رواية حالة الاقدار الفصل السابع 7 بقلم رغدة


رواية حالة الاقدار
الفصل السابع 7
بقلم رغدة

 
بسم الله الرحمن الرحيم 

في وسط المنزل وعلى الفراش المتواضع تجلس هدى باستحياء فهي حقا لا تعلم ماذا تقول او ماذا ستكون ردة فعلهم على كلامها وخاصة بعد ان اخبرها حاتم برد فعل تامر 

ذهبت نور لتحضير الشاي وتركت هدى تجلس مع تامر الذي يكاد يذوب خجلا من هذه السيدة التي لها فضل كببر عليه هي وابنها 

نظرت له هدى بحنان لتردف بصوت يملؤه الدفء ويغلفه الحنان : بصلي يا تامر ...
نظر لها لتكمل : انا بعتبرك ابني الصغير وعارفه انك بتعتبرني بمقام والدتك 
اشار لها برأسه يؤكد على كلامها دون ان ينطق 
فاكملت : الإحساس والشعور اللي بينا عمره ما هيتغير ... وعمر العلاقات اللي بينا ما هتتفكك 
واعرف ان الجواز قسمه ونصيب ومش بالاجبار 
وان اي حاحة حصلت ما ببنا دي توفيق من ربنا مش منيه مننا واوعى بيوم تفكر ان ده  دين او جميل انت مجبر انك ترده لينا باي شكل من الأشكال 
انا جيت النهارده عشان اقولك ان حاتم غرضه شريف وعاوز يتجوز نور على سنة الله ورسوله ولو انت ونور مش عاوزين ده نصيب والامور تفضل زي ما هي... وكمان حاجة شغلك ملوش علاقه بالحاحات الشخصية ده باب رزقك اياك تسيبه وتتبطر عليه عشان ربنا يبارك ليك في و بحياتك كلها ده رزق من ربنا فاهمني يا ابني 
اومأ برأسه وقال :  فاهمك 
جاءت نور وبيدها الشاي وهي تقول بسعادة غامرة : والله البيت نور يا خالتي ده انا حتى كنت هقول لتامر ياخدني عندك لانك وحشتيني اوي بس شكل القلوب عند بعضها  
ردت هدى وهي ترتشف القليل من الشاي : ربنا يديم الود بينا يا حبببتي وانا برضو قلت اجي اطمن عليكم خصوصا اما حاتم قالي ان تامر تعبان زمجاش الشغل قلت لا ميصحش مجيش اشقر عليه واشوفك يا حبيبتي  .... انتي متعرفيش بتوحشوني قد ايه ... ده انتي بنتي اللي ربنا عوض وحدتي بيها ... انا طول عمري كنت اتمنى يكون عندي بنت والحمدلله ربنا عوضني بيكي 

غادرت هدى ليجلس تامر ونور وكان تامر في حالة شرود بكلام هدى له فكلامها كله في محله سمع صوت الأذان فغادر للمسجد القريب منه صلى وجلس قليلا يفكر هل يفاتح اخته بعرض الزواج وحين لم يهتدي تناول احد المصاحف واخذ يقرأ به ما تيسر من الآيات الكريمة وعند انتهائه عاد لمنزله وقد قرر مفاتحة شقيقته بالموضوع 

في منزل هدى جلست بجانب ابنها فقال : اخبارهم ايه يا امي 
تنهدت هدى وقالت : الحمدلله بخير يا حبيبي متقلقش 
نظر لها وقال : كلمتي تامر عشان يرجع الشغل 
هدى : ايوة يا ابني وان شاء الله بكرة تلاقيه عندك بالمكتب 
وضع حاتم راسه بين كفيه : انا غلطان كان لازم افهم تامر اكتر من كده ... عارفة يا امي برغم صغر سنه الا انو راجل جدع وابن اصول وعارف حدود ربنا 
و كرامته واخلاقه فوق كل حاجة حتى لو هيموت من الجوع 
ربتت على ظهره : توكل على الله يا ابني وقوم صلي ركعتين لله .. الهي ربنا يهدي سرك ويريح بالك 
امسك حاتم يد والدته وقبلها : ربنا ما يحرمني منك يا امي 
...........
كان جالسا مقابل اخته يحاول ان يتكلم ولكنه يشعر بالحرج فهذه اخته الكبيرة  فقال بحرج : نور انا عاوز اكلمك بحاجة 
نور : طب قول في ايه يا تامر 
تامر : بصراحة يا نور في واحد اتقدملك 
شعرت بالصدمة : واحد متقدملي؟؟ نظرت لنفسها بحزن واردفت : ليا انا ؟؟ نظرت حولها تحاول التهرب من نظرات اخيها وقالت بحزن : اللي تشوفه يا تامر وهمت لتذهب ولكنه امسكها واجلسها بجانبه ومد يده يمسح تلك العبرات التي نزلت ليقول : بتعيطي ليه ؟؟ وبعدين ايه اللي اشوفه انا ... ده انتي حتى مسالتيش العريس مين 
خاولت ان تتماسك ولكنها فشلت فرمت بنفسها بحضن اخيها وهي تبكي : انا مش عاوزة اتجوز يا تامر متبعدنيش عنك ... انا هنزل من بكرة اشتغل واساعدك بمصروف البيت .... انا عارفة اني عبء عليك 
كان يستمع لها وهو مغمض العينين هل تظن هذه البلهاء انه يشعر بالثقل من وجودها ... هل قالت ستذهب للعمل .....يال عقلها الصغير .... لقد علمت الان لماذا اوصتني والدتي عليها وهي الاكبر سنا نعم لان تفكيرها سطحي وليست على قدر كاف لوزن الامور قبل الخوض بها 
ابعدها عنه قليلا وظهرت على محياه ابتسامة حانيه وقال : انتي هبله يا بنتي مين ده اللي متقل منك ... وشغل ايه اللي تنزليه ... هو انتي مش شايفاني راجل قدامك ؟؟ 
نور : اومال عاوز تجوزني ليه 
تامر وهو يمسح على وجهه : عشان ده مصير كل البنات والحواز ستر 
نور : لا انا مش عاوزة اتجوز انا كفايه عليا وحودك انت والست السمرة ام حاتم .. طب تصدق يلا انا بحسها كإنها امي ... لما بتكلمني بحس بحبها  بخوفها عليا ولما بتاخدني بحضنها ياااااااه يا تامر بحس كده بأمان ببقى مش عاوزة ابعد عنها ... ربنا يرحمك يما ويغفرلك لو كانت عايشة اكيد كانت هتأكد على كلامي ... توترت قليلا باستحياء وهي تقول : ولا البشمهندس ابنها ربنا يبارك فيه ... يا زين ما ربت واحد غيره كان ضربك بالعربية وسابك لكلاب السكك ولا كان قال انت الغلطان انما سي حاتم لا خدك المستشفى وعالجك وجه يطمن عليك هو وامه وسبحان الله ربنا جعله خير لينا 
ابتسم تامر باطمئنان فكلامها صادق جدا وهي محقة به وايضا نبرة السعاده وهي تتكلم يبدو ان حاتم هو الرجل المناسب لها 
فقال لها : طب لو انا قولتلك ان العريس الي متقدملك هو حاتم 
شعرت بالخجل وتلون خديها باللون الاحمر واخفضت عينيها 
فقام وهو يعدل من ملابسه : انا هسيبك تفكري الليله بس بكرة قبل ما انزل الشغل عاوز اعرف اقول للراجل ايه يعني يتفضل ولا انفضلوا 
فقالت متسرعة : لا متنفضلوش .... وما ان وعت لما قالت حتى هبت واقفة وهربت من امامه 
فضحك بصوت عال فها هو قد اوقعها بالكلام 

انفردت بنفسها ساهرة طوال الليل هل حقا يريدها زوجة له ... رجل بمواصفاته واخلاقه ومكانته وتعليمه كافة يريدها زوجة وهي من لم تكمل الا  دراستها الثانوية  
فكرت كيف ان زواجها سيقربها ممن عوضتها عن حرمانها باحساس الامومة 
كان قلبها يدق بسرعة مختلفة عن حاله فهي تشعر بشعور جديد انها انسانة مرغوب بها لا يعيبها يتمها وفقرها ... حاتم ووالدته يعلمون كل شيء عنهم ماضيهم وحاضرهم ومع هذا كله ارادها زوجة له وستكون ام لأطفاله 

في اليوم التالي توجه تامر للعمل بعد ان تحدث مع اخته وكان ردها السكوت والخجل 
كان حاتم يأخذ المكتب جيئة وذهابا ينتظر ان يظهر تامر وما ان سمع طرقا على باب مكتبه حتى اسرغ بفتحه مرحبا به عاتبا عليه كيف له ان يترك العمل حتى انه لم يعطيه فرصة للشرح ولطرح وجهة نظره 
بادله تامر بالاعتذار منه عن تصرفه



تعليقات