رواية كهرمان
الفصل الثامن 8
بقلم رحاب محمد
اهداء : هنقابل اسعد
مين اسعد وايه علاقته بيكي ده كمان
هتف بها ريان مستفهمأ
لتهتف اهداء مستنكره : علاقته بيا ايه علاقته بيا دي ما تختار الفاظك يبني ادم انت
أردف قائلا بسخرية : اول ما تتعلمي تعملي كده حاضر
المهم دلوقتي انا عايزه افهم مين اسعد ده وايه المكان اللي انت واخدانا فيه ده اصلا ده غير ان انا مش مقتنع اساسا ان البنت دي بريئه
اكملت اهداء طريقها لتجيبه وهي مستمره في السير اسعد ده المفروض ان هو القاتل الحقيقي وان انت تصدق البنت او ما تصدقهاش ده موضوع ما يشغلنيش انا ليه قبلت القضيه وانا حبيت اجاوبك وكمان اخليك تشوف وتسمع الحقيقه
اسرع ريان في خطاه ليقف امامها يعيق حركتها ويسالها بضيق وانتى ايه اللي مخليكى متاكده قوي كده وعرفت منين ان اسعد ده هو القاتل
نهرته باستياء من وقوفهم في الشارع بتلك الطريقه
اهداء: خلينا نمشي طيب وهبقى اكمل لك بقى الكلام ما ينفعش نقف كده في الشارع
حمحم ريان بحرج ليتنحى جانبا ويمشي جوارها وهو يكرر سؤاله
لتجيبه بفارغ صبر مع اني مش مضطره افضل ابرر لك كل شويه واشرحلك وبزهق جدا من الطريقه دي بس ماشي
انا لما اتكلمت مع نسرين هي اكدتلي ان مش هي اللي عملت كده مسابقه قلت لك اني كنت اعرفهم معرفه شخصيه فما عنديش شك ان فعلا مش هي اللي عملت كده وكنت اغلب الوقت بشوفهم هما الاثنين ومعاهم اسعد ده كان زميلهم في المكتب بس من وقت اللي حصل وهو اختفى تماما ولما سالت نسرين عن شكل علاقتهم بيه قالت لي ان هو ونورهان كانوا شبهه مرتبطين طبعا لما عرفت معلومه زي دي استغربت جدا اختفائه وانه حتى مرحش عزا نورهان ولا بيحضر اي حاجه في التحقيق مع انه المفروض ان الموضوع يهمه بشكل شخصي ولما سالتها برده قالتلي ان هما في اخر فتره كان في خلافات كبيره بينهم قررت اروح ازوره في بيته حتى احاول اعرف معلومات اكتر عن ايه اللي حصل في اخر فتره او مين ممكن يكون عمل كده في نورهان بس لما رحت ما لقيتهوش وعرفت من اهله انه من يوم الحادثه وهو مختفي تماما عمل مكالمه واحده مع والدته واعرفها انه موجود عند واحد صاحبه اخذت منها الاسم طبعا وقدرت اوصل لعنوان بيته بعد كل الكلام ده كان لازم اشك فيه بس وادينا هنا دلوقتي
ليتنهد ريان بحيره بعد ما سمع منها ويهتف : بس اللي قولتيه ده كله مش كفايه انك تقولي ان هو القاتل اه في شك ناحيته بس في نفس الوقت ما فيش دليل
هتفت بنبره تحمل السخريه والله اديني واخداك معايا والمفروض انك واكيل نيابة شاطر وهتعرف تساله ونفهم اذا كان هو فعلا ولا لا
اتفضل يلا هو ده البيت
هتفت بجملتها الاخيره وهي تقف امام احدى المنازل
ريان : المفروض ان احنا هنقول له احنا مين او جايين نساله عن ايه ما هو انا اكيد مش هقول له انا مين اصلهم لسه ما اخترعوش خدمه التحقيق في المنازل
رمقته اهداء بنظرات ذات معنى وهمت بدخول المنزل وهي تغمم ده انت اللي شغلك في النيابه ظلمك
ليهتف وهو يصعد خلفها محذراً : احترمي نفسك
تابعت صعودها درجات السلم في صمت وهو خلفها وعند وصولها للطابق الثالث وقفت برهه تلتقط أنفاسها قبل أن تطرق الباب بخفة وبعد وقت قصير يفتح الباب شاب في اوائل العشرينات وهو يتمتم بضيق دون النظر للطارق وكأنه يتوقع مجئ شخص معين في ذالك الوقت تحديداً: كنت عارف انك هتجئ تاني اصلا يبقي ليه من الاول وا
بتر جملته حين نظر أمامه ولم يجد الشخص المتوقع اجفل وهو ينظر لهم بارتياب
لتبدأ اهداء بالتحدث وقطع الصمت : مساء الخير ده بيت استاذ مصطفى
ليجيبها ذالك الشخص : ايوه انا مين حضرتك
تابعت : انا اهداء الأمير محامية كنت محتاجة استاذ اسعد في كلمتين بخصوص قضية نورهان
تفحصهم مصطفى بنظرات مرتابه قبل أن يجيب بنرة حادة وهو مازال يقف خلف الباب ولا ينوى أن يفسح لهم مجال للدخول : اسعد مش موجود
اهداء: لو مش موجود دلوقتي ممكن نستناه مفيش مشكله
هتف بلهجة لا تقبل الجدال: لا يا استاذه هو مش موجود ومش جي ومش قاعد هنا اصلا
عند تلك النقطة قرر ريان التدخل لمعرفته أن ذالك الرجل يرواغ في الحديث كان يقف أسفل الدرج ويبعد عن نظره ويتابع الحوار من بعيد وبعد سماع رده صعد باقي الدرجات وهو يهتف بصوت قوي : بس احنا عارفين أنه هنا يا مصطفى
مد يده أمامه ببطاقته الشخصية برهه كانت كافية لمصطفى أن يتعرف علي وظيفته من خلالها
تابع ريان وهو يضع بطاقته في جيبه : معاك ريان المهدي من النيابة وعارف أن اسعد موجود عندك هنا فاياريت نختصر علي بعض وتقوله اننا عايزين نقابله
ارتعد الآخر خوفاً عند معرفته بهوية ريان ليقول بتلعثم: اهلا بحضرتك يافندم بس والله اسعد ما موجود هنا هو فعلا كان عندي بس النهاردة الصبح حصلت مشكلة بيني وبينه وهو اخد حاجته ومشي
ريان : راح فين
مصطفي : هو معنهدوش حته يروحها غير بيت جدته في اسكندرية أو عند واحد صاحبنا في الصعيد وانا معرفش فين بالظبط
ابتسم ريان بهدوء وهو يهتف بثبات : بس هتعرف يامصطفي اكيد هتعرف
هز رأسه إيجابا : ممكن هحاول اعرف
هز ريان رأسه معترضأ وهو يخرج كارت شخصي من محفظته ويضعه في يد مصطفي : مفيش هحاول هتعرف الكارت بتاعي اهو فيه ارقامي لما تعرف هتتصل تبلغني
ممكن اعرف انت وهو اتخانقتوا ليه
هتفت بها اهداء بعد صمت دام طويلا وهي تستمع فقط للحوار بينهم وكانت معجبه بتدخل ريان الذي ساعد في معرفة معلومات هامه وهذا لفت نظرها لحقيقة مهمه أنه يمتلك شخصية قوية وذكاء كانت تحاول طول الوقت تجاهلهم
اجاب مصطفى علي سؤالها بقتضاب : عادي يعني اختلفنا علي حاجه زي اي اتنين أصحاب
رفعت اهداء حاجبها الأيسر تهتف بعد اقتناع : مشكله عاديه تخلي صاحبك يقرر يمشي من عندك خالص ويروح بلد تانيه
مصطفي: افتكر ان دي حاجة شخصية ياستاذه بيني وبين صاحبي متهمش حد غيرنا
تدخل ريان مره اخري في الحوار لينهي الموضوع: تمام يامصطفي عموما الكارت بتاعي معاك لما تتصل تبلغني مكان جدته فين في اسكندرية بالتفصيل وكمان مكان صاحبكم فين في الصعيد ممكن نبقي نشوف مشكلتكم دي كانت علي ايه كان نفسنا نتكلم معاك اكتر من كده بس ورانا شغل
يالا يا اهداء
انهي كلامه وهو يحثها علي هبوط الدرج وهي تتطلع فيه بنظرات غاضبة ولكن أجبرت علي السير وعند وصولهم الشارع هو كان يسبقها بخطوات لتصيح اهداء بحنق : استني هنا انت ياا
التفت لها ينتظر إكمال الجملة : ياا ايه ها
تجاهلت سؤاله واردفت : انت ازاي تتعامل كده وتلغيني خالص انت مجنون ازاي اصلا بتاخد قرار أننا نمشي كده وتسحبني وراك هو مش المفروض اني انا الي هتكلم
كان ينظر لها بوجه خالي من اي تعبير ليهتف اخيرا : خلاص خلصتي
ربعت يديها أمام صدرها تهتف بحده : اه خلصت ايه ردك بقي
ريان : جعان وعايز امشي ياما اروح ياما ممكن نروح اي حته لو حابه ونتغدي ياما انتي حبيتي الشارع هنا او وعاجبك الوقفه فيه لو كده عرفيني بس علشان انا علي اخري خلاص
قطبت جبينها بغيظ من بروده : انت بتتكلم بجد انا بكلمك في ايه وانت بتقول ايه
ريان : اخلصي يالا علشان عايز امشي معاكي عربيه ولا اطلبلك اوبر
اهداء : ريان امشي من قدامي دلوقتي
ريان: مش محتاجه اي مساعده يعني
هتفت اهداء من بين أسنانها تحاول كبح غضبها : بقولك امشي من قدامي دلوقتي احسن ليك وليا
طيب مع السلامة اشوفك في يوم احسن من كده
انهي كلامه وهو ينصرف ويتركها وراءه تستشيط غضبأ في حياتيها لم يستطيع أحد تجاهلها الي هذا الحد كانت تسب..ه داخله باشنع الألفاظ وتتوعد له
......................................................
كانت تدخل غرفة والدتها تريد رؤيتها والتحدث معاها لقد مرر يومين ولم تراها كل يوم تنوي التحدث معاها ولكن تجدها نائمه اليوم علمت من اختها أنها مستيقظة في غرفتها كان الباب مفتوح همت بالدخول ولكن توقف بجانب الباب حين وجدت والدتها جالسة علي سجادة الصلاة بعد الانتهاء من أداء صلاتها ومنغمسة في الدعاء لأختها وقفت تنتظر انتهائها ولكن بعد أن فرغت من الدعاء لنور انتقلت للدعاء لأخيها ياسر واستمرت في الدعاء له اكثر من عشر دقائق مستمرة عند تلك النقطة انتهي صبر اهداء لتقول بصوت عالي نسبياً بغيظ : حتي في الدعاء بياخد زيادة ياه علي الظلم
ارتعدت اسماء والدتها علي صوتها المفاجئ لتصيح : يا زفته خضتيني مش تعملي صوت
اقتربت اهداء منها وهي تضحك : اعملك ايه بقالي نص ساعة واقفة وانتي شغاله دعاء لبنتك شويه وابنك شويه وانا واكلين حقي حتي في الدعاء حرام عليكي انا بنتك برضوا
قامت اسماء من جلستها ارضأ وهي تمسك بسجادة الصالة وتقول : كنت لسه هدعيلك انتي بس الي علطول مستعجلة
حملقت اهداء بندهاش لتهتف : ايه ده ده انتي لميتي السجادة كمان في ايه هو خلاص كده خلصتي وانا الي كنت فاكره الموضوع هزار
ضحكت والدتها وهو تقصد استفزازها : مش بقولك استعجلتي خلاص خلصت انا كنت مخلياكي للآخر علشان اتوصي بيكي
اهداء بأداء تمثيلي ساخر : تتوصي بيا تصدقي انك بتن* صبي عليا مش عيب لما تبقي امي ونصابة
بت عيب تكلمي ماما كده
صاح بها ياسر أخيها بدراما تمثيلية يقصد بها مشاكستها كان عائدا من الخارج وسمع حديثهم
لتهتف اسماء بسعادة عند سماع صوته : حبيب أمه جيه حمدالله على سلامتك ياحبيبي عامل ايه كويس
فركت اهداء جبينها بتمثيل مره اخري : ااه صداع من التلزيق بما أن استاذ طبلة جيه وهتبداء وصلة من الحب المبالغ فيه بينه وبين أمه في الحالات الي زي دي احب انسحب جدا تصبحوا علي خير ياجماعة
امسك بها ياسر يهتف بضيق : ايه ياهداء ماتستني شويه نقعد مع بعض احنا مش بنشوفك
تملصت اهداء من قبضته وهي تغمغم : يوم تاني مش قادرة والله ياياسر يومي كان طويل ومحتاجة أنام انا قولت بس اجي اشوف ماما
ياسر : خلاص يختي اشوفك بكره أن شاء الله تصبحي علي خير
اهداء : وانت من أهله
دلفت الي غرفتها وهي حزينة بعض الشئ علي عدم دعاء والدتها لها كانت تحدث نفسها ساخره كعادتها
بتحاول تقنعني أنها كانت هتتدعيلي وكأني معرفش أني مخطرتش علي بالها من الأساس والتاني يطلب مني أن نتكلم نسي يقول نتخانق أو نعككن علي بعض اوف
اثناء تفكيرها في أسرتها خطر علي بالها ما فعله معها ريان في الصباح هو لم يذهب من بالها من الأساس فاعصابها متوترة بسببه طيله اليوم ولكن كانت تحاول التغلب علي نفسها ولا تحدثه قبل أن تخطط له ولكن تذكرت انها لم تاخذ عنوان ذالك الشاب في أمسكت بهاتفها تراسله : عايزة عنوان الواد ده بتاع اسكندرية
انتظرت بضع دقائق حتي ظهر أنه قراء رسالتها وأرسل الرد : اعتذري علي الي عملتيه الاول
اهداء : اعمل ايه
ريان : زي ماشوفتي كده
زفرت اهداء بضيق وهي تكتب بسرعة تدل علي غضبها : هستني خمس دقايق لو موصلنيش العنوان متلومش غير نفسك علي الي هعمله
قراء الرسالة ولم يكلف نفسه حتي بالرد عليها وهذا ما جعلها تفقد كل ذرة في عقلها ولم يغمض لها جفن من شدة الغضب كانت تنظر قدوم الصباح بفارغ الصبر لترد له ما فعل
....................................................
في صباح اليوم التالي في منزل ريان كان يجلس علي منضدة الطعام ( سفرة) يتناول طعام الإفطار مع اسرته ويتحدثوا في بعض الأمور ولكن قطع حديثهم صوت رنين جرس الباب قامت والدته تفتح الباب للتفجاء بشابة جميله تقف أمامها تهتف باسمه: صباح الخير يا ماما
رمشت السيده بعدم فهم لتقول متسائله : ماما مين ياحبيبتي انتي عايزه مين بالظبط
كشرت الفتاة بحزن مصطنع : هو حضرتك مش عرفاني ازاي ده انا مرات ابنك 🫣