رواية بستان حياتي
الفصل التاسع عشر 19
بقلم سلوى عوض
في دور جمال العمري في القصر الكبير:
كان الجميع يجلسون معًا في ،.كان سليم يقف بمفرده في الڤراندة ، يراقب بعينيه الحادتين فؤاد وسهير وهما يخرجان من المنزل ويركبان السيارة . من خلفهما، تبعتهما سيارة أخرى بها وليد وامنيه .
صوت صباح قطع شروده وهي تنادي عليه من الشرفة.
صباح: يا ولدي، تعال اشرب الشاي معانا، ما تفضلش لوحدك كده.
سليم كان على وشك الرد، لكن هاتفه رن فجأة. ألقى نظرة سريعة على الشاشة، ثم رد على الفور.
سليم (بترحيب): أهلاً، إزايك يا باشا؟ أخبارك إيه؟
مدير البنك: (يشرح ما حدث مع فؤاد وما يتعلق بحساباته)
سليم استمع بانتباه، وعلامات التفكير ظهرت على وجهه
سليم (بهدوء): عايزك تبلغ فؤاد إن في شوية مشاكل في الحساب، وإن قدامها أسبوع عشان تتحل.
أنهى المكالمة وأعاد الهاتف إلى جيبه، ثم التفت ليجد عيون الجميع معلقة عليه بدهشة وقلق. كان الصمت يسيطر على المكان حتى قطعه صوت فريد الذي نهض من مكانه بغضب.
فريد (بصوت عالي): سليم، يا تفهمنا إيه اللي بيحصل يا إما مالناش دعوة بالحكاية دي من الأساس. أنا وإخواتي وأمي برة الموضوع ده. إحنا كده مش فاهمين حاجة، ولو يرضيك إننا نبقى ع عمانا، إحنا مش هيرضينا. وده آخر كلام عندي.
بستان (بهدوء وهي تضع يدها على كتفه): فريد، لو سمحت اهدى.
فريد (بعصبية): لا، مش ههدى! مش معنى إني سكت على اللي عمله فؤاد إن شخصيتي بقت ضعيفة.
نور (بنبرة مرتجفة): في إيه يا فريد؟ أنت بتتحول ليه؟ هتخوفني منك كده!
فريد (بلهجة مطمئنة): لا، يا نور، ما تخافيش. مش من حقك تخافي وأنا جنبك. لكن من حقنا نفهم. إحنا واثقين في سليم إنه مش هيعمل حاجة وحشة، بس من حقنا نفهم هو ناوي يعمل إيه. اتفقت على إيه مع جدك؟
سليم (بنبرة حادة): خلصتوا؟ ولا في حد تاني عاوز يتكلم؟
صباح (بتوسل): أمانة عليك يا ولدي، فهمنا.
سليم (بهدوء): حاضر، وكويس إن كلهم مش هنا عشان أقدر أوضح لكم كل حاجة.
صباح (بدعاء): الله يرضى عليك يا ولدي.
سليم اعتدل في وقفته ونظر إلى الجميع قبل أن يبدأ الحديث.
سليم: لما بستان كانت تعبانة هي وجدّي في المستشفى، ...
فريد (مقاطعًا بغضب): بتفكرني ليه؟ ما أنا اعتذرت يا جماعة واتغيرت. ليه مصمم تفكرني بحاجة زي دي؟
سليم (بهدوء): اهدى يا فريد، أنا مش بفكرك، أنا بحكي اللي حصل عشان توضح الصورة.
الجميع كان ينتظر بترقب ما سيقوله سليم، بينما الموقف بدا وكأنه على وشك كشف حقائق أكبر مما يتخيلون.
لما جدي طلب منكم تتصلو بيا انا وابويا اول ما وصلنا المستشفي
( فلااااش بااااك)
الجد: اسمعني يا سليم، يا ولدي، اسمعني زين وما تقاطعنيش في حديتي ديه واصل .
سليم: حاضر يا جدي، انت عارف قد إيه غلاوتك عندي، وزادت أكتر لما وقفت جمبنا أنا وأبويا، ومعرفتش أبويا لحد دلوقتي، رغم أسلوبه الوحش معاك والمعاملة اللي متستحقهاش .
الجد: سيبك من الحديت ده، خلينا في الموضوع اللي عاوزك فيه.
سليم: اتفضل يا جدي.
الجد: أنا تعبان يا ولدي، ولازم أعمل عملية في الجلب، وأنا مش عايز أعملها إلا لما أطمن عليكم، وخصوصًا ولاد عمك مصطفى
وفريد. علي قد اللي هو فيه ، لكنه حنين وقلبه طيب، الله يجازي اللي كان السبب في كده.
سليم: يعني انت مش زعلان من اللي عملوه مع بستان؟
الجد: لا يا ولدي، هو خايف عليها، بس الطريقة كانت عفشه ، وأنا غلطت إني خبيت عليه موضوع العلام ده، بس هو مكنش هيوافق
الموضوع من الاول الي عايزك فيه .
عاوزك تكتب كتابك على بستان عشان تحميها من فريد لحد ما يعقل وتخلص علامها. ولولا أني عارف إن ده حلمك من زمان وإنك بتحب بنت عمك وعايزها تبقى مراتك،
صح أنت مش عايش معايا، لكن كنت دايمًا بتحدتني وانا ادرا الناس بيك وبقلبك الطيب.
ثاني حاجة، يا ولدي، أوعاك ترفض، وغلاوتي عندك، هكتب لك كل أملاكي وفلوسي في البنوك باسمك، غير فيلا المعادي، دي ملك بستان.
أما ورثهم من أمهم، فده يا ولدي عمر وفريد حقهم، وفلوس بستان متشالة باسمها، وهي متعرفش، وأنا مضمَنش يا ولدي أطلع من المستشفى ولا لا، خلي بالك من ولاد عمك، وحطهم في عينيك.
سليم: أقدر أكلم دلوقتي يا جدي؟
الجد: يا سليم، سامعك، بس لو هترفض، متتكلمش.
سليم: أنا مش هرفض، بس من حقي أعرف ليه؟ وطبعًا بعد الشر وتخرج يا جدي بسلامة، ومحدش يدير أملاكك غيرك أنت، ويطول لنا في عمرك.
ليه يا جدي عاوز تعمل كده؟ و اشمعنى أنا بالذات؟ عندك أبويا أو عمي فواد وفريد وعمر ولاد عمي.
الجد: أول حاجة، أبوك مش هيوافق، ما انت عارف إنه واخد جنب مننا. وعمر عارفه، مخه طاجج، وفريد عارفه ، لسه ربنا مهدهوش، وطبعه حامي .
أما بقى فؤاد، فالخبث كله؛ مش هو ولدي، بس أخبث خلق الله هو وبته امنيه ، وأوعى تفتكر الطيبة اللي ظاهرها دي. تخيل عليا، والله لو جرالي حاچة، هيطلع الكل من السرايا ، وأولهم مراته، وياخد كل حاجة .
سليم: معقول ده يا جدي؟
الجد: معقول جوي ، متصدقش كل الوشوش اللي تشوفها، يا ما وشوش طيبة، لكن في جواها جلوب خبيثة.
سليم: حاضر يا جدي، اللي حضرتك شايفه.
وبعهدك قدام ربنا، إني هحافظ على كل أملاكك لحد ما ترجع بسلامة وتنور بيتك.
الجد: الله يبارك فيك يا ولدي.
خد الختم ده بعد ما كلهم يمشوا، كلم المحامي بتاعي علشان يجيب كل أوراق الأراضي وهكتب لك كل حاجة بيع وشراء، وهتنازل لك على الفلوس الي في البنوك، وهنكلم المأذون علشان يكتب كتابك على بستانك.
مش أنت دايمًا لما كنت تتصل بي، تقول لي "بستاني عاملة إيه؟"
سليم: ربنا ما يحرمني منك يا جدي.
------------------------------------
#بقلم_سلوى_عوض
(عودة للحاضر)
سليم خلص كلامه، والكل كان في حالة ذهول ودهشة.
عمر (باندهاش): بقى أنت بقى يا سليم بتحب البت بستان أختي من زمان وإحنا ما نعرفش؟ ده أنت طلعت حبيب قديم.
سليم (بهدوء): يعني انت سيبت كل اللي قلته ومسكت في دي؟ آه يا سيدي، بحبها من زمان.
سليم نده لفريد.
سليم (بنبرة جادة): خد أخوك ده من وشي، بدل ما اللي كنت ناوي أعمله في وليد أعمله فيه هو.
عمر (بلطف، محاولًا تهدئة الجو): خلاص يا عم، حقك عليا.
فريد (بغضب): كلمة تانية يا عمر وهقوم أرميك من هنا.
عمر (مازحًا): واهون عليك يا "فيري"؟
صباح: سيبكم منه كأنه مش موجود.
عمر (بابتسامة): كده يا صبوحة؟ ده انتي اللي ليا يا جميل.
بستان : والله يا نور، أنا لو منك أرجع في كلامي وما أتمش الجوازة دي.
نور: لا طبعًا، هو في زي عموره؟
بستان: اشبعي بي.
عمر (لبستان): يا بنتي ده أنا هبقى خال العيال.
عمر (بجدية): آه صح، يا سليم، هو انت مش مكسوف تقول إنك بتحب أختي؟ انت ناسي إنها بنت عمك ولا إيه يا فريد يا صعيدي ياحمش؟
سليم (بتحدي): طب بالعند فيك، بحبها، بحبها. وريني هتعمل إيه.
عمر (ضاحكًا): يا ابني، إحنا ما عندناش الكلام ده.
فريد (بحدة): هو انت متخلف يا عمر؟ انت ناسي إنها مراته؟
عمر (بدهشة): آه صح، نسيت. بقولك إيه، يا ليلي تعالي نتمشى في البلد شوية.
قامت ليلي لتذهب معه.
سليم : ليلى، اقعدي مكانك، مش هتنزلي في حتة.
عمر (معترضًا): يا سلام، ما هي مراتي يا أخويا.
سليم: مراتك آه، بس أنا أخوها، وقلت مش هتنزل يعني مش هتنزل. اقعد عشان نشوف هنعمل إيه.
عمر (بزهق): حاضر.
فريد (بجدية): أي حاجة انت عاوزها يا سليم، هنعملها.
عمر (مستفزًا): أشمعنى دلوقتي؟
فريد: لا والله، أنا أطاوع سليم في أي حاجة، بس كنت محتاج أفهم.
سليم: تمام، هقولكم على كل حاجة. إحنا هنتعامل زي ما قلت لكم كأننا ضيوف، ونحسسهم كلهم إننا مش زعلانين. ونحسس فؤاد إن إحنا بنتقرب له عشان يرضى عننا.
عمر (بمزاح): إيه الأفكار الجامدة دي؟ ده انت مخك يدخلك طب.
سليم (بضيق): هو مفيش غيرك في القعدة بيتكلم؟ هو لو ما تكلمتش هيقولوا "الساكت أهو". اسكت بقى وما تقطعش حبل أفكاري.
سليم نظر لنور وليلي.
سليم: بالنسبة ليكوا يا ليلي ونور، مش عاوز حد يعرف إنكم اتكتب كتابكم على عمر وفريد. وعاوزكم تقربوا لأمنية وسهير قوي.
فريد (باستغراب): محدش يعرف إننا كتبنا الكتاب؟
سليم (بحزم): اعتقد محدش هيخاف على إخواتي أكتر مني.
ليلي: طب وبستان، هتعمل إيه؟
سليم: لا، بستان مالهاش دعوة بالحدوتة دي.
نور (معترضة): وأشمعناوأشمعنى بستان؟
سليم: عشان بستان معروف إن إحنا مكتوب كتابنا. يعني محدش هيفكر يقرب منها.
التفت سليم لصباح وفريد.
سليم (بجدية): وانتي يا مرات عمي دلوقتي، انتي وفريد هتروحوا بيت عمي العمدة تطمنوا على مرات عمي نجوى والأولاد.
ما تنسوش إنهم ولادنا وولاد العمّارية.
صباح (بموافقة): حاضر يا ولدي، أنا نفسي أطمن على نجوى قوي.
----------------------------------
#بقلم_سلوى_عوض
في بيت العمدة
وصل فريد مع أمه صباح إلى بيت العمدة، حيث استقبلهم العمدة حسين بحفاوة.
العمدة: أهلاً وسهلاً يا فريد، نورتونا والله .
صباح: عن إذنك يا حج حسين، أنا هطلع أطمن على نجوى.
الحجة نادية: خديني معاكي يا صباح، أطمن عليها أنا كمان.
صباح (بلطف): معلش يا عمه ؛أنا عاوزة أطمن عليها لوحدي الأول.
دخلت صباح غرفة نجوى ووجدتها في حالة صعبة.
صباح (بقلق): إزايك يا نجوى؟ إيه اللي عملاه في حالك ده؟
نجوى (بحزن): مشوفتيش فؤاد وعمايله يا صباح.
صباح ضحكت بخفة، وحاولت تهديها.
نجوى (بامتعاض): ده صبغ شعره وغير خلجاته ، ولبس كيف لبس البندر، وضحّك الناس علينا. فاكر نفسه لسه شاب صغير.
صباح: وبعدين يا نجوى؟ ما تفكريش فيه دلوقتي، والله بكره هيجيكي ندمان.
نجوى: كيف يا صباح؟ ده خلاص مبقاش همه حد، واستقوى القلب على الكل.
صباح (بحزم): اسمعي اللي بقولهولك زين، وخلّي بالك من نفسك ومن ولادك، الدنيا دوارة.
-------------------------------------
#بقلم_سلوى_عوض
كان يجلس فريد مع العمدة ، يتحدثان عن الأحداث الأخيرة.
العمدة: مش كنتوا نزلتوا عندنا يا فريد، ده بيتكم برضه .
فريد: تسلم يا عمي، بس إحنا لازم نقعد في بيتنا عشان نقدر نرجع حقنا، خلاص كل حاجة اتعرفت.
العمدة (بقلق): يعني سليم قال لكم على كل حاجة؟
فريد: قال لنا يا عمي.
العمدة (بتنهيدة): حقك عليا يا ولدي، مقدرتش أقولك عشان دي كانت أمانة جدك، ربنا يرجعه لنا بالسلامة.
فريد (بثقة): لا يا عمي، أنا مش زعلان منك.
إنت حفظت على أمانة جدي. بس أنا اللي أصريت على سليم يقول لنا كل حاجة عشان نتصرف.
وكان لازم نبقى عارفين. يمكن جدي كان فاكر إننا هنعترض إنه كتب كل حاجة بأسم سليم. بس ده سليم، اتجوز أختي اللي أغلى من كنوز الدنيا هنتكلم في أراضي وفلوس .
العمدة (بابتسامة ): الله يرضى عليك يا ولدي، وربنا يكملك بعقلك ويجمع شملكم على الخير.
--------------------------------------
#بقلم_سلوى_عوض
في قصر العمري
عاد وليد، أمنية، سهير، وفؤاد إلى السرايا بعد فترة، وبدأ الحديث بينهم.
فؤاد: أحسن حاجة إن محدش نزل من الناس اللي فوق.
أمنية: هما يقدروا ينزلوا من غير إذننا أصلاً؟
يمضي الليل بهدوء دون أي أحداث تُذكر.
في الصباح:
ذهب فؤاد إلى البنك، ودخل مكتب مدير البنك.
فؤاد: عملت إيه يا سعادة البيه في اللي طلبته منك؟ أنا جبتلك دفتر الشيكات.
مدير البنك: للأسف يا حج فؤاد، في مشكلة كبيرة في الحساب، وهنحتاج على الأقل 10 أيام عشان تتحل.
فؤاد (بغضب): كيف يعني؟ فلوسي مش عارف أتصرف فيها؟
ارتفع صوته وأصبح غاضباً.
مدير البنك (بهدوء): متزعقش يا حج فؤاد، إحنا بنك محترم، وأول ما المشكلة تتحل هنبلغك فوراً.
فؤاد (بخيبة): ماشي يا بيه.
خرج فؤاد من البنك، وهو في حالة إحباط شديد، وتحدث مع نفسه:
"أعمل إيه دلوقتي؟ سهير طالبة مني حاجات كتير، وأنا مش عايزها تعرف إني معيش فلوس دلوقتي."
ثم تذكر فكرة وابتسم:
"خلاص، جاتلي فكرة زينة. هتصل بالحج وجدي وأقوله يبعتلي فلوس بحجة إن ده مقدم الأرض القبلية."
يتصل بالحج وجدي ويستعد لبيع الارض ووافق الحج وجدي لانه يعلم ان كل شيء اصبح ملكه ولان الحج وجدي لا يحب الحج سليم الكبير وكانت بنسبه له صفقة العمر ان يأخذ ارضه وبالفعل يذهب فؤاد لبيع الارض
استلم فؤاد مبلغاً كبيراً من الحج وجدي وكتب له إيصالاً كضمان حتى يتم بيع الأرض رسمياً.
----------------------------------------
#بقلم_سلوى_عوض
بعد ان انهى البيع مع فؤاد الحج وجدي يتصل بالعمدة حسين
وجدي (بشماتة): لما إنتو محتاجين فلوس ليه ما قلتوش؟
العمدة حسين (بثقة): مين قالك إن إحنا محتاجين فلوس؟ إحنا عندنا الفلوس في شوالات، لو عاوز، تعالى خدلك كام شوال.
وجدي (بسخرية): آه، عندكم شوالات! أمال فؤاد ود سليم العمري قريبك وصاحبك جالي، وأخد مني مبلغ كبير وكتب لي وصل على بيع الأرض
العمدة (بغضب): إنت بتقول إيه؟!
وجدي (بتأكيد): والله العظيم حصل.
العمدة حسين (بحدة): أنا جايلك دلوقتي، وإياك تقول لحد إنك قلتلي حاجة، لحسن والله ما تطول ترابايه من الأرض، ولا حتى الفلوس، ووريني هتعمل إيه.
وجدي (مرعوب): حاضر حاضر.
العمدة يتحدث مع نفسه:
"أعرف سليم ود جمال؟ يا ربي أعمل إيه؟ بس لا، مش هقول لحد. كله يهون عشان خاطر الحج سليم وأخته وعياله في النهاية."
ذهب العمدة حسين إلى وجدي وواجهه بالأمر.
العمدة: اسمع يا وجدي، هقولك كلمتين، والله لو حد عرف حاجة، إنت عارف إن أخوك مترشح لمجلس الشعب، وأي شوشره حواليه هتسقطه، وإنت عارف إني أقدر أعمل كده بسهولة. سيبها جميلة بدل ما تبقى بمشكلة.
وجدي (بخوف): حاضر حاضر، اللي انت عاوزه هعمله.
العمدة: معادك مع كتب العقود إمتى؟
وجدي: بعد أسبوعين.
العمدة: زين قوي. يبقى تاخد قرشيناتك وتديني الإيصالات. وبقولك قبل ما أمشي، لو حد عرف حاجة، متزعلش.. اخوك
وجدي: لا بالله عليك، إنت عارف إن أخوي ده اللي بنتدلع على حسه في الدنيا.
العمدة: تمام، سلام عليكم.
----------------------------------------
فؤاد يتحدث لنفسه:
"خلاص، هروح محافظة قنا وأشتري دهب لسهير، وأفرح قلبها، ما الخير من ربنا كتير الحمد لله."
--------------------------------------
في قصر العمري
تجلس أمنية ووليد وسهير على الإفطار.
أمنية: أمال أبويا فين؟
سهير: في العشية قال عنده مشوار الصبح.
ينزل فريد للجلوس معهم.
فريد: صباح الخير عليكم.
أمنية (بدون حماس): صباح الخير يا فريد.
فريد (مازحاً): فريد من غير "أبيه"؟
أمنية: "أبيه" ده كان زمان، لما كنا بنخاف منك. دلوقتي، إنت هنا ضيف، والضيف بيتعامل كضيف، وضيف مش مرغوب فيه كمان.
يقرب فريد منهم، وسهير تنظر إليه من قرب.
سهير (تفكر في نفسها): "إيه القمر ده؟ شاب بحق وحقيقي، يملى العين، مش زي العجوز اللي صبغ شعره وعمل نفسه شاب!"
فريد (لسهير): صباح الخير يا مرات عمي.
سهير: قول يا سهير، إحنا قريبين من بعض في السن.
أمنية (بحزم): سهير، مالكيش صالح بي ولا هو ليه صالح بيكي.
سهير: وهو قال حاجة؟ ده كان بيصبح بس!
فريد: شكراً لذوقك.
سهير: بقولك إيه يا فريد، عاوزين نتغدى كلنا سوا النهارده، وأنا اللي هعمل الأكل بنفسي. عندك مانع؟
فريد (مبتسماً): لا طبعاً، معنديش مانع، ده يبقى أحلى أكل أكلته في حياتي.
سهير (تفكر): "الواد شكله مش هيأخذ غلوة في إيدي، مع إنه قمر، بس شكل العيلة كلها مهبّلة!"
نور: صباح الخير.
فريد (بغيرة): إيه منزلك دلوقتي؟
أمنية: ما هي سبيل بقى، اللي طالع طالع واللي نازل نازل.
وليد (يفكر في نفسه): "إيه القمر ده؟ أحسن مليون مرة من البومة اللي كتبت كتابي عليها."
ثم يلتفت ليتحدث مع أمنية.
وليد: في إيه يا أمنية؟ مالك ومال ولاد عمك؟
أمنية: خلاص، خلاص، هما كده كده ضيوف، هياخدوا يومين ويمشوا.
نور: ميرسي يا وليد.
وليد: يا بوي على الرقة، مش زي أمنية اللي بتنطح في الكلام نطح.
نور (لأمنية): في إيه يا أمنية؟ إنتِ واخدة موقف مننا ليه؟ إحنا مالنا بكل ده؟ إحنا فعلاً جايين نغير جو مش أكتر.
خلال كل ذلك، فريد كان يتجنن من الغيرة، وينظر إلى نور بدون أن يبعد عينيه عنها.
فريد (بحزم): عاوزة حاجة دلوقتي يا نور؟
نور: لا يا أبيه، مفيش حاجة، أنا كنت نازلة أجيب ورد من الجنينة بس.
وليد: ما هو الورد ميجيبش غير الورد.
تلتفت له أمنية بنظرة شريرة.