رواية حياة المعلم الفصل الثامن والعشرون 28بقلم خلود أحمد


 رواية حياة المعلم

الفصل الثامن والعشرون 28

بقلم خلود أحمد


كانت حياة تجلس مع طفلتيها فى منزل هاشم فهى لم تعتبره منزلها حيث انها فترة فى حياتها مؤقتة حتى تنتهى تلك المهزله التى تحدث معها

 الى الان لا تعلم الى اين سترسو سفينتها تتخبط فى امواج الحياة ولا تعلم ماذا ينتظرها كلما ظنت انها نجت تصدم بما هو قادم لكنها تحمد الله يكفى ان طفلتيها بخير وبذكر طفلتيها تطلعت اليهن وهن يلعبن بتلك الالعاب التى احضرها لهم هاشم رغم رفضها لكنه لم يهتم لرفضها وهذا ما لاحظته فى ذلك الهاشم هو عنيد بشده وينفذ ما يريد رغم اعتراضها لكنه يعرف كيف يسكتها فهو يعلم نقطه ضغفها  ففرحه طلفتيها تعنى لها الدنيا وما فيها تابعت تاملهم وهى تتنهد فمازلن صغيرات على كل ما يحدث من طلاقها هى والدهم لتغيير المنزل لزواجها حتى وان لم تعترف لكنها متزوجه الان ولا تعلم كم سيستمر هذا الزواج  هم ما زالوا صغار وكل ما يفرق معهم اللعب لكن مع ذلك هن يشعرن بالتغيير الذى لا تستطيع منعه عنهم إن كانت هى لا تعرف كيف تواجه فماذا عنهم ورغم سوالهم المتكرر   عن غياب والدهم او تركهم المنزل فهى تبرر باسباب واهيه لكى  تقنعهم لكنها تعلم انها تحتاج لاخبارهم الحقيقه حقيقه لا تتحملها هى فكيف هن 

 ‏اتخبرهم ان والدهم طلقها؟! ورماهم من اجل حفنه من المال؟! ام تخبرهم ان والدتهم ضعيفه هربت عندما لم تستطع المواجهه؟! ام تخبرهم ان جدهم اجبرها على الزواج؟! ماذا تخبرهم فكل مصيبه اصعب من الاخرى  ولا يحتملها عقلهن الصغير لكن ما هى متاكده منه انهم  يحبون هاشم فبرغم كل ما يحدث لكنها تستعجب حقا من علاقتهم مع هاشم هم متعلقون به بشده حتى وان انكرت وهو ايضا يتعامل معهم بحب وحنان تستغربه حيث لا يليق به عندما ترا كيف يحاول مجارتهم واللعب معهم رغم محاولتها منع ذلك وانهاء لعبهم ليطلق عليها الصغيرتين وهاشم«  قاتله اللعبه»  لا يعلمون انها تكاد تفلت منها الضحكه على منظره الابله هو جزار بلطجى ما يفهمه هو بلعب الفتيات تخيل المنظر  هو بضخامته يقيم مع طفلتيها حفلة شاى مدعو بها عرائس لعبه لكن هذا لا يمنع ما تفعله به وما ستفعل هو واهى ان ظن انها  ستقبله او تقبل تلك الحياة 

 ‏لتفيق من شرودها على خبط على باب الشقه والذى استغربته فهاشم لا يطرق الباب بل يقتحم المنزل لتفتح الباب لكن لم تجد. احد كادت تغلق الباب عندما لم تجد احد لكن اوقفتها يد صغيره صاحبها صبى صغير لم يتعدا السادسه من عمره وهو يقول

" ‏ينفع كده تقفلى فى وشى  ولا هو علشان الواحد صغير تيجوا عليه "

 ‏نظرت له حياة باستغراب  وضحك لحديثه 

" ‏لا ي عم الصغير مش هنيجى عليك قولى بقا بتعمل ايه هنا بقا ي استاذ"

" ‏طيب مش نتعرف الاول ي قمر انت "

 ‏صدمت حياة من حديثه 

" ‏انت بتقول ايه"

 ‏"مش بقول حاجه ي قمر نتعرف بقا انا مؤمن  صاحب هاشم وانتى طبعا حياة مرات صاحبى مش كده "

" ‏صاحبه "

 ‏"اه صاحبه يعنى لو زعلك بس قوليلى وشوفى هعملك ايه ي قمر انتى"

حياة بتهكم 

 ‏"هو بعد قمر دى فانت فعلا صاحب" لتهتف بعدها بحنان "طيب ي صاحبوه طالع هنا ليه هو مش موجود دلوقتى" 

 ‏ليرد مؤمن بمشاغبه 

" ‏ما انا عارف بس انا طالع علشان... علشان... ايه ي واد ي مؤمن علشان ايه يا مأميئوه اه افتكرت جدى تحت عايزك" 

رددت حياة بعدم فهم

" ‏مأميئوه وجدك"

" ‏اه جدى الحج زناتى عايزك تحت قالى ي معلم مؤمن اطلع نادى مرات صاحبك "

 ‏لترد حياة وهى تضحك على ذلك المشاغب 

" ‏حاضر ي معلم مؤمن هاجيب البنات وننزل لحظه بس"

 ‏لتنادى الصغيرتين التى تطلع لهم مؤمن بفضول بينما طالعته خديجه ببراءه شده مؤمن لتكون بدايه لقصه جديده بابطال كبروا امام اعيننا واحنا لسه سنجل 

 ‏اما فاطمه فامسكت بيد امها ولم تهتم  بما يحدث 

 ‏لتهبط بهم حياة فتجد المعلم زناتى ذلك الرجل الوقور الذى لا تعلم كيف هو والد هاشم لا تدرى ان هاشم نسخه مصغرة من زناتى 

 ‏ليهتف زناتى بترحاب ما ان رأى حياة 

 ‏"ي اهلا ي اهلا بمرات الغالى تعالى اقعدى ازيكم ي كتاكيت عاملين ايه "ثم اخرج حلوة لا تعلم حياة من اين اخرجها ليعطى الاطفال كل واحد واحده ويجلسهم بجانبه  ثم تطلع لحياه  وهو يقول  بعتاب

 ‏" كده ي بنتى من يوم ما اتجوزتى ما شوفتيكيش  لولا بس ابعتلك "

 ‏لتهتف حياة اعتذار 

" ‏معلش ي عمى حقك عليا حضرتك عارف الظروف  "

 ‏"ولا يهمك ي بنتى المهم  انك تنزلى تقعدى معايا انا والواد مؤمن بدل ما انتى قاعده لوحدك كده  اديكى شايفه قاعدين لوحدنا ولا كأنى مخلف شحوطه ولا حد فيهم بيسال فيا "

ثم يلتفت للصغيرتين التى بجانبه 

"وانتو مش تسالوا عليا ولا خلاص نسيتونى دا حتى لعبنا مع بعض يوم كامل اول ما جيتوا هنا ولا خلاص نسيتونى دا انت حتى كسبتكم" 

لتهتف فاطمه بلماضه 

"لا خسرت انا فاكرة "

"لا فزت انا فاكر انتى اللى ذاكرتك ضعيفه شويه" 

"لا انا فاكره" 

"اه انتو اللى فوزتوا ي لمضه بس المرة دى هفوز ايه رايك  نلعب تانى ونشوف مين اللى هيفوز بس المره دى مؤمن هيلعب مكانى وانا الحكم  حظكم المرة اللى فاتت انه مكنش هنا والا كان غالبكم  بس قبل ما نلعب عايزكم تشوفوا اللعب اللى جبتها ليكم جوه" 

ثم وجه كلامه لمؤمن 

" يلا ي مؤمن خد اخواتك وريهم اللعب " 

ليرد مؤمن بتلقائية 

" ‏مش اخواتى "

" ‏خلاص ي لمض خدهم وريهم اللعب ونشوف الموضوع دا بعدين   قال مش اخواتى" 

 ‏ليتجه مؤمن بتلقائية وبراءة  لخديجه ويمسك يدها ليريها الالعاب بينما لحقت بهم فاطمه 

 ‏لتتطلع حياة لما حدث باستغراب قاطعه زناتى وهو يحادثه بوقار

" ‏انا مشيت العيال علشان عايزك فى موضوع مهم "

" ‏خير ي عمى "

" ‏انا ي بنتى ربنا يعلم من اول ما دخلتى من الباب دا وانا اعتبرتك بنتى وعلشان كده بكلمك" 

" ‏خير ي عمى قلقتنى" 

" ‏بصى ي بنتى حالك انت وهاشم مش عاجبنى انا عارف انك مش موافقه وعارف ظروف جوازكم بس دا ما يمنعش انك تدى لنفسك فرصه شوفى الحكايه من جنب تانى يمكن تختلف  مش بقولك ابنى مش غلطان ولا غبى  لا بقولك جربى يمكن تطلع حاجه حلوة منه  "

 ‏كادت حياة ترد لكنه قاطعها واكمل 

" ‏انا عارف انك تايهه بس هى الحياة كده الشاطر اللى يقوم فيها بسرعه ويعرف طريقه و مضيعيش فرصه الحياة اديتهاله يمكن انتى  شايفاه دلوقتى ان  اتفرض عليكى كل دا  وانتى  كنتى عايزة حاجه تانى بس بعدين هتعرفى ان اختيار ربنا لينا بيكون احسن ما احنا عايزين انا مش عايز اسمع رايك فى كلامى انا عايزك تفكرى فيه الاول "

 ‏لتؤمى حياة برأسها "حاضر ي عمى هفكر" 

" ‏وحاجه كمان الاهل ي بنتى عمرهم ما يؤذوا ولادهم وحتى لو عملوا كده فهما فى النهايه اهلنا ربنا بيقول  ولا تقل لهما اف شوفتى كلمه اف مش نقولها ونسمع كلامهم طالما مفهوش معصيه لله فاوصيكى ي بنتى اهلك ثم اهلك صله الرحم ي بنتى "

 ‏"حاضر ي عمى "

 ‏ليبتسم زناتى لها بحنان 

 ‏"ربنا يكتبلك الخير ي بنتى ويوفقك ويصلح حالك" 

 ‏ثم يكمل بمزاح 

 ‏"يلا بقا روحى اعملنا اكله محشى حلوة من ايدك الحلوين دول ولا مش بتعرف "

" ‏لا طبعا دا انا هعملك احلى محشى  بانواعه وهعملك ورق عنب كمان "

" ‏طيب هنشوف المطبخ قدامك واى حاجه عايزاها قوليلى وانا هبعت حد يجيبها "

 ‏لتغادر حياة للمطبخ بينما يطالعها زناتى بتنهيده 

 ‏"هفضل اصلح وراكم لغايه امتى ي ولاد زناتى كل واحد فيكم بمشاكل شكل "

 ‏ليقوم بعدها وهو يستند على عكازه ليتابع الصغار كما وعدهم 

 ‏...........

 ‏كانت زمردة تجلس فى غرفتها وهى تتصفح هاتفها تعيش الان حياة الملوك فبعد ان اخبرتهم بخبر استقالتها وهى تعيش فى فترة نقاهه تتعافه من العمل الذى استنفذها طبعا ثارت والدتها لكن كل ذلك انتهى  بموضوع يحيي فمن يهتم بعملها امام مصيبه يحيي والتى يستحقها بجدراة هو من فعل ذلك بنفسه اهناك عاقل يترك نور البسكوته طبعا غير اخيها الاحمق هى شامته لما يحدث معه الان وبشده فجميعهم اعترضوا على قراره وقتها لكنه لم يهتم لاحد والان يطلب المساعده منهم والتى للاسف ستفعلها فهم معنا على الحلوة والمرة 

 ‏ليلفت نظرها تلك الرساله الموجودة على جروب الجريده التى كانت تعمل بها لتفحص المحادثه لتجد ما اطار عقلها لتهب من مكانها وترتدى ملابسها سريعا وتتجه الى الجريده وخصوصا الى مكتب مديرها الذى ارسل لها الكثير من الرسائل والتى تطلب منها العودة للعمل لكنها لم تهتم فهى استقالت لكنها الان تعود برجلها للجريدة 

 ‏لتفتح باب مكتب عيسى الذى صدم برؤيتها وصدم اكثر من حديثها 

 ‏"مديرى العزيز وحشتنا والله ي فندم كده مش تقولى ارجعى ي زمردة الشغل انا لو شفت بس رقمك كنت لقتنى من تانى يوم موجودة كله الا الشغل " 

 


.......... 


🩶دمتم ساالمين 🩶....


          الفصل التاسع والعشرون من هنا 



تعليقات