رواية حياة المعلم الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17بقلم خلود أحمد


 رواية حياة المعلم

الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17

بقلم خلود أحمد


"اهلا بولاد مامى عاملين ايه ي كتاكيت" 

هتف هاشم بذلك وهى يطالع الصغيرتين اللتان ينظران له ببراءه تحرك به مشاعر كان يجهل وجودها داخله 

كررت فاطمة حديث اختها لتاكد ما يردن 

"عايزين نشوف عنتر" 

رد هاشم بضحك "عنتر طيب سلموا عليا اسالوا فيا كله عنتر كده" 

ثم اخذ ينظر حوله وهو يسالهم بفضول 

"امال فين ماما قصدى مامى معلش بقا تعليم مجانى" 

اجابت خديجه بتلقائيه 

"فى البيت" 

"يعنى انتوا لوحدكم دلوقتى" 

نظرت الصغيرة له ثم لاختها ثم هزت راسها وهى تجيبه بتلقائيه اكثر

"لا ما انت معانا اهو" 

"يعنى انتوا تايهين مش عارفين تروحوا دلوقتى ولا ايه علشان افهم" 

"لا ما انت هتلوحنا عادى" ثم سالته ببراءه " انت مش هتودينا عند عنتل "

"عنتر دا خروف فقرى من يومه مش عارف ايه اللى عرفكم بيه، اصبرى بس وفهمينى وركزى معى امكوا عارفه انكم هنا" 

سالت الصغيرة  بعدم فهم 

"امكم مين" 

هتف هاشم بسوقيه

‏" يوه قصدى مامى فكيها شويه كده وفتحى معاى "

سالته  فاطمه هذه المرة  بفضول يشبه فضول خالتها زمردة 

"هتفك ايه وتفتح ايه" 

"هو ايه اللي ايه،يعنى  تفك معاى فى الكلام وتفتح دماغها ركزوا معاى كده هو سؤال وتجابوا عليه بصوا ما تجاوبوش خلاص حركوا دماغكم تمام" 

امات الصغيرتين 

"مامى عارفه انكم هنا" 

نفت الصغيرتين ذلك 

"حلو نستمر على نفس الطريقه واكمل كده انتوا تايهين" 

نفت الصغيرتين ذلك 

"امال ايه هتجننونى" 

ثم تمتم هاشم لنفسه 

"اه نسيت دول بيفهموا بالعكس" واكمل وهو يعاتب نفسه 

"ما انت غلطان برضوا ي هاشم يعنى بزمتك دول يتاخد منهم معلومه ولا يفهموا حاجه  دول لو اتخطفوا ولا هيفهموا حاجه دول مش  زى العيال  اللى هنا" ثم نظر لهم 

"العيال دى نظيفه قووى كده ليه مش عارف هم وامهم طالعين من علبه ايس كريم نوتيلا حاجه كده اف استغفر الله العظيم" 

هاشم بمسايسه 

"هنروح عند عنتر بس الاول تقولوا كنتوا فين كده" 

"كنا بره" 

اجاب هاشم بغيظ 

"بجد افتكرتكم جوه قصدى بره فين "

"اه كنا فى الملاهى" 

"ملاهى الله يرحم ابوكى ي اختى" 

"مين يلحم" سالت خديجه ببرءاة

هاشم وهو يشعر باعراض الازمه القلبيه. 

"يرحم دا واحد صحبى ارحمونى  ، ابوس ايديكم ركزوا معاى كنتوا لوحدكم قصدى مين كان معاكم اكيد كبير مش قصدى انكم مع بعض انا فهمت دماغكم "

"سهيله" 

"سهيله اخيرا وصلنلها نركز ونجاوب صح فين سهيله" 

اشارت الصغيره لمكان لكن لم يكن به سهيله 

" ‏هناك" ثم اكملت باستغراب" بس هى فين "

" ‏بتساينى انا هتشل منك  انت وهى انتوا مين رماكوا عليا صبرنى ي رب" ثم اكمل"  تعالوا  لما نشوف سهيله دى فين اكيد بتدور عليكم "

" ‏وعنتر "

" ‏هنشوفه مستعجله على ايه هوديكم ليه ولا تزعلوا انت تامروا دا انا حبيت عنتر بسببكم  والله لدرجه انى  هدبحه علشان تنسوه وتنسونى"

‏ثم حمل كل واحد منهم على يد

‏"تعالوا كده بدل ما تتوهوا منى انا كمان  انتوا يربطكم فى حبل احسن والله "

وغادر يبحث عن سهيله 

.................... 

عند سهيله كانت ملتهيه بالخناق مع ذلك الذى امامها 

"بصى ي سوسو اعتبرينى عجينه كده وانتى بتشكليها عايزه تلمينى لمينى عايزه تبعترينى براحتك تحت امرك" واكمل بمزاح 

"حتى لو هتعملينى قطايف بالمكسرات رغم انى مش بحبها بس كله منك حلو" 

"انت بتستظرف ي بنادم احترم نفسك بقولك، ايه سوسو دى انت تعرفنى اصلا" 

"وماله نتعرف انتى بس ارضى عنى كده وادينى فرصه" 

هتفت سهيله بغضب جم 

" ‏فرصه ايه بقولك ايه لاخر مرة بحذرك ابعد عنى احسنلك ولا خلاص مابقاش فيه اخلاق عل...... "

"اهدى كده بس انا غرضى شريف" 

"شريف مات وواخدوه عزاه" 

"بجد مكونتش اعرف" 

"انت بتستهبل انا اللى غلطانه اصلا انى واقفه معاك يل...."

كادت تنظر للصغيرتين التى تركاها منذ زمن  وتاخذهم وترحل لكنه صدمها بقوله الجاد 

"انا بحبك على فكره واستنينى هاجى انا والحجه للحج نشرب شربات" 

"ها" سالت سهيله بعدم فهم 

"امم دخلنا فى الهيهاهيه  بقولك عندكم شربات ولا لا" 

"لا" اجابت سهيله بعدم استيعاب حتى الان  

"خلاص هبقى اجيب معاى" واخذ يسترسل فى حديثه" رايك البس ايه" 

استوعبت سهيله ما يحدث اخيرا وما يقول فقالت بخجل وارتباك  وهى تلتفت لتاخذ الصغيرتين على اساس انهم موجودون تحول لزعر وخوف وصدمه لاختفاء الصغيرتين 

"ابعد لو سمحت كده حب ايه انت ب.........  العيال فين يلهوى البنات فين" 

التفت حولها وهى تنظر علها تجدهم لكن لم ترى شى 

سهيله ببكاء "البنات فين استر ي رب" 

فقال محمد برازينه وهو يحاول تهديتها 

"اهدى بس وهنلقيهم اكيد ما تخافيش" 

لكن سهيله لم تنتبه لكلامه وهى تردد

"هقول لحياه ايه كل مرة كده هيكونوا راحوا فين" 

"اهدى "

"دول ما يعرفوش حد هنا" 

"اهدى" 

"معقول اتخطفوا" 

هتف محمد بغضب وكانه تحول لشخص لم تراه من قبل

"بقولك اهدى وما تخافيش طالما دخلوا الحارة يبقا هما كويسين اهدى كده ادينى عشر دقايق بالكتير لو ماكانوا قدامك مبقاش محمد اهدى" 

صمتت سهيله وهى تطالعه بزهول فهو اوقفها امام منزله وامسك هاتفه واخذ يرن على احدهم ويتحدث برجوله وهى تتامل به فاقت على صوته وهو يقول بعد ان اغلق الهاتف

"بخير ومع هاشم ي ستى ولا تخافى دقيقه وتلقيهم قدامك" واكمل بمزاح "اجيب الحجه امتى" 

لم ترد عليه سهيله فقط تطلعت خلفه على هاشم الذى يحمل الصغيرتين فتركته واقتربت منهم وهى تهتف بلهفه للصغيرتين

" انتو كويسين"

‏امات الصغيرتين

‏فتابعت سهيله بعتاب  

‏"ينفع كده كنت هموت من القلق عليكم افرض حصلكم حاجه "

‏رد هاشم هذه المرة 

‏"حصل خير انسه وهما معايا هستاذنك تبلغى امهم انى هاخدهم لانهم  عايزين يشوفوا الخرفان عندى فى المحل دا لو ينفع "

‏حسنا هو كان يتحدث بامر وقوة لا ياخذ رايها كما يبدوا كلامه اذن  كيف ترفض تلك المسكينه التى تعلم ان حياه ستقلب الدنيا على راسها 

  " ‏ا... "

‏لم تكمل حتى كلمتها واخذ هاشم الصغيرتين وغادر دون كلام وترك سهيله تنظر لهم بحسرة 

" ‏طيب سيبنى اعترض حتى ابرر لحياه انى حاولت "

" ‏انت بتكلمى نفسك "

" ‏وانت مالك ابعد عنى ي عم ايه الاشكال دى بس ي رب"

‏وغادرت وهى تهتف بذلك تاركه محمد ينظر لها 

" ‏امتى تحسى بيا،  بس معلش هانت هانت "


............ 

كانت تقى تجلس فى تلك الغرفه التى تشاركها مع زمردة فى منزل السيدة زينب وهى تمسك بهاتفها الذى اخذته من امها لمدة ساعه حتى تفصل قليلا من ضغط المذاكرة 

فتحت الوتساب لتجد رسالة من رقم غريب 

" ازيك ي تقى عامله ايه طمنيني عليكي وحشتيني اوى "

ردت تقى وهى تظن انها احد اصدقائها لكن رقمها غير مسجل عندها

"الحمد لله بخير  بس انتى مين "

‏ثم انشغلت بالتحقق من باقي الرسائل المرسله حتى انتهت الساعه كادت تخرج لتعطى امها الهاتف لكن استوقها ان الرسالة التى ارسلتها للرقم قرأت وايضا يكتب انتظرت حتى استلمت الرسالة 

" ‏خمنى مين "

‏فكتبت رحاب 

" ‏لا "

‏ذكرت اسماء الكثير من اصدقائها لكن لم تكن اى منهم  حتى كتبت 

" ‏انا مش عارفه انتى مين "

‏فجائها الرد

" ‏كده ما تعرفنيش هديكى تلميح درس الفيزياء"

" ‏لا برضوا مش عارفه "

‏كتبت ذلك وانتظرت الطرف الاخر ليرد لكن امها دخلت وهى تقول 

" ‏ها ي ست تقى بقالك ساعه ونص واحنا اتفقنا ساعه" 

‏نظرت تقى للوقت فوجدت انه مرت نصف ساعه 

‏"معلش ي ماما حقك عليا ما اخدتش بالى اتفضلى اهو "

‏اخذته السيدة امنه منها وهى تقول بحنان 

‏"جدعه ذاكرى بقا وانا شويه وهجبلك سندوتشات جبنه انما ايه تستاهل بقك"

‏ واكملت بتحذير 

‏"لو دخلت فجاة ولقيتك  كده ولا كده ومش بتذاكرى محدش هيحوشك من تحت ايدى سامعه  "

‏اكملت

‏" اللى بيذاكر بينفع نفسه على فكره لما نشوف هتعملي ايه "

‏ردت تقى بمشاغبه 

" ‏ربى عيالك ي امنه،  اتفضلى علشان اذاكر قال العب قال دا انا باكل الكتاب اكل حتى اسالى عمو محمد على رغم برضوا انا علمى بكره لما اجيب درجات حلوة كده واغيظ الاعداء اللى اسمهم امنه هتشوفى "

‏غادرت السيدة امنه وهى تنظر لها بغيظ وتغلق الباب بشدة وهى تهتف بصوت عالى" لما نشوف ي بت محمد كله هيبان ويوم الامتحان يكرم المرء او يهان " 

‏ثم اكملت بصوت منخفض وهى تدعو لها 

" ‏ربنا يكرمك ويوفقك ويديكى قد تعبك واكتر كمان ويفرح قلبك ي تقى انتى واخواتك "واكملت" اما اروح اعملها تاكل البت باين عليها الارهاق "

‏.. 

‏رنت سهيله الجرس وهى تدعو الا تفتح حياة اى شخص اخر غير حياه لكن هناك مقوله تقول الحياة تعطينا عكس. ما نتمنى فمن فتحت لها بالطبع كانت حياه التى قابلتها بترحاب ثم نظرت حولها وهى تسال

" ‏امال فين البنات "لكنها ادركت شئ فقالت بضحك

"هما مستخبين ولا ايه هتعملى حركات زمردة ي سهيله انت مش عاقله ولا زمردة عدتك ولا ايه" 

لم تجب سهيله فقط طالعتها بتوتر استغربته حياه 

"مالك متوترة ليه هو حصل حاجه ولا ايه البنات فين ما تردى" 

"عند المعلم هاشم" 

ردت حياة بتلقائيه فهى لم تستوعب كلامها

"اه مش تقولى انهم عند....." ثم ادركت ما قالت سهيله فين "انتى قولتى فين "

"عند المعلم هاشم "

"هاشم وبعملوا ايه بقا" 

"هقولك بس ما تتعصبيش" 

"مش هتعصب انا هاديه خالص اهو" واقتربت منها وهى تغلق الباب وتقول بغضب خفى " قولى بقا "

"هقولك" 


............. 


عند هاشم كان ينظر للصغيرتين اللتان يلعبان مع ذلك الخروف المسكين الذى يشعر انه يطالعه بعتاب او هكذا شعر لكن   ماذا يفعل هو لحظ ذلك الخروف  الذى اوقعه امام تلك الصغيرتين التى تشد احداهما قرونه والاخرى تحاول تسلقه ي الله اتظن انه حصان ام ماذا

فكر فى طريقه لشغل انتباههن عن ما يفعلن فضميره يانبه حقا على ما يفعلن بذلك الخروف المسكين وايضا ليحصل على معلومه عن تلك الغاضبه فوجد اسهل طريقه وهو استفزاز احداهن فنتبه الاخرى فهو لاحظ تعلقهما ببعضهما حسنا للحق احسنت تلك الحياة تربيتهم فهذا يظهر من سلوكهم وايضا حافظت على طفولتهم 

هتف هاشم بمكر 

"بقولك ي فاطنه" 

لم تنظر له فاطمه حتى وهى تقول 

"فاطمه" 

ثم تابعت اللعب مع اختها ولم ينتبه له احد 

حسنا لم ينفع هذا اذن ليجرب مرة اخرى  

"وقولتيلى ي فاطنه اختك اسمها ايه" 

التفتت له هذه المرة الاثنتين لتقول خديجه بينما تطالعه فاطمه بغضب

"اسمى خديجه وهى فاطمه مس فاطنه ي عمو" 

"امم خديجه وفاطمه ومين بقا اللى سماكم كده امكم يوه قصدي مامى" 

امات الصغيرتين 

فسال هاشم 

"طيب وابوكم قصدى بابى بقا بالمرة عجباه اسماكم" 

امات الصغيرتين 

وقالت فاطمه بفخر 

"بابى بسمع كلام مامى فى كل حاجه" 

هز هاشم راسه وهو يقول 

بيسمع كلام مامى قولتيلى  ومالك فخورة كده ما علينا ثم سال سوال يريد معرفه اجابته بشدة 

"وبابى بقا فين" 

اجابت خديجه  بحزن اوجع قلب هاشم 

"بابى زعلان مننا" 

اقترب هاشم منها وهو يحملها عندما وجدها على وشك البكاء

"حد يزعل من القمر دا" 

هتفت فاطمه وهى تحاول ان تبدو اكبر سنا واكثر تفهم من اختها مما احزن هاشم حسنا يبدو ان لهم حكايه يجهلها 

"ديجا مامى قالت ايه بابى مش زعلان مننا هو زعلان هو ومامى" واكملت بتامل

" وان شاء الله هيتصالحوا "ثم نظرت لهاشم بنظرة لم ينساه هاشم ابدا 

" مش كده ي عمو "

هاشم بحنان وهو يحملها

" طبعا ي طمطم "

ثم اكمل ليغير ذلك الموضوع الذى ندم على فتحه فيبدو ان امهم تحمل هموم تحاول ان تداريها عن هولاء الصغار لكنها فشلت لكن ما دخله هو بكل هذا لا يعلم لماذا لديه فضول لمعرفه حكايتها 

"يلا بقا اروحكم بدل ما نلاقى امكم قصدى مامى هنا وتاكلنا هم المم" 

ضحكت الصغيرتين على اسلوبه وهو يقلد والدتهم بطريقه مضحكه 

........... 

"اهلا اهلا ي بيه طيب والله القسم نور دا يحيى باشا هيفرح قووى لما يعرف انك هنا حكم دا شكله زعلان قووى بالله عليك ي بيه تجوزه اللى عايزه واقنع الست الوالده "واكمل وهو يفتح الباب لمحمد الذى ات ليحيي الذى طرده منذ مغادره زوجته البيت ولم يعد فآت هو لذلك الابن العاق 

"حكم باين عليها مش راضيه تجوزه ي بيه  بس ليه كده" واسترسل فى حديثه بينما يحيى الذى تفاجا بدخول والده مع مغاورى الذى لم يستاذن حتى قبل ان يدخل وتفاجا اكثر بما يقوله مغاورى

"رغم انى زعلان من يحيى باشا انه ما اخدش راى وخبى عنى الموضوع حكم دا مش بيخبى عنى حاجه واصل بس هو تلاقيه اتكسف" واكمل بضحكه سمجه تستفز يحيى 

"شباب بقا اول مرة يحب نقول ايه انت عارف ي بيه انا لما حبيت البت سعديه كن.......... "

قاطعه يحيى بغضب 

"اسكت ي زفت انت بتقول ايه حب ايه وزفت ايه انا مش قولتلك انه ما فيش حاجه من كده "

هتف مغاورى بعند 

"ما تكدبش عليا ي باشا امال انت غضبان ليه وسايب البيت" 

" انت مالك ي بنادم وايه غضبان دى شايفنى واحده سايبه بيت جوزها ما تتتلم بدل ما انت عارف امشى بره وحسابك معاى بعدين على كلامك دا وفتح الباب كده من غير ما تستاذن بره "

خرج مغاورى وهو يبرتم 

"كل شويه بره بره انا غلطان انى بساعدك عامل زى القطط" 

"سامعك ي زفت زود فى حسابك زود "

هتف بذلك يحيى الذى استمع لما يقول مغاورى وهو يغادر 

ثم التف الى والده الذى كان يضحك وهو يقول بغيظ 

"نعم هتطردنى من هنا كمان "

ازاحه والده وهو يجلس على الكرسى ويقول

"اقعد بس هتعملى فيها مقموص بقا كلكم كده سيبتوا البيت اقعد لوحدى يرضيك "

"سيبت ايه انت مش طردتنى من البيت وهزقتنى "

والده بانكار يجلط يحيى 

"انا ي بنى عملت كده ماكنش العشم دى اخره تربيتى فيك دا انا عمرى ما زعلتك ولا هزقتك هو فيه حد بيحترمك زى" كده واكمل  بتمثيل 

"لو مش متحملنى ي بنى وخلاص بقيت تقيل عليك ودينى دار مسنين هما هيتحملونى هناك طالما ابنى ي ناس مش عايزنى "

"بابا من الاخر عايز ايه بلاش الشويتين دول دول بياكلوا مع بناتك لكن انا تربيتك زى ما بتقول"

اعتدل محمد بجلسته وهو يعود لطبيعته 

"تربيه زباله هو انا ربيتك اصلا هما بناتى بس اللى عرفت اربيهم ما علينا" اكمل بجديه "امك طولت فى بعادها وانا عايز اصالحها وانت هتساعدنى"

كاد يحيى ان يعترض لكن محمد تابع 

"قبل ما تعترض اسمعنى للاخر  شهر كامل امك مش هتفتح معاك موضوع جوازك" 

"تلات شهور "

"هو شهر" 

" طيب شهرين "

"شهر" 

"شهرين الا عشر ايام واسيب البيت يومين" 

"شهر" 

"طيب شهر ونص واسيب البيت اسبوع" 

"موافق "

"بسرعه كده يظهر انك مجهز اوراقك كلها ي متر" 

"عيب عليك ي حضره الضابط لما تستخف بالمحامى ولا ايه" 

"ولا ايه المهم هساعدك ازاى "

"هقولك" 

..................................... 

كانت حياة تدور حول نفسها  فى المنزل وهى محتاره أتذهب لذلك الهمجى مرة اخرى ام لا لكن صغيراتها معه هل تتركهم معه 

وكل من زمردة وسهيله  يتابعنها بينما امها والسيدة زينب بالمطبخ وصوت ضحكاتهما فهن صرن رفقه وكانهم يعرفون بعضهم منذ زمن 

اخيرا قررت ان تذهب لتاخذ فمن هو هذا البلطجى لتترك معه بناتها كيف تأمنه عليهم بعد ما فعل من قبل 

فقالت بتاكيد 

"ايوه هروح" 

ثم عاوت المشى ذهابا وايابا

همست زمردة لسهيله 

"هى مستنيه ايه مش خامس مرة تقول هتروح وترجع" تلف تانى اكملت عندما اعطتهم حياه ظهره 

"شكل هاشم دا مخليها خايفه دا اول حد يعمل كده صراحه متشوقه اشوفه" 

همست لها سهيله 

"تشوفى ايه دا فعلا يخوف دا ما ادنيش فرصه حتى اوافق 

اول مرة قابلته ماكنتش مركزه علشان حياه وكده لكن المرة دى ركزت ويا ريتنى ما ركزت وبعدين اختك مين اللى خايفه دى كل ما تشوفه تتخانق معاه وتقولى خايفه بقولك ما عرفتش اقول حرف قدامه ودى بتتخانق يبقى مين اللى بيخاف اسكتى بدل ما تسمعنا" 

همست لها زمردة بعند

"لا خايفه اختى وانا عارفها مستحيل تسيب بناتها كل دا لوحدهم" 

"اسكتى بقا هى اصلا مش طايقانى كويس انها ما هزقتنيش على اللى حصل ومن وقت ما قولتيلها اللى حصل وهى على الحال دا" 

زمردة بهمس

"ودا اكبر دليل على كلامى  مش عارفه ليه شامه ريحه كده مش ولا بد الموضوع دا فيه ان بكره تقولى زمردة قالت" 

"هيكون ايه يعنى" 

"مش عارفه بس حسى الصحفى بيقولى كده" 

"حسك الصحفى ي اختى اتوكسى بس لما نشوف هتعملى ايه بكره خلي بالك امك متحلفه ليكى لو ما كملتيش فى الشغل دا هتوريكى الويل اوعى تكونى فاكره انك علشان اتقبلتى فى الشغل فهى سكتت انا سمعتها بتقولها انها مستنيه غلطه فخلى بالك هى مش وراها غيرك حاليا" 

"اه ي امنه كده بتنيمنى بس عادى ولا يهمنى بكره تتصالح مع بابا وتنسى الدنيا" 

"انت بتضحكى على نفسك ي زمردة صح امك ي اختى مش بتنسى شكلك انتى اللى نسيتي اديها على قفاكى ومحتاجه تفتكرى"  

"قومى ي بت من جنبى مش عارفه حياة مصحباكى ازاى 

كل دا علشان بقول الحقيقه" 

"حقيقه فى عينك قومى"

‏قاطعهم حياه بنرفزه

" ‏اسكتوا بقا انا نقصاكم" 

‏وغادرت لتفتح الباب وتذهب لهاشم. لكنها تفاجات بمن كاد يدق الجرس

" انت "

" ‏بنت حلال كويس انك فتحتى كنت لسه هرن الجرس والله "

‏نظرت له حياه بغضب ولم ترد عليه فقط اخذت منه الصغيرتين اللتان كان يحملهم وكادت تغلق الباب لكنه اوقفها وهو يعطى الصغيرتين كل واحد كيس ادركت محتواه من نظره فهى معتاده ان تشترى للصغيرات من تلك التسالى

‏شكرته الصغيرتين وركضتا للداخل بفرح بينما حياه كادت تغلق الباب للمرن الثانيه لكنه اوقفها وقال

" ‏حقك عليا ي دكتورة على اللى حصل اخر مرة انا ما كنش قصدى انا راضى باللى تقولى عليه لانه حقك "

‏لم ترد عليه حياة فتابع 

" ‏خلاص بقا ما يبقاش زعلك وحش قولتك اسف وعلى فكرة مش بقولها لاى حد واسال لو مش مصدقه"

‏هتفت حياة بغيظ منه 

‏"حتى وانت بتعتذر مستفز"

"خلاص من غير استفزاز حقك عليا" 

"خلاص حصل خير"

"يعنى مش زعلانه "

" ايوه ما قولنا خلاص"

"اذا كان كده يبقا تنزلى عيادتك  وانا كلمت دكتور محمد علشان يكون معاكى لو احتاجتي اى حاجه وكده وضبط مع الصنايعيه علشان تختارى الالوان وكده على ذوقك" 

ردت حياة بادب

" شكرا خالص تعبك معاى مكنش ليه لزوم "

"لا تعب ولا حاجه اعتبريه اعتذار المهم انك مش زعلانه" 

"لا والله مش زعلانه خلاص"

"اذا كان كده يبقى تاخدى دا"

اعطاها كيس يشبه خاصه الصغيرتين لم تنتبه له حياه غير الان غادر سريعا دون ان يترك لها فرصه للاعتراض 

اغلقت حياه الباب وهى تنظر لما بين يديها وعقلها سارح فيما حدث الان ومن قبل 

لكن فاقت على صوت زمردة وهى تقترب منها وتقول 

"مالك واقفه كده واي ده "

ازاحتها حياه وغادرت سريعا لغرفتها وهى تقول 

"وانت مالك "

غير مدركه لحالتها الان التى استغربت منها زمردة 

"الموضوع فيه ان وكان كما يلا كل واحد فحاله بكره كل حاجه تبان اروح انام عندى شغل بدرى "

اما هاشم فهو غادر سريعا بعد ان اعطاها الكيس لا يعلم لما أخوف من ان ترفض أم احراج ام ماذا فهو لا يعلم لماذا اشترى لها مثل الصغيرتين حيث شعر انها طفله مثلهم لكنها طفله غاضبه وحزينه  تحمل هموما تتجاوز قدرتها وشعر ان ذلك قد يسعدها  


................ 


استيقظت زمردة مبكرا واستعدت للذهاب لمكان عملها الجديد لكن لفت انتباها وهى تخرج من الحارة ان تقابل ذلك الشخص الذى ساعدها فى جريمتها وايضا انقذها امام سهيله فالقت عليه التحيه فاما لها عيسى وغادرت سريعا لتلحق المترو حيث لذك استيقظت مبكرا حتى تصل لعملها فهى مفلسه حاليا فامها لم تعطيها اى اموال لتركب تاكسى  حيث تظن ان بذلك قد تتمسك بالوظيفه مثلا يعنى 

لكن لفت انتباها مرة اخرى ذلك الشخص الذى تلقبه بالمنقذ   الان يتبعها ايضا المترو وجلس خلفها وعندما نزلت لحق بها لكنها لم تظن به السوء فهو ساعدها من قبل حسنا للحق هى الان تظن به السوء فهو دخل نفس الشارع الذى دخلت به 


إن  كانت تظن به من قبل فهى متاكده الان انه  يلاحقها فقد دخل نفس الشوارع التى تدخل بها وما اكد لها انه اتبعه لنفس الشارع الذى من المفترض انه يوجد به المكان الذى ستعمل به

فالتفت له بعد ان تابعها  لنفس الشارع وهى تقول بخناق 

"انت  ي استاذ ماشى ورايا من الصبح ليه كل ما اركب تركب انزل تنزل ورايا ادخل شارع تدخل ورايا هو فيه ايه انا عرفاكم انت من اللى بخطفوا البنات ويبعهم شكلك منهم" 

تفاجا عيسى مما تقول تلك الغبيه يلاحق من هو لم ينتبه لها الا الان حيث يشغله امر مهم

"ماشى وراكى  ايه ي انسه وخطف ايه انا جيت جنبك دا طريق شغلى انا شغال هناك  " 

واشار الى مكان لم تركز زمردة لما يشير حيث تابعت بصياح 

"اعملى فيها محترم بقا واضحك عليا انا عارفاكم ي خطافه الاطفال ي حراميه" 

عيسى باستهزاء فليس وقتها حقا

"اطفال مين بس كل دا وطفله هو رمي بلاء وخلاص بعد اذنك علشان ورايا شغل" 

زمردة بصوت عالى 

"شغل اه هتشوف حد تخطفه طالما انا ما نفعتش صح" 

واكملت بصياح التم عليه الناس

"الحقونى ي ناس الراجل دا هيخطفنى" 

اقترب احدهم وهو يقول

"انتى بخير ي انسه" 

فردت زمردة 

"اه كويسه الحمد لله انى لحقت نفسى منه الحرامى" 

رد عيسى 

"حرامى مين  ي بت"

لكنه لاحظ اقتراب الناس منه بنيه تحمل الغدر وزمردة تنسحب من امامه فقال

"ي جماعه انتوا فاهمين غلط اهدوا بس وصلوا على النبى"  

لكن لم يهتم احد بكلامه وانهالوا عليه الضرب 

بينما غادرت زمردة لمكان عملها الجديد وبدات باول المهام الموكله اليها وتعرفت على زملاء العمل الذين ارتاحت لهم كثير حتى انتهت مما كلفت به فسالت احد زملائها عما يجب فعله فاخبره انها تحتاج الى  امضاء المدير لكنه حذرها انه غاضب جدا اليوم لذلك فلا ترتكب اى اخطاء فذلك يغضبه فى العاده واليوم هو غاضب فحذرها مما قد يحدث فراجعت زمردة ما قامت به مره اخرى ثم هيات نفسها وطرقت باب المدير وما ان  اذن لها بالدخول حتى تفاجات بما راته

"" 

................. 

عند سهيله كانت تجلس فى منزلها بعد ان غادرت من عند خالتها امس وتتذكر ما حدث امس مع محمد وما قاله لها وعقلها سارح فى افكاره فكيف يحبها ومتى اصلا احبها هم لم يلتقوا الا مرات تعد على الاصبع فكيف وقع بحبها هو لم يعرفها اذن كيف احبها ايعقل انه مجنون حسنا هو يبدو مجنون فعلا فتلك تصرفات مجنون لكنه اخبرها انه يريد ان يتقدم لها وايضا يبدو ان له شخصيه مختلفه عن تلك التى تراه دائما بها فذلك ظهر عندما اختفت الصغيرات فلقد شعرت انه سند يمكن الاعتماد عليه وهذا شعور نادر ما تشعر به مع احد غريب غير والده و...... 

قاطع افكارها التى احتلها محمد بجدراه الذى ان علم ذلك سيرقص فرحا انه واخيرا لفت انتباها

دخلت والده سهيله الغرفه وهى تقول لسهيله بفرحه 

"عندى ليكى خبر حلو خمنى" 

ردت سهيله 

"هتعملى مكرونه بالبشاميل" 

امها باستنكار من كلامها

"بقوبك خبر حلو تقوليلي مكرونه ركزى معاى كده" 

ثم اقتربت منها وهى تجاس جنبها على السرير

"انا لسه عارفه من وابوكى هو قالى ما اتكلمش معاكى بس انت عارفه مش هقدر اسكت" 

سهيله بفضول

"خير ي ماما شوقتينى اعرف هو خبر عسكرى ولا ايه" 

"جايلك عريس"

"عريس" هتفت سهيله بشرود وعقل يتذكر جمله محمد عندما اخبرها انه سيتقدم لها 

لكنها انتبت لكلام امهم فسالت 

"انت قولتى شغال ايه" 

"مالك سرحانه بقولك مهندس والده متوفى وعايش مع امه ومؤدب وابن ناس وابوكى بيشكر فيه" 

"مهندس "

"اه مهندس مالك ي بت سرحانه كده فى ايه مالك" 

"ما فيش"

"عمتا هو هيجى النهادره هو وامه فجهزى نفسك واعمل متفاجاه لما ابوكى يقولك سامعه" 

امات سهيله بشرود غير منتبه لخروج امها فعقلها شارد ان ذلك العريس ليس محمد  فمحمد طبيب وذلك العريس مهندس هى لا تعلم لماذا هى حزينه لذلك لكنها حزينه 


فى المساء 

تجهزت سهيله لمقابله ذلك العريس رغم انها متاكده انها سترفض لكن لاجل امهت وابيها ستحاول مجاراة تلك الاحداث 

دخلت بالعصير كما هى العادة فى تلك المناسبات لتتفاجا بذلك العريس وتسقط العصير وهى تقول بصدمه

"انت " 


............. 

عادت حياة الى المنزل بعد يوم متعب حقا كان يوم صعب لكنها انجزت الكثير وبقى القليل لتنهى التجهيزات وتفتح العيادة التى حلمت بها كثيرا للحق ساعدها المعلم هاشم كثيرا فبدونه لم تكن لنتجز كل هذا تحتاج لشكره حقا 


كادت تنام لكن قاطعها صوت وصول رساله فى العادة هى لا تهتم لكن لاتعلم ما الذى دفعها للنظر فى الهاتف ويا  ليتها لم تفعل حيث صدمت بمحتوى الرساله المرسله من رقم غريب  واخذت دموعها تجرى على خدها دون شعور منها حيث كان محتواها 

" جوزك قصدى طليقك بيتجوز دلوقتى او زمانه اتجوز واحده غيرك علشان شركه تخيلى انتى ارخص عنده من تمن شركه هسيبلك العنوان لو حابه تروحى تتاكدى"


للمرة الثانيه تفعلها تتحرك دون تفكير تقف امام الحارة وهى تبكى  تحاول ايقاف تاكسى  لا تعلم كيف خرجت لم تخبر احد غادرت بصمت لتذهب لتراه للتاكد قلبها يصرخ ويكذب كل هذا وعقلها متاكد ان ذلك صحيح

"بتعيطى ليه ونازله ليه دلوقتى فى حاجه" 


.... 


ا 

الفصل السادس عشر

🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶

#حياةالمعلم 

الفصل السابع عشر 


"مبروك ي عريس" 

هتف بذلك والد حمزة سيد لحمزة بعد ان كتب كتابه على تلك العروس فاخذه سيد فى مكتبه فى الفيلا التى يقام بها الزفاف  ليهئنه

تابع سيد وهو يعطيه اوراق

"اتفضل ي عم اهو ورق الشركه هديه" واخذه بحضنه وهو يقول

"الف مبروك ي ولا" 

ابتعد عنه وهو يجلس على المكتب ويامره بالجلوس

"المهم عايزه اقولك حاجه الشراكه مع والد عروستك هتستمر سنه بالكتير سنه ونص فتشد حيلك كده وشركه كمان هديه ي عم هتكون معاك" 

"اشيد حيلى ازاى" سال حمزه بعدم فهم

اجابه سيد بحقارة 

"ازاى ازاى يعنى انت عبيط يلا ولا ايه يعنى انا انصحك انك تجرب كل الستات وتاخدنى قدوة  واخليك تتجوز وحده اكيد لا انت تعيش حياتك معاها وتفك كده بدل وشك العكر اللى شبع امك" 

"برضوا مش فاهم "

"مش فاهم ايه" ثم وقف وجلس امامه وهو يقول

"ي حمار افهم انت تعشلك يومين وتجيب ولدين"

 واكمل بتحذير 

"اولاد بلاش بنات وتخلص الشراكه وناخد منها العيال وانا هربيهم"

 واكمل بتامل 

 ‏"هربيهم دول هيبقوا الورثه بتوعى"

التف ايه وهو يقول

"عايز توام بس المرادى اولاد وامهم بنت حسب ونسب لما يكبروا يعرفوا قيمته" 

اغتاظ منه حمزه وصاح بغضب 

"انا لا يمكن اعمل كده" 

رد والده باستفزاز 

"هتعمل ي حبيب ابوك والا انت عارف" 

ثم اكمل

" إلا خديجه وفاطمه عاملين ايه ولا امهم الجربوعه عرفت مكانهم سمعت انك بتدور عليهم "

 ‏تابع بتهديد 

 "فاكرنى مش عارف فوق بدل ما تزعل عليهم  انا لغايه دلوقتى كويس معاك  ‏اقعد كده واسمع الكلام  بدل  ما تدور عليهم  تقوم تزورهم" 

 ‏جلس حمزة وهو لا يظهر على وجهه شئ 

 ‏اكمل سيد وهو يربت على قدم حمزه 

" ‏كده جدع وتعجبنى استنى الوريث "

 ‏اما حمزه براسه

 كاد والده يتحدث لكن صوت دوشه وتوقف الموسيقى بالخارج قاطعهم فخرجوا ليروا ماذا يحدث ليتفاجا حمزه بمن بالخارج

" ‏حياه "

.......... 

تجلس بالسيارة مع ذلك الذى لاتعلم من اين خرج لها لكن لا يهم يكفى انه ساعدها رغم  عدم فهمه لما   يحدث واااه مما يحدث معها لا تعلم ماذا تريد منها الدنيا الا يكفى ما حدث لكنها المخطئ تالمها هذه المرة ليس ذنب احد بل ذنبها هى من ارادت مواجهته  تذكرت ما حدث منذ ساعات 


flash back 

"بتعيطى ليه ردى عليا بقولك" 

هتف بذلك هاشم لتلك التى تبكى امامه بشكل استفز رجولته فاراد ان ياخذها باحضانه ويحميها من العالم اجمع لكنه استغفر ربه لتلك الافكار  واعاد سواله

"ما تردى عليا بقا" 

لكن لا رد فقط تحاول ايقاف تاكسى ودموعها تسيل بلا توقف استمر فى سوالها لكن لا رد فغادر وتركها

لم تنتبه حياه لمغادرته كل ما تريده  ان تواجه ذلك الغادر وكأن تلك الرساله اعطتها الشجاعه للمواجهه التى تهرب منها لتبدا حياة جديده لكن يجب ان تنهى تلك الحياة اعتادت المواجهه ولكن ما حدث كان فوق  احتمالها احتاجت استراحه محارب وتلك الرساله اعادت لها روح المحارب لكن رغم ذلك هى محروجه ودموعها التى تنهر خير دليل على مدى حرجها لكن لا يهم فلتواجه الان والزمن يداوى فقط تجد ما يوصلها لهناك لكن اين 

قاطع كل ذلك تلك السيارة التى اقتربت منها وظهر ذلك المعلم الضخم امامها مرة اخرى وهو يقول لها بطريقه امريه 

"اركبى" 

 استفزتها طريقته وان كانت فى موقف اخر كانت  ستريه كيف يتخدث معها ذلك الضخم هكذا لكنها مع ذلك لم ترد حتى اعاد كلامه بصوت اعلى واسلوب مخيف ارعبها فركبت السيارة سريعا وهى تسبه بصوت منخفض وصله 

" ‏همجى وجاهل"

 رد هاشم باستفزاز 

 ‏ ‏"نسيتى قلبل الادب واحترم نفسك  "

" سوق وانت ساكت"

 ‏اغتاظ منها وصاح بغضب 

" ‏ويا ترا بقا ي ست الدكتورا عايزة تروحى فين"

 وكانه بسواله اعاد فتح الجرح فاعطته العنوان بشرود وعقلها سارح فى ما حدث معها هى تريد اجابه سوال واحد من ذلك الغادر لماذا فعل ذلك فيما قصرت معه اخذت تتذكر حياتها معه علها تجد سبب يبرر ما فعل لكن لم تجد فمنذ زواجهم وانجابها الصغيرتين واه من الصغيرتين لم تكن تريد لهم تلك الحياة لكن ليس بيدها شى اعانها الله على تربيتهم هم هديه الله لها كم اردت ان تربيهم كما تربت فى بيت ملئ بالحب والمودة كانت تحاول بناء منزل  بدوم مهما مر عليه الزمن لكن ليس كل ما يريده المرء يدركه 

 ‏ وعاود ذلك الڛؤال الذى يطاردها منذ ما حدث معها يتردد فى بالها  ماذا ينقصها عن تلك التى تركها لاجله ماذا الذي يجعله يفعل ذلك لتهون عليه حياتهم وصغيراته 

 ‏فاقت من تلك الدوامه على صوت هاشم وهو يخبرها بوصولهم فشكرته ونزلت 

 احتار هاشم ايلحقها ام لا 

" ‏اف بقا وانت مالك ي بارد ما هى لو عايزك معاها كانت قالت هتدخل ليه فى اللى مالكش فيه وحده وكانت تعيط وعايزه توصيله وساعدتها كانها اى حد مالك بقا فى ايه هتمشى ي هاشم وتتلم وترجع بيتك تشرب شايك وتتخمد مالك انت واضبط علشان انت حالك مش مضبوط "

 ‏حادث هاشم نفسه وهو يغادر المكان لكن فى مواجهة بين العقل والقلب دائما ما يفوز القلب ما لم يكسر  

 ‏عاد هاشم لنفس المكان الذى ترك به حياه حيث لم يطاوعه قلبه على تركها منظرها وهى سارحه وتبكى اوجع قلبه مهما كابر هى بها شى  يوثر  به شى لا يستطيع تحديد ماهيته لكنه يشعر  بشعور جميل لم يشعر به رغم زيجاته قد تكون عيونها البريئه التى تشبه عيون صغارها التى تحثه على حمايتههم من الدنيا ام الحنان الذى يشع منها فتلك الصغيرة تذكره بامه رحمها الله  فى حنانها  ام عصبيتها التى تروقه تشبه القطه التى تحتاج ترويض لكن كل ذلك لا يهم الان المهم ان يتبع ذلك الشعور الذى يخبرها انها تحتاجه بشدة الان 

 ‏دخل هاشم وهو يبحث عن حياة فى ذلك المكان الذي دخلت بيه ليتفاجا مما يحدث معها فاقترب من مكان وقوفها وهو يستمع لحديثها الذى اوجهه كيف تحملت تلك الصغيرة كل هذا لكنه لم يرد التدخل الا اذا احتاجته وهذا ما حدث فردد وهو يقف امامها 

 ‏"استعنا على الشقى بالله ما كان  زمانى باكل رز مع الملايكه لكن طول عمرى فقرى نقول ايه "

 ‏........................... 

 ‏عادت زمردة للمنزل وهى مصدومه لا تعرف كيف تتصرف  بعد ما فعلته الا يكفيها ما فعلته فى الصباح لتنيه بما فعلته بعد ان راته مرة اخرى فهى ما ان رات عيسى بمكتبه حتى نهرته لكونه يلاحقها حتى بالعمل ايضا لا تعلم اين كان عقلها وهى تخبره بذلك بكل جديه وغضب وماذا يظن الان عنها ترا ايراها غبيه فهو اخبرها بكل ببرود انه مديرها وان ذلك مكتبه وايضا طريق عمله كان يلمح وان لم يكن ياكد انه لم يلاحقها فى الصباح او الان هى الغبيه واكدت ذلك بعد ان رمت الملف الذى عملت عليه طيله اليوم بوجه وتركته مصدوم من هروبها وكانه فعل لها شئ 

 ‏هى لم تفكر حتى وهى ترميه بالملف وتترك الجريدة بما فيها وها هى تعود للمنزل مرة اخرى ترا اتخبر والدتها عن استقالتها اليوم ام تنتظر يومين حسنا هى تعلم  تخبرها مع نهايه الشهر وكيف لم يمنحوها راتب وهى من عملت بجد ولم تكافا على ذلك وطردوها وهكذا ستواسيها امها لشهرين او ثلاث حتى تستعيد نفسيتها التى ظلمت  وترتاح من العمل لكن السوال الاكبر والاهم ماذا ستفعل باقى الايام واين ستذهب لمدة شهر 

 ‏اخذت تفكر وهى تدخل للمنزل لكن قاطع افكارها صوت تقى التى تجرى وراء فاطمة وخديجه  على الاريكه تشجعهم

 ‏"تعالى ي بت هنا" 

 ‏"مش هتمسكينى اممم "هتفت بذلك فاطمه وهى تهرب من تقى  وتخرج لها لسانها لتعتاظ منها تقى ويكملن ركض وخديجه تشجع 

" ‏ ‏اجلى ي طمطم اجلى بسلعه "

( ‏اجرى ي طمطم بسرعه) 

تعبت تقى من الجرة وراء تلك القردة كما تدعوها 

فجلست على الاريكه وهى تصيح بصوت منهد من التعب 

" ‏انت ي زفته تعالى هنا اخد نفسى وامسكك ي زفته "

 اعترضت خديجه على ذلك 

" ‏عيب ي تقى هقول لمامى "

 ‏ نظرت لها تقى بغيظ ثم لاختها التى تتحرك امامها وتستفزها  لكن خطرت لها فكره فامسكتها  واخذت تقبل خدها بمشاغبه والصغيرة تتعالى صحكاتها 

" ‏هتقولى لمامى طيب تعالى بقا "

 ‏ثم وقفت وهى تقول لفاطمه بتهديد

 ‏" هتيجى ولا ادى خديجه للوحش ياكلها "

 ‏نظرت لها فاطمه بخوف على اختها 

 "وحش" 

" ‏اه وحش هتيجى بقا بالادب ولا "

 ‏لم تكمل كلامها لتقترب منها فاطمه  فهى تعرف كم تحب كل من هن الاخرى ارتسمت على وجه تقى ابتسامه انتصار طفوليه لكن لم تدم حيث افلتت خديجه من يدها وهربت كلتاهما منها واخذن معهم باقى كتبها وهن يصحن 

"الحقينا  ‏ي تيتا تقى هتضربنى" 

" ‏وتاكلنى للوحش "

 ‏خرجت على الصياح والدتها والسيدة زينب 

 "فى ايه اى اللى حصل مالكم" 

 ‏اقتربت فاطمه منها وهى تهتف ببراءة كادت تقتل تقى 

" ‏تقى ضربتنى وهترمى خديجه للوحش مش صح ي ديجا"

 ‏امات خديجه براسها بشده وهى تنظر لجدتها ببراءة هى الاخرى 


 لتصيح امنه فى تقى بغضب 

" ‏انت ي زفته مالك بولاد اختك قدك دول وربنا لاحرمك من المصروف وبعدين مش بتذاكرى ليه ها "

ردت تقى بتبرير 

"ي ماما هما اللى غلطانين  دول..." 

"بزمتك دول غلطانين "

قاطعتها امنه وهى تشير الى الصغيرات التى ينظرن  بكل ببرءاة ولطافه موجوده في العالم 

لتجيب تقى بتبرم 

"لا صراحه بس برضوا هما اللى غلطانين ي ماما دول رسموا فى كتبى وبوظوها  "

اجابتها امنه ببرود وهى تاخذ الصغيرتين لتجلس وتطعمهم فهى تركتهم قليلا لتجهز لهم الاكل 

"وفيها ايه يعنى يعيشوا ويرسموا" واكملت بحنان وهى تنظر لهم 

"قلب تيتا بيحب الرسم عايز يطلع رسام كلى ي طمطم يلا القطر رايح على بق مين" 

هتفت فاطمه بحماس" انا "

اكملت اطعامهم بينما تقى تكاد تموت غيظا 

"طب والله حرام بقا مليش دعوة عايزه كتب جديدة" 

اجابت امنه ببرود 

"حد قالك تسيبى كتبك مرميه" 

"ي ماما "

"بلا ماما بلا بتاع يلا على جوه روحى ذاكرى بطلى دلع" 

كادت تقى  تدخل بحزن لكن صوت امها اوقفها وهى تقول 

"ابقى خدى هاتى مكانهم"

 ثم اكملت وهى ترفع اصبعا بتهديد

" بس لو حصل حاجه تانيه مليش دعوة "

اقتربت منها تقى وهى تقبلها بحب وتقول بمشاغبه 

"ربنا يخليكي لينا ياست الكل ترا انتى ام الام انتى التوب انتى عظيمه والله الحج محمد دا امه دعياله انه اتجوزك"

ضحكت امنه عليها لتأمرها بحزم 

"يلا ادخلى ذاكرى عملتك اكل جوه" 

غادرت تقى بينما تتابع زمرده ذلك وهى تبتسم على حنان امهم فهى ونعم الام 

سالت زمردة امها عن حياة فاخبرتها انها عادت منذ فترة وتستريح بغرفتها وطلبت منها عدم ازعاجها لكن زمردة كانها اخبرتها ادخلى وازعجى حياة فدخلت الغرفة وتركت امها تهتف للصغيرات بتانيب 

"ينفع اللى حصل دا مش كده غلط" 

لم تعترض الصغيرات فهن يعلمن ذلك لتقول خديجه وفاطمه بخجل فى صوت واحد" احناا اسفين "

"بس مش انا اللى المفروض تعتذريله هتعتذروا لمين "

"لتقى" 

وكادتا تقوما ليعتذرن من تقى  لكن امنه منعتهم وهى تقول بحب "خلصوا اكل الاول ماصدقت انكم بتاكلوا يلا هم "

لكن صوت زمردة التى خرجت وهى تسالها 

"هى حياه فين ماما مش جوه" 

 ردت باستغراب  

" ‏مش جوه امال راحت فين شوفيها يمكن عند تقى  "

كادت تبحث عنها لكن رنين الجرس اوقفها لتتجه لفتحه لكن تفاجات بمن على الباب 

"انتو"

 ‏يا ترا مين دول 

🩶دمتم ساالمين 🩶...




               الفصل الثامن عشر من هنا 



تعليقات