رواية الماسة المكسورة
الفصل الثاني والعشرون 22 جزء ثاني
بقلم ليله عادل
تركيا/ أزمير
ــ بعد الفطار أخذ سليم ماسة لأداء صلاة التراويح في أحد الجوامع الكبيرة في مدينة أزمير بعد ان شرحت ماسة كيفية أداء الصلاه..
كان سليم سعيداً جداً بتلك الأجواء الروحانية التي يعيشها لأول مرة في حياته..
على اتجاه آخر نشاهد ماسة تقوم بأداء الصلاه لكن كان يبدو عليها الارتباك خاصة أنها لا تتقن اللغة وتشعر بالوحدة لأنها بمفردها وبعد انتهاء الصلاة كان سليم في انتظارها في الخارج ثم أخذا يتنزهان في شوارع أزمير.
( في الليل )
الشاليه سليم وماسة
ــ غرفة النوم الحادية عشر مساءً
مظهر عام لتلك الغرفة كانت ديكورها مودرن في منتهى الشياكة والفخامة بها فراش كبير، وخزانة ملابس وتسريحة وفوتيه ومدفئة خشبية. برغم من بساطتها كانت جميلة تخطف عين الناظرين ...
كانت كأنها وسط البحر يحاط بها الورود المعلقة، كان جدارها الأمامي والجانبي زجاجي لكي يساعد على الاستمتاع بمنظر الطبيعة الخلابة التي تحيط بهما، كانت الأجواء شتوية وباردة بعض الشيء، برغم من برودة الأجواء لكن لم يبرد قلب ذلك المحبان.
ــ نشاهد سليم متسطحاً على ظهره على الفراش في اضاءة خافتة لحدً ما، بينما كانت ماسة متسطحة بالعرض وتضع رأسها في منتصف صدره بنصف جسدها من أعلى وتحاط باحد ذراعيها خصره، كان سليم يستنشق عبير شعرها المفرود على صدره بهيام.. مد يده ومسح على شعرها بنعومة وعينه تنظر للإمام، بينما كانت ماسة هائمة بما يفعله وهي تضع وجهها في زاوية الجدار الزجاجي تشاهد المنظر فكان المنظر أمامهما جميل مع الإستماع لصوت المطر بعد قليل.
سليم تسأل ببحة رجولية ناعمة:
ــ aşkım
ماسة:
ــ نعم.
سليم بحنان وهو يمسح على شعرها:
ــ لسة حاسة إنك بعيدة عن أهلك ومفتقداهم، وإن رمضان هناك أحلى؟! ولا كراميل نجح بأنه يعوضك؟! أنا عارف إن مافيش حاجة ممكن تعوضك بالمعنى الحرفي عن أهلك، بس يا ترى قدرت أملى مكانهم ولو شوية !
تبسمت ماسة برقة وعدلت وجهها في زاويته ونظرت له بابتسامة مشرقة مدت ذرعها الآخر وأخذت تمرر أصابع يدها على لحيته قالت بنبرة ناعمة:
ــ أنا فاهمة قصدك، صدقني يا حبيبي، أنا سعيدة جداً، والإشتياق إللي جوايا والإفتقاد هي مجرد مشاعر طبيعي أحس بيها، لكن صدقني أنت مالي عليا كل دنيتي، وفعلاً رمضان المرة دي مختلف عشان أنت معايا ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ابتسم سليم بحب:
ـ ويخليكي ليا يا ماستي الحلوة ومهجة قلبي.
ماسة:
كراميل، هو فيه هنا بنك الحظ؟
نظر لها سليم بعينه وهو يعقد بين حاجبيه:
ـ إيه بنك الحظ دي؟
ماسة:
ــ لعبة.
سليم:
،ــ عاملة إزاي أول مرة أسمع عنها.
ماسة وهي تزم وجهها بضيق:
هو كل حاجة كدة مش عارفها.
تبسم سليم بمزاح:
أسف راعي جهلي.
ماسة:
ــ أمال أمك كانت بتجيبلك لعب إيه؟
سليم وهو يقرصها من خدها بدلع:
ــ اسمها والدتك.
ماسة:
ـ يا سيدى والدتك كانت بتشتريلك ألعاب إيه أصل كل حاجة مش عارفها حتى أتوبيس كونبليت، أنا بس أعرف اقرأ وأكتب وهلعبهالك غصب.
سليم تبسم:
ــ عربيات سباق، طيارات، رشاشات، مسدسات، آتاري، قطر، بلياردو بينج بونج حاجات من دي.
ماسة:
ــ ممم ألعاب بتاعة الأغنية ليك حق، هشرحالك
عدلت من نومتها وجلست واقتربت منه أكثر وهي تشرح:
ــ بص يا سيدي بتكون من الكرتونة مرسوم فى النص بنك، وعلى الاطراف أسماء البلاد ومعاها علبة فيها عربيات بلاستيك صغننة، وفلوس ورق وزهر وأشكال بلاستيك، كل واحد بياخد مبلغ معين، ونرمي الزهر وأحنا واقفين فى نقطة البداية، والرقم اللى الزهر يجيبه نعد المربعات ونقف على البلد، وممكن تشتريها واللى يقف عليها تاخد مبلغ منه، بيتحدد في كارت، وفي كروت تانية اسمها حظك وحاجة اسمها المحكمة تقرأ بقى اللى بالورقة نشوف فيها إيه ممكن تاخد فلوس بلد ممكن تتسجن.
سليم:
ــ مين كان بيقرأهالك
ماسة:
ــ كان فيه بنات بتعرف تقرا من أصحابي زى تقى وصلت لسادسة ابتدائي وقفت عشان الفلوس كنت بحبها أوي وبكسبهم أنا وعمار، وكان في بظهرها لعبة السلم والتعبان عارفها.
سليم:
ــ دى عارفها.
ماسة زغرطت بسعادة:
ــ أخيراً في حاجة عرفها، تعال نلعبها سوا.
سليم:
ــ هسألك عليها هنا، لو مش موجودة هبعت أجبهالك من مصر.
ماسة:
ــ بجد يا سليم.
سليم:
ــ بجد، وتعلميني ونلعب سوا.
ماسة:
ــ هعلمك، ونلعب كل يوم بالليل زى دلوقت. بس (بشك) أكيد هتجبهالي
سليم بتأكيد
ــ أوعدك مش هيعدى رمضان إلا وبنك الحظ هتبقى عندك يا قطعة السكر.
تبسمت ماسة و وضعت قبلة على خده وضمته بحب ضمها سليم ووضع قبلة طويلة على رأسها
وهو يستنشق عبير شعرها الذي يعشقه.
سليموهو يستنشق عبير شعرها بعشق:
ـ اووووف، بموت في ريحته بقيت مدمنه.
ماسة:
ــ طب أستنى شوية.
نهضت ماسة توقفت أمام مرآة التسريحة فتحت الدرج وأخرجت منه مقص وشريط من الذي تقوم بربطه في شعرها...
وأخذت تختار خصلة من شعرها أمسكت المقص كادت ان تقصه لكن اوقفها سليم وهو يعتدل ببحه رجولية قال.
سليم بحدة:
ــ استني أنتي هتعملي ايه هتقصي شعرك؟
التفتت ماسة برأسها بقلق:
ــ فيه ايه يا سليم هاقص خصلة من شعري، وتفضل معاك ذكري حلوه، حاجة رومانسية زي الافلام.
سليم برفض تام:
ــ لا طبعاً.
اقتربت ماسة منه وجلست امامه باستغراب:
ــ ليه بس والله رومانسية اوي ده انا هقصلك أكتر حاجة بحبها انت متعرفش انا بحب شعري ازاي.
سليم ببحه رجولية:
ــ اسمعي الكلام، ماتقصيش ولا شعرة حتى، أنا بأعشق شعرك و ريحته بس بدون قص أوعي ياماسة هضايق بجد و زعل منك.
ماسة هزت راسها بنعم:
ــ حاضر يا كراميل خلاص مش هاقصه.
أحاط سليم ظهرها بذراعيه وضمها و وضع قبلة على جانب جبينها، عاد بها للخلف وتسطحا على الفراش.
واخذ ينظران باستمتاع للمنظر الخلاب الذي أمامهما خاصة مع هطول الأمطار على الزجاج بعد قليل قالت ماسة..
ماسة:
ــ الجو جميل أوي وشكل المكان تحفة من هنا.
سليم:
ــ فعلاً معاكي حق.
ماسة:
ــ تيجي نشغل أم كلثوم ونستمتع بالمنظر مش عايزة أنام دلوقت.
سليم:
ــ موافق بس هختار أنا الأغنية على زوقي.
ماسة:
ــ موافقة.
نهض سليم وأخذ يختار أغنية وشغلها على الجراموفون ثم أشعل بعض الشموع، وصب لهما عصير الفاكهة الطازجة في أكواب.... كانت تراقبه ماسة بابتسامة جميلة.
بعد الانتهاء اقترب منها
سليم بوقار:
اتفضلي يا ماسة هانم.
ماسة بالتركي:
تشكرات يا سليم بيك.
تبسم وتسطح بجانبها وأحاط ظهرها بذراعه بتملك شديد أسندت رأسها على صدره ووضعت قبلة على رقبته اشتغلت أغنية ألف ليلة وليلة لأم كلثوم بصوتها العذب وكلماتها الرائعة
كلمات الأغنية
يا حبيبي، يا حبيبي
الليل وسماه ونجومه وقمره، قمره وسهره
وإنت وأنا يا حبيبي أنا يا حياتي أنا
كلنا، كلنا في الحب سوا
والهوى آه منه الهوى
سهران الهوى يسقينا الهنا ويقول بالهنا
يا حبيبي ياله نعيش في عيون الليل
ياله نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي، تعالي
بعد سنة، مش قبل سنة
تعالي، تعالي، تعالي، تعالي
بعد سنة، مش قبل سنة
دى ليلة حب حلوة
بألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة،
وأخذا يستمتعان بالأجواء الشاعرية الجميلة حتى السحور ثم أداء صلاة الفجر والخلود للنوم
💞ـــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلة عادل。◕‿◕。
ــ مصر
ــ في احد الخيم الرمضانية الواحدة صباحا.
ــ مظهر عام لتلك الخيمة من الداخل والخارج والزينة الرمضانية التي تزينها كالفوانيس والهلال والأنوار الصغيرة وهكذا مع حركة الجرسونات والزبائن ...
نشاهد فريدة ابراهيم وياسين يجلسون على الأرض على شلت كانت أمامهم طاولات صغيرة عليها مشروبات مختلفة ومكسرات مع الاستماع لأغاني رمضان والتواشيح ورقص التنورة.
ياسين:
ــ ها عجبكم المكان.
إبراهيم: وهو ينظر من حوله:
ــ ها حلوة جوها لذيذ.
ياسين:
ــ وإنتي يا فري
فريدة:
ــ جميلة والله أي حاجة بعيدة عن جو البيت المكهرب جميل وممتع. كان نفسي مامي تيجي معانا
تخرج شوية من الجو اللي هي فيه مضايقه عشانها جداً.
ياسين:
ــ الهانم دلوقتي بتحاول على قد ما تقدر تختفي عن الأنظار لأننا بقينا محط للسخرية والتسلية في وسائل الأعلام المختلفة، الكل دلوقت بيتكلم علينا
فريدة:
ــ للأسف.
ياسين:
ــ أنتم عرفتوا إن الباشا بيظبط لصفقة سلاح؟
إبراهيم:
ــ هيرجع تاني للشغل ده؟
ياسين:
ــ امم لإن الباشا محتاج سيولة الفترة دي بس هو لسة ما أعلنش أنا عرفت بطريقتي.
إبراهيم تبسم وهو ينظر لفريدة قال؛
ــ فريدة بيفكرك بمين مش تحسي سليم بس على صغير.
فريدة:
ــ ده حقيقي بس ياسين أهدى شوية من سليم.
وأثناء حديثهما دخلت الخيمة هبة مع عائلتها وقعت عين ياسين عليها تبسم لها وهز رأسه بإيجاب بالتحية انتبهت فريدة و تساءلت.
فريدة:
ـ أنت تعرفهم ولا إيه ؟
ياسين:
ــ اتعرفت على هبة، تعرفيهم؟
فريدة:
ــ لا عائلة مين دول.
ياسين:
ـ مش فاكر والله قالتلي بس نسيت، هقوم أسلم.
توقف ياسين وتوجه نحو طاولة عائلة هبة
توقفت لاستقباله ومعها والدها
ياسين بتهذب:
ــ مساء الخير كل سنة وانتم طيبين.
هبه:
ــ وأنت طيب.
والدها زيدان:
ــ أهلا وسهلا ياسين بيه.
ياسين:
ــ أهلا بحضرتك ياسين بس بلاش الألقاب.
والدته هبة سامية:
ــ هبه حكت لي على الموقف النبيل والشهم اللي عملته معاها حقيقي أنا بشكرك.
ياسين:
ــ لا ما فيش أي حاجة يا هانم، أي واحد مكاني هيعمل زيي تبسم عن أذنكم.
تحرك وعاد الى طاولته.
فريدة:
ــ اممم ده اشمعنا ده؟
ياسين:
ــ عادي.
فريدة:
ــ بس مش من عوايدك إنك تركز مع حد كدة.
ياسين:
مافيش تركيز أنا هطلب المنيو.
على إتجاه آخر عند طاولة عائلة هبة
سامية:
شاب مهذب جداً غير إخواته.
زيدان
ــ فعلا أنا قابلت سليم ورشدي، سليم شخصية حادة جدا، ورشدي منفلت إنما ياسين واضح أنه مختلف عنهم.
شقيقها:
بلاش تنسوا أنه لسة صغير ويدوب متخرج السنة دى لسة مدخلش جو صراعات وعالم رجال الأعمال.
هبة بتعجب:
ــ أنتم مهتمين أوي كدة ليه مافيش حاجة فيه إيه؟
زيدان:
ــ أتمنى يكون فيه حاجة دول عائلة الراوي الكل يتمنى يناسبهم.
سامية:
ــ بس والدتة فايزة، صعبة المراس.
هبه بتعجب:
أنتم بتتكلموا كدة كأننا خلاص معجبين ببعض واتقدم ليا وخلاص هنتجوز؟! أنتم الصيام مآثر عليكم تقريباً، أطلبوا المنيو جعت.
وضحكت.
💞ــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل(◕ᴗ◕✿)
بعد فترة
تركيا / أزمير
ــ غرفة سليم وماسة، العاشرة مساءً
ــ المرحاض
ــ نشاهد سليم وهو يقف أمام المرايا وهو يرتدي بنطال منزلي وتيشرت نصف كم ويضع عطره يبدو أنه أخذ حمام للتو خرج للخارج كانت تجلس ماسة على الأريكه وهي تشاهد مسلسل ساره بتركيز و تتناول حلويات أقترب منها سليم بابتسامة جذابة
سليم وهو يجلس بجانبها:
ــ عشقي
ماسة:
ــ كراميل تعال اتفرج معايا سارة هربت عشان حسن.
سليم بمزاح:
ــ مابقاش ورانا حاجة غير المسلسلات والكرتون، وريا وسكينه وساره والعميل ١٠١ ونسينا كراميل خالص.
نظرت له برخامة وهي تخرج لسانها، تبسم على شقاوتها.
اقترب منها أكثر وفرد يده خلف ظهرها وقربها من صدره وهو يعيد خصلات شعرها خلف أذنها بنظرات عاشقة مشتاقة قرب وجهه لها:
ــ بقولك ايه انتي وحشتيني.
نظرت له ماسة وابتعدت عنه وهى تقول بحده:
ــ اتلم وبس، حرام.
سليم بتعجب:
ـ هو ايه اللي حرام! انتي مراتي الصيام نساكي والا أية؟! مالك يا ماسه اتهبلتي.
ماسة:
ــ انت قولت شهرين صوم.
تفهم سليم وتبسم وهز رأسه بفهم اها .. شدها عليه قائلا بتوضيح:
ـ لا ما لسه بدرى على الفجر، الصيام شهرين خاص لو حصل وقت الصيام بس.
ماسة:
ـ قول والله.
سليم:
ـ والله
ماسة أشاحت بوجهها ونظرت للتلفزيون قالت:
ــ بس انا مش قادرة.
اقترب منها سليم وهو يلمس خدها ويقبلها من شعرها:
ــ تعبانة والاعايزة تتفرجي على المسلسل؟
ماسة ضحكت:
ــ اها.
سليم:
ــ شوفيه في الإعادة.
ماسة:
ــ تو.
سليم:
ــ عارفة احنا بقلنا قد ايه بعيد عن بعض ١٧ يوم.
ماسه بدلع وهى تضحك:
ــ خليهم ١٨ههه بكرة.
سليم وهو يحاول الإمساك بها لكنها كانت تحاول التملص منه وتبتعد:
ــ هو ايه ده! هي أكلة، دي مشاعر وإحساس بعدين سليم والا المسلسل.
ماسة وهى تبعد يده عنها قالت بمزاح:
ــ المسلسل.
أتسعت عينا سليم وهو يقول:
ــ والله، طب تعالي بقى.
سحبها عليها يخشونة محببة وقبلها من شفتيها بالقوة.
أخذت ماسة تحاول التخلص منه وتدفعه بعيدا عنها بدلع وهى تقول:
ــ عايزة أشوف المسلسل أوعى بقى بطل رخامة.
أخذت تحاول حتى نجحت ان تفتلت منه، وهي تضحك قالت:
ــ بس ياسليم فرهدتني.
تسطح سليم على ظهره وهو ينظر لها بابتسامة جميلة وبأنفاس عالية من شدة الشوق قال بتصنع الزعل:
ــ ماشي أنا زعلان الظاهر موحشتكيش.
ماسة بدلع:
ــ بعد المسلسل اسكت بقى فوت عليا مشاهد كتير.
وضع سليم يده على أحد جانبيه وتصنع الألم.
سليم:
ــ اااه.
ماسه بلهفة:
،ــ مالك يا سليم فيك ايه؟
سليم بتمثيل:
ــ مش عارف فجأة جتلي نغزة
ماسة بجدية:
ــ ايه بجد ولا بتمثل؟
سليم:
ــ بمثل ايه يا ماسة موجوع أوي اااه.
اتسعت عيناها وبطيبة ولهفة اقتربت منه:
ــ سليم مالك ياروحي؟
في لمح البصر سحبها عليها وضمها بشدة وأحاط ظهرها بذراعيه وشبكهم في بعض وجعلها تستلقي عليه من أعلى مع صرخات ماسة وضحكات سليم
ماسة بضيق:
ــ انت بتكدب عليا ماشي مش هصدقك تاني.
حاولت التخلص لكن هذه المرة هو متملك منها بشدة.
سليم بإتساع عينه العاشقة لها قال:
ــ مافيش مهرب مني هاتي بوسه وأسيبك.
حاول أن يقبلها.
ماسة:
ــ لا. أغلقت شفتيها
سليم بأمر:
ــ هاتي بوسة وهسيبك عندى استعداد أخليكي كدة لبكرة.
ماسة وهي تغلق شفتيها:
ــ لا لا.
سليم مد وجهه وقال:
ــ براحتك انا مبسوط كدة.
ونظرت له ماسة وقالت:
ــ انت هتتعب أصلا عشان مش هتعرف تاخد نفسك.
عدلت جسدها ليصبح ثقلها كله عليه نظر لها سليم مبتسما فجسدها ووزنها صغير قادر على تحمله
أخذا يتبادلان النظرات لدقائق بتحدي وكان سليم متبسما لها باستفزاز بعد قليل زفرت ماسة واعلنت استسلامها
ماسة:
ـ بس بقى اوعى انت تكسب.
سليم:
ـ انا قولتلك شرطي.
ماسة:
ـ طب هديك بوسة وتسبني.
سليم:
ـ ماشي.
ماسة:
ـ قول وعد.
سليم تبسم:
ـ ماشي.
نظرت له ماسة وهي تضيق عينيها فهى تعرف اذا لم ينطق بكلمة وعد لن ينفذ شيء:
ــ لا يا سليم قول وعد بقى.
سليم:
ـ خلصي يلا.
تنهدت واقتربت يبطئ وأعطته قبلة تبادلا القبلة بهدوء بعد ثواني أبعد سليم وجهه.
سليم:
ــ شفتي أنا بوفي ازاي ممكن وحده كمان دول ١٧ يوم متبقيش قاسية وحشتيني.
اكمل بتركي:
ــ وحشتيني أوي يا عشق سليم.
ماسة تبسمت:
ــ ماشي.
اقتربت منه وقبلته لكن هذه المرة كانت قبلة أعمق بكثير جعلتها تهتز وتضعف بين أحضانه
ابتعدت بوجهها وهي تلامس خده بابتسامة... تبادلا النظرات بعشق وشوق ودقات قلب متسارعة.
ماسة بشوق:
ــ ممكن أديك واحدة ثالثة.
تبسم سليم لها وفهم أنها بدأت تتجاوب وسوف تعيش معه تلك اللحظات التي أشتاق لها، هز رأسه بإيجاب وجذبها عليه وتبادلا القبلة بعشق جامح ووووو
وبعد وقت
ــ نشاهد سليم وماسة وهما متسطحان بجانب بعضهما على الأريكه كانت ماسة تضع رأسها على صدره وهو يحاوط ظهرها بذراعه وهما يأخذان أنفاسهما أثر ملحمة العشق كان وجه وشفتي ماسة محمرين كان يبدو عليها التعب الخفيف، بينما سليم كان عرقه يتصبب من مختلف جسده كان يغطيان جسدهما بغطاء.
سليم وهو يمسح على وجهها بحنان:
ــ انتي كويسة يا روحي.
رمشت ماسة بعينها مرتين بصمت..
وقعت عين سليم على طبق الحلوى والماء اعتدل وجلب لها كوب ماء:
ــ اشربي ده، وكلى حتة من البقلاوه دي.
هزت رأسها بإيجاب ساعدها لتجلس وشربت ثم وضع سليم قطعه بقلاوه في فمها
ماسة وهى تتلامس بأطراف اصابع يديها جبينها ووجها قالت:
ــ مش عارفة حاسة اني مش قادرة.
سليم وهو يعيد خصلات شعرها المبعثرة على وجهها خلف اذنيها بحنان:
ــ اسف يا عشقي شكلي تقلت عليكي.
ماسة هزت راسها بلا:
ــ:تؤ أنا مرهقة بس، مفيش حاجة وجعاني.
سليم:
ــ ممكن عشان الصيام، مش متحمله، أنا هروح احضر الحمام وأجيلك.
قبلها من جبينها قبلة طويلة ونهض، بعد قليل جاء وحملها بين ذراعيه وتوجه بها للحمام وأخذا حمامهما سويا بعد الانتهاء عند الفراش.
ــ غرفة النوم
ماسة:
ــ حبيبي أنا هنام مش قادرة صحيني على السحور.
سليم:
ــ تمام يا عشقي هظبط المنبه عشان ما يفوتناش السحور. قبلها من جبينها.
سليم بحنان:
ــ تحبي أقعد جنبك واخدك في حضني.
ماسة:
ــ مش عايزة أضايقك.
سليم بابتسامة:
ــ أنا عايز كدة.
ابتعدت ماسة قليلاً بابتسامة تمدد سليم بجانبها وهو يفرد ذراعه خلف رأسها، وضعت رأسها على صدره وأحاطت خصره بذراعها وضع قبلة على جبينها ثم ماسة وضعت قبلة على رقبته
لم يمر سوا دقائق وذهبا في سبات عميق
ومرت أيام وليالي رمضان الجميلة عليهما وهما في منتهى السعادة ...
كان هذا الشهر مختلفاً بشكل كامل على سليم وماسة فنشاهدهما في النهار يقومان معا بتجهيز الافطار وقراءة القران، وبعد الفطار مشاهدة المسلسلات الرمضانية المختلفة وصلاة التراويح والتنزه في شوارع أزمير في أجواء رمضانية جميلة...
فننتبه مدى تفاعل وسعادة سليم الملحوظة بشكل كبير ..
فهو لأول مرة يصوم رمضان بالكامل ويصلي جميع الفروض في وقتها ويقرأ القرآن بتجويد، حتى ختم القرآن مع ماسة قلبه، ولأول مرة يصلي التراويح في الجامع، بالرغم من عدم ارتياح ماسة للذهاب بشكل دائم لانها تشعر بالوحدة، لكن كي تجعل سليم يشعر بفضل تلك الصلاة ومعناها... كانت تذهب في بعض الأيام وأيام أخرى كانت تجعله يصلي بها في البيت، حتى صلاة التهجد، شجعته ماسة عليها بعد ان تحدثت معه عن ثواب وأجر تلك الأيام خاصة الليالي العشر...
قام ماسة أيضاً بتشجيع سليم بعمل وجبات للصائمين وتوزيعها، لكن لم يرضى سليم أن تعدها ماسة بيديها لكي لا يتعبها بل قام بشرائها وتوزيعها على الفقراء والمساكين في الشوارع ...
كان سليم سعيدا جدا بتلك الروحانيات وتلك الشعائر الرمضانية ومتفاعلا معها بشدة كأنه يريد ان يعوض كل السنوات التي مضت وانحرم منها..
وعدت أيام شهر رمضان الكريم وجاء العيد ..
نرى ماسة تقوم بعمل الكعك والبسكويت بيديها في البيت بمساعدة سليم الذي كان متفاعلا معها بشكل كبير، وسعيدا بتلك الأجواء التي يفعلها لأول مرة ..
لم ينسى سليم شراء الملابس الجديدة لقطعة السكر الخاصة بيه، التي جعلت حياته سعادة مسكرة مثلها ..
قاما بعمل طقوس العيد بأداء صلاه العيد واعطاء ماسة العيدية التي فرحت بها كأنها طفلة صغيرة.... ثم أخذا بالتنزه في شوارع أزمير، وشراء البالونات والورد والتقاط الصور وركوب الخيل والفلوكه والذهاب الى الملاهي وتناول الحلويات وسماع الأغاني في الشارع لأحد المطربين والعازفين الذين يغنون في الشارع والرقص معهم،زكانت السعادة تغمرهما بشدة، وقضوا أيام العيد في منتهى السعادة..
كان عيدا مختلفاً عليها وعلى سليم لأول مرة يعيشان أياما كهذه ...عاشاها بشكل آخر مختلفا تماما عما اعتاداهما..
كان سليم يعمل كل ما بوسعه ليسعدها ولا يجعلها تشعر بالحزن لبعدها عن أهلها او عن مصر ...
💞ــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلةعادل 。◕‿◕。
تركيا/ انطاليا العاشرة صباحاً
ــ نشاهد ماسة وسليم وهما على الدراجات يقودونها فى ممر الدراجات امام الساحل البحري بسعادة كبيرة كانا يسبقان بعضهما ...
بعد وقت فازت ماسة عليه، هبطت منها وهى تصفق بسعادة وبفخر.
ماسة:
ــ كسبتك ... اخرجت لسانها له.
سليم:
ــ متفرحيش اوى كدة انا اصلا اللي مكسبك.
ماسة:
ــ انا مالي حد قالك تكسبني؟
سليم:
ــ لو ما كنتش كسبتك كنت هتقعدي تعيطي لي زي الاطفال.
اخرجت ماسة لسانها له تبسم سليم لها على والدنتها، واعاد الدراجات لمحلهم ..
وبداء يتجولان في شوارع انطاليا الجميلة، التي تشتهر بشواطئها الرملية الذهبية والمياه الفائقة الصفاء وشلالات فكانت الأجواء من حولهم شتويه وباردة لكنها جميلة.
فقد أخذ سليم ماسة لمدينة انطاليا لقضاء العيد هناك ..
فنشاهدهما وهما يتناولان غزل البنات كانت ماسه تطعم سليم في فمه وتركض ويركض خلفها بمرح وركوبهما الأرجوحة الهوائيه التي تشبه الساقيه وبعض العاب المختلفه ..
ولعبه النيشان المفضله لسليم وفوزه بعروسه واشتري لماسه الكثير من البالونات واخذت تطيرها من على الكوبري ثم توجهه الى الكوخ الخاص بهم
ــ الكوخ الخاص بهما وسط الغابة الخامسة مساءً
كانت تحيط الأشجار العالية ذلك الكوخ الصغير الخشبي كان لا يوجد غيره في المكان فهو كوخ ملك لسليم يهرب اليه عندما يريد ان يعتزل الناس، كان اثاثه كلاسيكي بسيط لكنه يبدو عليه الفخامه مع الإستماع لموسيقى كلاسيكيه كان سليم يقوم بإشعال تلك المدافئة الخشبية.
وبعد الانتهاء أقترب من ماسة التى كانت تتوقف تشاهدة، توقف امامها في منتصف الرسيبشن كانت ماسة ترتدي سالوبت على شكل مينى وسليم ملابس منزلية.
ماسة بفضول:
ــ ها ايه هي المفاجاة ؟اهو خلصت لبس؟
سليم وهو متجهاً نحو الخزانة ويتحدث:
ــ غمضي عينيك الاول.
غمضت ماسة عينيها، أخرج سليم شنطة من الخزانة وذهب نحوها مرة أخرى وتوقف أمامها مخرجا منها صندوق لعبة بنك الحظ، طلب من ماسة فتح عينيها، اتسعت عيناها بفرحة طاغية مجرد رؤيتها اللعبة بين يدي سليم
ماسة بسعادة غامرة:
ــ سليم انت جبتها بجد.
ارتسمت السعادة على وجه سليم:
ــ انا وعدت يا ماستي الحلوة عارف اني اتاخرت عليكي بس عقبال ما جت من مصر.
ماسة بعينين ترقرقت بدموع الفرحه:
ــ مش عارفة أقولك ايه؟ حقيقي مش عارفة، أنا بحبك أوي.
أحاطت رقبته بذراعيها وضمته بحرارة وهو يمسح على ظهرها بسعادة.
بعد قليل ابتعدت ماسة وهي تنظر له بتأثر مما يفعله من أجلها وهي تمسح على كتفه:
ــ ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبداً ويقدرني إني أرد لو جزء بسيط من اللي بتعمله معايا.
سليم وهو يركز النظر في ملامحها.. مد يده ومسح بأطراف أصابعه خدها قائلا:
ــ أنا مش عايز حاجة غير إني أشوفك مبسوطة وبس يا عشقي يا ام أحلى عيون بالكون، يلا عشان تعلميني ألعبها ازاي.
ماسة بحماس:
ــ يلا.
أمسكته من كفه وسحبته حتى الشرفة، جلسا فى الشرفه على الأرض وسط الطبيعة الخلابة وبدأت ماسة بتجهيز اللعبة وظبطت كل مكوناتها في مكانها ثم بدأت بشرح اللعبة كان سليم يستمع لها بتركيز وبدأا في اللعبة.. كانا يلعبان بحماس كبير لكن ننتبه أن سليم يقوم بشراء الكثير من المدن ويخسر أمواله يتداين لها وللبنك، عكس ماسة التى كانت تفوز عليه في البداية بعد قليل الأمر تغير وفاز سليم عليها في النهاية.
ماسة وهي تزم وجهها بضيق:
ــ انت ازاي بجد كسبت يالهوي عليك شكلك عارفها وبتضحك عليا.
سليم بغرور لايليق إلا به...
عدل ياقه قميصه:
ــ دي قدرات يا قلب سليم عشان تعرفي أنتي
متجوزة مين؟
ماسة بمزاح محبب:
مغرور بس بأموت فيك
سليم بذكاء:
هي محتاجة ذكاء شوية في اللعب، إنتي مشكلتك كنتي بتحبي تخلي فلوس كتير معاكي، وبتخافي تخسري فلوس كأنها مصدر الأمان ليكي، فمكنتيش بتشتري بلاد كتير، انا عكسك، كان عندي استعاد أخسر فلوس واتداين للبنك وليكي بس أشتري بلاد عشان يكون النسبة الاكبر ليا في الأملاك، كسبتيني في البدية صح، وأنا كنت عايزك تكسبيني عشان تركزي في فرحة الفلوس اللي بتكسبيه، وتنسي إنك هيجي عليك الوقت هتلاقي نفسك في كل الدول بتقفي عليها تدفعيلي الفلوس، وقتها هتتبدل الأدوار وهرجع فلوسي بزيادة، وانتي هتبقي مدينالي ممكن كمان زي ما حصل تبيعي أملاكك وانا هشتريها وتخرجي من اللعبه مفلسة املاك وفلوس هو الموضوع كله محتاج تركيز وذكاء (risk )مخطرة
ماسة:
ــ اممم شغلت دماغ رجل الأعمال عليا ماشي يا سليم
بالراحة علينا يا عم احنا مش قدك.
سليم تبسم:
ــ هعلمك لحد ماتبقي أشطر مني كمان.
ماسة:
ــ بس برافو عليك بجد.
سليم:.
ــ تعالي نلعب تاني
ماسة:
موافقة بس هعملنا شاي الأول
سليم:
ــ طب يلا عقبال مظبطلك اللعبة
♥️ـــــــــــــ♥️بقلمي_ليلة عادل♥️ ـــــــــــــ♥️
ــ اليونان/ بتحديد جزيرة سانتوريني
ــ مظهر عام تلك المدينة الساحرة وللحضارة الاغرايقيه القديمة و أهم المزارات التاريخيه وأشهر شوارعها وتلك المباني الكلاسيكية التراثية، بشكلها الكلاسيكي المبنية بشكل منفرد كالمتاهات على هضبه باللونها الابيض الذي تنشهر بيه تلك المدينة.
ــ الفندق الذي يمكث به عماد وصافيناز.
ــ الغرفة
ــالشرفة الرابعة عصراً.
ــ نرى صافيناز وعماد وهما يقفان أمام سور الشرفة المطلة على البحر في إطلالة رائعة وهما يحتسيان القهوة... كان عماد ينظر الى تلك الإطلالة الرائعة بشرود تام.. انتبهت صافيناز لنظراته قالت معلقة.
صافيناز:
مالك يا عماد.
نظر لها عماد بإستغراب:
ــ مالي.
صافيناز:
ــ يعني مكشر، ده شكل واحد في الهاني مون.
نظر لها عماد متبسما وهز رأسه بنفي:
ــ لا أبداً يا حبيبتي بس يعني اللي حصل الصبح وإنك دفعتي حساب الفندق مضايقني أوي المفروض أنا اللي أعمل كل ده دي مش اول مره يا صافي.
انتظرت له صافيناز بحب:
ــ عماد ما تقولش كده احنا واحد وبعدين إنت فعلا خلتني أقضي اسبوعين في منتهى الروعة في ميامي وأنا بقى اللي ما استكفتش وحبيت اننا نسافر لأماكن تانية يعني الشهر يبقوا شهرين ثلاثة. أنا محتاجة جداً إني أبعد شوية، أديك شايف القرف اللي بيحصل هناك في مصر.
عماد بتعجب:
ــ محتاجة ده أوي ولا غيرتي من سليم وماسة؟
صافيناز باستنكار:
ــ مش غيرة بس انت عايز ماسة الخدامة تسافر كل شهر دولة مختلفة وتقريبا داخلة على سنة عسل وأنا صافيناز الراوي أقعد شهر عسل بس؟
عماد بتوضيح:
ــ سليم مطرود طبيعي يبقى سواح معندوش مكان.
صافيناز باعتراض:
ــ لا هو ممكن يستقر في تركيا أو أمريكا، عنده فندق هناك غير البيوت، كمان داخل شراكة كده مع شركه اتصالات في أمريكا بنسبه كويسه بتهيألي ١٠% لو عايز يقعد في دولة واحدة هيقعد بس هو يا سيدي عايز يوري ست الحسن على رأي رشدي كل العالم.
عماد:
ــ مش لازم تشوفي كل العالم ممكن تشوفي دولة واحدة بس، المهم إنك مع حبيب قلبك عموماً يا قلبي متعمليش كدة تاني ها انا معايا.
صافيناز بدلع:
ــ طب هتخرجني فين النهارده؟
عماد:
ــالمكان اللي أميرتي تحبه.
صافيناز:
ـ عايزة نروح مكان نرقص فيه ونشرب لحد الصبح وبعدين نحضر الشروق قصاد البحر وننزل نعوم شوية واحنا سكرانين وبعدين نروح.
عماد:
موافق
وبالفعل جاء الليل وتوجها إلى أحد الأماكن القرببة من البحر حيث الرقص والأغاني الصاخبة
اصطحبت صافيناز عماد نحو الاستيدج للرقص وبيدها كأس الخمر وترتدي فستانا قصيرا كان يبدو عليهما السعادة والانسجام.. وبعد وقت طلب منها عماد الجلوس بسبب تعبه من احتساء الخمر....
جلسا على إحدى الطاولات.
صافيناز:
ــ أنا سعيدة جداً.
نظر لها عماد بابتسامة دون رد
وبعد دقائق دخل سليم وماسة المكان وهو متأبطا ذراعها كانت الابتسامة ترتسم على محياهما، انتهبت صافيناز لهما وهي تمسك الكوب على وشك تجرعه..نظرت بصدمة وبإتساع عينيها وتجمدت مكانها فلم يخطر ببالها للحظة واحدة أن تتقابل مع سليم!!!
انتبه عماد لمكان نظرها قائلا:
ــ كنتي عارفة إنه هنا؟
صافيناز بنفي:
ــ لا طبعاً آخر مرة كان بتركيا.
عماد:
ــ طيب مش هنسلم عليه؟
صافيناز برفض:
ــ لا طبعاً.
عماد بتعجب:
ــ يا بنتي أنا نفسي أفهم انتي ايه اللي غيرك!! مش كنا متفقين إنك قصاد سليم هتبيني إنك معاه وموافقة.
صافيناز بضيق:
ـــ ما أنا حضرت الفرح بعدين خلاص اللي عايزينه حصل واتطرد.
عماد:
ــ لكن بردو لازم نخلي في خيط ما بينا، أنا حاسس إن الباشا ممكن يرجعه قريب بسبب اللي حصل فعشان كدة خلينا مع سليم يعنى نبين على الأقل انه مش فارق معانا.
ــ عند سليم وماسة
توقف سليم وماسة على إحدى الطاولات محتضنا خصرها بذراعه وابتسامة عريضة ترتسم على وجنتيهما..كانا غير منتبهين لتواجد عماد وصافيناز حتى اللحظة...
كان سليم يغازل ماسة ويداعبها بيده بنظرات عاشقة بعد وقت قصير، انتبهت ماسة لتواجد صافيناز
ماسة وهى تشير بعينيها:
ــ سليم صافيناز هناك أهي ومعاها واحد.
نظر سليم بطرف عينه للخلف ثم نظر لها:
ــ ده عماد جوزها اتجوزت من شهرين ونص
ماسة:
ــ طب هنسلم عليهم.
سليم بجمود:
ــ ماسة إحنا قولنا ايه؟
ماسة بتلعثم:
ــ بس دول.
قاطعها سليم بحدة وبحة رجولية:
ــ ماسة
ماسة ببراءة:
ــ حاضر.
سليم وهو يسحبها من كفها:
ــ تعالي نرقص.
توجها للاستيدج وأخذا يرقصان بسعادة كبيرة على الأغاني الصاخبة، وبعد وقت اشتغلت إحدى الأغاني الهادئة أحاط سليم خصرها بذراعيه وهي أحاطت رقبته بذراعيها وأخذا يتمايلان برقة وهما ينظران لبعضهما نظرات عاشقة، كان منظرهما يخطف الأنظار، خاصة صافيناز التي كانت نار الغيرة تأكلها لأن ماسة تعيش تلك السعادة، ومما زاد غيرتها وغضبها، عندما طلبت ترقص ورفض عماد بسبب شعوره بالتعب وعدم التوازن أثر إسرافه في شرب الخمر...
وبعد الانتهاء من الرقص، توجه سليم وماسة إلى طاولتهما و بدأا في تناول العشاء، كان سليم يطعمها بيده ويدللها ويضمها من حين لآخر بين أحضانه، ويتبادلان اللمسات الناعمة أيضاً وقبلات
كان عشقهما وسعادتهما ظاهرة للعيان مع الإستماع إلى ضحكاتهما التى تخرج من القلب.
خلال ساعتين تقريباً، لم تزيح صافيناز عينيها عنهما، فحب وأهتمام سليم بماسة جعلها رغما عنها تظل تراقبهما بغيرة وحقد خاصةً أنها لم تعيش تلك اللحظات ولم تحظى مثل ماسة بذلك الاهتمام من عماد ولا ينظر لها نظرات عاشقة تخطف الأنفاس كتلك.
عماد:
ــ مش كفاية خلينا نمشي أنا تعبت وبطلي تركزي معاهم.
صافيناز بغيرة وعينيها عليهم:
ــ شايف بيعملوا مع بعض ايه؟! تحسهم خارجين من فيلم رومانسي. أنا عمري ما شفت سليم بيعمل كده مع لورجينا أو غيرها ..
وجهت نظراتها له قالت بتسأل متعجبة وهي تضيق عينيها:
ــ هو انت ما بتعملش معايا كده ليه يا عماد أنت مش بتحبني؟
عماد بتوضيح:
ــ هو انتي مصدقة؟! ده بيعمل كده عشان خاطر يحسسنا إنه مبسوط وسعيد يعني بيمثل قصادنا مش أكثر.
صافيناز باعتراض:
ــ لا يا عماد ده بجد مبسوط والسعادة باينة في عينيهم مش تمثيل، بس عارف هي أصلا مش لايقه عليه بص صغيرك ازاي؟! حتى بعد مالبسها وحطت ميك أب ولبست كعب عالي شكلها صغير أوي عليه حقيقي سليم طلع سادي.
عماد بتعجب وهو ينظر نحو ماسة:
لاطبعاً أنا شايفها لايقة عليه جداً ومش باين عليها سنها الحقيقي يعنى تحسيها ١٨سنة والفرق بينهم ٥ سنين ٧ بالكتير. مش ١٠خالص.
صافيناز بتهكم:
ــ انت بتغظني؟
عماد اقترب منها وقال بمغزله:
أنا أقدر يا ملكة قلبي، صدقيني كله تمثيل في تمثيل مش محتاج يفتعل كل اللي بيعمله ده عشان يوضح الحب...الحب مش بالكلام ولا بالنظرات، الحب مواقف.
صافيناز بقصف جبهة وغيظ:
ــ أنت يا عماد قاعد لا تمثيل ولا حقيقي.
ضحك عماد قال معلقاً متعجباً:
ــ كدة يا صافي أنا مكنتش عارف إنك بتحبي الكلام الملزق والنظرات الأوفر دي.. خلاص من اللحظة دي هبقى أسخن من سليم.. كله إلا زعلك يا جميل.
صافيناز بنظرات اشمئزاز تحدث بارستقراطية:
ــ بلدى أوي أنت يا عماد، حقيقي يييع.
نظر لها عماد بتعجب:
ــ مش بقولك انتي يليق بيكي ااحب تاني، بقولك ايه تعالي نرقص
وبالفعل أخذا يرقصان لوقت طويل..
بعد قليل توجهت ماسة للمرحاض وبعد خروجها توقفت عند مرايات الأحواض
تفاجأت بتواجد صافيناز أمام المرآة تضع اأحمر شفاه، نظرت لها ماسة بتوتر شديد نظرت لها صافيناز بعينيها بحدة في المراه توقفت ماسة بجانبها وهي تغسل يدها بأفكار مضطربة هل تلقي عليها التحية أم لا ابتلعت ريقها... وقالت
ماسة ببراءة ولطف:
ــ مبروك على الجواز.
نظرت لها صافيناز برفعة حاجب قالت بنبرة تكبر بها نوع من العنتظة،
ــ الله يبارك فيكي.
استدارت لها ورمقتها من أعلى لأسفل لثواني ولاحظت التغيرات الواضحة التي طرأت على ماسة لكنها لم تتفوه بكلمة تركتها وخرجت وماسة خلفها تفاجأت صافيناز بوقوف سليم بالخارج في بإنتظار ماسة
توقفا أمام بعضهما..
صافيناز نظرت له برفع الحاجب خفيفه لوهله تبسمت وهي تلوي شفتيها تحدثت باريستقراطيه بخنافة من طرف انفها قالت بتصنع المفاجأة:
ــ هالو سليم، انت هنا اتفاجئت بيك لما شفت ماسة مكتتش عارفة؟
سليم ببرود:
ــ عاملة ايه.
صافيناز بخبث:
ــ زعلانة منك.. كدة متحضرش فرحي؟
سليم:
ــ محدش دعاني
صافيناز:
ــ انت أخويا مش محتاج دعوة.
سليم:
ــده لو كنت أعرف الميعاد، المهم مبروك.
نظر لماسة بعينه التى تقف خلفها قال:
ــ عشقي يلا بينا.
ماسة تقدمت بخطوات:
ــ يلا
سليم:
ــ بعد إذنك يا صافي.
صافيناز:
ــ اتفضل.
تحرك سليم مع ماسة و توقفت صافيناز تنظر لهم بضيق وغيرة.
💞ــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل。◕‿◕。
مصر
ــ قصر الراوي
ــ حديقة الفيلا الخامسةمساءً
ــ نرى فايزة تجلس في الحديقة الخلفية للقصر، وخلفها الأشجار الباسقة وأحواض الزهور الجميلة على أنواعها وألوانها ورائحتها الفوحه التي تملأ المكان، كانت تقرأ في إحدى المجلات وأمامها فنجانا من القهوة.
اقتربت منها صافيناز قائلة بالتركي:
ــ Anne 👈امي.
نظرت لها فايزة بطرف عينيها جلست أمامها صافيناز
فايزة:
ــ كل ده نوم؟
صافيناز:
ــ ما نمتش في الطيارة وتعبانة شوية من السفر، إنتي عارفة قابلنا مين في اليونان.
نظرت لها فايزة بفضول منتظرة إجابتها.. تابعت صافيناز وهي تتك على الكلمة:
ــ سليم وسندريلا.
فايزة باستهجان وحقد:
ما هو كل شهر بياخدها دولة شكل عمال يضيع فلوسه اللي تعب فيها سنين عليها، وسايبنا احنا هنا في المصيبة دي، وانتي كمان يا صافي رحلتك كانت طويلة أوي وماكنش وقتها، يعني في عز الأزمة تعملي رحلة زي دي كلفتك كتير، عزت ت
اتعصب جداً من الموضوع ده، ومهديش غير لما قلتله إن عماد هو اللي تكفل بالرحلة وحب يفرحك بحكم إنكم عرسان في شهر العسل.
صافيناز بغل:
ــ ايه يا مامي انتي عايزة ماسة الخدامه يبقى شهر عسلها قرب على السنة !! وأنا أي كلام، وبعدين ما تقلقيش كل المبالغ اللي اتصرفت خاصة بيا.
فايزة بضيق:
ــ برده ده غلط إنتي خليتي الغيرة تعميكي.
صافيناز:
انا ماغيرتش كل الحكاية مش عايزة الناس تقول إن صافيناز بنت عزت الراوي وفايزة رستم اغا شهر عسلها كان شهر واحد والخدامة بنت مجاهد المزارع الفلاح وسعدية الخدامه شهر عسلها كان طويل ولفوا العالم.
فايزة بعقلانية:
ــ بالعكس انتي كده هتخليهم يقولوا إن صافيناز غارت من ماسة الخدامة لأنها زارت كل الدول وهي لا، راحت عاملة ايه ! قلدتها، أنتي غلطتي بس خلاص إللي حصل حصل، بس ده مايتكررش تاني مفهوم، عايزة تعملي حاجه تعالي اتناقشي معايا وقولك الصح اية!؟ وأنا اللي بقول عليكي ذكية ما تخلينيش أزعل منك تاني.
نظرت لها صافيناز بتذمر يبدو أن الحديث لم يعجبها قالت:
ــ خلينا في المهم ماسة شكلها اتغير خالص يعني اللبس اللي هي لبساه غيرها أوي.
فايزة باستفسار:
قوليلي طيب سليم قال لك حاجة
صافيناز:
ــ خالص يا دوبك سلم عليا ومشي كأنه مش عامل حاجة.
فايزة بضيق:
ــ بكرة هيندم وهيجي يطلب السماح لما فلوسه تخلص على الخدامة دي، هاا عماد عامل معاكي ايه كويس معاكي،.
صافيناز وهي تبتسم:
ــ جداً تعرفي إنه زعل جداً إني دفعت ووعدني انه هيرجعلي كل اللي دفعته في السفر.
فايزة بعقلانية شديده وهى تحتسى فنجان القهوه:
ما تنبهريش اوي كدة هو معملش حاجة، طبيعي ان زوجك هو اللي يصرف عليكي ويتكفل بمصاريفك، خصوصاً لو مناسب بنت اصل وحسب ونسب من عرق ملكي.
صافيناز:
ــ بس واحد مكانه كان مهتمش ولا صدر منى اى انزعاج يعني كان تعامل عادي.
فايزة بعقلانية:
ــ لو كان عمل كدة كان هيبقى غبي، وبيقولك علانن انا طماع، إللي لازم تكوني متاكده منه، إن عماد معملش حاجة مبهره، هو عمل الصح، أي راجل محترم، وعارف وجباتة، كان هيعمل زيه، صافي اوعي تنبهري، الرجل لما بيلاقي ست مبهره وبتحبه وضعيفه بيستغلها.
صافيناز بثقه:
ــ بس عماد بيحبني.
فايزة بعقلانية وحكمه:
ــ مافيش مشكلة، بس لازم تحكمي عقلك اكتر ، انتي صافيناز الراوي ماتخليش العواطف تاثر عليكي، ماقصدش من كلامي انك تكبتي مشاعرك وعواطفك، لكن لازم عقلك يكون له مساحه كفايه في علاقتك مع عماد، لان لو قلبك بس اللي بقى متحكم في العلاقة، صدقيني هتخسري كتير العقل والقلب هم الاثنين لازم يكونوا موجودين ولازم تكون مساحه للعقل اكبر.
نظرت لها بتركيز في ملامحها لتؤكد عليها المعنى.
هزت صافيناز راسها بإيجاب.
_ اليونان
_على شاطئ البحر الحادية عشر مساءً
_مظهر عام لشاطئ البحر حيث الجو الشاعري الجميل وسط النجوم المتلئلئة وضوء القمر في تمامه
نشاهد سليم وماسة يسيران بالقرب من البحر وكانت تتبلل أقدامهما مع تلاطم الأمواج والاستماع إلى موسيقى رومانسية جميلة ...
كانت ماسة ترتدي فستاناً محتشماً موف وهي ترفع شعرها لأعلى وبدون أي مستحضرات تجميل، رغم ذلك كانت آية في الجمال والفتنة، أثناء سيرهم تحدثت ماسة بطريقه تشبه الطبقه المخمليه حد ما.
ماسة بابتسامة خلابة وبتمني:
ــ أنا مش عايزة أمشي من هنا المكان هنا جميل خالص.
توقف سليم ونظر لها بابتسامة عاشقة:
ــ ماتقلقيش المكان اللي هنروحو شبه ده.
ماسة:
ــ هنروح فين؟
سليم:
ــ اندونيسيا.
نظرت من حولها بابتسامة ثم عاودت النظر إليه بتردد يبدو أن هناك شيء ماتريد السؤال عنه حكت في أنفها وتحمحمت.
ماسة:
ــ سليم هو أنت اختارتني انا ليه دوناً عن كل البنات اللي شفتها؟ أنا فاكرة لما قولتلي إنك شفت بنات كتير أجمل مني!! يعني الحاجة اللي من ممكن أنها تغطي على جهلي وسني الصغير والفرق الإجتماعي مش موجودة، يبقى ايه اللى جذبك ليا؟ انا عارفه ان فات فتره كبيره على جوازنا بس عندي فضول أفهم.
توقف سليم والتفت بزاويتها و ارتسمت على شفتيه ابتسامة رائعة و بعشق أمسك كفها وضمه بين كفيه بحب ..
سليم بعقلانية بنبرة حالمه:
ــ مافيش مبرر، أو سبب لاختيار طرف للطرف التاني اللي هيحبه، الموضوع بيجي فجأة بدون أي مقدمات
، طرف بيشوف الطرف تاني ويحبه من غير مايحس أو ياخد باله إنه وقع في الحب، أنا زمان مكنتش أصلا بآمن بالحب ولا بفهم فيه، شايفه كذبة، لو هصدق ! يبقى الشخص ده لازم يعمل حاجة ملموسة تخلينى أحبه، بس معاكي اكتشفت إن الحب بيجي في لحظة من غير أي أسباب مقنعة أو مألوفة، لكن اللي بيخليه يستمر ويقويه ويكبره المواقف؛' يعني مش موقف هو اللي بيولد ويخلق الحب لا، استمراره وأنه يكبر ويتعمق أكتر بيحتاج للمواقف، فاهمة الفرق؟
هزت ماسة رأسها بنعم:
ــ فاهمة إن الحب بدايته مالهاش سبب، يعني ليه الشخص ده بالذات دونا عن كل البشر قلبي حبه وعقلي فكر فيه وروحي ارتبطت بيه؟؟ كل ده مالهوش معنى أو سبب، بس قوته واستمراره، بيكون بسبب المواقف والعشرة اللي بتبقى بينهم بعد كدة، وهي اللي بتوضح قيمة كل طرف عند التاني وهل هو فعلاً يستحق والا لا.
سليم:
ــ مظبوط.
ماسة:
ــ طب بلاش ليه اخترتني، ايه اللي خلاك تستمر ؟ يعني مش لاقيا مواقف ليا لكن انت عندك كتير.
اتسعت عين سليم بتعجب قال بعقلانية ممزوجة بعشق وهو يتك على كلمة:
ــ انتي مالكيش؟!! كل ده ومالكيش؟! امال كل التغيرات إللي عملتها فيا دي ايه ؟!! قولتها قبل كدة وهقولها تاني وعاشر والف، إللي عملته معاكي قيمته ماديه وده شي سطحي جداً، لكن إللي إنتي ادتهوني كبير لانه معنوي، بعدين انا اصلا معنديش تفسير او سبب لحبي ليكي، حبي ليكي واستمراره مالهوش أي سبب، بس إللي عارفه ومتأكد منه إني بحبك وبحبك اوي كمان، وبقيتي تفصيله مهمة من تفاصيل حياتي زي الهوا اللي بتنفسه، أنا مش هقول لك الأكل والشرب، لأن ممكن استغني عنهم ببدائل تانية، لكن أنتي مبقاش ليكي بديل أنتي بقيتي أكسجين حياتي فاهمة يعني ايه أكسجين؟
بخبث تبسم اكمل:
ــ بعدين هو أنتي بقى عندك أسباب خلتك تحبيني ؟؟
ماسة بعفوية وبراءة:
ــ والله والله مافي ولا حتى أعرف، كل اللي أعرفه ومتأكدة منه، إن من يوم ما أنقذتني من أخوك وأنا بفكر فيك، ده أنا فضلت طول الليل يومها أسأل مين انت واسمك ايه لدرجة وأنا بأصلي. دعيت ربنا إني أشوفك تاني و وقتها مكنتش فاهمة ده معناه ايه ؟ بس بعدها فهمت إني أنا كمان حبيتك من أول نظرة..
فجأة ضمته بقوة وبعشق جارف ولهفة قالت:
ــ أنا بحبك أوي يا سليم وكل يوم بادعي ربنا إننا نفضل مع بعض لآخر العمر.
أحاط سليم ذراعيه حول ظهرها بعشق:
ــ أوعدك إننا هنفضل مع بعض لآخر العمر، وان الموت هو الحاجة الوحيدة اللي هتبعدنا عن بعض.
💞ـــــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلةعادل (•‿•)
_ إيطاليا
_ فى أحد ملاعب الجولف العاشرة صباحاً
_ نشاهد عزت الراوي ومعه احد الرجال الذي يبدو من هيئته أنه من أكبر رجال الأعمال في الدولة وهما يرتديان ملابس رياضية ويلعبان الجولف ( لعبة العظماء)
كان يتحدث عزت بالايطالية بثبات وعظمة.
عزت بتريث وهو يمسك عصا الجولف ويضرب بها الكورة:
ــ التابيلو انت أخطأت عندما تعاونت مع هؤلاء الحمقى، ولا بد ان تتراجع بسرعة عن موقفك هذا، ولا تفرح كثيراً بأنهم وصلوا لك.
التابيلو بتعجب:
ــ ولماذا علي أن اترك العمل معهم والتراجع؟ وهل وصولهم لي يعني انه فاشلون !! بل بعد فعلتهم تلك أثبتوا انهم أذكياء، بعد ان وصلوا لذلك الشبح الذي لم يستطع أحد الوصول له سواك وسوى سليم.
تبسم عزت باستخفاف:
ــ التابيلو، انت تعلم جيداً ان الوصول إليك ليس صعب لهذا الحد، نحن من جعلناه هكذا، ليتصور الجميع كم من الصعب الوصول اليك، لكنه أسهل شيء من الممكن أن يحدث، فهم لم يفعلوا معجزة لتكافئهم بالعمل معك.
نظر له التابيلو وقال بعملية شديدة وهدوء بنبره تعكس هيبته وقوته:
ــ نعم هذا صحيح، أعلم جيداً أنتم من صنعتموني، لكن الآن أنا وصلت لهذا المكانة، ولم أنكر أنه بفضلكم، والمقابل انني لم أعمل مع غيركم حتى الآن ولكني!!! إذا استمريت بالتعامل معكم، سأخسر الكثير وسأكون غبي، أنتم أصبحتم على شفا الهاوية ولن أذهب معكم إليها، أعذرني أنت تعلم أن عالم البنزنس ليس فيه عاطفة أو صداقة، ماذا كنت تريد مني أن أفعل؟ أرفض تلك المقبرة !!!
تنهد وحاول تدراك الموقف وغير نبرته لعاطفيةنوعاً ما:
_عزت أنا أحب العمل معك يا رجل، لكنك في الأيام الأخيرة وضعت نفسك في مأزق، عندما طردت سليم من العائلة، وهذا كان خطأ فادحا منك، وأيضاً لم تاتي طوال هذه الفترة بأي شيء، بل هؤلاء الذين تراهم حثالة، هم من جعلوا تلك العائلة العريقة منذ مئات السنوات تخسر الكثير من الأموال والمشاريع وجعلوا أسهمك تهبط، والكثير من المساهمين بدأو بسحب أموالهم من المجموعة، وهذا وضعك فى ورطة أكبر بكثير ..ولم يكتفوا بذلك فقط ! بل تجرأو وقامو بسرقتك وليس مرة بل عدة مرات، هل مازلت تراهم حثالة ؟ (تبسم ) لا أظن، عزت ينبغي بك أن تعيد التفكير فى هذا، وأن تقتنع الآن بأنهم أصبحوا أقوياء، وأن هذا الوقت أصبح زمانهم، وأن زمن الراوي انتهى، أتمنى ان تعود مثلما عرفتك من قبل قال (بالعربي المكسر ) عزت الباشا ( أكمل بلايطالية ) ولماذا لا تتعاون معهم؟ انا يمكنني أن أگون وسيط بينكم، لا تفتح مجال للكراهية والانتقام والعداوة أكثر يا عزت انت فى وضع صعب جداً لا يتحمل هذا، فكر.
رمقه عزت من أعلى لأسفل بنصف ابتسامة رفع ظهره بشموخ ثم قال بجبروت وبنبرة مليئة بالثقة والغرور:
ــ اعلم جيداً أنني الآن متعثر، وأنني خسرت الكثير من الأموال، والمجموعة فقدت قوتها، وهؤلاء الرعاع قاموا بسرقتي، وأعلم من يسقط في عالمنا تتخلون عنه بسهولة، ولا يوجد مجال للعواطف او الحب والصداقه ..
بثقة وقوة وهو ينظر داخل عينه اضاف:
ــ لكن تأكد عزت الراوي سيعود، الباشا سيعود، وسيكون أكتر قوة وجبروت، لكن مع تغير طفيف قليلاً، لن أعمل معك مرة أخرى، لأنك تعاونت مع هؤلاء وتوقفت أمامي تتشفى بي، أنت تعلم جيداً أنني الوحيد في مصر الذي يعرف مخابئ جميع المقابر الفرعونية، وأعلم جيدا كيفية إخراجها من مصر دون أدنى مشكلة، ( باستخفاف)خسارة عزيزي التابيلو، للأسف أنت خسرتني وخسرت عائلتي كلها وللأبد، أوعدك اننا سنلتقي مرة أخرى قريباً، ولكن سأكون الباشا الذى صنعك وجعلك تقف أمامه وتتحدث هكذا معه، وسأشرب كأسي وأنت تُذل، وتتمنى أن تاخذ قطعة تمثال واحده فقط مني.
ارتدى نظاراته بكبرياء ورحل.
التابيلو بصوت عالي قليلا قال باستخفاف بلايطاليه وهو يضحك:
ــ هذه هي مشكلتك وكانت مشكله سليم أيضاً، الغضب السريع، والثقة الكاذبه، لا أعتقد ينبغي عليك أن تكون واثقا لهذا الحد، لكني سانتظرك عزت، ولن أحزن مما قولته الآن، أعلم أنك غاضب بشدة وسأنسى من أجل الأيام الخوالي يا عزيزي.
وضحك بسخرية.
💞 ـــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل(◕ᴗ◕✿)♥️
_ مصر
قصر الراوي، التاسعة مساء.
_ الحديقة
_ نشاهد عزت الراوي يجلس على مقعد في الحديقة وهو يحتسي كاس من خمر وكان أمامه زجاجة خمر، يبدو انه احتسى الكثير منها ... كان وجهه عابساً بشدة ممزوج بحزن وهو يفكر بإختناق فيما يحدث له.. ما بناه فى سنوات طويلة يضيع تحت قدميه ومما زاد غضبه أكثر موقف التابيلو معه.
اقتربت منه فريدة وهى ترمقه بأسف.
فريدة بلطف:
ــ بابي
.. رفع عينه نحوها بنصف ابتسامة حزن جلست على المقعد الذى أمامه:
ــ مالك قاعد لوحدك ليه؟ من بعد مارجعت من السفر !! مامي قالتلي إنك رافض تتكلم لدرجة انك نمت فى اوضه تانيه، للدرجة دي ؟
عزت بضجر من نفسه:
ــ وأكتر لأنها السبب، بس انا اللي غلطان أنا بندم إني سمعت كلام فايزه كان لازم افصل بين الشغل وبين العيلة، حتى التابيلو إللي كنت فاكر أنه هينقذني باعني، وريمون رفض يدينا دهب، فلاريو اشتراهم كلهم، هو و راؤول بيشتري منه الدهب وأحجار الالماظ بسعر اكبر مقابل مخدرات وسلاح، أنا ممكن اقف قصادهم يا فريدة، بس دول مش بيتعاملوا غير بالقتل أنا خايف عليكم، زمان كنت لوحدي لكن دلوقت انتم معايا، انا ممكن أوقف كل ده، أقتل الشعراوي والصياد وصدقيني هي رصاصه ووقتها الخبر هيوصل بره، ووقتها هحط ايدي في ايد ماركو ونعلن الحرب بشكل صريح، بس وقتها ممكن، يقتلوكم، فلاريو خسر اتنين من ولاده و راوول خسر بنته، انا يستحيل أعمل كدة، سكوتي خوف عليكم يا فريدة مش ضعف ابدا
فريدة باتهام:
ــ أنا عارفة، بابي انت غلطت لأنك وثقت في رشدي وصافيناز بزيادة كان لازم تباشر كل حاجة بنفسك، متسيبش كل حاجه ليهم كدة.
عزت باعتراض ممزوج بتفسير:
ــ فريدة أنا ببقى مجهز كل حاجة وهما بس هيسلمو ويستلمو، مجرد مناديب وبردو فشله.
فريده بعقلانية وهدوء:
ــ عيلة الصياد والشعراوي كانو مستنيين أي ثغرة عشان يحاربونا ..
صمتت لثواني ثم قالت برجاء :
ــ طب مترجع سليم يا بابي سليم من حقه يختار حياته بالطريقة اللي تريحه، انا مش هنكر إني مش متقبلها ومكنتش اتمنى إن اخويا يتجوز بنت صغيره ومافيش أي تكافؤ بينهم، بس لو هى قدرت تحققله السعادة إللي بيتمناها، يبقى خلاص احنا مالنا، بلاش تكون زى مامي وتحكم على الناس من منظور واحد وهو المستوى الاجتماعي، لأن هي دي مشكلة فايزة إن ماسة خدامة، لكن لو هى بنفس السن ومش متعلمة بس بنت ناس، كانت رحبت جداً وقالتلك .. قلدت والدتها وواصلت:
ــ ايه المشكلة لما تكون صغيرة ما أنا متجوزه ١٧ سنة وكملت تعليمي واحنا سوا (تبسمت) بابي عشان خاطري فكر.
عزت بغرور:
ــ وسليم يفتكر اني كبرت ومش قادر ادير المجموعة مكانه!! لا، بصي انا محتاج سيولة، فيه صفقة أسلحة هنفذها بنفسى وانتي وياسين هتكونوا معايا يعني نعوض شويه من اللي راح بس هحتاج تحولولي فلوسكم لفترة مؤقتة.
فريدة بلطف:
ــ كل فلوسنا تحت أمرك يا باشا دى أصلا كلها فلوسك، بس ايه هترجع تاني لشغل السلاح.
عزت بضجر:
ـ مضطر بالرغم اني مابحبش، شغل ده، لأنه كله عصابات القذر، وصراحة سليم هو الوحيد اللى بيعرف يتعامل معاهم، أنا كبرت عشان كدة بعدت، بس مضطر أرجع هي صفقة واحدة أظبط الدنيا، اسماعيل رتب كل حاجة هنجبها على أساس شحنة خشب والشغل هيتخبى جواها.
فريدة:
ــ قولي اللازم وأنا تحت أمرك بس فكر بجدية فى مسألة سليم.
(اليوم التالي )
نشاهد جميع العائلة يجلسون فى الهول السادسة مساءً
فايزه بقلق:
ــ خير يا عزت مجمعنا ليه حصل حاجه تاني .
عزت بأمر وقوة:
ــ بكره كلكم تحولولي كل فلوسكم وحسابتكم فى البنوك عايز سيولة مش أقل من ٥٠٠ مليون دولار، ومش عايز مناقشة،
نظر لطه ومنى وقال بشده ممزوج بتهديد أضاف:
ولو عرفت إن حد لعب من ورايا ومجبش كل فلوسه يتأكد اني هعرف وهسحقه تحت رجلي.
فايزة تساءلت:
ــ طب نفهم لايه الفلوس دي؟
عزت بجبروت:
ــ لا مش لازم تفهمي، ولادك غرقوني كتير سبيني أصلح شويه مفهوم.
رشدى بسخرية:
ــعزت باشا القديم رجع.
عزت بقوة:
ــ بالظبط وانت أول واحد فلوسك تكون عندى .. وجه نظراته لفريدة وياسين:
ــ فريده ياسين بكرة تكونوا جاهزين.
هزت فريدة وياسين رأسيهما ونهض عزت وتوجه للخارج.
فايزه تساءلت:
ــ صفقة ايه ؟
ياسين:
اسلحه.
طه:
ــ بابا هيرجع للشغل ده تاني؟ ده كله مشاكل الآثار أحسن وانضف
ابراهيم:
ــ أكيد لفترة مؤقته المجموعة بتفلس تقريباً.
فايزة وهي تمرر عينيها عليهم قالت بأمر:
ــ بكرة تحوله الفلوس فاهمين انا مش هقدر أقف فى وش عزت المرة دي فاهمه يا منى بعدين خلينا نحاول نلم شوية من اللي ضاع.
صافيناز بتأييد:
ــ محدش فينا هيقدر يقول حاجة المرة دي. بس يارب الصفقة تنجح، اسم عيله اهم.
💞ـــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلة عادل。◕‿◕。
قصر الراوي
ــ غرفة نوم فريدة وابراهيم، العاشره مساءً.
كانت فريدة تشاهد أحد الأفلام على شاشة التلفزيون وترتدي بيجاما ناعمة، بعد دقائق فتح الباب ودخل ابراهيم وهو يرتدي ملابس خروج.. رفعت عينيها نحوه بإبتسامة جميلة
فريدة:
ــ ابراهيم حمد لله على السلامة.
اقترب ابراهيم منها وجلس بجانبها بارهاق:
ــ الله يسلمك يا حبيبتي، قبلها من جبينها
فريدة:
ــ مالك؟
ابراهيم بتعب واضح على محياه:
ــ تعبان مشاكل المجموعة حقيقي تعبتني ما تحاولي تقنعي الباشا يرجع سليم.
فريدة بتمني:
ــانا فعلا عملت كده وبأتمنى رجوع سليم بس هو معاند وشايف إنه لو عمل كده هيقلل من نفسه غير طبعاً إن مامي بتلعب فى دماغه جامد من ناحية الموضوع ده وطبعاً انت عارف السبب.
ابراهيم:
ــ والله يا فريدة مادام سليم سعيد مع البنت خلاص، أنا مش شايف مشكلة، فقرها مايعبهاش في حاجة، بالنسبة ليا أنا كانت مشكلتي موضوع السن ده، بس في الفلاحين بيتجوزوا في السن ده عادي.
فريدة بعقلانية:
ــ انا معاك بس إحنا متعلمين وعارفين أن جواز البنت في السن ده جريمة، غير طبعاً الفارق الإجتماعي والثقافي أنا معرفش هما بيتواصلوا ازاي مع بعض؟! بس هو مبسوط جداً، وكل ما بكلمه بحس في نبرة صوته كده بسعادة عمري ما سمعتها،أنا عمري ما شفت سليم مبسوط قد ماهو مبسوط الفتره دي يا ابراهيم، بس يا ترى هيكمل ولا هتبقى زي لورجينا وأروى مجرد انبهار واعجاب وينتهوا.
ابراهيم بثقة:
ليه كلكم متشائمين وشايفين الاثنين مش هيكملوا؟! أنا بقى شايف إن سليم هيكمل، حاسس إن المرة دي مختلفة وأنه بيحب البنت دي بجد، كمان البنت دي ذكية وهتتمرد على اللي كانت فيه وهتبدأ تتعلم وتحسن من نفسها لحد ما تبقى زينا وهتقولي ابراهيم قال، ومش هتعرفي تفرقيها ما بينها وبين أي بنت في الوسط الأرستقراطي، انا ما قابلتهاش بس من كلامك وكلام ياسين قدرت استنتج البنت دي ايه؟
فريدة:
ــ كل إللي يهمني إن سليم يكون مبسوط وأن البنت دي ماتتئذيش غير كده مش فارق معايا
تنهدت بضيق وقالت:
ــ بقولك ايه أنا مخنوقة تعالى نسافر كم يوم في أي حتة كلهم بيسافروا ومقضيينها وبيخرجوا وكإن مافيش حاجة، وأنا وانت بس اللي شايلين الهم كمان انت بقالك فترة كبيرة ماشفتش البنت.
ابراهيم:
ــ فعلاً سيليا و بلا وحشوني أوي هما فين؟
فريدة بحنان:
ــ نايمين غير هدومك يا حبيبي وخدلك حمام عقبال مخليهم يحضرولك العشاء وبعدين ابقى صحيهم والعب معاهم زي ما أنت عايز.
ابراهيم:
ــ ماشي، بس حاولي تاني مع الباشا صدقيني سليم هو الوحيد اللي قادر يلحق العيلة دي قبل ما تشهر افلاسها أنا بقولك أهو.
💞ــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل(◕ᴗ◕✿)
ــ روسيا
_ الفندق
_ غرفة سليم وماسة.
_ نشاهد سليم وماسة وهما يرتديان ملابس شتوية وقفازات وكوفيه وايس كاب ..
ماسة بحماس وسعادة:
ــ متحمسه أوي من وقت ماشفت الثلج.
اقترب منها سليم وأحاط خصرها بذراعيه وقال بتنبيه حنون كأنه يتحدث مع طفلته:
ــ المهم تاخدي بالك مش عايز تهور عشان ميحصلكيش حاجة فاهمة.
هزت ماسة رأسها بايجاب:
ــ حاضر يا بابي سليم قبلته من خده.
ثم توجها للخارج.
((بعد وقت ))
_ نشاهدهما في مكان واسع مغطى بالثلج
كان بعض المارة يتزلجون وآخرين يلعبون والبعض يجلس في كافي ..
فور دخول ماسة المكان خلعت أحد القفازات وانحنت أمسكت الثلج وقالت.
ماسة شعرت بسقيع:
ــ يــــح .. ده ساقع أوي.
سليم:
ــ أمال كتتي فاكرة إيه؟
رفعت ظهرها وهي تشعر بالبرد:
ــ مش عارفة، مقدرش أتخيل، ده زى الثلج بتاع الفريزر.
سليم تبسم على براءتها اقترب منها وهو يداعب خدها بتفسير:
ــ ماهو يا عشقي زيه، بس ده طبيعي، يلا البسي بقى الجونتي عشان متتعبيش.
ماسة:
ــ حاضر، أنا سقعت أصلا.
ارتدت القفاز ثم أمسكت القليل من الثلج وقذفتهم عليه وأخذت تضحك ...
سليم وهو يضحك:
ــ بلاش هزار البوابين ده.
تضحك ماسة وألقت عليه الثلج مرة أخرى مثل الأطفال ..
سليم بتحذير ومزاح:
ــ قلت بس بلاش ترجعي تعيطي.
ماسة وهى تخرج لسانها بعناد ومزاح:
ــ لا مش هبس.
وأخذت تقذق عليه بمرح وتتعالى ضحكاتها.
نظر لها سليم برفعة أحد حاجبيه بوعيد وبدأ هو أيضا يقذف عليها بمرح ...
وبدأت حرب الثلج بينهما وسط ضحكاتهما العالية ..
وكان النصيب الأكبر لسليم في الثلج
((بعد وقت ))
سليم باستسلام:
ــ خلاص أنتي كسبتي.
ماسة بمزاح:
ــ أيوة ارفع الراية.
سليم بضحك:
ــ رفعت ..
اقترب منها بنظرات عاشقة وأحاط خصرها بذراعيه وهو يقرب وجهه من وجهها:
ــ أنتى شقية وجننتيني بشقاوتك.
دقق نظره داخل عينيها وقبلها قبلة عميقة بحب.... بعد ثواني ابتعدا عن بعضها
ماسة وهى تنظر من حولها:
ــ كراميل عايزة اتزحلق زي دول.
سليم؛
ــ مش هينفع عشان مابتعرفيش.
ماسة برجاء:
ــ علمني.
سليم:
ــ حاضر.
ماسة بطفولة:
ــ ونعمل رجل الثلج ونجيب جزره ونحطها في مناخيره زى الفيلم اللي شفناه سوا.
سليم وهو يقرصها من أنفها بمداعبة:
ــ هعملك كل اللي أنتي عايزاه (قبلها من خدها بدلع)
أثناء ذلك رن هاتفه .. أخرجه من جيبه كانت فريدة...
سليم:
ــ دي فريدة .. الو عاملة ايه؟ في روسيا .. آه
(نظر لماسة) بتسلم عليكي.
ماسة:
ــ سلملي عليها.
سليم يبدو أنه لم يسمع جيدا:
ــ فريدة بتقولي ايه ؟؟ ايه ؟ الو الو ...
تحرك سليم وابتعد بخطواته قليلا وقد أعطى ظهره لماسة..
اثناء توقف ماسة بانتظار سليم، أخذت تشاهد المارة من حولها يتزلجون بابتسامة جميلة
..
وقع أحدهم بالقرب منها .. هرولت إليه ببراءة وقامت بمساعدته للوقوف
وحدث ذلك أثناء استدارة سليم ومشاهدته لما حدث وهي تمسك يد الشاب وتساعده في الوقوف.
ماسة وهي تمسك يده باهتمام:
ــ أنت كويس ... (بصوت داخلي تحدثت.) سليم قالي بتتقال بالانجليزي ايه ؟( تذكرت ) ااه
( قالت بالانجليزية ) you are fine ..
(هل أنت بخير)
الشاب بالعربية:
ــ اي شكراً جداً.
ماسة بتلقائية:
ــ على ايه.. لحظة هو أنت عربي.
الشاب بأدب:
ــ اي فلسطيني.
ماسة:
ــ أهلا.
الشاب:
ــ مصرية؟
ماسة:
ــ آه.
الشاب:
ــ أهلين فيكي، شكراً مرة تانية.
ماسة ببراءة:
ــ مافيش حاجة خد بالك من نفسك لحسن رجلك المرة الجاية تتكسر بعد الشر.
الشاب بابتسامة مد يده ليصافحها.
ـ تمام شكراً.
صافحته ماسة بلطف:
ــ عفواً سلمتك مرة تانية.
رحل الشاب وماسة تنظر لآثاره ببراءة.. اقترب منها سليم والدم يغلي في عروقه من الغيرة .. فا نار الغيرة أكلت قلبه عندما شاهدها تتحدث مع شاب وتضحك له .. وأيضا لمس يدها.
سليم بجمود:
ــ تحبي تاخدي رقمه عشان تطمني عليه؟؟
التفتت له ماسة بخضة:
ــ سليم خضتني، رقم مين ؟
سلبم بجمود وشدة بنبرة رجولية حادة:
ــ قدامي.
ماسة بعدم فهم وبراءة:
ــ في ايه مالك فريدة قالت حاجة زعلتك ولا ايه ؟؟
سليم وهو يسحبها من كتفها بشدة:
ــ أنتي مابتفهميش قولت قدامي.
ماسة بخوف:
ــ حاضر.
تحركا نحو الفندق وكان سليم طوال الطريق صامتا، كان الغضب يخفي ملامحه وعيناه كأن اللهب يخرج منهما.. كانت ماسة لا تعي شيئا مما يحدث لكنها كانت متوترة بشدة وخائفة من ملامح سليم المستوحشة التى تراها لأول مرة منذ زواجهما، وظلا هكذا حتى وصلا غرفتهما بالفندق.
فور وصولهم ......