رواية حالة الاقدار الفصل الرابع 4 بقلم رغدة


رواية حالة الاقدار
الفصل الرابع 4
بقلم رغدة

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

بعد الظهيرة عاد حاتم وتامر للمنزل بسعادة 

وما ان دخلا حتى تفاجأ كلاهما بشكل المنزل النظيف الذي تنبعث منه رائحة الطعام التي تملأ المنزل 

ورأى شقيقته ترتدي ثيابا نظيفه وحجابها موضوع على رأسها بشكل جميل 
قال حاتم وهو يستنشق رائحة الطعام ممسكا بكتف تامر : انا هموت من الجوع  ... قالها لرفع الحرج عن تامر 

تقدمت نحوهما هدى وقالت يلا اغسلوا ايديكم يا اولاد وتعالوا نتغدى 
جلس اربعتهم أرضا لتناول الطعام 
نظر تامر للأكل وقال : مكانش في داعي تتعبي نفسك 
هدى : تعب ايه يا ابني ده انا عملت الاكل ده قلت يبقى بينا عيش وملح 
نظر تامر أرضا عن أي خبز وملح تتحدث فهي قد طهت لحم هذا الصنف الذي لم يدخل بيتهم سوا بالأعياد ان من الله على أحد الجيران وذبح اضحية 

........
مر شهر على عمل تامر بمكتب حاتم وأصبحت علاقتهم قوية جدا 
ف حاتم يعتبر تامر أخيه الصغير ومسؤوليته وتامر ينظر ل حاتم على أنه من انقذه  من التعب والحاجة وانه مدين له بالكثير 

حان اليوم موعد تسليم الرواتب للموظفين وكان تامر متلهفا ليستلم الراتب 
سلم حاتم وعلي جميع الموظفين أموالهم وكان آخرهم تامر الذي ما ان امسك المغلف الذي يحمل اسمه حتى شعر بسعادة كبرى وامتلأت عينيه بالدمع 
حمد الله كثيرا تم اقترب من حاتم وقال : انا بجد مش اشكرك ازاي 
حاتم : شكر ايه اللي بتتكلم عنه ده حقك يا تامر انت اشتغلت وكسبت فلوسك بعرق جبينك 
تامر : طب اعذرني انا عارف اني بحملك حمل زيادة بس انا ....
حاتم : وبعدين معاك يا أخي قولي عاوز ايه ومتتكسفش انت اخويا الصغير 
تامر : انت كنت قولتلي عن دكتور عشان ..
حاتم: ايوة فعلا وانا مش ناسي انا كلمت الدكتور فؤاد وحجزت موعد يوم تلاته الشهر يعني بعد يومين 
امسك تامر يد حاتم يريد أن يقبلها ولكن حاتم رفض رفضا قاطعا ووبخه على فعلته وأخبره ان ما يحدث معه هو من عند الله وليس من عند العباد 
غادر تامر المكتب متوجها لمنزله فجلس علي بجانب حاتم مردفا : الدكتور فؤاد اللي كنت بتتكلم عنه هو نفسه فؤاد الأسيوطي 
حاتم : ايوة هو 
علي : بس ده كشفيته غالية أوي ازاي هيقدر تامر على المصاريف دي 
حاتم بتكتم : عادي يعني مش حكاية ووقف وهو يقول انا مروح انت مش هتروح كمان ؟ 
علي : اروح ؟؟ اروح فين ؟؟ على بيتي اللي مبقاش بيت 

ولا عند مراتي اللي مش شايفاني اصلا مقضياها خروج وفسح ولا سائله بيا 
ده انا آخر اهتماماتها .....واما اكلمها تقولي اني قفل وبحد من حريتها واني لازم اكون متفهم ليها ولاحتياجاتها 

نظر لحاتم وقال : طب واحتياجاتي انا وحقوقي عليها فين .... انا تعبت أوي واللي تاعبني اكتر انها مش شرياني كل ما نتخانق تسيب البيت وتقول عاوزة أطلق 

حزن حاتم على صديقه فهو حقا يعاني من زيجة فاشلة بكل المقاييس 
وبرغم كل شيء ما زال يحاول انجاحه ولكن دون أدنى فائدة

 فزوجته لها اسلوب حياة مختلف عن حياتهم وكان علي على علم بذلك ولكنه اوهم نفسه ان الحب سيغيرها كما يريد هو وقد خابت كل توقعاته وآماله وذهبت ادراج الرياح 
...... 

اليوم موعد لقاءهم مع الطبيب فؤاد الأسيوطي فطلب تامر من حاتم ان يعود للمنزل مبكرا ليجهز هو و نور ففاجأه حاتم انه سيذهب ووالدته معهم 
ذهب تامر مع حاتم بسيارته وتوجهوا لمنزل حاتم لأخذ والدته والتوجه ل نور 
كانت فاتن قد أحضرت فستان جديد و حجاب ل نور ساعدتها على ارتدائهم وذهب جميعهم لعيادة الطبيب التي كانت عيادة فاخرة وكبيرة وشكلها فخم 

تم الكشف على نور بوجود هدى وتامر اما حاتم فكان بغرفة الانتظار لحين انتهائهم 
جلس فؤاد خلف مكتبه وأخذ يتحدث بمصطلحات طبية لم يفهم تامر منها شيء وكانت هدى هي من تمسك زمام الأمور وتناقش الطبيب بحالة نور 
وعند انتهائهم وخروجهم  من عند الطبيب نظرت هدى ل تامر مبتسمة وقالت : اطمن نور هتبقى كويسة ان شاء الله هما كام جلسة وتمشي عالعلاج وهتخف 
نزلت دموعه وهتف بتلقائية يعني اختي هتخف يما ؟؟
ابتسمت له بحنان وقالت ايوة يا ابني هتخف ان شاء الله.... انتبه لما قاله : انا اسف مكانش قصدي 
نظرت له بعتاب : بتعتذر ليه انا بعتبرك ابني زي حاتم بالظبط فقولي زي ما تحب الا لو انت مش معتبرني ...قاطعها مسرعا لا والله ما كان ده قصدي ده انتي ست الكل انا بس مش عاوز ادايقك ... 
هدى : يا خبر ....تدايقني ازاي..... طب تصدق انا فرحت بالكلمة دي أوي...... ربنا يرحم والدتك اللي عرفت تربي راجل زيك 
اقترب حاتم منهم : اه يا امي طمنيني 
هدى: اطمن يا ابني الدكتور طمنا وقال هتكون كويسة وهو عالج حالات مشابهه ليها 
ذهب تامر برفقة حاتم لدفع ثمن الكشف وكان تامر متوجسا وخائفا ان يكون المبلغ الذي بحوزته لا يكفي ولكنه تفاجأ بالمبلغ الزهيد الذي طلب منه فدفعه بسعادة 

بعد خروجهم أخذهم حاتم لمنزله فقال تامر : بعد اذنك انا لازم اخذ نور واروح 
فقالت هدى : لا يا حبيبي انا النهاردة عزماكم عالغدا عندي ولا انت عاوز تزعلني منك 

فأجابها تامر لا ابدا انا مش عاوز اتعبك معانا اكتر من كده 

قضوا يوما جميلا استشعر به تامر بالجو الأسري الذي كان يفتقده وكانت هدى تغدق عليهم بحنان بالغ 
..........

مرت أربعة أشهر كانت تسير حياتهم بشكل أكثر من جيد
 
صحة نور قد تحسنت جدا وبدأت تستجيب لما حولها ولكنها لم تتكلم بعد 

حاتم ووالدته كانوا متكفلين بعلاج نور بشكل سري 
ف الأموال التي كانت تطلب من تامر للعلاج كانت جزء بسيط للغاية من الثمن الحقيقي فهما يؤمنان بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ( انا وكافل اليتيم كهاتين .. مشيرا للسبابة والوسطى ) ولكنهم على يقين أن تامر لو علم لرفض رفضا قاطعا هذا التصرف حتى لو كان على حساب علاج شقيقته الوحيدة


                 الفصل الخامس من هنا 


تعليقات