بعد أن أشار مروان لمريم على مكانه ، ادمعت عين مريم وهي تنظر لذلك الكائن الصغير بحجمه الضئيل بعض الشئ ، وضعت يدها على فمها محاوله كبح شعورها بالبكاء ذلك الشعور الذي أجتاحها فهى لا تصدق أن ذلك الكائن هو قطعه منها ومن حبيبها ، أخيراً تحقق حلم باتت تحلم به كثيراً ، أبتسمت وهى تنظر لمروان
مريم بأبتسامة دامعه: دا حلو قوي بس هو صغير قوي كدا ليه
أحاط مروان خصرها واضعاً رأسه عند كتفها : مش مولود في السابع وبعدين الدكتور طمني قالي لما يرضع منك هيكبر وحجمه هيزيد متقلقيش 
مريم وهي تحتضن يد مروان المحاوطه لها: أنا مش قلقانه طول ما أنت معايا ربنا يخليكم ليا أنتم لاتنين 
مروان مقبلاً وجنتها: ويخليكي لينا يا قمر 
مريم بخجل: مروان بس بقى أحنا في المستشفى الناس تقول علينا أيه
مروان: هيقولوا ايه واحد ومراته هما مالهم .

رفضت مريم الرجوع للبيت بدون طفلها وقررت البقاء بالمشفى ، حتي يأذن الطبيب بخروج الطفل على خير ، بقت صفية معها فهى لن تتركها وهى مازالت متعبه رجع مازن ومروان للبيت يبتان فيه ثم يعاودان الرجوع لهما صباحاً ، 
في صباح اليوم التالي تهيئ مازن نفسيا لتلك المواجهة ، كما رغب الطبيب حتي يتخطي يامن أزمته 
توجه مازن الى المشفى وذهب لمريم اولاً يطمئن عليها وعلي طفلها ، ثم ذهب بعد ذلك إلى الطبيب النفسي لكي تتم تلك المواجهة ،
طرق مازن الباب ، ودخل وجد الطبيب يجلس على مكتبه حياه مازن وجلس على المقعد أمام مكتبه
مازن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أيمن: كويس أنك جيت يا باشمهندس كنت لسه هتصل بيك
مازن: عايز انتهي من المواجهة دي باسرع وقت
وقف أيمن : اتفضل معايا يامن صحي من شوية وفطر وخد علاجه 
صار أيمن ومازن خلفه إلى أن وصلا إلى غرفة يامن وقف أيمن وتحدث لمازن
يامن : أتفضل ادخل انت يا باشمهندس وأنا هشوف كل حاجة من الاوضة اللي جنبكم دي
مازن : ماشي يا دكتور أيمن

اخذ مازن نفساً طويلاً ثم زفره ببطئ وطرق الباب حتى سمع يامن يدعوه إلى الدخول
فتح مازن الباب ودلف إليه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامن ناظراً لمازن : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مازن بعد أن أقترب من فراش يامن : ازيك يا يامن عامل ايه دلوقتي 
يامن ناظراً له بتدقيق: الحمدلله بخير
مازن بأبتسامة: الحمدلله يارب ديما بخير  أنا جاي ليك النهاردة عشان اشوف أنت زعلان مني ليه وصدقني أنا دلوقتي مش عايز غير أنك تكون بخير بس
يامن : ومين قالك اني زعلان منك
مازن: كلامك أمبارح ليا بيقول كدا صدقني يا يامن لو كنت أعرف أنك بتحب وتولين وهى كمان بتحب أنا استحاله كنت هوافق أني أخدها منك وكنت جوزتهالك
يامن : يعني لو قولتلك أني بحب تالا مش هتحاول تقرب منها تاني
مازن: أنا عمري ما قربت من تالا أبداً ولو قصدك على أمبارح فا أحب اقولك انك غلطان أنا كنت بحاول أعرف مالها لأنها كانت منهاره
تالا مراتك أنت دلوقتي وأنت أخويا يا يامن وأنا عمري ما هبص لمرات أخويا تالا بالنسبالي زي مريم 
يامن : أنا كنت عارف أن تولين بتحبك أنت ورغم أني حاولت أقنعها بحبي لكن هي أختارتك أنت وتالا بتحبك بردو بس أنا قدرت أني اخدها منك عشان أخد بتاري منك بس عارف برغم كدا أنا مكنتش سعيد وأنا شايفك بتتألم مش عارف ليه
مازن: عشان أنت طيب ولأن جوالك بذرة خالي اسماعيل أحن خال في الدنيا صدقني يا يامن خالي محبش حد زيك هو بس كان بيتمنى يشوفك زيي ميعرفش أن كل واحد له شخصيته بس صدقني محبش حد قدك
يامن بهدوء: عارف وعارف كمان أنه معاه حق يحبك ويحترمك كمان 
مازن باستغراب: يعني أنت مش زعلان من خالي ولا مني 
يامن: حاولت اكرهك معرفتش افعالك كلها بتجبرني أني أحبك واحترمك
مازن  بسعادة : صدقني يا يامن أنا بعتبرك أخويا فعلاً 
يامن : أنت عرفت منين أن تولين بنتي عيانه 
مازن متفاجئاً: أيه مين قالك 
يامن: چيسي طلقتي اتصلت بيا وقالتلي وقالت كمان على الفلوس اللي حولتها لها لعملية بنتي
مازن مغمضا عينيه: أنت نسيت تليفونك في مكتبي وهى رنت عليك كتير فا اضطريت أرد عليها والحمدلله أنها بتعرف عربي مكسر فا فضلت اجمع في كلامها لغاية ما عرفت أن تولين كانت محتاجه لعملية شرايح ومسامير بعد ما وقعت من على السلم وهى مكنش معها المبلغ فحولته ليها
يامن: بس انت قولتلها متقولش ليا أنك حولتلها فلوس ليه
مازن: مش عايزك تشغل بالك بحاجه بسيطة زي دي طالما قدرت أتصرف .
نزل يامن من فراشه ووقف في مواجهة مازن
يامن : أنا آسف يا مازن حقك عليا
مازن وهو يحتضن يامن: ولا يهمك يا حبيبي أنت أخويا وده حقك عليا
أغمض يامن عينيه وهو يحتضن مازن بشدة وفي نفسه شيئاً يضمره لمازن ...



تعليقات