رواية حياة المعلم الفصل الثلاثون 30 بقلم خلود أحمد

رواية حياة المعلم

الفصل الثلاثون 30

بقلم خلود أحمد

خير ي انسه زمردة قصدى ي محبه العمل، خير ايه اللى فكرك بينا طالما محدش كلمك" 

هتف بذلك عيسى وهو يتهكم على حديث زمردة التى ردت  باستعباط 

"حب العمل يا فندم كله الا العمل لما جريدتى تنادينى لازم اجيب ندائها طبعا" 

"ندائها" 

"ايوه ي فندم" 

ليسال عيسى فهو يعلم ان حديثها ذلك له سبب لكن ما هو متاكد منه انه سيغضبه وبشده 

"ممكن اعرف ي انسه زمردة  رجعتى ليه وما تقوليش العمل وحب الجريدة والكلام ده  واظن انا بعتلك كتير علشان ترجعى وانتى رفضتى وانا احترمت دا "

واكمل داخله

'واعتبرت ان قلبى هيتقفل بحبك وحكايتنا هتنتهى كده'

لتجيب زمردة بما صدمه واعجزه عن الحديث 

"انا عرفت ان جريدتنا اللى حته من قلبى قدرت تاخد تصريح وهتصور فى غزة وان انتم بتختاروا الفريق اللى طبعا هكون منه ولا ايه ي فندم" لتكمل باسترسال 

"انت جيت اعرف معاد السفر والاجراءت وكده علشان الشكليات بس" 

ليسال عيسى بعدم فهم 

"شكليات ايه" 

"شكليات ي فندم شكلك ما درستش عربى قصدى الحاجات اللى بتتعمل بس علشان المنظر العام واحنا اصلا عارفين اللى فيها" 

"فيها ايه" 

لتهمس زمردة همس وصل له 

"هو ماله مش عارف حاجه كده ليه امال عامل فيها مدير ليه" لتكمل بصوت عالى فيها "ي فندم قصدى انك اخترتنى طبعا وكده بقا" 

"اممم انسه زمردة" 

"ايوه ي فندم" 

"شايفه الباب دا" ليشير بعدها بيده لها تجاه الباب  

"ايوه ي فندم تحب  اطلع انادى الباقى علشان الشكليات  وكده" 

"لا" 

"امال ايه ي فندم" 

"عايزك بس تاخدى شكلياتك وتطلعى بره المكتب بسرعه" قال اخر كلمه بعصبيه 

"انت متعصب ليه ي فندم "

 عيسى وهو يحاول الهدوء 

 ‏"وانا مش متعصب ولا حاجه بكل هدوء اهو خدى شكلياتك وبره شوفتى انا هادى ازاى" 

"ما واضح ي فندم" لتسال بعدها بعدم فهم 

"افهم من كلامك دا ايه ي فندم" 

"تفهمى ايه انا هفهمك" لينهض بعدها بغضب بينما زمردة فرت من مكانها ليصيح عيسى 

"تفهمى انى مش موافق ي اختى عايزه تسافرى هو انتى بتاعت شغل ولا قادر عليكى تشتغلى هنا علشان تشتغلى هناك اللى هيسافر حد يستحق ناس بتشتغل " 

لترد زمردة بانفعال 

"ايوه قولى كده انت عايز حد غيرى يسافر ما هى كوسه بقا مش تحط على شغلى اللى مفيش زيوه دا كل الجرايد بتحلف بشغلى وكلهم يتمنوا انى اشتغل معاهم بس هى النفس اللى خلتنى اوافق اشتغل هنا" 

ليرد عيسى بتهكم 

"واديكى استقالتى ي اختى رجعتى ليه" 

"انا كنت واخده استراحه محارب ولما حسيت ان الجريده هتغرق من غيرى قولت ارجع الحقها" 

"سبيها تغرق وترتاح منك ي  ست الشمعه التى  تحترق من اجل الاخرين" 

"يعنى دا اخر كلام عندك" 

"اه" 

"طيب ماشى بكره تندم" 

"مش هنندم متخافيش امشى بقا" 

 لتهتف زمردة بغيظ 

" ‏ماشى وهروح  على فكرة وهتشوف "

 ‏وتغادر وهى تكاد تنفس نار من شده غضبها الذى تبخر ما ان رات احدهم لتهتف بفرح 

" ‏عم كسرى قصدى استاذ عشرى وحشتنا ي احسن مدير عندنا "

بينما عند عيسى الذى لا يعلم أيفرح ام يغضب من تلك الغييه أيفرح لرؤيتها بعد ان اشتاق لها اشتياق لم يعلم شدته الا عندما راها امامه لم يدرك مقدار حزنه لبعدها الا عندما رقص قلبه فرحا برؤيتها 

لكن ما اغضبه هو ما تريد تلك المجنونه اهى غبيه ام ماذا الا تدرك خطورة الموقف الذى تريد ان تكون به هو اختار الذهاب  بعد حصوله على ذلك التصريح والذى ظن انه مستحيل لكنه تحقق لكنه لا زال يكمل الفريق الذى سياخده معه والذى يرفض اغلب الموجودين بالجريده الذهاب لهناك يريدون فقط رؤيه ما يحدث من خلف شاشتهم  بدون خطر فنعم الوضع هناك  لا يطمن ابدا والجميع خائف لكن ماذا سيحدث لهؤلاء الاطفال ان خاف الجميع لتاتى تلك المتهورة وتصمم على الذهاب هى حالمه اذن ان ظنت انه سيسمح بذلك أينقصه وجع 

ليهتف بحسم 

"طول ما انا مدير الجريدة دى عمرك ما هتروحى مكان فى خطر ولو واحد فى الميه عليكى" 

.......................... 


انتهت حياة من اعداد الطعام الذى برعت فى اعداده لتخرج من المطبخ فتجد الاطفال يلعبون بينما زناتى يشاهدهم بحنان

لتقول حياة له  

"انا خلصت ي عمى الاكل باقى بس يستوى وهتدوق احلى اكله محشى" 

"تسلم ايدك ي بنتى ريحه الاكل جايبه اخر الشارع اقعدى بقا استريحى شويه من الصبح واقفه على رجليكى" 

لتؤمى حياة براسها 

بينما عند الصغار دار الحديث الاتى

 هتف مؤمن بغزل 

" ‏بقولك ي ديجا هو انتى حلوة كده ولا بتاكلى عسل "

 ‏لترد خديجه ببرءاه 

" ‏انا مس بحب العسل طعمه وحس وبيوجع بطنى "

 ‏ليهتف مؤمن بلهفه لا تناسب سنه 

" ‏ي خبر وانا كمان مش بحب العسل طالما بيوجع الحلوين" 

 ‏لتهتف هذه المرة فاطمه 

" ‏على فكرة  ي مؤمن انت naughty وعيب تقول كده "

" ‏الله انا قولت ايه ي اختى انا بقول الحقيقه مش كده ي ديجا "

 ‏لتؤمى خديجه براسها 

 ‏لترد فاطمه بغيظ من اختها   

" ‏خديجه هاشم قال انه لما حد يقول كده غيره ييبقى naughty  ونقوله علشان يضربه "

 ‏لتردد خديجه بتاكيد 

" ‏ايوه صح هاسم قال كده انت naughty ي مؤمن "

ليجيب مؤمن وهو يحاول اقناعهم 

" ‏لا هاشم قصده حد غريب لكن انا صاحبه وانا وهو عادى" 

 ‏ لتفكر خديجه فى حديثه بينما فاطمه تصر على حديثها 

" ‏لا هاشم قال هو بس اللى يقول ما قالش عليك ي مؤمن انا فاكرة كويس "

" ‏لا انتى شكلك نسيتى ي طمطم "ليكمل برجولة تتخطى سنه فهو تربيه هاشم 

" ‏وبعدين اى حد يقولكم كده تقولولى انا كمان علشان اضربه انتى اختى ي طمطم ومحدش يدايق اختى يلا  بقا نكمل لعب "

 ‏لتضحك فاطمه على كلامه  ويكملوا لعب لكن خديجه لم ترد  ان تلعب مع مؤمن ليسالها مؤمن بعدم فهم 

" ‏مش عايزة تلعبى ليه ي ديجا "

 ‏لتنظر له خديجه بحزن طفولى  وتهتف بدلالال 

" ‏هو انت مش هتضلب اللى بيقى naughty معاى انا كمان ي مؤمن "

 ‏ليجيب مؤمن بحب طفولي 

 ‏"دا انا اكسره اللى يزعلك بس مش اضربه بس " 

" ‏امال ليه مس قولت  انى  اختك زى طمطم "

 ‏ليجيب مؤمن بتبرير  

" ‏علشان انتى مش اختى" 

 ‏لتحزن خديجه من حديثه 

 ‏ليهتف مؤمن بسرعه 

 ‏"انتى قلبى "

 ‏لتنظر له خديجه ببرءاه وعدم فهم 

 ‏"بصى انتى قلبى وهى اختى كل واحد حاجه اي رايك يلا نلعب بقا"

 ليسحبها ويكملوا لعب بينما خديجه لا تفهم ما يقول فقط تلعب وتستمتع بطفولتها لا تعلم انها امتلكت قلب اعظم الرجال 

 ‏.............. 

 ‏وصل  هاشم لمنزله لكنه لم يصعد لشقته اولا لكن مر على والده كما اعتاد ليتفاجا برائحه شهيه تخرج من شقه والده حتى قبل ان يدخل 

 ‏ليدخل ويتفاجأ اكثر برؤين حياة تضحك مع والده ليشرد هو بتلك الضحكه التى خطفت قلبه وان لم يكن خطف من قبل لكن الان سلمه قلبه بيده ترا ماذا سيحدث معه ان ضحكت له كما تضحك لوالده الان يقسم انه سيعطيها حياته ان ارادت ليفيق على صوت والده وهو يقول 

" ‏اهو هاشم جيه اهو حماتك بتحبك بقا "

 ‏ليهتف هاشم وهو يقترب من والده ليقبل يده  بعد ان استفاق من شروده 

" ‏عقبال ما ننول رضى بنتها وحبها "

 ‏ليضربه زناتى بعكازه 

" ‏يا واد اتلم شويه "

 ‏ليهتف هاشم بتبرير 

" ‏الله وانا عملت حاجه انا نفسى والله اعمل حاجات كتير بس نقول ايه " 

 ‏ليغير زناتى الموضوع بعد ان يأس من اصلاح ذلك الفاسد الماثل امامه 

" ‏مراتك اللى عملت الاكل مش تقولها تسلم ايديكى"  

 ‏ليقترب هاشم من حياة بعد ان صدم من حديث والده 

" ‏دا انا اقولها تسلم ايدك وابوس ايديها كمان" ويقبل يديها رغم اعتراض حياة لكنه لم يهتم واستغل وجود والده الذى ادرك تاثره على حياة فى ثوانى فان فعل ذلك وهم بمفردهم كانت اقامت الدنيا عليه 

ليتابع

"وابوس راسها كمان" 

ليقبل راسها 

وما هم يكمل حتى نهضت حياة سريعا تفر الى المطبخ وهى تبعده عنها وتقول

" هطفى على الاكل واحطه علشان ناكل "

لينظر لاثرها هاشم بولهه ويقول 

"امتى تحن ي عنب" 

ليجيبه والده 

"لما تعقل وتخف همجيه شويه بالعقل ي ابنى والحنيه كله بيجى" 

ليجيب هاشم بغيظ 

"افضل انت قولى عقل وحنيه ودلع لغايه ما  هطلق ونبقى فى وش بعض زى البؤساء" 

ليكمل بعدها بضحك بعد ان ادرك شئ

"بس برافوا عليك صراحه خليتها تعمل اكل ازاى ي نمس انت دا انا بطنى باظت من اكل المطاعم" 

ليرد والده بغرور 

"كله باللين ي غشيم بيكون بس اقول ايه طور هايج مخلف طور بينطح فى الناس" 

لينهض من مكانه وينادى الصغار لياكلوا بعد ان وضعت حياة الطعام 

جلس هاشم بجانب حياة  وهو ينظر للطاوله المليئه باصناف مختلفه من الطعام حتى وقعت عينه على طبق ورق العنب لينظر له بمكر شديد ثم تطلع للطاولة فلم يجد الملح فاخبر حياة 

"فين الملح ي مراتى ينفع تنسى الملح "

لتقوم حياه لتاتى بالملح وهى تنظر لهاشم بغيظ    لينقل  هاشم مكان طبق ورق العنب  بخفه ويضعه بجانب والده الذى نظر له بتعجب بينما لم يهتم الاطفال بما يحدث  وطبعا وضعه بالقرب من مكان حياة التى اتت بالملح 

ليبدا الجميع بتناول طعامهم حتى صاح هاشم فاجاه وهو  ينظر لطبق العنب بجانب حياه 

"ناولينى صباع ورق عنب ي حياه معلش هتعبك" 

لتنظر له حياة بغيظ 

ليهتتف وهو يدعى عدم الفهم

" الله ما هو جنبك يعنى هقول للحج دا حتى عيب" ليهتف بعدها ليتاكد من حدوث غرضه 

"بس صوباع واحد بلاش الطبق علشان الحج بيحب ورق العنب قريب منه ولا اي ي حج "

لمؤمى زناتى وهو لا يفهم ماذا يريد ذلك المجنون 

لتحمل حياة صباع ورق العنب بغيظ وما كادت تضعه امامه حتى تفاجأت بذلك الذى يميل عليها ويتناول صباع  ورق العنب من يديها بل كاد يتناول اصبعها 

ليهتف هاشم بمكر وهو يطالع تلك التى تحمر لا يعلم خجلا ام غيظ لكنه فى الحالتين اعجبه 

"احلى صباع  ورق عنب دا ولا ايه عقبال الكوارع "

 

توقعوا هاشم هيوكل الكوارع امتى 

زمردة هتسافر ولا رأى عيسى هيمشى 

واخيرا العصافير الصغيرين 


🩶دمتم ساالمين 🩶....



الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاثون من هنا 

تعليقات