رواية الماسة المكسورة
الفصل الثامن 8
بقلم ليله عادل
[بعنوان ،شد وجذب]
القاهرة
_ عيادة الدكتور مصطفى الحادية عشرة مساء
_ ظل مصطفى يجلس مكانه وهو ينظر في ساعة يده، فيبدو أنه في إنتظار شخص ما، وبعد وقت .. طرق الباب، أبتسم مصطفى، ونهض وتوجه الى الباب وفتحه ...
وهنا يدخل سليم وعلى وجهه ابتسامة عريضة، تبادل معه مصطفى الابتسامة وهو يقول
مصطفى بابتسامة عريضة وهو يصافحه بمودة:
ــ سليم بيه، وأخيراً اتقابلنا.
سليم هو يصافحه بابتسامة بشوشة:
ــ أزيك يا دكتور.
مصطفى بترحيب:
ــ الحمد لله .. أشار بيده... اتفضل يا سليم بيه.
_ توجها الى غرفة المكتب
_ غرفة المكتب
_ جلس مصطفى على مقعد مكتبه وسليم على المقعد الأمامي
مصطفى:
ــ المفروض كنا اتقابلنا من فترة، لكن حضرتك مشغول ومسؤولياتك كتيرة.
سليم بتوضيح:
ــ ما أنت عارف أنا إللي بدير كل حاجة والفترة اللي فاتت كنت مضغوط والشغل كان كتير.
مصطفى باحترام:
ــ كان الله في العون، ها ايه أخبار صحتك ؟؟
سليم بضيق:
ــ لسه التعب بيجيلي، وكمان بيزيد الفترة دي.
مصطفى بمنطقية:
ـ أستاذ سليم أنا فهمتك إن تعبك ده، نفسي مش عضوي، مقدرش أديك أدوية ممكن تعمل نتيجة عكسية زى قرحة، الدوا إللي كتبته لحضرتك، هو أفضل حاجة لحالتك في الوقت الحالي، هو الدكتور فهمي مكتبلكش على أي أدوية ؟ و وصلت معه في العلاج لحد فين ؟! .
سليم وهو ينظر من حوله باستنكار يوضح عدم اهتمامه للأمر:
ـ للأسف مواعيدى مش مناسبة مع الجلسات، غير أنه رافض أي نوع من الأدوية وشغال معايا جلسات.
مصطفى بتعجب:
ــ حضرتك لازم تاخد بالك من صحتك أكتر من كدة، أنا مش عارف ليه حضرتك طلبت إننا نتقابل في الخفا؟ أنا دكتور أمراض باطنة يعني وجودك هنا شيء طبيعي .
نظر له سليم بتوضيح وجدية:
ــ ترددى عليك بشكل مستمر ممكن يكون في شبهة ليا، لأن شغلي مينفعش فيه أي مهترات، الأعداء كتير وبيتمنو يستغلو أي حاجة عليا حتى لو مرض، غير إني نازل الانتخابات مش عايز كلام أو شوشرة.
نظر له مصطفى بتعجب دون فهم وتصديق فلا يوجد داعي لما يفعل سليم لكنه لم يهتم كثيراً للأمر.
مصطفى بجدية:
ــ عموما كل اللي أقدر أعمله إني أغيرلك نوع الدوا ، لحاجة أقوى شوية وأتمنى إنك تداوم عل زيارة دكتور فهمي لأن هو ده علاجك المظبوط .
هز سليم رأسه بإيجاب ..
فتح مصطفى دفتر الروشتة. وقام بكتابة اسم الدواء ومد يده له وهو يقول.
مصطفى:
ــ كل ماتحس بوجع مش محتمل خد حبة واحدة بس.
أخذها سليم منه وهو يقول بإيجاب:
ــ تمام.
سليم وهو ينظر من حوله ثم عاد بنظرته لمصطفى بتساؤل مصحوب باستغراب:
ــ أنت ليه بتشتغل في المكان ده ؟؟ ده مش مقامك يا دكتور .
مصطفى بضيق وأسف:
ــ للأسف حصل مشكلة فى المركز بتاع دكتور رياض، ومشيت من المركز و كمان المستشفى كلها.
سليم بعملية:
ــ أنا داخل شراكة فى مستشفى خاص مستشفى شمس الحياة، أكيد حضرتك تعرفها !!! .
مصطفى:
ــ آه طبعا وعارف إن مش أي حد بيشتغل فيها، لازم واسطة، وإن 90% من العاملين فيها استشارين و أجانب.
سليم بثقة واضحة:
ــ أنت كمان هتشتغل فيها، أنت دكتور شاطر وممتاز، وأبقى هات صاحبك ده معاك محمد مظبوط.
مصطفى بتهذيب:
ــ آه محمد، شكرا جداً يا سليم بيه مش عارف أقولك ايه.
سليم بلطف:
ــ بلاش بيه أحنا تقريباً من سن بعض قولي سليم.
مصطفى بابتسامة لطيفة:
ــ أوكيه شكراً مرة تانية.
وضع سليم يده بجيب جاكيت البدلة، أخرج كارت ومد يده وهو يقول.
سليم باهتمام:
ــ بكرة تعال وصدقني مش هنختلف على المبلغ اللي هيكون كويس جداً وهيتناسب مع اسمك ومكانتك.
أخذه مصطفى منه هو يهز رأسه بإيجاب بابتسامة شكر .
❤️_____🌹 بقلمي ليلة عادل 🌹______❤️
_ سيارة سليم الثانية عشر صباحاً.
_ نشاهد سليم وهو يقود السيارة، بعد عودته من عند مصطفى، و هو يستمع لإحدى أغاني عمرو دياب ( أغلى الحابيب) وهو يدندنها ..
لسه سامع كل كلمة قالها ليا
لسه شايفه زي ما يكون بين ايديا
اه يا شوق خليك بقى حنين عليا
وريح لي قلبي اللي مشغول ع اللي غايب
أي حاجة تيجي من ريحة الحبايب
بتطمن قلبي اللى مشغول ع اللي غايب
كلمتين يتقالوا منه ولا عنه
يطمن قلبي اللي مشغول ع اللي غايب ......
دو عليه التأثر بها كثيرا... بعد دقائق وجه نظراته للمقعد المجاور له بوجع و عينين تملأها الدموع .....
وفجأة ظهرت ماسة بجانبه وهى ترتدي فستانا قصيرا في منتهى الشياكة والجمال وكانت فاتنة للغاية تليق أن تكون زوجة سليم الراوي ...
كانت تنظر له بابتسامة وعشق، نظر لها سليم باشتياق وشغف حتى شرد بها كأنها أمامه حقا ....
مما جعله كاد أن يصطدم بسيارة مقابلة أمامه، أفاق ع صوت كلاكس ونور السيارة القوي ...
فا أدار سليم الدركسون بقوة في الاتجاه الآخر، حتى توقف بجانب الطريق وهو يأخذ نفسه ويحاول تهدئة اضطرابه، ....
مسح وجهه وفجأة وجد أصابع يد تتحرك على وجهه، اتسعت عينه بارتباك وشغف ونظر باتجاه الأصابع .... كانت أصابع ماسة.
رمقته ماسة باهتمام ممزوج بحب دققت نظرها داخل بحور عينيه، و بعيون عاشقة وهي تمرر أصابع يدها علي خده تحدثت.
ماسة باهتمام:
ــ مش تاخد بالك من نفسك يا حبيبي.
رمقها سليم بعينين معلقة وتحدق بها ممزوجة بوجع وضعف.
سليم بحزن بصوت مبحوح:
ــ متعمليش كدة.
رفعت ماسة أحد حاجبيها وبتساؤل مصحوب باستغراب وبابتسامة رقيقة:
ــ معملش إيه !!
سليم بحب وعينيه معلقة عليها لا ترمش بوتيرة مليئة بالوجع والخذلان.
سليم بانكسار:
ــ الحاجات اللي بتمناها في الحقيقة ماتدهنيش في الخيال.
رمقته ماسة بابتسامة رقيقة حالمة عاشقة ممزوجة بتأكيد.
ماسة بتأكيد وهي ترفع أحد حاجبيها بنظرات أنثوية مغرية:
ــ أنا مش خيال، أنا حقيقة.
سليم برفض وانهزام:
ــ تؤ، أنتي خيال، خيالي.
ماسة وهي تدقق النظر داخل عينيه ... قالت بيقين و عشق:
أنا هثبتلك إني حقيقة.
_ اقتربت ماسة بوجهها منه بقوة، وكانت عيني سليم معلقة عليها بتحديق وعدم تصديق، ينظر لها باستسلام ممزوجا بعشق وشغف ...
فا بالرغم أنه يتخيل، لكن حتى في خياله يرفض ذلك بشدة !!
كانت تنظر له ماسة بنظرات أنثوية حارة مشتاقة، وهي تحتضن بكفها خده، اقتربت أكثر وأكثر، حتى كادت تتلامس شفتيهما وفجأة !!
_ استمع سليم صوت طرق على نافذة سيارته، وهنا يفتح سليم عينيه وهي مغرقة بالدموع، نظر باتجاه صوت الطرق كان رجلا.. فتح له النافذة.
الرجل باهتمام:
ــ أنت كويس يا بيه.
ابتلع سليم ريقه وتنهد وهو يهز رأسه بتأكيد:
ــ آه كويس.
الرجل:
ــ الحمد لله، أي خدمة يا بيه؟
سليم بتهذيب:
ــ شكراً شكراً.
رحل الرجل ومسح سليم وجهه وابتلع ريقه وتنفخ باختناق كأنه يريد أن يخرج كم الضغط والوجع من داخله ...
أخرج هاتفه من جيبه وقام بعمل اتصال.
سليم بنبرة متحشرجة مكتومة حزينة:
ــ اسماعيل وصلت لحاجة؟
بدأ الغضب يغطي ملامح وجهه، أخذ يجز على أسنانه التي كاد أن يفتك بها من شدة الجز عليها......
أغلق الهاتف و وضعه على المقعد المجاور له بغل وبدأت ترتفع أصوات أنفاسه، ثم أخذ يضرب بقوة على الدركسون وهو يصرخ بنبرة رجولية غليظه بدموع ويقول:
سليم بوجع يعصف به:
ـــ آآآاااااااااه
بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。
_ الإسكندرية .
_ في أحد المراكز الطبية .
_ صالة الإنتظار الثامنة صباحاً.
_ نشاهد ماسة تجلس على إحدى مقاعد الاستراحة، مع حركه المارة بجانبها وأمامها، كانت ترتدي نقابها و زيها الخليجي وبالرغم أن ما ترتديه لا يظهر سوى عينيها، لكن نظراتها وحركات عينيها التي تتحرك يمينا ويسارا بسرعة تعكس مدى توترها....
بعد قليل اقتربت منها إحدى الموظفات.
الموظفة:
ــ حضرتك أستاذة ليندا عابدين .
رفعت ماسة عينيها وتوقفت بتوتر خفيف:
ــ اااه ليندا.
الموظفة.
ــ دكتور مصطفى عايزك في اوضة المدير ... وهي تشاور بأيدها ... اتفضلي من هنا .
تحركت الموظفة وماسة خلفها التى كانت متوترة بشدة، حتى وصلا الى مكتب المدير ..
طرقت الباب و دخلت.. دخلت ماسة بخطوات بطيئة بتوتر وارتباك شديد، كان يساعدها في إخفاء ذلك النقاب الذى ترتديه لكن عينيها كانت تفضحها.
ماسة بارتباك مبطن:
ــ السلام عليكم.
نهض مصطفى مسرعاً وقال وهو يقترب منها.
مصطفي بتصنع:
ــ ليندا دكتور حمدي وافق إنك تتعيني هنا، لحد متجيبى أوراقك من السعودية ( غمز لها)
ماسة نظرت له بابتسامة هادئة:
ــ شكراً جداً يا فندم.
حمدي بجدية:
ــ لولا إني عارف الدكتور كويس مكنتش وافقت، لأن دي مسؤولية، أنتي هتبدأي من بكره معانا ، الشغل في الكافتيريا مش صعب.
ماسة باحترام:
ــ شكراً جداً.
حمدي:
ــ معنديش مشكلة مع النقاب بس لازم تلبسي اليونيفورم.
ماسة:
ــ مفهوم طبعاً.
حمدي:
ــ مصطفى أبقى خليها تعدي على الكافتيريا تاخد فكرة.
مصطفى:
ــ تمام يلا يا ليندا.
ماسة باحترام:
ــ عن إذنك.
_ خرجا وتوجها للخارج
وأثناء سيرهما في الممر تنهدت ماسة بتعب واختناق .
ماسة باختناق:
ــ أوووف، كنت مرعوبة.
مصطفى بعقلانية:
ــ أنا حسيت، عشان كدة محبتش أطول أكتر، توترك الزيادة ده مش صح، لأن ده أكتر شيء هيشكك الناس فيكي.
توقفت ماسة ونظرت له بضيق:
ــ المطلوب منى أعمل ايه.
مصطفى ببساطة:
ــ تبقي ليندا وبس.
ماسه بقلق ورفض:
ــ نفسي أشوفها سهلة زى ما أنت شايفها.
مصطفى بتوضيح:
ــ مع الوقت هتشوفيها كدة لأنه لازم تشوفيها كدة، خدى بالك دي لسة أول مرة ليكي تتعاملي مع المجتمع، فلازم تكوني هادية وتفكري أكتر من مرة قبل أي رد.
ماسة بتوتر:
ــ هو ده اللي موترني.
مصطفى بطمأنينة:
ــ أنتي ذكية، ومتأكد إنك هتنجحي، ومتقلقيش أنا جنبك ،(بلطف) تعالي بقى أعزمك على بيتزا العشق.
ماسة:
ــ طب متخليها حاجة تانية.
مصطفى رفع أحد حاجبيه وقال بحدة مازحاً:
ــ لالا، كدة أزعل، ما بتحبهاش ؟؟
ماسة وهى تهز رأسها:
ــ بحبها بس مش عايزة دلوقت.
مصطفى بمزاح:
ــ كدة شكلنا مش هنتفق كتير ، ده أنا اللي بحبه بس بعزمه ع بيتزا.
ماسة وهى تضحك:
ــ ههههه للدرجة دي بتحبها ؟؟
مصطفى بتوضيح يبرهن مدا عشقه:
ــ بحبها بعد حبي لأمي على طول.
تضحك ماسة بمرح عليه دون حديث
مصطفى بتساؤل:
ــ هتاكلي ؟؟
ماسة بتأييد وبضحكة جذابة تظهر من عينيها:
ــ بعد كل الحماس ده لازم أكلها .. يلا .
إحدى مطاعم البيتزا الواحدة ظهرا
نشاهد مصطفى وماسة يجلسان على إحدى الطاولات.
مصطفى بحماس:
ــ هتعجبك أوي اللي طلبتها.
ماسة:
هنشوف.
مصطفى بثقة وهو يضحك:
ــ هتشوفي، (باهتمام) عملتي ايه في الدرس مع ايهاب امبارح.
ماسة بسعادة:
ــ الحمد لله مستوايا بقى بيتحسن جداً.
مصطفى وهو يضحك:
ــ طيب الحمد لله أخويا طلع معلم شاطر.
ماسة بحماس وتأييد:
ــ جداً.
رمقته ماسة بعينيها يبدو أنها تريد أن تسأل عن شيء.... ابتلعت ريقها وقالت بتردد:
ــ هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟؟
مصطفى بلطف وابتسامة:
ــاتفضلي.
حور بفضول:
ــ كنت حابة أعرف إيه سبب مشكلة طلاقك؟؟ يعني ايه العملة اللي عملتها خلتك تحط نهاية وتقفل منها بالشكل ده ؟؟
مصطفى رفع حاجبيه:
ــ اممم شكلك فضولية ؟
ماسة وهى تهز رأسها بنفي:
ــ لا ، بس أنت بقيت عارف عني كل حاجة تقريباً، فاحبيت أنا كمان أعرف عنك كل حاجة، لكن لو مش عايز تقول مش مشكلة.
مصطفى وهو يهز رأسه بنفي بابتسامة لطيفة:
ــ لا عادي.
ماسة باهتمام وحماس:
ــ طيب أحكي لي يلا.
مصطفى بنبرة اختناق وضيق:
ــ أنا حكتلك أنها غيورة جداً، وبسبب غيرتها المريضة حصل مشكلة كبيرة في المستشفى وبسببها سبت شغلي بعد ما عملت اسم كبير.
حور بتعجب:
ــ ليه عملت ايه ؟؟
رمقها مصطفى بنظرة حزينة. منزعجة غاضبة تنهد باختناق و......
( فـلاش بــااااك قبل كم شهر )
_ إحدى المستشفيات الخاصة الكبيرة في القاهرة الرابعة مساء .
نشاهد مصطفى يخرج من غرفة بعد إنتهاءه من الكشف على احد المرضي وكان معه (هنا) إحدى طبيبات مرحلة الامتياز، والتي تكون أيضا أبنة مدير المشفى ....
وأثناء سيرهما في الممر الموصل لمكتب مصطفى أخذا يتحدثان .....
هنا باختناق وهي تسير بجانبه:
ــ بموضوع المرارة ده صعب أوي يا دكتور ومتعب كمان التخصص محتارة أوي أدخل ايه.
مصطفى بعقلانية.
ــ ده شيء طبيعي فى المرحلة دى.
دخلا المكتب مع بعضهما وهما مازالا يتحدثان .
مصطفى:
ــ بعدين هتعملي ايه بكرة مش هتحضري عملية مع دكتور هيثم.
هنا وهي تجلس ع المقعد الأمامي للمكتب قالت مازحة:
ــ لا كدة هيغمى عليا بجد، خليني ألحق أفوق من المنظر بتاع النهاردة
جلس مصطفى أمامها وقال مازحاً:
ــ و أنا اللي كنت ناوي أكلم هيثم يخليكي أنتي اللي تعمليها لوحدك.
هنا بمزاح:
ــ ليه المريض حد مضايقك وعايز تخلص منه هههههه.
_ ضحك مصطفى وضحكت هنا أيضا بصوت عالي.
_ دخلت ندى على ضحكهما واقتربت منهما وعلى ملامح وجهها الضيق والغضب.
ندى بغضب:
ــ ما تضحكوني معاكم.
نهضت هنا باحترام وهي تمد يدها:
ــ أزيك يا دكتورة ندى.
ندى تنظر الى ايدها وهى ترفع أحد حاجييها بقلة ذوق وضيق دون أن تمد يدها فهي تشعر بنيران الغيرة تأكلها الآن... ثم قالت.
ندى بغضب:
ــ آه أهلا، ها قولولي بقى كنتو بتضحكوا على ايه ؟؟
نظرت لها هنا باستغراب لأنها لم تمد يدها ..
فهم مصطفى من تلك النظرات ونبرة الصوت، أن هناك حرب ستشتعل، حاول لملمة الموقف مسرعاً، قبل أن يجن جنون ندى، فهو يعلم جيداً أنها مجنونة ومن الممكن أن تفعل مصيبة دون أن يهمها أنهم في المشفى.
مصطفى بهدوء:
ــ لا عادي كنا بنتناقش انها محتارة تتخصص ايه!
ندى شعرت أنه يستهين بها ويشعرها أنها بلهاء..... فازداد غضبها أكثر وأكثر.
ندى بغضب ممزوج باستهزاء:
آه محتارة !! و كنتو بتضحكو ليه بقى؟ هو اختيار التخصص بيضحك كدة !! .
مصطفى بشدة:
ــ ندى اتكلمي كويس.
ندى بغضب و صوت عالي:
ــ دلوقتي مش عاجبك كلامي؟؟ بعد ما واحدة ضحكتلك ضحكتين، عشان لما أقولك إنك بتخوني، ماتقوليش أنتي بتتوهمي، أديني ظبطكم متلبسين يا خاين.
هنا بغضب:
ـ& من فضلك اتكلمي بأدب أنا ما اسمحلكيش تتكلمي عني بالأسلوب ده.
مصطفى بإحراج شديد وهو ينظر ل هنا:
ــ هنا أنا آسف
وجه نظراته لندى بضيق وغضب وقال:
ــ بس كفاية عيب كدة يا ندى.
ندى و قد استشاط غضبها أكثر:
ــ أنت كمان بتعتذر للي أهلها ما ربوهاش وعلموها أنها عيب تقف وتضحك مع راجل متجوز.
هنا باستفزاز:
ــ انتي مش محترمة وخسارة أقف أرد عليكي.
كادت ترحل ولكن تفاجئت بندى تجذبها من شعرها ... صرخت هنا بقوة
ندى وهى تشدها من شعرها بقوة تحدثت بغضب:
ــ تعالي هنا لو أهلك مربوكيش أنا هربيكي .
توقف مصطفى في الوسط بينها وهو يحاول جذب ندى بالقوة وهو يصيح بها بغضب.
مصطفى بغضب:
ــ بس. كفاية بقى . إيه اللي بتعمليه دة.... أوعي كدة .
دفعها مصطفى بعيد قليلا عن هنا، وهو مازال يمسكها من كتفها بقوة، حاولت ندى أن تتفلت من مصطفى لكي تضرب هنا لكنها لم تستطيع.
ندى بغضب:
ــ أوعى ايدك، طبعاً لازم تدافع عن حبيبة القلب السافلة المنحلة.
هنا و لم يعد مصطفى يستطيع لجم جماح غضبه أكثر وفجأة قام بصفعها بقوة على وجهها لكي تتوقف هذه الدراما والفضيحة الرخيصة.
مصطفى وهو يصفعها بقوة وغضب صاح بها قائلا:
ــ كفاية بقى.
انتفضت ندى إثر القلم وتوقفت مصدومة تنظر له باتساع عينيها وهي تضع كفها ع خدها.
رمقها مصطفى بنظرات غضب مليئة بضيق، فهو لم يعد يتحمل تلك التصرفات الطائشة وجنونها صاح بقوة وببحة رجولية وبنفاذ صبر وتعب قال ...
مصطفى بغضب وهو يصرخ بها:
ــ كفاية بقى فضائح حرام عليكي، فضحتينا كفاية.
كادت ندى أن تصرخ به لكي تدافع عن حقها به لكنه أسكتها.
مصطفى بغضب شديد بنفاذ صبر:
ــ مش عايز أسمع ولا نفس، كفاية فضايح، كفاية بقى يا شيخة ،حرام عليكي، دمرتيلي حياتي، بسبب حبك الملعون ده وغيرتك المريضة.. بقوة :
ــ ندى.....انتي طالق ، طالق
وجه نظرته لهنا التى كانت تقف مذهولة فلا تعرف ماذا تقول فالمشكلة انقلبت لكارثة كبيرة
مصطفى باعتذار وبصوت متحشرج:
ــ أنا آسف يا هنا وبلغى أسفي للدكتور (رياض)
واستقالتي هتكون عنده الصبح، عن إذنك....
_ خرج مصطفى للخارج مسرعا وهو لا يكاد يرى أمامه من هول الموقف ومما حدث في المشفى
_ كانت تقف ندى بصدمة لم تستوعب ما حدث معها...
نظرت لها هنا بنوع من الشفقة رمقتها من أعلى لأسفل برفعة حاجب... وتركتها وغادرت
وظلت تقف ندى في منتصف الغرفة، مصدومة لا تتحرك ساكناً ..
_ بااااك
مصطفى بضيق:
ــ طبعاً أنا استقلت واحترمت نفسي، لأني كده كده كنت هترفد واللي أكدلي ده ، انهم مشوا محمد، بعد الموضوع بيومين، على فكرة دي مش أول مشكلة تحصل من النوع ده، عملتها كتير، بس بطريقة أهدى شوية مع زملاء ومرضى.
ماسة بأسف:
ــ هو بصراحة حقك، بس يمكن اتغيرت.
مصطفى برفض وخذى:
ــ اللي زي ندى مستحيل يتغير، أنا أدتها فرص كتير لكن مافيش فايدة، على فكرة الموضوع موقفش هنا !!!!
رمقته ماسة بتعجب دون تحدث، أكمل مصطفى حديثه .
تنهد مصطفى باختناق و ضيق :
ــ قبل ما الطلاق يتم رسمي حاولت تعتذر، وكتير اتدخلو بينا وأنا رفضت، لأني كنت شايف أنها استحالة تتغير، وكنت جبت آخري منها، وتم الطلاق رسمي، ومن هنا جنونها و رفضها لفكرة الطلاق زاد، بدأت تجيلي المستشفى اللي باشتغل فيها، والمركز والبيت عند ماما، و تروح لأخويا شغله وأختى الجامعة، والمشكلة أنها مش بتتكلم معاهم بالراحة !!! لا ، بتزعق وتتهمهم أنهم مشتركين والسبب فى المشكلة، وانهم بيغيروا منها، أنا عانيت، .عشان كدة خالتو قالت لي أنقل شغلك وسيب القاهرة، كنت متردد، عشان شغل ايهاب وجامعة عائشة، بس هما اللي حمسوني أكتر لأنهم زهقو منها ومن فضايحها ليهم، وجينا هنا.
وأثناء ذلك جاء عامل المطعم و وضع الطعام ورحل.
نظر مصطفى لأطباق البيتزا ثم قال بابتسامة ..
مصطفى بمرح:
ــ بقولك كبرى مش عايز أتكلم في الموضوع دة يلا كلي .
تبسمت من أسفل النقاب بنوع من الوجع، لكن ظهر ذلك في عينيها الساحرتين بقوة .
ماسة بنبرة بها وجع مصحوب بمنطق:
ــ أحيانا الحب بيقلب لأذى و وجع ، أنا اكتشفت حاجة، ما أنا عشت نفس تجربتك، بس بجنون، هما بيبقو بيحبونا أوي، لدرجة العمى والمرض ، عشق بس بطريقة غلط.
مصطفى بلا مبالاة ممزوج باختناق:
ــ مش شاغل تفكيرى، حبتني ماحبتنيش، صح أو غلط كل اللي فهمته، إن البنت دي، حياتى معها اتدمرت، ومستقبلي معها كان هيضيع، هي من قبل جوازنا وهي كدة، وأنا كنت بحاول أعمل أعمى، كنت بعدي، بس اللي فهمته بعد كدة، إن محدش بيتغير بعد الجواز، بالعكس بيسوء أكتر ، لأنهم ضمنو إللي بيحبوهم بقوا معاهم، وفهمت كمان أن مينفعش نعطي فرص ، لأن فى حاجات أول ماتحصل لازم تخدي ديلك في سنانك وتهربي.
ماسة بتأييد مصحوب بانكسار:
ــ عندك حق، بس أنت كان عندك فرصة تقول كفاية أنا لا.
تبسم لها مصطفى بلطف وحاول دعمها:
ــ إن شاء الله هنلاقي حل، لأننا لازم نفكر في حل، مش هتفضلي طول عمرك هربانة يا حور.
نظرت له بحزن وهزت رأسها بايجاب ثم حاولت الهروب من الحديث وقالت بمزاح.
ماسة بمزاح:
ــ يلا بقى أكلني بيتزا عارف لو وحشة هخليك تعزمني على سوشى.
مصطفى بثقة:
ــ هتعجبك يلااا .
وبالفعل بدءا بتناول الطعام و هما يضحكان مع بعضهما ويبدو عليهما الانسجام كان يسرح مصطفى من حين لآخر في عيون ماسة الجميلتين ، فنحن نعلم أنها تمتلك أعين في منتهى السحر والجمال
بقلمي ليلة عادل \(^o^)/
_ القاهرة
_ منزل مصطفى الرابعة مساءً
_ المطبخ
_ نشاهد ماسة تقف أمام البوتجاز وهي تقوم بإعداد الطعام باهتمام، وهي ترتدي ملابس منزلية..
_ وفي الخارج
_ نشاهد نبيلة وهى تجلس على الأريكة تصلي ، وأثناء ذلك نستمع الى صوت جرس الباب. تخرج ماسة من المطبخ لفتحه.. فتحت كان ايهاب وكان يحمل بيده كيس.
رفع إيهاب حاجبيه وقال باهتمام:
ــ كويس إنك هنا.
نظرت له ماسة باستغراب أكمل إيهاب حديثه وهو يشاور بايده.
ايهاب بحماس:
ــ تعالي تعالي.
تحركت خلفه بعد أن أغلقت الباب، حتى الصالون توقف ايهاب وأخرج من الشنطة علبة هاتف وقدمها لها.
أيهاب بلطف:
ــ اتفضلي.
أمسكتها ماسة وهى تنظر له بإستغراب:
ــ إيه ده؟
إيهاب بتوضيح:
ــ تليفون، لازم يكون معاكي تليفون عشان نعرف نتواصل معاكي، أنا كمان جبتلك خط باسمي.
ارتسمت على وجنتيها ابتسامة رائعة
ماسة بخجل وشكر:
ــ شكراً جداً، بس أنا كنت هجيب.. كنت هحوش من مرتبي.
إيهاب بتساؤل:
ــ أنتي مش معتبراني أخوكي ولا إيه؟
ماسة بتأكيد:
ــ طبعاً أخويا.
إيهاب بابتسامة؛
ــ يبقى متتكلميش، مبروك عليكي.
انتهت نبيلة من الصلاة.
نبيلة بعدم رضا:
ــ هي كدة لازم تتعب قلبنا معها، مبروك عليكي يا بنتي.
ماسة بخجل:
ــ والله اللي بتعملوه معايا ده كتير أوي.
إيهاب بتساؤل:
ــ بتعرفي تتعاملي معه ولا أعلمك.
ماسة بارستقراطية مصحوبة بتعجب:
ــ يا بني أنا كان معايا أيفون أحدث اصدار.
ايهاب بانبهار ومزاح
ــ أوكيـــه يا برنسيسة ، بس معلش ده على قد حاله.
ماسة بخجل:
ــ أنا مقصدش والله، أنا بوضحلك الفكرة يعني.
أيهاب وهو يضحك:
ــ بهزر معاكي.
ماسة:
ــ عن اذنك بقى هروح أكمل الغدا.
توجهت الى المطبخ كان يراقبها ايهاب بعينيه فور دخولها اقترب من والدته ويبدو عليه الاستياء.
ايهاب بضيق:
ــ ماما، متخليهاش تعملنا حاجة تاني لو حضرتك تعبانة، أطلبي مني وأنا اللي هعمل.
نبيلة بتوضيح:
ــ والله يابني هي بتعمل من نفسها ده أنا لساني بيتعب منها، عنيدة مابتسمعش الكلام.
ايهاب جلس بجانبها ، بعدم رضا وضيق:
ــ مينفعش نخليها ترد اللي بنقدمه ليها، بأنها تخدمنا.
نبيلة بتساؤل:
ــ مطلوب مني أعمل إيه؟
ايهاب بجدية:
ــ أرفضي وأثبتي على موقفك.
نبيلة:
ــ طيب، أخذت مكافأة شكلك..
إيهاب:
،ــ ااه الحمدلله ..
أخرج من جيبه مبلغ ومد يده:
ــ دول خمس ألاف... عشان جهاز شوشو.
نبيلة وهي تأخذهم منه قالت بحنان:
ــ ربنا يباركلك يابني ويخليكم لبعض ، هتروح فرح هبة ؟؟
إيهاب بتعجب:
ــ مين هبة؟
نظرت له نبيلة بعدم رضا وضيق:
ــ أختك ، في الأول و الآخر أختك.
ايهاب بشدة وجدية:
ــ ماما بالله عليك قفلي ، نهض أنا داخل أغير هدومي.
أخذت نبيلة تنظر لأثاره بحزن وضيق رفعت عينيها لأعلى وهي تدعي ربنا:
ــ يهديك يا ايهاب يابن نبيلة يارب.
بقلمي ليلة عادل (ʘᴗʘ✿)
_ القاهرة
_ سيارة مصطفى أربعة عصراً
_ نشاهد مصطفى ومحمد يجلسان في السيارة بجانب أحد المطاعم يتناولان الطعام، و يتحدثان.
محمد بتعجب:
ــ يعني قالك هات محمد معاك.
مصطفى وهو يتناول الطعام هز رأسه بإيجاب:
ــ آه يابني هنروح بكرة.
محمد:
ــ أنت كدة مضطر تبات بالقاهرة.
مصطفى بتوضيح وهو يهز رأسه:
ــ لا، هروح المستشفى يوم واحد عشان مشفش خلقة ندى وكمان عشان ماحتكش بيها، وهخلي معظم شغلي في مستشفى الشمس الفلوس أكيد هتكون أضعاف، وشغل اسكندرية زي ما هو ممكن بس أقلل جدولي في المركز.
محمد بتأييد:
ــ أنا هعمل زيك أكيد ندى مش هاتعتقني,
بقولك إيه ماتحنن قلب أختك عليا.
مصطفى بملل وهو يقلب عينيه للأعلى؛
ــ خير.
محمد تنهد بانزعاج:
ــ رجعت تاني تقولي أصبر على الخطوبة ونخليها في الإجازة الكبيرة.
مصطفى بعقلانية:
ــ أنا لو منك أسكت، وأسبها تخلص امتحاناتها ونتكلم على رواقة، لأنها دلوقت بمليون رأي.. هرمونات ياعم .
محمد بتعجب مصحوب بانزعاج:
ــ دي عملتلي بلوك عشان مردتش عليها قالتلي عشان تتعلم ترد على طول ومفكتهوش إلا تاني يوم بعد محايلة.
مصطفى هو يضحك بسخرية:
ــ أنت لسة شفت حاجة دي أول الحكاية.
رفع محمد حاجبيه وقال بمزاح:
ــ أنا خوفت.
نظر له مصطفى وهو يضحك ثم تحدث بعقلانية ممزوجة بمزاح ..
مصطفى:
ــ عن تجربة خاف،. وخليك بارد وكبر دماغك وماتركزش، وقول دايما أنا الغلطان وأنتي عندك حق، آسف يا روحي والشيكولاتة أوعى تفارقك و ورد..كدة أنت مية مية...دول مالهمش كتالوج
محمد وهو يهز رأسه بنزعاج:
ــ عارف لولا إني بحبها، كان زمان قاعد جنبك كارهم زيك.
مصطفى بتفهم:
ــ لا أختي بتهب منها أحيانا بس طيبة، موضوع بابا لسة مخوفها ومأثر عليها جامد ، لكن حله في ايدك
محمد بحب وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ عارف وبحاول أثبتلها ومتحمل على طول..
مصطفى هو يربت ع قدمه:
ــ أنا هتكلم معاها.
محمد بعقلانية ورفض:
ــ بلاش، عشان متقولش إني بأشتكي لك، لما أحس إني محتاجك تتدخل
هقول لك.
_ مستشفى شمس الحياة الخاصة
_ مكتب المدير (جلال) الواحدة ظهرا
_ نشاهد مصطفى ومحمد يقفان أمام الباب من الخارج مستعدان للدخول، وهما يرتديان بدل أنيقة المظهر،...
طرق مصطفى الباب ودخلا .. فور دخولهما نجد سليم والمدير يجلسان لكن ننتبه أن سليم يجلس ع المقعد الخلفي للمكتب وليس المدير ، والمدير يجلس ع المقعد الأمامي للمكتب ...
نهض سليم والمدير يرحبان بهما .
مصطفى باستغراب وابتسامة وهو يصافحه:
ــ سليم مكنتش عارف إنك هنا ؟
سليم بلطف:
ــ حبيت أكون موجود النهاردة وأقابلك
وهو يشاور بايده:
ــ دكتور جلال خليل
وجه مصطفى نظرته لجلال قائلا باحترام وهو يصافحه:
ــ طبعاً دكتور جلال غني عن التعريف ... إزيك يا دكتور .
جلس محمد ومصطفى على المقاعد الأمامية مقابل جلال .
جلال بتوضيح وهو ينظر لمصطفى:
ــ برغم إني قولت لسليم بيه إن دكتور مصطفى مش محتاج توصيات، دكتور رياض شكر فيه وفهمني بالمشكلة الأخيرة.
شعر مصطفى بقليل من الإحراج لكن تحدث محمد مسرعاً ليغير الموضوع.
محمد بابتسامة مهذبة:
ــ سليم بيه شكراً إن حضرتك فكرت فيا بالرغم إننا مشفناش بعض إلا مرة وكانت صدفة.
سليم بتوضيح ولطف ممزوج بعقلانية:
ــ في الحقيقة أنا ضعيف جداً قصاد علاقة الصداقة الحقيقية، وفاهم قيمتها جداً، الإنسان مش سهل يكون ليه صديق حقيقي في زمن ده، يكون معاه سند واخ، أنا الحمد لله لقيت الصديق ده ودائما معايا، مقدرش استغنى عنه، عشان كدة حبيت إنكم تشتغلو سوا، مع إني كنت متأكد إن مصطفى هيحاول بكل جهده يجيبك هنا.
محمد قال بابتسامة ولطف:
ــ شكراً جدا على إحساسك وحضرتك ممكن تعتبرنا أصحابك.
سليم باحترام وابتسامة:
ــ ده شرف ليا.
أكمل بعملية:
ــ أنا كلمت جلال وخلصت معاه..
أشار بيده نحو الأوراق الموضوعة ع المكتب وقال:
ــ العقود جاهزة على الامضاء لو فيه أي حاجة قولوا
أمسك محمد ومصطفى العقود وبدءا في قراءة البنود، مع تركيز سليم عليهما بشدة، لم تمر الا ثواني معدودة وبدأت علامات الاستفهام والاستغراب تغطي ملامح مصطفى ومحمد فيبدو أن هناك شيئا لم يعجبهما وخصوصاً مصطفى.
رفع مصطفى عينيه من على العقد وقال بتعجب وتساؤل:
ــ ليه مينفعش أشتغل في أي مستشفى تانية ؟؟
أجابه سليم سريعا وبقوة ممزوجة بثقة:
ــ لأني أنا عايز كدة !!!
لحظه من الصمت ونظرات استغراب كبيرة من محمد ومصطفى لسليم، لكن قاطع سليم ذلك سريعا قائلا بتوضيح .
سليم بعملية شديدة موضحا وهو ينظر داخل أعينهم لتعكس مدى قوة شخصيته:
ــ أنا شفت إن من الأفضل إن خبرتكم وتركيزكم يكون هنا، أنا مابحبش حد يقاسمني حاجة تخصني، وأنتم تخصوني، لأنكم شغالين في حاجة ملكي، وأعتقد أنا مديكم مبلغ كبير، مافيش مستشفي هتديكم ربعه،
أرجع ظهره للمقعد وهو ينظر لهم:
ــ أسف .. أنتم شطار بس لسة قصادكم سنين عشان يكون ليكم اسم كبير، أعتقد الرقم اللي مكتوب، بيقبضه استشاري كبير في مستشفي من اللي بتشتغلوا فيها، و لو عايزين زيادة موافق بس محدش فيكم يشتغل إلا معايا.
مصطفى بعقلانية:
ــ مش قصة فلوس، بس أنا باشتغل في مستشفيات حكومية ومراكز أهلية... أنا مقدرش أتخلى أبداً عن ده. ومحمد كذلك حتى لو هاخد فوق الرقم قده.
أكمل محمد مسرعاً لتأكيد حديث مصطفى:
ــ ده أكيد ،. أحنا ممكن نشوف حل وسط ، إننا مانشتغلش في مستشفى خاصة ، وده تنازل كبير مننا.
نظر سليم ثواني لهم بصمت وهو يحدق بهما بعينيه من أعلى لأسفل يفكر فيما قال محمد ثم قال وهو يعدل من جلسته. ويخبط عالمكتب بكفه.
سليم بإبتسامة وثقة وهو يشاور بأصابعه بالموافقة: ــ موافق مش هزعلك ده كمان تنازل مني كبير.
وبالفعل بدأوا بإمضاء العقود.
جلال:
ــ إن شاءالله هتكونوا إضافة للمستشفى،
تعالو بقى أعرفكم على طاقم التمريض والدكاترة
خرج الجميع إلى الخارج ..
ظل سليم جالساً وهو ينظر في العقود وفي الامضاء بتركيز مريب !!! رن هاتفه نظر إلى المكالمة بابتسامة ونهض وتوجه إلى الخارج دون أن يرد ؟
وهنا ننتبه الى البرواز الموضوع على الحائط به مجموعة من الأشخاص، ويبدو أنهم في احتفالية من مظهر ملابسهم، وحين نقترب أكثر وأكثر نشاهد ماسة وهى ترتدي فستان جميل وكانت تقف بجانب سليم وهو محاوط خصرها بذراعيه....
🌹_____💕بقلمي ليلة عادل 💕 ____🌹
_ الاسكندرية
_ المركز الطبي الذى تعمل به ماسة.
_ الكافيتريا الثانية عشر ظهراً.
_ نشاهد ماسة وهى تقف خلف البار، و هي تقوم بتحضير كاسات من الشاى والنسكافيه، و تقديمها للزبائن، بعد قليل يقترب منها مصطفى وهو يبتسم انتبهت و أبتسمت له من أسفل النقاب الذي لا يظهر سوا عينيها الساحرتين، أقترب حتى توقف مصطفى أمامها .
ماسة باحترام:
ــ؛دكتور مصطفى، تشرب ايه؟
مصطفى بابتسامة:
ــ نسكافيه، عندك ايه يتاكل؟
ماسه بمداعبة خفيفة:
ــ عندي سندوتشات كفتة، طنط أم مصطفى عملهالي، وفي باتيه وشيبسى وبسكوت.
مصطفى هو يضحك بلطف قال مازحاً:
ــ لا خلي سندوتشات طنط أم مصطفى (قال بهمس) للأستاذة حور. (احم)، أقصد ليندا ، أنا ممكن. آخد واحد باتيه وشبسي بالشطة.
تبسمت ماسة برقة وقالت باحترام:
ــ تمام اتفضل ارتاح وأنا هجبلك الحاجة؟
ذهب مصطفى وجلس على طاولة قريبة منها كانت عينيه تراقبها بابتسامة، بدأت ماسة بتحضير الطلبات وبعد الانتهاء، اقتربت منه وهي تحمل الطلبات و وضعتها على الطاولة.
مصطفى بتساؤل وهو يحتسي النسكافيه:
ــ هتخلصي أمتى ؟؟
ماسة:
ــ على ٤ .
مصطفى:
ــ أنا كمان همشي ع ٣ ونص كدة إيه رأيك أستناكي و نمشي سوا.
ماسة بابتسامة:
ــ تمام عن إذنك.
عادت ماسة لإكمال عملها وكانت تتبادل الابتسامات و النظرات اللطيفة مع مصطفى دون أن ينتبه لهما أحد.
( بعد كم ساعة في أحد شوارع الاسكندرية )
_ سيارة مصطفى أربعة ونصف عصراً.
_ نشاهد مصطفى وهو يجلس على مقعد السائق وماسة بجانبه، كان يقف مصطفى بسيارته أمام أحد محلات البيتزا في إنتظار طلبه، وأثناء ذلك أخذا يتحدثان وهي ترفع نقابها لأعلى.
مصطفى بتعجب مصحوب بمزاح:
ــ أنا مش فاهم ازاي مش بتحبي البيتزا ؟؟
ماسة بتوضيح وهي تضحك:
والله باكلها بس مش أوي، أنا ماليش أوي في المعجنات عموماً بحب الحاجات الحلوة.
مصطفى يتحدث بحماس. بطريقة تعكس مدا عشقه للبيتزا:
ــ البيتزا أجمل حاجة في العالم بالأخص بالصوص الرينش أو التركي.
ماسة وهي تبتسم بلطف:
ــ عادي ما أنا بحب المربى على الزبدة بالتوست، وأنت لا، بالرغم إن طعمه يجنن.
مصطفى بتأييد:
ــ هي فعلاً أذواق، و لازم نحترم أختلاف الأذواق، بس بردو أنتي غريبة.
ماسة بضحك:
ــ أنت اللي مجنون بيتزا.
مصطفى باهتمام:
ــ ده حقيقي، ها إيه أخبار الشغل مبسوطة، حد بيضايقك.
ماسة بنفي:
ــ خالص كلهم محترمين جداً.
مصطفى:
ــ طب كويس ، من المحتمل الفترة الجاية آجي يوم واحد المركز.
ماسة بتعجب:
ــ ليه !!!
مصطفى:
ــ جالي شغل في مستشفى خاصة، مرتبها مغري جداً، و ده هيخليني مضطر أقعد في القاهرة أوقات أكتر .
نظرت ماسة بقلق وتوتر:
ــ يعني هتبات هناك !!
مصطفى:
ــ آه .
جاء عامل المطعم ومعه علبة البيتزا أعطاها لمصطفى ورحل، وبدأ مصطفى في فتحها كانت تراقبه ماسة بتوتر و ظهر هذا بقوة ع ملامحها وحركات يدها .
مصطفى وهو يمد لها قطعة:
ــ اتفضلي.
ماسة بنوع من التوتر والقلق؛
ــ لا مش عايزة.
أنتبه لها مصطفى وشعر أن هذا الموضوع أزعجها وأشعرها بالقلق .
مصطفى بهدوء مصحوب بتساؤل:
ــ لسة حاسة إنك غريبة بالرغم أنه فات اكتر من شهر، وماما وأخواتي بيتعاملو معاكي كإنك واحدة مننا.
ماسة بتوضيح:
ــ لا خالص، بس معرفش بحس إن وجودك معايا بيريحني أكتر، بالرغم أنهم حقيقي من أرقى الناس إللي اتعاملت معاهم، وعمري ماحسيت إني في غربة، بالعكس، بحس إني في بيتي، ودي مش مجاملة، ... بس !! معرفش ليه لما قولت إنك هتبات في القاهرة بصفة مستمرة ارتبكت.
مصطفى بابتسامة لطيفة:
ــ هو ده شعور طبيعي اطمني، ماتخفيش أنا هبقى معاكي، وهكلمك على ع طول، هو عشان المسافة كبيرة عليا إني كل يوم أسافر و أرجع من القاهرة للاسكندرية.
ماسة بتساؤل:
ــ هو أنت عندك شقة في القاهرة.
مصطفى بتوضيح:
ــ آه الشقة بتاعتي ،( بلطف يحاول طمأنتها) حور ، متقلقيش من حاجة ولا تخجلي بالعكس أنتي بقيتي بتقعدي معهم أكتر مني يعني المفروض هما يكونو الأقرب ليكي، بلاش حساسية.
ماسة بابتسامة:
ــ تمام ربنا معاك ، بس مش خايف من ندى؟
مصطفى وهو يتناول الطعام:
ــ لا مستشفى خاصة ومش أي حد بيشتغل فيها، مريض عندي هو إللى جبهالي.
ماسة:
ــ شكله بيحبك؟
مصطفى:
ــ يعني، برغم إنى باحسه غريب الأطوار !!!
ماسة بتساؤل:
ــ بمعنى
مصطفى بمزاح وهو يضحك:
ــ بيحب يعيش جو الاختفاء والغموض تحسيه هربان من رواية لنبيل فاروق، المهم تاخدى حتة طعمها حلو، فكري آخر فرصة.
ماسة بابتسامة:
ــ ماشي هاخد قطعة واحدة.
أخذت قطعة وبدأت تتناولها وهما يضحكان كانت تضحك ماسة عليه لأنه كان يتناول القطع بتلذذ واستمتاع كبير.
ماسة بمزاح:
ــ ده إدمان مش حب بس.
مصطفى وهو يضحك:
ــ مش هقولك لا .
يضحكان بصوت عالي .
💞______بقلمي ليلة عادل______💞
_خلال شهر
_نشاهد ماسة وهي تعمل فى المركز ومدى التقارب والانسجام التام بينها وبين مصطفى وايهاب الذي كان كل يوم يذاكر لها .
نشاهد أيضا عمل محمد ومصطفى في المستشفي التابعة لسليم.
كما نشاهد أيضا استمرار سليم بالبحث عنها.
_ الاسكندرية
_ أحد الميكروباصات الخامسة مساءً
_ نشاهد ماسة تجلس في أحد الميكروباصات وهي تنظر من النافذة، شاهدت إيهاب يسير على الرصيف ابتسمت من أسفل النقاب وطلبت من السائق أن يتوقف و هبطت منه.
بعد هبوطها توقفت وهي تبتسم حتي أقترب إيهاب منها ومر أمامها دون أن ينتبه لها بسبب ملابسها... تبسمت و نادت عليه .
ماسة بصوت عالي قليلا:
ــ إيهاب... إيهاب .
توقف إيهاب وهو يلتفت خلفه وعلى ملامح وجهه التعجب.
إيهاب بتعجب:
ــ حضرتك بتنادي عليا أنا ؟؟
اقتربت ماسة منه
ماسة:
ــ أنا حور معرفتنيش !!
ايهاب تبسم باعتذار:
ــ ههه معلش ما عرفتكيش من النقاب.
ماسة بتساؤل:
ــ رايح فين؟
ايهاب:
،ــ مروح.
ماسة بستغراب؛
ــ أنت شغلك قريب للدرجة دي ؟؟
إيهاب بتوضيح:
ــ اممم ربع ساعة ماشي ممكن أركب بس بحب أتمشى بالجو ده.
ماسة:
ـ اهاا، وأنا بردو بحب الجو ده، عندك مانع نروح سوا.
إيهاب وهو يهز رأسه بنفي:
ــ لا طبعاً معنديش أي مانع اتفضلي
وبدءا في التحرك و أثناء سيرهما.
ايهاب باهتمام:
ــ عاملة ايه في الشغل مرتاحة فيه.
ماسة وهى تهز رأسها:
ــ آه الحمد لله مكنتش عارفة إنك شغال قريب، كويس إنك عرفت تنقل شغلك هنا غير مصطفى اللي متعذب يا حرام.
ايهاب بتوضيح:
ــ لا مصطفى لو مش عايز ينزل القاهرة مش هينزل، بس هو عايز فلوس أكتر علشان يجهز عائشة.
ماسة بأسف:
ــ بس ده تعب عليه
ايهاب:
ــ عربيته مساعدة.
ماسة:
ــ بالعكس ده تعب أكتر لأنه هو اللي بيسوق ٤ ساعات رايح جاي.
ايهاب:
ــ أتعود خلاص عندك عائشة بتروح و تيجي ٣ أيام في الأسبوع و أحيانا كل يوم.
ماسة بضيق خفيف:
ــ كل ده بسبب ندى بس شكلها ندمت بس مصطفى معاند خالص.
ايهاب بعقلانية:
ـ ندى دايما بتفوق بعد فوات الأوان، مصطفى أداها فرص كتير أوي تصلح من نفسها لكن هي ما اتغيرتش.
ماسة:
ــ اهاااا مصطفى حكالي على اللي كانت بتعمله.
ايهاب:
ــ ربنا يهديها
ماسة : آمين يارب.
أثناء تجولهما شاهدا عربة تبيع المثلجات.
إيهاب توقف وباهتمام:
ــ تعالي نجيب ايس كريم إيه رأيك ؟؟
ماسة بتأييد:
ــ ماشي.
ايهاب:
ــ بتحبيه بطعم ايه؟
ماسة بحماس:
ــ فانيليا فسدق.
ايهاب:
ــ طيب ثواني.
اقترب ايهاب من عربة المثلجات ليشتري المثلجات وكانت عين ماسة معلقه عليه بابتسامة رقيقة تفضحها عينيها، وبعد دقيقة عاد إليها.
ايهاب وهو يمد يده ليعطيها المثلجات:
ــ تفضلي.
ماسة وهي تمد يدها لتأخذها:
ــ شكراً.
ايهاب:
ــ العفو،.. (بتساؤل) بس أنتي هتاكلي ازاي بالنقاب وأحنا ماشيين.
ماسة وهي ترفع كتفيها لأعلى بعدم معرفة:
ــ مش عارفة !!!
ايهاب:
ــ طيب تعالي نقعد على جنب عشان تعرفي تأكلي براحتك.
ماسة بتأييد:
ــ ماشي.
و جلسا على سور الكورنيش، و رفعت ماسة النقاب قليلا وبدأت بتناول الأيس كريم...
كانت عين ماسة حائرة قليلا تنظر من حولها كأنها تريد أن تسأله عن شيء ابتلعت ريقها ووجهت جسدها بزاوية ايهاب
ماسة بتساؤل:
ــ هو أنت على كدة بتعرف تهكر موبايلات ؟
نظر لها إيهاب وهو يتناول الأيس كريم وهز رأسه بإيجاب:
ــ بعرف آه شغلي أساسه كدة.
ماسة بمزاح خفيف:
ــ بجد طب متعلمني.
تبسم ايهاب:
ــ أنا عمرى ما استخدمت التهكير في حاجات غير مشروعة، ايه بفتكري تهكري ايميل حد لعلمك تهكير الايميلات ده تافه.
ماسة وهي تضحك بتصنع اجابة مسرعة لكي لا تعطي أي فرصة ليفكر بشىء آخر
ماسة:
ــ ههههه آه اسماعيل.
ثم أكملت بمكر يبدو أنه جاء في خاطرها فكرة
فاحاولت استدراجه لتفهم أكثر كيفية التهكير وكأنها تريد أن تفهم أكثر عن طبيعة عمله فقط.
ماسة بتساؤل:
ــ أمم طيب على كدة لو حد عايز يعمل مكالمة من غير ما الطرف التاني يعرف مكانه ينفع يكلمه من رقم غريب مش بتاعه يعني.
ايهاب بتلقائية:
ــ لا هيعرف عن طريق تتبع الرقم لو شغال في الشرطة زي جوزك كدة فا الموضوع أسهل.. سلطة بقى.
ماسة بتساؤل واهتمام:
ــ طيب إيه الحل عشان ميحصلش تتبع ؟
ايهاب:
ــ ممكن تتكلمي من سنترال أو كشك و المكالمة ماتزيدش عن ٣ دقائق يعني دقيقتين و٥٨ ثانية تقفلي وكل ما يبقى أقل أفضل طبعاً، بس بتسألي ليه؟؟؟ بتفكري تكلمي أهلك ؟؟
ماسة:
ــ آه بافكر.
ثم حاولت أن تغير الحديث سريعا لكي لايتحدثا أكثر في الموضوع.
ماسة بمكر:
ــ تعرف أريد مكالمة بالفرنساوي إيه
إيهاب تبسم:
ــ لا قولي أنتي.
ماسة:
ـ je veux appeler
إيهاب بانبهار
ـ واو
ماسة:
ــ طيب أقولهاك بالتركي
إيهاب بابتسامة لطيفة وهو يهز رأسه بإيجاب:
ـ قولي
ماسة:
ــ arama yapmak istiyorum
ايهاب بمزاح:
ــ لا جامدة في اللغات .. أنا مش قدك
تبسمت ماسة إبتسامة زادت من جمالها وقالت بغرور وبمزاح:
ــ أومال هههه.
سرح إيهاب قليلا في ضحكتها و عيونها.
لاحظت ماسة شروده باستغراب قالت بنداء وهي تهزه من معصمه:
ــ إيهاب.. إيهاب.
استفاق إيهاب ع لمستها:
ــ نعم.
ماسة بمزاح:
ــ جيب كيلو طماطم و أنت راجع.
إيهاب وهو يضيق عينيه قليلا بعدم فهم:
ــ مش فاهم !!!
ماسة وهي تضحك بلطف:
ــ لا أصلك سرحت خالص .
إيهاب بنفي وهو يهز رأسه:
ــ لا بس افتكرت حاجة في الشغل ها مستعدة لامتحان النهاردة.
ماسة بثقة:
ــ طبعاً.
إيهاب:
ــ لو خلصتي الايس كريم يلا .
ماسة بحماس:
ــ يلا.
نهض وأكملا سيرهما ..
وأثناء ذلك، وجدا زجاجة بلاستيكية أخذت ماسة
تدحرجها بقدميها وهي تضحك مثل الأطفال ، أخذ إيهاب أيضا يشاركها هذا وهما يضحكان بخفة ...
_ منزل مصطفي السابعة مساء
_ نشاهد ماسة تقوم هي و عائشة بوضع الطعام ع السفرة، كان يجلس محمد ومصطفى وإيهاب ونبيلة على الصالون الأسيوطي، يتحدثون مع الاستماع لضحكاتهم العالية
عائشة بتهكم وهى تضع الطعام على السفرة صاحت بهم:
ــ بدل ما أنتم عاملين تضحكو كدة تعالو ساعدونا، خلاص مافيش دم.
ماسة بلطف:
ــ سبيهم أحنا يعتبر خلصنا..
عائشة بضجر:
ــ بقولك إيه أنا مش طيبة زيك
وجهت نظراتها لهم بشدة:
ــ يلا يا حبيبي أنت و هو هاتو باقي الحاجة ثم جلست أقعدي يا حور متكمليش .
إيهاب وهو يجلس بمزاح مصحوب بتعجب:
ــ أنا مش عارف أنتي بتتعاملي معانا كدة ليه.
عائشة بضيق:
ــ لأنكم شايفينا تعبنا و محدش قال نساعد.
محمد بتعحب:
ــ طلبتي من حد و قالك لا.
عائشة : المفروض من غير ما أطلب .. ده ذوق، مش عندكم عينين و شيفينا تعبنا.
محمد بمزاح:
ــ تقصدي إني قليل الذوق شكراً.
عائشة:
ــ العفو ... أخرجت لسانها.
مصطفى بمزاح:
ــ بالراحة علينا احنا جايين من القاهرة تعبانين يا عديمة الإحساس .
عائشة بعند:
ــ بردو مش هقوم ...
تنظر لماسة التي شعرت أنها تريد أن تقوم وتجلب باقي الطعام ثم قالت وهي تضيق عينيها بغيظ ..
عائشة:
ــ أنتي قاعدة كدة ليه !! أنتي بتفكري تقومي صح !! والله لو قومتي لعضك من خدك.
ضحكت ماسة وهي تقول:
ــ هههههههه مش هقوم الطيب أحسن .
نبيلة:
ــ شوشو بطلي دلع سيبي اخواتك شقيانين
عائشة بحزن مصطنع:
ــ طبعاً مين يشهدلهم غيرك ما أنا كمان بتعب .
ايهاب بمزاح وهو يضحك:
ــ شوشو قلبت بجد خلاص. هروح أغسل ايدي و أجيب اللي عايزاه كله إلا زعلك يا شوشو. قبلها ع الهوا.
توجه ايهاب إلى المرحاض، وبدأ مصطفى ومحمد بجلب باقي الطعام من المطبخ ثم بدأو بالجلوس على مقاعد السفرة.
نبيلة بتساؤل وهي تتفحص بعينيها طاولة السفرة:
ــ محدش جابلي مياه من الحنفية عشان آخد الدوا .
مصطفى:
ــ هقوم أجبلك أنا.
ماسة برفض:
ــ استنى هاقوم أنا.
عائشة بسخرية:
ــ حنينة أوي يا ختي.. سبيه يقوم.
مصطفى بمزاح:
ــ عايزاها تبقى جاحدة زيك، كلي.
قذف عليها حبة من الجرجير. أكلتها وهي تضحك وتخرج له لسانها بشقاوة لذيذة .
_ ((على الاتجاه الآخر في المرحاض))
_ نشاهد إيهاب وهو يغسل يديه وأثناء ذلك وقعت عينه على خاتم ماسة، أمسكه وهو ينظر لتفاصيله بانبهار من جماله... لكن أثناء ذلك وقعت عيناه على الإسم المحفور داخله وهو ماسة وليس حور !! نظر بتعجب وأخذه معه و توجه للخارج .
_(( على الاتجاه الآخر في السفرة ))
_ نشاهد ماسة في منتصف نبيلة ومصطفى وهى تضع ماء فى الكوب لنبيلة، واثناء ذلك اقترب إيهاب وهو يقول.
إيهاب وهو ينظر للاسم المحفور بتعجب:
ــ ماسة.
فور استماعها لذلك الإسم، اتسعت عينيها بشدة وتملكها التوتر... ارتبكت بشدة مما تسبب بوقوع كوب الزجاج من يدها التفتت له برأسها و....