رواية جراح الماضي الفصل الاول 1بقلم هالة سيد


 رواية جراح الماضي

الفصل الاول 1

بقلم هالة سيد

المقدمه

 هل جربت يوما فقدان اﻻب واﻻخ دفعة واحدة 

ماهو شعورك حين تكون  بلاأمان أو  سندلك فى  هذه

الدنيا واﻻسوء من فقدان اﻻهل موتا هو فقدانهم أحياء وتشعر حينها بأنك

 منبوذ منهم تبا أنه احساس   بالقهر .

وما أسوء من ان تكون نائما وتفزع من أقل  شئ

فﻻتجدى حضن أبيكى او أخيكى يطمئنانك. 

العجز. 

العجزهو حين ترى من انجبتكى حزينة على فراق 

من احبتهم فبادلها الحب بالهجر

والعجز ايضا عندما ﻻتستطيعى ان تسمعى صوتهابسببهم

وما أسوء هذا الشعور حين ﻻتملكين ماﻻ لمعالجتها

بين مرارة اﻻولى وقسوة الثانية واﻻحساس بالعجز فى الثالثة

أاااااااااااااه ماأفظع احساس الظلم انه كطعم  العلقم ﻻيذهب 

من الفم ابدااااااا.. 

هناك مقوله سمعتها واﻻن اصدقها وبشدة ﻻننى

ﻻمستها على أرض الواقع.

(ليس كل أخ لك انجبتة أمك) احيانا يكون

اﻻصدقاء افضل من اﻻخوةويكونا دوما سند لك  

أحذر وبشدة عندما تخرج اﻻنثى عن صمتها

فانها تدمر كل شئ ﻻن

(اﻻنثى إذا وضعتك فى قلبها رفعتك إلى السماء

وإذا وضعتك فى عقلها قسما لن يحل عليك مساء) 

فأحذر  يامن تحاول اخراجى عن صمتى ﻻنه

سوف تحل عليك لعنتى. 

ﻻتحاول أن تقترب منى يا هذا فانا بفراق أبى لم

اعد أ ثق برجال العالم أجمع فانا قد أنخلع قلبى

ولم يعد له وجود وقدابعدته حد السماء لكى ﻻيتجرأ

أمثالك على اﻻقتراب منه فاتذوق مرارة الفراق

ثانية وأن كانت هذه المرة مختلفة كل اﻻختﻻف 

لذا فلن ادعك تنتصرعلى قلبى مها حدث..


الفصل الاول 

بعديوم متعب وشاق تذهب إلى منزلهم لتجد والدتها بانتظارها 

وعلى وجههاعلامات الخوف والقلق من تأخر ها وتلك ليست عادت ابنتهافتذهب بأتجاهها لتطمئنها

فتنظر والدتها بأتجاة ساعة الحائط لتريها انها قد تأخرت كثيرآ.  فتلاحظ آلاءنظرات امها المصوبة باتجاه الساعةلتعلمها كم تاخرت.

آﻻءبمرح مصطنع:أزيك ياست الكل فتنظر لها امها بغضب

والله أنا عارفة أنك زعلانة منى علشان أتاخرت بس والله غصب عنى النهاردة كان فى شغل كتير 

وكمان الطريق كان زحمة. 

فتتحول نظرات والدتها إلى شفقة بعدما كانت غاضبة منها وتمسح على رأس ابنتهادليل على مسامحتها

آﻻءبفرحة:كدة أنتى سامحتينى هاتى بقا بوسة وتقوم لتقبل والدتها فتبتسم الام على على فعلت ابنتها. 

آﻻءبحنان:أنا عارفة ياسوسو أنى بسيبك لوحدك كتيربس انا بدور على شغل تانى غير دا وكمان مواعيده تكون مناسبة مش زى الشغل الى بشتغلو حاليا والله كأنهم بيشغلو عندهم جاموس مش بنادمين من لحم ودم المهم قوليلى أخدتى الدواء بتاعك ولالسه تؤمى أمها برأسها دليل على انها أخذت الدواء.

أن شاء الله أول ما آلالقى شغل مناسب هأوديكى تتعالجى فى احسن مستشفى فى مصر وكمان وحشنى صوتك أوى أوى يا أمى ربنا يجازى الى كان السبب فتجد آلاء بعيون امها حزن شديد ودموع تهدد بالهطول. 

ﻻ دموع ﻻ ويلا بينا نقوم نأكل احسن أنا هموت من الجوع والنوم... 

....................................................................

فى فلل التجمع الخامس.. 

يجلس شاب فى اواخر العشرينات يشرد فى ذكريات ماضى يتمنى أن يعود يوما ما ويبتسم تلقأيا عندما يتذكر مشاجراتهم سويا ويدعو بقلبة قبل لسانة ان يعيدهم له ولكن كيف يجدهم وهو لا يعرف لهم طريق وفجأة يخرجة من شرودة رنين هاتفة.

الو أيوة يامحمد 

أنا كنت حابب أ بلغ حضرتك أنى نزلت اﻻعلان عن أننا محتاجين مهندسين للشركة زى محضرتك أمرت. 

*تمام يا محمد شكرآ/محمد:العفو يافندم حضرتك تؤمر بحاجة تانية. 

*ﻻ متشكر سلام............................................ 

بعد أن انتهت من تنظيف المطبخ بعد العشاء ذهبت امها لتخلد إلى النوم وبعد ان تأكدت من أن والدتها تغط فى نوم عميق ذهبت الى غرفتها وأرتمت على سريرها وبدأت تجهش بالبكاء وتضع يدها على فمها كى ﻻ تصل صوت شهقاتها إلى امها. 

هى تبكى أمها والمصير التى آﻻت إلية وتبكى حالها أيضا فهى قد كبرت على أحساس اﻻلم وعدم اﻻمان وفقدان السند هى وصلت لمرحلة أصبح ﻻيؤثر بها أى شئ وأصبحت جامدة المشاعر بأتجاه كل شئ فى هذه الدنيا إﻻ والدتها التى تقتلها دموعها وحزنها الدائم التى تحاول أن تخفية عنها ولكنها تراه وبوضوح وكيف ﻻ تراه وهى تعرف جيدا مصدر هذا الحزن واكثر ما يحزنها انها ﻻتعرف كيف تخرجها منه 

انها امام الجميع قوية ولكنها فى الحقيقة هشه ضعيفة ووحيدة والقوة هذه ماهى الى قشرة تغطى بها ضعفها هذا وفجأه يبعث لها الله نداء الحق ليخبرها بأنها ليست وحيدة وانه بجوارها فتستغفر ربها وتذهب لتلبى نداء الحق فليس لها سوى الصلاة والدعاء ﻻن الدعاء يغير القدر. 

*سامحنى يارب استغفر الله العظيم وتذهب ﻻيقاظ امها ﻻداء صلاة الفجر وما اجمل من الفجر فريضة تجعلك فى ذمة الله... وسنته: خير من الدنيا وما فيها ...وقرآنه :(ان قرآن الفجر كان مشهودآ) 

(نسيت ان اخبركم من هيا آﻻءانها فتاة هادئة تحب والدتها وبشدة ﻻتكره احد فى هذه الدنيا سوى شخص واحد سأدع اﻻيام تخبركم عنه. هى تبلغ من العمر ثلاث وعشرون عاما تمتلك بشرة حليبية ناعمة روموشها كثيفة عيونها خضراء مثل الزرع وتمتلك شعرا بنى اللون تخفية تحت حجابها الذى يزيدها جماﻻ وأخيرا هى خريجة كلية هندسة(مهندسة معمارى) متخرجة حديثا

(بلاش ياجماعة حد يحسد البنت علشان هيا مش ناقصة هيا فيها الى مكفيها   (

صباح يوم جديد.. 

انه يوم الجمعة يا سادة هذا اليوم الذى تتجمع فيه اغلب اﻻسر المصرية ﻻنه يوم العطلة الرسمية فيلتف افراد اﻻسرة الواحدة حول مائدة الطعام ليتناولو وجبة اﻻفطار الشهيرة عند الشعب المصرى 

ان يوم الجمعة هو من احب اﻻيام إلى الله ففية خلق ادم وفية ادخل الجنة.

وكعادة كل ام مصرية تذهب ﻻيقاظ أبنأها

تدلف اﻻم إلى غرفة بناتها لتجعلهم يستيقظون تقوم بفتح الستائر لتتسلل أشعة الشمس الذهبية إلى الغرفة 

وذلك لعلمها بأن بناتها يكرهو تلك الحركة. 

اﻻم:يلا يامريم أنتى وملك علشان نحضر الفطار 

ملك بتأفف:يو بقا حتى يوم اﻻجازة بتصحونى بدرى ثم تضع الغطاء على وجهها ثانية

*بدرى اية يازفتة احنا بقينا الظهر قومى يلا 

عندك مريم اهى خليها تقوم تحضر معاكى انا تعبانة وعاوزة انا ولوسمحت اقفلو الستاير وانتو خرجين

مريم :انا قمت اهو ياست الكل هعملك كل الى أنتى عاوزاة وﻻتزعلى نفسك

اﻻم بدعاء :.ربنا يخليكى ليا يامريومة ياحبيبتى طول عمرك مريحانى مش زى المزغودة دى وتلقى بالمخدة على ملك 

ملك بمزاح:أيةدة أية دةﻻ أنا كدة هحتج وازعل وأجيب ناس تزعل بقا كدة يا لومة هيا حبيبتك وانا مزغودة اهئ أهئ اهئ أهئ 

احلام :لومة فى عينك وبعدين يا بكاشة ماانتى كمان حبيبتى بس بتغلبينى يلا بقا علشان نحضر الفطار على بال مابابا يجى من الصلاة هو واخوكو

الفتاتان بصوت واحد.. حاضر هنصلى ونيجى وراكى ياماما

وبعد ما صلو البنات وحضرو الفطار لقو باب البيت بيتفتح ودخل باباهم 

والدهم هو (محمد أبراهيم الدسوقى يعمل فى احدى المصالح الحكومية وهو ميسور الحال حنون على اوﻻدة لكنة فى نفس الوقت صارم) السلام عليكم 

الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة 

ها الفطار جاهز. /مريم..  ايوة يابابا 

اومال فين حازم /حازم من خلف والده.. انا اهو ياحج

وذهبو لتناول اﻻفطار. 

ها ياحازم عملت أية فى العيادة بتاعتك 

(اه نسيت اقولكو حازم دكتور جراحة القلب) 

الحمد لله هبدأ اشتغل فيها من الشهر الجاى

ملك بمزاح:أيوة بقا ياعم حازم علشان نكشف عندك ببلاش 

بعد الشر عننا خرجت هذة الجملة من والدتها 

حازم بمزاح :انتى بقا يا ملك هدفعك الضعف 

ملك وهى تخرج لسانها :هاهاهاها خفة ياواد 

اﻻب بصرامة :ملك احترمى اخوكى الكبير اية واد  دى 

اﻻم ملطفة اﻻجواء.. هيا متقصدش يامحمد دى بتهزر 

هى بدموع :أنا اسفة

اﻻم ملطفة اﻻجواء.. هيا متقصدش يامحمد دى بتهزر 

هى بدموع :أنا اسفة يا حازم 

وﻻيهمك يالوكة. بس بردو هتدفعى الضعف 

والله محد مبوظ البنت دى غيرك انت وامك انا داخل جوة هاتولى الشاى. 

مريم.. متزعليش بقا خلاص 

خلاص علشان مزعلش حازم يجبلى شكوﻻتة (      )كبيرة

حازم بطريقة مسرحية ::اه قلبى قلبى عاوزة شكوﻻتة وكمان كبيرة قلبى الصغير ﻻ يتحمل. يضحك الجميع عليه وتتركهم مريم وتذهب لتعد الشاى ﻻبيها................... ..... ...   ..................

طرقات على باب الغرفة.. 

ادخل

اتفضل الشاي يا باباوممكن اخد منك الجرنال شوية 

انتى الوحيدة فى البيت دا الى بتقرى جرايد زى اتفضلى يا ستى 

تخرج من الغرفة لتتصفح الجرنال وتتوقف عند اعلان معين فتسرع ﻻخبار صديقتها.

..............................................................    

*فى قارة اخرى. 

فى بلاد الفرص أو كما يطلقون عليها بلاد الحرية حيث يأتى إليها كل من لدية طموح ليحققة فمنهم من تأتى إليه الفرصة وينتهزها ومنهم من تعطية الحياة عدة فرص لكنه ﻻيعرف كيفية أستغلالها أما بالنسبة لمن تعطيهم الحياة الفرص ويستطيعو أستغلالها فهم أكثر اﻻشخاص رغبة فى تحقيق طموحهم الذى سعو له منذ زمن. 

أنهم بنوا أنفسهم بانفسهم ويحق لهم التباهى بما حققو من نجاح ولما ﻻيتباهو ويتفاخرو وهم قد عرفو كيف يأخذو من الدنيا كل ما تعطية لهم ولكن هناك شخص رغم كل ما حققه من نجاح ترى فى عينية لمحة حزن وﻻيشعر بالفرح داخلة  دائما هناك شئ ناقص فى فرحتة. 

*****************************

ظلام دامس يحيط الغرفة باكملها وصوت تنفسة المنتظم غير ذلك فأن الهدوء يحيط المكان اﻻ من ذاك الصوت المزعج وهو صوت البندول المثير للاعصاب يجلس على مكتبة فى غرفة المكتب يضع رأسة بين كفية وبجوارة شرابة المسكر (خمرة) يفكر فى حياتة وكيف تحولت منذ قدم إلى هذه البلد يفكر فى امبراطوريتة التى بناها بعد تعب وجهد رغم سنة الصغير  تضرب اﻻفكار برأسة بين كل فنية وأخرى كلما حاول أن ينسى تحاوطة الذكريات من جديد عن السبب الذى جعله يأتى الى هنا ويترك كل شئ وحينما يتذكر السبب فى هذا البعد فجأة ترى عينية تطلق شرار كل من يراه بهذا الشكل يفر من امامة خوفا على حياتة وفجأة ايضا يفقد السيطرة على انفاسة وﻻيستطيع التنفس بسبب تلك اﻻفكار التى تعصف براسة لحظات وتعود انفاسة منتظمة مرة اخرى وفجاه يقطع افكارة دخول احدهم الى الغرفة...

*أية ياعم الظلمة دى شكلك كدة ناوى تقتل حد 

*خالد بجدية :مخبطتش قبل متدخل لية

*هو بذهول :مين دا الى مخبطش انا بقالى ساعة بخبط ولما ماردتش عليا دخلت وبعدين مالك قاعد هنا فى الضلمة لية كدة جون قالى انك هنا بقالك ساعتين فى اية بقا 

*مفيش يا عبدالرحمن شوية تعب من الشغل بس. 

*طيب ارتاح ومتجيش الشركة بكرة. 

خالد بجدية :انا متعود على كدة المهم قولى عملت اية مع استيف 

*تمام عجبو الشغل وقال انه سعيد بالتعامل معانا 

*طيب تمام اخبار والدك اية 

عبدالرحمن بحزن تعبان والله ياخالد اوى اليومين دول 

طيب لو الدكتور الى بيتابع معاه مش كويس ودية لدكتور تانى 

ﻻ الدكتور كويس بس بابا بيلغبط فى اﻻكل وﻻزم يظبطو

خالد بدعاء:ربنا يشفية يلة بينا نتغداه سواه وبعدين نروح الشركة 


عبدالرحمن:اوكى يلا بينا. *

**********************************

عودة الى آﻻء مرة اخرى. 

منزل آﻻء هو منزل طبع علية منذ زمن الحزن والهدوء ولكن اﻻء تحاول على قدر اﻻمكان ان تجعل هناك روح من المرح ﻻجل امها.  يرن الهاتف فتذهب آﻻء لترى من يتصل بها وهى متأكدة بأنها صديقتها المقربة مريم فهم اصدقاء منذ مايقرب من عشر سنوات. 

*السلام عليكم ياروما

مريم :وعليكم يامزة عاملة أية 

آﻻء:مزة على الصبح انتى شاربة اية على الصبح كدة 

مريم بمرح :اه شاربة شاى

*خفة يابت قولى عاوزة اية على الصبح كدة 

*مريم بحزن مصطنع":انا غلطانة كنت هقولك علي خبر حلو بس خسارة فيكى سلام 

انتى هتعمليهم عليا شكل كدة ملك عدتك منها قولى بقا خبر اية 

قريت فى الجرنال عن انهم عاوزين مهندسين(معمارى وديكور)فى شركة اسمها (                 )والمقابلة بكرة 

تفتكرى هيقبلونى وانا معنديش خبرة كبيره

روحى وجربى وانا حاسة ان شاء الله انك هتتقبلى وبعدين يابت هيقبلوكى علشان خاطر عيونك الحلوة دى 

اﻻء بضحك :والله ضحكتينى وانا مليش نفس 

يابنتى فكيها وارمى حمولك على الله .

ونعم بالله يلا سلام. 

سلام ياحب. 

وبعد ان الهاتف مع صديقتها ظلت تفكر هل من الممكن ان يقبلو بها فى العمل ولكنها قررت ان تترك حمولها على الله مثلما قالت صديقتها وذهبت لكى تعطى امها الدواء 

اﻻء بمرحها المعتاد مع امها :يلا ياماما علشان الدواءوعندى خبر حلو  فتنظر لها امها باهتمام 

مريم شافت خبر فى الجرنال انهم عاوزين مهندسين والمقابلة بكرة ادعيلى بقا

فترفع اﻻم يدها الى السماء وتدعى بقلبها ﻻبنتها ان يوفقها الله ﻻن أبنتها قد جاء عليها الزمن كثيرا....


          الفصل الثاني والثالث من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات