رواية خان غانم الفصل الاول 1 بقلم سوما العربى


رواية خان غانم 
الفصل الاول 1 
بقلم سوما العربى


_ يا خسارة الحراس مش موجودين .

نظرت حلا لصديقتها مستغربة ثم سألت : و مالك متضايقة كده ؟

زمت صديقتها شفتيها بضيق و قالت: ده معناه أن غانم بيه مش هنا .

تقدمت معها حلا لكنها مازلت مستنكره و سألت : أشمعنى ؟

تأبطت غادة ذراع حلا تسحبها معها للداخل و هي تفسر : أصل كل الحرس إلي بتبقى هنا مش عشان تحرس أي حاجة أو أي حد غيره هو و بس .

جعدت حلا ما بين حاجبيها فأكملت غادة : أيوة ما تستغربيش ، هو معروف عنه إنه مش بيخاف على أي حاجة غير نفسه ، أصله عنده مشاكل كتير و ألف من عايز رقبته .. رقبته هو و بس مش حد غيرو .

فقالت حلا : يمكن عشان عارفين إن مالوش عزيز و لا غالي. 

هزت غادة رأسها إيجاباً و قالت : أيوه.

حلا : و مالك بتقوليها و أنتي هيمانة على نفسك كده؟!

نظرت لها غاده وقالت بصوت حالم جدا : ما انتي أصلك مش عارفة مين هو غانم صفوان غانم، ستات و بنات الخان كلهم يتمنوا نظره منه ، اه بس لو ما كانش متجوز

رفعت حلا هيجيبها الأيمن وسألت : هو متجوز؟

مطت غادة شفتيها بضيق وقالت : ايوه ومراته يا ساتر يا رب عليها.... هي مش وحشه بس مش طيبه بردو ... تحسيها بحالات وما لهاش مالكه ، يلا اما نشوف هتخلف المره دي ولا هتسقط زي كل مره

حلا : يعني ايه اللي بتقوليه ده ؟ تسقط زي كل مره ازاي ؟
قرصتها غاده في خصرها وقالت : شششش.. بس عشان وصلنا اسكتي .

وقفت وهي تضم ذراعيها امام معدتها تشعر بنظرات تلك السيده تخترقها من كل الجوانب ، تنظر لها وهي تمرر عيناها عليها من اسفل لاعلى ثم قالت : أنتي  متأكده ان أنتي الخدامه الجديده !

صكت حلا اسنانها في الخفاء ، لا تستصيغ تلك  الكلمه عليها لكنها اخذت نفس طويله وحاولت التظاهر بالحلم والهدوء ثم قالت :  ايوه أنا 

فعضت تلك السيده  باطن فمها من الداخل وهي تقول : بس ده مش منظر خدامه ابدا

تدخلت غادة سريعا وقالت : ليه بس يا ست سلوى ، على فكره دي حلا شاطره قوي

احتدت اعين سلوى مرددة: وكمان اسمها حلا

اقترب منها شاب عريض المنكبين وطويل ثم قال لها بصوت خافت : ماعلش يا ست سلوى ، احنا مضطرين ، سيبيها تشتغل ومشي حالك بيها اسبوع ولا اثنين على ما نلاقي واحده غيرها

رفعت سلوى انظرها له وقالت بحده :  انت مش شايف منظرها عامل ازاي يا كرم ؟

ردد كرم وأنظاره على حلا يقول بإعجاب واضح :  شايف فرسه يا ست سلوى... فرسه

وقفت حلا مرتبكة وهي تشعر بأنظار ذلك الشاب عليها بينما صرخت فيه سلوى بصوت عالي :  انت بتقول إيه انت كمان

حمحم كرم وقال باستدراك : لا ولا حاجه انا بس رأيي ان انتي تتقبليها اليومين دول لحد ما نشوف غيرها ، البيت كبير وانا ما بقتش سادد على التنظيف والطبيخ انتي عارفه، وبعدين البيه لسه قدامه فتره على ما يرجع نكون شوفنا غيرها هو لما بيطلع الطلعة دي ما بيرجعش قبل شهر

سلوى لمده دقيقه كامله ثم قالت بعد تفكير : أمري لله

ثم نظرت لحلا و سألتها : معاكي تعليم ايه ؟

لتجاوب حلا على الفور : دبلون تجارة

أعوجت على الفور رقبة غادة تنظر لحلا بصدمه وكأنها تسألها لما انكرت إنتسابها للجامعه ، لتنظر لها حلا بنظرات محذره فصمتت غاده ولم تنطق .

نظرت سلوى إلى كرم الذي كان يتنهد بإرتياح ثم عادت لتنظر الى حلا وسالت : وأنتي بقى عايشه هنا في الخان ولا منين ؟

حلا :  لا أنا من السيدة زينب .

سلوى : هممم تمام ،هنجربك الاول ونشوف ، وبما انك مخلصه تعليم ما فيش أجازات خالص وخصوصا يوم الجمعه ، انا بعرفك من البدايه عشان لو مش عاجبك ولا حاجه

نظرت غادة الى حلا كانت تنتظر رفضها القاطع لكن حلا هزت رأسها وقالت : موافقه بس الشغل من الساعه كام للساعه كام 

حسبت سلوى حسبتها سريعاً تتجنب مواعيد عودة غانم من الخارج وقالت لها : من الساعه 10 الصبح للساعة 4 .

ابتسمت لها حلا وقالت : أيوه بس ده مش كثير شويه

سلوى :  هنتشرط بقى من أولها ، ده احنا حتى لسه هنشوف شغلك في الأول 

سحبت حلا نفس عميق تحاول التحلي بالثبات والصبر ، كل ما يقال ويحدث هنا لا تستطيع استصاغته او تمريره لكنها توفقت في الوصول الى درجة عاليه من درجات ضبط النفس وقالت لها :  خلاص تمام

تطلعت لها سلوى بنظرات غير مرتاح لها

ثم قالت لها : تمام يبقى تروحي من دلوقت تبدأي تنظيف ، البيت بقى له يومين مش متنضف وكله تراب وتاخذي بالك من مية المسيح مش عايزه فيها اي حاجه تظفلت 

وضعت سلوى يدها على معدتها وقالت متنهده :  اصل انا حامل جديد ولازم احافظ على نفسي

ابتسمت لها حلا بالسماجه ثم قالت : حاضر .

لنم تستطيع سلوى الصمت كثيرا أردت أن تغادر تلك الفتاه حالا، لا تشعر حيالها باي راحه فسادت من طلباتها وقالت واعملي حسابك مش هتروحي النهارده غير لما تخلصي تنظيف البيت كله ويبقى بيلمع

ساد الصمت في المكان و  الكل انتظر رفض حلا القاطع لكن للصدمه انها قالت : حاضر 

عادة سلوى تنظر لها نفس النظره الغير مرتاحه لكنها كما قال كرم مضطره وقفت عن مقعدها وغادرت دون التفوق  بأي كلمة أخرى، فصعدت لغرفتها تغلقها عليها

وتوقفت حلا تنظر حولها بضيق شديد فاقتربت منها غادة وقالت : يا صبرك انا قولت بصراحه إنك هترفضي ، ده ما فيش ولا يوم أجازه 

نظرت حلا بجانب عينها على كرم ثم عاودت النظر الى غادة وقالت : هاعمل ايه بس الحوجة مره يا غادة، اكل عيشي عايز كده ،يالا أمشي أنتي  ماتتأخريش وتلاقي مواصلات .

نظرت لها غادة بقلق ثم سألت:  طب وانت هتروحي إزاي ؟

حلا : مش لما اخلص تنظيف البيت ده كله الاول زي ما الست أمرت، روحي أنتي يا غادة، روحي.

هنا تدخل كرم قائلا : روحي أنتي يا آنسة غادة وما تقلقيش انا هابقى اوصل حلا

نظرت غادة لذلك الشاب الوسيم تردد داخلها :  هي حلا وأنا آنسه .

مطتت شفتيها بضيق ثم قالت:  ماشي سلام عليكم

غادرت غادة ووقف كرم لجوار حلا :  يردد بصراحه انا ما توقعتش انك توافقي على كل ده بس كويس انك وافقتي ، هي كانت بتطفشك

ألتفت حلا  تنظر الى كرم وسألت :  وتطفشني ليه ؟

ابتسم كرم يقول لها : تطفشك ليه ؟ أنتي ما عندكيش مرايات في بيتكم ولا ايه؟ ده أنتي بسم الله ما شاء الله يعني ، والست سلوى بتموت في غانم بيه وتغير عليه من الهوا ، دي عملت الالي عشان تعرف تتجوزه

نظرت حلا  لكرم مطولاً ، يبدو ان ذلك الشاب يعرف الكثير عن تلك العائلة ف خصته بابتسامة منعشة ثم قالت : شكلك طيب يا كرم مش تحب اقول لك يا كرم ولا عايز قبلها حاجات و كدة يعني أنا بقول إن إحنا خلاص بقينا زمايل في شغل واحد

ابتسم لها كرم ببلاههة وقال : لا دي أحلى كرم سمعتها أقسم بالله .

ضحكت حلا وقالت : طب تعالى يا كرم وريني ابدا منين

أخذها كرم يعرفها على بعض غرف البيت لتعلم من أين ستبدأ.

انقضى النهار و هي مازالت مستمرة في التنظيف ، تنتهي من غرفة ثم تشرع في التالية حتى أُنهكت كل قواها .

دلفت للمطبخ و هي تمسح حبات العرق التي تتصبب من كل خلايا جسدها حتى أن ملابسها تشربت بها .

أخذت تتطلع حولها تبحث عن كرم لتطلب منه شيء تشربه يساعدها على إبتلال حلقها الذي جف و ربما أنعش جسدها المنهك خصوصاً و هو غير معتاد على الشقاء ، لكنها لم تجده .

فوقفت تصب لنفسها كأس من العصير في اللحظه التي أنقطعت فيها الكهرباء عن البيت .

نظرت حولها تحاول الثبات خصوصاً و أن الجو لم يكن معتم تماماً فالشمس في أخر مرحلة من مراحل الغروب.

لذا وقفت تقلب الكأس و هي تودع شمس ذلك اليوم بنظرات متعاقبة المشاعر.

قبل ذلك بلحظات .

تقدمت سيارة  لاندكروزر من اللون الأسود يقودها مالكها، تشق الطريق الممهد تماماً في الخان.... خان غانم 

نسبة لغانم بيك الكبير جده و صاحب كل تلك الأرضي على مدد النظر بما تحتويه من بيوت و مصانع للطوب و الزجاج و تصنيع اللحوم كل سكان الخان ما هم إلا عمال لديه .

و خلفه أكثر من سيارة ممتلئة بحراس شخصيين له هو .

توقف امام باب البيت ينظر عليه ثم يزم شفتيه بملل و سأم خصوصاً و هو يتذكر حديث والد زوجته معه صباح اليوم في الهاتف فكان يدوي في أذنه من جديد صوت صابر ( ينفع كده يا غانم تزعل منك سلوى ، لأ لأ لأ ، لازم تصالحها و تدلعها ما تنساش أنها حامل في أبنك و الزعل غلط على الحمل و لا عايزها تسقط زي كل مره بقاااا)

ترجل على الفور من سيارته يخلع نظارته السوداء من على عيناه ثم دلف للداخل بعدما توقف رجاله و قد استوطن كل فرد في مكان حراستة و بقا "العم جميل " حارس والده و حارسه بالوراثة واقفاً بالخارج.

و دلف غانم للبيت الذي عمه السكون ، يعلم أن لا أحد هنا غير زوحته و كرم الطباخ ابن العم جميل. 

يعلم أن لا أحد بانتظاره خصوصاً و قد عجل موعد رجوعه نظراً لتغير بعض الظروف .

كان سيصعد السلم لولا أستماعه لصوت خفيف قادم من المطبخ فدلف إليه يجعد ما بين حاجبيه و هو يرى جسد أنثوي موليه ظهره.

تشنج فكه بإبتسامة متكلفة و تحامل على حاله كثيراً ينتوي مصالحتها و تدليلها لكونها حامل .

فتقدم بخطوات ثابتة دون إصدار أي صوت  و بلحظه طوق خصرها يحتضنها من ظهرها له .

فشههقت حلا عالياً و حاولت الإلتفاف لترى من ذلك المتحرش المتطاول كي تلقنه درس عمره و تصنع له عاهه مستديمة لكنها تفاجئت من تمسك ذلك الشخص بها قوياً يردد : شششش ... أنا جوزك ... ..غانم.

تصنم جسدها ، لا تعلم هل من أثر الكلمة ام من تلامس أجسادهما و أحتضانه الحار لها بتلك الطريقة .

و على سحرالضوء الخافت للغروب وقف يضمها لها و يده تمر على سائر جسدها و قد تعجد ما بين حاجبيه بإستغراب شديد ، لشعوره بمشاعر غريبة و جديده داهمت بشراسة كل جسده و هز رأسه مستنكراً يسأل عن ماهية تلك المشاعر التي يشعر بها الآن ، فليست تلك أول مرة يلمس فيها سلوى او يضمها له .

و بدأ قلبه يخفق بغرابة و سرعة شديدة عن المعتاد و يداه تزيد من ضمها له حتى أن أظافره كانت تغرز في لحم ذراعها .

و حلا تغمض عينها برعب تعلم بسوء التفاهم الحادث و أنه يعتقدها سلوى زوجته و من الصدمة و الخوف لم تستطع إتخاذ أي رد فعل و بقت متصنمة في أحضانه جاهلة طريقة التصرف ، لكنها حاولت التملص من بين ذراعيه لتبتعد عنه و توضح الأمر .

إلا أنه كان تحت تأثير ذلك الإحساس الشرس الجديد عليه ، يزيد من غرز أصابعه و أظافره في جسدها يضمها له مجدداً و قد بدأ يمرمغ أنفه في شعرها يردد بإستغراب متفاجأ : و أخيراً تخنتي شوية زي ما بقالي سنين بقول ، أهو ده العود إلي كان نفسي فيه و هموت عليه ، لحقتي تعملي كده في أسبوعين.

حاولت مجدداً التملص من بين ذراعيه متسعة الأعين بذعر شديد ليثبتها مجدداً بقوة فبدى و كأنه قد سلب منه عقله لأول مرة و قد عاود مرمغة أنفه في شعرها مردداً : حتى ريحتك أتغيرت ، بقت تجنن .

أنهى كلمته و هو يسحب كمية كبيرة من رائحة عرقها لأنفه و صدره و هو يغمض عيناه بتيه شديد مندمج بتلك الحالة الغريبة التي سحبته لدوامة يقع فيها لأول مرة و لم يخرجه منها سوى صوت العم جميل يردد : يا غانم بيه ، يا غانم بيه، الحق عمتك صفاء يا بيه .

أبتعد العم جميل عن مقدمة باب المطبخ و هو يرى سيدة يحتضن امرأته و وقف جانباً يكمل بينما يخفض عينه أرضاً: الحق يا بيه .

لم يرغب غانم في الأبتعاد عنها الآن خصوصاً بعدما شعر و لأول مرة بتلك المشاعر التي لطالما سمع عنها و لم يجربها يوما لكن صوت جميل لم يتوقف بتاتاً و لم يرحمه .

فمال عليها يقبل عنها المرمري الظاهر ثم قال : هرجع لك تاني و نبقى في أوضتنا براحتنا ، حتى تكون الكهربا رجعت. 

اخذت حلا تهز رأسها بجنون ربما تحفز على الإبتعاد و قد أبتعد أخيراً بالفعل و ذهب مع العم جميل.

و هي سقطتت أرضا بعدما ذابت قدميها و لم تعد تحملانها و جلسة على أرضية المطبخ تتنفس بصعوبة و قد أحمر وجهها.

بينما يخرج غانم من البيت على مضض و هو يسأل العم جميل: طبعاً متخانقه مع جوزها تاني و الخان كله أتفرج عليهم.

جميل: ايوه يا بيه.

أشعل غانم سيارته و قال : هات الرجاله و تعالى ورايا و كلم الناس شوفوا الكهربا قاطعه ليه ، خليهم يرجعوها في أسرع وقت.

جميل : حاضر يا بيه 

ثم أستقل سيارته و غادر سريعاً خلف سيارة غانم التي بدأت تنهب الطريق متجه لبيت عمته.

في المطبخ.

دلف كرم في اللحظة التي عادت فيها الكهرباء ليصدم بحلا و قد افترشت أرضية المطبخ و على وجهها أمارات الخوف الشديد .

فمال عليها يسأل : حلا .. مالك كده ، فيكي إيه ؟

رفعت أنظارها له و قالت : عايزه أمشي من هنا ، عايزه أمشي.

هز كرم رأسه بتأكد يحاول طمئنتها و لم تمر ربع ساعه إلا و قد ساعدها على مغادرة المكان و قد وعدها بأن يتولى هو أمر السيدة سلوى .

فخرجت من الخان في سياره أجرى ممتلئة بالركاب تنظر من شباك السيارة و هي تسأل نفسها: مالك اترعبتي كده لما قرب منك بس أمال هتسرقيه إزاي يا بس ، و عاملة فيها شجيعة أوي و ناصحة .

في نفس الوقت الذي دلف فيه غانم للبيت و قد عاد و معه عمته صفاء التي قالت : سايق عليك النبي لا تسيبني أرجع يا غانم.

نظر لها غانم بغضب و قال : ترجعي فين تاني بعد ما هانك و بهدلك كده ،الراجل ده انا سكت له كتير و ماحدش حايشني عنه غيرك ، ده بيهين بنت الحاج غانم ست ستات الخان ده كله و ولي نعمته.

نظرت له صفاء بحزن و هو يسحبها معه بهدوء لداخل البيت ثم قالت : عشان العيال أعمل ايه ، ده هاني و مي ماشاءالله كبروا.

غانم : أديكي قولتي بنفسك ، كبروا ، تعالي أدخلي.

ثم رفع صوته و بدأ ينادي : سلوى ، سلوى.

زمت صفاء شفتيها و قالت : بتناديها ليه بس ؟

نظر لها غانم مردداً: تيجي تسلم عليكي و تشوف طلباتك، إيه لسه مش بالعاها .

صفاء: أنا مش بكرهها بس مش بحبها و هي كمان ما تفهملهاش حال ، و مابحبش جواز المصالح ده .

قطعت حديثها في نفس اللحظه التي ظهرت فيها سلوى على الدرج و قد صدم غانم و هو ينظر لها يرى جسدها الممشوق كعارضات الازياء يتبختر أمامه فكاد أن يجن و هو يردد : هي رجعت لعود القصب المعصعص تاني ، لحقت؟

استمعت له صفاء فضحكت مرددة : ياما حاولت و ما نفعش.

بدأت سلوى تتقدم من غانم و الأشتياق قد بلغ مبلغه منها فأقتربت منه بلهفه تردد : غانم حبيبي ،أيه المفاجأة الحلوة دي ، مش كنت تقولي إنك راجع النهاردة.

بادلها غانم الحضن وهو ينظر لها بإستغراب ، رائحتها التي يعرفها هي هي لم تتغير .

اخذت تحدثه بحماس شديد و هو ينظر لها بجنون فأين ذلك الجسد الممتليئ الغض الذي كان يحتضنه من دقائق قليلة جداً و رائحة ذلك الجسد الذي أذهبت عقله و ألهبت حواسه .

هو متأكد أنه لم يكن حلم لقد أحتضنها بين ذراعيه و أشتم رائحتها .

كان على مشارف الجنون و سأل: إنتي رفيعتي تاني أمتى يا سلوى.

فضحكت عمته ساخره و قالت : و هي كانت تخنت قبل كده يا عنيا ما هي كده من يوم ما دخلت بيتنا 

لتكمل سلوى بحاجب مرفوع: أيوه فعلاً طول عمري مانيكان .

لتعلو ضحكت صفاء المتهكمة بينما خرج غانم قبلما يخرج عن شعوره فعلياً و ذهب إلى غرفة جميل يناديه حتى خرج له.

العم جميل: خير يا بيه ؟

غانم : جميل .. إنت لما جيت تناديني من المطبخ عشان عمتى صفاء أنا كان معايا حد.

حمحم جميل و نظر أرضاً يقول : أيوه يا بيه ، كان معاك المدام. 

رفع غانم رأسه لأعلى بجنون و هو يشد خصلات شعره حتى كاد أن يقتلعها من جذورها و هو يتأكد أن ما حدث كان حقيقة و لم يكن حلم من أحلام اليقظة التي لطالما تمناها .

و بقى السؤال من تلك التي كانت في أحضانه و بين ذراعيه و قد حركت كل تلك المشاعر والأحاسيس التي ظن أنه قد خلق بلاها.

************

يا ترى إيه إلي هيحصل ؟
و غانم هيقابل حلا تاني ؟
و لو قابلها هيعرفها ؟
و لو عرفها هيعمل أيه؟
و هي هتروح تاني البيت و لا خلاص كده خافت؟

و يا ترى حلا ناويه على أيه و عايزه تسرقه ليه ؟




تعليقات