رواية الماسة المكسورة
الفصل الرابع 4
بقلم ليله عادل
[بعنوان، أحضان]
قاطعها مصطفى مستهزئا:
ـ أمال ايه، هتطلعي شمال زى ما ماما قالت، وأنا إللي انخدعت فيكي !
حور باستغراب مصحوب ببراءة وتلعثم:
ـ ش ش شمال !!!! يعني إيه شمال؟؟؟
مصطفى بشدة وعنف:
ـ اخلصي أنا مش جاي أفهم هنا.
حور بخوف بتوتر شديد:
ـ حاضر حاضر، أنا مهربتش من جوز أمي، بس هربت من جوزي!
مصطفى بصدمة واتساع عينيه وهو يتك على الكلمة:
ـ جوزك، إنتي متجوزة ؟
حور وهي تمسح دموعها التى أغرقت وجنتيها و بوتيرة متحشرجة:
ـ ااه متجوزة، بس متجوزة وحش مش بني آدم.
مصطفى:
ـ هو اللي عمل فيكي كدة يوم ما قابلتك؟.
حور بقهر وهي تهز رأسها بنعم:
ـ أممم، مكنتش محاولة اغتصاب، كانت علقة، علقة موت.
مصطفى بتسأل مصحوب بتعجب:
ـ وإيه السبب ؟؟.
شعرت حور بتعب فلم تعد تستطيع الوقوف على قدميها أثر توترها الشديد وخوفها منه.
حور بتعب:
ـ ممكن نقعد وهحكيلك كل حاجة.
رمقها مصطفى بعدم تصديق:
ـ عايزة تهربي تاني.
حور بانكسار وقهر:
ـ هاهرب ليه، ما أنت عرفت كل حاجة خلاص.
نظر مصطفى لها و لملامحها بتدقيق، فشعر بصدق حديثها قليلا، برغم كذبها عليه وهروبها المتكرر، لكنه يشعر أن هناك شيء كبير تخافه هذه الفتاة، مما يجعلها تقوم بهذه الأفعال، شعر بالشفقة نحوها وقال.
مصطفى بتهديد مصحوب بتحذير:
ـ فيه كافيه قريب من هنا، بس لو حاولتي تعملي أي حركة متلوميش إلا نفسك.
نظرت له حور بانكسار وقلة حيلة دون تحدث.
وبالفعل بدءا بالتحرك وتوجها إلى الكافيه
بقلمي ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)
_ أحد الكافيهات البسيطة التاسعة مساءً
_ نشاهد حور و مصطفى يجلسان مقابل بعضهما على إحدى الطاولات.
كان مصطفى يركز عينيه عليها بقوة وشراسة كغير عادته الحنونة... عاد بظهره للخلف وبانتباه شديد.
مصطفى بجمود وتركيز:
ـ اتفضلي أنا سامعك.
حور بضعف وتوتر:
ـ عايز تعرف إيه.
مصطفى بحدة:
ـ كل حاجة، القصة كلها، وليه كدبتي عليا.
ابتلعت حور ريقها بتوتر ونظرت له فهي تأكدت أنها لن تتخلص منه إلا عندما تروي له الحقيقة، فربما إذا روتها يبتعد عنها ويتركها تذهب، فأخذت قرارها بأن تتحدث ...
لكن كان يبدو على ملامحها التوتر الشديد و رعشة في أطرافها، احتست القليل من كوب الماء الموضوع أمامها، لكي تحاول أن تهدئ توترها ولو قليل، ابتعلت ريقها ثم بدأت بالتحدث.
حور بتوتر وتلعثم خفيف مصحوب بتوضيح:
ـ أنا مكنش قصدي أكدب عليك، أنا معرفكش كويس وخوفت، كل الحكاية إني خوفت لو عرفت الحقيقة ترفض تساعدني.
مصطفى باستغراب وهو يعقد حاجبيه
ـ أرفض أساعدك ليه ؟؟
حور بتوتر شديد وتقطيع في الحديث بعين زائغة في الأركان أعادت شعرها خلف أذنها وقالت.
حور بارتباك وهى تحك في أنفها:
ـ أصل، جوزي يعني أحم، ظابط، ظابط أمن دولة، بس ظابط مفتري مريض( بدأت تهبط دموعها ) على طول بيضربني ويهيني، مكنتش أول مرة يضربني بالشكل ده، بس المرة دي حاول يقتلني.
اعتدل مصطفى من جلسته و بصدمة وهو يتك على ع الكلمة:
ـ يقتلك !!
حور بتأكيد:
ـ آه خنقني.
.. ازاحت جزء بسيط من ياقة البلوزة لكي تظهر عنقها، ومررت أصابع يدها على كدمات، نظر مصطفى بعينه لرقبتها حيث علامة الاختناق، فمازال أثارها متواجد على رقبتها، أكملت حور حديثها بوجع وحزن على حالها.
حور بقهر و وجع:
ـ يومها اتخانقنا كالعادة، وضربني بس المرة دي، كانت مختلفة ، كان وحش، مش بني آدم ، فضل يضربني بالحزام، وخنقني، محستش بنفسي غير وأنا بأديله ع دماغه بالفازة وجريت، حتى مكنتش مركزة إني باللانجيري.
مصطفى بتساؤل:
ـ وأهلك فين من كل ده و ليه مرجعتلهمش؟
حور بدموع و وجع:
ـ موجودين بس غلابة مافيش في أيديهم أي حاجة، حاولوا كتير يطلقوني منه، وهو كان بيرفض، لدرجة أنه لفق لأخويا قضية إرهاب وبابا مخدارت، إنسان ظالم بشع بيتحامى في بدلته وسلطته، عشان كدة مينفعش أرجع لأنهم هيرجعوني له تاني.
مصطفى باستغراب:
ـ ويرجعوكي ليه.
حور بحدة خفيفة:
ـ بقولك غلابة محدش قادر عليه وأنا بخاف عليهم، هو بيبتزني بيهم.
مصطفى بتساؤل:
ـ طب أنتي مش خايفة يتقبض عليكي.
حور بتعجب:
ـ يتقبض عليا !!!
مصطفى:
ـ اممم مش يمكن مات أو ضربتك أدت لنزيف داخلي أو مشكلة كبيرة ؟
حور بتفسير:
ـ لا هو مماتش محصلوش أي حاجة، كان عايش يدوب توازنه اختل، وأكيد دلوقت بيدور عليا.
( بتودد) مصطفى أنا مش بالصورة الوحشة اللي أنت شايفني بيها، أنا لما هربت من بيتك، هربت لأني خوفت عليك، أنت متعرفش هو ممكن يعمل ايه لو عرف إنك ساعدتني، ده مجرم، والله هروبي كان خوف عليكم، وعلى نفسي، مراتك مش هتبطل تعمل مشاكل بسبب وجودي، وطبعا حقها تغير عليك، وأنا مش عايزه أقعد في مكان فيه مشاكل وكلام كتير.
مصطفى بتسال بجدية وهو يحرك أصابع يده: تفتكري المفروض إني أصدقك بعد كذبك عليا وهروبك أكتر من مرة ؟
حور بهدوء مصحوب بعقلانية:
ـ ماليش أي مصلحة للكذب، وكذبتي الأولى كانت خوف، والله خوف، أنا أول مرة أتحط في موقف زي ده.
مصطفى بتردد:
ـ أنا عايز اصدقك، بس مش عارف.
حور بضعف وحزن ودموع وصوت متحشرج:
ـ حقك تخاف مني، بس حط نفسك مكاني لو دقيقة واحدة، أنت مرعوب وبتجري في صحرا، في عز الليل مالكش مكان، وأنت مش عارف أنت الجاني ولا المجني عليه. !! لسة ضحية ولا خلاص بقيت مجرم ؟ هربان من سجن كبير ، وبتقابل شخص لأول مرة، كنت هتعمل ايه ؟ حقيقي أنا مكنتش عارفة، أعمل ايه. ؟ قول لى كدة لو يومها قولتلك، إني هربانة من جوزي، لأنه بيضربنى وكان هيموتني، وأنا ضربته على دماغه وجريت، ومعرفش هو عايش ولا ميت، وإن جوزي ظابط و مش أي ظابط ده أمن دولة، كنت هتساعدني ؟؟؟
أجابها مصطفى مسرعاً بتأكيد وهو يهز رأسه:
ـ كنت هساعدك.
حور بعدم تصدق:
ـ يستحيل.
مصطفى بتأكيد:
ـ أقسملك إني كنت هساعدك وهوديك للمكان إللي تحبيه، يمكن كمان كان تعاطفي معاكي هيزيد، عموماً أنا تفهمت كدبك وخوفك وهسامحك، بس لو في حاجة تاني من المفروض إنك تقوليها، قوليها دلوقت.
حور وهي تهز رأسها بنفي:
ـ لا مافيش.
مصطفى بتنبيه وهو يشاور بأيده:
ـ حور أنا مابحبش الكدب ولا بسامح فيه.
حور بلطف: صدقني مافيش حاجة تانية ممكن أقولها، لو عايز تعرف حاجة اسأل وأنا هجاوبك .
مصطفى:
ـ عندك أولاد.
حور:
لا.
مصطفى:
ـ اسمك حور.
حور تبتلع ريقها: ااه حور.
مصطفى:
ـ مافيش حاجة من اللي قولتيها ناقصة أو فيها كذبة جديدة.
حور بضيق:
ـ لا.
مصطفى بابتسامة لطيفة:
ـ وأنا مصدقك يا حور.
حور بابتسامة:
ـ شكراً ليك خلاص أديك عرفت كل حاجة، ممكن تسبنى أكمل شغل عند عم ماهر.
مصطفى بتساؤل:
ـ هتفضلي طول عمرك هربانة، وأهلك مفكرتيش فيهم واللي ممكن يحصلهم.
حور بقهر:
ـ هموت عليهم، خصوصا ماما، بس أعمل ايه !! هما مش هيقدرو يحموني ولا حتى يحمو نفسهم، بس أنا متأكدة أنه مش هيقدر يأذيهم طول ما أنا هربانة.
مصطفى باستغراب:
ـ ليه الثقة دي.
حور بتوضيح:
ـ لأن ببساطة مش هيلاقي اللي يلوي دراعي بيه، سبق وقولتلك إنه بيبتزني بيهم و لو عملهم حاجة وقتها هيبقى خسرني للأبد، لأنه ببساطة مش هيلاقي اللي يساومني عليه تاني.
مصطفى:
ـ هو أسمه ايه.
حور:
ـ مين!
مصطفى:
ـ جوزك ؟
حور بتعجب:
ـ ليه!؟
مصطفى بفضول:
ـ عايز أعرف.
حور بانزعاج مبطن مصحوب بتوتر:
ـ أرجوك كفاية، مش هتستفيد حاجة، كل اللي محتاج تعرفه عرفته.
كأن مصطفى لم يسمعها وبتصميم وحسم:
ـ اسمه إيه.
تنهدت حور باختناق من أسئلته وتعمقه في التفاصيل التى يبدو أنها لا تريد ان يعرفها ... لكن لماذا؟
صمتت حور قليلا يبدو أنها تفكر بشيء ما ثم
أجابت حور بتوتر:
ـ اسماعيل، الرائد اسماعيل صلاح الدين، ممكن أمشي بقى.
مصطفى باستغراب:
ـ مستعجلة على المشي ليه، مش عايزة تقعدي معايا !! .
حور برفض:
ـ لا والله مش كدة ...
صمتت قليلاً ثم نظرت له بتوتر مصحوب بترقب:
ـ هو أنت مصدقني بجد؟.
مصطفى تبسم بلطف:
ـ مصدقك.. تنهد.. الكلام خدنا مطلبتلكيش حاجة ،تشربي إيه؟ ولا أنتي شكلك ماكلتيش.
حور:
ـ مالهاش لازمة خليني أمشي.
مصطفى:
ـاقعدي، إحنا لسه هنكمل كلامنا، ها تشربي إيه ولا تاكلي.
حور:
ـ لا مش جعانة، ممكن عصير.
رفع مصطفى ايده للجرسون وعندما جاء أعطاه الطلبات ورحل.
مصطفى بتساؤل:
ـ أنتي بتاخدي كام عند ماهر.
حور:
ـ ٣٠ جنيه في اليوم من الساعة ٨ الصبح ل٨ بالليل وأوقات للساعة ١٠.
مصطفى بتعجب:
ـ ٣٠ جنيه بس!!!!
حور:
ااه.
مصطفى،:
ـ مين أصلا اللي جبلك الشغل عنده.
حور بتوضيح:
ـ الشيخ صالح، بعد مامشيت من عندك مكنتش عارفة أروح فين ؟ رجعت المحطة تاني اكتشفت أن المسافة قريبة.
مصطفى:
ـ مش اوي نص ساعة.
حور بقهر:
ـ بالنسبة ليا مسافة قريبة .. المهم نمت في العربية بس وانا نايمة سمعت صوت رجلين انتفضت كان شاب مظهره سوقي جدا لما جيت اتحرك من غير ملفت اى نظر خبط في حاجة ووقتها !!
نظر لها مصطفى باتسأع عينه وعدل من جلسته بقلق قاطعتها:
ـ عملك حاجة ؟
حور بعين اغرورقت بدموع هزت راسها بنفي:
ـ لا ربنا سترها لما تهجم عليا ضربته بحديدة وجريت.
مصطفى:
ـ مات ؟
حور وهي تهز راسها بنفي:
ـ لا حطيت ايدى على نبضه كان عايش الضربة خلته بس يغمي عليه.
مسح مصطفى وجهه بكفه يده بضيق يحاول أن يكبح غضبه منها فهى وقعت نفسها في مصيبة بسبب هروبها من عنده.
رمقها بضجر وقال بنبرة حادة:
ـ شفتي تهورك وصلك لأيه !! كان ممكن تكوني قتلة، مش عارف اقولك أيه الصراحة؟ مش عارف، ازاى بنت تنام في مكان زى ده ؟ بعدين أنتى مش قولتى خفتى تكرريها في ٣ ايام قبل ماأقبلك،أيه رجعك.
حور بتفسر:
ـ معرفش المطر كان شديد قولت أقعد شوية فيه النوم غلبنى لأنى مشيت كتير.
مصطفى بضجر من أمرها:
ـ كملي كملي انتى شكلك وقعتي نفسك في مصائب في الكم أسبوع دول.
حور بتوضيح:
ـ فضلت أدور على شغل كتير محدش كان عايز يشغلني من غير صورة بطاقة، و إللي كان بيقبل نظراتهم بتبقى وحشة !! أو الاقي اللى يقول مابشغلش بنات،. السوق نايم عشان الشتا تعالى في الصيف هتلاقي كتير، وفضلت على كدة، لحد ملقتنى برجع تاني قريب من بيتك، كان الجو بدأ يضلم لقيت الجامع اللي على الطريق دخلت صليت وقعدت فيه و من التعب والجوع نمت لتانى يوم، الصبح لقيت بنوتة منتقبة بتصحينى أبرار بنت الشيخ صالح سألتني أنتي مين و.....
قاطعها مصطفى بسخرية:
ـ طبعاً كدبتي عليها.
حور بتوضيح:
ـ مكنش ينفع أحكيلها أي حاجة من الحقيقة، قولتلها إني من الأرياف وبأدور ع شغل وإسمى دينا، لأني مش عايزة حد يعرف اسمي عشان خايفة من إسماعيل، المهم أبرار حكت حكايتي للشيخ صالح وهو اللي جابلي الشغل، أنا بيت عنده يومين، بس هو قال لي ، مش هينفع، أقعد على طول، عشان عنده شباب... هو وصى ماهر عليا، ربنا يباركله، ع طول بيسأل عليا، وجابلي مرتبة ومخدة وبطانية وبيبعتلى أكل ولبس حتى بيدورلي ع اوضة أقعد فيها.
مصطفى:
ـ وقولتيلهم إيه على البطاقة والأوراق.
حور ببساطة: قلت لهم ان في ناس اتهجمت عليا عشان عايزين يسرقوا السلسلة والخاتم وقتها لما حاولت أدافع عن نفسي وجريت نسيت الشنطة وكان فيها الفلوس والبطاقة لأن كان كل اللي في دماغي وهمي وقتها اني أبعد عن المكان ده لحسن يعملوا فيا حاجة.
مصطفى باستغراب من أمرها مصحوب بانبهار بذكاءها مصحوب باستخفاف:
ـ أنتي ذكية أوي يا حور ولا دينا !!
حور بتوضيح:
ـ مضطرة أكون كدة، عشان أقدر أعيش وسط المجتمع اللي أول مرة أخرج له لوحدي .
مصطفى:
ـ عموما أنا لسة عند وعدي والشقة لسة موجودة، سيبك بقى من الشغل عند ماهر، دي قهوه بلدي، مينفعش بنت تشتغل فيها، و٣٠ جنيه دول ميجبوش فطار دلوقت.
حور باستغراب:
ـ أنت ليه مهتم تساعدني كدة.
نظر مصطفى لها وهو يهز رأسه، وقلب شفته السفلية بوتيرة هادئة لطيفة مصحوبة بعدم معرفة ...
فهو لا يعرف لماذا يساعدها؟ وما هذا الإحساس الذي بداخله لها، الذي يدفعه لمساعدتها .
مصطفى باستغراب من أمره:
ـ مش عارف في حاجة كدة جوايا بتشدني ليكي، هي ايه !! مش عارف، وزادت أكتر بعد ماحكتيلي قصتك الحقيقية، حسيت إن واجبي وإنسانيتي تحتم عليا، إني أساعدك مش عارف ليه
حور برجاء مصحوب بتأثر:
ـ بلاش يا مصطفى.
مصطفى بتساؤل:
ـ خايفة ؟؟؟.
حور:
ـ عليك مش على نفسي.
مصطفى بطمأنينة:
ـ ماتخافيش.
حور بتساؤل:
ـ ومراتك ؟
مصطفى باستغراب:
ـ مراتي، لا ندى مش مراتي دي طليقتي.
حور بستغراب:
ـ ازاي يعني.
مصطفى تنهد بتعب:
ـ موضوع كبير... المهم موافقة .
حور بتردد مصحوب بخوف:
ـ مش عارفة، بقولك خليني هنا، هاعوز شقة في إيه ؟ ولا مرتب كبير في إيه؟ أنا كل اللي محتاجاه مكان صغير اتحامى فيه وشوية فكة يأكلوني عيش حاف، أنا كنت عارفة إن ماهر، بيستغلني ويضحك عليا، وأنه حط موضوع عدم وجود أوراق وبطاقه معايا في الحسبان، فكان لازم أوافق، احسن من نومة الشارع اللي بهدلتني.
مصطفى بتوضيح بعقلانية:
ـ بس نسيتى إن اللي هيصبر ويصدق يوم، شهر، اتنين، مش هيصدق أكتر من كدة، و إنك تسمعي الكلام وتطاطي بسرعة، بردو هيخلوه يشك، فالأفضل تيجي معايا.
حور بتسال:
ـ بس الكل عرفني، وأنا قريبة من بيتك.
مصطفى:
فيه فكرة في دماغي بس محتاجة تتظبط، عموما أنتي مش هينفع تظهري بوشك تاني، بصى أنتي ترجعي القهوة النهاردة، وأنا هاكلم أمي وجوز خالتي، بعدين هكلمك عشان أفهمك هنعمل إيه ...
نظر لها بشك مصحوب بتساؤل:
ـ هتهربي ؟!!
حور تهز رأسها بنفي بابتسامة:
ـ مش هأهرب.
مصطفى بابتسامة:
ـ وأنا مصدقك.
💕______💞بقلمي ليلة عادل 💞______💕
_ المقهى الحادية عشرة مساء
_ نشاهد حور تدخل المقهى وهي تحمل في يدها كيس طعام، كان المقهى فارغاً من الزبائن، وكان يجلس ماهر خلف مكتبه وهو يقوم بعد النقود، رفع عينيه على صوت حور وهي تقوم بالقاء التحية عليه.
حور بابتسامة:
ـ السلام عليكم يا عم ماهر.
ماهر:
ـ عليكم السلام ... اتأخرتي كدة ليه يا دينا.
حور بارتباك:
ـ أصلي قعدت شوية ع البحر.
ماهر وهو ينهض:
ـ طب يلا تعالي، اقفلي ورايا ( التفت لها ) صحيح كنت هنسى..
أحنى ظهره وجلب كيس من على الأرض ومد يده لها وهو يقول:
ـ امسكي يا دينا يابنتي.
حور وهى تاخذ منه الكيس باستغراب:
ـ إيه ده.
ماهر
ـ ابرار بنت الشيخ صالح سبتهولك.
وهو يتحرك متوجها لباب الخروج وحور خلفه.
ماهر:
ـ يلا اقفلي ورايا ودفي نفسك كويس يا بنتي الجو النهاردة برد، والله لو عندي مكان أحسن كنت جبتهولك.
حور بابتسامة شكر:
ـ كتر خيرك يا عم ماهر.
خرج ماهر وأغلقت حور الباب خلفه بالمفتاح،
كما نشاهد ماهر من الخارج وهو يغلق عليها الباب بالأقفال.
توجهت حور إلى المطبخ ثم قامت بتبديل ملابسها وتمددت على الفرشة التي ع الأرض، أخذت تفكر في حديث مصطفى معها، لا تعرف هل تذهب معه؟؟
أم تظل تعمل لدى ماهر، !! فهي لا تريد الكثير من النقود، كل ما تريده أن تختبئ من زوجها، لكن مصطفى كان محقا فإذا لم يسأل ماهر الآن عن أوراق إثبات الشخصية ، لكن سيأتي يوم ويسأل.
💞بقلمي ليلة عادل 💞
_ مجموعة الراوي القابضة للاستثمارات العاشرة صباحا
_ غرفة الاجتماعات
_ نشاهد سليم و والده وأشقاءه طه وصافيناز و رشدي، وبعض الموظفين يجلسون، وكان يقف أحد الأشخاص وهو يقوم بشرح شيء... بعد الإنتهاء.
عزت:
ـ طيب يا محي اعمل الميزانية واعرضها على رشدى ( وجه نظرته إلى رشدى ) المشروع ده هيبقى معاك أنت،. وأنتي يا صافي هتابعي مشروع أرض مرسى علم.
صافي بابتسامة وبخنافة في أنفها:
ـ'أوك boss.
طه:
ـ طب هتعمل ايه في موضوع أرض سينا.
رمق رشدي سليم بعينه فهو يشعر أن سليم شاردا في زوجته التى يعشقها فحاول الاستهزاء به.
رشدي بنبرة استهزاء خفيفة:
ـ' المفروض سليم كان هيخلص فيها، بس واضح تعب مراته خلاه سرحان على طول، وفي عالم تاني مش معانا كالعادة.
برغم شرود سليم وانشغاله بالتفكير بشيء ما !
يبدو أنه في غاية الأهمية، لكن بمجرد استماعه لكلمات رشدى قلب عينيه صوبه فجأة وركزها عليه،
وقال بهدوء قاتل لكن بنبرة رجولية حادة مليئة بالثقة تعكس قوة شخصيته وهدوءه الذي يخشاه الجميع .
سليم بقوة وعينيه معلقة على رشدي تحدق به:
ـ من ١١ دقيقة و 14 ثانية بالظبط، تم نقل عقود ملكية الأرض من أبو عبيدة لصالح مجموعة الراوي للاستثمار، وفي الدقيقة دي بيتعلق لافتة تحذيرية إن الأرض بقت ملك لعائلة الراوي، (بقوة و بتحذير) للمرة الألف بقولك شيلني أنا و مراتي من دماغك عشان هبدأ أزعل.
رشدي باستفزاز:
ـ هو أنا بأتجنى عليك، ما أنت في التوهان من أول الاجتماع وسرحان في البرنسيسة بتاعتك.
سليم وهو يوجه نظره لوالده بجدية:
ـ أنت هتفضل ساكت، والا أرد أنا بطريقتي.
نظر طه للموظفين الذينٓ مازالو يجلسون كي يخرجو من القاعة، وبالفعل بدأ الموظفين بالتحرك للخارج وفور خروج آخر موظف، وأغلق الباب خلفه.
حاول عزت تهدئة سليم وتدارك الموقف بسرعة فهو يعلم أن خلف ذلك الهدوء وجه شرس يجب الاحتراس منه.
عزت بهدوء:
ـ سليم اهدى رشدي مايقصدش.
سليم بتحذير و بقوة وهو يرفع أصابع يده لكن نبرة صوته هادئة وهو ينظر لرشدي:
ـ فضلك غلطة ، غلطة وحدة ، وبعدها محدش يعاتبني في أي رد فعل هاعمله ،وعشان كدة تأديب لقلة أدبك، أرض سينا هتتكتب باسمي.
صاحت به صافيناز برفض واعتراض:
ـ إيه هتاخد أرض تمنها ٥٠ مليون جنيه !!!!
نهض سليم ورمقها بعينه بعدم اكتراث لها أو لهم ....
ثم مرر عينيه عليهم بنظرة تعكس قوة شخصيته وثقته الكبيرة في نفسه....غادر المكتب متوجها للخارج دون أن يتفوه بكلمة واحدة وبعد خروجه وغلق الباب خلفه.
رشدي بانزعاج وضيق:
ـ عجبكم اللي حصل ده.
طه بهدوء:
ـ أنتم اللي بتستفزوه.
عماد زوج صافي بعقلانية:
ـ غلط يا رشدي اللي أنت بتعمله مع سليم، أوعى تستهين بيه، هو مشغول على مراته، لكن عينيه علينا، خد بالك سليم زي الجمل بيخزن وفاهم ومراقب كل حاجة، وانت تحت الميكروسكوب من فترة.
رشدي بضيق:
ـ مطلوب مني إني أخاف ولا إيه؟
طه:
ـ لا بس احذر منه.
رشدى بلا مبالاة:
ـ معرفش أنتم بتخافو منه ليه؟ كان زمان، لكن دلوقتي سليم عامل زي الطير المكسور جناحه من وقت ما ست الحسن قلبت عليه.
عزت بقوة وعقلانية:
ـ رشدي أنا اللي بقولك ابعد عن طريق سليم، وبطل تعوم على عوم أمك، وتفضل تستفزه بكلامك، وتلسن عليه وعلى مراته،( وجه نظراته لصافيناز) صافي روحي هديه.
صافي:
ـ أوك.
نهضت وتوجهت للباب وخرجت
عزت بتحذير وقوة:
ـ أنا مش هتكلم في موضوع سليم تاني، والأرض دي ثمنها هيتخصم منك يا رشدي.
حاول رشدى التحدث ورفض الأمر لكن قاطعه عزت بقوة.
عزت بقوة:
ـ ولا كلمة انتهى أنت غلطت، و لازم تتحمل النتيجة.
بقلمي ليلةعادل (θ‿θ)❤️🌹
_ مكتب سليم
_ نشاهد سليم يجلس على المقعد الأمامي لمكتبه مع دراعه اليمين ويدعى مكي وهما يتحدثان وأثناء ذلك طرق الباب و دخلت صافيناز.
صافي:
ـ ها ممكن نتكلم ولا مقموص.
رفع سليم عينيه بجمود ثم وجه نظرته لمكي وقال: روح أنت وخلص الموضوع اللي قولتلك عليه
نهض مكي باحترام وابتسم لصافيناز وخرج... جلست صافيناز مكانه وهي تدقق النظر بعينيها لسليم تحاول كسبه و إرضاءه.
صافيناز بابتسامة تحاول مصالحته:
ـ متزعلش من رشدي، ميقصدش، أنت فعلاً كنت طول الاجتماع سرحان، مش معانا وبقالك فترة على كدة.
سليم بجمود بنبرة بها سخرية:
ـ عارفه لو وفرتم ربع، بس ربع، تركيزكم ده على الشغل، بدل ماتركزوه عليا وعلى مراتي، كان زمانا أغنى عائلة في العالم ، مش في الشرق الأوسط بس،
غيرت صافيناز الحديث بمكر:
ـ هي مراتك لسه تعبانة.
سليم:.
ـ لا الحمدلله أحسن وسافرت تغير جو.
صافيناز بتعجب:
ـ ومسافرتش معها ليه؟
سليم بتعجب:
ـ من أمتى الاهتمام ده؟
صافيناز باهتمام كاذب
ـ أنت أخونا واحنا بنحبك حتى لو رافضين مراتك خصوصا في الفترة الأخيرة.
رمقها سليم بعينه بابتسامة ساخرة فهو يعلم جيداً أنها تكره زوجته، وكل ما تحاول أن تفعله هو ارضاءه، من أجل الأرض ليس إلا، لكنه أذكى مما تتصور، حافظ على انفعالاته وبهدوء أجابها بمكر.
سليم باستهزاء مبطن:
ـ أكيد اخواتي، وأنا بحبكم جداً، برغم رفضكم لجوازي، بس ده يستحيل يغير أي شيء بنا.
صافيناز باستهزاء مبطن:
مش كدة
سليم مقلد لها:
ـ آه كدة، في حاجة تاني لأني لازم أمشي.
صافيناز:
ـ لا.. المهم متزعلش من رشدي.
نهض سليم وهو يرتدى نظارته الشمسية بثقة:
ـ ما أنا قولت، هي غلطة وبعدها محدش يحاسبني،
تحرك للخارج وهو يشاور بأطراف أصابعه قاءلا:
باي.
كانت تتابعه صافيناز بعينيها بضيق وغل
ــــــــــليلةعادل(◕ᴗ◕✿)ـــــــ🌹
_مدينة الاسكندرية
_منطقة محرم بيك
_منزل مصطفى الحادية عشر.
_غرفة نوم عائشة ونبيلة.
_ نشاهد نبيلة تجلس ع الفراش، وهى تقوم بتطبيق الملابس، وهي ترتدي جلبية منزلية.بعد دقائق يدخل مصطفى وهو يحمل بين يديه صينية عليها أكواب من الشاي و طبق من الكيك.
مصطفى بابتسامة جميلة وهو يقترب:
ـ صباح الفل والياسمين على أمي الحلوة.
رفعت نبيلة عينيها نحوه وتبسمت بحنان:
ـ حبيبي صباح العسل.
جلس مصطفي بجانبها بحب:
ـ عملتلك كوباية شاي بلبن إنما ايه تستاهل بوقك، اتفضلي.
تمد نبيلة يدها و تأخذها منه بابتسامة حنونة:
ـ تسلم ايدك يا حبيبي... ايه معندكش شغل النهاردة ؟؟
مصطفى:
ـ اممم.
بدأت تحتسي القليل ثم وضعت الكوب على الكومودينه وأكملت ما تقوم به ... كان مصطفى يرمقها بعينيه بترقب شديد ، فهو يود أن يحدثها عن حور لكنه متردد و متوجس من رد فعلها، انتبهت والدته من تلك النظرة وفهمت أنه يريد قول شيء، تبسمت له..
نبيلة باهتمام:
ـ شكل الموضوع كبير.
حك مصطفى على جبينه و تصنع عدم المعرفة : موضوع إيه !!! .
تبسمت نبيلة بلطف وهى تربت على خده بحنان الأم:
ـ قولي في إيه؟
مصطفى بارتباك خفيف:
ـ فاكرة حور.
تنهدت نبيلة بانزعاج:
ـ تاني يا مصطفى حور تاني.
مصطفى بتعاطف أمسك يدها:
ـ صدقيني يا أمي، البنت دي محتجانا، لو عرفتي قصتها، هتعرفي قد إيه هي بنت مسكينة ، وبنفسك هتساعديها.
نبيلة:
ـ طب ما أنا عرفتها وصعبت عليا وهي اللي مشيت لوحدها، وده إللي خلاني أشك فيها.
مصطفى وهو يهز رأسه بنفي مصحوب بأسف:
ـ لا، إللي سمعتيه مكنش قصتها الحقيقية، قابلتها امبارح بالصدفة وعرفت حقيقتها، طلعت بتشتغل في القهوة البلدي اللي في الحارة إللي جنبنا، بتاعت عم ماهر.
نبيلة بتعجب:
ـ أنا مش فاهمة أي حاجة يا مصطفى.
مصطفى بتفسير و بنبرة حزينة:
ـ هربانة من جوزها، لأنه بيضربها، أهلها مش عارفين يعملوا معاه حاجة، لأنه ظابط كبير و طلع هو إللي كان مبهدلها كدة يوم ما شفتها، وحاول كمان يقتلها و هي عرفت تهرب منه المرة دي.
نبيلة بعدم فهم:
ـ لا بالراحة كدة وفهمني.
مصطفى هز رأسه بإيجاب وبدأ يروي لها قصة حور كانت تستمع له نبيلة بحزن وتأثر شديد يبدو أنها تذكرت شيئا ما.. بعد انتهائه من الحديث.
نبيلة بحزن:
ـ أنا دلوقت فهمت سر تمسكك بمساعدتها، خلاص هاتها يابني.
مصطفى بسعادة:
ـ بجد.
نبيلة:
ـ أنا هكلم خالتك تيجي هي وجمال، بس أنا عايزة أقابل حور الأول وأتكلم معاها.
مصطفى:
ـ ماشي.
نبيلة بتساؤل:
ـ طب هنقعدها هنا بصفتها إيه ؟ لازم نفكر، احنا في منطقة شعبية والناس هتتكلم.
مصطفى:
ـ عندي فكرة في دماغي حلوة مش هتخلي أي حد يتكلم، ومش بس كدة، دي كمان مش هتخلي جوزها، يقدر يوصلها.
نبيلة بتعجب:
ـ ايه هي.
مصطفى بحماس:
ـ هقولك لما آجاي، هروح أتكلم مع حور وأقولها إنك وافقتي... نهض ..عن إذنك يا أمي.
تحرك وتوجه الى باب الغرفة مع مراقبة نبيلة لأثاره فور خروجه، أخذت نبيلة أنفاسها بتنهد و وجع يبدو أنها تذكرت شيئا جعلها تتألم...
نهضت وأمسكت طرحتها ووضعتها ع رأسها وتوجهت إلى الشرفة توقفت وهي تنظر إلى الشارع بحزن ودموع تغلغلت عينيها وفجأة.....
((فلاش باك))
نشاهد نبيلة وهي في عمر الشباب، يبدو أنها في منتصف العشرينات من عمرها، وهي تجلس على السفرة، لكن ننتبه أن الأثاث مختلف والشقة نفسها أيضاً، كان يجلس بجانبها رجل يبدو أنه في الثلاثينات من عمره، كانو على الطاولة يتناولون الطعام .
الرجل بغيظ وعنف:
ـ إيه القرف ده، الأكل مالح كدة ليه.
نبيلة بتوتر:
ـ معلش أنا آسفة مخدتش بالي
الرجل بنبرة عنيفة:
ـ يعني ايه مخدتيش بالك ..
وفجأة قام بقذف الأطباق عليها وهو يقول ..
ـ جتك القرف .
سار خطوتين لكنه توقف حينما استمع لحديث نبيلة.
نبيلة بقهر وعدم رضى:
ـ أنا مش عارفة أتكلم معاك بأنهي طريقة، نفسي تتعامل معايا زي البني آدمين.
عاد اليها وهو ينظر لها بعنف وغيظ قال بغضب : ـ تقصدي إني مش بني آدم، طب أنا هوريكي الحيوانات بيتعاملوا ازاي يا بهيمة .
وفجأة إنهال عليها بالضرب مع سيل من الشتائم مع الاستماع إلى صرخاتها.
كل هذا المشهد الصعب كان يشاهده ثلاث أطفال في أعمار مختلفة ولدين وبنت يقفون عند باب الغرفة يشاهدون مايحدث ببكاء وخوف،
وبعد وقت خرج الرجل من باب الشقة، اقترب منها أحد أبناءها وهو مصطفى بعمر صغير وهي تبكي. وأخذ يربت ع كتفها بحنان.
الطفل بحنان:
ـ متزعليش يا ماما
اقترب الطفل الآخر بغيظ:
ـ أنا بكرهه عشان خلاكي تعيطي
نبيله تمسح دموعها بسرعة وباندفاع:
ـ لا يا إيهاب متكرهش بابا، بابا بيحبك.
إيهاب بكراهية:
ـ بس هو بيضربك.
نظرت له بحزن وحاولت الدفاع عن والدهم،
فهي لا تريد أن يكرهوه مهما حدث، تحاول أن تحافظ على صورته أمامهم بأقصى قدرة عندها
نبيلة:
ـ أنا غلطت فيه، وهو بيعاقبني، أوعى تكره بابا يا إيهاب.
وهنا يتضح أن هذا الرجل هو والد مصطفى يبدو أن هناك قصة مؤلمة عاشتها نبيلة وأبناءها معه في الماضي.
بااااك
عادت نبيلة من ذكرياتها المأساوية بدموع وقهر على مامرت به من ألم فهي عاشت تلك العلاقة المؤذية لها نفسيا و جسديا ، تلك العلاقة التي تدمر أي امرأة .
نبيلة بقهر:
ـ الله يسامحك يا عبد الحميد، الله يسامحك.
🌹♥️____بقلمي ليلة عادل____ ♥️🌹
المقهى الواحدة ظهرا
مظهر عام للمقهى من الخارج والداخل، مع الاستماع لصوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم في احدى أغانيها الرائعة وخلال ذلك نشاهد الزبائن يجلسون آخر انسجام وهم يحتسون الشاي، ويدخنون الشيشة ويلعبون الدومينة.
ثم نشاهد حور تقوم بتقديم الطلبات للزبائن بعد دقائق يدخل مصطفى ويجلس ع إحدى الطاولات ويبتسم لها، كانت تقف أمام إحدى الطاولات وتضع عليها الطلبات، تنتبه حور لتواجده و ابتسمت له، انتهت مما تقوم به ، وتحركت نحوه، وتوقفت أمام الطاولة.
حور:
ـ احم أجبلك ايه.
مصطفى بابتسامة و بصوت منخفض:
ـ ماما وافقت.
حور بسعادة:
ـ حقيقي الحمدلله.
مصطفى:
ـ احنا مش هينفع نتكلم هنا، حاولي تخرجي عشان نقدر نتكلم براحتنا، مش عايزين نلفت الأنظار لينا.
حور:
ـ طب خمس دقائق وهخرج نتقابل على أول الشارع على البحر.
مصطفى:
ـ ماشي، هاتيلي بقى بيبسي عشان محدش يشك في حاجة.
حور:
ـ حاضر ، بصوت عالي قليلا .. حاجة تانية يا فندم
مصطفى بابتسامة لطيفة:
ـ شكراً
((بعد وقت ))
_على الإتجاه الآخر ع كورنيش الاسكندرية.
_ نشاهد حور تجلس على سور الكورنيش وهي متوترة، بعد دقائق يقترب منها مصطفى.
مصطفى باعتذار:
ـ آسف على التأخير، بس كان لازم أقعد شوية، عشان مانلفتش الإنتباه، زى ماقولتلك.
حور:
ـ مافيش مشكلة
جلس مصطفي بجانبها لكن بمسافة معقولة
نظر لها بابتسامة عريضة ونبرة بها حماس:
ـ ماما رحبت أوي إنك تأجري الشقة اللي فوقينا وإن شاءالله الموضوع مش هيطول وممكن تقعدي معانا الفترة دي.
حور:
ـ طب ما أكمل عند عمو ماهر، لحد ما أجر الشقة.
مصطفى بتوضيح:
ـ مش هينفع، إنتي لازم تقعدي معانا، لأنك هتظهري للناس بصفتك بنت خالتي اللي رجعت من السعودية، وطبعا لأن خالتك عندها شباب و مينفعش بنت في سنك تقعد معانا، لأن ده ضد التقاليد والدين، فا خالتك هاتخدلك الشقة اللي فوقها، وكمان لازم نغير اسم دينا ده، وحور كمان، وهتلبسى نقاب لأن شكلك اتعرف في المنطقة.
حور بتردد:
ـ هي الفكرة حلوة، بس خايفة ، طب البطاقة هنعمل فيها ايه، مش الشقة دي يلزمها بطاقة
مصطفى بتوضيح:
ـ بصي هو إحنا مضطرين إنك تأجري الشقة باسمي، بس ده لفترة مؤقتة متقلقيش، لحد مانشوف حل لأوراق إثبات الشخصية.
نظرت حور له لثواني، بارتباك وخوف وهي تقضم أظافر أحد يدها، فهي مازالت خائفة، ليست منه بل من زوجها خشية أن يصل إليها .
حور بتوتر:
ـ مصطفى بلاش، خليني كدة، أنا خايفة يوصلي أصلك متعرفهوش، ده واصل أوي، وبيعرف يوصل للنملة لو متخبية في جحرها، أنا كل ما كنت بأهرب كان بيقدر يوصلي ويرجعني....
مصطفى بابتسامة لكي يحاول أن يزرع بداخلها الاطمئنان : حور ماتخفيش، أنا مرتب كل حاجة ، وإن شاءالله هتظبط الخطة،. ماتخفيش إنتي بس اعملى كل اللي هقول لك عليه.
حور بتساؤل:
ـ طب الشقة دي مش لازمها فلوس وعفش.
مصطفى:
ـ هي نص مفروش، بعدين هي تقريبا بحوالي ١٢٠ أو ١٥٠ ألف، والايجار ٥٠٠ جنيه في الشهر، وإن شاء الله هتكلم معه أنا وجوز خالتي، عشان يخفض شوية.
حور بحماس:
ـ نبيع الخاتم ، ده مش أقل من اتنين مليون جينه.
مصطفى:
ـ الخاتم ده صعب نبيعه ، لأنه ألماظ، ممكن يتعرف مكانك بسببه .
شردت حور قليلا وتذكرت شيئا ، عادت من شرودها .
حور بتأييد:
ـ أيوة مظبوط هو قالي أنه وان بيس( one piece )(قطعة وحدة) معمول ليا مخصوص، هو أصلا اللي مصممه، مافيش زيه في العالم
مصطفى:
ـ طب على كدة ده تهمة لازم تقلعيه.
حور:
ـ طب والحل... أكيد محتاجين فلوس كتير أنت بتتكلم على ١٥٠ ألف.
مصطفى:
ـ ياستي هتتحل
وأثناء ذلك وضعت حور يدها ع عنقها.
حور بحماس:
ـ ممكن نبيع السلسلة والحلق، أنا معرفش بكام بس غاليين أكيد.
مصطفى بمزاح:
ـ يادي السلسلة اللى من أول معرفتك.وأنتي بتفكري تخلصي منها الظاهر هتطلع مسروقة في الآخر... (ضحك بخفة )... سنوايت الهاربة الحاجات دي أمرها سهل خلينا نسيبها لبعدين.
حور بتساؤل:
ـ طب هقول لماهر و أبرار إيه.
مصطفى:
ـ قولي إن والدتك تعبت، و لازم تسافري بلدكم، وما تمشيش من عند ماهر غير وأنتي واخدة ٥٠ جنيه ع الأقل، عشان حق الموصلات، لو عرض عليكى فلوس خديها، لازم تمشى بشكل يخليهم مايشكوش في حاجة.
حور بتطمين:
ـ متقلقش عليا.
ضحك مصطفي بخفة فهو يعلم أنها ماهرة في الكذب.. وقال:
ـ مش خايف عليكي، دلوقت لازم تيجي عندنا تتكلمي مع ماما.
حور بقلق:
ـ في حاجة.
مصطفى:
ـ متقلقيش بس من حقها تتكلم معاكي
وتتعرف على واحدة هتدخل بيتها.
حور هزت رأسها بنعم:
ـ حاضر.
❤️_____🌹بقلمي ليلة عادل🌹______❤️
_منزل مصطفى الثالثة مساء
_ نشاهد مصطفى ومعه حور ونبيلة يجلسون في الصالة يشتركون بالأريكة، كان يبدو ع ملامح حور الارتباك وجهت نبيلة نظراتها لمصطفى.
نبيلة بنوع من الجدية:
ـ مصطفى سبني أنا وحور لوحدنا شوية.
مصطفى بإستغراب:
ـ فيه حاجة؟
نبيلة:
ـ محتاجة أتكلم معها، يلا روح عيادتك عشان ماتتأخرش.
مصطفى هز رأسه بتأييد حاضر،
توقف وهو ينظر لوالدته برجاء:
ـ هتكلمي خالتي ولا أكلمها أنا.
نبيلة:
ـ أنا هكلمها لما تيجي نشوف هنعمل ایه.
مصطفى:
ـ تمام، السلام عليكم.
كانت حور تنظر لآثاره بارتباك شديد وهي تفرك أصابع أحد كفيها بالآخر كانت تريد أن يبقى مصطفى معها ولا يتركها بمفردها...
كانت ترمقها نبيلة بعينيها من أعلى لأسفل حزينة على تلك الفتاة التي اقتحمت حياتهم فجأة، وخلفها الكثير من علامات الاستفهام وربما مصائب، لكن هناك شيء بداخلها يدفعها لمساعدتها، لا تعرف لماذا؟!
ربما لأنها ذكرتها بنفسها.
أخذت ترمقها بتمعن شديد ثم انتبهت لها نبيلة وشعرت أنها خائفة ومتوترة بشدة، وأن هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنها، اقتربت منها نبيلة قائلة:
نبيلة:
ـ طبعاً بتسألي نفسك ألف سؤال وسؤال، بتقولي الناس دول ليه طيبين كدة، وبيساعدوني، برغم إني مطلبتش المساعدة منهم، وياتري هما فعلاً كدة؟؟ والا ورا الوش ده في حاجة مستخبية.
حور تبتلع ريقها وتحاول تهدئ من توترها، رفعت عينيها ورأسها نحو نبيلة، وهي تهز رأسها بايجاب.
حور بتوتر خفيف ومصحوب باستغراب:
ـ مظبوط برغم إني شايفة قلوبكم الطيبة والوجوه اللي بتشعرني بالاطمئنان، إلا إن جوايا حاجة بتقولي صدقيهم وكملي، وأوعي تهربي، لكن عقلي يرد بسرعة ويقول لي مافيش حد طيب في الزمن ده، كلهم وشوش مزيفة، مجرد أقنعة، وتحتها وحوش مخيفة، ما تأخذنيش يا هانم، أصل كل إللي سقوني المر، كانو طيبين زيكم كدة، ووشوشهم زي الملايكة، وأنا صدقتهم ، وأول ماوثقت، وأمنت ليهم دفعت الثمن غالي، غالي بطريقة خيالك حتى ميصورهاش.
شعرت نبيلة أن خلف ذلك الحديث الكثير من الألم والاوجاع.
نبيلة:
ـ شكل القصة أكبر من شوية ضرب وشتيمة.
حور بقهر:
ـ أكبر بكتير، تقدري تقولي إني كنت في سجن.
نبيلة بوجع:
ـ أنا فاهمة ومقدرة، لأني عشت قصتك يمكن عشت أصعب منها.
نظرت لها حور بعدم فهم .
نبيلة بايجاب:
ـ هفهمك ..
بوتيرة كلها حزن وأنين وهي ترجع بذاكرتها للخلف:
ـ أنا كمان كنت بعاني من التعنيف الزوجي، اتجوزت صغيرة بنت ١٨ سنة، وعشت زى كل زوجة، وكنت راضية، بس هو كان مفتري ظالم جاحد، معندوش ضمير ولا يعرف معنى الرحمة، كان بيضربني وبيشتمني بأسوأ الألفاظ، إللي ممكن تتخيليها، قصاد أي حد، مابيهموش، ولو سألتي عن سبب ضربه والله مافي يابنتي، عارفة كان بيضربني على أتفه الأسباب، لو مثلا جه مرة من الشغل، ولقاني لسه حاطة الأكل على النار، يقوم ضربني علقة، لو سألته هتتأخر يضربني، لو قولت له العيال عايزين مصاريف يضربني، حتى الخيانة كان كل يوم مع وحدة لما اشتكي ولا أسأله ليه بتعمل كدة، يضربني ويشتمني ويبهدلني.
حور بتساؤل:
،ـ طب وأهلك فين ؟؟
ابتسمت نبيلة ابتسامة كلها حزن و وجع وانكسار وعينين تغلغلتها الدموع:
ـ أهي هي دي النقطة الفاصلة إللي بيني وبينك، أنا عرفت من مصطفى، إن أهلك وقفو جنبك، بس قليلين حيلة، بسبب مركز جوزك، لكن أنا أهلي للأسف زي معظم الأهالي، إللي بسببهم بناتهم بيدمروا نفسيا، كنت كل ما أروح اشتكيلهم عشان يقفوا جنبي ويبقوا في ظهري، كانوا يقولولي، أنتي إللي بتعصبيه و بتردي عليه، لما أقولهم بيخوني بيعرف ستات عليا، يقولو شوفي ايه إللي ناقص فيكي، عشان كدة بيخونك ويبص بره، لما كانو يتزنقوا، يقولوا بكرة يتغير ويعقل، اتحملي عشان عيالك، ومرت السنين، سنة تجر سنة على أمل أنه يهدى مافيش، صبرت ١٣ سنة، لحد ما خلاص فاض بيا، عيالي بدأوا يتعبوا نفسياً، ويفشلوا في دراستهم، بوست ع ايديهم عشان يقفوا معايا ويسبوني أطلق، لكن مافيش فايدة، فضلو على نفس الأسطوانة إياها، ارجعي معندناش بنات تطلق، عيالك كبرو، عيب، ما كلنا اضربنا، مافيش طلاق يعني مفيش، كأنها وصمه عار إني أبقى مطلقة، برغم إن ربنا حلل ده بس مجتمعك حرموه، يقولولك كلام الناس ونظرتهم إللي مابترحمش للمطلقة ،ده غير
طمع الرجالة فيكي، وبصتهم ليكي كإنك بقيتى متاحة ليهم وسهلة المنال، بس أنا وقتها كنت خلاص اتعصر كبدي وتنبش قلبي، مابقتش قادرة، هنتحر لو قعدت ثانية معه، فكرت لو عملت كدة ولادي هايتيتمو وأموت كافرة ،مكنش قصادي غير إني أثور، و فعلاً وقفت في وش الكل و اطلقت، بعد ماتنازلت عن كل حقوقي، سبت أهلي وعشت لوحدي لأنهم اتبرو مني، وربيت عيالي أحسن تربية، اشتغلت خدامة ومسحت سلالم ، سهرت الليل لحد ما بقوا كدة رجالة يتحاكى بيهم، مصطفى دكتور قد الدنيا، ايهاب حبيبي مهندس اتصالات، وعائشة دكتورة أسنان.
حور بابتسامة وتأثر:
ـ ربنا يخليهملك وتفرحي بيهم.
تمسح نبيلة دموعها بابتسامة:
ـ يارب يا حبيبتي، عشان كدة لما مصطفى حكالي حكايتك، شفت نفسي فيكي، حسيت بضعفك، وقلة حيلتك، برغم إني كنت رافضة مساعدة مصطفى ليكي، لكن دلوقت بعد ماعرفت حكايتك، حسيت إني لازم أقف معاكي، لأني كنت بأتمنى ألاقي حد يساعدني، أنا مش هنكر وقفة أختي و جوزها جنبي الله يباركلهم أصلها زيي اتجوزت اللي بتحبه غصب عن أبويا، وهو اتبرى منها، فأنا ياحبيبتى مش عايزاكي تخافي مننا ولا تحاولي تهربي تاني ، فكرة مصطفى كويسة والناس هتصدقها.
حور بتفسير:
ـ أنا هروبي ماكنش خوف منكم، كان خوف عليكم وعليا، بعد مشكلة أستاذة ندى خوفت يحصل مشاكل وأنا محتاجة أمشي جوا الحيط مش جنبه، صدقيني يا هانم هو ده السبب.
نبيلة وهى تربت ع شعرها وظهرها:
ـ مصدقاكي بس إيه كلمة هانم دي بطلوها يا حبيبتي من وقت ما قلعوا الطرابيش.
حور بارتباك :حاضر ألف شكر والله أنا مش عارفة أقول ايه على كرم الأخلاق ده.
نظرت لها نبيلة بحزن على حالها فهي تشعر أنها رأت الويلات مع ذلك الرجل ربتت على قدميها بحنان وابتسامة لتشعرها بالاطمئنان والدعم.
نبيلة بإيمان:
ـ ادعي ربنا دايما واعرفي أنه العدل والرحيم وأكيد ربنا هيخلصك منه ويجبلك حقك.
حور وهى ترفع عينيها لأعلى بدعاء و برجاء:
ـ يارب.
نبيلة بتساؤل:
ـ بس أنتي هتفضلي هربانه ع طول، ولا متجوزة ولا مطلقة ولا فكرتي في حل.
حور بقلة حيلة:
ـ معنديش حل، ولا فكرت ، لأنه استحالة يطلقني حاولت كتير وهو رافض، أنا مش فارق معايا غير إني أفضل بعيدة عن الكائن ده، وأطمن على أبويا وأمي واخواتي.
نبيلة:
ـ أخاف أقولك نخلي مصطفى يكلمهم يطمنهم، بس إنتي قولتي أنه ظابط أمن دولة، أكيد مراقبهم .
حور:
ـ طبعاً، متشغليش بالك يا هانم إن شاء الله هتتعدل، ( بابتسامة امتنان) حقيقي أنا بأشكرك على موقفك معايا وموافقتك على مجيتي هنا، ثقي إنك مش هتندمي.
نبيلة بابتسامة:
ـ برغم إن أول ماشفتك مرتحتلكيش بس دلوقتي حبيتك جداً... قلبي انفتحلك... بس بلاش هانم دي قولتلك شلنا الطرابيش من زمان
حور بابتسامة:
ـ تحبي أقولك إيه؟
نبيلة:
ـ أي حاجة خالتي طنط أي حاجة.
حور بطاعة:
ـ حاضر.
❤️_____بقلمي ليلة عادل ______♥️
_ القاهرة
_ فيلا سليم الراوي الثامنة مساءً
_ نشاهد فيلا فخمة من طابقين يختلط أثاثها بين العصرية والكلاسيكية فهي تخطف الأنظار دون إرادة من جمالها ورقيها .
ثم نصعد الى الطابق الثاني حيث غرفة النوم
_ غرفه النوم
_ نشاهد سليم يجلس على المقعد بجانب الفراش وهو يتطلع إليه بعيون اغرورقت بالدموع و وجع يعصف بكيانه يركز النظر نحو الفراش لكن لم يظهر لنا ما ينظر له ؟؟؟
بعد ثوانى تنهد ومد يده ولمس أو يمسك يد شخص ما ! لكنننا مازلنا لا نرى، فقط نشاهد ملامح سليم وانفعالاته ورد فعله فقط.
(زى مسلسلات وأفلام لما كاميرا تبقى جايبه ممثل بس وحركاته ومش جايبه أى حاجة تاني )
ارتسمت على شفتيه ابتسامة أنين وهو يتأمل بعينيه نحو الفراش ثم قال بنبرة متحشرجة تعكس مدى ألمه:
ـ وحشتيني أوي، مفتقدك بشكل صعب إني أقدر أوصفه، النهاردة حاولوا تاني يضايقوني، بس أنا برده مهتمتش، أنا وعدتك إني مش هاخد أي رد فعل !!! بس أنا مش قادر، أنا خايف اثور غصب عني، و ما أقدرش أكمل في الوعد
(بتوسل ممزوج بشجن) حليني منه أرجوكي، رشدي بيتفنن أنه يعصبني ويستفزني، برغم أنه عارف إني لو أخدت رد فعل، هفتك بيه، أما صافيناز زي ماهي، مش فارق معها غير الأسهم والفلوس .
تنهد بوجع ودموع تهبط على وجنتيه:
أنا مش عارف هفضل لحد امتى صامد ! أنا حاسس بالضياع، حاسس إني تايه وسط بحر كله عواصف وأمواج شديدة لحد ماقطعت نفسي، عدم وجودك جنبي خلاني ضعيف، مش قادر أركز ولا حتى قادر آخد قرار ... بس اللي عايزك تتأكدي منه، إني هفضل أحبك لحد آخر لحظة في عمري يا كل الحياة ..
اقترب من الفراش بابتسامة شوق وأحنى ظهره قليلاً و ما زال لا يظهر لنا سليم يتحدث مع من ؟ ولماذا هو حزين هكذا؟ هل التى يتحدث معه سليم على فراشه زوجته وهل مريضة لهذا الحد الكبير سنعرف؟
❤️________بقلمي ليلةعادل_________ ❤️
_ أحد الشقق السكنية الرابعة مساء
_ شقة على التراث الحديث تعكس المستوى المادي الثري الذي يعيش فيه سكانها.
_ ندخل الرسبشن تدريجياً، وهنا نشاهد صور (حور) المعلقة على الحائط والأركان في جميع أنحاء الشقة، ثم نشاهد إسماعيل يجلس على أحد المقاعد أمام بوستر كبير لحور، وهو يرمقه بعينيه في حزن شديد و وجع يعصف به و دموع تتغلغل عينيه، كان بين أصابع يده سيجارة، تتآكل لتركه لها بعض الوقت، بسبب شروده في صورتها، بعد دقائق حرقت النار أصابعه، مما جعله يستفيق، وضعها في الطفاية، و توقف وتقدم نحو البوستر بخطوات بطيئة، توقف أمامها وأخذ يركز عينيه في ملامحها ثم قال.
إسماعيل بوتيرة بها ضيق وغيظ:
ـ إنتي فين؟ روحتي فين واختفيتي؟؟ لازم ترجعي، و إلا هاتحرق، وتبقى نهايتي.
أثناء حديثه رن هاتفه رفعه على أذنه وهو مازال يحدق في البوستر بعينين حمراء لا ترمش تتغلغلها الدموع من كثرة البكاء.
إسماعيل بهدوء قاتل و بوتيرة بها شجن:
ـ وصلت لحاجة !!!!
فجأة اتسعت عيناه كأن هناك خبر مهم استمع له الآن، و جعل ذلك الوجه العابس ان يتبدل لصدمة ممزوجة بابتسامة .
**********************
_ في اسكندرية
المقهى الثالثة صباحا
_ مع ارتفاع أصوات المطر و إرتفاع الأمواج والظلام يعم المكان....
نقترب من مقهى عم ماهر نجد أربع سيارات جيب يقفون أمام المقهى، ويخرج منهم بعض الرجال مفتولي العضلات، ويحملون السلاح، ثم يهبط اسماعيل ويشير لأحد الرجال بفتح الباب...
وبالفعل بدأ بفتحه ...
************************
_ على الإتجاه الآخر داخل المقهى
المقهى
نشاهد حور في سبات عميق داخل المطبخ، على الأرض،
لكن يبدو أنها استمعت لصوت فتح الباب فتحت عينيها، باستغراب نهضت بسرعة و أخذت تتصنت للأصوات ، تأكدت أن هناك شخصاً ما يقوم بفتح الباب، تملك منها القلق والخوف ، قامت مسرعة وتناولت إحدى السكاكين و رفعتها بوضع الهجوم، وتوجهت الى الباب فور فتحه، حاولت الهجوم عليه، لكنها تجمدت حين شاهدته متوقفا أمامها... ووقعت السكين من بين كفيها.
إسماعيل بابتسامة و بوتيرة استهزاء:
ـ كنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي، كان غيرك أشطر .
اتسعت عيناها برعب وملأتها دموع القهر....