رواية الماسة المكسورة الفصل الثالث والثلاثون 33 جزء اول بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل الثالث والثلاثون 33 جزء اول 

بقلم ليله عادل 


{~''كلا منا بداخله نصفين شيطان وملاك، والأيام وحدها هي التي تخرج أحدهم '' ~} 


         [ بعنوان: شيطان فى وجه ملاك ]

تبسمت نانا بإغواء وهي تقترب أكثر وتتك على كلمة: متأكد؟ 


اقتربا من بعضهما حد الالتصاق وبنظرات راغبة وقبل تلامس شفتيهما فتح الباب فجأة ودخل سليم رمقهما من أعلى لأسفل، ارتبك عزت واحمر وجه نانا بشدة لكن ملامح سليم لم تظهر أي تعبيرات كأنه شاهد أمراً عادياً.


ابتعدت نانا مسرعة وهي تتصنع تظبيط المكتب.


عزت بارتباك: سليم.


تقدم سليم وعينه مسلطة عليهما بصمت، جلس على المقعد الأمامي للمكتب بهدوء.


نانا بإحترام: عزت بيه محتاج حاجة تاني؟


عزت: ميرسي يا نانا اتفضلي إنتي.


رفع سليم عينه نحوها: فنجان قهوة مظبوط يا نانا بليز.


نانا: حاضر عينيا، حمدلله على السلامة ياسليم بيه.


هز سليم رأسه بإبتسامة ماكرة، خرجت نانا وأغلقت الباب خلفها، عدل عزت المقعد وركز النظر فى ملامح سليم.


عزت بتساؤل: كل ده؟!


سليم بجمود وهو ينظر أمامه: المهم إني رجعت.


عاد عزت بظهره على ظهر المقعد وتحدث بعملية: وياترى رجوع دايم والا؟


حك سليم خده بلا مبالاة: يعني مش بالصورة إللي متخيلها.


عزت: هي ماسة لسه تعبانة؟


نظر سليم له وهو يهز رأسه بنفي ممزوج بتوضيح: تؤ ماسة كويسة من فترة، هى بس عندها امتحانات وأنا قاعد معاها، بعدين أنا بخلص كل حاجة بالتليفون، متقلقش كله تحت الكنترول، أنا سايبلك حاجات بسيطة،( بمزاح خفيف) ولا إنت أخدت على الراحة ومش عايز قلبة دماغ، وعايز تدلع شوية وتعوض السنين إللي فاتت يا باشا.


تبسم عزت وقال بتعب: حاجة زى كدة، 

أخرج أنفاس ثقيلة متعبة أكمل:

تعبت يا سليم، سنين وأنا بحارب وسط غيلان، عشان أعمل كل ده، وأأمن مستقبلكم، وأكبّر أسم العيلة، أنا معملتش الإسم ده ولا كل الملايين إللي غرقانين فيها دي بسهولة، إنتم مش عارفين حاجة، ولاعشتوا ربع إللي عيشته، إنتم فى الامان والرفاهية دي بسببي، بسبب تعب وسهر السنين.


سليم بكبرياء وقوة وهو ينظر بعينيه من حوله: يمكن إنت تعبت عشان تبني كل ده ..

عاد بنظراته له بتركيز ثم قال بنبرة جدية وبغرور لا يليق إلا به:

- أنا كمان تعبت عشان أرجعهولك من تاني بعد ماوثقت فى ناس غير جديرين بيها، وكانو هيدمرو كل شيء عملته، ومازلت بحارب زيك عشان افضل محافظ عليها، أنا من وقت مارجعت من السفر من تسع شهور مارتحتش خالص.. حتي فى الفترة اللي كنت واخد إجازة فيها وقاعد مع مراتي...

ارتسمت على شفتيه إبتسامة خبيثة أكمل ..

_عموما أنا عندي ليك خبر حلو، بعد فترة الغياب دي، عشان متقولش سليم راجع وإيده فاضية.


ابتسم عزت: سمعني.


سليم بجدية ممزوجة بكبرياء: عامر كان جايب شحنة قمح بآخر فلوس معاه، فأنا عملتله حفلة عيد ميلاد بيهم.


نظر عزت له بتركيز شديد: إزاي؟ 


سليم بشر: عرفت الميعاد، وبعت رجالته يحطوا كام قنبلة فى صندوق العربيات لما كانت لسة بتتحمل في المينا، وقبل مايستلمها بكام متر( بحركة أيد ) بوووم.


عزت باستغراب : اتأخرت على إنك تحاسبهم، أنا قولت نسيت.


هز سليم رأسه بنفي قائلا بعقلانية ممزوجة بذكاء وبنبرة تعكس قوته وثقته بنفسه: لااا يا باشا سليم مابيسيبش حقه، كل الحكاية كان لازم أخسرهم كل الملايين إللي عملوها على حِسنا، وأستردها كلها، كان لازم يرجعوا صراصير زى ماكانوا، وبعدين أحاسبهم بعد ما أشوف حسرتهم.


عزت بتنبيه: بس عامر مش هيسكت وأكيد هيرد.


هز سليم رأسه برفض وقال بكبرياء: ولا هيعمل أي حاجة! هو دلوقت أضعف من إنه يرد، بعدين ما يرد احنا قدها متقلقش كله تحت الكنترول،  أما سالي إنت هتساعدني فيها.


نظر لها عزت باستغراب: إزاي؟


طرق الباب دخل الساعي ووضع القهوة على الطاولة التي تتوسط المكتب وخرج ... 


أمسك سليم الفنجان وارتشف القليل منه، نظر لعزت قائلا.


سليم بدهاء وشيطانية: سالي عندها منتجع سياحي فى شرم الشيخ ناجح جداً، وبيدخل كل سنة مش أقل من ٢٠٠ مليون، وإحنا قررنا ندخل في مجال المقاولات والسياحة، وبدل ما لسه هنبني ونستنى وقت هناخدها جاهزة .. بس ده مش هيحصل إلا فى حالة واحدة لما تبيعها، وطبيعي دا مش هيحصل غير لما تخسر، فأنا عايزك تبعت ناس من عندنا، من مختلف الجنسيات والطبقات للمنتجع، يعملوا شوشرة، يعني شوية إشاعات بس تتنفذ بذكاء، مثلا الأكل مش نضيف، فاسد، كم واحد يتسمم ويعمل بلاغ، إن الغرف مش نضيفة فيها حشرات، تحرش العمال بالسياح الأجانب، الـ staff بيتعاملوا وحش جداً مع النزلاء، ويــا سلام بقى لو عرفت تجيب كام واحد من المشاهير وتديهم فلوس ويطلعوا فى برامج ويقولوا الكلام ده، الناس طبعاً هتصدقهم، غير إننا هنبعت ناس من رجالتنا ويضربوا نار فى خناقة، هيحصل ذعر بين النزلاء وهيسيبوا المنتجع، وفي ظرف شهرين ثلاثة، هوب محدش هيدخل المنتجع تاني، بسبب سمعته إللي هتبقى تحت الأرض، وإنه مش أمان، ووقتها سالي هتضطر تبيعه بأرخص ثمن عشان تدفع الديون اللي عليها للبنك قبل ما تتحبس، لإننا هنطلب من البنك يطالبوها بالقرض، مقابل إننا مانسحبش كل شغلنا من عندهم، و طبعاً محمد الرشيدى مايقدرش يزعل عزت الراوي، فالـضغط عليها هيكون من كل الإتجاهات، هتنهار، وتتجنن، خصوصاً إن محدش هيقبل يسلّفها، وإحنا إللي هنشتري المنتجع بس هنغير اسمه وهنرجعوا أحسن من الأول.


عاد عزت بظهره وهو يرمق سليم بعينه باستغراب قائلا بجبروت ممزوج باستخفاف: هو ده إللي هتعملوا معاها بس؟ ده بنعملوا لو عايزين نخسّر منافس فى السوق، مش واحدة اشتركت في محاولة قتلك؟


سليم وهو يحتسي القهوة باستنكار: باشا إحنا من إمتى بنقتل الستات؟ أكيد عملالها مصايب هتظهر ويقتلوها أو هتهاجر لولادها كندا، ده فى حالة لو متجننتش ودخلت السرايا، متقلقش هتتقتل هتتقتل بس بإيد بعيدة عننا.


عزت وهو يهز رأسه بالموافقة قائلا بجبروت: ما قصدتش من كلامي إنك تقتلها، لأنك عارف كويس ان دي مش طريقتي، بس كنت أقصد حاجة تكون أقوى من الحركة اللي إنت عايز تعملها دي، هي وعامر حاولوا يقتلوك، عموما خلاص سيب الموضوع ده عليا، ومش في شهرين ثلاثة فى ظرف شهر هنهيها، عشان أي واحد خطط لقتل حد من ولادى لازم يتحرق، أنا كنت هتصرف من زمان بس إنت اللي وقفتني.


سليم بطريقة سايكو إلي حد ما: أصلك ماشي على طرق قديمة أوي،  تخسرهم كل حاجة مرة وحدة، طب فين المتعة ؟؟ فين التشويق !!! المتعة يا باشا بإنك تشوف عدوك وهو بينهار قصاد عينيك، وحدة وحدة، بيموت في الثانية ألف مرة، بيبكي بدل الدموع دم، مش عارف الضربة جاية منين، بينام مغمض عين ومفتح عين، الخوف بيقى ملازم ليه في كل لحظة، كل طوبة بناها زمان.. وتعب السنين وسمعة وإسم العيلة بينتهوا وهو واقف متكتف مش عارف يعمل إيه!! هي دي المتعة، لكن القتل بالنسبة ليهم راحة يا عزت باشا، وإحنا مش عايزينهم يرتاحوا، إنت بس وصلّهم إنهم يقتلوا نفسهم بإيديهم وإيدك نضيفة واستمتع بالمشاهد.


ارتسمت على شفتي عزت إبتسامة فخر بسليم فقد طاب له الحديث وهو يهز رأسه بإيجاب قائلا: عاش يا ابن الراوي، انت كدة ابن عزت بحق، كده تمام ياسليم من بكرة هانفذ الخطة.


سليم : ماشي طب أنا هقوم عندي شغل .. 

نهض و بابتسامة قال: 

_بقولك ايه يا بوص أبقى أقفل الباب عليك بالمفتاح مش سليم بس اللى مابيخبطش... ها... غمز له 😉


رفع عزت عينه لسليم بارتباك وابتلع ريقه بخجل مبطن فهو فهم ما يرمي إليه سليم ..


لوى سليم شفتيه وهو يبتسم نصف إبتسامة خبث وضع أصابع يده على فمه بمعنى ... هشش سرك في بير (🤫🤫) ورحل.


أثناء خروجه رفع عينه نحو نانا بإبتسامة خبيثة ماكرة ... 

حاولت نانا أن لا تقع عينيها في عينه، ارتسمت على شفتيه ابتسامة أوسع وأكبر وخرج ..كانت تنظر نانا لأثاره حتي تأكدت أنه ابتعد .. هرولت نانا إلي مكتب عزت.


نانا بخضة: سليم عرف حاجة؟


رفع عزت عينه لها وهز رأسه بنعم.


نانا بتوتر: هتعمل أيه؟


عاد عزت بظهره بغرور وقوة: هو أنا هخاف من سليم؟


جلست على المقعد أمامه قائلة بتوضيح: مش خوف بس احتياط، كدة فيه ورقة مهمة فى إيد سليم ضدك.


عزت بثقة : مش سليم اللي أخاف منه أو أتوتر لأنه مسك عليا ورقة زي دي يا نانا.. أنا عارف أخلاق سليم كويس.


نانا: أمال هتعمل إيه؟!


عزت: ولا أي حاجة ولا كأن حاجة حصلت، المهم احجزيلنا يومين فى لبنان سليم رجع.


نانا بفرحة و بنظرات إغراء: عنيّا ( بدلع ) وزتي هتجبلي العربية اللي نفسي فيها؟


عزت تبسم: النهاردة هتستلميها.


نانا بدلع: روح قلبي أنا.


بقلمي_ليلة عادل(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩♥️


_ مكتب سليم،الحادية عشر صباحاً 


_ دخل سليم من باب المكتب وكان خلفه السكرتيرة نور وهي تتحدث.


نور باستفسار : سليم بيه عامل إيه حمدلله على السلامة بقالك كتير إجازة.


ألتفت سليم لها وقال بعملية: أنا كويس، نور عايزك تبعتيلي مستر هاني المنسي مدير الحسابات حالا.


وأثناء توقفها جاء مكي وهو يمسك ملف.


مكي: سليم باشا.


رفع سليم عينه نحوه: إستنى يا مكي .. وجه نظراته لنور بعملية: يلا يا نور بسرعة لسة واقفة.


نور: حالا عن إذنك. 


خرجت نور وأغلقت الباب خلفها.


مكي وهو يقدم له الملف: إسماعيل بعت الأوراق دي ومشي بسرعة عشان عنده إجتماع فى الوزارة، وعامر هاجر لأولاده إياد ابنه رجع أخده وقاله كفاية لحد كدة مش عايزين مشاكل..


أخذها سليم منه وفتحها وهو يقلب بها قال ببرود: عاقل اياد، الخيانة وحشة أوى يا مكي.. 

رفع عينيه له وواصل بعقلانية:

_خصوصاً لو من الأصدقاء، عامر وعبد القادر وسالي كانوا أصدقاء العيلة من سنين، وجدى وقف معاهم كتير، حتى الباشا كمل مسيرته ورفض إنه يفسخ عقود الشراكة، قال نبني منهج جديد، برغم إني حذرته، كل ما الملايين تكتر والشغل يكبر هيطمعوا، خلينا إحنا عيلة مع بعض بلاش أغراب، بس ماسمعش الكلام و راحوا اشتركوا مع الصياد والشعراوي عشان يتخلصوا مني.


مكي بعقلانية وتنبيه: هما يستاهلوا اللي حصلهم، بس عايزك تاخد بالك، إنت عمال تربي في أعداء، محمود لسة عايش وأكيد مش هيسيب تار أبوه، وسكوته لحد اللحظة دي برغم رجوعك يقلق، وبعد إللي حصل لعامر، فتحت باب جديد لولاده، وسالى، دا غير ولاد الصياد والشعراوي، في أبواب كتير مفتوحة، إنت آه معملتش بإيدك، بس هما متأكدين إنك السبب فى تسليمهم لرجال المافيا والتخلص منهم، حتى لو اياد سكت وأخد باباه وسافر بس لازم تحذر حتى لو مقتلتش مش هقولك تاني انت مبقتش لوحدك.


ركز سليم نظره فى عينيه بعدم خوف تعكس قوة شخصية: في العالم بتاعنا ده لو خوفت هتتقتل، إنت فى غابة ولازم تبقي أسد ومحارب قوي عشان تعيش وتكمل وسطهم متقلقش ( نظر في الأوراق مرة أخرى ) ها فيه جديد؟


مكي وهو يهز رأسه بلا: لا مافيش ما تقابلوش تاني؟


سليم رفع عينه: بس أكيد بيتقابلوا فى القصر.


هز مكي رأسه بنعم: أكيد، تحب نجند حد من الخدامين غير عفاف.


سليم باستنكار: مش مستاهلة هيتربوا قريب.


وأثناء تقليبه فى الأوراق ظهرت صورة لفتاة وهي سارة زوجة عماد وعماد معها أمسكها وهو يركز النظر بها.


سليم بتساؤل: سارة صاحبه صافيناز بتعمل إيه؟


مكي هو يرفع كتفه بعدم معرفة: مش عارف مشفتش الملف، مش مكتوب فى الملف؟ 


سليم: تؤ.


رفع هاتفه وقام بعمل مكالمة لإسماعيل وهو يتحدث باستخفاف: ألوو... إيه عملهالي مفاجأة.... ملفّك مش كامل ليه ولا بتختبر ذكائي في حل الكلمات المتقاطعة.


أتاه صوت إسماعيل من إتجاه آخر.


إسماعيل بعملية: كنت عايز أسمع صوتك وأعرّفك بنفسي الحل، أكيد بتسأل على سارة،  هي صديقة صافيناز المقربة، لسة مش متأكد من كل المعلومات، بس عماد بيتردد عليها كتير و واخدلها شقة في المهندسين ..


فور استماع سليم لحديث إسماعيل بدأ يظهر علامات الإندهاش الخفيفة علي ملامحه، ممزوجة بابتسامة سعادة لإن عماد أصبح تحت أيده.


أكمل إسماعيل قائلا: بنسبة كبيرة هيطلعوا متجوزين بس لسة هتأكدلك الجواز شرعي ولا عرفي، أعطيني ٢٤ ساعة، فيه صورة تانية فى آخر الملف.. فتحها سليم،.. أكمل....

 مازن سنتين بنسبة ٩٩٪ ابنه.


سليم بابتسامة: طب ده جميل، إنت تستاهل مكافأة كبيرة، عموما كمل وقولي وحضّر نفسك عندنا نقلة الأسبوع الجاي غير نقلة الدهب.


إسماعيل: مقبرة جديدة.


سليم: امممم سلام.


أغلق الهاتف نظر لمكي قائلا: مكي هات حد من الرجالة وشه مش معروف ٢٤ ساعة يبقى ورا عماد فاهم،الثانية متعديش


مكي: أمرك حاجة تاني.


سليم: لا.


نظر له مكي بارتباك يبدو أنه يريد أن يسأل شيء. 


دقق سليم النظر في ملامحه وشعر أنه يود قول شيء

  سليم متسائلا: شكلك عايز تقول حاجة ! قول...


مكى بإرتباك مبطن: لا مافيش، بس إنت هتعاقبهم إمتي و إزاي؟ 


سليم: اجمّع معلومات أكتر بعدين نربيهم.


طرق الباب و دخل هاني رجل فى منتصف الثلاثينات.


رفع سليم عينه نحوه: أهو هاني هيقولنا كل حاجة أقعد يا هاني.


مكي: طب أنا برة.


هز سليم رأسه بالموافقة.


مكي قبل خروجه تساءل بتلعثم : هي ماسة هانم هتروح في مكان النهاردة؟


سليم وهو يهز رأسه بلا: تؤ بس إشمعنا بتسأل؟


مكي بارتباك مبطن: عشان أحضر الرجالة يعني بقالها كتير مازارتش أهلها ولا حتى هما جم، يعني توقعت إنها ممكن تروح تشوفهم.


سليم بنفي: لا، روح إنت دلوقتي.


خرج مكي وهو يشعر بخيبة أمل.... كان يود رؤية سلوى فقد اشتاق لها بشدة.


جلس سليم على المقعد الأمامي للمكتب المقابل لهاني

قائلا بإبتسامة: قولي بقى يا هاني.. مستر طه طلب منك الحسابات؟ 


هاني: أيوة يا فندم.


سليم: وإنت قولتله إيه؟


هاني: هجهزهملك، هما جاهزين زى ماحضرتك أمرت، بس مستني أوامرك.


سليم: اديهمله، إحنا معندناش حاجة نخاف منها روح إنت، ولو حصل حاجة تاني قولي.


هاني: أمرك عن إذنك.


نهض هاني وخرج، نظر سليم فى الأوراق وهو يلوى شفتيه بنصف إبتسامة خبيثة وقال بنبرة سخرية: مستر راؤول مرة واحدة يا عمدة هههه يا قلبك.


رفع هاتفه قام بعمل مكالمة وتحدث بالإيطالية: ألو ماركو لقد اشتقتلك كثيرا .. قريباً .. كنت أريد منك شيء أسمعنى جيداً.


🌹______♥️بقلمي_ليلة عادل ♥️_______🌹


مدرسة ماسة الواحدة ظهرا 


_ المرحاض 


_ نشاهد ماسة تقف أمام الحوض و تغسل وجهها ويديها وأثناء ذلك دخلت مجموعة من الفتيات اللواتي يرتدين ملابس مدرسية ويبدو من مظهرهن أنهن فى المرحلة الثانوية رفعت ماسة عينيها نحوهن في المرآة بابتسامة جميلة.


توقفت الفتيات بالقرب من الحوض وهن يتحدثن ويضحكن... ركزت أحداهن النظر في ماسة وقالت.


الفتاة: هاي.


التفتت لها ماسة وقالت برقة: هاي.


الفتاة بتساؤل: هو إنتي معانا هنا؟ أنا شوفتك قبل كدة بس مشيتي على طول.


ماسة بإبتسامة: آه معاكم.


الفتاة بتعجب تساءلت بحماس: أمال مابشوفكيش بإستمرار ليه؟ ميس نادية مش بتكلمك على غيابك المستمر؟ وهو إنتي إسمك إيه ؟ وفى سنة كام شكلك فى ثانوي معانا.


كادت أن تتحدث ماسة.


لكن سرعان ما اقتربت من الفتاة فتاة أخرى وقالت فى أذنها بهمس: مالكيش دعوة بيها.


رفعت الفتاة الأولي عينيها باستغراب قالت الفتاة الثانية بعينها بمعنى (بعدين هقولك)


الفتاة الأولى نظرت لماسة بالإنجليزية: طب (سي يو) باي يا قمراية نتكلم بعدين.


ماسة بإرتباك وأسف: أوكي، باي.


خرجت الفتيات من المرحاض وماسة خلفهم توقفت تشاهد أثارهم بأسف فهي كانت تريد أن تتعرف عليهم بشدة وأن يكون لها أصدقاء كما تتمنى، لكن لا تعلم ماذا قالت الفتاة الأخري لها وجعلتها تذهب مسرعة قبل أن يكملا حديثهما ...


وأثناء تحرك الفتيات قالت الفتاة الثانية: دي مرات سليم الراوي ....


الفتاة الأولى التي كانت تتحدث مع ماسة بصدمة: أيه؟


الفتاة الثانية: امم حضرت فرحه مع بابي، خلينا نبعد وأقولك.


على إتجاه أخر نشاهد ماسة ومازالت تتوقف وهي تنظر لأثارهن بإستغراب.


اقترب عشري من ماسة.


عشري بإحترام: ماسة هانم سليم بيه وصل.


هزت ماسة رأسها بنعم وتحركت معه.


_ أمام مدرسة ماسة من الخارج.


_ نشاهد سليم يتوقف أمام السيارة، يمسك بين يديه مجموعة من البالونات مختلفة الألوان، ينظر لها بإبتسامة مشرقة.


حين شاهدته ماسة ارتسمت على شفتيها إبتسامة عريضة، ركضت عليه كطفلة تركض إلى حضن والدها، ضمته بشدة وهو أيضا... بعد قليل أبعدها قليلاً.


سليم وهو يضع يده أسفل ذقنها تساءل باهتمام: ها، حليتى كويس؟ 


ماسة هزت رأسها بإيجاب: اممم كان سهل أوي زي ما قولت.


سليم: مش قولتلك اطمني وبطلي توتر.


ماسة وعينيها على البالونات بإبتسامة: دول ليا؟


هز سليم رأسه بنعم بإبتسامة جذابة.


مدت ماسة يدها وأخذتهم منه: ميرسى يا كراميل، مرة ورد ومرة عقد من القرنفل ومرة بالونات إيه الدلع ده كله.


سليم بحب: لو مكنتش أدلع قطعة السكر بتاعتي مين يدلعها ها.


ماسة بدلع: هاخد على كدة.


نظر لها سليم بنظرات عاشقة وهو يعود بخصلات شعرها للخلف: خدي... قبلها من أحد عيونها. 


وفتح لها باب السيارة برقي.


سليم بتهذب وهو يشير بيده: اتفضلي يا مولاتي.


ابتسمت ماسة له بحب وضع سليم يده في سن السيارة من أجل حماية رأسها، دخلت ثم دخل خلفها ... 

ربطت ماسة رباط البالونات في مقبض السيارة من الداخل ... ثم تعلقت بذراع سليم وقبلته من خده ونامت على كتفه وشبكت يدها بيده.


سليم: هوديكى مكان هيعجبك أوي نتغدي فيه.


ماسة بدلع يليق بها رفعت عينيها له: كراميل أنا عايزة أروح سيوة وواحة الفرافرة بعد الإمتحانات.


نظر لها وهو يعقد حاجبيه بإستغراب: اشمعنا سيوة والفرافرة؟؟ وعرفتيها منين؟


ماسة: من كتاب التاريخ وميس منال، بيقولوا فيهم أماكن حلوة أوي وتاريخية وحضارة، وبحيرات مياه عذبة ومالحة وصحراء بيضا وحمرا.. روحتهم قبل كدة؟ 


سليم بنفي: تصوري لا، بالرغم إني لفيت العالم.


ماسة بعقلانية: إنت لفيت دول العالم، بس أكيد روحت مدن مشهورة، أكيد فيه مدن فيها مزورتهاش، تعال كل فترة نروح سوا أماكن جديدة وغريبة إنت مروحتهاش قبل كدة.


سليم بحماس: موافق جداً، أول ماتخلصي نروح سيوة والفرافرة ونقضى كام يوم.


ماسة بشغف: نروح كل الواحات سيوة والداخلة والخارجة والبحرية والفرافرة كلهم فيهم أماكن حلوة.


سليم وهو يقبلها من رأسها: هوديكي كل اللي نفسك فيه، وهاكلم ناس يكونوا معانا عشان يودونا كل البازارات والأماكن اللي هناك.


ماسة بسعادة كبيرة طفولي: إنت أحلى كراميل في الدنيا...بحبك

ضمته وقبلته فى خده أكثر من قبلة بجنون.


_فى أحد البواخر النيلية الفخمة جداً الثانية مساءً.


نشاهد سليم وماسة يدخلون من باب الباخرة وهما يتحركان وسط الطاولات.


نظر سليم لماسة بطرف عينه بلطف: تحبي تقعدي فين؟


ماسة وهي تمرر عينيها على الطاولات أشارت على أحدهم: هنا.


توجهوا نحوها سحب السليم المقعد لها باحترام جلست وضع قبلة على أعلى رأسها، تبسما لبعضهما ثم تحرك وجلس أمامها وهو يمرر عينيه من حوله.


سليم بتساؤل: إيه رأيك؟


ماسة بسعادة: حلو وهادي شبهك وشبه العالم بتاعك.


رفع سليم أحد حاجبيه بإستغراب: العالم بتاعي !!! وأنا عالمي عامل إزاي بقى؟ أوصفيهولي كدة.


ماسة عدلت من جلستها حيث فردت ظهرها وتحدثت بارستقراطية قالت بعقلانية: هادي، بس كله فخامة وأنيق جدآ، كل حاجة فيه بالسكينة والشوكة، بدلة اسموكن، معاها فستان سهرة شيك بكام ألف دولار، متزين بكوليه الماظ، سيجار من أفخم الانواع...يمكن من برة شكله حلو وجذاب ولطيف، مبهر ... بس !!!! لما تقرب منه تحس إنك مشتاق إنك تقلع البدلة وتلبس بنطلون وقميص وترمي السكينة والشوكة، وتجري وتصرخ بأعلى صوت من غير تكلّف ولا تفكير بأي عواقب. 


ارتسمت على شفتي سليم إبتسامة صغيرة ونظر لها بتركيز: عجبنى أوي وإنتي بتتكلمى شبه فايزة وصافي بس بليز متتكرريهاش.


ضحكت ماسة بخفة: بجد أبهرتك.


سليم: جداً ...أكمل (بنظرات عاشقة) تعرفي برغم الفخامة والأبراج العالية إللي وصفتيها، لكني باحب وبفضل عالمك، إللي من غير سكينة وشوكة ومن غير بدلة وفستان، ولا أماكن غالية، بحب بساطتك وهدوئك.


ماسة: طب أوصفلي عالمي.


سليم بنبرة رجولية جميلة وهو مسلط عينه عليها بعشق بعين تلمع: امممم فستان بسيط كله فراشات، بضحكة حلوة صافية من القلب، مافيهوش أى دوشة، جنينة كلها ورد وشجر وشلال ميه صافي وجذاب وبيسحر بشكل مش معقول، إنتي شبه المية الصافية، الهادية، البسيطة، لايمكن الإستغناء عنها، ولو حد فكر يبعد عنها يموت، كل إللي قولتيه فى العالم بتاعي الإستغناء عنه شئ عادي جداً، لكن إنتي !!!! يستحيل.


ماسة وهى تضحك بمزاح: ده أنت حبتني أوي وكدة هتغر. 


سليم بحب: قولتك قبل كدة اتغري براحتك، لإنك تستاهلي، الغرور بيليق بيكي.


ماسة بمزاح لطيف: طب فين الأكل أنا جعانة، يلا أعمل بصباعك كدة ( 🫰) عشان ينزلو الأكل.


سليم وهو يضحك: أنا طلبت استيك هيعجبك أوي، لحم غزال ومش محتاج أعمل بصباعي كدة(🫰) يا لمضة هما خمس دقايق وينزلوه عشان لازم يستوي كويس.


ماسة بإبتسامة: ماشي يا كراميل ...

زمت شفتيها بضيق واشتياق وقالت:

_ ماما وسلوى وبابا وإخواتي وحشوني أوي، سلوى مشغولة في المذاكرة عشان عايزة تلحقني وتخش معايا سنة خامسة، وأنا كمان مشغولة في المذاكرة عشان خاطر أنجح، مش عارفة أشوفهم ولا أكلمهم، وحشوني جداً، هتصل بيهم أطمن عليهم.


أخرجت هاتفها من جيب الجاكيت وقامت بعمل مكالمة.


سليم بغيرة مبطنة: إحنا سوا دلوقتي كلميهم لما نروح.


ماسة بدلع: مش هَطَول يا كراملتي. 


أعطته قبلة على الهواء هز سليم رأسه بإيجاب وبضيق وغيرة مبطنة.


ماسة بشوق كبير: ألو ماما حبيبتي وحشتيني موت .... الحمدلله ... حليت كويس كان سهل آه .... يارب يا ماما دعواتك .. إيه .. آه.... الله يسلمك... رفعت عينيها لسليم وقالت ماما بتسلم عليك ... هز رأسه بإيجاب .... أكملت ماسة حديثها .... لبعض من الوقت.


وأثناء حديثها كان يبدو على ملامح سليم الضيق والغيرة التي كان يحاول أن يُخفيها بكل قوته، لكن فضحته تلك النظرات الذائغة فى الأركان، وطريقة احتسائه للماء وجزت أسنانه التي أعلنت بشكل قوي عن رفضه وغيرته من تلك المكالمة، خصوصاً عندما تضحك بمرح معهم، وتعبيرها عن مدي حزنها إنها لم تراهم وتتحدث معهم خلال الأيام الماضية وكم تشتاق لهم، فهذا الشيء أزعجه بشدة، شعر أنه غير مكتفية به برغم كل ما يفعله من أجلها !!! لكن عدم وجود أسرتها ورؤيتهم يشعره بضيق ..كما انه منزعج من تحدثها معاهم كل ذلك الوقت... فهو لا يريدها أن تنشغل عنه طول مكوثهما  معا يريد أن يكون الوقت كله مِلكا له فقط. بعد وقت انتهت المكالمة، مر أكثر من ربع ساعة، لكن مروا عليه كأنها ساعات طويلة ..

بعد الإنتهاء أغلقت ماسة الهاتف ووضعته على الطاولة أمامها ولكن ننتبه أثناء المكالمة جاء الطعام ووضعه الجرسون علي الطاولة.


سليم بإنزعاج: كل ده؟


ماسة وهى تحتسي الماء: كانو واحشني أوي.


سليم تنهد بضيق مبطن: طب يلا كلي الأستيك برد.


هزت رأسها بإيجاب، أمسكت  الشوكة والسكينة وأخذت تتناول الطعام وقالت. 


ماسة: حلو أوي فعلاً، ماما بتقولي سافرت البلد الفترة إللي فاتت عشان تشوف خالتو، وكانت عايزة تشوفني وقالت هتيجى لما أخلص امتحانات تزورنا تقعد كام يوم.


هز سليم رأسه بنعم لكن بجمود: كويس.


أكملت: وفضلت تشتكيلي إن يوسف وعامر مش بيذاكروا.


سليم وهو يتناول الطعام: اممممم.


أكملت وهي تضحك: ولا سلوى مش بتعمل حاجة خالص، مركزة في المذاكرة وبس، واخدة المذاكرة حجة عشان متساعدش ماما، أصل ماما مش بتحب حد من الخدامين يعملوا الأكل، بتقول لازم الست هى إللي تعمل أكل لبيتها وعيالها و...


لم يعد بإمكان سليم السيطرة أكثر على غضبه وغيرته فقاطعها بحدة خفيفة: ماسة ممكن تخليكي معايا شوية، ركزي معايا أنا، وكفاية كلام عنهم، أنا سمعت المكالمة كلها وفهمت من ردودك إللي حصل.


عادت ماسة بشعرها خلف أذنها بإرتباك لا تفهم ماذا حدث كانت تحب أن تشاركه وتعلمه كل شيء: حاضر أنا بس كنت باحكيلك عادي بندردش.


تنهد سليم وحاول تمالك زمام الأمور لكي لا يحزنها وضع الشوكة والسكينة فى الطبق أمسك يدها وقال بحب وحنان: أنا ماقصدش يا عشقي، بس خلينا مع بعض، يعني من وقت ماشوفتك مابطلتيش كلام عنهم، ركزي مع سليم شوية، إيه سليم ماوحشكيش.


تبسمت ماسة وقالت ببراءة وحب ممزوج بإستغراب فهي فهمت أنه يغير من عائلتها عليها فهى ذكية جداً: إنت بتغير من ماما وبابا وإخواتي؟


ركز سليم النظر في ملامحها وقال بتملك: قولتلك وهقولها تاني، أنا بغير عليكي من الهوا اللى حواليكي، إنتي ملك لسليم وبس، وقتك وكلامك وضحكتك لسليم وبس، أنا عشان عارف هما بالنسبة ليكي إيه ! سايبك معاهم، ولولا كدة ماكنتش سمحت لحد يشاركني قلبك وحبك وضحكتك ووقتك لإنهم ملكي، وأملاك سليم مينفعش حد يشاركه فيهم هما ملكية خاصة، مهما كانو مين، بس عشان خاطرك عملتك استثناء بس بنسبة يعني لما نبقى مع بعض بالاخص في الأوقات اللي زي كده، تبقي معايا زي ما أنا معاكي ما ينفعش اسيبك و أتكلم في التليفون أكتر من ربع ساعة مهما كان هو مين.


ابتسمت ماسة بتفهم: وأنا موافقة تغير عليا من أي حاجة بس إلا هما.


سليم باعتراض ممزوج بتوضيح: لا،مقدرش أوعدك بده، بس أقدر أوعدك إني هحاول أسيطر على غيرتي عشان مقدرش أزعلك، بس أوعديني إنك تسامحيني لو غصب عني خانتني غيرتي وتصرفت تصرف طايش أو أهوج ... 

أمسك يدها بحب قرب جسده من الطاولة وقال بعشق يخرج من عينه:

أنا عارف إني بقول كلام غريب! كلام مش معقول ولا طبيعي، وإنك لازم تحبي أهلك، ده أكيد وشعور طبيعي، وإن إللي هطلبه منك دلوقتي هتقولي عليه جنون، بس حاولي تستوعبيني ( برجاء ) ماسة أنا مش عايزك تِعبّري عن حبك ليهم قصادي بالشكل ده تاني ممكن !! مش لازم تعبري، خلي حبك جواكي وعبّري عنه في أى وقت، بس مش قصادي !!! اتكلمي عنهم بس متقوليش مشتاقة ووحشوني قصادي، ماتخلينيش أشوف فى عينيك ليهم كم الشوق ده... 

قبض على كفها بحب وتملك باتساع بؤبؤ عينيه التى غامت بسواد العشق والتملك أكمل ببحة رجولية:

_أنا عايز ماشوفش فى عينك شوق غير ليا أنا وبس، أنا بس إللي أكون في قلبك، وتوأم روحك، أنا وبس إللي في حياتك، ووقتك، وضحكتك، وكلامك، وهمساتك، وأسرارك، وكل لحظة في حياتك ليا أنا، أنا وبس، ماسة ملك لسليم وبس.


تبسمت ماسة بحب وضعت كفها الآخر فوق كفه وقالت بعشق: ما أنا أنت... والله العظيم، إنت روحي وقلبي وعقلي وحياتي ونور عينيا، إنت أغلى عندى من نفسي، إنت لوحدك جوة قلبي والله، ومقدرش أعيش من غيرك أنا باتنفسك، بس دول أهلي، بابا وماما وإخواتي، هما ليهم حب من نوع تاني زي مابتحب باباك ومامتك و... 


قاطعها سليم: ماسة أناعمري عبرتلك عن حبي وشغفي بأهلي.


هزت ماسة رأسها بنفي كمل سليم: يبقى حاولي عشان خاطري، ماتقوليش قصادي كدة، ونفذي إللي بطلبه ريحيني، مش هتخسري شيء، بالعكس هتكسبي كتير صدقيني. 


ماسة بتساؤل: يعني أقول إيه أعبر إزاي؟ 


سليم: قولي ماشوفتهمش بقالي كتير، عايزة أشوفهم وأطمن عليهم، وحشوني  بس عادي كدة.


ماسة بتنهد و قلة حيلة : حاضر يا سليم مادام ده هيريحك هعمله برغم اني مش مقتنعة، بس هعمله عشان بحبك .... أمسكت الشوكة وبدأت بتناول الطعام قالت بنبرة مازحة لطيفة: ده إنت حالتك صعبة أوي.


سليم بحب وعينه مسلطة عليها: أنا بس بعشقك أوي.

(بتوضيح)صدقيني والله العظيم انا ببقى مبسوط وإنتي بتكلميهم، سعيد بالرابط الأسري إللي بينكم اللي انا محروم منه، ومستحيل أسمح لنفسي اني اضغط عليكي واحرمك من اهلك، بس انا عندي مشكلة بحاول علاجها، لحد معالجها حاولي تتحمليها وتشوفي أن في سليم حاجات كتير حلوة وتغمضي عينيك عن الصفة الوحشة دي لفترة مؤقتة ممكن تتحمليني يا قلب سليم.. 


 تبسمت ماسة بحب: حاضر وأنا والله العظيم بحبك أوي أوي ... أمسكت يده وقبلته منها بحب.


أمسكت الشوكة والسكينة وقطعت قطع من الأستيك وقدمتها له ... فتح فمه ليتناولها أبعدتها وهي تضحك بخفة وظلت تقرب وتبعد يدها أكثر من مرة بسرعة بمزاح ثم أطعمته .. وقضوا وقتا جميلا معا....


_قصر الراوي، السابعة مساءً 


_ نشاهد جميع عائلة الراوي يجلسون على طاولة السفرة  يتناولون الطعام وكان على الطاولة طعام شهي ولذيذ.


فايزة وهي تتناول الطعام تنظر لعزت: يعني سليم أخيراً رجع.


عزت وهو يتناول الطعام: آاه بس مش بانتظام.


صافيناز: هو أصلاً قاعد جنبها بيعمل إيه ؟ أكيد خفت يعني ده فات شهرين.


عزت: عندها امتحانات.


فايزه بسخرية: يا خلاشي وقاعد جنبها بقى بيذاكرلها ..

زفرت بضجر شديد وهي تقلب عينيها لأعلى .. 

_لو تسالونى إيه أكبر حلم بحلمه، هقولكم إني أصحى ألاقي سليم طلقها ورماها زي اللي قبلها ووقتها هعمل حفلة ولا حفلات العصر العثماني.


عماد بجدية : سليم لازم يرجع القصر بعد إللي عمله في عامر.


ياسين: هو إمتى سليم خطط ونفّذ أنا اتفاجأت. 


رشدى بغل مبطن: سليم ده داهية أقنعنا كلنا انه قاعد في عش العصافير مع مراته مش هيعمل حاجة، وهو بيخطط وبينفذ، أبليس ذات نفسه يتعلم منه.


عزت بثقة و قوة : عشان كدة قولت هو الوحيد اللي يصلح للكرسي.


منيٰ بتساؤل: حتى بعد ماتجوز ماسة الخدامة.


عزت بحدة : المهم الملك من ظهر مين؟ وبأسم مين؟ ماسة دلوقت اسمها ماسة الراوي زيك يا منىٰ، وبعدين أنا قولت مش عايز كلام تاني في موضوع ماسة، إنتهى.


نظر بضيق وتناول باقي الطعام.


((وبعد كم يوم ))


إنتهت ماسة من الامتحانات ولم يذهبا إلى القصر.


❤️_________بقلمي_ليلةعادل __________❤️


في أحد المطاعم الفاخرة الرابعة عصراً 


ـ مظهر عام للمطعم من الداخل وهو فارغ لا يوجد به زبائن، يوجد فقط مجموعة من الحراس يقفون وهم يحملون الأسلحة وحين نقترب  نجد سليم يجلس مقابل التابيلو على أحد الطاولات عليها كأس وزجاجة من الخمر وطعام لكن نتتبه ام سليم لم يتناول شيء


التابيلو وهو يحتسي كأس النبيذ الأحمر: سمعت أن زوجتك كانت مريضة لذلك لم تستطع مقابلتي عندما طلبت منك.


هز سليم رأسه بنفي: ليس لهذا السبب، ماذا تريد؟؟ 


تساءل التابيلو وهو يمضغ ما بفمه: لماذا أعطيت المقبرة لماركو؟


سليم: لأننا لن نعمل معك مرة أخرى، وأنت تعلم لماذا؟


التابيلو: لا تكن حساساً مثل والدك، أنت تعلم جيداً أن العواطف ليس لها مكان في عالمنا. 


هز سليم رأسه بنعم قال بعقلانية وقوة: أعلم هذا جيداً، وأعلم أيضا أنني أمتلك حرية القرار لمن أبيع تلك المقبرة، أنت تعاونت مع الصياد والشعراوي وعامر، وأنت تعلم مافعلوه معنا، وليس هذا فقط!! بل قمت بالسخرية من أبي ورفضت مساعدته، وتعاونت مع هؤلاء الحمقى، برغم  أنك تعلم، أننا من صنعناهم، وقمنا بتربية مخالبهم، (تبسم) لكن لا داعي للقلق، لقد قمنا ببترها مثلما قمنا بتربيتها، بالتأكيد جاءك خبر مقتل الشعراوي بعد أن قام ماكس بقتله، وقتل الصياد لنفسه بعد خيانة زوجته له.


التابيلو تبسم بِشَر: وأعلم أيضاً أنك من قمت بفعل كل هذا لكي تنتقم.


سليم بإستنكار:  أنا لم أفعل شيء، أنا فقط قمت بتوضيح بعض الأمور التي كانت تخفى عليك يا تابيلو وعلى الجميع، عندما تريد أن تلعب ، ألعب مع الكبار، وليس مع هؤلاء.


التابيلو: دعنا ننسى الماضي سليم، نحن نعمل معاً منذ زمن، منذ الجدود.


وقف سليم سريعاً وقال بجمود وهو يمد وجه برفض: طلبك مرفوض،  أنت قمتَ بخيانتنا، ولم تتذكر مافعله جدي معك، عندما كانت شِركتك بحاجة إلى النقود، وقام بمساعدتك، نحن لن نعمل معك مرة أخرى، وسأعطيك نصيحة قم بالبحث عن عمل آخر، لأنك لن تستطيع إخراج قطعة ذهبية واحدة من مصر بعد الآن، فقد أنتهى زمن التابيلو.


تحرك سليم مع رجاله.


أخذ التابيلو ينظر له بغيظ قائلا بإبتسامة شر: اليوم لك عزيزي سليم، لكن الغد للتابيلو أنتظر، هذه ليست النهاية، رفع هاتفه وقام بعمل مكالمة وهو يقول: نفذ ما طلبته منك .. تبسم بشر.


♥️________________بقلمي_ليلةعادل 。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。


ـ مجموعة الراوي 


- مكتب سليم، العاشرة صباحاً 


- يجلس سليم على مقعد مكتبه، يقوم بمراجعة بعض الملفات بتركيز، بعد دقائق رن هاتفه المتصل ريمون، نظر بإستغراب وهو يضيق عينه رفع هاتفه وتبسم تحدث بالإنجليزية.


سليم: مسيو ريمون كيف حالك.


أتاه صوت ريمون من الإتجاه الآخر الذي يتوقف فى مكان يشبه المخزن ويحاط به الحراس يحملون الأسلحة.


ريمون بجدية وتحذير: سليم سيقومون بمداهمة سيارتك.


عقد سليم بين حاجبيه متساءل: من.


ريمون: التابيلو.


تبسم سليم بغرور: أهلا بيه بمصر، هل لديك أي معلومات. 


تحرك ريمون وهنا يظهر رجل معلق على حبل مشنوقا رفع ريمون عينه وهو يمررها عليه بشر  قال: بتأكيد، خان من رجالي وقد قمت بقتله.


قاطعة سليم بسخرية: البقاء لله ساشرب قهوة سادة.


ريمون بجدية: لا تمزح الآن، سليم، فقد علموا بخط سير السيارات، وبالتأكيد نصبوا أفخاخ، هل لديك خطة بديلة سليم؟ 


توقف سليم بإبتسامة غرور تعكس قوته ودهائه: سليم دائما لديه خطط أخري، أستمع لي جيداً ريمون.


( بعد وقت )


نرى مكي وسليم وعشري وعرفان يجلسون مع بعضهم في مكتب سليم، ويبدو على ملامحهم الجدية، بينما سليم يقوم بشرح لهم خطة وهو يحرك يده، ويشير على كل واحد ويقول شيء، يبدو إنه يوزع مهام كل  واحد وبعد الانتهاء. 


سليم: مكي استناني في العربيه هعمل مكالمه.


هزه مكي راسه بايجاب: انت بلغت الباشا ولا لسه؟


سليم: اكيد وفهمته هيعمل ايه مع إسماعيل.

 

تحرك مكي واغلق الباب خلفه توقف سليم واخراج هاتفه من جايب البدلة قام بعمل اتصال بماسة  بعد قليل أتاه صوت ماسة التي تجلس امام الحاسب الالي تلعب زوما وتشغل اغاني معها مع تبديل الشاشة بينمها.


ماسة بابتسامة حب: حبيبي.

 

سليم تبسم: بتعملي ايه؟


ماسة: ولا حاجه بلعب زوما وبسمع اغاني


تبسم سليم: تمام يا عشقي، خدي بالك من نفسك، (صمت لوهلة قال بتوتر) ماسة ممكن تدعي لي.

 

ماسة: حبيبي ربنا معاك يا رب ويحقق لك كل شيء بتتمنيه وترجعي لي بالسلامه.


تبسم سليم قالا بتمني: ايوه دي احلى دعوه ادعي لي كده ارجعلك بالسلامه.


توقفت ماسه وعلى ملامح وجهها التوتر قامت بخفض صوت الاغاني:  بتقول كده يا سليم في حاجة؟

 

عدل سليم من صوت مسرعا لكي لا يوترها: لا بس هي الدعوه دي جميله ولا ايه؟ ماتقلقيش يا عشقي، مافيش حاجه انا بس احتمال أتأخر النهارده عشان عندي شغل مهم خدي بالك من نفسك.


ماسة: حاضر وانت كمان.


سليم: لا اله الا الله.


ماسة محمد رسول الله.


سليم:  سلام.


ماسة: سلام.


اغلقت ماسة الهاتف وهي تشعر ان هناك شيء ما وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يخفق بشدة ، مسحت على شعرها وقالت:  ان شاء الله مافيش حاجة، ربنا يرجعك لي يا حبيبي بالسلامه يارب استرها عليه وبعد عنه كل شر وخليه ليا.


توجهت الى المرحاض وقامت بالوضوء والصلاه ركعتين لكي تدعوا له 


على اتجاه اخر


 نشاهد سليم وهو يتنهد بافكار مضطربه ثم وضع الهاتف في جيبه وتحرك خارج المكتب


(وقت الغروب)


مظهر عام لأحد الطرق الزراعية المجهولة، الصمت  يعم المكان، ثم نرى سليم يتوقف على أعلى مبنى، يضع سماعة بلوتوث في أذنه، وهو ممسك بنظارة معظمة، يراقب شيء، وبجانبه أحد القناصة يضع بندقية وينظر من المنظار الخاص بها على إستعداد للطلق...


بعد ثواني 


نظر سليم من النظارة وجد سيارة نقل قادمة فى اتجاهمم ذو صندوق خلفي كبير.


سليم بجدية وهو يضع يده على ظهر القناص: مستعد.

 

هز القناص رأسه بإيجاب 


سليم: أول ما أقولك أضرب تضرب.


هز القناص رأسه بإيجاب

 

حرك سليم يده وهو يعد عكس: ٣، ٢، ١ .

ضرب على كتفه بنبرة حماسية: أضرب.


أطلق القناص رصاصة على أحد العجلات، فختل توازن السيارة لم يلبث إلا وأطلق أخري على عجلة أخرى، فتوقفت السيارة بعد إختلال توازنها وانحرافها عن الطريق.


وفجأة نرى رجال يرتدون ملابس سوداء يقتحمون المكان من بين الحقول الزراعيه، وهما يحملون الأسلحة الآلية ويحوطون بالسيارة، قاموا بتنزيل السائق وثبتوا مكانه، لكن أثناء ذلك نستمع إلى طلق ناري يأتي من بعيد..


حيث أقتحم عليهم رجال أخرون بدأوا يتبادلون الرصاص على بعضهم وهنا نستمع لصوت مكي 


مكي ببحة رجولية وهو يشير بيده: روح هناك، يلا هناك، وإنتم من هنا.


تحرك وهو يركض منحى الظهر توقف خلف السيارة وبدأ بإطلاق الرصاص..


 بينما سليم يتوقف باتساع عينه يشاهد ما يحدث قال ببحة رجولية شديدة: أضربهم  يلا واقف تتفرج.


أخرج مسدسه من خصره وبدأ هو الآخر بضربهم  من أعلى مع القناص.


أخذ مكي يضرب المقتحمون وكل من يأتي أمامه وهو مختبيء خلف أحد السيارت وألقى مصرع المقتحمون جميعاً.... 


مكى تحدث في السماعة: سليم إحنا بخير متنزلش عشان لو فيه غيرهم.


سليم بعند: نزلك 


أثناء تحركه قال بتنبيه وهو ينظر للقناص: خليك هنا و راقب الجو.


هز الشاب رأسه بنعم.

 

هبط سليم لمكي.


اثناء اقتراب سليم قال بإطمئنان: إنت كويس الرجالة كلهم كويسين (نظر من حوله) كلهم كويسين؟


الجميع: بخير يا سليم بيه.


سليم: طب يلا. 


تحرك ومعه مكي.


مكي بشدة هو ينظر من حوله: جزء معانا  وجزء يفتح عينه كويس.


 توقفا خلف سيارة النقل أمام الصندوق ينظرون له


جاء عرفان قائلا: سليم ساعتين تقريبا والتابيلو هيخرج من الفندق. 


هز سليم رأسه بإيجاب: طب خلي الرجالة تجهز بالخطة التانية، وكلم إسماعيل شوفوا عدا بالدهب مع رشدي ولا لا.


 هز عرفان رأسه بنعم وتحرك كم خطوة للخلف ورفع هاتفه..


سليم وعينه على صندق السيارة قال: إنتم هتتفرجوا يلا افتحوها خلينا نشوف فيها إيه؟


صعد بعد الرجال فتحوا باب الصندوق  وجدوا داخله الكثير من الأشولة.  


سليم بأمر: افتحوها.


بدأ الرجال بفتحها وجدو داخلها (دقيق و أرز )


سليم: فضي الدقيق و الرز ده.


 بالفعل ألقي بأحد الشكاير، وجدوا داخلها عدد من أكياس الهيروين، أمسك شاب كيس منهم وأطلع سليم عليها.


سليم بإبتسامة: اممم هيروين، ده يطلع كام جرام يا عرفان؟


أقترب عرفان وهو يدقق النظر: ربع كيلو.


سليم وهو يمد وجهه بفخر من نفسه: اممم ممتاز وبالعين  كدة تفتكر قد إيه الكمية اللي بالعربية؟ .


عرفان: أظن طن ونص أو اتنين.


مكي: لا خبير ... (نظر سليم) هتعمل بيهم إيه يا سليم.


تبسم سليم بشر: هعمل أحلى حاجة ممكن تتعمل بيها... مشوا السواق مالهوش علاقة وأمن عليه يا مكي.


هز مكي رأسه بنعم أقترب من عرفان متسائلا: ها رشدي عدي؟


عرفان: من زمان.


سليم: وعشري.


عرفان: لسة موصلش متقلقش مأمنه.


سليم: مش عايز ريشة تقربله هو والرجاله.


عرفان؛ متقلقش اللى معاه مش أى حد مدربين كويس بعدين إحنا هنوصل على المعاد.


سليم بمزح: طب خلينا نرحلهم عشان نستقبل كلنا  التابيلو العجوز الخبيث. 

💕______________,بقلمي_ليلة عادل⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

 

على إتجاه آخر فى أحد طرق الصحراوي.


كان داخل الليل  حيث نشاهد سليم ومكي يجلسون بداخل سيارتهم ثم توقفت على أعلى هضبة، وخرجوا منها، توقفا أمام السيارة،  كانت إضاءة السيارات توضيأ المكان بشكل قوي.


سليم بإنزعاج: خليهم يطفوا النور هننكشف


 حرك مكي يده بمعنى أقفلوا  النور.


على إتجاه آخر 


نشاهد عشري يقود سيارة نصف نقل ذو صندوق خلفي، يوجد بجانبه أحد الحراس يستمعون لأغاني شعبية ويغنون معها بانسجام وهم يهتزون ويدخنون سجائر ... بعد ثواني ارتسمت على شفتي عشري إبتسامة وهو ينظر على المرايا الجانبية، حيث وجد سيارتين خلفه يراقبونه ..  بعد ثواني  دخل داخل الصحراء وهم خلفه لكن ياحفظان على مسافة البعد بينهما ...


توقف بالسيارة، يتصنع عدم الشعور بهم تحرك بعيد عن سيارته هبط الرجل الذي معه خلفة معلقاً 


الرجل: رايح فين يا عشري بالفرح إللي  إنت عامله  ده، سليم بيه هيشلوحنا لو أتأخرنا


عشري: هفك مية يا عم.


تحرك عشري بعيد وخلفه الرجل 


الرجل بمزاح: هفك معاك.


توقفا بعيد عن للسيارة وتصنعوا إنهم  يعملوا حمام🤣


كانت تتوقف السيارتين التان تراقبهما بعيد قليلا يراقبون الموقف .. 


أحد الرجال: بيعملوا إيه.


نظر رجل بنظارة معظمة قائلا: بيعملوا حمام  .. 


رفعها من على عينه: بقولك ده  أنسب وقت نهجم ..


الرجل الأخر: طيب يلا كلم الرجالة في العربية التانية وخليهم يحطوا الكاتم.


وبالفعل اقتربوا بسيارتهم بشدة من السيارة التى كان بها عشري،  فور اقترابهم هبطوا وأحاطوها وهم يحملون الأسلحة بشكل احترافي.. فتح أحدهم باب الصندوق  .. لكنهم وجدوه فارغا ... نظروا بإندهاش


أحد الرجال بصدمة: أمال فين الدهب. 


اقترب عشري ومعه ترسانة من الرجال الذين ظهروا من عدم مازحا: أكلته القطة.


رفع أسلحتهم فى وجه عشري ورجاله


عشري بستنكار وقوه،: تؤ تؤ،  لو منكم مفكرش أضرب أصل إنتم هيتقتل منكم جزء، وإحنا هيتقتل منا جزء، وممكن كلكم وممكن كلنا، بدل ما نعور بعض ونزعل، ايه رأيكم كل واحد فينا يروح ويادار ما دخلك شر.


أجابه أحد الرجال الذي يبدو القائد: وإيه اللي يخليني أمشي مقتلكم وأرجعكم جثث للي مشغلكم.


وفجأة نستمع لصوت سليم يأتي من الخلف قائلا ببحه رجولية تعكس قوته ممزوج باستخفاف:  تبعتهملي ليه؟ أنا جيت بنفسي اخدهم معايا وأنا مروح، أصل أنا عارف رجالتي أشقية ما بيسمعوش الكلام...


 اتسعت عين القائد ومن معه، التفتوا وجدوا سليم متوقف ومعه مجموعة كبيرة من الرجال ومعهم أسلحة ..


فهم في وضع صعب جداً فرجال سليم يحاوطوهم بشكل دائري، وعددهم أكبر بكثير من عددهم ..


سليم بعملية ممزوجة بقوة: بقولك ايه يا بسام مش اسمك بسام!!  إنتم 10وإحنا ..  

نظر سليم من حوله ثم قال:  لا إحنا كتير أوي مش هقدر أعد تفتكر بالخبرة كدة نسبة نجاحكم قد إيه وإحنا نسبة خسارتنا قد إيه؟

وضع يده اسفل ذقنه منتظر أجابه 


نظر له بسام وهو يمرر عينه على سليم ورجاله بصمت أكمل سليم بنبرة مرعبة بذكاء وقوة:

- إنتوا نسبه نجاحكم صفر، وإحنا نسبة خسارتنا صفر، كلكم هتتقتلوا، وإحنا هيطلع من عندنا كم واحد مصاب بس .. أنا من رأيي تاخد رجالتك وتسمع كلام عشري وتمشي وتبلغ سلامي لمسيو  التابيلو.


بسام بقلق: وأنا إيش ضمني إنك هتسيبني عايش.

 

ارتسمت على شفتي سليم نص ابتسامة قال بنفي: مافيش ضمانات أنا بعرض عليك عرض ما يترفضش،  هتروح إنت ورجالتك زي ما إنتم من غير ما حد  يتعور تعويره صغيرة حتى، ولا تموت وتدفنوا مكانكم، وماحدش يعرف لكم طريق 

ويلا بسرعة قبل ما ألعب معاكوا لعبة الصياد تعرفها !


بسام يتعجب: إيه اللعبة دي؟


ضحك سليم ضحكته المميزة قائلا:  هقولك دي لعبتي المفضلة إنت بتبقى الصياد والفريسة هتاخد مسدسك بعدد طلاقات معينة وهما اثنين ورجالتك نفس الكلام وأنا كمان ورجالتي ونضرب في بعض بقى وكل واحد مسؤول عن نفسه بس أنا رجالتي عارفينها من زمان ومدربين عليها كثير تفتكر برده نسبة مكسبك وخسارتنا قد إيه !!!  (تبسم ) أكيد صفر


 نظر بعينه خلف بسام وقال بصوت أعلى قليلا:

وبعدين العرض ده للرجالة هما اللي يقررو يلعبوها ولا يروحوا؟


 نظر رجال بسام لبعضهم وبداوا في الإنسحاب واحد تلوى الاخر من المكان بعيداً، تبسم سليم بفخر تنهد بسام فهو تأكد إذا لم يتحرك الآن سيكون هلاكه، تحرك هو الآخر وركض نحو سيارته  وقادوها هاربين


 اقترب مكي من سليم قائلا: سليم لازم نمشي عشان التابيلو هيتحرك.

 

هز سليم رأسه بإيجاب.....


على إتجاه آخر 


نرى سيارة إسعاف تتحرك في أحد الطرق، حين ندخل للداخل نرى إسماعيل يجلس وعلى الترولي رشدي نائما لكن فاتحا عينيه.


رشدي بملل: ها هفضل كدة كتير


إسماعيل يعني شوية ( أكمل مازحا) بعدين ده إنت نايم على سرير بالملايين 


رشدي: متعرفش سليم هيعمل إيه مع التابيلو 


إسماعيل: لسة. 


وبعد وقت وصلوا لأحد المخازن المملوكة لعائلة الراوي ..


توقفت سيارة الإسعاف بالداخل أحاط رجال عزت بهم وكان عزت وياسين معهم فتحوا الباب الخلفي للسيارة.

 

عزت: حمد لله على السلامة.


نهض رشدي وهبط هو وإسماعيل من السيارة 


عزت بقوة وهو ينظر لرجاله: نزلوا الدهب يلا بسرعة


 حين صعد الرجال رفعوا الترولي الذي كان رشدي نائما عليه،  كان أسفله عدد كبير من سبائك الدهب الخالص


عزت: فين الألماظ.


أخرج رشدي من جيب البدلة كيس قطيفة وأعطاه لعزت وظل يبحث فى جميع جيوبه وهو يخرج الأكياس.


ياسين: أمال سليم فين. 


إسماعيل بيحتفل بالتابيلو بطريقته الخاصة.


عزت: المهم مش عايز تهور.


إسماعيل: سليم عاقل.


على إتجاه آخر 


نشاهد سيارة مرسيدس تتحرك في أحد شوارع القاهرة الشهيرة ليلا... وحين ندخل للداخل نجد السائق يقود السيارة وفي الخلف يجلس التابيلو ومعه. شاب في أوائل الثلاثينات وهو إريك أبنه الأصغر.


إريك بالإيطالية: لقد فقدنا الإتصال بأحد سائقي  

الشاحنات، قمت بإرسال بعض من رجالنا ولم يجدوها لقد اختفت.


التابيللو: كم كان بها.


إريك: طن ونصف.

 

التابيلو نظر له متسائلا؛ وباقي السيارات أين؟


إريك: لقد وصلت إلى المخازن، إلا تلك السيارة، الحمد لله أن جميع السيارات لم تسلك نفس الطريق، متى سنعود إلى إيطاليا يا أبي؟


التابيللو: بعد يومين؟


لكن ننتبه أثناء سير السيارة وتحدث إريك مع التابيلو إن السائق قام بتغيير خط السير بسبب تصليحات الطرق


أكمل إريك: الرجال لم يجدوا الذهب الخاص بالراوي.


التابيلو بغيظ: علمت وقد فروا رجالنا مثل الكلاب، بعد ما قام سليم بعمل كمين لهم.


إريك بتأنيب: لقد أخطأت عندما قمت بمداهمة شاحنات الراوي،قلت لك لا تلعب معهم، ولا تجلب لنا مصائب وتبدأ بالحرب، قلت لي لا تتدخل والآن أنا لا أتدخل وقد انتصروا علينا، وأشعر أن تلك الشاحنة أصبحت الآن في مخازن الراوي.


التابيللو بثقة: عزت لم يعمل في المواد المخدرة من قبل ولن يعمل، ليس هو من سرقها، أعتقد ريمون، فهو من كان يقوم بتأمين نقل الذهب لهم. 


نظر له إريك بغضب قال: أنا لا أعلم لماذا فعلت هذا !! سوف أصيب بالجنان من أفعالك يا أبي، يعني الآن قمت بخلق عداوات ليس فقط مع عائلة الراوي، أيضا مع ريمون، وانتظر عندما يعلموا شركائنا في الطاوله ماذا سيفعلوا معانا بعد خيانتك للعهد.


 زفر باختناق من أفعاله أكمل:  نحن بمصر ليس بإيطاليا نحن في مضجعهم.


التابيلو بضجر : ماذا كان علي أن أفعل أريك بعد ما رفض سليم العمل معنا،  هذا الشاب المدلل العنيد السخيف، كان لابد أن يعرف حجمه. 


إريك بضيق: وإذا !! هو حر لن يعمل معنا ماذا يعني؟ قم بالعمل مع غيره، نحن لا نعمل في الآثار فقط، نحن نعمل في كل شيء، لقد أخطأت يا أبي وأدخلتنا بحرب بسبب كبرياءك الأعمى.


نظر من حوله متعجبا قال للسائق:  لماذا ذهبت من هذا الطريق؟ 


السائق: الطريق الآخر يوجد به تصليح مستر إريك.


هز رأسه وأعاد بشعره للخلف تساءل: هل لديك خطة بديلة؟


التابيللو: سوف أفكر.


زفر إريك باختناق بعد قليل..


توقفت سيارتهم في أحد الشوارع الهادئة بشدة

بسبب توقف سيارة نقل أمامهم معطلة بينما يقف بعض الرجال يقومون بتصليحها .


وفى غمضة عين أحاط بهم مجموعة كبيرة من السيارات خرجت من الشوارع الفرعية، وحاصرتهم، ليس فقط سيارة التابيلو!! بل وسيارتان الحراس اللتان كانتا متوقفتان في الخلف حيث توقفت سيارتين في الأمام وسيارتين في الخلف، ووعدد من السيارات بالجوانب من كلا الاتجاهين، بوضع الالتصاق ... مما تسبب بعدم استطاعة الحراسة فتح أبواب سيارتهم، ، عندما حاولوا فتح أبوابهم بسبب ذلك الوضع ..


وفجأة أخرج الرجال الذين كانوا يتوقفوا عند السيارة المعطلة أسلحة وصوبوها نحوهم، وأيضا خرج من تلك السيارات ومن الشوارع عدد من الرجال يحملون الأسلحة فأصبح  التابيللو ورجاله في وضع صعب جداً.. كان يسود على ملامح وجوههم الصدمة وعدم فهم أي شيء 


نظر التابيلو وهو ينظر من حوله بعدم فهم: ماذا حدث ؟ ما هذا؟


إريك بصدمة وهو يهز رأسه: لا أعلم.


وهنا ظهر سليم يجلس على كبوت سيارة تتحرك نحوهم وهو مربع قدميه بإبتسامة شامتة بقوة


وقعت عينا التابيلو و إريك عليه.


إريك معلقا وهو يتك على الاسم بضيق: سليم.


هبط سليم وتقدم نحوهم وطرق على نافذة السيارة الخلفية بابتسامة مستفزه، فاتحا له التابيلو النافذة نظر له بصمت 


تبسم سليم قائلا ببرود وهو يدخل رأسه من النافذة لهم: كيف حالك التابيلو ؟كيف حالك إريك، اشتقت إليك!!


نظر له إريك بعينه بصمت لا يعرف ماذا يقول فوالده وضعهم في موقف صعب، فهم الآن في يد سليم كالفأر في المصيدة، فإذا بدأت المعركة  سيلقون مصرعهم في الحال جميعاً، فلابد أن يكون هاديء وذكي ولا يفتعل مشاكل لكي يمر الموقف دون خسائر أو دماء، فهو يعرف  سليم جيداً، فإذا كان يريد قتلهم كان قتلهم من البداية..


أكمل سليم بنبرة ونظرة توضح قوته وثقته متسائلا متعجباً بنبرة هادئة بعتاب سيكو: لماذا التابيلو؟ لقد تحدثنا سويا، كرجل لرجل وقلت لك لن نعمل معك مرة أخرى، لماذا قمت بفعل هذا الأمر؟ لماذا !!؟ 


نظر له التابيلو بصمت ممزوج بتوتر ... أكمل سليم على تلك الوتيرة لكن بشكل أقوي وعين ونبرة أكثر رعباً  قائلا:

سأعرض عليك عرض، سأنسى كل ما حدث، فأنا لا أريد أن أخلق عداوة معك، أو مع أي شخص أخر، أنا لا أحب الدماء، وانت تعلم ذلك جيداً، لكن إذا أصريت أن تكمل في تلك الأفعال السخيفة، وتلك الخيانة؟ فهي لك، سأبدأ الحرب لكن تأكد أنك الخاسر فيها، سليم لا يقبل الهزيمة، سأتركك  ترحل أنت ورجالك دون المساس بأحد، لكن إن قمت بفعل أي شيء سأرسلك أنت وجميع رجالك في توابيت،  هناك مثل عظيم يقولوه عن مصر، أن مصر هي مقبرة للغزاة، فلا تجعلها مقبرة لك ولإبنائك التابيللووو


أبعد رأسه وأكمل:

تمام التابيللو !!!


ثم نظر لاريك قائلا بعقلانية:

تحدث معه إريك، ولا تجعل كبرياء أباك يرسلكم للهاوية، أنا الآن ليس بمفردي معي ريمون وفلاريون وماكس وهاري ومن قبل ماركو صديقي العزيز،  والكثير  أيضاً، ولا تنسى كسركم للعهد، أنت لم تخلق عداوة معي فقط، ،  بل الكثير من العداوات، ولم تجني ثمار تلك العداوة سوى، الموت، الموت والخراب فقط التابيلو، أنا الآن اتشمم رائحة الدماء تملأ المكان. 


اغمض عينه وهو يتشمم ..كاد أن يتحرك لكنه عاد قائلا: كدت أن أنسى شيئا مهما، لا تبحث عن سيارتك فقد وجدتها لك، عندما تريد أن تلعب لا تلعب مع عائلة الراوي لأنك ستهزم بالتأكيد.


عاد كم خطوة للخلف بإبتسامة ترتسم على وجهه بفخر وثقة ونصر تحركت إحدى السيارات المتوقفة في الأمام..... 

وفجأة ظهر مجموعة كبيرة من الرجال يحملون شيئا يشبه الدورق أخذو يتحركون بشكل معين وهم ينظرون على الأرض، يكتبون شيء بمسحوق أبيض، وحين انتهوا...

 كان مكتوبا بالإنجليزية


( جيم أوفر التابيلو.. سليم الراوي)


The game is over,AlTabello Salim Al-Rawi


اقترب سليم وأدخل رأسه مرة أخري قال مستخفا لكن بنبرة توضح مدي قوته وشجاعته: كنت أريد أن أقوم بعمل رسمة الإمضاء الخاصة بي، لكن مخدراتك لم تكفي يا رجل.. 


 ومع إنتهاء حديثه، تبسم وتحرك بعيداً


بدات ان تنسحب سيارات الخاصة برجال سلين ببطئ بشكل محترف، وظلت سيارة التابيلو متوقفة وعلى ملامح وجهه الصدمة وهو ينظر بصدمة حقيقية لجملة سليم المدونة على الأرض بمواده المخدرة التي تقدر بالملايين.


استوحشت نظراته بغل وكراهية فما فعله سليم مع رئيس مافيا كالتابيللو وصمة عار لن تغتفر، ولن ينساها أحد وستجعل منه نكتة في فم الجميع 


جز على أسنانه وأخرج مسدسه وفتح باب السيارة وخرج وقال بنبرة جهورية مستوحشة:

 ليس تلك النهاية سليم بل هي نهايتك على أرضك..

 

صوب المسدس بإتجاه سليم وكاد أن يضغط على الزناد ويطلق النيران لكن كانت رصاصة القناص لها إجابة أخرى والأسرع فأخذها في رأسه من الخلف فوقع أرضا جثة هامدة. 


اتسعت عينا سليم حين استمع للطلق الناري والتفت مسرعاً ومرر عينه على جثة التابيلو وهو غارقاً في دماءه،  فسليم  كان لا يريد هذه النهاية وأن يكون هناك دماء


وفجأة أحاط مكي وعشري بسليم والرجال وادخلوه إحدى  السيارات وقادوا به بسرعة مع جميع رجال سليم.


هبط إريك من السيارة ببطء ممزوج بصدمةو بإتساع بؤبؤ عينه بعد أن أصبح وحيداً لم يتبقى معه إلا رجاله فقط .. اقترب من والده الذي أصبح جثة هامدة بعين غامت بسواد الإنتقام جلس على ركبتيه بصدمة وغل يخرج من عينه وهو يقبض على كفه....



   الفصل الثالث والثلاثون جزء ثاني من هنا 

تعليقات