رواية الماسة المكسورة
الفصل الثاني والثلاثون 32 جزء أول
بقلم ليله عادل
[بعنوان لعب وجد وحب]
-فيلا مجاهد، الثالثة مساءً
ـ نشاهد سيارة سليم تتوقف وخلفها سيارة الحراس هبط مكي من الباب الأمامي وفتح الباب الخلفي بإحترام .. هبط سليم وماسة.
رفع سليم عينيه نحو مكي: مكي خلي حد من الرجالة يجيب الشنط من العربية.
مكي: هاجبهم أنا.
نظر له سليم بإستغراب وهو يعقد حاجبيه !! فهذا ليس اختصاصه! لكنه لم يهتم للأمر .. أكمل سَيره مع ماسة وهو ممسكا بيدها وعند وصولهم عند الباب ضرب سليم الجرس .. فتحت إحدى الخادمات.
الخادمة بابتسامة حارة: ماسة هانم، سليم بيه أهلاً اتفضلوا.
ماسة بتساؤل: بابا وماما وكلهم جوا.
الخادمة: أيوا يافندم في الهول.
تحركا حتى الهول ..كان جميع العائلة يجلسون، فور رؤيتهم ماسة نهضوا عليها مسرعين بترحيب حار وسعادة.
سعدية: ياحبيبتى إيه المفاجأة السكر دي، وحشتيني (ضمتها بحنان وتساءلت) إيه اللي قومك من على سريرك يا بنتي دلوقتي؟
ماسة: أنا بقيت كويسة الحمدلله.
سعدية باعتراض: كويسة إيه هو السقط سهل، على رأي المثل ولادة كل يوم، ولا سقط سنة.
ماسة وهى تربت على كتفها بإطمئنان: والله الحمدلله متقلقيش.
مجاهد بحنان أبوي: حمدلله على سلامتك يا بنتي (ضمها ).
سعدية: إزيك يا سليم بيه.
سليم بتهذب: الحمدلله، وإنتم عاملين إيه ؟ ناقصكم حاجة؟
مجاهد ابتعد عن ماسة ونظر له: إن شالله يخليك يا سليم بيه، والله إنت مش مقصر في حاجة، مش عارفين نقولك إيه على الكرم ده كله.
سليم بتهذب: ماتقولش حاجة يا عم مجاهد، عيلة ماسة عيلتي.
سعدية: يا بيه إحنا مش قد المقام والله.
سليم باعتراض وبلطف: متقوليش كدة يا طنط إنتم مقامكم كبير أوي عندي، وحقيقي باعتذر عن إللي حصل، بس توتري على ماسة خلاني مش قادر أسيطر على إنفعالاتي.
نظرت له ماسة بابتسامة لأنه قام بالاعتذار من عائلتها، فهذا الفعل كبير في حقه أن يقوم بالاعتذار لعائلتها.
سعدية: يا بيه أنت على راسنا والله مافيش حاجة.
سليم تبسم: إحنا اتفقنا بقى مافيش بيه.
أقترب منها عمار وضمها: وحشتيني عامله إيه؟
ماسة بعتاب: عشان كدا سألت عليا وجيتلي.
عمار: كنت هجيلك والله بس أنا..
صمت ونظر بعينه لسليم.
تفهمت ماسة تلك النظرة بأنهم خائفون أن يزعجوا سليم بالمجيء .. دخل مكي، فور أن دخل تبسمت سلوى وتبادل معها تلك النظرة الخاطفة لثواني بلطف.
مكى: سليم باشا.
نظر له سليم وهو يشير على الطاولة التي بالقرب منه: حطهم هنا واستناني.
وبالفعل وضعهم مكي وهو ينظر بعينه لـسلوى دون أن ينتبه أحد.
مجاهد: هتفضلوا واقفين يلا ادخلوا جوة نقعد.
سليم باعتذار : معلش أنا همشي عندي مشوار .
مجاهد: براحتك يا بيه.
سليم وهو يمسح على كتفها بحنان: عشقي، اقعدى براحتك وأنا راجع هاعدي أخدك، أوكي.
ماسة: تمام.
سليم بتهذب: عن إذنكم.
قبلها من عينيها وخرج ومكي خلفه ولكنه سرق نظرة سريعة لـسلوى وأشار لها بعينه وهز رأسه بمعنى (التحية مسرعاً )
ردت عليه سلوى تلك النظرة بابتسامة ناعمة أيضاً وخرج للخارج خلف سليم توجهت هي وجلست مع العائلة على الإنتريه.
ماسة بعتاب: محدش فيكم جالى ليه؟ مش كلمتكم قولتلكم إني زعلت منه وهو اعتذرلي وفهمني أنه مكنش يقصد وأهو اعتذر منكم.
مجاهد: ماحبناش نخرب عليكي، شكل سليم بيه بيضايق من وجودنا.
عمار: أنا كنت هجيب يوسف وأجيلك بس أمك حكتلي اللي حصل.
ماسة بدفاع ممزوج ببراءة: والله هو مايقصدش هو بس مش بيحب حد يكلمني وحش حتي لو إنتم، حتى أهله والله العظيم لو حد منهم كلمني ولا بص لي بصة ماتعجبوش مش قادرة أقول لكم بيعمل فيه إيه.
سعدية بحكمة: جوزك كويس بس بيخوف، بيقلب بسرعة زي البحر متقلب خدي بالك منه.
ماسة بدفاع: والله سليم طيب أوي وحنين، ده هو اللي قعد بيا طول الفترة اللي فاتت وبيعملي الأكل بإيده ما أنا كنت بحكيلك يا ماما، وبعدين شوفتوا كلمكم إزاي! واعتذرلكم، متزعليش منه والله هو بيحبني أوي مش بيحب حد يزعلني.
سعدية بعقلانية: ما قولناش حاجة عارفين أنه حنين ومتواضع، بس لِيه حاجات كدة صعبة، لما بتحصل بيقلب، زى اللي حصل معانا، شوفتي قَلَب إزاي؟ ده لولا أنه خايف على زعلك، كان قام ضربني، شوفت نظرته يا أبو عمار ترعش، والله حتى مش هيفرق معاه إني قد أمه زى منصور اللي منه لله.
مجاهد بحكمة: آه نظرته تخوف، كأنه مش عايز حد غيره يقربلك ولا ليه الحق، إنسان مُتملك.
ماسة ببراءة ممزوجة باعتذار ممزوج بدفاع: لالا مستحيل يعمل كدة، هو محترم وعمره مغلط فيكم، وهو بس بيحبني أوي، طب حقكم عليا متزعلوش منه، والله هو طيب.
سعدية وهى تربت على قدميها: سيبك مننا المهم هو مش معاكي كويس وبيحبك وببتعامل معاكي بما يرضي الله.
ماسة: آه والله.
سعدية وهى تمسح على شعرها بحنان: خلاص ده المهم، ربنا يهدي سرك ياحبيبتي، إنتي هتتغدي معانا.
ماسةوجهت نظراتها لـ سلوى: سوسكا عاملة إيه في المذاكرة.
سعدية بسخرية: ياختي من وقت ما مسكت القلم والورقة وماحدش عارف يكلمها، لا هي ولا إخواتك ربنا يباركله منسيش إخواتك من العلام بالرغم محدش فيهم طلب.
ماسة بتنبيه وهى تنظر لأشقاءها: ولا أنا طلبت، ده أنا فرحت أوى لما عرفت، بس لازم بقى تذاكروا كويس وتبيضوا وشي.
مجاهد: إخواتك مش هينفعوا، بيدوروا ويتسرمحوا بالعربية لحد الفجر.
ماسة بإستهجان: لا يا عمار إنت ويوسف لازم تذاكروا وتاخدوا الشهادة وتتكلمو لغات كمان، العالم دول بيبصو للمظاهر أوي.
سعدية: قولت كدة، لازم نثبت لهم إننا مابقيناش الخدامين بتوع زمان.
ماسة: عندك حق لازم يا ماما.
عمار: يا ستي بنذاكر ماتقلقيش.
مجاهد بتساؤل: ها أهله كويسين معاكي يا بنتي الست فايزة والباشا وإخواته؟؟
ماسة بتطمين: بصراحة آه، حتى صافي وفايزة ورشدي الصايع كمان بقى محترم أوي معايا وعقل كده مستغربة أوي.
مجاهد: ربنا يهديهم بس خدي بالك منهم بردو.
سلوى وهى تشدها من معصمها: ماسة تعالي عايزاكي تشرحيلي حاجة فوق.
ماسة: أصبري أنا قاعدة اليوم كله، أقعد معاهم شوية.
سلوى وهي تسحبها من إيدها بتحايل: أمك هتقوم تكمل الغدا وأبوكي بينام دلوقتي يلا.
سعدية: قومي معاها يا ماسة.
ماسة: حاضر.
وبالفعل نهضت وتوجهت إلى الطابق الثانى حيث غرفة سلوى.
_ غرفة سلوى
_ نشاهد سلوى وهى تسحب ماسة من يدها.
ماسة: مالك يا بت بتشدي فيا كدا ليه؟
أغلقت الباب وتركتها توجهت إلى العرائس المصفوفة وجلبت التي أهداها لها مكي .
سلوى بسعادة: بصي العروسة دي.
ماسة: شكلها حلو.
سلوى بسعادة: مكي إللى جبهالي.
ماسة بتعجب: مكي مين؟ حارس سليم؟
سلوى وهي تهز رأسها عدة مرات: آه.
ماسة بإستغراب: بمناسبة إيه؟
سلوى: تعالي نقعد وهفهمك.
تحركا حتى الأريكة وجلسا بجانب بعضهما.
سلوى: بصي هى عجبتني لما كنا سوا بنجيب لبس البيبي وبعدها بكام يوم لقيته بيتصل بيا وبيدهاني.
ماسة بإستغراب: يا سلام، ليه الإهتمام ده؟
سلوى وهي تخرج شفتيها السفلية بعدم معرفة: مش عارفة.
ماسة بتعجب: وإنتي مالك فرحانة وانتي بتتكلمي كدا وعيونك بتطلع قلوب.
سلوى بسعادة وإبتسامة مشرقة: مش عارفة بس بفرح وبتكسف لما بجيب سيرته أو أشوفه.
ماسة بعقلانية: زى ما كان بيحصلي مع سليم، بس سليم كان بيتعامل معايا حلو وبيدافع عني وقعد معانا شوية فـطبيعي أحس بده.
سلوى بارتباك بعين ذائغة: أصلها مش أول مرة.
ماسة: يعني إيه.
ابتلعت سلوى ريقها رفعت عينيها لها: هاحكيلك كل حاجة من أول الكلب لحد النهاردة.
وبالفعل روت لها سلوى كل شيء حدث بينهما.
أتسعت عين ماسة بتعجب: كل ده حصل وأنا معرفش؟
سلوى: كل ده حصل بسرعة جداً، إنتي مش بقالك كتير راجعة وكنت هقولك والله، بس حصل موضوع تعبك في الحمل وإنك سقطتي، المهم تفتكري اللي أنا فيه ده إيه؟
ماسة وهى ترفع كتفها بعدم معرفة: مش عارفة بس مش عشان جابلك عروسة وأتكلم معاكي يبقى بيحبك يمكن عادي.
سلوى: طب ليه بيبصلي وبيضحكلي وبيتصل بيا؟
ماسة وهى تهز رأسها بعدم معرفة: مش عارفة بس إنتى مينفعش تقابليه برة، عيب وأمك وأبوكي لو شموا خبر هيقتلوكي.
سلوى بحيرة: مش عارفة أعمل إيه؟
ماسةبتساؤل: أكلم سليم يكلمه ويفهم منه.
سلوى بإعتراض: لا أنا عايزاه يعمل زى سليم ويطلب إيدى أو يقولي إنه عايز يتجوزني.
ماسة بابتسامة تساءلت: إنتي بتحبيه ياسوسكا؟
ارتسمت على شفتي سلوى إبتسامة رقيقة: مش عارفة بس بفرح لما بشوفه.
ماسة بتنبيه لطيف: المهم أوعي تخرجي معاه وتقابليه مهما حصل، عشان لو عملتي كدة هيقول عليكى مش محترمة، ولازم نفهم هو بيعمل كدة ليه؟ بيحبك ولا بيتسلى.
سلوى: أنا رفضت لما طلب نتقابل، ولو طلبها تاني هرفض ( بقلق ) بس تفتكري بيحبني ولا بيتسلى زى ما قولتي !! ولا أنا موهومة؟!
ماسة بعقلانية ممزوجة ببراءة: بصي هو مادام كل شوية بيتلكك عشان يكلمك، وجابلك العروسة اللي عجبتك عشان ملحقتيش تشتريها، يبقى فيه حاجة، أصل سليم عمل شبه كدا، وطلع بيحبني، بس أنا مش عايزاكي تتسرعي فى قرارك، سليم فهمني إن في شباب كتير بيستغلوا البنات وبيعملوا الحاجات دي عشان يلعبوا في عقولهم، والراجل لو بيحب بجد هيطلب إيدك، وهيقولك عايز اتجوزك وهيدخل البيت من بابه زي سليم.
سلوى وهى تهز رأسها بنعم: عندك حق.
ماسة بسعادة وهي تضع يدها علي قدميها: حبيبتي يا سوسكا !!! وحسيتي بالكهربا والضحكة الكبيرة اللي بتترسم على الوش من غير أسباب؟!
هزت سلوى رأسها بنعم بصمت بسعاده غامرة.
تبادلا الابتسامات مع بعضهما ...
💕____________بقلمي_ليلةعادل◉‿◉
فى أحد المطاعم على النيل الرابعة عصراً
-جلس سليم على إحدى الطاولات بالقرب من النيل ويحتسي فنجانا من القهوة الساخنة، يدخن سيجارة بهيبة تخطف الأنظار، وبعد دقائق اقتربت منه منى بإبتسامة.
منى: غيرت رأيك؟
رفع سليم عينيه لها بإقتضاب: اممم، أقعدي.
كادت أن تسحب المقعد المقابل له تماما .. لكنه أوقفها سليم قائلا بحركة عينه وهو يشير على المقعد المقابل له، لكن ليس الذى أمامه مباشرةً، الذي بجواره.
سليم: أقعدي هنا.
نظرت له منى بعينيها بقليل من الإستغراب لكن لم تعطي الأمر أهمية، تعلم أن لسليم لديه بعض التصرفات الغريبة، هزت رأسها بإيجاب، وجلست على المقعد.
منى بإهتمام كاذب: إيه ماسة بقت كويسة؟
سليم: الحمدلله، هاا قوليلي، إيه هو الموضوع المهم اللي عايزاني فيه وبقالك أسبوع نازلة رن؟
منى: كنت عايزة أطمن علي ماسة.
ارتسمت على شفتي سليم نصف ابتسامة فهو يعلم إنها تكذب لكنه تماشَي معاها: كان ممكن تسألي عليها في التليفون.
منى: مظبوط، وبصراحة كمان كنت عايزة أفهم أصول الشغل، يرضيك أخوك الكبير يكون مجرد موظف، أنا نِفسي طه يمسك شغل حقيقي يا سليم، يتفق على مشاريع وشحنات زيكم، أنا عارفة إنكم حاولتوا كتير معاه وهو فشل بالأخص إنت.
قاطعها سليم باقتضاب: والمطلوب.
منى: تفهمني أنا كل حاجة عن شغل المجموعة، وتمسكني مشاريع وتعرفني على رجال الأعمال اللي بتتعامل معاهم لإن الباشا حاطت عليهم حصار.
سليم: امم وليه مابتشتغليش مع أونكل رفيق وتساعدي حسام؟
منى بإستغراب: هو أنا ماليش حق أدير شغل جوزي ولا إيه؟
سليم تبسم وهو يلوى شفتيه: ليكي كل الحق، بس اسمها أساعده فى إدارة المجموعة، بعدين مين قالك إن طه فشل !!طه نجح فى أكتر من حاجة.
منى: بس إنت اللى رسمت الخطة وهو اللي مشي عليها.
سليم بجدية: خطوة خطوة يا منى، الاستعجال مش مطلوب.
منى: ماشي أنا معاك ..
وضعت يدها على يده، هبط سليم عينيه باستغراب على يدها ثم أكملت بلطف:
-سليم إنت عارف إنى بعزك جداً من زمان، والموضوع اللي حصل بينا زمان أنا نسيته، وكنت صغيرة وطايشة، ولازم تفهم إني متقبلة جوزاك، بس مقدرش أبيّن ده قصاد فايزة هانم، إنت عارف إن علاقتنا مش قد كدة.
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة تفهم سحب يده ووضعها علي يدها بطبطة قائلا بنظرة تعكس قوته بمكر: طبعاً عارف يا منى، وموضوع زمان أنا نسيته.
تنهد ورفع يده من على يدها وعاد بظهره للخلف...
منى: مش هتدخل طه في الشغل التاني و..
قاطعها سليم: الشغل التاني إنتم صغيرين أوي عليه.
منى بضيق: و هنكبر إمتي.
سليم: لسه كتير أوي يا منى، عموما أنا هارجع أول الاسبوع ووقتها هشوف هعمل إيه معاكم ؟
منى: تمام، إيه رأيك نخرج كلنا على العشاء إنت وماسة وأنا وطه .
ضحك سليم ضحكة مستفزة ونهض وقال: حاجة تانية يا منى.
منى: لا.
توقف سليم و هز رأسه وعينه عليها أخرج النقود ووضعها قائلا: باي ... ورحل .
أخذت منى تنظر لآثاره بإبتسامة انتصار وقامت بعمل مكالمة: آلو ياعمدة أنا بدأت أول جولة مع سليم.
🌹______♥️بقلمي_ليلة عادل♥️_______🌹
_ سيارة سليم،الخامسة مساءً
_فتح سليم باب سيارته وجلس فى مقعد السائق ينظر أمامه، مبتسماً بعد ثواني تحدث وقال.
سليم: ليك وحشة يا إسماعيل.
نظر بجانبه وهنا ظهر إسماعيل يجلس بجواره.
إسماعيل: مش بتكلمني غير لو فيه حاجة.
سليم وهو يهز رأسه بإيجاب قال بإقتضاب: منى دخلت اللعبة هتحطها تحت الميكروسكوب.
إسماعيل: طب وعماد.
سليم تنهد بنبرة تعكس قوته: لا عماد ده محتاجين نظبط ورقه كويس، خليك إنت مع منى وسيبلي عماد.
إسماعيل: هتكون موجود فى تسليم شحنة الدهب مع رشدي.
سليم: اممم بكرة فيه إجتماع عشان نأمن طريق السير.
إسماعيل: محدش هيقدر يقرب منك دلوقت خصوصاً بعد اللي عملته عرفه قوتك.
سليم تبسم بتفهم: بس مجرد المجموعة ماتقوم، كل السكاكين هتتفتح عليا، بس وقتها مش هبقى عارف الضربة جاية منين، لازم أأمن نفسي وأمن ماسة،( بتنبيه) إسماعيل مش عايز نملة تعدي فاهم.
إسماعيل: متقلقش.
وضع سليم يده في جيب الجاكيت وأخرج شيك: إمسك ده.
أمسكه منه إسماعيل وهو ينظر له باستغراب: ده ليه؟
سليم: أنا باحب دايما أدلع رجالتي، خد الفلوس دي وسافر إنت ومراتك جدد شقتك، إشتري أرض براحتك.
إسماعيل: شكراً يا سليم بيه وماتقلقش كلهم تحت عنيا.
هز سليم رأسه بنعم: روح إنت بقي وهبقي أبعتلك رسالة بميعاد الإجتماع .
إسماعيل: تمام سلام.
خرج إسماعيل ودخل السيارة التى كانت بجوار سيارة سليم ورحل بعدها قاد سليم سيارته ورحل ....
بقلمي ليلة عادل(◕ᴗ◕✿)🌹
_منزل لورجينا، السادسة مساءً.
_ الرايسبشن
_ نشاهد لورجينا تجلس على الأريكة، ترتدي فستان قصير بحملات ملتصق على جسدها الممشوق فهي تحب أن ترتدي مثل تلك الفساتين التى تبرز جمالها، تشاهد التلفاز على أحد الأفلام الأجنبية وتحتسي نسكافيه وأثناء ذلك دق جرس الباب نهضت وتوجهت لفتحه، وحين فتحت ... مالت برأسها قليلاً ورفعت حاجبيها بإستغراب وهنا ظهر سليم.
سليم بتهذب: مساء الخير عاملة إيه؟
عقدت لورجينا حاجبيها بإستغراب: سليم إيه اللي جابك ؟
سليم بتعجب: هنتكلم على الباب.
أخرجت لورجينا أنفاسآ ثقيلة وصمتت لثوانى وهى تنظر أمامها بتفكير.
ثم هزت رأسها بإستسلام وبالموافقة وهى تشير بيدها: أتفضل.
حرك سليم راسه وتقدم بخطوات وهو ينظر من حوله ثم توقف ونظر لها بتساؤل: إنتي لوحدك؟
لورجينا: اممم الشغالة إجازة..
وهي تشير بيدها علي الأريكة:
-اتفضل من هنا.
تحرك وجلس سليم على الأريكة.
لورجينا: تشرب إيه.
سليم رفع عينه لها: ميرسى أقعدى.
جلست على المقعد المجاور له وهي تضع قدم على قدم وتنظر له بقوة زائفة.
لورجينا بضيق: خير.
سليم تبسم بإستغراب: أنا جاي أسمعك إنتي إللي عايزاني.
نظرت له لورجينا بإستغراب وهي تقلب وجهها !! رد سليم علي تلك النظرات قائلا: شكلك نسيتى !!! إنتي كلمتينى من فترة وقولتيلي خد بالك من عماد وعايزة أشوفك.
((فلاش باااك)
قصز الراوي
-جناج سليم وماسة الثامنة مساءً
-نشاهد سليم وهو يجلس على الأريكة وماسة
متسطحة على احد جانبها وتضع رأسها على قدمه وهو يحاوط بيده على شعرها وجسدها ويشاهدان التلفاز على أحد افلام الكرتون ...
وأثناء ذلك رن هاتف سليم، أمسكه ونظر للأسم كانت لورجينا !! بدا عليه الإرتباك قليلاً هبطت عينيه على ماسة ليتأكد إنها غير منتبهة له... بعد ثواني.
ماسة بتذمر: كراميل... أقفل الصوت ده عايزة أركز.
سليم: طيب.
وضعه على وضع الصامت.. بعد ثانية تفاجأ بإرسال رسالة من لورجينا فتحها.. محتواها ...
( في موضوع مهم عايزاك فيه) نظر بإستغراب لثوان بتفكير هل يجبها أم لا !! تنهد مسح فمه...ثم نظر لماسة وقال: aşkım هعمل مكالمة.
ماسة: ماشي.
رفع رأسها بحنان ووضعه على الوسادة ونهض، وتحرك حتى الشرفة وقام بعمل مكالمة وهو ينظر للخلف ليتأكد أن ماسة منتبهة للفيلم.
سليم بصوت منخفض: ألو.
أتاه صوت لورجينا من إتجاه آخر.
لورجينا: بقالي يومين بحاول أوصلك.
سليم بجمود: فيه حاجة.
لورجينا بجدية: موضوع مهم مش هينفع في التليفون.
سليم: موضوع إيه؟
لورجينا: خلينا نتقابل وأفهمك.
( باااك )
سليم: ها أنا جيت.
لورجينا بضحكة سخرية: بعد شهر ونص.
سليم بتفسير: ماسة كانت تعبانة أخر فترة فى حملها، وأكيد عرفتي إنها سقطت، ومكنش ينفع أسيبها الفترة اللي فاتت.
لورجينا بشماتة: سامحني مش قادرة ما اشمتش.
سليم بقوة وبنظرة شرسة بنبرة تعكس قوته: لورجينا أنا اتغيرت مع مراتي وبس، مش مع الناس، يعني أنا لسه جحيم زى ماكنتي بتقوليلي زمان، فـاهعتبر نفسي مسمعتش حاجة، وإنها زلة لسان منك، عشان حرام الطفل اليتيم ده يلاقي اللي يربيه.
لورجينا بتأنيب وكراهية: عمري ماهغفرلك ذنبك، وصدقني عمرك ماهتشوف الراحة، ذنوبك كتير ياسليم حتى لو معاها بتكون واحد تاني.
سليم بفقدان لصبره قال بتنبيه وبحة رجولية: لورجينا العد التنازلي بدأ.
لورجينا تنهدت بضيق: عماد.
سليم عقد حاجبية مستخفا: مالو عمدة.
لورجينا: بيلعب من وراك.
عاد بظهره للخلف ووضع قدم على قدم بكبرياء وقال بلا مبالاة: وبعدين.
لورجينا تبسمت بفهم: مادام قعدت كدة تبقى عارف.
سليم بإقتضاب وجمود: اختصري.
لورجينا تنهدت: يعني حاسة إنه عايز يستغل وجودي علشان يبوظ علاقتك بماسة.
وحين استمع لتلك الكلمة ظهر على وجهه علامات الإستغراب هبط قدمه وقال: إزاي؟
لورجينا عادت بشعرها للخلف موضحه: أول مارجعت مصر، كان أول واحد استقبلني، فضل يتكلم عنك كتير، بالأخص فى موضوع إنى لسة بحبك والا لا، بعدين أنا بحضر نفسي لإنى هارجع تاني أمريكا، وعماد بيحاول يعطلني لدرجة جبلي شغل قال إيه جدعنة أصحاب!! بعدين شاكة إن صدفة الأريزونا كانت متخطط لها.
سليم: اشمعنا دلوقتي قولتيلي؟! ده أنا راجع من شهور تقريباً.
لورجينا: لأنه مازال بيحاول يفتح كلام عنك وموضوع الشغل ده.
سليم: بس كدة.
لورجينا: اممم.
سليم بإستغراب مستخف: وليه بتقوليلي؟ والا تكوني خايفة على جوازي !!
لورجينا بتأكيد: طبعاً لا، ده أنا هكون أول شخص يفرح فيك لو خسرتها، بعد إللي أنا عرفته وشوفته منك، بس مش عايزة لو حصل حاجة تفتكر إني عارفة أو مشاركة، تقدر تقول خايفة منك، لإني عرفاك كويس، وعارفة كل ماتعلقك بحد بيزيد ! كل ما رد فعلك بيكون أعنف، وإنت واضح إنك غرقت فى عشقها، أنا عايزة أعيش بعيد عن جحيم الراوي عايزة الأمان منك.
سليم: أنا ادتهولك يا لورجينا، أعتقد إنتي بقالك فترة هنا وماصدرش مني أي شئ يخوفك.
لورجينا: كدة أفضل، لما أحطك في الصورة الكاملة.
سليم بجمود: حاجة تاني.
لورجينا مالت برأسها قليلا وهي تمرر عينيها من أعلي لأسفل عليه بوجع خنق صوتها: زَعلت لما سقطت؟
نظر لها سليم ونهض مرة واحدة وقال بجمود: لو حصل حاجة تاني هكون شاكر ليكي لو عرفتيني.
نهضت لورجينا وتوقفت أمامه مباشرة لتعيق تحركه وهي تنظر داخل عينيه تساءلت بضعف: مردتش؟
سليم بجمود: عن إذنك.
حاول التحرك لكن أمسكته من معصمه واقتربت منه بشدة دون ملامسة وهي تنظر داخل عينيه مررت أصابع يدها على صدره بإغواء محاولةً إذابة رجولته لكنه كان يقف أمامها صلب متجمداً.
اكملت لورجينا بنبرة مغوية: قولي يا سليم ماسة وقت ماتجوزتها كانت يدوب ١٥ سنة، يعنى بيبي عايز تفهمني إنك مخنتهاش لحد دلوقتي.
أبعد سليم يدها من عليه ونظر بعينيه لها وقال بجمود مستغرباً: وأخونها ليه؟
لورجينا ابتعدت خطوة وهي تمرر عينيها عليه من أعلي لأسفل بإبتسامة خبث قالت: يعني عشان تقدر تسد جنون سليم، أوعى تنسي إني كنت معاك أكتر من سنة يعني ماعتقدش إنها نجحت فى مقاومة جنونك.
أرتسمت على شفتي سليم نصف ابتسامة ساخرة قائلا بعقلانية: عارفة يا جيجي، مع ان مش بحب ارد على الأسئلة دي، بس هقولك عشان اريحك، مع ماسة عرفت إن الج*نس مش كل حاجة، ولا أساس نجاح العلاقة، بالرغم إني مش بواجه أي مشكلة في الموضوع ده معاها، وإن هي ماليا عينيا، وحسيت معاها بحاجات ماحسيتهاش حتى معاكي، وعملت فيا إللي مافيش واحدة قدرت تعمله، معاها عرفت الحب والنقاء، وطهارة القلب، والصدق في المشاعر، أهم بكتير من إحساس بشهوة مؤقتة، أهم من إني أقضي ساعة مع واحدة عندها خبرة، من واحدة معندهاش، وبالرغم إن ماسة كانت صغيرة ومازالت صغيرة، ومعندهاش أي مقومات الإغراء والإثارة، لكني باكون في غاية السعادة وأنا معاها، سعادة لا قدرتي إنتي ولا غيرك تحسسهالي. صدقيني الموضوع أكبر وأعمق من إللي إنتي بتتكلمي فيه ده، لإنها حاجة سطحية جداً، أنا ولا عمري خنت ولا عمري هاخون،
(وهو يتك على كلمة) بحبها بقولك، وباموت في التراب إللي بتمشي عليه كمان.
نظرت له لورجينا بإستغراب وهي تتك على كلمة: سطحية! أنا لو مكنتش عارفة مين هو سليم الراوي كنت قلت إن ماسة عرفت تضحك على عقلك بس واضح إن هي اا....
قاطعها سليم بشدة: إنتي عايزة ايه؟ إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة لما جيت هنا، وقفّلنا على كل حاجة، خلاص بقى، ماعتقدش إن في حاجة تاني ممكن نقولها.
لورجينا بنبرة حزينة ممزوجة بإنفعال: صح مافيش حاجة تاني ممكن تقولها، بس أنا لحد اللحظة دي نفسي أعرف اشمعنا هي؟
سليم بشدة بنبرة رجولية: وأنا جاوبتك قبل كدة قولتلك معرفش، كل اللي أعرفه إن أنا بحبها وبس، (بتهديد بعينين مستوحشه) وإن أي حد هيفكر يئذيها أو يفكر يتآمر عشان يبعدها عني، هاحرقه فـبلاش تكوني منهم.
نطرت لورجينا له بقوة وتحدثت من بين أسنانها: لو كنت عايزة أحرقك، كنت حرقتك إنت وهي من زمان، أنا مش هعمل كدة مش لإني بس خايفة منك لشخصي !! تؤ أنا خايفة منك عشان اللي حواليا، علشان أنا عارفة إنت مابتئذيش الشخص نفسه، بس بتئذي اللي حواليه، بتئذيه بحبه وضعفه على اللي بيحبهم ..
اقتربت منه ونظرت داخل عينيه واصلت بتحذير:
أنا عايزة أقولك حاجة صغيرة يا سليم، وخد بالك كويس أوي منها، إنت كمان بقى عندك نقطة ضعف، بقى عندك الإيد اللي تتمسك منها، بقى عندك إللي تخاف عليه، عشان كدة نصيحة قبل ماتفكر تدي أي رد فعل على حد تجاوز معاك، فكر في ماسة، إنت الأول ماكنتش بتخاف، لكن دلوقت لازم تخاف.
نظر لها سليم بابتسامة مستفزة: لورجينا لو أنا مش عارفك وحافظك ومتربين سوا، كنت قلت إنك بتهدديني بطريقة غير مباشرة، بس أنا عارف وواثق إنك أقل من إنك تهدديني، وإنك بجد بتنصحيني، وعموما أنا هعمل بنصيحتك وشكرا تاني علي معلومة عماد... سلام 👋
توجه سليم إلى الباب وخرج... كانت لورجينا تنظر لأثاره وهى تجز على أسنانها بضيق وغل ودموع .
بقلمي_ليلةعادل (◕ᴗ◕✿) ❤️
أمام باب فيلا عائلة ماسة، العاشرة مساءً.
ـ تهبط ماسة الدرج، كان سليم يقف بانتظارها أمام باب السيارة، فور اقترابها قبلها من رأسها وهو يقول.
سليم: ها انبسطي.
تحدثت ماسة بسرعة باستجواب: جداً ، ها قولي عملت إيه؟ وروحت فين؟ واتأخرت عليا كدة ليه ؟؟؟.
ارتسمت على شفتي سليم إبتسامة جذابة وهو يمسح علي ظهرها بحنان: تعالي نتكلم فى العربية.
فتح لها باب السيارة برقي ووضع يده على سن الباب من أعلي من أجل حماية رأسها ..فور جلوسها غمز لها بخفة تبسمت له وأغلق الباب.. واستدار في الإتجاه الآخر وجلس بجانبها وتنهد .
نظر لها سليم بإبتسامة مشرقة: ها تحبي تروحي فين؟ نخرج ولا على البيت؟
ماسة وهي تنظر بزاويته بتذمر: جاوبني الأول عملت إيه؟
سليم: ولا حاجة قابلت منى وإسماعيل.
ماسة بتعجب: بس؟
نظر له بعينه لوهلة، ابتلع سليم ريقه فهو لايستطيع الكذب عليها وأيضاً لا يستطيع أن يقول الحقيقة فحاول تغيير الحديث بذكاء.
سليم: ها عملتي إيه؟
ماسة بتذمر طفولي: اتأخرت عليا أوي أوي.
سليم بحب وهو يلامس بأطراف أصابع يده خدها: قولت أسيبك براحتك مع أهلك، أنا مخلص من بدري بس آخرت نفسي، عشان بتزعلي لما باخدك بدري و بتقلبي وشك وتقوليلي مش كفاية مش بتخليني أبات عند ماما.
ماسة: بس النهاردة حسيتك اتأخرت بزيادة..
سليم بمزاح: شكل سعدية استلمتك عشان خرجتي وانتي لسة تعبانة.
ماسة وهي تضحك: لا سعدية استلمتني في حاجة تانية، وفضلت تحكيلي علي خناقتها مع عمتو هههههه صدعت.
ابتسم سليم بلطف: اتصلي بيا بعد كدة لما تحبي آجي أخدك، ها اتعشيتي.
ماسة: الحمدلله.
سليم: طب إيه رأيك نقعد في كافيه على النيل؟ مش عايز نروح دلوقتي.
ماسة بحماس: إيه رأيك، إنت تركن عربيتك فى مكان ونتمشى بردو على النيل وناكل درة ونشرب حلبسة؟
سليم وهو يعقد حاجبيه مستغربا: إيه حلبسة دي؟
ماسة: ده إنت بتحبه أوي؟
سليم باندهاش: أنا إزاي؟
ماسة: حمص الشام.
سليم وهو يبتسم بإستغراب: اسمه حلبسة!! بتجيبي منين الكلام ده ؟
ماسة تبسمت: أمي كانت بتقولي اسمه كدة.
سليم: عموما أنا موافق على الدرة والحلبسة يا قطتي الحلوة، روحي إنتي.
ضم وجهها بكفيه ووضع قبلة علي أحد عيونها التي يعشقهما وشعرها الذي يغرم برائحته ثم أمسك يدها وقبلها منها، غمز لها بحب، نظر أمامه وقاد السيارة وهما يتبادلان الأحاديث ويستمعان إلى الأغاني.
وبعد وقت وصلا ألى أحد أماكن الجلوس على النيل.
سليم: إيه رأيك أركن هنا.
نظرت ماسة بعينيها من النافذة وقالت: ماشي.
هبطا من السيارة وبدأا في السير فى أجواء شتوية باردة جميلة وماسة متأبطة ذراع سليم.
ماسة: الجو حلو أوي؟
سليم: مش بردانة ؟
ماسة: تؤ خالص، أول مرة تتمشى على النيل؟
سليم: مش بالظبط باروح كافيهات وأماكن بقعد فيها لكن أتمشى فى الشارع كدة؟ أول مرة.
ماسة بحب: مبسوطة إنك بتعيش معايا حاجات لأول مرة.
سليم بنظرات عاشقة: أنا كل حاجة بعيشها معاكي بعيشها لأول مرة، حتي لو الأماكن متكررة، بس معاكي الإحساس مختلف، بعدين الذكريات وإحساسك بالأماكن بتكون خاصة بالشخص، كل ما الشخص يكون قريب ليكي وغالي وليه مكانة هيكون الإحساس مختلف تماماً.
ماسة بتأييد: صح عندك حق.
سليم بإهتمام: بجد مش بردانة ياعشقي.
ماسة وهي تضحك برقة: لا، وبطل تخاف عليا كدة.
توقف سليم ونظر لها وهو يقرصها من خدها بنعومة: مينفعش ماخفش عليكي كدة.
تبسمت ماسة وقالت: بس حقيقي مش بردانة.
سليم: ماشي قوليلي إيه أكتر حاجة مفتقداها من وقت ماسيبتى البلد ولا مش حاسة إنك مفتقدة حاجة؟
تنهدت ماسة وأخذت أنفاس ساخنة كأنها تشعر بالحنين للماضي: اممم لا أكيد مفتقدة، مفتقدة ريحة الزرع والهدوء وأصحابى وعماتي وخلاتي وخالي، أهلى يعنى، لكن في المقابل في حاجات حلوة كتير كسبتها، أحلاها إنت يا روحي، وإنّي اتعلمت حاجات كتير، وبقيت بعرف أقرأ وأكتب والأهم ( بكراهية شديدة) بابا وماما وإخواتى اترحمو من منصور ولورين.
سليم بإستغراب: لسة فكراهم وبتنطقي اسمهم بنفس الكره.
ماسة: دول ١٥ سنة ياسليم، ١٥ سنة بعمري كله.
مد سليم يده وضم وجهها بكفيه بحب وهو يدقق النظر في ملامحها بحب، تقدم كم خطوة وقال: إنسي الـ ١٥ سنة دول، وإحسبي يوم ميلادك من السنة و١٠ شهور اللي فاتو من وقت جوازنا.
ماسة بإبتسامة حب أمسكت يده: أنا فعلا عمري مايتحسبش إلا بوجودك معايا، ربنا يخليك ليا يا كراملتي( قبلته من يده بحب)
أكملا سيرهما وبعد قليل وجدا عربة حمص الشام.
سليم: تقعدي هنا.
ماسة: ماشي.
جلست ماسة.
سليم: هروح أجيب الحمص.
ماسة: ليمون كتير ها.
سليم تبسم: أمرك aşkım.
توجه سليم إلى العربة، وظلت ماسة في انتظاره لكن انتبهت إلى مجموعة من الفتيات يجلسن بالقرب منها وهن يضحكن بمرح ظلت تنظر لهن بتركيز و بابتسامة جميلة ...
بعد دقائق قليلة جاء سليم وهو يمسك أكواب حمص الشام وهو يبتسم إبتسامة مشرقة.
سليم بنبرة حماسية بإبتسامة جذابة: الحمص وصل.
نظرت له ماسة بإبتسامة وهي تأخذه منه وهي تقول: تسلم إيدك يا حبيبي.
جلس سليم على المقعد المقابل لها وهو يمعّن النظر في ملامحها وهو يقول بإستغراب: بتبصي على إيه... بتتبسمي لمين كدة؟
ماسة وهي تشير بعينيها خلفه بنبرة سعيدة شغوفة: على البنات اللي هناك دول، شكلهم حلو أوي.
نظر لها سليم بتركيز أكبر مد يديه وقرصها من خديها بمداعبة وهو يضحك فهو ظن انها تختابره: مافيش أحلى منك يا ماستي الحلوة.
ماسة بإبتسامة: مش قصدي شكلا أنا بقصد شكلهم كدة وهما قاعدين بيضحكوا وبيهزروا شكلهم حلو.
ألتفت سليم برأسه قليلا للخلف وألقي نظرة سريعة على الفتيات ثم نظر لها بإستغراب تسؤل: مالهم يعني أثاروا انتباهك في إيه؟!
تنهدت ماسة بإبتسامة حماسية: يعني كان نفسي أوي يكون ليا أصحاب كدة أخرج معاهم ونضحك كدة سوا.
سليم باستغراب هو يعقد حاجبيه: وإنتي ماكنش عندك أصحاب في البلد؟
ماسة وهي تقلب فى كوب الحمص وتنظر له: لا كان عندي أصحاب طبعا كتير..
رفعت عينيها لسليم بابتسامة أكملت:
_رباب وآية وخلود ودنيا وتقى، كان ليا كتير، بس من أول ما اتجوزت مابقيناش نتكلم، يعني هما مش معاهم تليفونات وأنا مبقتش بروح هناك خالص وإنت مش عايزني أروح هناك.
سليم: بس أنا قولتلك لو إنتي عايزة تشوفي الناس اللي في المزرعة ماعنديش مانع أبعت واجيبهملك هنا.
ماسة بعقلانية وبراءة: ماشي يا سليم بس هما لو جم هنا هييجوا يوم كل فين وفين، هما كمان عندهم حياتهم مش زي لما يبقى عندك أصحاب فى نفس المكان .. (بشغف) نفسي يبقى ليا أصحاب هنا أخرج معاهم يجولي وأروحلهم، نخرج سوا ونسافر كدة ، تبسمت بشغف كأنها تتذكر شيء:
- عارف لما كنت صغيرة، كان من ضمن الأسباب اللي أنا عايزة أخش التعليم والمدرسة بسببها، إن يبقى ليا أصحاب، كنت بشوفهم وأنا في الأرض، وهما رايحين وجايين من المدرسة بيبقو شكلهم حلو أوي وهما لابسين لبس المدرسة والشنطة، وعمالين يتكلموا ويهزرو سوا، ليهم حياة حلوة، ولما جيت هنا افتكرت إني ممكن أدخل المدرسة..
بأسف وهي تلوي شفتيها أضافت:
- بس إنت قولتلي اللي في سنى مالهمش مدرسة وكل أحلامي راحت.
وضع سليم الكوب على الطاولة وأمسك يديها وقال لها بتفهم وحب: بكرة تخشي الجامعة ويكون ليكي أصحاب، بعدين هو أنا مقصر معاكي في حاجة؟ مش إنتى يوم مابتحبي تخرجي بخرجك، عمرك طلبتي أخرجك وأنا رفضت حتى لو جاي تعبان من الشغل.
ماسة باعتراض وهي تهز رأسها: لا طبعاً يا كراملتي بالعكس إنت بتحاول تعمل فوق طاقتك علشاني وعمري ماهنكر إنك بتخرجني كتير حتى من غير ماأطلب منك، بس أنا بكلمك يعني نفسي يبقى ليا أصحاب، خروجات الأصحاب ليها طعم تاني.. (بضيق) أنا ماعرفش حد هنا مافيش غير سلوى ..( تساؤل) طب هو إحنا ليه مش بنخرج مع أصحابك نعزمهم ويعزمونا في الحفلات والسهرات ونسافر زي أصحاب لولو ولورين ! ليه مالناش حد؟
سليم بتوضيح: لإن أصحابي مش شبهك يا ماسة.
ماسة بإستغراب: إيه المشكلة يعني؟
سليم بعقلانية ولطف: المشكلة إنك من عالم وهما من عالم، مافيش أي تشابه بينكم ومش هيحصل بينكم أي انسجام لأنهم نسخة من لورين.
ماسة بعقلانية: طب ماطبيعي نكون مختلفين لأنهم حاجة وأنا حاجة، أنا عارفة وفاهمة ده بس على الأقل أخرج وأشوف ناس جديدة، أنا من وقت ماتجوزت وحياتى بقت عبارة عن مذاكرة وماما وبابا وإخواتى وانت حتي إخواتك مافيش علاقة قوية.
سليم بإستغراب وضيق: ليه هو أنا مش مكفيكي يعني ولا إيه؟ ما أنا ماليش غيرك ! ومكتفي بيكي، وسيبت كل الناس عشانك، واللي إنتى عايشاه، أنا عايشه، ليه بقى مزهقتش؟؟
ماسة أجابت مسرعة بحب: لا طبعاً مكفيني، إنت روحي و قلبي إنت حاجة تانية يا سليم.
وضعت ماسة الكوب على الطاولة ونهضت وجلست على المقعد الذى بجواره بزاويته .. عدل سليم جلسته في زاويتها ضمت كفه بكفها وتحدثت بنبرة لطيفة تحاول أن تقنعه بحب وبراءة.
ماسة بلطف وتفسير: سليم يا حبيبي إنت مكفيني طبعاً، وإنت عندى كل شيء، بس حاول تفهم قصدي ايه، أنا ساعات كتير بزهق، أنا مش هفضل طول حياتي من الفيلا لماما وخروجاتى كلها تبقى يا معاك يا مع سلوى ولازم الحرس يبقو معانا، أنا نفسي يكون ليا حياة واعتمد بيها على نفسي، أنا معنديش أى خبرات في الحياة إلا حاجة بسيطة، واكتسبتها كلها من التليفزيون، ومنك ومن كام كتاب اللي قرأتهم، الحاجات دي كلها على قد ما هي بتقوي الوعي ومؤثرة جداً في شخصية الإنسان، بس التعامل مع البشر هو الأساس، هو اللي بيخلي الإنسان يكتسب مفاهيم أكبر، الدنيا كبيرة وواسعة لازم أفهمها، كمان نفسي يكون لينا أصحاب نزورهم ويزورونا ونسافر مع بعض ونضحك، حياة يا سليم حياة طبيعية، كل الناس عندها معارف وأصحاب وبيزورو بعض ويتكلموا سوا فى التليفون، ده تليفوني مش متسجل فيه غير رقمك ورقم أهلى وأهلك ماحدش بيرن عليا أصلاً غيرك إنت وماما وسلوى.
دقق سليم النظر في وجهها بحب وبنبرة عاشقة خائفة قال بعقلانية وهدوء: عشقي، أنا فاهمك كويس، بس اللي عايزة تتعرفي عليهم وتقربي منهم دول مش كويسين، إنتي في حتة وهما في حتة تانية خالص، وأنا مش حابب إنك تقربي منهم، مش عايز الطهارة دي، والبراءة دي تتخدش ولو خدش صغير، العالم اللي إنتي عايزة تخرجي ليه ! ده عالم وحش أوي كله كدب ونفاق ومصالح ووشوش كدابة، أسوأ بكتير مما تتوقعي، صدقيني مش هتعرفي تتعاملي معهم، أنا واثق من اللي بقوله، وهتسقطي من أول جولة، هتكوني صيدة سهلة أوي ليهم، لإنك مالكيش فى اللوع ولبس الوشوش، إنتى لحد ١٥ سنة كان مقفول عليكي ولما اتجوزتك فضلتي سنة و ٤شهور كاملين مش بتتعاملي غير معايا، ولا بتشوفي غيري، حتى بعد رجعونا بردو حدودك كانت أهلك، حتي أهلي علاقتك معاهم محدودة زي ما قولتي، وأنا حاطت كنترول، إنتي بقى فجأة الحماس أخدك وعايزة تنطلقي وسط الحياة وتتعرفي علي ناس جديدة !! هو حقك .. بس للأسف الوسط اللى إنتي فيه واللي أنا دخلتك فيه بشع، مش هما دول الناس اللي تكوني متلهفة عشان تكوّني معاهم صداقات..
تبسم وهو يضم يدها بحب وخوف قال بتوضيح:
_أنا مش حابسك ولا قافل عليكي يا ماسة، أنا بحميكي، بحميكي من حاجة إنتي يستحيل تاخدي بالك منها، أنا بخاف عليكي يا ماسة، بخاف عليكي أوي، إنتي مش هتعرفي تتعاملي مع الناس دي صدقيني
ماسة باعتراض لطيف: بس أنا عمري كدة ماهعرف الناس على حقيقتها، ولا هيكون ليا تجارب وأكتسب خبرات وأتعلم طول ما إنت خايف وقافل عليا كدا.
سليم بتفهم وتوضيح: قولتلك مش هما دول اللي تتعلمي منهم وتاخدى منهم الخبرات، بعدين أصحابي مش هترتاحي معاهم، هما بيشربوا وبيروحوا أماكن إنتي مش بتحبيها.
ماسة بتوضيح ببراءة: أنا مش عايزة أقرب منهم أوي يا سليم، ولا هيكونو أصحابي أوي، بس أنا بقولك نخرج معاهم، نعزمهم فى حفلة كدة بحدود يعني، وأنت حط الحدود اللي عايزها، بس أشوف بشر وأتعامل معاهم، وأنا فى البلد كنت بشوف ناس كتير وجديدة، وأنا هنا لوحدي أوي وزهقت ( بتوسل ) عشان خاطرى يا سليم توافق، حتى حدد وأختار الناس اللي نخرج معاهم من أصحابك ومطمن ليهم .. مش لازم كل أسبوع، خليها كل شهر، أو كل ماتكون فاضي، أي حاجة بس وافق وحياتي.
تنهد سليم وهو يقلب عينه بعدم رضا نظر لها بتركيز وهو يمرر عينه عليها وهي تنظر له بتوسل وأفكار مضطربة فهو يخشى عليها من هذا العالم المخادع المليئ بالأكاذيب والنفاق، فهو علي يقين إذا تعاملت معهم ستنصدم وستخسر تلك البراءة، وهذا الذى لا يرضى به أبداً .. لكنه لا يستطيع رفض طلبها وأن يحزنها.
سليم بتسأؤل: طب مش خايفة يحصل زي المرة اللي فاتت ؟
أجابته ماسة مسرعة فهي تفهمت مايقصده فهو يقصد عن خروجهم مع أصحابه فى المرة السابقة: والله ما هكلم حد، ولا هقول حاجة عن حد، أوعدك أنا اتعلمت ..
وهي تشد بكفها على كفه بتحايل قالت:
عشان خاطري توافق وحياتى عندك أول مرة أحلّفك بحياتى عندك، حياتي مالهاش قيمة؟
سليم تنهد: حاضر يا ماسة طبعاً حياتك ليها قيمة عندي، أنا كل اللي عايزك تفهميه إني كل اللي بعمله ده خوف عليكي وبس.
ماسة وهي تتك على يده: متخافش إنت معايا.
سليم تنهد: حاضر هشوف وقت مناسب وأكلم أحمد ونخرج معاهم.
ارتسمت على شفتى ماسة ابتسامة واسعة وبحب: شكراً يا أحلى سليم فى العالم ( قبلته من خده) أطلب بقى واحد تاني ده برد.
تبسّم سليم بحب: حاضر يا أميرة قلبي.
أشار بيده لصاحب العربة بمعنى اتنين تاني نفس الطلب
نظرت ماسة له بحب وقالت: بحبك
أمسكت يده وقبلته منها ....
وقضيا معا وقتا جميلاً، حيث أخذا يسيران على النيل في انسجام وحب وشراء الذرة المشوي وسيرهم على كوبري قصر النيل والتصوير وشراء البالونات وقضوا الليل في أجواء رومانسية رائعة.
بقلمي_ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)❤️
قصر الراوي
غرفة منى، الحادية عشر مساءً
نشاهد منى تجلس على التسريحة وتقوم بوضع كريم الوجه والبرفان ترتدي قميص نوم وعليه روب طويل وكان يتمدد علي الفراش خلفها طه وأثناء ذلك تم إرسال رسالة لها فتحتها وارتسمت علي شفتيها ابتسامة واسعة كأنها قرأت خبر سعيد ..أغلقت الهاتف ووضعته على التسريحة دون أن نعرف محتوى الرسالة استدارت له.
منى بدلع: توتى حبيبي.
رفع طه عينه لها بابتسامة: نعم.
نهضت واقتربت منه وهي تبتسم بإغواء خلعت الروب وتمددت بجانبه فى زوايته.
منى وهي تمرر أصابع يدها علي أذنه مروراً بخده بنعومة: كلمتلك سليم عشان الشغل، لازم يكون ليك مكان كبير وسطهم.
نظر لها طه بضيق: منىٰ ماتخلينا بعيد.
رفعت منيٰ حاجيبيها ونظرت له بتعجب ممزوج بضجر: تقصد ايه ؟
نظر لها طه الذي حاول أن يهدئ الموقف قبل أن تشبّ النار، بنبرة هادئة: يا حبيبتى أنا بصراحة مش عايز أتعمق معاهم، وأشيل مسؤولية كبيرة،كفاية اللي بشتغله، دول بيتعاملوا مع مافيا، وصراعات ومؤامرات كبيرة، خلينا كدا أحسن واللي بنعوزه بنلاقيه.
كانت النيران والغضب يشتعلون بمنى بسبب بروده وسذاجته فحديثه هذا لا يرضيها فهي جشعة مستبدة تريد كل شيء المال والسلطة والكرسى لكن طه لا يساعدها فى مخططاتها، بسبب ضعفه و سذاجته، حاولت أن تظل هادئة، ابتسمت ابتسامة كاذبة من أجل أن تصل لما تريد .. ابتسمت بإغواء أكبر وهي تداعب أعلى صدره بمكر كشيطان.
منى بشيطانية بنبرة مغريه: توتي مش عايزاك تبقى كدة، لازم تكون قوي وسطهم، إخواتك كلهم طماعين، وحتى إللي قولنا عليه هو ده اللي هيرجع إللي راح، اتجنن وراح إتجوز بت شغالة مكملتش ١٥ سنة، ( وهي تمرر عينيها من حولها ) عايز كل ده يبقى تحت تصرفها هي ؟؟ تصرف ماسة الخدامة؟
طه يا روحي أنا بس عايزاك قصادهم تكون واجهة، لكن أنا همشّيلك كل حاجة، قلقان من إيه؟ بابي هيدعمني وحسام أخويا يرضيك فلوس الباشا كلها والقصر والمجموعة وكل حاجة تبقى مع ماسة الخدامة الفلاحة وشوية الرعاع أهلها؟ والا رشدي المتحرش، السكير، اللي قريب أوي هيبقى مدمن مخدرات، ولا مع صافيناز !! اللي متجوزة عماد، وبتموت فيه، وعميها عن حققته، عماد اللي كل همه يقعد على كرسي الامبراطورية، عشان يخلي عيلته اللي ملهاش أي لازمة، مجرد صعاليك جنبنا، يبقى مكان عيلة الراوي!! إيه يا طه ما أنت عارف إن الكرسي ده الكل بيتصارع عليه، ده أقوى وأغرى من كرسي الرئاسة ذات نفسها وضحكت بسخرية.
طه بقلق: منى أنا خايف، بعدين ماما بتحاول تخلي سليم يطلقها، وخلاص الباشا والهانم اختاروه وبيدعموه، وهو أثبت إن هو اللي يستحق كرسي العرش، وإذا كان على ماسة زي ما قلتلك، الهانم مش هتسكت غير لما يطلقها، وخليكي واثقة، إن سليم هو اللي هيقعد على الكرسي، وده شيء مفروغ منه، لكن ماتخافيش منه، سليم جدع ومش ظالم مستحيل يئذي حد من إخواته أو ياكل حقهم، عارفة لو رشدي والا صافيناز كنت هقولك لازم نخاف، بس سليم أوعي تخافي.
منى بدهاء: عارفة لإنك عمرك مادخلت جوة اللعبة ماتعرفش أى حاجة، بتاخد نسبتك وبس، إنت عايز تفهمني إن سليم مابياخدش نسبة من الفلوس.
طه بنفي: لا طبعاً مستحيل.
منى باعتراض: يستحيل أمال المول والفندق بتاع أمريكا والبيوت اللي عنده، والسنة اللي عاشها سواح هو وماسة من إيه؟ أكيد سرق فلوس من ورا الباشا.
طه بنفي وبتوضيح: لا يا منى سليم كان بيشغل الفلوس اللي بيكسبها مش بيصرفها على حد، سليم ذكي وبيعرف يحول التراب لدهب.
نظرت له منى وتصنعت الزعل وأعطته ظهرها بخبث: تقصد إني مخلصة فلوسك مش عارف تعمل مِني حاجة بعيدة عن شغل العيلة؟
طه بتوتر وهو يمسك على كتفيها من خلف: لا، طبعاً كل فلوسي ملكك، أنا بفهمك سليم عمل الفلوس إزاي.
تبسمت منى بخبث وقالت: توتى مش عايزنى أزعل؟
طه : ياريت.
منى: هاتلي صور من حسابات المجموعة؟
طه بستهجان: إنتي اتجننتي ده الباشا وسليم يقتلوني.
استدارت منى برأسها له: مين هيعرفهم، بطل سذاجة أنا عايزة أشوف وأفهم بيدخل كام وبيخرج كام لإني متأكدة إن إللي بيتكتب أقل بكتير من اللي بيدخل.
طه بتوتر: بلاش.
منى بشدة: عايزني أزعل تاني؟
طه بضعف: لا خلاص حاضر.
منى: وأعمل حسابك عايزة مليون جنيه آخر الشهر.
طه: ليه؟
منى بشدة: مادام مش هتسمع كلامي تديني الفلوس إللي أطلبها وإنت ساكت.
طه برضوخ: طيب.
منى: هتجيبلي الحسابات والميزانيات.
طه: طيب بس أصبرى شوية.
💕ـــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلةعادل
-أحد الكافيهات، الرابعة مساءً
- رشدى يجلس على إحدى الطاولات وتجلس أمامه زيزي يتناولان الطعام.
زيزي وهي تمضغ ما في فمها: طب ما سليم طلع كويس أهو، أمال إنت بقى كارهه ليه كل الكره ده؟ هو لو فعلاً وحش مكنش ساعدك تتعلم وتخلص الصفقتين، إنت اللي شكلك سماوي وظالمه.
رشدي بكره ونكران: دي فتافيت ياختي.
زيزى: المهم إنه ماعنهدوش نية إنه ميعلمكش الشغل.
وضعت زيزي الملعقة ونظرت له محاولة فهم ما يدور بخلده وسبب كل هذا الكره والضغينة لسليم في قلبه.. تساءلت: بجد يا رشدي قولي كرهك لسليم ده سببه إيه؟ و أوعى تقول لورجينا أصلك كارهه من زمان أوي، أنا اتعاملت معاه كتير حتى لو بحدود، سليم حد محترم وجدع والصراحة أفضل شخصية فيكم بعد ياسين.
رشدي بنظرات غل وحقد: هقولك، أنا أصغر من سليم بسنة ونص، أو أقل، بس سبحان الله أكتر واحد بكرهه، برغم إنه المفروض يكون الأقرب ليا، بس حصل العكس، من زمان سليم شخصيته غامضة مختلفة عننا كلنا، وقلبه جامد أوي بيحب المجازفة، لما الباشا بدأ ياخدنا عشان نتعلم نصطاد ماكنش بيخاف وبيدخل بقلب جامد، وكان دايما بيسأل وعايز يتعلم وفى نفس الوقت كان بيصعب عليه إنه يصطاد الغزلان ويقول لبابا حرام...كنا وقتها صغيرين بس كان ذكاءه ملحوظ حتى في المدرسة مجتهد ومكنش شقي .. فايزة هانم كانت بتحب دايما تقدمه لأصحابها في الحفلات، وأنا لا، دايماً تقولي إنت مش مؤدب، كإني يعني مش طفل وبسني ده طبيعي إني أعمل سلوك غلط، وإن إبنها المدلل هو اللي مش طبيعي يبقى بالهدوء ده ... كان دايما محط أنظار الجميع، حتى جدي كان يقول لبابا الولد ده شاطر وذكي وهو اللي هياخد مكانك، صريح و واضح وما بيخفش إنه يجازف وكل ده عشان سليم اتحداه في الشطرنج وقاله هكسبك وهتشوف... فضل أسبوع ما بينمش عشان يتعلمها، بس خسر وكسر اللعبة ولما سأله عن السبب قاله أنا كسرتها لأنها خانت سليم، قاله طب مش خايف من عقابي قاله أخاف من إيه وليه، أنا عملت حاجة ولازم أكون قدها، عجبه كلامه وشجاعته وطريقته برغم إن الكل كان بيخاف بيترعب من جدي لكن سليم لا، كان بيقوله أنا ماباخفش منك، أنا بحترمك ونفسي أكون زيك، أعمل اسم ليا وأكبر في عالم رجال الأعمال، لكن أنا وطه كنا أغبيا كنا نقوله عايزين نمدد اسمك ونحافظ عليه، وده كان بيثبت إننا ضعاف مش أقويا...بابا كان على طول بيشكر فيه ودائما شايفنا فشلة مننفعش مهما عملنا، لكن سليم ابني السبع ابني الأسد، وأحنا هوا تماثيل مالناش وجود مخلفش غيره ...كان بيقعد على السفرة يشكر فيه ويبهدل فينا ويقول شايفين سليم أنا مخلفتش غيره، هو اللي هياخد مكاني وكل ده لأنه نجح في حاجة الباشا كلفه بيها من أول مرة وإحنا لا، حتى قصاد الناس والعائلة كان يقعد يتباهى بيه ويكبر فيه وإحنا يقلل مننا، ويقول أهو وريث العرش أهو عزت الصغير..
و طلباته كلها مجابة لو طلب إيه لازم يتجاب له وإحنا منستهلش خصوصا أنا، مينفعش حد يقرب منه، مرة وقعته من على العجلة كنت قاصد الصراحة لأنه رفض ألعب بطيارته، الباشا فضل حابسني فى أوضتى يومين عشانه، برغم إنه إمتلاكي ومغرور بس بيحبه .. حتى البنت الوحيدة اللي حسيت إني عايزها، اختارته ضربها وسبها ولسه عايزاه،
عنده كل حاجة، أخد احترام الكل وحبهم حتى الموظفين والحراس بيحبوه من قلوبهم عنده أصحاب ممكن يموتو نفسهم عشانه.. أتجوز عن حب بنت خسارة فيه وفينا ..
بعدين سليم وحش مش زي ياسين، ياسين أنضفنا يا زيزي .. لكن سليم ميستهلش كل ده .. عشان قلبه حنين يعني حبتين !! بس هو امتلاكي ومغرور وغبي وعصبي عنده أخطاء كتير بس محدش شايفها ...انما أنا محدش شايفني غير رشدي الصايع الفاشل السكري، على طول يقولولي كدة إنت لعبي مش هتنفع، مش شايفين غير أخطائي لكن هو مهما غلط مهما عمل يبقى عندهم عادي.
كانت زيزي تستمع له دون تأثر للحظه قالت بجدية: بص من غير زعل كل اللي قلته ما أثرش فيا يا رشدي، ولا دخل في دماغي، سليم معملش معاك حاجة وحشة، هو واحد ذكي أثبت نفسه، إنت بقى عملت إيه عشان تثبت لوالدك إنك شاطر!! ولا حاجة ما هو سبهالك سنة؟ بلاش دي، سليم مسافر من وهو ١٣ سنة كان في أمريكا معملتش ليه إسم ليك؟ لأنك كنت بتلعب وداير تتسرمح وتصرف الفلوس وتشرب ومبسوط بالملايين اللي عندك.. طبيعي أبوك يثق فيه لأنه الوحيد اللي ركز في شغله وكان عنده هدف، هو إنتم عايزين الكرسي من غير مجهود!!!
رشدي بلا مبالاة: هو يعني سليم اللي ملاك !!!
زيزي: لا محدش فيكم ملاك، بس هل اتصرف معاك تصرف غبي، استندل، أو لعب من وراك،طب عمره أساء ليك.
رشدي وهو يحتسى ماء: بأمانة لا،، إحنا اللي بنعمل كدة، بس هو كذا مرة يستفزني ده ربطني في المخزن وكسر صباعي ومرة تانية ضربني كام بوكس كان هيكسر مناخيري.
زيزى: هو ربطك عشان كنت هتغتصب ماسة،
ولما ضربك العلقة كان عشان البنت اللي اغتصبتها،
إنت بجد مش قرفان من نفسك!!! والله كويس إنه مقتلكش.. بص إنت من الآخر معندكش أسباب لكرهك إلا الغيرة والحقد لأنه ذكي والكل بيحبه لإن سليم عنده حتى كدة قلبه رحيمه ...إنت يارشدي جمالك إنك مش بوشين يعني واضح عكس إخواتك.. أنا من رأيي تركن الغيرة والكره وقرب منه وأفهم كل حاجة مدام هو مش خبيث ولا طماع زي صافيناز وطه الأهبل اللي مراته ممشياه على مزاجها..
رشدي بضيق: هو إنتي مش متعاطفة معايا خالص.
زيزى بوضوح: أنا مش هجاملك حاولت معرفتش بس فهمت إن والدك السبب لأنه كان فاكر إنه بكدة هيخليكم تشتغلوا على نفسكم وتبقوا زيه بس حصل العكس.
رشدي بإستهزاء: زيزى عيسى الخياط بنت تاجر المخدرات بتقول حكم.
زيزي بحدة: بقولك إيه لو هتتكلم معايا بالأسلوب ده
همشي.. فاتلم.. هو إنت يابني مش عايز حد يكون جنبك عايز الكل يبقى بعيد عنك.
رشدي: والله لا.. إنتي الشخص الوحيد اللي بحاول أحافظ عليه بس ليه بتحبينى ومتحملاني.
زيزي: لا مش بحبك بس بحب طبعك إنك مش بوشين يعني مش بتحاول تبين إنك جميل ومحترم وطيب، لا مبين انك صايع وسافل وحقير وما بتحبش حد إلا نفسك وغيور
رشدي بسخرية من نفسه: ده مفيش صفة حلوة فضلت، بقولك إيه تعالي نحب بعض، نكتب قصتنا رواية ونسميها الحقير الذي أحببته.
ضحك الأثنان بصخب وضربا أكفهما ببعض.
♥️_________بقلمي_ليلةعادل。◕‿◕。
-فيلا عائلة ماسة أربعة عصراً.
ـ نرى مكي يقف في الحديقة مع أحد الحراس وهو يتحدث معه بشكل جدي.
الحارس: يعني هنزود التأمين.
مكي: لا بس فتح عينك كويس ممكن يحصل أي حاجة خلينا مأمنين.
كان كل بضع ثواني أثناء حديثه ينظر بطرف عينه لنافذه سلوى، على أمل أن يراها، لكن دون جدوى،
بعد وقت إنتبه لسلوى وهي تتحرك فى الغرفة عدل من زاوية جسده وتوقف بإتجاهها ويا ليته لم يفعل! فقد وقعت عينه على سلوى وهي ترتدي ملابس خفيفة للغاية فمن يتوقف على تلك التلة، يرى غرفتها بوضوح، جز على أسنانه بضيق أزاح عينه مسرعاً نظر للحارس قائلا.
مكي: طب روح إنت دلوقت.
تحرك الحارس... رفع مكي هاتفه وقام بالاتصال بها.
عند سلوى..
تجلس سلوى وهي ترتدي قميص قصير منزلي ذو حمالات رفيعة، وتتناول الفشار وتشاهد أحد أفلام الكارتون تبسمت حين رأت اسمه وردت عليه مع تبادل الشاشة بينهما.
سلوى بإبتسامة مشرقة: ألو
أتاها صوت مكي قائلا بجمود مصحوب ببحة رجولية توضح مدي غضبه واستيائه قائلا بنبرة مستخفة: جميل الفستان الأحمر اللي لابساه ده.
عقدت سلوى حاجبيها متعجبة نظرت لنفسها ثم للهاتف، وضعته على أذنها مرة أخرى أكمل مكي وعينه معلقة عليها بوجه عابس: مالك مصدومة ليه؟ هتفضلي تبصي للتليفون كدة.
سلوى توقفت بإندهاش: أنت شايفني!
ألتفتت بإتجاه الشرفة وجدته يقف في الحديقة على بعد ليس كبير، وبسبب تلك التلة المتوقف عليها رؤيتهما واضحة لبعضهما بشدة، رفع هاتفه من على أذنه ونظر لها نظرة مرعبة ثم قال باقتضاب: إنزلي
أغلق الهاتف وأشار بيده بمعنى (تعالي)
توقفت سلوى لوهلة تفكر فهي ظنت أنه يتجسس عليها، اشتعل الغضب داخلها، أرتدت فستان يومي وتوجهت محل وقوفه ..
حين رأها مكي تقترب نحوه أشار مرة أخري بيده أن تاتي خلفه بصمت دون أن تفهم شيء .. إلتفت بجسده وتحرك وهي خلفه، وعلى ملامح وجهها الاستغراب لا تفهم ما يريده ولا ذلك التصرف!!!
أخذت تتحرك خلفه، لكن فجأة توقفت وقالت بضجر شديد.
سلوى بعصبيه ممزوج باستفزاز: هو في إيه إنت هتفضل ممشيني وراك كدة زي الحمارة .. أقف هنا...
أمسكته من ذراعه لتوقفه بغضب وأمر: بقولك أقف.
التفت لها بوجه عابس بشدة وبعين غامت بالسواد بصمت نظر لها.. لكنها لم تكترث للحظة له، واصلت حديثها بغضب شديد: فيه إيه عايزة أفهم ممشينى وراك كدة ليه؟ بعدين إنت بتتجسس عليا، إنت اتجننت بتبص عليا وأنا في أوضتي، أوعى تفتكر اللي حصل ده هعدهولك أنا هقول لسليم عشان يشوف صاحبه اللي عامل فيها محترم بيعمل إيه مع أخت مراته، إنسان قليل الأدب والتربية والاحترام صحصح، أيه أهلك معلموكش عيب تبص على بيوت الناس؟! اللي حصل ده مش هعديهولك وهاتشوف، لا وكمان بتتصل وبتنزلني وعايز تمشيني وراك زي الحماره، إيه البجاحة دي، أنا اللي غلطانة إني أديتك وش كنت فاكراك إنسان محترم متبصليش كدة فاهم.
كل ذلك كان مكي يستمع لها بصمت غريب ومخيف، حين حاولت التحرك توقف أمامها لكي يعيق تحركها..
نظرت له سلوى بعينيها برفعة حاجب بشدة قالت: أوعى بدل ما أصوت وألم عليك الناس وأديك قلم يفوقك.
حاولت التحرك مرة أخرى لكنه تحرك معها وتوقف أمامها مرة أخرى وهو مازال ينظر لها بصمت بوجه لا يقرأ من الغضب ..
زاد سلوى من غضبها وجزت على اسنانها: مكي أوعى بدل ماندمك.
مكي بهدوء قاتل نظر بعينه قال: خلصتي عصبية ولا لسة؟
سلوى: أوعى قولتلك بدل ماتندم.
مكي متعجباً: هتندمينى إزاي بقى؟!
كمل بشدة ممزوجة ببحة رجولية:
بعدين أنا متجسستش عليكي، إنتي إللي فاتحة أوضتك عرض للمشاهدين يا أستاذة وأنتي قاعدة بقميص نوم.
سلوى بجراءة: احترم نفسك وأتكلم معايا بأدب
مكي ببحة رجولية متحدثا من بين أسنانه: أنا باتكلم بأدب إنتي إللي متعصبة ومش عايزة تسمعي.
سلوى متعجبة: أسمع إيه إنك كنت بتتفرج عليا و أنا قاعدة في أوضتي بلبس البيت.
مكي بتوضيح وشدة: لا طبعاً، تسمعي أن، حضرتك متشافة أي حد هيبقى مكاني هيشوف كل حاجة لإن حضرتك مش قافلة الستارة.
أتسعت عينا سلوى بصدمة عدلت من وقفتها: بتقول إيه؟
مكي: بقول إللى سمعتيه، ،(بشدة) إزاي تقعدي كدة من غير ماتقفلي الستارة عليكي عايز أفهم،
سلوى بتوتر بعين تتحرك من الصدمة: ماتوقعتش إن حد يكون بيشوفني للدرجة دي.
مكى بغيظ وهو يتحدث بين أسنانه كان يود أن يصفعها: لا بتتشافي للدرجة دى ونص بقولك عرض للمشاهدين.
ضربت سلوى على خدها بعينين بدأت تترقرق بدموع الخجل: يانهار أسود ومنيل.
ركز مكي النظر لها متعجباً من ردة فعلها المبالغ فيها، فقد شعر أنها لم تقتصر فقط على جلوسها بملابس مكشوفة!! فيبدو أنها كانت تبدل ملابسها وهي تفتح الستارة!!!
قرب وجهه لها باتساع عينه بنبرة مرعبة: أوعي تكوني بتغيري هدومك وإنتي فتحاها.
رفعت سلوى عينيها بترقب وصدمة وهي تهز رأسها نافية: لا بأقفلها بس بافتح الستارة لما بقعد زي دلوقت.
مكي وهو يرفع كفه بالقرب من وجهها بغيظ بضيق: وتفتحيها ليه عايز أفهم.
رفعت سلوى عينيها بغضب: وأقفلها ليه؟ بقولك ماعرفش، بعدين هتضربني ولا إيه؟ ما بالراحة شوية على نفسك.
مكي بنفي: مابأضربش ستات ولا عمري عملتها ولا هعملها.
سلوى بعصبية: أمال بتتكلم معايا بالطريقة دي ليه.
مكي باستفزاز مستخف: والمفروض أتكلم إزاي حضرتك وأنا حاسس إني قاعد معاكي في الأوضة.
سلوى بضيق: تفهمني بالراحة تتكلم معايا بهدوء أكيد يعني ماكنتش عارفة وأكيد مش قصدي، المفروض تفهمني بالراحة
مكي: أنا ملحقتش أقول حاجة منك.
سلوى بحدة:أسلوبك من البداية كان غلط ...
صمتت لوهلة وقالت بخوف وتوتر وهي تنظر له:
هو ممكن يكون إللي معاك شافوني؟
مكي زفر بضيق وهو يرفع كتفه بعدم معرفة ؛ معرفش ومش عايز أعرف، (بأمر) أطلعي أقفلي الستارة وورينى هتكوني باينة والا لا.. يلااا
سلوى مدت وجهها متعجبة من طريقته تلك: أنت بتتكلم معايا كدة ليه فهمني.
مكي بغضب: ماتسمعي الكلام وبلاش شغل عيال ماتبقيش غلطانة وبتقاوحي.
سلوى بعناد: والله الغلط على اللي بص.
مكي بنرفزة : والله، يعني الغلط بقى على المشاهد، مش على اللي فاتحة أوضتها صالة عرض، بقولك إيه روحي أعملي إللى قولتلك عليه.
سلوى: اسمها من فضلك،
بشدة وحسم وهي تشير بأصابع يديها بوجهه أضافت:
وبعدين إنت مالكش زعيق عليا فاهم!!! روح أتعلم من صاحبك بيتعامل إزاي مع البنات، إيه عمرك ما تعاملت مع بنات قبل كدة؟
مكي بضجر : لا، ومش عايز علشان أنا خلقي ضيق ومش هتحمل دلع مرئ بصراحة.
سلوى بتعجب: دلع مرئ !! أنا عايزة أفهم إنت إزاي بتتكلم معايا كدة؟ كأني مراتك. فيه إيه!! ما بالراحة.
مكي بحدة: لإني بجد متعصب منك، وكل ما اتخيل إن ممكن يكون حد شافك ببقى هتجنن، بعدين الحمدلله إنك مش مراتي لإن لو ده حصل وإنتي مراتي مش عارف كنت عملت إيه فيكي.
سلوى: قلتلك ماكنتش عارفة ماتصورتش إن حد يكون شايفني، المفروض تيجي تكلمني وتفهمني بالراحة.
مكي مستخفا: إللي هو إزاي بالراحة ده!
سلوى تبسمت وقالت بهدوء: تقولي سلوى ممكن تنزلي عايز أقولك على حاجة، فاهنزلك بعدين تقولي معهلش تعالي ورايا عشان خاطر نتكلم عشان ميحصلش مشكلة، فاهقولك حاضر هقف معاك وتقولي على فكرة إقفلي الستارة عليكي علشان إنتي بتكوني باينة وإنتي قاعدة على راحتك ساعتها أنا بقى هتفاجأ وأقولك بجد هتقولي آه والله، وقتها، هقول لك ميرسي جداً يا مكي، مش تقعد تزعقلي كدة كأنك هتضربني!
نظر لها مكي مبتسماً من طريقتها التي تريد إن يتحدث بها معاها التي يبدو إنها بعيدة عنه كل البعد... مسح على وجهه معلقاً قال بمهاودة : إن شاء الله المرة الجاية هتعلم، يلا روحي حطي الستارة ووريني عشان عندي مشوار مهم عايز أمشي.
سلوى: اسمها من فضلك روحي حطي الستارة عشان خاطر أطمن هتكوني باينة والا لا.
نظر لها مكي فهو لا يستطيع التحدث بتلك الطريقة ولا يتحمل دلال الفتيات تلك قال: روحي يا سلوى الله يهديكي أطلعي يا ماما يلا.
سلوى بعند: والله العظيم ما أنا ماشية إلا لما تقولي من فضلك يا سلوى أطلعي حطي الستارة وبالطريقة اللي أنا قلتها.
ضحك مكي: يا بنت الحلال أطلعي ربنا يهديكي أنا ماليش في دلع وعند البنات ده قولتك.
ثبتت سلوى وهي تنظر له بصمت بعينها، فيبدو أنها لن تتحرك من مكانها إلا إذا قال ما تريد!!
نظر لها مكي لثواني تنهد وفهم أنها لن تتحرك إلا عندما تحقق مرادها فأراد أن يهاودها لكي يعدي الموقف
تبسم وقال وهو يحاول أن يتحدث بالطريقة التي تريدها: من فضلك يا سلوى أطلعي حطي الستارة عشان أطمن هتكوني باينة والا لا.
مررت سلوى عينيها عليه معلقة: هي ماعجبتنيش بس همشيها علشان أول مرة.
مكي وهو يحرك جسده بشكر: ميرسي..(أشار بيده) اتفضلي بقى.
تبسمت سلوى و تحركت من أمامه، أخذ ينظر لآثارها بابتسامة ترتسم على وجهه حتى دخلت غرفتها ..
فنشاهدها وهي تغلق الستارة وتتوقف خلفها لكنها ما مازالت واضحة ليس بشكل كبير لكن ممكن رؤيتها ..
قام مكي بالإتصال بها وقال: لا لا إنتي متشافة روحي حطي ستارة تقيلة.
سلوى بتأنيب: أنا عايزة أفهم إنتو أصلاً ليه بتبصوا.. ما تبصوش عيب خلي عندكم حياء وإخلاص وأمانة.
مكي بتوضيح: على فكرة هي مش قصة إنا بنبص قاصدين بس ممكن حد عينه تقع على الشباك فيشوفك أسمعي الكلام وبطلي عند.
سلوى: مش عند، بس إنت ممكن توقفهم في حتة تانية.
مكي: مش هينفع أوقفهم في حتة تانية يا سلوى لازم يقفوا هنا علشان التأمين وأسمعي الكلام خلصي، بدل مطلع أحطها لك أنا.
سلوى بعناد: إنت فاكرني هاخاف أطلع.
أغلقت الهاتف وفتحت الستارة ونظرت له بعند تبادل معها مكي النظر لوهلة لكنه تبسم على عندها الطفولي الذي يبدو أنه يروق له لكن عبس مسرعا وأشار بيده (خلصي)...
قامت سلوى بعمل حركة انتظر
وبدأت بخلع الستارة ثم جلبت ستارة أخرى وبدأت بتعليقها، بينما مكي ينظر لها.. أتصل بها أجابته
سلوى: عايز إيه تاني.
مكي بتحذير: خلي بالك أوعي تقعي بس، والا أبعت لك حد من الجارد يعلقها لك.
سلوى بفخر: أنا كنت بعلق ستائر أتقل منها مليون مرة.. لا إحنا جامدين أوي مش خرعين زي البنات اللي عندكم.
مكي بمدح : عاش يا وحش بس أوعي تقعي، خدي بالك من نفسك.
تبسمت سلوى له وبدأت في تعليق الستارة
ظل مكي يراقبها بابتسامة وبعد الإنتهاء قامت بالإتصال به وهي تغلق الستارة وتتوقف خلفها.
سلوى: ها باينة ولا مش باينة؟
مكي: إنتي واقفة وراها أصلاً !
سلوى: آه
مكي ناصحا إياها: آه لا مش باينة... بعد كدة لما تيجي تحطي ستائر تحطي ستائر تقيلة، لو عايزة تفتحيها ألبسي حاجة ما تكونش مكشوفة.
سلوى بطاعة: ماشي.. فتحت الستارة وتحركت ونظرت من النافذة: بس ثانية واحدة، هو إنت ليه محسسني يعني إني اللي كنت لابساه كان عريان، ده أخوات سليم بيلبسوا أكتر من كده مليون مرة.
مكي بإعجاب: بس إنتي يا سلوى غيرهم ولو ماكنتيش غيرهم ماكنتيش خفتي وارتبكتي والدمعة كانت هتنزل من عينك أول ما عرفتي إن ممكن يكون حد شافك مننا!!
سلوى بابتسامة: حقيقي اقنعتني.
مكي: أنا هامشي عشان ورايا مشوار مهم.
سلوى بتعجب: هو إنت كنت ليه هنا أصلاً !
مكي: كنت بطمن على الشباب وأشوفكم لو محتاجين حاجة إنتي هتيجي لماسة؟
سلوى: مش عارفة بس هي دلوقتي عندها امتحانات ومش عايزة أشغلها وأنا كمان عايزة أركز عشان الأختبار.
مكي: تمام بس حاولى تيجي، خلينا نشوفك أصلك بتوحشينا.
رفع هاتفه نظرت لسلوى تبسما لبعضهما ثم قام مكي بالإشارة بيده بالسلام وتحرك
صعد سيارته وبدأ في قيادتها بابتسامة جميلة وهو يتذكر ما حدث بينه وبين سلوى فهي تروق له بشدة شخصيتها متمردةالعنيدة قوية
على إتجاه آخر
نشاهد سلوى وهي تبتسم تشعر بالسعادة بقلب يخفق لا تفهم لماذا لكنها كانت سعيدة تحركت حتى الرف الذي تضع عليه العرائس وأمسكت العروسة التي أهداها لها وضمتها لصدرها ورمت نفسها على الفراش بسعادة تتذكر ما حدث بينهم.
سيارة مكي الخامسة مساءً
نرى مكي يتوقف بسيارة فى جانب الطريق وهو يجلس محل القائد حين نقترب نجد عفاف تجلس بجانبه.
مكي: ها قوليلي في جديد؟
عفاف: لا.
مكي: متأكدة
عفاف: أيوة وبعدين هي مشيت بعد مسقطت.
مكي: طيب عينك تتفتح علي عماد كمان
(فتح التابلو وعطاها فلوس قال بتحذير) خدى دول مش هقولك تانى أى حاجة تحصل لازم تقولي.
عفاف بخوف: مكي أبعدنى أنا مش قدهم.
مكي: ليه بتقولي كدة؟
عفاف: أفرض عرفت حاجة وجيت قولت هيموتوني.
مكي: محدش يقدر يأذيكي ثقي فيا إنتي مع سليم باشا
عفاف بقل حيله: حاضر.
مكي: يلا إنزلي.
هبطت عفاف وتحركت وتحرك مكي بسيارته
عفاف بصوت داخلى وهي تتحرك قالت: سامحيني يا بنتى ما أقدرش ولادي عندي أهم دول ناس ميعرفوش ربنا
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم سامحني يا رب
وصلوا الجزء ده ٣٥٠ لايك عشان همسح اللى مش هيظهر هنا بلايك