رواية خيوط الغرام الفصل السادس 6 والسابع 7 بقلم دينا إبراهيم


رواية خيوط الغرام 

الفصل السادس 6 والسابع 7

بقلم دينا إبراهيم


وقفت تنازع نفسها تشعر بالريبة ما سر هذه التصرفات فهي لا تتذكر انه وقف يحادثها اكثر من عشرة دقائق متواصلة و غالبا ما يكون لتوبيخها !!

-طيب !!

قالتها فأشار لها باتباعه الي غرفه الجلوس ....

جلس و اشار لها بالجلوس فاستجابت بهدوء....

مرت دقائق و هو يتابعها دون كلمه رمقته بنظره بطرف عينيها وهي تفرك اصابعها فتتابعها عينيه ، رأت ملامحه جامده ... شعرت بقليل من التوتر هل ناداها للجلوس هكذا و مشاهدتها ؟!!! .....

انتبهت للكيس بيدها و قررت فتحها و رؤية ما احضره !!

ضيقت عينيها وزمت شفتيها بالتأكيد لم تتوقع ذلك !!!

-ايه ده ؟

-دي حاجات يوسف قالي انها نقصاكي !

نظرت الي الشامبو و مزيل العرق !!!!!!! و شعرت بغضبها يشتعل !! هل تلك طريقه جديده لأخبارها بانها كريهة الرائحة !!!

تابع ملامحها تنكمش بغضب مكتوم فرفع حاجبه بتعجب هل اغضبها لأنه احضر ما ينقصها ؟!!!! 

-في حاجه ولو النوع ده مش بتحبي اجبلك واحد تاني ....

-لا شكرا مش عايزة حاجه !!

امسكت بطنها وهي تقف بغضب مستتر فوقف سريعا مذهولا من رد الفعل ذاك و حاول تدارك الموقف قائلا...

-مالك انا حاسس انك متضايقه ؟

-لا ابدا ابدا و هتضايقني ليه انت عملت حاجه تضايقني ؟؟؟؟؟؟؟

قالتها وهي تنظر له باتهام و عيون خضراء متسعه .... تفاجأ بوجود برغبه كبيرة في الضحك و لكنه كتمها بداخله لا يريد اغضابها اكثر دون قصد !!!

هز رأسه بالنفي علي سؤالها فشاهدها تحاول الركض بأنفاس عالية فانتهي بها الامر تمشي بخطوات سريعة شبيهه بخطوات البطريق !!

خرجت منه ضحكه صغيره اوقفها بسعال حاد و يد تخفي شفتيه عندما استدارت ترمقه بغضب ....

-تصبحي علي خير !!

قالها قبل ان تغلق الباب في وجهه وكأنه غير موجود .....ليتنهد متمتما ...

-انا كلمتها دي كمان ،هي الستات صعبه اوي ليه كده ؟!!!!

زفر وهو يفرك خصلات شعره بغيظ واتجه لأخذ حمام ساخن قبل الصعود والنوم فسخان الماء بالأعلى يحتاج للتصليح ولكنه يستمر بالنسيان .... 

زفر وعقله يحاول تحليل سر غضبها منه !!!

صعد بعد مده واحكم اغلاق الباب بعد ان اطمئن علي اطفاله ، و بعد ساعات طويلة استلقي علي فراشه يتقلب يسار و يمين وعقله منشغل بالتفكير بها ....

هل غضبت لانها شعرت رغبته في التقرب منها ؟؟؟ لم يكن عليه الاستماع الي صديقيه المخبولين !!! 

ليصيح به قلبه بانه هو من يتحايل الفرص للتقرب منها .....زفر بغضب رافضا الاعتراف بان النظر الي وجهها او رؤيتها تتوسط اطفاله كفيله برفع هموم العالم عن اكتافه المرهقة ..... 

ابتسم بألم من سترضي بحبه و الاقتران بحظه التعس !!!!!!! 

هز رأسه يبدو انه جن تماما  فتعيسة الحظ اصبحت جاهزة للاقتران به !!


 ........


في اسفل المبني ......


جلس مروان في سيارته يراقبها تغلق الفرن مع صاحب العمل المسن ...راقب شعرها البني الفاتح يتطاير من ذلك المثلث الصغير التي تلفه علي منتصف شعرها وتذكره بجدته قديما ولكن جاذبيتها اعطته معني اخري ....

انتقل الي فستانها التي جاء الزمن واتي عليه و ارتسمت ابتسامه تأكلت وجهه وهو يري جزء من سروال قطني يحتضن ساقها يظهر وهي ترفع ذراعيها لأغلاق الباب الصدأ وتتعلق به بقوة فبدت كقرد معلق علي الشجرة ...

هز رأسه علي غباءها وخرج من سيارته ذات الزجاج الاسود واتجه بخطوات واثقه نحوهم قائلا .....

-محتاجه مساعده !!

-اتكل علي الله يا اخينا !!

قالتها دون النظر اليه حتي وهي تلوك علكتها بملل...

-افندم !!!!!

خرج صوت يشبهه الشهقة المستنكره من صدرها وهي تلتفت اليه تبدو كمن يستعد للدخول في معركه .....

رفع كلا حاجبيه بذهول وهو يراها تتوتر و تمضغ علكتها مضغات متتاليه سريعة قبل ان تضحك بخفه قائله....

-لا مؤاخذه يا استاذ كنت بحسبك عيل سيكي ميكي بيزاول !!

-ايه ؟

-هاه ؟!

ظهر الارتباك جليا عليها ؛ فهي بالتأكيد لم تتوقع ان يقترب حبها السري نحوها ليقدم لها المساعدة ...

تجاهلها مروان وهو يلوي ملامحه بتعجب واتجه الي الباب يجذبه بخفه مرة واحده ثم اغلق القفل بأحكام ، اقترب منها ففتحت يدها بنصف ابتسامه تتقبل المفتاح منه ولكنه تخطاها واعطاها لصاحب الفرن بابتسامه ...

-الله يخليك يا ابني !!!

مطت شفتيها بغيظ لما لم يقربها هي الا تعجبه ولو قليلا !!!!

حسنا حسنا كفي احلاما بالطبع هي لن تعجبه هو من يشبه نجوم السينما ويملك الكثير من الاموال ....

اتجه مروان بلا اي كلمه نحو المبني تلك الصغيرة تكاد تفقده عقله و وقاره !!!!

بالطبع لم يستطع ان يمنع نفسه من ان يلتفت ويطالعها فيجدها تتفحص جسده بجديه بالغه و نصف ابتسامه مرتسمه علي جانب وجهها ...

اعاد رأسه بابتسامه واسعه .


الوقحة !!!.


..........      


في شقه ظافر و شروق ......


استلقت شروق بغضب علي فراشها متمتمه ...

-ابو شكله و اللي عايز يكلمه اصلا !!!

نظرت الي السقف فأغمضت عينيها مرحبة بالنوم ولكن بالتأكيد ظهر هو في مخيلتها بعيونه العسلية المتوهجة و ملامحه القاسية التي تلين و تخطف انفاسها عندما يهدي احد اطفاله بابتسامته الحانية ....

فتحت عيونها التي غامت بحزن فلا احد يشعر بخوفها وقلقها من الغد !! تريد ان توفر للصغير الذي يقبع داخلها يختبئ من الحياة  حوله كل ما سيرغب به يوما وتعلم ان ظافر لن يخيب املها في ذلك ....

 لكن ماذا عن مشاعر الابوة هل سيمنحها اليه فعلا ، هو من لا يبدي اي عاطفه نحوها ولو قليلا !!

اللعنة اللعنة !!! لماذا تنحرف افكارها دوما نحوه او مشاعره ، لماذا تشعر وانها تتوق الي مشاعر رجل و حب ومنه هو بالذات!!

و لما توقفت عن تذكر افعال يحيي القليلة ولكن المحببة الي قلبها لتصبر وتريح قلبها ؟!

اللعنة عليه و عليها و علي الجميع هي فقط ترغب في اغماض عينيها والنوم و لكن حتي ذلك يعاندها .....

اغمضت عينيها فدارت بها الذكريات بين الوعي واللا وعي  الي اليوم الذي اكمل انقلاب حياتها ....


##########


فلاش باك .....


-انت اكيد مش طبيعي !!!! انسي يا رامي انا مش ممكن اموت ابني او بنتي !!!!!

قالتها شروق باستنكار ليردف رامي بغضب...

-لا ده انتي اللي اكيد مجنونه لو متخيله اني هسمح انك تضيعي مستقبلك عشان شويه دم متجمعين في بطنك !!!!!!

-اتفو عليك يا اخي !!! سيبني في حالي سيبني انت شيطان ، يا ماما يا ماما !!

صرخت شروق بعنفوان و عيون زائغه لتدلف والدتها بذعر الي غرفتها قائله...

-في ايه يا بنتي !!

-ابعدي ابنك عني وفهمي ان اللي في بطني ده انا عمري ما هنزله !!

-بت انتي فوقي لنفسك انا اخوكي الكبير و كلمتي هتمشي بالذوق بالعافيه هتمشي ...

صاح رامي وهو يخبط المقعد امامه بعرض الحائط لتصرخ والدته بذعر...

-ياابني ابعد عنها دلوقتي مش وقته !!

ليردف غاضبا بصوت عال...

-اومال امتي استني لما تولده !!! بقولك ايه يا شروق انا عندي واحد وموافق يتجوزك وغني ومعاه فلوس كتير و كتير اوي يعني هتعيشي ملكه واحنا معاكي !!!

وضعت شروق كفيها علي اذنها رافضه السماع اكثر صارخه ...

-كفايه كفايه كفايه حرام عليكم ارحموني ارحموني !!!!

قالتها والبكاء يتخلل جملتها فتوجهت اليها والدتها لتهدئتها بينما خرج رامي كالإعصار بغضب من الغرفة ...

-اهدي يا حبيبتي اهدي يا ضنايا متقطعيش قلبي اكتر من كده !!

قالتها والدتها بحزن و مرار لتردف شروق بحسره...

-انتو اللي مصرين تكسروني وتحرقوا قلبي حتي علي اخر حاجه فضلالي !!

فأردفت والدتها بقله حيله محاوله اقناعها بوجهه نظر رامي شقيقها خوفا من بطشه عليها ان استمرت في الرفض ....

-يابنتي افهمي هو خايف عليكي يا حبيبتي الدنيا دي وحشه و اخوكي شايف انك عرفتي يحيي و اتجوزتيه ومقضتيش معاه اربع شهور علي بعضهم يعني ملحقتيش تحبيه الحب ده كله عشان تتمسكي بالبيبي !!

نظرت لها شروق بذهول وهي تخبط علي صدرها بحزن ...

-انتوا ناس مش طبيعيه هو اللي مات ده مش انسان !! وانا ؟! مش واخدين بالكم  اني خلاص ارمله اوعي تفتكري اني مش فاهمه ان حياتي كده انتهت زي اي ارمله بتعيش السواد في البلد و الدنيا دي كأنها مش بني ادمه مجرد انسانه واتحكم عليها الموت بس بالحيا!!

-ليه بس يا حبيبتي بعد الشر انتي لسه في عز شبابك و الف من يتمناكي !!!

هزت رأسها شروق بحزن و اسي قائله....

-وانا مش عايزة اتجوز يا ستي انا عايزة اعيش لنفسي شروق وللي في بطني وبس وانا راضيه بذكري يحيي اللي مشفتش منه حاجه وحشه حتي لو ملحقتش احبه زي مابتقولوا بس هو احسن حاجه حصلت في حياتي !!!

احتضنتها والدتها تقبل رأسها لتردف بصوت يشوبه الحزن ...

-قضاء ربنا يا بنتي ، متفكريش دلوقتي في اي حاجه و ارتاحي شويه وانا هقوم اعملك كوبايه لمون !!

هزت شروق رأسها فثط لمجاراتها وابعادها قليلا وتركت والدتها تمرر اصابعها علي وجنتيها لتزيل دموعها بحنان أم تتحسر في داخلها علي حظ ابنتها قبل ان تقبل رأسها مره اخري و تذهب الي الخارج .....

شعرت شروق بجفاف حلقها ومررت لسانها تستشعر تشقق شفتيها !!

متي كان اخر كوب من الماء احتسته !! لا يجب ان تهمل نفسها فلديها ضيف صغير بالداخل يجب المحافظة عليه ...

اتجهت خلف والدتها الي المطبخ فوقفت برعب عند الباب تستمع لمخطط من يطلق عليه شقيقها !!

-اسمعي مني يا ماما نقطتين في اي كوبايه عصير مش هيضرها في حاجه بس هينزل الجنين وقتي وبكده هنريحها من تأنيب الضمير و لما تتجوز الراجل ده هتشكرني ده هيسعدها و هيدينا فلوس كتير ده كان هيجن عليها من قبل ما توافقوا علي الزفت الاولاني !!!

-انا مستحيل اعمل كد......

لم تستطع سماع باقي جمله والدتها وانفاسها تعلو و ضربات قلبها تدق في اذنها بذعر فهرعت الي غرفتها تغلقها غير مستوعبه قذارة شقيقها ، دائما ما اشعرها بانها عبء منذ وفاة والدها ولكنها لم تتخيل ابدا ان يكون لديه رغبه في مقايضتها بالمال فالشخص الوحيد الذي اتاها بذلك الغني قبل يحيي هو رجل في الخمسين من العمر !!!.......

ارتعشت شفتيها بخوف و شعرت بأنين يخرج من فمها ...ماذا ستفعل و من سينقذها و طفلها !!!!

ظافر !!!!!!!!!!!

اول من جال بتفكيرها ؛ هرعت الي فراشها تبحث عن الهاتف الم تخبرها والدتها انه تشاكل مع اخيها و طلبها للزواج وهي بالطبع رفضت و بشده ولم تفكر ان تحادثه حتي !!!!

ولكن هل من مفر الان !!!!!!!

رفضت دقات قلبها الخضوع خاصة عندما وصلها صوته الخشن ذا الكسرة الحزينة..

-الو ؟

-استاذ ظافر !

ضيق ظافر عينيه هل يعقل انت تكون هي ! فسأل بتوتر ...

-مين ؟

-انا شروق ...انا انا...

شعرت بالتيه و العجز كيف تخبره ما يدور ؟!

ليسبقها بكلماته القلقة...

-انتي كويسه حصل حاجه ليكي او للبيبي ؟

-لا لا ، انت ... انت عايز تتجوزني ؟!

رمش ظافر عده مرات لا يعلم لماذا ولكنه لم يتخيل ان تكون هي السائلة لذلك السؤال ...

بلل شفتيه وقلبه يدق بعنف قائلا بخفوت...

-ايوة !!!

-تتجوزني دلوقتي ؟!

-دلوقتي ...... انا موافق !! شروق مالك ؟

اردف بسرعه واكمل يعلن قلقه .... شعرت بقلق سؤاله وصدقه فانهمرت دموعها بخوف وهي تقول بصوت مكتوم ...

-متقولش لحد من اهلي ارجوك تعالي اكتب كتابك عليا و خدني عندك !!

انتفض ظافر يأخذ مفاتيح سيارته وهو يصيح بيوسف و فريده لانتظاره وعدم التحرك حتي يعود... 

-ممكن تهدي شويه انا تلت ساعه و هكون قدام البيت ، اطلعلك و لا ارنلك ؟!

سألها بحذر يخشي ان يكون شقيها المجنون يحتجزها او شيء من هذا القبيل و شعوره يؤكد ان ذلك المقيت علي وشك فعل شيء يشبهه قبحا....

فتزيده شروق تأكيدا عندما قالت بذعر واضح في صوتها ...

-لا لا رنلي وانا هنزل !! ...

اغلقت الهاتف وهي تغلق عينيها تحمد الله انه لم يعتقد انها مجنونه و تخلي عنها وعن طفلها فهو قشتها الاخيرة !!!...

نهضت ترتدي ملابسها وتلململ بعض الاموال المحتفظه بها و وقفت تسترق السمع من خلف بابها وببطء شديد و يدين مرتعشتين و شفتين تتلوان الدعاء تمكنت من التسلل الي الخارج في غفله عنهم....

رفعت الهاتف وهي تهبط علي الدرج تحادث ظافر مره اخري فأجابها علي الفور قائلا...

-انا تلات دقايق و هبقي عندك تحت !!

-انا تحت !!

قالتها بخفوت وكأن احدهم سيسمعها ، لتقفز برعب وشهقة اوقفت قلب ظافر وهي تستمع الي باب يقفل بحده و خطوات متسارعة الي الاسفل ، 

ركضت الي الخارج تلتفت حولها بذعر فوجدت ظافر يأتي بسيارته امامها والذي تسارع مع الزمن ليصل اليها في اقل من دقيقه ....

دلفت سريعا صائحة بخوف ...

-اطلع بسرعه !!!!!!

وبالفعل انطلق بسرعه الريح معها مباشرا الي المأذون !!

ليعلم الاثنان بأن عدة الارملة الحامل تنتهي بوضع الجنين !!!!

-يعني ايه ؟

قال ظافر بحنق ...ليعقد الشيخ حاجبيه باصرار قائلا....

-يعني مفيش جواز لحد ماتولد اول ما تولد تقدر تتجوزها ان شاء الله بعدها بساعه وشهور العدة تتقضي في بيتها !!!!

ما ان ركبا السياره حتي اجهشت شروق في البكاء بحيرة ماذا ستفعل الان ؛ ليهدئها ظافر قائلا ....

-ممن تهدي حتي لو مش علي ذمتي انتي في رقبتي انتي واللي في بطنك !!

قطع حديثهم صوت هاتفه ليرد سريعا علي هاتف يوسف بقلق فيصله صوت يزيد الذي اخبره بمجيء شقيق شروق و كسره لباب شقتها هي ويحيي بحثا عنها وانه حاول فعل المثل بشقته لولا وجود يزيد و سلمي وانقاذهم للأولاد ونجاحهم في ابعاده وهو يتوعده هو وهي معا !!...

شد علي قبضته لابد ان الصغيران يشعران بالهلع  والذعر ؛لديه شعور قوي ان نهاية ذلك الحقير ستكون علي يديه هو!!!...

-اخوكي كان هناك !

اردف ظافر وهو يدير سيارته و يشرح لها الوضع ... 

-يالهوي علي حظي الاسود هروح فين انا دلوقتي !!


هااااااااه لو عجبتكم قولوا عشان انزل تاني 😍😘

الفصل السابع.....


 فلاش باك مستمر......                                                     


نظر لها ظافر بملامح مؤكده قويه قائلا بتأكيد....

-هتيجي معايا ؟

-ولو جه وانا لوحدي ؟

-مش هتبقي لوحدك انتي هتكوني معايا انا و الاولاد!

-مش فاهمه ؟

-اتا مش هبقي مطمن عليكي انتي هتيجي تقضي شهور الحمل عندي في البيت و انا كفيل احميكي ومخلوش يلمس شعره منك !!

-بس ازاي مينفعش!!

-عندك حل تاني ؟!!!

قالها وهو يقود سيارته بحده لتردف باعتراض...

-طيب وشهور العده اللي بتبقي في نفس المكان  ؟

-الضروريات تبيح المحظورات !!! انا مش هسيبك في الشقه فوق لوحدك و يا عالم ممكن يعمل فيكي ايه لو كسر الباب وانتي جوا وبعدين انا هأكدله اني معرفش عنك حاجه وانك مش عندي و هلعبها بسلاسه !!!

بعد ساعه في الطريق وتفكير عميق من الطرفين وصلا الي المنزل....

-اتفضلي ، احم يوسف انت صاحي ؟

هتف و هو يرحب بها وتمني  ايقاظ احد اطفاله لإنقاذه من عقله الذي توقف عن العمل و فقدانه للتصرف !!

ليحمد الله في سره عندما خرج الطفلين راكضين بسعادة نحوها ما ان رأوها فيوقفهم بحزم قبل الاصطدام قائلا...

-براحه علي طنط شروق محدش يخبطها عشان في بيبي في بطنها !!!!

ولكنها تجاهلته وهي تميل عليهم تحتضنهم وتقبلهم بحب !!

-وحشتوني يا كتاكيتي !!!

-انتي مسيتي ليه يا سيري انا كنت بعيط عايزاكي ؛ متعمليش زي عمو يحيي !!

قالت فريده بلوم طفولي ...فتضمها شروق مره اخري وهي تعبث بخصلاتها .. 

-متزعليش يا روحي وبعدين عمو يحيي في الجنه و هو شايفنا من فوق و معانا دايما بس انتو مش حاسين بيه  وكمان جيت اهوه وهفضل معاكم علي طول !!

ابتسم ظافر بحزن فغياب يحيي اثر علي الطفلين ولكن نظراته تعلقت بصغيره الذي يسبق سنه وهو ينظر اليه محللا لما يحدث حوله وبينهم !!

رفع ظافر احدي حاجبيه قائلا...

-طنط شروق هتعيش معانا علي طول !!!

هز يوسف رأسه وكأنه يعطيه المباركة واعاد نظره الي شروق مرسلا لها ابتسامته الواسعة لتحتضنه هو الاخر !!

انتهي هذا اليوم بأخباره لها بان تختار غرفه تقيم بها وباخبارها بانه لن يبيت معها في نفس المكان وانه سيصعد لشقتها في الاعلى فيزيل عنها اي قلق  ومجيبا عن تساؤلاتها عن طبيعة تصوره لعلاقتهما معا و بشأنه عند الزواج !!!


انتهي الفلاش باك ....


############################


ارتسمت ابتسامه راضيه علي وجهها فهي تعلم جيدا انه رجل لا مثيل له ، ربتت علي طفلها في احشائها بأمل قائله .....

-هتبقي احسن ابن في الدنيا وهيكون عندك بدل الاب اتنين !!!

وبذلك التفكير اغمضت عينيها مستسلمه للنوم ......


............................................


في الشقه المقابله ....


دلف يزيد علي أطراف اصابعه لا يرغب في ايقاظها فتبدأ في محاضرته  ، قلبه يرغب فقط في ضمها ....نظر الي جسدها الهش المستلقي علي فراشهم و رمي بتحذيراتها عرض الحائط ....

ليس ذنبه ان زوجته سادية مجنونة وقلبه مريض بحبها و يموت الاف المرات في بعادها ....

استلقي يجوارها بهدوء بينما استمرت هي في اصطناع النوم بقلب ممزق وهي تشعر به يقترب رويدا رويدا كطفل صغير يشتاق لوالدته ....

بالطبع سيشتاق !! فهي السبب الرئيسي الذي جعله يبتعد عن والدته و شقيقته حتي وان كانتا كسفاحتين يقتلانها بكلماتهم المميته يوميا ......

و سيظلان عائلتة وهي السبب في ابعاده عنهم !!

شعرت به يضمها لصدره بحب واستمعت الي انفاسه تستنشق عطرها و يغمر وجهه في شعرها الاسود المموج..... 

انقبضت يداها بألم ترغب لو تنسي الحياة و الصواب والخطأ وتلتفت اليه تضمه وتختبئ بين ضلوعه ، و تطمئنه بإنه الحب الاول والاخير ولكنها لن تستلم الان فالنهايه باتت قريبه خاصة مع خططها القادمه !!!

قبل رأسها بشفتين مهزوزتين بهمساته وهو يقربها اليه اكثر واكثر قائلا بخفوت .....

-عارف انك صاحيه ....

لعقت شفتيها تاركه اياه يضمها اكثر ترضي بها اشتياقها الحار له و للمساته ليهدأ قلبها قليلا بإقترابه ....

توسدت ذراعه الذي وضعه تحت رأسها بلا مبالاة فأردف بخفوت...

-مش ناوي تعقل بقي وتريحنا ؟!

وصلها الصمت قليلا قبل ان يأخذ نفس عميق قائلا بتعب .....

-مش ناوية تحني انتي ؟!

اغمضت عينيها لربط جأشها فتقول بقلب يعتصر .....

-لازم تتجوز يا يزيد !!

شعرت بعضلاته تتشنج حولها وبذراعيه تقسو حولها ثم ترتخي بعد ثوان قليله قائلا بهدوء  ....

-سلامة عقلك يا حبيبتي انا متجوز فعلا !!

حاولت ابعاد يده بغضب و لكن دون جدوي فاستسلمت لاستفزازاته قائله بصوت جليدي ....

-انت فاهم كويس !! كفايه هروب من الواقع ايه هتحبني شهر شهرين سنه سنتين قبل ما تحس !!! انا بقدملك فرصه تريحك و تشيل هم سنين و سنين جايه !!

-نامي يا سلمي !!

قالها مغمض العينين و كأنه لم يستمع لحرف منها و لكنها استمرت غاضبه .....

-ممكن تبطل دور المثاليه دي انت في الاول ولا في الاخر راحل و مينفعش تعيش مع واحده زي الارض الب....

هدر بحده قاطعا حديثها وهو يدفعها قليلا وقلبه يحترق.....

-ما هو عشان انا راجل مينفعش تقوليلي الاسطوانه الزفت دي كل يوم ، انا خدت قراري لازم تحترمي سواء عاجبك او لا انا مش هسيبك يا سلمي حطيها حلقه في ودانك عشان ترتاحي و تريحيني...... انا مش هسيبك !!!!

اعطاها ظهره بأنفاس منقطعة و غضب يكاد يطفو من اذنيه ....شعرت برغبه كبيرة في البكاء ولكنه ابي ان يظهر ضعف او يستسلم الان !!!

اما هي فلا فقد هبطت دموعها مخلوطه بألم و غصه و عضب و حزن و الكثير من المشاعر التي يصعب وصفها و اعطته ظهرها تخفي وجهها بين طيات الغطاء ....

شعر بجسدها ينقبض و ينبسط بعنف دون صوت ....فالتفت بهدوء و حزنه يغيم عيناه يحاوطها بين ذراعيه رغم مقاومتها التي دامت ثوان معدودة فينتهي به الامر محتضن إياها بشده مخفي وجهه بين خصلات شعرها المموج ..... منتظر ان يأتيهم النوم سويا للهرب من الواقع !!!


..................

في الشقة العلوية.....


شعر بنبضات قلبه في اذنه وهو يراها تبتسم له بعيونها الخضراء كالغابات الأندلسية ....

توقفت انفاسه وهي تقترب منه بابتسامه مشاكسه غير ابهه لوضعه النصف العاري فتضع اطراف اصابعها علي جبهته وتمر بها علي انفه ثم فمه ببطء شديد....

هل يمكن ان يموت المرء من الترقب !!!

فكر وهو يشعر بيدها الاخري تلامس صدره بنعومه طاغيه تعبث بثباته وفي نفس الوقت يري شفتيها الوردية تقترب وتقترب فيدور رأسه عندما لامست شفتيه بخفه ورده تنغلق تخفي محياها منتظره النهار !!

رفع يديه يمسك ذراعيها بقوة وشوق و يقربها لصدره ليتفاجأ بها تتلاشي كالهواء بين كفيه وهو يحاول تعميق قبلتها وتذوق شفتيها و لكن دون جدوي....

-شروق !!!!

همس بشوق قبل ان ينتفض ظافر برعب من علي فراشه ينظر حوله بريبه وهو يتصبب عرقا !!

 حلم !!!

مسح بكفيه علي جبينه و رقبته و زفر ليستغفر مطولا و بتوالي !!!

ما الذي يحدث له ؟ ها هو في عمر الخامسة و الثلاثون و يحلم كالمراهقين احلاما محرمه  !!!

تلك الفتاة أصبحت خطرا عليه ، هز رأسه بعنف بل هو من اصبح خطرا عليها !! 

ليزفر متمتما ....

-سامحني يارب انا مقصدتش ده حلم !!!

تنهد طويلا قبل ان ينظر الي الساعة فيجدها تشير الي الخامسة فجرا ، قرر ان يأخذ حمام باردا متأكدا انه لن يتذوق طعم النوم الان !!

ليقرر استغلال هذا الصباح في عمل مفاجئه تستحقها ، ربما تلهيه قليله عن الشعور بتأنيب الضمير لما حدث للتو !!!

....................


في مكان اخر........


-ماتتكل بقي !!


قالت منار لاحد الزبائن المزعجين الذي يمطرها بكلمات داعبه قبل ذهابه...


التفتت تنهي تكييس باقي الخبز قبل ان تسحب واحدا وتجلس علي مقعد بأول الدكان وعقلها منشغل بمروان تنتظر حضورة فقد تأخر عن موعده كما انها لم تري زوج شروق يتجه معه الي العمل منذ اسبوع او اكثر وبدأت تشعر بالقلق علي شروق ....

ابتسمت بتفكير لما لا تستغل الموقف للحديث معه ومنه تطمئن علي صديقتها !!

نعم ستفعل ذلك ....

وقفت تنفض فستانها الملطخ بقليل من الدقيق الابيض وبحثت في حقيبتها المتهالكة عن مرأتها الصغيرة تهندم وجهها وتضع احمر الشفاه الذي لا يفارقها برغم انها لا تضع اي مساحيق للتجميل او تمتلكها من الاساس ولكن احمر الشفاه هو عشق لا يمكن نسيانه !!!


كان مروان يلملم بعض الاوراق من سيارته قبل ان يلقي نظره عليها كعادته في اختلاس النظرات لها .... 

فلتابع محاولاتها للهندمه .... ضيق عينيه وهو يتابعها تخطو شفتين مكتنزتين بشده بلون الغزال الاحمر ....

لما كل هذا الاهتمام بالنفس ، هل تنتظر احدهم ؟ رجلا مثلا او حبيب ما ؟؟

قضب جبينه بتفكير وشعر بغضب يتملكه لينظر الي مرأه سيارته يحادث نفسه قائلا....

-ايه يا مروان ، هتخيب علي كبر هتبص لوحده لو اتجوزت بدري كنت خلفت قدها ؟!!!

هز رأسه باستنكار اين ذهب ذلك الرجل الهادئ الوقور الذي يرفض الحب والمداعبات و يركز علي عمله فقط !!

لما يميل عقله بهذه التفاهات الان ....

تلك الصغيرة مبهورة به كحال كل الفتيات في سنها وعليه هو التنبه الي تصرفاته حتي لا يرسل لها افكارا مختلطه !!!

ولكن يبقي السؤال الذي يقتله حيرة !!

الي من تتزين ؟!

زفر وفتح باب السيارة بحنق  ليغلقها بغضب .... استدار يرمقها مرة اخيرة فاتسعت عيناه وهو يراها تتجه نحوه بعلبه في يدها....

نظر الي الخلف للتأكد انها تناشده ..قطب حاجبيه بغيظ وهو يعيد نظرة اليها اذا كانت تأتي لتتقرب منه او التودد اليه فسيصفعها علي وجهها قليله الحياء !!!

اين العقل يا صاحب العقل !!!!!!

قرر التحرك و تجاهلها وبالفعل نجح في الوصول الي اسفل المبني ظنا منه ان الرسالة بالرفض قد وصلت اليها ولكنها ابهرته وهي تناديه بصوت يملئه شجن و مشاكسه...

-استاذ مازن !!!

التفت يري هذا المازن بغضب فوجدها تقف امامه وتنظر اليه مباشرا ...

كبحت ضحكتها وهي تري الضيق يرتسم وجهه لتعمدها بمناداته بشكل خطأ ....ليردف بحده قائلا...

-اسمي مروان !!

-يوة يقطعني معلش يا استاذ مروان لا مؤاخذه !!!

قالتها بمشاكسه واضحه  ..... فاتخذت شفتيه وضعيه الخط الرفيع ليردف قائلا...

-تؤمريني بحاجه ؟

-ايوة كنت عايزة اطلع شقه الراجل اللي كان بينزل معاك الشغل الصبح !!!

قالتها بلا مبالاة وكأنها تتحدث عن الطقس وهي تلعب بطرف شعرها ....

-افندم !!!!!!!!!

قالها بغضب وعيون مشتعلة فهي بالتأكيد تقصد ظافر ....

-الراجل ده اللي كان....

-انا عارف هو مين !!!

قالها بحده يرغب لو يصفعها علي وقاحتها ليستكمل بحده...

-عايزة منه ايه؟

-مش منه انا عايزة مراته !!

هدأ الغضب في عينيه وقد بدأ يستجمع افكاره ....

حسنا وداعا للعقل والتفكير وتلك الوقحه امامه !!!!

-انتي عايزة شروق ؟!

-اه عايزة اطلعهلها الكيك ده بقالها كتير منزلتش !!!

هز رأسه بالموافقة واشار لها باتباعه...

صعدت منار بابتسامه واسعه تتبختر بخطواتها تتمني لو يعطيها الفرصة لتسبقه عسي ان تتفنن في جذبه علي طريقتها الانثوية !!!!!


(اه يا سافله يا سهلة يارخيصه😂😁)


وقفت بخضه عندما وقف في منتصف الطريق يلتفت لها بغضب قائلا وهو يرمقها من اسفلها لاعلاها....

-ايه ده انتي طالعه معايا عادي كده ؟

نظرت له كأنه مجنون قائله ...

-اومال اطلع معاك ازاي يا اخويا !!!...

هز رأسه بقله صبر علي سخافتها ليردف بحده !!

-يعني انتي حد يقولك تعالي تيجي علي طول ؟!

ابتسمت بمشاكسه ابتسامة هزت قلبه وارعشته بين ضلوعه ..... 

-مش فاهمه ؟!

قالتها وهي ترفع حاجبيها لثانيه قبل ان تهبطه في الثانية التالية ....

-يعني انا اقولك هوصلك تعالي تثقي فيا وتطلعي معايا افرضي ضحكت عليكي !!!

-يالهوي تضحك عليا !! لا اذا كان كده اوافق بقي !!

قالتها ترغب في مشاكسته عسي ان تكسر تلك العبسة من علي وجهه وهي تقترب منه علي الدرج ليرتبك بشده ويعود خطوة للوراء غير متوقع جراءتها ....

ضحكت بمرح قائله ....

-مش هتوصلني بقي يا استاذ مروان !!

رمش لايزال مذهولا من جراءة تلك الوقحة !!!

قبل ان يتنحنح قائلا ...

-اتفضلي قدامي الدور الجاي الشقه علي ايدك الشمال ......

لم يعلم سر الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهها وهي تتقدمه ولكنه علم سريعا وهو يراها تطيل في تمايل خصرها المحفور بعنايه للدخل بين جسدها الممتلئ بتناسق انثوي رهيب ....

ابتلع ريقه بغضب وقد جف حلقه ونظر لأسفل يرفض ان تلاعبه طفلة !!!!!

وصلت ليشير الي شقه علي يمينه قبل ان يتخطاها دون كلمه يصعد الي شقته أتاه صوتها الانثوي ذو الرنة المميزة ....

-تسلملي يا أستاذي !!!!

لم يجيبها حتي وهو يختفي عن انظارها ....

-هيييييييح كتك القرف في حلاوتك !!

قالتها وهي تطرق الباب فتستقبلها شروق المبتسمة بعد ثوان .....


           الفصل الثامن والتاسع من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات