رواية حالة الاقدار الفصل الخامس 5 بقلم رغدة


رواية حالة الاقدار
الفصل الخامس 5
بقلم رغدة
 

بسم الله الرحمن الرحيم 

في احد الايام كانت هدى قد دعت تامر لقضاء اليوم برفقتهم مع أخته نور وأصرت أن يحضر نور منذ الصباح قبل توجهه للعمل مع حاتم فرضخ لطلبها 

كانت نور سعيدة وهي تراقب هدى وهي تطهو وتعلمها فنون الطهي التي تعرفها 

نور أحبت هدى حبا كبيرا فهي امرأة حانية وطيبة وتذكرها بطيبة والدتها
 هي تعلم انه لولا وجودها بحياتهم لكانت ما زالت على حالها منفصلة عن الواقع شبه انسانة ليس للحياة معنى بنظرها
 او كان من الممكن أن تموت هي واخيها من الفقر والجوع او كان ممكن ان يسلك أخيها إحدى الطرق الغير شرعية لكسب المال 
ولكن الله قد كان لطيفا بهم و ساق لهم هذه المرأة وابنها لينيروا حياة كانت على وشك الموت لينقذوا أرواح من الضياع
 وليملؤوا قلوبا بالحب والامل بعد أن اظلمت وتألمت 

عند انتهائهم جلست هدى بجانب نور وسحبتها لحضنها وأخذت تقرأ القرآن وهي تمسد على شعرها الحريري حتى ان نور غرقت بالنوم دون إرادتها
 فكيف لا تنام بحضن دافئ كحضن والدتها شعرت بالسكينة والأمان والاطمئنان ... شعرت انها لم تعد يتيمة بعد الآن

 غفت و رأت والدتها بأحلامها كانت ترتدي الابيض ووجهها مشرق وابتسامتها الواسعة تزين محياها 
رأتها تحتضنها وتقبلها مرارا وبعدها ذهبت بعيدا مودعة اياها كأنها تخبرها بانها اطمأنت عليها وأنها بخير بثت لها امل وطمأنينه ان تستمر ولا تقف عند فقدها .... رأتها تلتفت لها من بعيد ملوحة لها بيدها والابتسامة لا تفارق محياها 

فتحت عينيها العسلية الواسعة لتجد نفسها وحيدة على الأريكة وعليها الغطاء..... فرفعته وهمت بالخروج ولكنها تراجعت حين سمعت صوت حاتم بالمنزل 
فعادت مسرعة تناولت حجابها وارتدته على عجل  ومن ثم خرجت لهم 
كانت هدى و حاتم وتامر يخرجون من المطبخ وكل منهم يحمل اطباق من الطعام لوضعها على السفرة 
وما ان لمحها حاتم ورأى بعض خصلاتها المتمردة التي تخرج من حجابها حتى غض بصره سريعا ونظر الناحية الأخرى فاتجهت نحو المطبخ مسرعة لتعدل حجابها 

دلفت خلفها هدى وساعدتها بترتيب شعرها داخل حجابها  .......وتناولت آخر الأطباق لتخرجها .....

 وفي طريق خروجها التوت قدمها لتقع الأطباق من يدها

 ويتناثر الزجاج حولها ........مع صوت ارتطام الأطباق بالأرض .........وصرخت نور بعلو صوتها : امااااااا .....
 كادت ان  تقع هدى لولا يد حاتم التي امسكتها فتحولت نظرات الجميع ل نور التي غابت عن الوعي بعد صرختها 

جاء الطبيب وفحصها وأعطاها حقنة لتستيقظ وغادر بعد أن طمأنهم على حالها 
وبعد وقت قليل استيقظت نور لتجد تامر يجلس أمامها وبجانبها على طرف السرير تجلس هدى 

كان تامر يحدق بها وعندما رآها فتحت عينيها قفز بجانبها واحتضنها بخوف  ......كان جسده يرتجف خوفا ان تعود لتعبها.... وتتراجع حالتها بعد أن قطعت شوطا كبيرا بعلاجها 

رفعت رأسها ببطء لتتقابل عيناهما وهمست: تامر ....

صدح صوت تامر بلوعة : آه يا قلب اخوكي وشدد من احتضانها 
كانت دموع هدى تسيل على وجنتيها حمدت ربها على نعمه ولطفه الذي غمر بها هذه الفتاة 

كان يقف خارج الغرفة حين سمعها ...صوتها كان  كالناي الذي اخترق قلبه قبل أذنه... شعر بقلبه يخفق وسعادة عارمة قد غمرته لا يعرف سببها 
سند ظهره على باب الغرفه يتمنى لو يسمع صوتها ثانية حين فاجأته بصوتها مرة أخرى 

سحبت نفسها من حضن أخيها والتفتت لهدى التي استقبلتها بحب كبير وضمتها لصدرها بفرحة هي تشعر انها ابنتها التي لم تنجبها 
بكت نور بحضن هدى وبعدها انتشلت نفسها لتقول: طمنيني عليكي انتي كويسه 
ضحكت هدى وهي تبكي وقالت :انا كويسة يا حبيبتي متخافيش المهم انتي .... انا لو اعرف ان لو وقعت هسمع صوتك الجميل ده كنت من زمان عملتها 
اردفت مسرعة وهي تضع كفها الصغير على فم هدى : بعد الشر عنك متقوليش كده 

نفض رأسه وأسرع إلى الحمام توضأ وصلى ركعتين شكر لله

 ودعى ربه انها ان كانت خيرا له فليجعلها حلاله وزوجته ....

 ردد الدعاء كثيرا حتى أنه استغرب نفسه فهو لم يخطط او يرسم او حتى يفكر بهذا الأمر ولكنه وجد نفسه يردده كثيرا ... فسجد ثانية وبكى بفرحة فهو على يقين أن هذا من تدبيره سبحانه وتعالى 

خرجت هدى من الغرفة وهي تحتضن نور وخلفهم تامر .....

 نظر حاتم لهم ورأى وجه والدته مشرقا متوهجا فرقص قلبه طربا فوالدته تحب هذه النور بحق كأنها من صلبها .... وما ان اقتربوا منه حتى قال بصوت حاني :  حمدلله على سلامتك يا انسه نور 
رفعت عسليتيها ونظرت له لتجده ينظر بعيدا عنها 
فقالت : ربنا يسلمك من كل شر 
اقترب من تامر واحتضنه : الف مبروك يا حبيب اخوك حمدلله على سلامتها 

__________
عدت عدة أيام و حاتم يفكر كيف سيفاتح تامر بالموضوع وكيف سيكون ردها .....حسم أمره وقرر أن يخبر والدته بما هو مقبل عليه ليرى ما رأيها باختياره ولعلها تبث بعض الطمأنينة في قلبه 
بدل ثيابه وخرج جلس بجانبها ... امسك يدها وقبلها : ست الكل عاملة ايه 
هدى : الحمدلله يا حبيبي كويسة ... زفرت بضيق وقالت: البيت من غيرهم وحش 
حاتم : من غير مين يا امي 
نظرت له وتحدثت بجدية : اسمعني يا حاتم يا ابني انت عارف اني طول عمري ما فرضت عليك حاجة 
بس انا عاوزة اقولك على حاجة وانت دورها بدماغك لو تناسبك ولا لا 
حاتم : اتكلمي يا امي قلقتيني 
هدى : نور و تامر 
حاتم بعدم فهم : مالهم
هدى بقلة حيلة : خلاص مفيش 
حاتم : ما تقولي يا امي مالهم قلقتيني
هدى باندفاع : بجد قلقت؟ 
ضرب حاتم كفيه ببعضهما وقال : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.... مالك يا امي جرالك ايه .
هدى : بصراحه انا عاوزة نور تعيش معايا 
حاتم وهو يحاول السيطرة على نفسه : تعيش معاكي ازاي يعني ......مش فاهم 
هدى : يعني تتجوزها وتحيبولي أطفال صغيرين يملو  البيت عليا 
ابتسم بحبور فها هي اموره تسير بمشيئة الله وما يريده والدته تتمناه امسك يدها وقبلها عدة مرات وقال : ده اللي بتمناه يا امي 
هدى : بجد يا حاتم يعني اكلمها ؟؟ اكيد هتوافق هو انت فيك حاجة تترفض؟؟ 
حاتم بتعقل : خايف يا امي خايف 
هدى: خالف من ايه 
حاتم وهو يرجع ظهره على الكنبه : خايف لو طلبتها توافق عشان تسد دين او احراج ..... وانا مش عاوز كده ..... مش عاوز اخد منها حق الاختيار او انها تجبر على وضع هي مش عاوزاه .... نظر لوالدته وقال: انا مش عاوز اخسر تامر لاي سبب من الأسباب او يكون بينا حواجز 
فهمت والدته ما يرمي إليه فهو محق بكل حرف قد قاله 

                  الفصل السادس من هنا 


تعليقات