رواية حالة الاقدار الفصل التاسع 9 بقلم رغدة


رواية حالة الاقدار
الفصل التاسع 9
بقلم رغدة


بسم الله الرحمن الرحيم 

ارتدى حاتم ذبلته وقامت هدى بإلباس نور ذبلتها وما هي الا دقائق حتى سمعوا طرق على الباب ..توجه تامر وفتحه ليجد بعض الجارات الفضوليات الاتي قدمن على صوت الزغاريط ليعرفوا سببها وحين دلفن وعلمن الخبر منهم من فرحت ومنهم من نقمت فهذه حال النفوس لبعض البشر 
اطلقت النساء وابل من الزغاريط وهنؤوا نور وعلموا ان كتب الكتاب هو الخميس القادم ف تامر اخبرهن بذلك ودعاهم ايضا لكتب الكتاب 

مر اسبوع على ابطالنا من التحضيرات وتم دعوة الاصدقاء والجيران لحضوره 
فرح علي لفرحة صديقه برغم كل ما يمر به من مشاكل في حياته وبارك له ودعى ان يكون لصديقه راحة بزواجه كان يتمناها لنفسه 

جاء يوم كتب الكتاب ورفضت حنان زوجة علي  حضوره لأنها مرتبطة بموعد مع اصدقائها.... وايضا رفضت ان تذهب لحي شعبي كهذا.... فكيف لإمرأة مثلها ان تذهب لتلك الاماكن فهو ليس مكان ذو قيمة لتدخله ....حتى انها قد استهزأت باختيار حاتم لفتاة من الطبقة الفقيرة لتكون زوجته ....وهذا أدى لنشوب مشكلة بينها وبين زوجها فهي لا تراعي مشاعر الناس وكل ما يهمها البريستيج خاصتها والسهر والخروجات التي لا تنتهي 

تم كتب الكتاب بالجامع بحضور الكثير من رجال الحارة  اما النساء كانت مجتمعة ببيت تامر مع نور 

احضر حاتم و علي الكثير من انواع الضيافة التي وزعت على الجميع وعند انتهاء كتب الكتاب بارك الجميع للعروسين .وجلسوا قليلا وانصرف بعدها كل لمنزله تاركين العائلتين معا ليكملوا احتفالهم البسيط 

دلف تامر ومعه حاتم للمنزل وكانت نور تجلس بأبهى طلة ...نظر لها حاتم نظرة طويلة كان ينتظرها طويلا 
كانت عيناه تنطق بعشق حلال وقلبه يتراقص طربا نظر لمحياها الذي يشع براءة وجمال وعينيها العسلية التي اخفضتها استحياء من نظراته وشعرها الأحمر الذي يخطف الأنظار بجماله 

جلسوا سويا وكان حاتم يجلس على مقربة من نور لبعض الوقت  وكان المتحدث خلالها تامر وهدى اما حاتم ونور كانوا بعالمهم الخاص كانت العيون تتحدث والالسنة صامتة 
تنحنح حاتم يحاول ان يجلي صوته ليقول : مبروك يا نور 
رمشت بعينبها بضع مرات لتقول بهمس بالكاد يسمع : ربنا يبارك فيك 
دار حوار بسيط بينهما وكانت نور تشعر بالخجل كثيرا وكان كلامها مقتصر على اجابات وردود  بسيطة على كلام حاتم 
انتهت السهرة ليعود حاتم ووالدته لمنزلهم 

على الجانب الآخر دلف علي لمنزله ليعيش اسوأ ما يتخيل في حياته فهو قد وجد اصدقاء زوجته بمنزله وليس فتيات فقط ولكن هنالك بعض الشباب وكان هنالك الكثير من المشروبات المحرمة وزوجته ترتدي لباس فاضح هي ومثيلاتها من صديقاتها 

كان مشهد فظيع لم يتخيل ان يراه قط الموسيقى شغالة بأعلى مستوى والجميع يتراقص على انغامها وبايديهم كؤوس من المشروبات المحرمة  

اتجه مسرعا ليشد زوجته من احضان ما يطلق علبه اسم صديقها وينهال عليه بالضرب المبرح فبأي حق يلمس زوجته ويراقصها ايضا بشكل مخل للآداب 

صرخ بهم وطردهم واطاح بالمسجل ارضا وقام بتكسير كل الزجاجات الموضوعة امامه 

كان كالثور الهائج فهو برغم كل تصرفات زوجته لم يظن ابدا ان تصل لهذا الانحطاط الأخلاقي 

كان يصرخ بألم ... الم يعتصر قلبه .... كاد ان يضربها ولكن اخلاقه تمنعه  ان يضرب امراة فكيف ان كانت زوجته وعشيقته التي تسكن فؤاده فأخذ يحطم أثاث المنزل وكل ما يقع تحت يده حتى تعب وانهار 

حنان هربت خوفا من حالة زوجها لغرفة نومها واقفلت على نفسها بالمفتاح 

مرت هذه الليلة بكل ما تحمل من سعادة وألم على الجميع ليبزغ نهار يوم جديد يحمل بين طياته خبايا واحداث جديدة 

فتح علي عينيه ليجد نفسه ملقى على الارض بين حطام منزله الذي بناه وزينه بحب لزوجته التي عشقها حتى النخاع 
كان يتمنى ان ما مر به لم يكن سوا كابوس وسيصحو منه ولكنه اصطدم بواقع أليم ليطيح بكل ما رسم وتمنى عرض الحائط 

دلف للحمام ليقف تحت الماء البارد لعل النار المشتعلة بصدره تخمد ولكن كان مشهد زوجته بأحضان ذلك النذل تترآى له باستمرار
ضرب الحائط بيديه كثيرا حتى نزفت وهو يكتم صرخاته بداخله يود لو يفتك بها وان يكسر اضلاعها حتى تستقيم وتعود لرشدها 

جالت بباله الكثير من القرارات عن كيفية تصرفه اتجاهها هل يعاقبها هل يطلقها هل يخبر اهلها ... لا يدري كيف يتصرف وماذا يفعل 

اعاد ارتداء بعض من ملابسه وخرج ليطرق باب غرفتها عليها 
كانت تستند للباب تغط بنوم عميق وما ان سمعت طرقا على الباب حتى فزعت ذعرا 

اعاد الطرق مجددا وهو يقول : افتحي الباب يا حنان اعاد كلماته مرتين واكمل : افتحي مش هعملك حاجة 

اقتربت من الباب ممسكة المفتاح بتردد ويد ترتعش حتى فتحته ...دلف الغرفة ورمقها بنظرات كلها الم وقهر وكره وحقد  كانت نظراته قاتلة بالنسبة لها فهي لم تعتد منه سوا نظرات مشبعة بالعشق وتمني الرضا لترضى 
اتجه للخزانة واخرج ملابسه كافة وأخذها للغرفة الاخرى تحت نظراتها المستغربة له ....
الن يضربها .... الن يعنفها .... الن يكلمها حتى .....
من اين له كل هذا البرود 

كان قلبه نار مشتعلة ان خرجت احرقتها كاملة ولكنه حاول ان يتصنع البرود وان يسيطر على الحرب الدائرة بداخله فهو الى الآن لم يحسم امره ولم يعلم كيف سيتصرف وكيف ستجري الامور 

.......

كان يتململ بفراشه بكسل حين سمع طرق الباب وصوت والدته : حاتم يا ابني انت لسا نايم 
قال بصوت ناعس : يلا يا امي اديني صحيت 
هدى : طيب يلا يا حبيبي اجهز الفطار جاهز 
قام حاتم وأخذ حمام منعش وارتدى ملابسه وخرج عند والدته ليتناول فطوره ومن بعدها توجه لعمله 
رن هاتفه ليكون المتصل علي يخبره انه لن يحضر للعمل لبضعة ايام بحجة سفره المفاجئ 
لم يصدق حاتم حجته فصوته كان يدل على ضيق واضح ولكنه احترم خصوصيته 

عدى اسبوع كامل كان علي يعيش حياة من الفتور والم  دفين بداخله اعتمد سياسة التجاهل مع زوجته فهو لا يحدثها ولا يجلس معها حتى انه لا يتناول الطعام بصحبتها او اي شيء من صنعها 

كانت حنان لأول مرة تشعر ببعد علي عنها ونفوره منها كان بالسابق دائم الجري خلف ما تحب ويسعى لتحقيقه ولكنه تغير 
حاولت استمالته بعدة طرق ليس حب به ولكن لتثبت لنفسها انها مازالت مسيطرة عليه ما زال لها ذلك التأثير على رجولته ولكنه أبى وتمرد وحصن نفسه من كل محاولاتها كان يسعى ان يعيدها لصوابها فأصبح كل منهم لديه هدف يريد تحقيقه 


                   الفصل العاشر من هنا 


تعليقات