رواية جراح الماضي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم هالة سيد

رواية جراح الماضي

الفصل الخامس والعشرون 25

بقلم هالة سيد


 دائما ما تتلاعب بنا الحياه فلا ندرى اى طريق نسلك خوفا من ان يكون الذى اختارنا هو الطريق الخطاء لكن ماذا لو كان صحيح..لكننا بالنهايه يجب ان نختار بين خيارين ولنتحمل النتيجه ولا نتذمر فهذا هو خيارنا لكن هل سيكون هناك مجال لتصحيح الخطاء ...و بين ماذا ولو ..نقف حائرين .

***********

بروده اجتاحت أطرافها وجعلتها عاجزه عن المضى خطوه واحده ..فمن هول الصدمه شلت حركتها و توقف عقلها عن التفكير لا تدرى ماالاجابه او الاصح لا تريد معرفتها كانت لاتزال تعطيه ظهرها غير قادره على اللتفاف ً..اما هو فكان الدهشه من نصيبه فلا يدرى كيف نطقها جل ما يعرف بأنها خرجت منه وانتهى الامر وها هو ينتظر ردها عليه وبداخله براكين مشتعله يخاف! ربما هو خائف من رفضها وبذلك يكون خسرها للابد أفكاره تموج فى عقله بلا هواده ويحترق لمعرفة الاجابه ..واخيرا أستطاعت السيطره على حالها وألتفت له تواجهه ويعلو وجهها بسمه غريبه ..وكان هو يطالعها بدهشه وبداخله بداء الفرح وعلاماته ظهرت على الوجهه لكنها اختفت سريعا مع كلماتها .البارده كبسمتها :

-امممممممم .والله ! والمفروض انا أصدق الهبل دا صح؟

هتف بها ومازال على ذهوله : هبل! انا لما أقولك بحبك يبقى هبل ..

- ردت بعصبيه :اه هبل ..وبعدين مفيش حاجه اسمها حب اساسا ..وبعدين لحقت تحبنى امتى ؟ يوم ماشوفتنى بجرى زى الهبله من الحفله ولا لما كنت بعيط ادامك فى المستشفى قول يلا 

يعلم ما تمر به و يعلم مخاوفها ..فرد قائلا بهدوء: ولا دا ولا دا انا حبيتك من اول يوم شوفتك فيه ومكنتش اعرف انتى مين .. انتى كنتى فى نفس الفندق الى نازل فيه وبالصدفه خبط على الاوضه بتاعتك بالغلط وأول ما شوفتك حسيت ان فى حاجه شدانى ليكى ومن يومها مروحتيش من بالى ...

-أستمعت له وترى الصدق بعينيه ومشاعر تتخبط داخلها فجأه فرت دموعها خارج مقلتيها لا تعلم ماذا يحدث لها وردت عليه بصوت مبحوح : بس انا منفعش صدقنى ... انا هكون انسانه متعبه وهتتعب نفسك وخلاص ..

-يعلم ما تقصده فرد بحنان : ملكيش دعوه انا راضى بالتعب دا 

مسحت دموعها بعنف وأصابها الجمود فجأه : عن أذنك تعبانه ومحتاجه أرتاح و همت لتصعد فصدح صوته مره أخره بصوت حازم وامر : آلاء هسيبك يومين تفكرى وأعرف ردك  ... بس خليكى عارفه حبك اجبارى مش اختيارى ....حينما انهى كلماته أسرعت هيا لغرفتها حصنها المنيع تختبئ داخله وتبكى عل البكاء يرح قلبها المكلوم..اما هو فزفر بتعب فعلى مايبدو انه سيتعب مع تلك العنيده ..لكن هناك شئ ما يجب ان يخبرها إياه ولا يعلم ايخبرها الان ام فيما بعد ..وبعد صراع قرر انه سيخبرها حينما يرى الوقت مناسبا.....

********************* فى منزل مصطفى بالقاهره بعدما عاد من الخارج ..اتى كلا من سميه وعبدالرحمن وساندى ..كى يذهبو لخطبه مريم ..وممدوح سيلحق بهم غدا 

بعدما ذهبت شعر بأن المنزل والشركه بلا روح بلا حياه كأنها صحراء جرداء بلا زرع ولا ماء وكان هو العطش الذى ينتظر ان يروى من ماءها فيتخلص من ظمأه ..أخذ يزفر بضيق وفجأه دخل عليه مصطفى وقال بمرح حينما رأى ضيقه : مالك يا بيضه زعلانه ليه 

-وحياه أبوك انا مش ناقص سخافه 

-قهقه مصطفى على مظهره وقال: لا دا انت حالتك صعبه خالص ..دا هما أسبوع الى مشوفتهاش فيه اجمد يا وحش .وبعدين دا كلها بكره وهتشوفها يا برنس ..

-عبدالرحمن ببوادر فرح ظهرت على محياه: ماهو دا الى مصبرنى 

-زاد ضحك مصطفى ليزيد من غيظه : يا عينى الحب بهدله 

-قذفه عبدالرحمن بالكوب الذى امامه وقال: انسان مستفز ..بس ليك يوم يامعلم 

تفادى مصطفى الكوب بصعوبه وقال مذهول: يابن المجنونه كانت هتيجى فيا 

عبدالرحمن بشماته : أحسن تستاهل ...انا أعرف أيه الى جابك غور من وشى

مصطفى بضحك: ولا انتى بتطردنى من بيتى ولا أيه 

-عيب عليك يا مصطفى أنا أقصد إيه الى جابك من السفر يا حبيبى ...وكتم ضحكه  كادت تفلت منه بصعوبه على تعبيرات وجه مصطفى الحانقه 

-فرد عليه بغيظ: تصدق انك بارد ..يارب الرجل يرجع فى كلامه وميرضاش يجوزك بنته ..قالها ثم ركض من امامه فأسرع عبدالرحمن خلفه ويقذفه بكل ماتطاله يده وضحكاتهم تملأ المكان 

********************

كانت الترتيبات تقام على قدم وساق لاستقبال ضيوف يوم غدا وككل ست مصريه اصيله فى هذا الموقف يجب ان تجعل البيت (بيلمع من النضافه) كما يقولون وتجعل الجميع فى حالة أستنفار حتى ينقضى ذلك اليوم بسلام ..

بت يا ملك قومى لمعى الصالون وخليه بيبرق  كده مش عاوزه نقطة تراب فاهمه..(قالتها بصرامه)

فردت ملك بتأفف : الله وأنا مالى هو انا الى هتجوز ولا هيا 

-فهتفت الام : لا هيا يأم لسانين .وبعدين اختك مش فاضيه بتعمل حجات تانيه ..

ملك وهى تنعى حظها : أنا كان إيه الى رجعنى تانى ..ماأنا كنت عايشه برنسيسه هناك يلا أمرى لله 

-أحلام بحزن وبوادر بكاء مصطنع: اهئ اهئ تقصدى انى انا بتعبك ... خلاص ياملك مش عاوزه منك حاجه انا هروح اعمل الصالون ..وتظاهرت بالذهاب .

اما هى فكانت تمزح مع والدتها ليس أكثر فذهبت ناحيتها وقالت بأسف : أنا أسفه يا ماما كنت بهزر معاكى مش أكتر ..انا هعملك كل حاجه انتى عاوزاها.. ألتفتت لها والدتها مسرعا وقالت وهى تناولها أدوات التنظيف : هى دى لوكه حبيبتى خدى ..ثم قالت بمكر : وبعد متخلصى أغسلى المواعين ...ثم اختفت من أمامها 

ملك بذهول : كمان! بقا فيها مواعين ..ا

***********

مالك يا ماما زعلانه ليه ؟

-حاسه ان اختك فيها حاجه .وطالما مكلمتنيش يبقى لسه زعلانه منى ومش هتسامحنى أبدا أنا عارفه بنتى عنيده 

-هتف بثقه : آلاء بتحبك جدا ومتقدرش تستغنى عنك وأكيد مسامحاكى ..والاكيد بقا انها زعلانه منى انا ومريم وربنا يستر وتسامحنا...

-سميه بدعاء : يارب يابنى ..بس انا برضو عاوزه أكلمها وأطمن عليها

- عبدالرحمن بتفكير :امممممم رغم انى حاولت أكلمها بعد مامصطفى كلمها بس للاسف تليفونها مقفول بس علشان عيونك ياجميل هحاول أوصلها بطريقتى واخليكى تكلميها ..

-سميه بفرح: بجد يا عبدالرحمن 

-عبدالرحمن بحب وحنان: بجد يا قلب عبدالرحمن .المهم أشوف الابتسامه الحلوه 

أبتسمت له وقالت: ربنا يخليكو ليا يارب ..ثم أحتضنته 

-ويخليكى لينا ياست الكل .. 

-خياااانه ..كده الجلسه الرومانسيه دى من غيرى .

-تصدق انك بايخ .وبعدين الحضن دا ليا انا وبس (.قالها عبدالرحمن بمزاح)

مصطفى بأستفزاز: بس يا بابا انا مش بكلمك انت انا بكلم سمسمه حبيبتى 

-عبدالرحمن بغيره : انت بتدلع امى قدامى 

-سميه بحنان : تعالى يا حبيبى فى حضنى ..انت كمان ابنى 

مصطفى بحب : حبيبتى ياماما ربنا يباركلنا فيكى  يارب ..ثم اخرج لسانه لأغاظه الاخر وأكمل قائلا: يا سمسمه 

-وكزه عبدالرحمن فى كتفه وقال: ماتتلم ياض 

تأوه الاخر وقال : ربنا على المفترى 

أبتسمت لهم سميه بحب وقالت : مش هتكبرو أبدا 

هتف الاثنان معا في صوت واحد : آبدا هههههههههههههه

************

فى مساء اليوم التالى... 

كان الجميع يستعد لأستقبال الضيوف وبداخل الغرفه كانت تقف مريم أمام المرأه لتتأكد من هيئتها للمره التى لاتعرف عددها و آنتفضت فجأه على صوت شقيقتها المازحه :

-يابنتى زى القمر والله وبعدين ماهو كده كذه شايفك وعارفك  ؟

 ردت مريم بتوتر : بجد يا ملك شكلى حلوه 

هههههههههههههههههههههههههه ياعينى البت أتهبلت ههههههه

-مريم بغيظ : ماتحترمى نفسك يابت انتى وسيبينى فى الى انا فيه 

ماشاء الله قمر يا حبيبتى ربنا يحميكى (قالتها والدتها بحنان وفرح) 

-بجد ياماما ؟

-بجد ياقلب ماما.. فجأه وهما يتحدثان سمعا جرس الباب يعلن عن وصول الضيوف المنتظرين فأنتفضت مريم على آثر ذلك ...إيه دا شكلهم وصلو 

-طيب يا حبيبتى أهدى كده وأنا هروح أستقبل الضيوف مع باباكى ومتطلعيش إلا لما أنادى عليكى ماشى 

-حاضر  ...بعدما خرجت والدتها قالت ملك بمرح:

مالك يابت فى إيه مش على بعضك ليه أومال لو مكنتوش عارفين بعض وقعدتو فتره فى نفس البيت 

- ردت بتوتر : مش عارفه حاسه أنى أول مره أشوفه.. و حاسه ان ركبى سايبه مش على بعضها 

*لأ دا انتى حالتك صعبه أوى ..عن أذنك بقا 

-لا خليكى....  لكن لم تعرها أهتماما وخرجت من الغرفه  فهتفت هى بغيظ : ماشى يا ملك الكلب 


******************

فى الخارج 

كان يجلس والد مريم  وحازم شقيقها وفى المقابل يجلس ممدوح وعبدالرحمن ومصطفى وكانت سميه بجوارهم لحظات ودلفت أحلام ترحب بهم بحراره شديده بعدها جلست بجانب سميه.. فتسائلت سميه بهدوء : أومال فين عروستنا الحلوه. 

ردت أحلام : شويه وهتيجى ياحبيبتى 

-أخبار صحتك إيه يا طنط  (قالها حازم بأهتمام)

ردت بهدوء:  الحمدلله يا بنى  كويسه 

-يارب دايما... ثم وجه حديثه لعبدالرحمن بمزاح : ساكت ليه ياعبدالرحمن 

-رد مصطفى يبادله المزاح:واكل سد الحنك بعيد عنك ههههههههههههههه

-توعدهم عبدالرحمن فى سره وقال هامسه لمصطفى: صدقنى يامصطفى هولع فيك أول ماأروح 

بادله مصطفى الهمس بخوف مصطنع : احم ..أنا أسف ياكبير 

هنا تنحنح ممدوح وقال موجها حديثه لوالد مريم : احم.. احنا جينا النهارده يا أستاذ محمد علشان نطلب أيد الانسه مريم لعبدالرحمن أبنى .

رد محمد بهدوء وأبتسامه : وأنا يشرفنى يا أستاذ ممدوح نسبكم 

-هتف عبدالرحمن : وأنا تحت أمر حضرتك فى كل الى تطلبه ياعمى 

-رد والدها بصدق : انا الى يهمنى بس أنك تراعى ربنا فيها وبعدين احنا بنشترى راجل  وأنا حازم شكرلى فيك هو ومصطفى فى أخلاقك ..بس أنا شرطى الوحيد ان الخطوبه وكتب كتاب مع بعض 

-عبدالرحمن بهدوء : دا الموضوع الى كنت هفاتح حضرتك فيه ياعمى والحمدلله أنك موافق ..

وكزه مصطفى فى كتفه وقال بفخر : علشان تعرف بس أن وراك رجاله.. شوفت شكرت فى اخلاقك أزاى 

رد عليه عبدالرحمن بهمس مازح : ربنا يباركلك.. بس بردو هولع فيك 

رمقه مصطفى بغيظ ولم يتكلم 

طيب على بركة الله نادى مريم يا حجه علشان نقرء الفاتحه 

ردت أحلام بفرح : حاضر. عن أذنكم ياجماعه 

********************

فىغرفة مريم 

كانت جالسه وتفرك يدها بتوتر وفجأه دخلت عليها والدتها وقالت بفرح : يلا يا مريم علشان هنقرء الفاتحه 

فجأة أغرقت أعينها بالدموع فتحدثت والدتها بدهشه :

مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه! 

ردت بدموع : كان نفسى آلاء تكون موجوده معايا فى اللحظه دى 

هتفت أحلام بحنان: يا حبيبتى إن شاء الله تكون موجوده فى الخطوبه وكتب الكتاب 

-كتب كتاب! 

-أه بابا مش راضى بالخطوبه وقال لازم كتب كتاب 

مريم بهدوء : وعبدالرحمن وافق ؟

- أيوه وقال لبابا كويس انك فاتحتنى فى الموضوع دا علشان انا كنت عاوز كده.. ثم قالت متسائله : انتى أضايقتى يا مريم ؟

ردت مريم بخجل : لأ بالعكس كده أحسن 

ربتت أمها على كتفها بحنان وقالت : ربنا يكملك بعقلك يابنتى يلا علشان تقدمى العصير 

-ردت بتوتر :هو لازم انا الى أقدمه ياماما 

-ردت عليها أحلام بصرامه : أيوه يلا قدامى بلاش غلبه.... 

أعطتها والدتها الصينيه المحمله بالمشروبات وتقدمتها وبمجرد مادخلت الغرفه شعر بها فرفع بصره نحوها وجدها كالحوريه ترتدى فستان باللون الكشمير ينسدل على جسدها بنعومه يضيق من عند الصدر يتسع من الاسفل وحجاب يناسبه وتضع بعض من الزينه البسيطه كالكحل وملمع الشفاه.. لاحظ خجلها فأبتسم براحه فها هو يراها بعد أسبوع أفتقدها فيه.. قامت بتوزيع المشروب على الجميع وحان دروه فرفعت بصرها نحوه فأثرتها وسامته فكان يتألق بحله رماديه اللون وقميص أبيض اللون وكرافت أسود ورائحة عطره تغزو أنفها فقالت برقه وخجل : أتفضل 

بعدما تناول منها المشروب همس لها بصوت لم يسمعه سواها : وحشتينى.. أحمرت وجنتيها أثر تصريحه بأشتياقه لها... لاحظت ذلك ملك فقالت بخبث : مالك يا مريوم أحمرتى كده ليه ؟ ..أرتبكت مريم و رمقتها بغيظ ثم جلست بجوار والدتها بخجل فضحك الجميع عليها.. 

بس يابت يا ملك ملكيش دعوه بعروسة أبنى ...قالتها سميه بمرح 

-يلا يا جماعه نقري الفاتحه... وفى أثناء ذلك كان عبدالرحمن يغمزها بعينيه فأحمرت خجلا وحولت بصرها للجهه الاخرى.. بعدما أنتهو قال عبدالرحمن مسرعا : 

لوسمحت ياعمى أنا عاوز الخطوبه وكتب الكتاب يكونو الاسبوع الجاى.. 

ضحك الجميع على تسرعه وقال مصطفى بمزاح  :

-مالك مستعجل كده ليه يابنى بكره تندم  هههههههه

-رد بهيام : على قلبى زى العسل... ثم قال بجديه : ها.. إيه رأيك يا عمى 

- قال محمد مفكرا : امممم.. والله الرأى رأى العروسه.. إيه رأيك يا مريم ؟ 

مريم بخجل : الى تشوفه يا بابا. ....لكن ردت أحلام قائله :

- بس كدا مش هنلحق نجهز حاجه ولا نعزم الناس 

ردت عليها سميه بهدوء :متقلقيش يا أحلام  هنلحق بإذن الله 

فجأه صدح صوت حازم وقال بتلقائيه : طيب وآلاء يا جماعه كده مش هتحضر ؟!

تعلقت الابصار به وقال عبدالرحمن بهدوء : ان شاء الله هتكون وصلت قبل الخطوبه ..

-طيب يا جماعه لو ممكن نسيب العرايس يقعدو لوحدهم شويه  (قالتها سميه) 

وافق والدها ثم خرج الجميع من الغرفه وجلسو على مقربا منهم حتى يتركو لهم حريه التحدث.... بدأ الامرأتين فى الترتيب لتلك الخطوبه السريعه.. 

وقالت أحلام : عقبال آلاء يا سميه ان شاء الله 

ردت سميه بتمنى : يارب يا أحلام أحسن آلاء دماغها ناشفه أوى وبترفض كل عريس يجيلها.. 

-لسه نصيبها مجاش 

------------------


منذ خروجهم وهى تفرك يدها ببعضهم من التوتر وهو يراقبها بأستمتاع لكنه قرر قطع الصمت وقال : إيه يا مريم إيدك هتوجعك من كثر ما بتعملى كده 

-ردت بصوت مبحوح من كثرت الخجل : ها. لا أبدا عادى 

-هتف بحب وشوق : وحشتينى على فكره 

-أحم..شكرا 

-رفع حاجبه بغيظ وقال : شكرآ!  طيب على الاقل قولى وانا كمان.. ثم قال بمشاكسه :

أومال فين لسانك الى زى المبرد ..كلتو القطه ولا إيه.. 

رأى غيظها يطفو على صفحة وجهها :لسانى  زى المبرد! 

-أبتسم عندما وجد تجاوبها معه وقال بمكر : ما انتى الى ساكته وعماله تفركى فى إيدك وتبصى على السجاده الى فى الارض كأنك بتشوفيها لاول مره فقولت أستفزك علشان أخرجك من حالة التوتر دى ...بس أقولك على حاجه انتى زى القمر ..

 ردت مريم بخجل : ميرسى ...وقالت بتلقائيه : وانت كمان طالع شيك أوى 

عبدالرحمن بخبث : ما أنا عارف.. ياقلب المز الاجنبى 

أحمرت وجنتيها بحمرة الخجل والاحراج : انت مش ناوى تنسى بقا.. 

هتف بحب : عمرى ما أنسى اول لقاء بينا ..ثم أستطرد بجديه : 

هعدىعليكى بكره علشان نجيب الشبكه 

-أوكى...بس قول لبابا الاول 

-أكيد.. طبعا 

-فجأه شعر بالحزن يخيم على وجهها فأستغرب من تبدل مزاجها فجأه وقال :

-مالك يا مريم ؟

قالت بحزن : عبدالرحمن هيا آلاء هتفضل زعلانه منى كتير! 

-ياحبيبتى انتى اكتر واحده  عارفه ان آلاء  قلبها أبيض ومش بتقدر تزعل منك هيا بس أضايقت ﻻننا خبينا عليها

-يارب يا عبدالرحمن تكون مسامحنى لانى مقدرش على زعلها  (قالتها بتمنى) 

ربنا يخليكو لبعض يارب.. انا هكلم آلاء وأقولها على ميعاد الخطوبة  علشان تعمل حسابها وتيجى بدرى لان كده كده يعتبر الشغل خلص في حاجات بسيطه بس... المهم بقا مش ناويه تقولى حاجه كده ولا كده 

-قالت بعدم فهم : حاجه إيه! 

أقترب عبدالرحمن منها وقال بتسليه  :حاجه كده.. زى بحبك مثلا بموت فيك يا عبودى 

مريم وهى تبتعد عنه بتوتر وقالت بأرتباك : ف ي فى حاجه أسمها انت قليل الادب يا عبدالرحمن تنفع.. وأبعد بقا 

قهقه عبدالرحمن على أرتباكها وقال بمكر : قليل الادب!  ماشى يا روما كلها أسبوع وأحاسبك على الكلمه دى يا جميل  

-ردت مسرعا : انت زعلت 

هزرأسه بكذب وقال بحزن مصطنع : أه زعلت.. ولازم تصالحيني 

-قالت بهدوء: أزاى ؟

عبدالرحمن بخ. ث : لو قولتلك هتزعلى خليها الاسبوع الجاى بقا  

هزت رأسها بعدم فهم وقالت : ماشى الى تشوفه ...

بعدها رحل الجميع بعدما اتفقو على ترتيبات الحفل وأتفقو على الذهاب لشراء الشبكه غدا..... . 

*****************


بعد مرور يومان كانت تتجنبه فيهم لم يلمح طيفها قط حتى العمل كانت تقوم به فى المنزل.. لا تأكل معه.. وكانت طيلة هذان اليومان معتكفه بغرفتها وتصلى صلاة أستخاره... اما هو يكاد يجن فله يومان لم يرها فهو قد تعود على رؤياها كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه.. ماذا يفعل إن لم توافق.. لا لا ستوافق أنا أشعر بذلك... انها تحبنى لكنها لا تعترف بذلك وأكثر ما كان يصبره على عدم رؤياها تلك الصور الذى لايزال يحتفظ بها على هاتفه... 

أما هى فكلما تصلى صلاة أستخاره تجد راحه وسكينه من ناحية ذلك الموضوع كما أنها لم ترى منه أى شئ سيئ فهو  كان خير سند لها فى أوقات الشده لقد أنقذ حياتها أكثر من مره وفى كل مره يثبت لها رجولته وشهامته نعم تنجذب نحوه وعندما رأت تلك ال جوليا معه وبجواره أرادت حرقها هل يا ترى هذه ماتسمى الغيره.. ياااااالله هل أعطى له فرصه ام أنه سيخذلنى.. يااااالله لقد وكلتك أمرى فأجعله أفضل مما أظن  اللهم أنر بصيرتى.. قطع فجأه شرودها دخول مارى الغرفه تخبرها بأن خالد يريدها بأمر هام وينتظرها بالاسفل فى مكتبه خفق قلبها بقوه فها قد حانت المواجهه ياااالله اللهم ألهمنى الصواب  أخذت نفس عميق تستعيد به رابطة جأشها ثم أرتدت أسدالها وشرعت بالنزول درجات السلم بتوتر كبير حتى وصلت امام باب مكتبه تتردد فى طرقه لكنها أستجمعت شجاعتها وطرقت الباب عدة طرقات هادئه فأتاها صوته الرجولى من الداخل يسمح لها بالدخول.. دلفت بعدما سمعت أذنه بالدخول .....دخلت على أستحياء عيونها للاسفل من فرط توترها اما هو فحينما رأها امامه خفق قلبه بشده فهو قد أشتاقها بحق لا يعلم ماذا يفعل لدقات قلبه التى تريد ان تخرج من مكانها وتخبرها كم أشتاقتها وبالكاد أستطاع التحكم بذاته وأستعادة رباطه جأشه وقال بصوت بهدوء: بقالى يومين ماشوفتكيش 

ردت بإرتباك وكذب : كنت كنت تعبانه 

رد عليها بثقه : انتى ما بتعرفيش تكذبى على فكره....  أغتاظت منه فرفعت رأسها نحوه فلاحظت على الفور مابه فهو يبدو عليه التعب... ثيابه ليست مرتبه عيونه حمراء بعض الشئ فيبدو أنه لم ينم جيدا فقالت مسرعا كما العاده :

-انت كويس  تعبان  فيك حاجه  عامل كده ليه 

أبتسم عندما رأى خوفها عليه فقال بحب وعتاب : متخافيش .. انا بس مانمتش كويس علشان بقالى يومين مشوفتش حد عزيز عليا أوي أوى... 

شدد على كلماته الاخيره ليصل لها مقصده ففهمت بأنها المقصوده فأكتست وجنتيها بحمره الخجل وأثرت الصمت فقال هو بحديه شديده : فكرتى فى الى قولتلك عليه ؟

هزت رأسها بإيجاب فقال هو : ممكن أعرف إيه جوابك 

خرج صوتها مرتبك متوتر: قبل ماتعرف جوابى  عاوزه أقولك انى لو وافقت فى حاجه لازم تعرفها.. ان اكتر حاجه بكرهها الكذب والخيانه وبالذات الخيانه مش بسامح فيها وبقولك لاخر مره انا أنسانه مليانه وجع وهتعبك.. انا مش عاوزه حكاية ماما تتعاد تانى لانى ساعتها مش هقدر أتحمل فياريت تفكر تانى..  وكأنها كانت تتحدث بهذيان ودموعها تنهمر...

خفق قلبه بقوه عند رؤيته لؤلؤاتها الغاليه تنهمر ورد قائلا بثقه :

أولا: أنا زيك بكره الخيانه والكذب ...ثانيا : انا مش ممدوح وبعدين الى بيحب مبيجرحش  وانا بحبك.. بس فى حاجه عاوزك توعدينى بيها لو وافقتى.... 

رفعت بصرها نحوه وقالت : إيه هيا ؟!

-لو حصل بينا أي سوء تفاهم  اى مشاكل او أي شئ عاوزه تعرفيه تيجى تسألينى على طول فيه وانا هرد عليكى 

 بكل صراحه.. يعنى متحكميش قبل ماتسمعى لان مش دايما كل الى بنشوفه بيكون صح ...(قال

جملته بشئ.من.الغموض) ثم صمت لبعض الوقت 

 .فقطعت هى الصمت بشئ من الخجل وقالت : أوعدك 

رفع بصره بذهول نحوها وقال بعدم تصديق : يعنى موافقه 

هزت رأسها بإيحاب فقال بسعاده وحب : صدقينى هبذل أقصى جهدى علشان أسعدك 

يااااااااالله لا أعلم كيف نطقتها لكنى نطقتها وأنتهى الامر  ومن دون وعى منها كانت تحدق بوجهه فلاحظ هو ذلك وأقترب ببطء مستغلا شرودها وقال بخبث وهو قريب جدا منها : ما أعرفش انى حلو أوى كده لدرجة أنك بتسرحى فيا... ثم أحاط خصرها بذراعيه وقربها منه  أفاقت هى على فعلته تلك وأرتبكت بشده من أقترابه الخطر وقالت بتوتر : خ ا ل د...  خالد سبنى من فضلك.. إيه بتعملو دا 

-إيه بعمل إيه....  انا لسه ماعملتش حاجه ثم غمزها بعينيه وكاد يلتهم شفتيها بقبله مشتاقه يعبرلها كم أفتقدها طول هذان اليومان.. كما أيضا يرد معاقبتها علي ذلك  وعندما هم بفعل ذلك لاحظ دموعها التى بدأت بالانهمار ثانيا فقال مسرعا : آلاء انا أسف مش هعمل كده تانى ..

وخفق قلبه بقوه خشى ان تغير رأيها  .فقالت ببكاء : 

صدقنى لو عملت كده تانى ساعتها تنسى أى كلام انا قولته 

-فرد عليها مسرعا : صدقينىمش هعمل كده تانى... وفجأه تحولت نبرته للمكر :

إلا بعدما الكل يعرف بجوازنا 

دهشت من وقاحته وقالت بغيظ : أنسان قليل الادب.. وهمت لتذهب فأوقفها قوله الضاحك :  ههههههههههه قليل الادب.! ماشى مقبوله منك... المهم انا هكلم والدك وعبدالرحمن علشان أخطبك منهم وكمان انا كلمت عبدالرحمن وعرفت ان خطوبته الاسبوع الجاى.. إيه رإيك نعمل خطوبتنا معاهم ؟

-ردت بهدوء : أسأل ماما اومصطفى او عبدالرحمن الاول... ثم خرجت من الغرفه بأكملها متجها نحوه المطبخ لتعد وجبة الغداء فهى لاول مره تشعر بأنها جائعه هكذا لكنها فى نفس الوقت شارده وتحدث حالها : هل يا ترى أتخذت القرار الصحيح ام اننى سوف أندم فيما بعد... .... ...

-------------------------

أقتحم مكتبه فجأه كالاعصار ووراءه تلك السكرتيره مرتعده تخشى من رد فعل رب عملها على دخوله هكذا من دون أذن بينما كان الاخر يجلس على مكتبه الفخم يراجع بعض الاوراق الهامه ورفع رأسه ليرى ما سبب هذه الجلبه فوجده أمامه والغضب مرسوم على وجهه فأشار للسكرتيره بالرحيل فأمتثلت لاوامره ورحلت بينما هو قال ببرود كأبتسامته : 

-خير يا زياد فى حاجه مهمه حصلت علشان تدخل بالطريقة  الهمجية  دى؟

-همجيه.. انت لسه شوفت همجيه يا عاصم باشا ...(هتف بها زياد ساخرا) 

- رد عليه عاصم بجديه ساخره : امممم واضح انك مش طايقنى ممكن اعرف إعرففى إيه ؟

-رد زياد بهجوم : بقا بتستغل ان انا وخالد مش موجودين فى البيت وتخطب إيمان من بابا علشان عارف لو أحنا موجودين مكناش هنوافق على المبدأ من الاساس صح 

-هتف عاصم بجديه : والله موفقتكم متهمنيش فى شئ طالما عمى موافق 

-قال زيا بعصبيه : عاوز إيه من إيمان يا عاصم ؟

-رد عليه بهدوء :هو الواحد لما بيروح يخطب بنت بيكون عاوز إيه ؟ ..إكيد عاوز إتجوزها 

-من أمتى حسيت إنك عاوز تتجوزها  فجأة كده طلع الموضوع فى دماغك.. 

-لا مش فجأه انا كنت بفكر فى الموضوع من زمان ولما لقيت الوقت مناسب طلبت إيدها 

قال زياد بتساؤل : يعنى بتحبها ؟

عاصم بلامبالاه قال : والله دا شئ خاص بينا وانت ملكش فيه 

حاول زياد السيطره على غضبه لكنه لم يستطع فقال بحده : لايخصنى لان انا أخوها..ولازم أعرف عاوز تتجوزها علشان بتحبها و لا بتعمل كده بس علشان تستفز خالد وتضايقه ؟

أضايق خالد ؟ (قالها بأندهاش مصطنع) 

-اه... تضايقه وبلاش أقول تنتقم  وإلا تفسر بإيه أنك تسيب كل السنين دى ومتخطبهاش إلا لما خالد يرجع من السفر.. 

-قولتلك ان الاول الوقت مكنش مناسب ولما لقيته مناسب أتقدمت وكمان كنت مستنى إيمان تكون فى سن مناسب للزواج...وعلشان تريح نفسك انا بحبها من وهى صغيره ممكن تخرج بقا تروح شغلك علشان انا كمان أشوف شغلى.... 

-ماشى يا عاصم أنا همشى حاليا علشان مش فاضى بس خليك عارف إن الموضوع منتهاش.... 

وعندماوصل لباب المكتب إلتف له ثانيا وقال ببطء ليرى وقع كلماته.. 

-أه... ياريت يا عاصم تخليهم يجهزو مكتب رئيس مجلس الاداره. 

-رد بلامبالاه : ليه 

-علشان البوص راجع مكانه من تانى ولا أنت ناسى انه بيملك النسبه الاكبر فى المجموعه ؟

فهتف عاصم بجمود :

تقدر تتفضل على شغلك يا زياد 

أبتسم زياد بأنتصار عندما رأى علامات الوجوم على وجه الاخر وخرج من الغرفه لكن كل ما يقلقه ماذا سيقول لخالد هل سيخبره بأمر تلك الخطوبه الان ام ينتظر عندما يعود ويعرف بنفسه ...

.........

أما الاخر فكان كاليث الحبيس يريد الفتك بكل ماحوله.... ماذا سيعود ؟..ويأمر وينهى بينما كان هو الامر الناهى لايعلم ماذا يفعل فهو يعلم ان خالد لن يترك إي فرصه ﻻذلاله... لا لا لن يترك له تعب السنوات الماضيه هكذا فهو من أجتهد حتى يجعل الشركه من أفضل الشركات فى الشرق الاوسط.....

لمعت فى رأسه فكره فأخرج هاتفه وعزم على تنفيذها.. وسرعان ما إتاه الرد من الجهه الاخرى صمت قليلا ليستمع لما يقال ثم هتف قائلا : والله كان عندى شغل كتير الفتره الى فاتت وكنت مسافر بره مصر فى شغل... 

-المهم انا بتصل علشان أعزمك  على خطوبتى.. اممم خمنى كده مين العروسه هههههههههه

-الطرف الاخر:-------–

-عاصم :لا مش هيا.. خلاص انا هقولك العروسه تبقى إيمان اخت خالد.. ثم صمت ليرى وقع كلماته وبعدها قال بمكر : إيه مش هتيجى ولا إيه ؟....ثم صمت يستمع لما يقال : أكيد هيكون موجود و أنتى كماناهم شخص فى الحفل... هبقى احكيلك بعدين 

-هناصدح الصوت من الجانب الاخر جامدا : الخطوبه إمتى ؟

عاصم : بعد عشر أيام على مايكون الباشا وصل 

-تمام... هاجى أكيد 

-أوك..فى أنتظارك وسلميلى على باريس.... ثم أغلق الهاتف بعدما انهى مهمته الخبيثه وقال بدهاء :

-أما نشوف بقا ياخالد باشا هتتصرف أزاى ؟


       الفصل السادس والعشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات