رواية مقيد باكاذيبها الفصل الثالث 3 والرابع 4 بقلم هدير نور

رواية مقيد باكاذيبها

الفصل الثالث 3 والرابع 4

بقلم هدير نور


صدح صوت عابد القاسي الذي اتخذ عدة خطوات نحوها

=مين يا بت اللي عمل فيكي كده..؟!


فور سماعها لسؤاله هذا شحب وجهها بشدة وقد تجمدت الدماء بعروقها فهي لا يمكنها اخبارهم بان اشرف من اعتدي عليها و حاول اغتصابها فهم بالطبع سيصرون عليه ان يتزوجها كما فعلوا بابنة الزيات عندما حاول احدي الشباب الاعتداء عليها زوجوها له و ذلك بأمر من الشيخ ناصر و عابد الراوي...

ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس اذا ذكرت اسم اشرف...

لكنها خرجت من شرودها هذا منتفضة في مكانها بفزع عندما صرخ بوجهها عابد

= ما تنطقي يا بت ساكتة ليه...


هزت رأسها ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش

=معرفش..مشوفتهوش....

قاطعها عابد بقسوه وغضب

=كدابه ازاي متعرفيش...اكيد شوفتيه...

ليكمل قائلاً بنبره ذات معني و هو ينظر بقسوه نحو راجح الذي كان يقف بالخلف يراقب بصمت ما يحدث بينما عينيه مثبته فوق صدفة 

=انطقي خايفة من مين...متخفيش...

تقابلت عينيها بعينين راجح الذي كان يرمقها بنظرات جليدية حاده

مما جعلها تخفض عينيها سريعاً وقد تسارعت نبضات قلبها خوفاً فور ادراكها ان راجح قد يكون رأي اشرف اثناء هروبه اخذت ضربات قلبها تقصف داخل اذنيها من شدة الخوف من ان ينطق باسمه اخفضت رأسها محاولة ايجاد مخرج من ورطتها تلك عندما سمعت عابد الراوي يزمجر بحده جعلت رأسها يرتد للخلف بصدمهة

=راجح....راجح ابني اللي عمل فيكي كده...؟!


تصلب جسد صدفة من الصدمة اخذت تمرر نظراتها المندهشة بين راجح وعابد الذين كانوا يقفون امامها مباشرة وهي لا تصدق ان عابد الراوي قد اتهم ولده بهذا الاتهام الشنيع خاصة راجح الراوي الذي تهتز له شوارب الحي بأكمله.. جذب انتباهها توتر جسد راجح برغم انه كان يحاول الا يظهر ذلك من خلال طريقة وقوفه المتصلبة همت ان تجيب بالنفي و تبرئته لكنها تراجعت باخر لحظة و قد اتاها صوت داخلي بان هذه فرصتها للهروب من الزواج بأشرف الحقير فيمكنها اخبارهم بانه كان راجح و وقتها عابد الراوي سوف يكتم علي الامر و يجعلها تذهب للمنزل بعد ان تعده بألا تخبر احداً بما حدث فهو بالطبع لن يزوجها ولده البكري و ذراعه الايمن....

شعرت بتأنيب الضمير لما تنوي ان تفعله لكنها ذكرت نفسها بانه ليس امامها خيار اخر...

اومأت رأسها بالموافقة علي سؤاله وهي تخفض عينيها بخوف من ردة فعل راجح الوشيكة علي اتهامها الباطل له..

حضرت نفسها لسماع صراخه و سبابه لها حتي انها توقعت انه سيقوم بضربها.. 

لكن لمفاجأتها لم يبدر منه اي ردة فعل حيث ظل واقفاً مكانه يتطلع اليها بصمت بعينين تندلع منها شرارت الغضب يطبق علي فكيه بقوة كما لو كان يحاول السيطرة علي غضبه هذا.. 

مما ارعبها الأمر اكثر فلو كان قد صرخ بها كان اهون عليها من صمته المخيف هذا.. 

هتف عابد بصوت مرتفع كما لو كان قد حقق انتصاراً عظيماً من اثباته لإدانة راجح

=شوفت ...شوفت يا شيخ ناصر مش قولتلك....


ثم التف الي راجح ينظر اليه باعين تلتمع بالتشفى مزمجراً بصوت منخفض

=مش قولتلك الدم النجس بيجري في دمك....


اشتد وجه راجح بغضب بينما يتطلع اليه بنظرات عاصفة ثابتة زمجر من بين اسنانه المطبقة بقسوة

=مبروك وصلت اخيراً للي طول عمرك بتحاول تثبته فيا... 


غمغم عابد بحدة و هو يقطب حاجبيه متصنعاً عدم الفهم

=تقصد ايه..؟ 

اشاح راجح نظره بعيداً عنه متجاهلاً صراحةً سؤاله هذا ليركز نظراته علي تلك الجالسة علي الارض بوجه محتقن وجسد مرتجف

=عرفى متولي جوز امك اني جاي بكره اتقدملك.....


انتفضت صدفة واقفة بفزع علي قدميها المرتجفة فور سماعها كلماته تلك بينما الصدمة تجتاحها 

و هي لاتصدق بانه قد عرض عليها الزواج بالفعل.. 

و ما ان حركت شفتيها حتي ترفض قاطعها صوت صراخ عابد الذي اهتز له ارجاء المكان

=تتقدم لمين..انت اتجننت عايز تفضحنا وسط الناس..علي جثتي فاهم.....

ليكمل بصوت غليظ خشن و هو يضرب بعصاه الارض بقوة

=علي جثتي تتجوز بتاعت الطعمية.....


تجاهله راجح كما لو انه لم يتحدث اتجه نحو صدفة متقدماً نحوها ببطئ مخرجاً من جببه هاتفه امراً اياها بصوت قاسى لاذع 

= هاتي رقم متولي جوز امك....


تراجعت صدفة للخلف بتعثر و هي تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الكراهية و الغضب الذى يلتمع بعينيه ظلت تحدق به باعين متسعة بالذعر و وجه شاحب غير قادرة علي فتح فمها او النطق بحرفاً واحداً حيث قد شلها خوفها منه.. 

لكنها انتفضت في مكانها بفزع عندما هتف باسمها بعنف مكبوت و هو يزمجر بقسوة

= قولتلك هاتي الرقم....


اندفع الشيخ ناصر الذي كان يراقب بصمت ما يحدث منذ البداية قائلاً و هو يقف حائلاً بينهم عندما لاحظ خوف صدفة الواضح

=انا معايا الرقم هدهولك.....


خرجت صدفة من تجمدها فور سماعها هذا صارخة بصوت ضعيف مرتجف

=انا مش هتجوزك....

لتكمل بصوت باكي وهي تمسك بذراع الشيخ ناصر بيدين مرتجفة

=انا.. انا مش موافقة يا شيخ ناصر... مش موافـ...... 

لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما رأت راجح يقترب منها بخطوات سريعة غاضبة.. لتطلق صرخة متألمة عندما قبض علي ذراعها يعتصره بقسوة بين قبضته الصلبة مزمجراً من بين اسنانه بغضب 

=اكتمي.... 

ليكمل وهو يعتصر ذراعها بقسوة اكبر ستترك كدمات بذراعها في المستقبل

=اكتمى خالص و مسمعش صوتك... و الا قسماً بالله هدفنك مكانك...


ثم التف الي الشيخ ناصر قائلاً بحده

=هات الرقم يا شيخ ناصر....

قام شيخ ناصر سريعاً باخراج هاتفه يبحث به عن الرقم.. 

لكن تدخل عابد هاتفاً بغضب و هو يحاول جذب الهاتف من يد الشيخ ناصر 

=انت بتعمل ايه يا ناصر انت هطاوعه في الجنان اللي عايز يعمله... 


نفض الشيخ ناصر يده الممسكة بالهاتف بعيداً عن متناول يد عابد الذي كان يحاول اخذه منه باستماته مجيباً اياه بحده و صرامة

=بعمل الصح يا عابد..و اللي انا و انت حكمنا به علي ناس كتير في مواقف كتير زي دي...ده حق ربنا . 


صاح عابد ثائراً مقاطعاً اياه بعنف وقد احتقن وجهه من شدة الغضب وهو يشير باصبعه للأعلي 

=حق ربنا ان ابني انا... عابد الراوي...... 

ليكمل وهو يشير نحو صدفة الواقفة بوجه شاحب وجسد مرتجف خلف ظهر الشيخ ناصر

=يتجوز دي.... 


هز الشيخ ناصر قائلاً بصرامة

=ايوه مادام ابنك غلط يبقي لازم يصلح غلطه... 

ليكمل بقسوة و نبرة يتخللها التهديد الصريح و هو يرمقه بنظرة ذات معني

=و انت عارف كويس اني مش هسكت لو حصل غير كده حتي لو انت صاحب عمري مش هسكت....


ثم التف نحو صدفة 

=يلا يا بنتي علشان اوصلك بيتك الوقت اتأخر... 

لكنه توقف عندما لاحظ ملابسها الممزقة توقف متردداً قليلاً قبل ان ينزع عبائته التي كان يضعها فوق كتفيه ليضعه فوق جسدها مغطياً عري جسدها جاذباً اياها معه للخارج قائلاً موجهاً حديثه لراجح 

=راجح بعتلك رقم متولي...حدد معاه بكرة ميعاد نزورهم في البيت علشان تتقدملها و لو ابوك مش عايز يجى معاك كلمني و انا هاجي معاك.... 

ثم غادر بصمت متجاهلاً نظرات عابد الغاضبة التي يسددها نحوه... 


اندفع عابد نحو راجح فور ان تأكده من ذهاب كلاً من الشيخ ناصر و صدفة قابضاً علي كتفيه قائلاً بصوته الهادئ الذي اعتاد علي استخدامه دائماً عندما يرغب السيطرة او التأثير عليه

=يا بني...يا بني بلاش تتهور و تضيع حياتك انا خايف عليك.... 


قاطعه راجح بقسوة وهو يتراجع الي الخلف بعيداً عن مجال يديه مظهراً بوضوح عدم رغبته بأي اتصال جسدى به.. 

=ابنك..!! ابنك ايه بقي ياحاج عابد بعد اللي قولته و عملته..... 

ليكمل بحدة و هو يعلم ان ما سيفعله خطأ..فهو بزواجه منها يثبت ارتكابه لتلك الجريمة...و بدلاً ان انكاره لأتهامها ظل صامتاً مثبتاً علي نفسه جريمة لم يفعلها و ذلك بسبب الكلمات القاسية التي القاها والده عليه..

فقد شعر وقتها بأن عالمه بأكمله ينهار فوق رأسه فقد شبهه بأكثر انسان يكرهه و يحتقره حسان والده الحقيقى الذي اغتصب والدته التي لم تكن تبلغ من العمر وقتها اكثر من تسعة عشر عاماً... لا يعلم كيف استطاع ان يرميه بتلك الاتهامات القذرة رافضاً الاستماع اليه او الي انكاره للأمر كما لو كان ينتظر هذة اللحظة طوال حياته اليوم...اللحظة التي سيثبت بها انه قذر مثل ابيه..

لذا قرر الزواج من تلك الفتاة حتي يعاند اياه.. راغباً ان ينتقم منه و من اتهامته القاسبة تلك... 

=و فر كلامك و طريقتك دي مش هتجيب نتيجة الموضوع انتهي...وهتجوزها يعني هتجوزها..... 

اردف بسخرية لاذعة رغم الألم و الغضب اللذان يعصفان بداخله 

=بعدين يا حاج عابد اعتبر اني بحاول اعمل الصح اللي ابويا معملهوش من 30سنه......


صاح عابد مقاطعاً اياه و هو يحاول الاقتراب منه مرة اخري مغمغماً بارتباك

=ايه حاج عابد..حاج عابد اللي انت عمال تقولها دي..انا ابوك... فاهم ابوك.... 


هز راجح رأسه بقوه بصوت مرتجف بعض الشي و القهر ينبثق منه...

=الكلام ده كان زمان قبل ما تدبحني بسكينه تلمه من اللحظة دي لا انت ابويا و لا انا ابنك و اظن انك بينت ده كويس النهارده...انت الراجل اللي طتر خيره خدني حته لحمة حمرا و رباني في بيته بدل ما كنت اترمي في الشوارع وكلاب السكك تنهش فيا..

ليكمل و هو يضع يده فوق رأسه

=وجميلك ده هيفضل فوق راسي و هيفضل دين في رقبتي و ربنا يقدرني و اسدده...


انهي جملته تلك ثم التف مغادراً المكان علي الفور تاركاً عابد يتطلع بغضب و قسوة بأثره و هو يدرك مدي حماقة ما فعله بكلماته القاسية التي ستجعله يدفع الكثير و اكبر هو فقدان السيطرة علي راجح...


༺༺༺༺༻༻༻༻


بوقت لاحق...


كانت صدفة تدفن وجهها بصدر ام محمد التي كانت تعد بمثابة شقيقة كبرى لها... 

كانت تبكي بشهقات ممزقة بينما كامل جسدها يرتجف بقوة بينما اخءت ام محمد تربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدئتها

فقد اقنعت صدفة الشيخ ناصر بان يقوم بايصالها الي منزل ام محمد بدلاً من منزلها حتي لا يراها زوج والدتها بحالتها المذرية تلك... لكنها في الحقيقة كانت خائفة من العودة الي ذات المنزل الذي به اشرف و البقاء معه تحت سقف واحد بعد ما حاول فعله بها لا تعلم ما الذي يمكنه فعله فقد يكرر محاولاته و وقتها قد ينجح فيما فشل به سابقاً ..


ربتت ام محمد علي شعرها بحنان محاولة تهدئتها فمنذ وصولها وهي لم تكف عن بكائها بهذا الشكل الهستيري..

=اهدي يا حبيبتي اهدي....كل حاجه ولها حل...


همست صدفة من بين شهقات بكائها الممزقة 

=انا وحشة اوي يا ام محمد..مش عارفه ازاي قدرت اتبلي عليه كده قدام ابوه والشيخ ناصر....

لتكمل و بكائها يزداد بقوة

=بس كنت هعمل ايه...عقلي وقف وقتها مشوفتش نفسي غير وهما بيجوزوني للكلب اللي اسمه اشرف ده بالغصب..خوفي شل تفكيري و اول ما الحاج عابد سألني اذا راجح اللي عمل فيا كده..كنت عامله زي الغريق اللي رموله طوق نجاة..

قولت انه هو اللي عمل كده علي اساس ان الحاج عابد هيعدى الليلة و يداري اللي حثل علشان خاطر ابنه بس راجح الراوي هو اللي اصر يتجوزني و اللي رعبني انه منكرش كلامي و لا نطق بحرف واحد عن الحقيقة فضل ساكت.....

لتدفن وجهها في حضن صديقتها اكثر وهي تهمس بألم و خوف

=انا مش فاهمة حاجة.. و خايفة اوي..... 


ابعدتها ام محمد بلطف عن حضنها 

=انا عارفة ان اللي انتي عملتيه ده غلط....... 

لتكمل وهي تمسح بيدها علي وجهها بحنان مزيلة الدموع العالقة به

=بس انتي لو كنت نطقتي باسم الكلب اشرف ده كان أصر الحاج عابد والشيخ ناصر انه يجوزك له..زي ما عملوا مع البت عواطف و سيد العطار ... و وقتها الحربايـ،ـه اشجان مش هتسكت و هتفضحك في المنطقة كلها انك كانت ماسية مع ابنها بمزاجك ز هتقول عليكي اوسخ الكلام انتي عارفها... 


ضمت صدفة يديها الي صدرها هامسة بصوت مرتجف و الخوف يملئ عينيها بينما تهز جسدها بقوة

=كله الا اشرف...انا عندي اموت نفسي ولا اني اتجوز الحشاش ده و لا انه يلمسني..

انفجرت باكية وجسدها يهتز بقوة و قد بدأت تتذكر هجوم عليها و محاولاته في لمسها هامسة برعب 

=طيب انا ازاي هعقد معاه في بيت واحد بعد اللي حصل ده... ده ممكن يعملها تاني...

لتبدأ بالتحدث الي نفسها بعجز و هي تنظر للفراغ الذي امامها باعين غائمة بالدموع التي كانت تنحدر علي وجهها بغزارة

=اروح فين...اسيب البيت...أشوفلي اوضة اسكن فيها...بس محدش هيسبني في حالي وكلاب السكك كلها هتنهش في لحمي و مش بعيد هو نفسه يتهجم عليا هناك اعمل ايه يا ربي..


احتضنتها ام محمد بحنان بين ذراعيها محاولة تهدئتها تاركة اياها تبكي و تخرج كل ما بصدرها و عندما توقفت شهقات بكائها

دفعتها بلطف فوق الفراش مساعدة اياها بالاستلقاء و إ راحة رأسها علي الوسادة

=نامي دلوقتي و ريحي نفسك انتي شقيانه من الصبح و زمان حيلك مهدود...


لتكمل وهي تجذب الغطاء فوق جسدها المرتجف

=و متخفيش المخفي جوزي مش هنا مسافر شغل في بورسعيد و مش هايجي الا علي اول الشهر الجاي قعدي معايا الفترة دي لحد ما نشوف حل...

لتكمل و هي تربت علي رأسها بحنان

= و الله هنلاقي لها حل..ربك كريم

تقوقعت صدفة علي نفسها تضم ساقيها الي صدرها مغلقة عينيها بقوة محاولة ابعاد كل ما حدث عن عقلها....


༺༺༺༺༻༻༻༻


في صباح اليوم التالي...


استيقظت صدفة علي اصوات مرتفعة تأتي من الخارج لكن و قبل ان تعي ما يحدث فُتح باب الغرفة بعنف و دلف زوج والدتها الي الغرفة هاتفاً بقسوة

=بتصل بيكي من الصبح مبترديش علي تليفونك ليه يا بنت الرفدي انتي..

ليكمل و هو يتقدم داخل الغرفة بينما تتبعه ام محمد بعينين مترقبة بخوف

= راجح الراوي طلبني امبارح و قالي انه جاي البيت عندنا و طالب انك تبقي موجوده...هببتي ايه يا بوز الأخص انتي علشان يجيلنا البيت اكيد عملتي مصيبة من مصايبك


هزت صدفة رأسها بينما تعدل بيد مرتجفة العباءة المنزلية التي ترتديها والتي اخذتها من ام محمد بليلة امس بدلاً من ملابسها الممزقة

=معملتش حاجة..و معرفش جاي ليه....


غمغم بحدة بينما يقبض علي ذراعها جاذباً اياها منه

=طيب قومي خالينا نروح...زمانه علي وصول...


نفضت صدفة ذراعها بعيداً عن يده متراجعة الي الخلف بخوف علي الفراش بعيداً عنه 

=انا...انا مش هروح في حته لو عايز تقابله ..قابله انت..


صاح متولي مقاطعاً اياها بقسوة وغضب

=يبقي عملتي مصيبة..و خايفة منها ليلة امك هتبقي سودا لو اشتكي منك تاني..احنا مش قده علشان كل يوم تعملي مصيبة معاه ده اجدعها راجل في المنطقة ميقدرش يرفع عينه فيه و انتي بقي عمالة تعاندي فيه وشغالة قلة ادب.....

هتف بحده وهو يكمل

=قومي.. قامت قيامتك خالينا نشوف نيلتي ايه معاه تاني.... 


اخذت صدفة تهز رأسها بقوة رافضة وهي تصرخ بهسترية 

=مش هروح معاك في حته....


زمجر متولي بصوته الغليظ و هو يندفع نحوها

=انتي بتعلى صوتك عليا يا بنت الرفدى.... 

قبض بيده علي شعرها بقوة كادت ان تقتلع خصلاته جاذباً اياها منه لتسقط من الفراش علي الارض الصلبة بقسوة و هي تصرخ متألمة جذبها من شعرها علي الارض رغم مقاومتها له غير ابهاً بصراختها تلك وهو يهتف بشراسة

=هاتيجي غصب عن عين اهلك...فكرك اني هقف قدام راجح الراوى علشان واحدة زيك...اللي قاله لازم يتنفذ.... 


صرخت صدفة باكية و هي تحاول التشبث بالارض رافضة الذهاب معه و خوفها من مواجهة راجح يسيطر عليها

=ياخي يلعن.ابوك.. لأبوه...

ضربها متولي بقدمه في بطنها عدة ضربات قاسية وهو يهتف بعنف

=بتشتميني يا بنت الكلـ،ـب يا فاجـ.رة.... 

اندفعت ام محمد هي تهتف بفزع ممسكه بذراعه محاوله جذبه بعيداً عن تلك الملقي علي الارض تأن بألم و هي تمسك ببطنها

=علشان خاطري يا عم متولي كفاية...كفاية...


ابتعد متولي عن صدفة ماسحاً جبينه المتعرق بيده مزمجراً من بين انفاسه اللاهثه

=و رحمة امك اللي معرفتش تربيكي لأعلمك الادب بس بعد ما راجح الراوي يمشي...هفضالك حاضر...


ليكمل وهو يلتف الي امينه يتطلع اليها ممرراً عينيه التي كانت تلتمع بالشهوه علي جسدها 

=علشان خاطرك بس يا ام محمد انا هسيبها خدي بالك...

اومأت له ام محمد وهي ترسم ابتسامه مرتجفة علي شفتيها..

تنحنح بصوت مرتفع وهو يستدير نحو صدفة التي لازالت ملقية علي الارض قائلاً بصوت خشن غليظ

= انا هطلع برا و 5 دقايق و القيكي لبستي و حصلتيني... 

ثم التف مغادراً الغرفة لترتمي علي الفور ام محمد بجانبها تطمئن عليها من انها لم تتأذي... 

ارتمت بين ذراعيها صدفة تنتحب بينما جسدها ينتفض بقوة 

=مش عايزة اروح معاه.... 

ربتت ام محمد علي ظهرها هامسه لها بصوت منخفض

=معلش علشان خاطرى روحي معاه ده شراني و مش هيرحمك... 

لكنها ابتلعت باقي جملتها منتفضين سوياً انتفضوا عند سماعهم صوت متولي الغليظ يهتف من الخارج 

= ما تخلصي يا روح امك هفضل مستنيكي كتير الراجل زمانه علي وصول...


ساعدتها ام محمد علي الوقوف مخرجة احدي عبائتها السوداء مساعده اياها في ارتدائها ثم اخرجت واحدة لها وقامت بارتدائها هي الاخري قائلة بتصميم مربته علي كتفها

=انا جاية معاكي متخفيش ..هكلم الواد محمد يجيب اخته ويجولنا علي بيتكوا لما يطلعوا من المدرسة


اومأت لها صدفة بالموافقه محتضنه اياها هامسه بصوت مرتجف

=ربنا يخاليكي ليا يا ام محمد.....


ربتت ام محمد علي ظهرها بحنان

=انا بعتبرك بنتي الكبيره يا هبله 

لتكمل بمرح وهي تنكزها في ذراعها بخفه محاولة اخراجها من حزنها

=اي نعم الفرق بنا ١٨ سنه....بس يلا اديني بكبر نفسي لاجل عيونك يا جميل...

ارتسمت شبه ابتسامة مرتجفة علي شفتي صدفة شبكت ام محمد ذراعها بذراع صدفه قبل ان تأخذها و يخرجوا للخارج.. 

قطب متولي فور ان رأي ام محمد معها غمغم قائلاً 

=معلش يا ام محمد مش هينفع تيجى معانا اصل اشجان هناك و انتي عارفها مبطقيش..اصلها وليه غياره


ليكمل وهو ينحني نحو ام محمد قائلاً بغزل 

=بتغيير من اللي احلي منها... 

تراجعت ام محمد مبتعده عنه للخلف بنفور مرمقة اياه بحدة و غضب

مما جعل يتنحنح بحرج قبل ان يستدير الي صدفة ويقبض علي ذراعها جاذباً اياه معه لخارج المنزل... 


༺༺༺༺༻༻༻༻ 

في وقت لاحق... 


غمغم متولي بصدمة بينما ينقل نظراته بارتباك بين كلاً من راجح و الحاج عابد الذي اضطر ان يحضر حتي لا ينفذ الشيخ ناصر تهديده و يذهب هو معه و وقتها سيتسبب ذلك في فضيحة لهم اذا علم الناس خاصة و الشيخ ناصر كان معروف عنه انه يقوم بتزويج البنات بمن خدوعهم و سرق عذريتهم فوقتها سيخمن الناس ما حدث ..

=صدفة مين اللي عايز تتجوزها يا باشا...مش فاهم؟!!!!

ليهمس بصوت منخفض محدثاً نفسه 

=صدفة...صدفة ازاي بس اللاه بـَين ودنك عايزة تتسلك و لا ايه يا متولي....

وضع اصبعه باذنه يهزه بقوة كما لو كان يسلك اذنه حتي يتأكد من انه سمع جيداً راجح الراوي ذات نفسه يطلب الزواج من صدفة خاصتهم 


قاطعه راجح الذي كان يجلس بجانب والده بوجه مكفهر 

=لا سمعت صح...يا متولي...انا بطلب ايد صدفة بنت مراتك


حك متولي رأسه و هو يحدث نفسه و عقله لا يزال لا يستوعب ما سمعه

=طيب ازاي...ازاي بس يا اخواتي انا هتجنن..... راجح باشا و البت صدفة..!! 


هتف عابد بغضب و هو يضرب بعصاه الارض بقوة

=ما تخلص يالا يا متولي انت هتظيط قوم انده عليها وخد رأيها خالينا نخلص................ 

ليكمل بسخرية لاذعة وهو يرمق بقسوة راجح الذي كان يتجاهل وجوده بصمت

=مع اننا عارفين رأي السانيورا كويس....

زفر راجح بحده وهو يشيح برأسه بعيداً معتصراً قبضتيه بقوة محاولاً السيطرة علي نفسه و عدم الاجابة عليه.. 

بينما اخذ متولي ينقل نظراته بينهم بارتباك قائلاً باستفهام و هو يلاحظ العصبية و الحدة التي بينهم

=ايـه ؟ و انتوا عرفتوا رأيها منين ؟!


اجابه عابد بحدة و هو يحاول تدارك فهوة لسانه

=الحاجة ام راجح سألتها امبارح و هي قالت موافقة...


اشرق وجه متولي بفرح قائلاً بلهفة و هو يسرع بفتح يديه 

=حيث كده بقي نقرا الفاتحة...

نكزه عابد بعصاه في ذراعه محاولاً جعله يخرج من الغرفة حتي ينفرد براجح حتي و لو لعدة دقائق و بداخله أمل ان ينجح فيما فشل به بالأمس و بصباح اليوم و هو اقناع راجح بتغيير رأيه و عدم الزواج من تلك الفتاة..

=قوم...اتحرك و اسألها و خد رأيها...


هتف متولي وهو يضحك فاركاً ذراعه مكان نكزت العصا

=و اسألها ليه يا حاج مش بتقول موافقة...


هز عابد رأسه قائلاً بنفاذ صبر

=برضو لازم تسألها...و نسمع كلنا ردها بودننا...


نهض متولي متجهاً نحو الباب وهو يغمغم 

=اللي تؤمر به يا حاج عابد...حاضر 

ليكمل هامساً بسخرية و عينيه تلتمع بالجشع فور تخيله لكم المال الذي سيجنيه من وراء تلك الزيجة بالاضافة الي الشقه التي سوف تصبح ملكه

=قال يعني لو موافقتش كلمتها هتمشي...دي توافق و الجزمه فوق راس اهلها كلهم هي تطول بنت المستخبى...


راقب عابد متولي باعين تلتمع باللهفة متولي وهو يغادر الغرفة قبل ان يلتف الي راجح قائلاً

=يا بني فكر كويس بلاش تنشف راسك....

ليكمل باشمئزاز و هو يشير بعصاه بانحاء الغرفة

=ملي عينك كويس وشوف الناس اللي هتناسبهم وتقع فيهم....


ظل راجح صامتاً لا يجيبه مما جعله يهتف بعجز و غضب

=هدي للبت 50 الف جنية و هخليها متفتحش بوقها عن عملتك دي و اطمن انا.......

لكنه ابتلع باقي جملته عندما انكسر فجأة الكوب الزجاجي الذي كان بيد راجح اثر ضغطه القاسي عليه...

شاهد عابد باعين متسعة بالصدمة راجح و هو يضع قطع الزجاج الملتصقة بيده علي الطاولة التي امامهم مخرجاً منديلاً من جيبه يلفه حول الجرح الذي كان ينزف بيده قبل ان يلتف اليه قائلاً من بين اسنانه بغضب

=وفر فلوسك..يا حاج عابد..

ليكمل ضاغطاً بقسوة علي حروف كلماته 

=و عملتي السودا.. زي ما بتقول انا قادر احلها....و اشيل ليلتى لوحدي..

ضغط بقوة علي المنديل الذي براحة يده المصابه وهو يردف بسخريه لاذعة

=بعدين المفروض تفرح ان اللقيط اللي ربيته في بيتك مش هيعمل زي ابوه و يهرب...و يسببلك فضيحة


هتف عابد بحدة و قد احمر وجهه من شدة الحرج والارتباك

=ايه اللي انت بتقوله ده لقيط ايه انت ابني.....


لكنه ابتلع باقي جملته عندما فتح الباب فجأة و دلفت اشجان زوجة متولي بوجه شاحب واعين محتقنة فمنذ ان اخبرها زوجها عن رغبة راجح الراوي بالزواج من صدفة وهي تشعر بالنيران تشتعل بصدرها تحرق قلبها من شدة الغيظ والغضب.. 

جلست علي المقعد بعد ان القت التحيه عليهم تطلع اليها عابد بغضب من مقاطعتها اياهم وعندما هم ان يطلب منها ان تتركهم بمفردهم تحدثت بصخب

=انا جاية انصحكوا لله....

لتكمل سريعاً و عينيها تتطلع باضطراب نحو باب الغرفة خوفاً من يأتي متولي باي لحظة

=البت دي متنفعش تدخل بيتكوا الأصيل..

ايه بس يوقعكوا الوقعة السودا دي بقي راجح باشا زينة الشباب يتجوز واحده زي دي..

تركها عابد تتحدث وعلي وجهه يرتسم الاستحسان و عينيه مسلطة علي راجح بأمل ان يتأثر بكلماتها تلك...

=بعدين دي لا مال ولا جمال تتجوزها ازاي بس يا راجح باشا ده انت.....

لتكمل وهي تضرب بيدها علي ساقها 

=ده انا اللي مربيها و عارفة كل بلاويها و لسانها الطويل اللي عايز اصه ازاي واحدة زي تدخلوا بيتكوا من الاساس كيب انتوا عارفين دي.......... 


قاطعها راجح بخشونة و حدة

=قومي شوفيلنا جوزك اتأخر ليه...عايزين نمشي....


همهمت اشجان بصدمة 

=ههاااا...؟! 


زمجر بغضب و هو يشير نحو الباب

=اخلصي قومي.... 


انتفضت اشجان واقفه فور سماعها كلماته الحاة تلك تتلملم في وقفتها و قد احتقن وجهها من شدة الانفعال هامسة بحرج و خوف منه في ذات الوقت

=حاضر...أمرك... أمرك يا راجح باشا....

ولكن ما ان همت بالتوجه نحو الباب فُتح و دلف متولي الي الغرفة بوجه مشرق بينما تتبعه صدفة بعبائتها السوداء المهترئه الفضافضة... 

وقفت صدفة بمنتصف الغرفة تمرر عينيها بارتباك بين كلاً من راجح و عابد الراوى شعرت برجفة من الذعر تمر بداخلها فور ان تقابلت عينيها بعينين راجح العاصفة التي كان يسلطها عليها بنظرات قاتلة سامة..ممتلئة بالاحتقار و الغضب...

اشاحت نظراتها بخوف بعيداً عنه بينما يتردد في الغرفة الصوت الغليظ لعابد الراوي بينما يرمقها هو الاخر بنظرات رافضة حاده

=مقولتلناش رأيك ايه يا سانيورا ...؟!


ابتلعت صدفة الغصة التي تشكلت بحلقها محاولة استجماع شجاعتها هامسة بصوت مرتجف بالقرار الذي اتخذته بعد تفكير طويل بليلة أمس 

=مش...مش موافقة.....


ارتسم الارتياح علي وجه عابد فور سماعه كلماتها تلك بينما صاح متولي زوج والدتها بغضب بينما يضربها بقبضته الضخمة في ظهرها مما جعلها تصرخ متألمة

=بتقولي ايه يا بنت الكلـ.ـب..انتي اتجننتي..


صاحت صدفة بحده بينما تحاول الابتعاد عن ضرباته الغاشمه لها

=ده اللي عندي مش عايزه اتجوزه...انا حرة


اندفع نحوها متولي هو يزمجر بغضب محاولاً الامساك بها و الهجوم عليها مرة اخرى

=ليه هو كان بمزاجك يا بنت الرافدي......


قاطعه الصوت الصارم لراجح الذي انتفض واقفاً بينما عينيه مسلطة علي صدفة بقسوة

=سيبونا لوحدنا....


هتف عابد بينما يقف هو الاخر موجهاً حديثه لولده

=يعني ايه نسيبكوا لوحدكوا ...هتتكلم معاها في ايه ما خلاص قالت رأيها...و انتهينا


تجاهله راجح كما لو انه لم يتحدث قائلاً بصرامة و قسوة و عينيه لا زالت مسلطة علي صدفة الواقفة بوجه شاحب 

=قولت سيبونا لوحدنا...


جذب عابد طرف عبائته بحده واضعاً اياها فوق كتفه زاجراً راجح بغضب متمتماً بكلمات قاسية لاذعة قبل ان يخرج من الغرفة ليتبعه سريعاً كلاً من اشجان و متولي الذي اسرع بغلق الباب خلفه تاركاً اياهم بمفردهم...

شعرت صدفة بضربات قلبها تتقافز داخل صدرها من شدة الخوف ظلت متجمدة مكانها تشعر بقدميها كالهلام غير قادرة علي تحريكهم...

بينما وقف راجح يتفحص تلك المخادعة التي اتهمته بأكثر تهمة وضيعة ممكن ان يتهم بها الرجل الا وهو محاولة اغتصاب امرأة ما...

فمنذ صغره اتخذ علي نفسه عهداً بالا يسمح لشهواته ان تتحكم به بقيادته و الا يجرح امرأة حتي و لو بنظرة واحدة متخذاً علي نفسه عهداً الا يصبح كالرجل الذي انجبه....

لكن اتت تلك و اتهمته بما لم يفعله و لن يفعله ابداً بحياته لتجعل منه بنظر والده نسخة من الرجل الذي

اغتصب والدته.. 


راقبته صدفة باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدم نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعب بداخلها الغضب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة اخذت دقات قلبها 

تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها بأي لحظة من سدة الخوف..

انتفضت صارخة بفزع عندما انحني نحوها قابضاً علي عنقها بيده يضغط عليه بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت شرس يملئه الغضب 

=سامعينى بقي كنت بتقولي ايه


༺ يتبع ༻

💕💕💕💕💕

الفصل_الرابع❤

مقيد_بأكاذيبها


جذب عابد طرف عبائته بحدة واضعاً اياها فوق كتفه زاجراً راجح بغضب متمتماً بكلمات قاسية لاذعة قبل ان يخرج من الغرفة ليتبعه سريعاً كلاً من اشجان و متولي الذي اسرع بغلق الباب خلفه تاركاً اياهم بمفردهم...

شعرت صدفة بضربات قلبها تتقافز داخل صدرها من شدة الخوف ظلت متجمدة مكانها تشعر بقدميها كالهلام غير قادرة علي تحريكهم...

بينما وقف راجح يتفحص تلك المخادعة التي اتهمته بأكثر تهمة وضيعة ممكن ان يتهم بها الرجل الا وهو محاولة اغتصاب امرأة ما...

فمنذ صغره اتخذ علي نفسه عهداً بالا يسمح لشهواته ان تتحكم به بقيادته و الا يجرح امرأة حتي و لو بنظرة واحدة متخذاً علي نفسه عهداً الا يصبح كالرجل الذي انجبه....

لكن اتت تلك و اتهمته بما لم يفعله و لن يفعله ابداً بحياته لتجعل منه بنظر والده نسخة من الرجل الذي

اغتصب والدته.. 


راقبته صدفة باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدم نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعب بداخلها الغضب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة اخذت دقات قلبها 

تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها بأي لحظة من سدة الخوف..

انتفضت صارخة بفزع عندما انحني نحوها قابضاً علي عنقها بيده يضغط عليه بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت شرس يملئه الغضب 

=سامعينى بقي كنت بتقولي ايه


همست صدفة باختناق بينما تحاول بصعوبة ابعاد يده التي كانت تعتصر عنقها

=مش هتجوزك... و ابعد عنى..ابعد عنى احسنلك بدل ما اصوت و الم عليك الناس كلها....


قاطعها مزمجراً بشراسة و قد اشتدت قبضته حول عنقها مما جعل وجهها يزرق من شدة الاختناق

=صوتي... صوتى زي ما صوتي في المخزن علشان تلبسني مصيبتك.... 

ليكمل بفحيح حاد و نبرة متوعدة مليئة بالغضب

=بس قسماً بالله المرة دي لأعمل اللي كان المفروض كنت اعمله لما اتبليتى عليا..هقطعلك لسانك اللي كدبتي به


شحب وجه صدفة بخوف فور سماعها تهديده هذا لكنها هتفت بحدة متصنعة عدم الفهم و هي لازالت تحاول فك حصار قبضته عن عنقها

=كدب ايه...انا مكدبتش....

لتكمل بأصرار و ثقة كاذبة تنافي ارتجاف جسدها من شدة الخوف 

=ما انت فعلاً اتهجمت عليا و حاولت تغتصبني و انا....

لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة متألمة عندما قبض علي فكها بيده يعتصره بقسوة هو الاخر حتي كادت عظام فكها ان تنكسر بين اصابعه هاتفاً بقسوة

=انتي هتستعبطي يا روح امك.... هو انا كنت لمستك...

ليكمل بخشونة و عينيه تنطلق من شرارات الغضب و الانفعال و هو يكاد ان يفقد السيطرة علي اعصابه و يقوم بقتلها

=لو فاكرة انى راجل أهبل و هياكل معايا الجو اللي بتعمليه ده تبقي غبية ده انا راجح الراوي اللي المنطقة كلها تقفله علي رجل واحدة...


اشتدت قبضته حول فكيها مما جعلها تصرخ باكية زمجر بحدة غير متأثراً بألمها هذا

=فكرك يا بت انتي انا مش عارف الفيلم الوسـ.ـخ اللي عملتيه انتي شوفتيني ليلتها داخل مكتب المخزن وكنت عارفة ان العمال و خدينا اجازة في اليوم جريتي علي المخزن و قطعتى هدومك و فضلتى تصوتي علشان اجري ألحقك و توقعني..و اكيد برضو شوفتي ابويا قاعد مع الشيخ ناصر علي القهوة اللي قصاد المخزن قبل ما تدخلي فكرتي انك كده بتلبسني و طبعاً علشان تسُبكي الدور جيتي قبلها بيوم و اتهمتيني قدام ابويا اني اتحرشت بيكي مش كدة....طمعتي فكرتي انه هيديكي قرشين علشان يسكتك و متتكلميش....


هزت صدفة رأسها ببطئ هاتفة باعتراض وقد صعقها ما توصل اليه من كل ما حدث ترغب باخباره الحقيقة لكنها خائفة من ان يخبرهم و يقوموا بتزويجها لأشرف

=انا معملتش حاجة و لا فكرت في حاجة من اللي قولتها دي..... 

لتكمل بهسترية و يأس عندما لوي فمه بسخرية دلالة علي عدم تصديقه لها و عينيه تلتمع بازدراء

=بدل ما تلومني انا ان ابوك صدقني و كدبك شوف انت عملت ايه يخلى ابوك يصدق علي طول انك تعمل كده من غير ما يتردد و لو للحظة..اكيد ليك سوابق قبل كده شوف بقي كام واحدة عملت فيها كده خلت ابوك يـــــ ...... 

قطعت جملتها صارخة بفزع عندما اندفع للأمام فجأة ضاغطاً اياها علي الحائط بقسوة بجسده و قد اشعلت كلماتها تلك بداخله نيران السعير الذي يكوي اعماقه بسبب عدم ثقة والده به رغب بقتلها بسبب ضغطها علي نقطة ضعفه هذه.. 

غرز اصابعه في عنقها بينما تتقافز من عينيه شرارت الغضب صائحاً و هو يقرب وجهه منها

=و حياة امك لهدفعك تمن اللي قولتيه ده غالى اوي ...

ليكمل و تعبير وحشى يرتسم على وجهه

= لما قولت هتجوزك كان ليا هدف من ورا الجوازة دي...بس دلوقتي بقوا هدفين..

قرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بنيران الغضب و الكراهية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر

=اول هدف ميخصكيش انك تعرفيها...اما تاني هدف بقي انى هربيكي هخليكى تندمى علي اليوم اللي فكرتى فيه توقعي راجح الراوي في لعبتك الوسخه دي....


قاطعته هامسة بصوت منخفض مختنق وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف واضعة يدها فوق يديه التي تحاصر وجهها و عنقها محاولة نزعها

=بس انا برضو مش هتجوزك......


احنى فمه بسخرية بينما ضاقت عينيه محدقاً بها بقسوة و هو يغمغم بصرامة

=هتتجوزيني ...و لو فكرك انك لما ترفضى الجواز منى ابويا هيديكي قرشين علشان يسكتك و متفتحيش بوقك تبقي هبلة.. و اوعي تفتكري انك وقعتنى بلعبتك الوسخـ.ـه دى لا...انا واقع فيها بمزاجي انا كنت اقدر احميكى من علي وش الدنيا بسبب كدبك و بجحتك... 

حرر عنقها و فكها من يديه مما جعلها تتأوه بألم بينما تفرك عظام فكيها و عنقها بيدين مرتجفة

=هتتجوزيني و الا قسماً عظماً اطلع حالاً اقول لجوز امك انك كنت ماشية معايا في الحرام و مش بعيد تبقي حامل مني....

ليكمل بخشونة و قسوة و هو يرمقها بنظرات حادة ممتلئة بالازدراء 

=و اكيد هيصدقني اصل زمانه قاعد برا دلوقتي هيموت و يعرف ازاي واحد زي يتجوز واحدة زيك..... 


مادت الارض تحت قدميها و قد فرت من جسدها الدماء فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت ضعيف مرتعش

= هتتبلى عليا و تطعنى في شرفي ؟!!!


اجابها بسخرية لاذعة بينما يتطلع اليه باعين تلتمع بالاحتقار...

=و مالك مصدوم اوى كده ليه...؟! ده علي اساس انك متبلتيش عليا بالكدب...

ليكمل و هو يهز رأسه بقوة قائلاً بصوت قاطع صارم

=اعتقد ان احنا كده متفقين...

راقب برضا صمتها بينما تخفض وجهها الشاحب بانهزام اتجه نحو باب الغرفة يفتحه منادياً علي متولي زوج والدتها ليدلف الجميع الغرفه مسرعين من بينهم عابد الراوي بوجهه المتجهم..

تحدث راجح بينما عينيه مسلطة بتركيز علي تلك الواقفة بجانبه

=اعمل حسابك يا متولي الفرح هيبقي بعد اسبوع يعني الخميس الجاي...... 

تهلل وجه متولي بالفرح فور سماعه ذلك بينما اسود وجه عابد بالغضب و قد تشدد جسده بقسوة راغباً بالهجوم على راجخ و هزه بيديه تلك لعله يفيق من المصيبة التي سيرتكبها لكنه ظل بمكانه ثابتاً حيث كان يعلم مدى عناد ولده الذى لن يغير رأيه ابداً...


اقتربت اشجان من صدفة وعينيها مسلطه عليها بتركيز امسكت وجهها قائلة بخبث و شك و هي ترفع وحهها للاعلي

=ماله وشك ماله احمر كده ليه....


جذبت كلماتها تلك انتباه راجح مما جعله ينتبه الي العلامات الحمراء التي تملئ وجنتيها التي تركتها اصابعه عليها اسرع بالقبض علي ذراع صدفة جاذباً اياها بجانبه بينما يجيب هو عليها

=من الكسوف يا ست اشجان اعذريها...


هزت اشجان رأسها بالرفض و عينيها لازالت مسلطة علي العلامات التي تملئ وجنتى صدفة

=بس في علامات علي وشها دي زي ما تكون.....


قاطعها راجح بقسوو جعلتها تنتفض في مكانها

=قولت من الكسوف يا ست اشجان في ايه..... 

ليكمل بفظاظة و حده

=ما تعملنا الشربات و سمعينا زغروطة... 


هزت اشجان رأسها بعصبية بينما تخرج مسرعة من الغرفة وهي تزغرط بصوت منفعل مما جعل الصوت يبدو كالصراخ

التف راجح الي متولي قائلاً و ابتسامة راضية تملئ وجهه

=نتفق يا حاج متولي علي التفاصيل.... 


اومأ متولي بسعادة متجاهلاً زفرات عابد الغاضبة و شحوب وجه صدفة التي كانت تنظر اسفل قدميها بأعين متحجرة و قد ادركت انها اوقعت نفسها بمأزق لا تعلم كيف ستنجو منه....


༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مغادرة راجح الراوي و والده ظلت صدفة جالسة تتطلع امامها بصمت كما لو كانت في صدمة لا تصدق انها بعد اسبوع واحد سوف تكون زوجة راجح الراوي الذي اخبرها صىاحةً انه سوف يجعلها تدفع ثمن كذبها شعرت بغصة من البكاء ترتفع بداخلها من شدة اليأس الذي تمكن منها بهذه اللحظة عند ادراكها انه ليس هناك مهرب من ورطتها تلك...

خرجت من شرودها علي صوت متولي الغليظ الجالس بجانبها

=ده عايز يتجوزها بعد اسبوع هنجيب ازاي جهازها في الوقت ده و احنا محلتناش جنيه واحد...


اجابته اشجان بحده ولازالت نيران الغيظ و الغيرة تشتعل بصدرها لا تصدق حتي الان بان تلك المعتوهه ستتزوج من راجح الراوي فقد حاولت ان تخرب عليها الزيجه لكنه كان مُصر علي زواجه منها لازال عقلها يجد الصعوبة في تصديق بان كبير المنطقة يرغب بالزواج بها كيف يحدث ذلك ...

=جهاز ايه اللي بتتكلم عنه انت فاكرها مين ...تروحله بشنطة هدومها و هو يبقي يجيبلها كل حاجه هو اللي عنده قليل....هبقي انزل استلقط لها كام عبايه من محل الباله(محل مخصص لبيع الملابس المستعملة) اللي علي اول الشارع و خلاص


غمغم متولي بتردد

=ازاي بس يا اشجان تخرج من غير جهاز بعدين يوم العزال الناس كلها هتقف مستنيه تتفرج جبنا ايه لبيت الراوي..هياكلوا وشنا.....


قاطعته اشجان بحدة وغيظ

=ما ياكلوا ياخويا...يعني هنسرق ولا هنسرق علشان نجهز عيونها...

لتكمل بغل و عينيها المسلطة علي صدفة تنبثق منها شرارت الغيرة والغيظ

=بعدين هيستنوا ايه منها يعني دي حيالله بايعة فول و طعمية بعبايه مقرحة و شبشب مقطع

انا عارفه راجح الراوي اطس في نظره علشان يتجوز الجاموسة دي...... 


كانت صدفة تستمع الي حديثهم هذا بصمت الي انها لم تعد تحتمل عند كلماتها الاخيرة تلك

انتفضت واقفة هاتفة بغضب و قد ألمتها كثيراً كلماتها تلك

=بقولك ايه لمي لسانك..بدل ما اقسم بالله اخلي الشارع كله يتفرج عليكي انا اصلاً مش طايقة نفسي...... 


نفخت اشجان في صدر عبائتها التي جذبتها بطرف اصبعيها هاتفة بتهكم لاذع

=اسم الله ...اسم الله تصدقي يا بت خوفت منك و اترعبت.... 


تجاهلتها صدفة ملتفة الي متولي الجالس يتابع ما يحدث بينهم بصمت يتخلله القلق

= انا هخرج من البيت ده و راسي مرفوعة قدام الناس كلها زي ما امي كانت عايزة دايماً يوم فرحي...

لتكمل وهي تخرج من الغرفة بخطوات مسرعه 

=تعالي ورايا يا عم متولي....

ثم اتجهت الي الغرفة التي تحتفظ بباشياء والدتها بها و التي أصرت علي متولي عندما اتي باشجان لكي تعيش معه بالشقة بعد وفاة والدتها ان تحتفظ بتلك الغرفة مغلقة حيث كانت تضع بها اشياء و الدتها و دائماً ما كانت تحتفظ بمفتاحها معها.... 

هتفت اشجان بحده بينما تتبعها

=هدخلينا اوضة كراكيب امك نعمل ايه هنحضر روحها..... 


تجاهلتها صدفة واخرجت مفتاح الغرفة من صدرها ثم فتحت الباب و دلفت الي الداخل ليتبعها متولي اشعلت الاضاءة ثم التفت الي متولي مشيرة بيدها الي الصناديق التي تملئ الغرفة

=الحاجة دي كلها جهازي و.....

قاطعتها صوت صراخ اشجان الواقفة بمدخل الغرفة تتطلع باعين متسعة الي الصناديق التي تملئ الغرفة

=ايه ده كله يا بنت صباح.....

لتكمل وهي تتقدم لداخل الغرفة تفتح الصناديق و تتفحص ما بداخلها و نيران الغل تشتعل بداخلها اكثر و اكثر كلما رأت مدي جمال و روعة الاشياء فقد كانت الصناديق مليئة بصحون خزافية رائعة و أطقم عديدة من الكؤوس و الاكواب الزجاجية الرائعة و جميع انواع اطقم الحلل من تيفال لجرانيت و الكثير من مفارش الفراش زاهية اللون و الجمال..

هتفت بحدة و هي تضرب بيدها احدي الصناديق

=جبتي ده كله منين... يا بت


اجابتها صدفة بهدوء و هي تهز كتفيها ببرود

=امي الله يرحمها كانت بتجهزني و بتشلي حاجات من و انا لسه عندي 10 سنين...... 


هتف متولي مؤكداً علي كلماتها بينما عينيه تمر بفرح علي الصناديق

=ايوه صحيح صباح كانت بتجيب حاجات ليكي وبتعينها ازاي تاهت دي عن بالي.... 


فاطعته اشجان بحدة ضاربة اياه علي صدره 

=تعرف تتنيل تسكت و تنقطنا بسكاتك.....

لتلتف نحو صدفة مغمغمة بسخرية لاذعة رافعة احدي حاجبيها بتشكك و اضح

=و امك بقي الله يرحمها و يفشفش الطوبة اللي تحت راسها كان ايام ما كان عندك 10 سنين كان فيه اطقم حلل سيراميك و جرانيت و الكاسات الكرستال.... 

انتي هتستعبطى يا روح امك الحاجات دي لسة طالعة مبقالهاش كام سنة...


جزت صدفة علي اسنانها بغيظ

=لا ما الجرانيت و الحلل دي انا اللي جيباها...


وضعت اشجان يديها حول خصرها مائلة بجسدها للأمام 

=و جبتي بقي فلوسهم منين يا ننوس عين امك...و دخلتيهم الاوضة ازاي من غير ما نحس و لا نعرف


التف متولي خارجاً من الغرفة فقد كان يعلم العاصفة التي ستحدث تالياً لذا فضل الهرب قبل ان تجعله زوجته تتدخل بينهم و لن يسلم من لسانها المؤذي...


وقفت صدفة تنظر اليها بصمت عدة لحظات قبل ان تدرك ان هذه فرصتها لتخلق معها مشكلة حتي تترك المنزل و تذهب للمبيت بمنزل ام محمد لحين موعد الزفاف فلا يمكنها البقاء في ذات المنزل مع اشرف بعد ما حدث فبرغم تأكيد اشجان انه قد سافر صباح اليوم الي محافظة دمياط للعمل بها فقد كانت تعلم بانه قد فر هارباً خوفاً من ان تقوم بفضحه الا انها رغم ذلك لازالت خائفة من عودته...

=جبتهم بفلوسي....و دخلتهم زي ما دخلتهم انتي مالك


صاحت اشجان شاهقة بحدة 

=فلوسك...اهااا يعني كنت بتغفلينا و بتلهفي نص اليومية اللي بتطلعلك علشان تجهزي نفسك...


اقتربت منها صدفة راسمة علي وجهها ابتسامة واسعة باردة محاوله استفزازها

=اها...اومال كنت اديكي اليومية كلها علشان تصرفيها علي كرشك و علي ابنك الحشاش...


اندفعت نحوها اشجان تقبض علي شعرها تجذبه بقوة و هي تصرخ بغضب

=بقي بتعيرني يا بنت الكلـ.ـب بتشتمى ابني ده سيدك و تاج راسك...


اخذت صدفة تصرخ باعلى صوت لديها بانفعال و كان الصوت مرتفع لا يستدعيه الأمر مما جعل اشجان تنتفض مبتعدة عنها تتطلع اليها بصدمة بينما دلف للغرفة متولة راكضاً و هو يهتف بذعر

=في ايه يا اشجان الله يخربيتك قتلتيها و لا ايه....

ثم قطع باقي جملته عندما رأي صدفة ملقية علي الارض و هي لازالت تصرخ باكية وهي تمسك ببطنها هتفت كاذبة

=مراتك قعدت تضربني في بطني و قالتلي هتوديني لبيت الراوي مكسحه علي رجلي.....


صرخت اشجان بدهشة و انفعال 

=انا يا بت...؟!


اومأت صدفة برأسها وهي لازالت تصرخ متألمة مما جعل اشجان تندفع نحوها تحاول ضربها وهي تهتف بغضب

=اها يا بنت الكلـ.ـب يا كدابـ.ـة


لكن اسرع متولي بامساكها محاصراً اياها بين ذراعيه وهو يهتف بغضب

=اتهدي بقي يا اشجان راجح الراوي لو عرف هيطين عشتنا...


انتفضت صدفة واقفة مندفعة نحو الباب خارجة صارخة و هي لازالت تتصنع البكاء

=انا ماليش قاعد في البيت ده انا اخاف علي نفسي اقعد مع الست دي انا هروح اقعد عند ام محمد....


صرخ خلفها متولي بفزع

=خدي هنا يا بت يا صدفة اعقلي....

بينما نزعت اشجان خفها الذي ترتديه بقدميها ملقية اياها به وهي تصرخ بغيظ و غضب

=في ستين داهية تاخدك انتي و اللي جابوكي.....


حاول متولي التحدث و منعها من الذهاب لكنها اسرعت خارجة من باب المنزل راكضة باسرع سرعة لديها و علي وجهها ترتسم ابتسامة ممتلئة بالسعادة لنجاح خطتها...

ركض متولي خلف صدفة يحاول اللحاق بها لكن اوقفه صراخ اشجان باسمه 

=متووولي ..ايه هتجري وراها تراضيها و هي اللي شتماني و مبهدلاني...


تراجع متولي للخلف مبتعداً عن باب المنزل قائلا بحدة

=مبهدلاكي ايه يا اشجان ده انتي عدمتى البت العافية ضرب و شتيمة...


ضربت الأرض بقدمها صائحة بغضب من بين اسنانها ونيران الحقد تشتعل بصدرها

=انت بتكدبني...و بتصدقها... 

لتكمل وهي تدفعه في كتفه متجاوزة اياه في طريقها المنزل

=طيب وحياة ابني ما انا قعدالك فيها وابقي خاليها تنفعك هي و نسب عيلة الراوي اللي هتريل من ساعات ما عرفت....

انتفض بفزع ممسكاً بذراعها محاولاً جذبها للداخل فور ادراكه انها تنوي المغادرة بالفعل....

=اعقلي يا اشجان مش كده.. 

لكنها دفعته بكل قوتها في صدره ثم خرجت من المنزل وهي تهمهم بشتائم متوعده له ولصدفة... 


༺༺༺༺༻༻༻༻


بمنزل الراوي....


جلس راجح ينظر بصمت الي والدته التي كانت جالسة بجانبه تبكي بهسترية و انفعال فمنذ ان اخبرها بزواجه من صدفة وهي علي حالتها تلك تبكي احياناً و احياناً تصرخ محاولة ارجاعه عن فكرته تلك...

ضربت نعمات بيديها علي فخديها وهي تصرخ باكية بحسرة بينما تحدث نفسها في ذهول..

=بقي انا ابني زينة الرجاله...كبير السيدة اللي بنات المنطقة يتمنوا نظره منه يوم ما يتجوز ...يتجوز حتة بياعة طعمية و بتنجان مخلل ..صدفة... صدفة اللي الكلب يقرف يبصلها

لتكمل بشهقات بكاء ممزقة بينما تربت بلطف علي صدر راجح 

=علشان خاطري علشان خاطر امك يا ضنايا...سيبك من الجوازة دي و انا...انا هجوزك ست البنات كلهم....


ربت راجح علي يدها بحنان و قلبه ممزق من رؤيته لها و هي بحالتها تلك

=مينفعش...مينفعش ياما صدقيني....


همست نعمات و هي تتطلع اليه بذهول

=يعني ايه مينفعش.....

لتلتف نحو زوجها الجالس علي المقعد الذي امامها بصمت و وجه مكفهر صائحة بهسترية

=ما تنطق يا عابد...انت هتسيبه ينفذ اللي في دماغه ده....


انتفض راجح واقفاً مزمجراً بقسوة غير معطياً لعابد الفرصة بالرد...

=الموضوع منتهي ياما مالوش لازمة الكلام الكتير فيه...و اعملوا حسابكوا العمال هتيجي بكرة تشطب الشقه بتاعتي اللي فوق وبعدها العفش هايجي و تتفرش....

انهي جملته منحنياً مقبلاً رأس والدته الباكية التي كانت تنظر اليه باعين مليئة بالتوسل و الرجاء..

لكنه تجاهلهتا و غادر الغرفة سريعاً بخطوات واسعة متجهاً نحو غرفته وشعور بالثقل يملئ صدره فأخر شئ يرغب به بهذه الحياه هي رؤية والدته تبكي بهذا الشكل فهي الشخص الوحيد الذي يحبه حقاً...

ظلت نعمات تراقبه وهو يغادر والدموع تنحدر علي خديها بغزارة لطمت خديها بيديها وهي تطلق صرخه منخفضة... 

هتف عابد بغضب و قد سأم من مشاهدته لها تفعل تلك الاشياء... حيث تلطم وجهها بلطمات متتالية منتحبه بحسرة

=ما تهدي بقي يا نعمات و كفايه نواح صدعتيني ..


هتفت بحدة زاجرة اياه بغضب

=انا مش بنوح انت اللي بارد ومش همك انه هيضيع مستقبله...

لتكمل باكية وهي تحدث نفسها بحسرة

= بقي يرفض بسنت بنت خاله المتعلمة بنت الحسب و النسب اللي تقول للقمر قوم و انا اقعد مكانك و يروح يتجوزلي صدفة بياعة الطعمية ام عباية اتقرف اعملها قماشه للمطبخ...ده لا مال ولا جمال علشان اقول زغللة عينيه اكيد في إنه في الموضوع... 


هتف عابد مقاطعاً اياها بارتباك وخوف من اكتشافها لدوره في هذه الزيجه فلولا ضغطه عليه و مقارنته اياه بوالده الحقيقي ما كان عاند معه و تزوج بتلك الفتاة

=إنة ايه و هباب ايه انتي هتعملي فيلم و هتصدقيه يا وليه كل الحكاية البت عجبته وقرر يتجوزها خلصنا مش حكاية.....


هتفت نعمات بغضب 

=مش حكاية...!! ده مستقبل ابني...


قاطعها عابد بحدة و قد فقد السيطرة علي اعصابه 

=ابنك.. ابنك لا مش ابنك يا نعمات وكفاية بقي قرفتني....


انتفضت نعمات واقفة علي قدميها بحده فور سماعها كلماته تلك منحنيه نحوه وعلي وجهها ترتسم شراسة موحشة

=قطع لسانك...ده ابني و حتة من قلبي و روحي كمان....


اتسعت عينين عابد بذهول من رؤيته لها علي حالتها تلك التي لأول مرة يراها بها

=بتشتميني يا نعمات هي حصلت......


ابتعدت عنه تستقيم في وقفتها متجاهلة كلماته تلك لتكمل بحدة وتصميم ولازال التعبير الشرس مرتسم علي وجهها

=اسمع و ركز في كلامى ده كويس راجح ابني ضنايا ...اها انا مخلفتوش من بطني بس انا وخداه في حضني وهو حتة لحمه حمرا ابن يوم واحد...اول فرحتى عوض ربنا لينا بعد ما كنت مش بتخلف فاكر ولا افكرك.....

لتكمل وهي تتطلع اليه بقسوة

=و اقولك حاجة كمان راجح عندي في كفه و انت و ولادي و أهلي كلهم في كفه تانيه يعني قسماً بالله يا عابد يا راوي لو نطقت بالكلام ده تاني ما اقعد علي ذمتك يوم واحد...

ثم تركته و غادرت الغرفة وهي تبكي بحرقة و ألم..

ظل عابد يتطلع بصدمة في اثر زوجته وهو يشعر بالصدمة فلأول مره تقف امامه هكذا و تتحدث معه بتلك الطريقة فهو يعلم مدي تعلقها و حبها لراجح لكن لم يتخيل انها يمكنها ان تقف بوجهه من اجله.. 

فماذا ستفعل اذا علمت ما قاله له وماذا ترتب علي كلماته تلك فهو لا يستبعد ان تقوم بقتله.. 

زفر بحنق قبل ان ينهض ويتبعها حتي يقوم بمراضتها و الا فان ايامه القادمة ستصبح جحيم... 


༺༺༺༺༻༻༻༻


في اليوم التالي....


كان راجح جالساً بمكتبه يراجع بعض اوراق العمل عندما دلف عابد و جلس بالاريكة التي باقصى الغرفة مغمغماً بحدة

=عجبك الفضيحة اللي عملتهالنا...متولي ما صدق و نشر الخبر للناس كلها انك خطبت بنت مراته و كل اللي بيقابلني يسألني اذا كان الخبر حقيقي و لا لاء طبعاً محدش مصدق ولا مستوعب ازاي ابني انا...يتجوز بياعة الطعمية... 


هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و عينيه لازالت مسلطة علي الاوراق التي امامه

=فضيحة ليه... هو الجواز الايام دي بقي فضيحة.. 


ضغط عابد علي مقبض عصاه بغضب و هو يجز علي اسنانه هاتفاً بصوت مرتفع

=واد يا مصلحي.....


دلف الي الغرفة علي الفور شاب في اواخر العشرينات 

=ايوة يا حاج عابد....


اشار بعصاه نحو راجح قائلاً 

=روح هات فطار لسيدك راجح... 


غمفغم راجح بهدوء و هو لا يزال يفحص الورق

=مش عايز.... 


قاطعه عابد بسخرية لاذعة

=مش عايز ليه.. ده حتي من ايد خطيبتك اللي كلها يومين و هتبقي حرمك المصون... 


همهم راجح بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخله فقد كان يحاول استفزازه قبض بقوة علي الورق الذي بيده حتي ابيضت مفاصله محاولاً التحكم باعصابه

=صدفة مبقتش تنزل الشغل... 


ضحك عابد بصوت مرتفع ساخر قائلاً و ابتسامة صفراء ترتسم على شفتيه

=كده... اومال مين دي اللي كانت قاعدة علي الفرشة تقلي في الطعمية و البتنجان و انا في طريقي لهنا.... 

ليكمل محدثاً مصلحي 

=ميكونش خيالها ياض يا مصلحى... 


ارتفع رأس راجح بحدة عن الاوراق فور سماعه ذلك هاتفاً بحده يسأل مصلحي

=الكلام ده حقيقي صدفة علي فرشتها..؟ 


هز مصلحي رأسه قائلاً بارتباك 

=ايوه يا راجح باشا من صبحية ربنا و هي علي فرشتها...حتي انا لسه جايب منها ساندوتشين افكر بهم الصبح... 


لم ينتظر راجح سامع باقي كلامه حيث انتفض واقفاً مغادراً المكان متجاهلاً ضحكات والده الساخرة التي ملئت الأرجاء... 


كانت صدفة جالسة تقلى الطعمية بينما ام محمد جالسة بجانبها تتحدث معها محاولة اقناعها بان تغادر

=يا بنتي اسمعى الكلام.. و روحي هو مش راجح محرج عليكى تنزلي الشغل تاني.... 


هزت صدفة كتفيها قائلة بعدم اكتراث

=ما يقول زي ما يقول و انا اسمع كلامه ليه... 


نكزتها ام محمد في كتفها هاتفة بحده

=انتى...انتي مش هترجعى الا لما يكسرلك رقبتك علشان تبطلي عندك ده اهو......

ابتلعت باقي جملتها هامسة باذن صدفة بهلع وهي تضربها بذراعها 

=الحقى... الحقى راجح جاي علينا و غضب ربنا كله علي وشه 


رفعت صدفة رأسها لتجده يتقدم نحوهم و النيران تلتمع بعينيه مما جعل رجفة من الخوف تزحف اسفل ظهرها... 

هتف راجح بقسوة فور ان وصل الي بسطتها 

=انتي بتنيلى ايه هنا...


اجابته ببرود كاذب بينما تتصنع انشغالها بتقليب الطعمية في المقلاة

=بقلى طعمية.... اعملك ساندوتش.... 


زمجر بشراسة مقاطعاً اياها 

=انتى هتستعبطى يا روح امك انا مش منبه عليكي الفرشه دي متخطيهاش....فزي قومى روحى..


تجاهلته مستديرة نحو ام محمد التي كانت تراقب ما يحدث بارتباك موجهه حديثها اليها 

=كفاية الطعمية دي لطلبية السانوتشات يا ام محمد و لا اعمل دور كمان..... 

نكزتها ام محمد في ذراعها و هي تتطلع اليها بتحذير.... 

بينما هتف راجح بحدة لاذعة و قد اشعل تجاهلها له ذلك الغضب بصدره

=قومى فزى بدل ما قسماً بالله احط وشك في حلة الزيت اللي قدامك دي.... 


نظرت اليه بهدوء راسمة اللامبالاة هلي وجهها دون ان تتحرك من مكانها محاولة اظهار القوة علي الرغم من قلبها الذي كانت دقاته تعصف بداخلها من شدة الخوف ربتت ام محمد علي ظهرها هامسة لها برجاء 

=علشان خاطري قومي.... 


لكنها ظلت جالسة مكانها دون ان تتحرك لكن عندما رأته يتحرك نحوها بوجه متصلب بالغضب والوعيد يلتمع بعينيه انتفضت من مكانها ناهضة منفذة امره لتتجه نحوه هاتفة باستياء 

=اديني اتنيلت قومت اهو عايز ايه بقي.... 


زمجر بقسوة من بين اسنانه المطبقة 

=قدامى علي البيت.... 

التفت تنظر باضطراب حولها وقد لاحظت جميع من بالشارع اعينهم مسلطة عليهم يتابعون ما يحدث بينهم بفضول فبالطبع بعد انتشار خبر خطبتهم التي سبب صدمة للجميع.. 

الفضول حول علاقتهم يقتلهم لذا يراقبون كل حركة لهم باعين متلهفة متصيدة لذا قررت تنفيذ امره حتي لا تسبب بفضيحة اخري... 

=هتزفت اروح حاضر... 


قبض علي ذراعها دافعاً اياها امامه بحده

= اتنيلى قدامي.... 


غمغمت بحده بينما تتقدمه بخطوات غاضبة

=هروح لوحدى...ريح نفسك انت و ارجع وكالتك... 

دفعها امامه مغمغماً بتهكم لاذع 

=لا ازاي لازم اوصل خطيبتى لحد باب ييتها.. عايزة الناس تاكل وشي.... 


لوت صدفة فمها هامسة محدثة نفسها

=لا و انت شهم اوي اسم الله عليك.... 

ضربها بظهرها بيده من الخلف هاتفاً بحده

=بتبرطمي بتقولي ايه... 


زفرت بحنق هاتقة بتأفف و هي تضؤب الارض بقدميها 

=مبتنيلش.... 

ليظلوا بعدها صامتين طوال الطريق الي المنزل بينما هي كانت تمشي امامه بينما هو خلفها لتقف بمنتصف الطريق مستديرة اليه قائلة بغيظ

=علي فكرة بقي من الاحترام انك تمشي قدام و انا وراك او جانبك علشان مينفعش امشي قدامك و تعقد تبحلق في جسمي.. 


قاطعها بسخرية بينما يقبض علي مرفقها مديراً اياها لتكمل الطريق امامه 

=ابحلق في ايه اتنيلي بالخيمة السودا اللي انتي لابسها دي....ده مش باينلك وش من قفا... 


هتفت بحنق و هي تشعر بالاهانة من كلماته تلك و هي تدفع يده بعيداً عنها

=خلاص المرة الجاية هبقي البسلك المحزق و الملزق و انا بتعامل مع رجاله طول اليوم علشان.... 


وقبل ان تنهى جملتها قبض علي ذراعها موقفاً اياها يديرها نحوه بحده مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقشوة

=اظبطي نفسك...و اعرفي انتي بتقولى ايه

ليكمل و قبضته تتشدد علي ذراعها بقسوة

=و من هنا ليوم الفرح لو لمحتك في الشارع هولع فيكى حية فاهمة... 


نزعت يدها من قبضته هاتفة باضطراب و خوف

=فاهمة... فاهمة... 

لتكمل بينما تشير الي الشارع الذي يقع به مسكن ام محمد 

=انا هبات النهاردة عند ام محمد.... 


قطب حاحبيه مستفسراً بحده

=اشمعنا....؟! 


اشارت نحو منزل متولي الذي كان يقع علي بعد شارعين عن منزل ام محمد 

=اتخنقت مع المنيلة اشجان و هعقد عند ام محمد لحد يوم الفرح... 

قاوم راجح بصعوبة الفضول من ان يعرف سبب شاجرها مع زوجة متولي قائلاً بهدوء

=حد في بيت ام محمد دلوقتي ولا هتعقدي لوحدك لحد ام محمد ما ترجع..؟! 

اجابته بينما تستدير وتدلف الي الشارع

=مريم و محمد ولادها فوق.. 

اومأ بينما يتبعها حتي وصلوا الي اسفل المنزل وقبل ان تدلف للداخل هتف خلف بتحذير يتخلله التهديد

=خاليكي فاكرة لو لمحتك في الشارع هعمل فيكي ايه.. 


هتفت بسخرية دون ان تستدير اليه 

=حاضر....يا راجح باشا هفتكر ... 

ثم صعدت الدرج دون ان تلتفت اليه.. 


༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور 5 ايام ...


في الصباح الباكر لليوم المحدد لنقل جهاز صدفة الي منزل راجح..

اخذت تتلفت حولها اشجان التي امضت الايام الماضية عند شقيقتها رافضة محاولات متولي المستمرة لمراضتها والعودة معه الي منزلهم...

دلفت الي شقتها بعد تأكدها من ذهاب متولي لعمله اتجهت علي الفور نحو الغرفة التي تحتفظ بها صدفة بجهاز زواجها كان الباب مفتوحاً كما تركته صدفة قبل ذهابها بعد مشاجرتهم سوياً

اخذت عينيها تمر بغل وحقد علي كم الصناديق التي كانت تملئ الغرفة غمغمت من بين اسنانها المطبقة بشراسة

=بقي كل ده بنت صباح كانت مخبياه هنا طوال السنين اللي فاتت دي وانا محلتيش طقم اطباق واحد عليه القيمة......

لتكمل بحقد وهي تتجه نحو احدي الصناديق المعبأة بالأكواب الزجاجية تحمله و تلقيه بقوة علي الأرض و الغل و الغضب يسيطران عليها ليسقط علي الارض بقوة ويتحطم ما بداخله من اكواب و اشياء زجاجية لتمتلئ الغرفة علي الفور بشظايا الزجاج و هي تصرخ بغيظ و حقد

=و ديني ما هخليلك حتي كوباية و احدة تتهنى بها... 

ثم اخذت تلقي بصندوق تلو الأخر علي الارض و عينيها تلتمع بالفرح و الشماتة حتي لم يتبقي صندوق واحداً قد سلم من شرها و حقدها...

و بعد ان تأكدت بانه لم يعد اي من الأطقم الزجاجية سليم و بانها قد هشمت جميعها...

اسرعت باخراج مقص من حقيبتها كانت قد اتت به من منزل شقيقتها و اتجهت نحو المفارش اخذت تخرج الملاءت الخاصة بالفراش وتمزقها بغل بالمقص الذي بيدها حتي اصبحوا خرقات بالية ممزقين القت بهم علي الارض فوق الزجاج...

هتفت بحدة من بين اسنانها و هي تبحث بعينيها بين حطام الاشياء 

=البت دي حاطه هدومها فين مش لاقيها...مخبياها فين

اخذت تبحث عنها لكنها لم تعثر عليها لتظن بانها لم تقم بشراء ملابس بعد لتستمز بتمزيق و تدمير باقي الاشياء...

و بعد انتهائها وقفت بمنتصف الغرفة تلهث بعنف محاولة التقاط انفاسها المتلاحقة ممسكة بين يديها بالمقص بينما عينيها تمر برضا و فرح علي ارضية الغرفة الممتلئة بجهاز عرس صدفة المدمر بأكمله.. 

=كده كله بقي تمام...

لتكمل بتشفى و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها

=يا فضحتك اللي هتبقي بجلاجل وسط الناس لما راجح الراوي يجي بالعربيات و متلقيش طبق واحد تخرجى به من بيت امك... 

ثم اختطف حقيبتها من علي الارض مغادرة الغرفة مواربه الباب كما كان من ثم غادرت المنزل سريعاً قبل قدوم احد و يراها هنا فهي ستظل بمنزل شقيقتها حتي يأتي متولي لأخذها بنفسه من هناك حتي تبعد الشبهات عنها...


     يتبع ༻

💕دمتم ساالمين💕....


              الفصل الخامس من هنا 


 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


تعليقات