رواية الماسة المكسورة الفصل الخامس والثلاثون 35 جزء أول بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل الخامس والثلاثون 35 جزء أول 

بقلم ليله عادل


عندما غبتي عن ناظري توقف الزمان والمكان، أصبحت فارساً مهزوماً وأنا الذي لم يهزم قط، لقد أقسم الجميع على صلابتي و قوتي لكن بفقدانك، لن يكفيني حرق العالم حتى أستعيدك ولن نفترق بعدها أبداً 

أبتسمي حبيبتي فأنتي تستحقين من يرش السكر في سماءك  

ويهديك مع الورد حلوى يا قطعة السكر في فنجان قهوتي المرة

              


                  [ بعنوان: إختطاف ]


_ نشاهد ماسة تفتح باب الفيلا، وفور فتحها نظرت من أعلى لأسفل بإستغراب على من يتوقف أمامها!


الشاب بتهذيب: ماسة هانم؟


هزت ماسة رأسها بإيجاب بملامح تعجب: آه أنا !


مد الشاب يده لها وقال بإبتسامة: أنا محمود صديق سليم.


نظرت ماسة بعينيها إلى يده التى يمدها بإستغراب، ثم رفعتها ونظرت له وقالت: بس سليم مش موجود، هو إنت دخلت إزاي؟


نظرت ماسة خلفه بعينيها تبحث عن الحراس ومكي

تسائلت بتعجب: أمال فين مكي والحراس!! إزاي دخلت لحد هنا من غير مايبلغوني؟!


نظر لها محمود بثبات بإبتسامة، هبطت يده وقال بلطف ممزوج بتوضيح: هم عارفني كويس عشان كدة دخلت على طول، أصلي كنت مسافر من ٤سنين ولسة راجع، حبيت أعملها مفاجأة لسليم، ومكي بلّغني إنه فى مشوار وساعة وراجع، ومكي دقيقة وجاي، تقريباً دخل التواليت.


ماسة بتفهم: آهاا.


محمود تساءل بخبث: هنفضل نتكلم على الباب.


تبسمت ماسة بلطف وإعتذار: اهااا سوري ..وهي تشير بيدها للداخل: أتفضل أسفة جدا.


تقدم محمود وهو ينظر من حوله، دخل خلفه بعض الحراس وتبقى واحد أمام الباب من الداخل.


ألتفت لها محمود وقال بنبرة استغراب وهو يدقق النظر بها ممزوج بغزل: سليم طول عمره ذوقه في الجول، بس المرة دي جاب هاترك.. حقيقي الصورة ظلمتك.


ماسة بخجل: ميرسي.


وأثناء حديثهما جاءت سلوى 


سلوى بتلقائية: ماسة مين ده؟!

نظرت له بخجل: آسفة.


ماسة بتهذيب وتشير بإيدها: ده أستاذ محمود صديق سليم.


هزت سلوى رأسها له بتحية.


بادلها محمود أيضاً نفس النظرة بتساؤل: أختك؟


ماسة: أممم سلوى، أنا هكلملك سليم .

وهي تشير بيدها تجاه المقعد: اتفضل أقعد، تشرب إيه؟


محمود: نكلم سليم الأول وبعدين نشرب.


ماسة: زى ما تحب.


محمود: بس أوعى تبوظي المفاجأة.


ماسة بلطف: ماتقلقش.


أخرجت هاتفها من جيب فستانها وقامت بعمل مكالمة ..


_ على الإتجاه الآخر فى أحد الصحراء ٤م 


_ نشاهد سليم يتوقف أمام سيارته وبجانبه عرفان وإسماعيل، ورجل أواخر الخمسينات يرتدى عباءة سوداء وهو صامد العدوي صاحب سلسلة شهيرة لمحلات دهب، ستارة لعمله في السلاح.

وكان بعض الحراس يقفون من بعيد وهما يحملون السلاح يراقبون المكان.. 

وآخرون يقومون بنقل صناديق الدهب من سيارة نص نقل لسيارة أخرى.

خرج أحد الحراس من أحد السيارت الملاكي التى تتوقف فى الخلف وهو يقول بنبرة غليظة.


الحارس: سليم باشا الفلوس مظبوطة.


صامد:قولتلك الفلوس مظبوطة يا سليم بيه هى أول مرة.


سليم كأنه لم يستمع لحديثه، نظر له بطرف عينه: قولتلي عايز تنقل سبايك الدهب من العراق لمصر.


صامد: ياريت، بس الباشا قالي إنكم بطلتوا تنقلوا لحد .


سليم بعملية: هتدفع كام؟


صامد: ١٠ ٪ عن كل صندوق .


سليم بعملية: ٤٠٪ وهنوصلها لحد مخازنك.


صامد:كتير.


سليم بلا مبالاة: ماشى بلاش.


صامد ابتلع ريقه: طب خليها 30.


نظر له سليم بجدية: قصادك ثانية عشان توافق غير كدة إنسى إني أقبل أتناقش تاني أنا تاجر ببيع للي ذيك دهب، مش موصلاتي بس هعمل معاك كدة جدعنة.


نظر له صامد بترقب فهو سيكون غبي لو رفض عرض سليم، هز رأسه بالموافقة باستسلام.


صامد تنهد باستسلام: طب موافق لحد مخازني.


أثناء ذلك رن هاتفه سليم كانت 👈(عشقي) نظر للإسم ووضعه على الصامت.


رفع سليم عينه له: بلّغني بالوقت ومالكش دعوة بالباقي.


هز صامد رأسه: تمام، أول متوصلني تفاصيل من الرجالة هقولك.


نظر سليم لإسماعيل قائلا بشدة: إسماعيل خليهم ينجزو مش هنبات.


_ على إتجاه الآخر فيلا سليم.


ماسة وهى تتوقف نظرت لمحمود: مش بيرد.


محمود: جربي تاني.


ماسة: ماشي.


مع تبادل الشاشة بين ماسة وسليم.


عاودت الإتصال كان سليم مازال متوقف، نظر للإسم باستغراب تحرك بعض الخطوات بعيداً عن صامد وإسماعيل، فتح مكالمة وأتاه صوت ماسة.


ماسة بإبتسامة: ألو حبيبي مش بترد ليه.


محمود وهو يأخذ منها الهاتف قال بهمس: 

معلش هاتي أنا أكلمه.


تبسمت ماسة وأعطته الهاتف.


سليم بحب: معلش ياقطعة السكر مشغول شوية، إنتي وحشتي كراميل أوي، ساعة وهتلاقينب عندك، خلصتي الباشميل ولا فضلتي تلعبي مع سلوى.


وفجأة أطلق محمود ضحكة عالية بسخرية: قطعة السكر وكراميل !! ضحك مرة أخرى بسخرية.


فور نطقه تلك الكلمات وضحكته, نظرت له ماسة وسلوى بإستغراب شديد على طريقته تلك، وتبادلتا النظرات بتعجب، لكنهما لا تفهمان مقصده.


أكمل محمود على نفس ذات الوتيرة الساخرة:

ـ طب قطعة السكر ماشي عادي بتدلع مراتك، بس كراميل!!!! سليم الراوي بقى كراميل!! كويس إنك مش كتكوتي.


وأطلق ضحكة عالية مرعبة بسخرية كبيرة بنظرات مخيفة.


كان سليم يستمع له بصدمة شديدة حتى جحظت عينه التى كادت ستخرج من مكانها بقلب تتسارع دقاته من التوتر.


سليم بنبرة مكتومة وكلمات تخرج بصعوبة: مين معايا؟


رد محمود بستفزاز بنبرة رجولية مرعبة ساخرة: ماعرفتنيش ياكراميل !!! 

ضحك وفجأة عبس وجهه وقال بجمود مرعب بتهديد: ١٠ دقائق تكون قصادي وإلا ...


قاطعه سليم بنبرة رجولية بتهديد: لو مسيتها هاكل كبدك حي و.


قاطعه محمود مسرعا قائلا بحسم بنبرة رجولية مستفزة بأمر: إنت هتسمع وبس، ١٠ دقائق لو ماجتش حضّر الكفن. ...وأغلق الخط.


صرخ سليم بنبرة رجولية جهورة تخرج من نياط قلبه: ألووو مـــحــمود.


جز على أسنانه بشدة حتي كادت أن تنكسر وصرخ بنبرة رجولية جهورة بغضب: آاااااه.


وهرول على سيارته كالمجنون.


إسماعيل بإستغراب: سليم فيه إيه؟


سليم وهو يفتح باب السيارة بتوتر وقلق : محمود عبد القادر عند ماسة في الفيلا.. 


صعد سيارته وانطلق بسرعة فائقة.. 


إسماعيل وهو ينظر لعرفان قال مسرعا: خليك إنت كمل التسليم هروح أنا .. أشار بيده لبعض الرجال وهو يقول : تعالوا إنتو معايا.


صعدوا السيارة وقادها مسرعاً.


صامد مسرعاً وهو ينظر لرجاله: إنتو روحوا وراهم بسرعة ولو فيه حاجة كلموني.


ركض بعص الحراس على سياراتهم وتحركوا بها مسرعين


بقلمي_ليلةعادل⁦(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩ ❤️


_ على إتجاه آخر عند ماسة


فور استماع ماسة وسلوى لكلمات محمود انتفضتا رعباً، وصوب الحراس عليهما المسدسات، أتسعت اعينهما برعب وقبل أن يصرخوا.


محمود بجبروت وتهديد: لو واحدة فيكم صوتت أو سمعت نفسها !!! هاقتل التانية، يعني لو ماسة صرخت هقتل سلوى والعكس صحيح مفهوم.


هزت ماسة وسلوى رأسيهما برعب وبصمت وأعين أغرورقت بالدموع


محمود بأمر: أقعدو.


جلست ماسة وسلوى على الأريكة تنتفضان من الرعب الشديد ، وبدموع تتساقط من أعينهما وتمسكان يدا بعض بشدة  فهما لأول مرة تعيشان تلك الأحداث المرعبة ولصغر سنهما وبرائتهما جعلتهما لا تعرفان كيف تتصرفان 


_على إتجاه آخر.


_ سيارة سليم.


_نشاهد سليم وهو يقود السيارة بسرعة جنونية ويده على الكلاكس ويحاول أن يمر من بين السيارات بدموع تتساقط على وجنتيه وعينيه تقدح شرار من شدة الغضب والقهر.. كان مرتعبا بشدة أن تتاذي ماسة بسببه، كان ينظر بعينيه كل بضع ثواني في ساعة السيارة على أمل أن يصل قبل إنتهاء الوقت.


سليم بغضب عارم بنبرة رجولية: أوووف أوعى ...ضرب على الكلاكس ..أوعى كدة شوية.


وبعد دقائق رن هاتفه فتح المكالمة من مكروفون السيارة .. أتاه صوت محمود.


محمود ببرود شديد وهو ينظر لماسة: إنت فين؟


سليم بإنفعال عارم : أنا جاي مالكش دعوة بيها فاهم حسابك معايا أنا يا محمود سيب ماسة.


محمود ببرود واستخفاف: للأسف الـ10 دقائق خلصوا يا كراميل.


سليم بدموع تتساقط حاول بضجر: محمود سيب ماسة، أنا اللي قتلت أبوك مش هي .... 


أبتلع ريقه وقلب عينه محاولا السيطرة على كبريائه فهو أكبر من أن ينطق بها !! لكنه من أجل اميرة قلبه سيفعل أي شيء للمحافظة على حياتها.


سليم بنبرة هادئة متوسلة: محمود أرجوك سيب ماسة تمشي هى وأختها، وهنفذلك أي طلب بس ماتلمسهاش، هي مالهاش ذنب.


محمود بتعجب وجبروت: سليم الراوي بيتوسل !!! رفع عينه نحو ماسة وأكمل: لا واضح إنها فعلاً نقطة ضعفك والإيد إللي هتتجاب بيها، وعشان كدة هاستخدم قانون سليم الراوي وإللي بيقول؛"عايز توجع حد!!! أوجعه في أقرب ما ليه! وأنا هنفذ قانونك ...وأغلق الخط.


سحب سليم الفرامل مرة واحدة وتوقفت السيارة وأمسك هاتفه بغضب عارم بأنفاس متسارعة بشدة وهو يصرخ بنبرة رجولية جهورة: محمووووووود ...


عاود الإتصال على ماسة بجنون لكنه وجده مغلقا فقد أغلق محمود الهاتف ..

جز على أسنانه وقام بالإتصال بسلوى فهي الأخرى هاتفها مغلق .. صرخ بغضب أكبر وضرب بيده على الدريكسيون عدة مرات ..


خرج من السيارة وتوقف أمام الباب وهو يقوم بالاتصال كالمجنون بمكي ورجاله لكن لا أحد يجيب!! ومع آخر محاولة فاشلة ..

صرخ سليم ب لاااا 

ببحة رجولية خرجت من أعماق قلبه تهز العالم من شدتها حتى برزت عروق رقبته ووجهه بوجع يعصف به ويحرق كيانه وروحه وهو يقبض على هاتفه بقهر وبعين اغرورقت بالدموع

كان يتنفس بسرعة رهيبة كأنه لايستطيع ألتقاط أنفاسه  فهو لأول مرة يتعرض لهذا الموقف هو دائما الملك المهاجم والصياد  لكن هذه المرة أصبح هو الفريسة فهو كالطير الذبيح الآن. وضع يده على قلبه الذي يشعر بألم مميت به..


وفجأة توقفت أمامه إحدى السيارات خرج منها إسماعيل والحراس وركضوا عليه.


إسماعيل بعقلانية: سليم اهدى مش هيعملها حاجة.


رفع سليم وجهه باتساع بؤبؤ عينه بصدمة بصوت يخرج بصعوبة وضعف: قالي هيقتلها، هيقتلها يا إسماعيل.


إسماعيل بعقلانية: محمود أجبن من إنه يعمل كدة وهو يسحبه من كتفه:. يلا أركب.


أدخله السيارة من الإتجاه الآخر،ودخل هو محل القيادة.


_ على الآتجاه الآخر ــ فيلا سليم. 


كان محمود يجلس على مقعد أمام ماسة وسلوى اللتان تجلسان على الأريكة برعب وهما ملتصقتان ببعض ودموع تتساقط بغزارة وهما مكلبشتان بيد بعضهما، كان محمود ينظر من أعلى لأسفل لماسة بتدقيق كأنه يفكر بشيء وفجأة توقف وأقترب منها وقال.


محمود بتحذير وأمر؛ هنروح مشوار سوا متعمليش صوت عشان متتعوريش .وجه نظرته لسلوى: وإنتي خليكي هنا.


هزت ماسة رأسها برفض وخوف.


وبحركة سريعة شدها من كتفها وأحاط أحد الحراس بطنها بذراعيه وحملها لكى يخرج بها للخارج فى أقل من ثانية.


ماسة وهى تحاول فك يده بصراخ: أبعد إيدك عني أوعى أبعد سيبني( أخذت تضربه على يده ) أوعى ألحقوني حد يلحقني سيبني.


نهضت سلوى مسرعة تحاول شد ماسة من كتفها وفك يد الحارس وضربه بصراخ كمحاولة فاشلة لإنقذها: أوعى سيبها ياحي..وان سيبها.


لكن صغر حجمها جعلها لا تستطيع فعل أي شيء وسط تلك الأحجام العملاقة. 


وفجأة ضرب أحد الحراس سلوى بقوة على رأسها بظهر المسدس مما جعلها تقع على الأرض مغشيا عليها.


ماسة بصراخ وهي تحاول أن تفك نفسها وتعض يد الحراس: سلووووى عملت إيه يا حي..وان، سلوى أوعى سلووووووى سيبني سلوى عملوا فيكي إيه؟


وفجأة وضع حارس آخر يده على فمها وأنفها بمنديل مخدر، لم تستغرق دقيقة وفقدت وعيها وذهبت فى سبات عميق وخرج بها إلى الخارج.


_ أمام باب الفيلا من الخارج.


ـ نشاهد محمود وهو يتوقف مع الرجالة وهو يشير بيده للحارس الذي يحمل ماسة قال.


محمود: حطها فى العربية وخد بالك منها، هات التليفون.


دخل القائد وأعطاه هاتف لاسلكي. 


نظر له محمود بتساؤل: هيعرف يجيبنا بيه إللي شغال معاه في أمن الدولة يا كمال فاهم يعني إيه؟!


كمال: أمان يا باشا القمر الصناعي ده جديد مش هيلحق يركبوا.


رفع محمود الهاتف اللاسلكي وقام بعمل مكالمة.


_ على إتجاه آخر.


_ سيارة سليم 


_ نشاهد سليم يجلس بجانب إسماعيل وهو يقود السيارة بوجع يفتك به وبدموع تسكن عينه بصمت، وهو يشعر بالأسى الشديد ويتذكر ماسة وصورها وصوتها بابتسامة وجع، فهو خائف أن لا يراها مرة أخرى، وأن يكون السبب في مقتلها، لأنه جعلها فرد من تلك العائلة الملعونة.


رن هاتفه فأجاب مهرولاً ..أتاه صوت محمود من إتجاه آخر مع تبادل الصور بينهما.


محمود بنبرة تهديد: مراتك ضيفة عندي، أستنى مني مكالمة وأقولك التفاصيل الجديدة.


سليم بغل وغضب عارم: هقتلك يا محمود والله هقتلك.


محمود بلا مبالاة: مش مهم، المهم أقتل ماستك الغالية، وأحرقلك قلبك عليها ..وأغلق الخط.


صرخ سليم وضرب على التابلوه بقوة.


إسماعيل بعقلانية: مادام عمل كدة يبقى مش هيقتلها هو بيلعب بأعصابك أهدى عشان تفكر كويس.


سليم بغضب يتحدث من بين أسنانه: هقتله مابقاش سليم الراوي لو مقتلتوش.


بقلمي_ليلةعادل⁦(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩🌹


_ على إتجاه آخر 


أغلق محمود الهاتف وهو أمام السيارة بعد أن وضعوا ماسة بها.


محمود بتساؤل: ربطت مكي برة عشان سليم يشوفه؟ 


كمال: طبعاً ولسة فيه الروح زي ما أمرت، ومسحنا كل الداتا اللي على الكاميرات.


محمود: طب خلينا نمشي قبل ماسليم يرجع.


صعد محمود السيارة ومعه كمال وخرج من الڤيلا، وأثناء خروجه نظر من النافذة على مكي وهو مكبّل فى أحد الاشجار شبه مغشى عليه، وخرج خلفه جميع الرجال وصعدو السيارة وانطلقوا بها.


(بعد وقت)


_ دخلت سيارة سليم إلى داخل الڤيلا وخلفه سيارة أخرى بها الحراس، وأثناء دخولهم من البوابة كانوا ينظرون من النافذة على الحراس الملقون على الأرض جثث هامدة .


فور توقف سيارة إسماعيل أمام باب الفيلا خرج سليم مهرولا إلى الداخل.


إسماعيل: شوفوا لو حد عايش وفُكوا مكي بسرعة.


_ داخل الفيلا.


فور دخول سليم للداخل وجد سلوى ملقاه على الأريكة مغشيا عليها، ركض نحوها وحملها بين أحضانه أخذ يربت علي خدها بكفه عدة مرات ويقول.


سليم: سلوى .. فوقي سلوى.. سلوى .


لكنها لم تفيق، وقعت عينيه على كوب الماء الموضوع على الطاولة التي تتوسط الإنتريه، أخذه ورشه على وجهها، بدأت سلوى بفتح عينيها وفجأة صرخت بذعر ورعب وجلست بإنتفاضة محاولة التقاط نفسها.


سلوى تصرخ وتنظر من حولها: ماسة.. ماسة 

( نظرت لسليم ) ماسة فين؟ أخدوها يا سليم أخدوا ماسة.


سليم باتساع عينيه وهو يربت على شعرها بحنان: هشششش أهدي أهدي إن شاءالله هرجعها


سلوى ببكاء وصراخ: مين دول ياسليم مين دول.


سليم بهدوء: أهدي يا سلوى. فهميني حد عملُّكم حاجة؟ 


سلوى ببكاء شديد وشهقات: أخدوا ماسة، أنا.. أنا حاولت أنقذها بس ضربوني وأخدوها، قال هيقتلها .


نظر لها سليم بضعف ودموع تتساقط بوجع يعصف به، أخدها بين أحضانه وأخذ يربت على كتفها وهو يجز على أسنانه بثقة قال: ماحدش هيعملها حاجة ماتخافيش هترجع، مش هيجى نهار بكرة غير وهي في حضننا أوعدك.


أثناء ذلك دخل بعض الحراس وهم يمسكون بمكي وهو شبه مغشي عليه.


أحد الحراس: سليم بيه. 


رفع سليم عينه نحوه، فور رؤيته نهض مسرعاً وتوقف أمامه مباشرة بإختناق وحزن على تلك الحالة التى يمر بها ذراعه اليمين ورفيق دربه واعز أصدقائه فهو شقيقه الذى لم تنجبه أمه.


سليم بخضة وهو يحرك عينيه بسرعة بنبرة مكتومة: مكي. 


مكي بصوت يخرج بصعوبة وهو يحاول فتح عينه: سامحني يا سليم مقدرتش عليهم عملوا كمين وو


قاطعه سليم وهو يربت على كتفه: ماتتكلمش دلوقتي يا مكي. 


رفعت سلوى عينيها نحوه بصدمة كادت أن تذهب له لكنها تذكرت أن سليم لا يعرف شئ، فجلست مكانها وهي تنظر له بحزن عليه وعلى توأم روحها المختطفة .


إسماعيل بضيق: الكلاب ربطوه فى شجرة بعد ماضربوه عشان يفضل عايش، مافيش حد فضل غيره هو وعثمان.


سليم بأنفاس متسارعة نظر له بعين حمراء من قوة الغضب الذي يمر به..قائلا بإنفعال: إنت هتقف تتكلم خدهم على المستشفى بسرعة مش شايف حالتهم.


حملوهم الحراس وخرجوا بهم للخارج.


سليم وهو ينظر لأثاره :حسابك تقل يا محمود، تقل أوي.


نظر لسلوى واقترب منها وتوقف أمامها مباشرة وقال بعقلانية وحنان: سلوى إنتي هتفضلي هنا معايا، قوليلهم هبات مع ماسة، مش هينفع حد يعرف حاجة ونقلقهم عليها ماشي.


سلوى بنبرة متحشرجة من العياط: إزاي يا سليم؟


أقترب منها وجلس على قدمه أمامها وهو يركز النظر بها بهدوء وبتفسير: اسمعيني ماسة هترجع، سعدية لو عرفت ممكن يحصلها حاجة مظبوط، فعلشان مانقلقهاش مش هنقول اتفقنا.


هزت سلوى رأسها بإيجاب وببراءة: هز سليم رأسه وهو يربت على كتفها بحنان.


سلوى بخوف: هترجعلي أختي يا سليم.


سليم بوعد وهو يمسح على كتفها: هترجع والله هترجع لو على موتي هترجع.

ضمها وأخذ يربت على ظهرها بحنان أخوي لكي يهدئ من روعها.... بعد قليل أبتعد،  وتحرك نحو  إسماعيل 


سليم تساءل بضجر: وصلت لحاجة؟ 


إسماعيل بتوتر : لسة.


سليم وهو يجز على أسنانه بغضب بعين غامت بالسواد: أقلب الدنيا عليهم، لو هتحرق العالم مقابل إنك توصلها أعملها فاهم.

هز إسماعيل رأسه بإيجاب، وتوجه للخارج.


_ على إتجاه آخر.


_ فى إحدى الفلل مجهولة المكان ويبدو من مظهرها أنها مهجورة ٦م.


_ إحدى الغرف 


_ نشاهد ماسة متسطحة على الفراش أثر المخدر الذي قاموا بوضعه لها ..

وبعد دقائق فتح الباب، دخل محمود ومعه كمال بدون لثام. 


محمود وهو يمرر عينه عليها بأمر: صحيها.


هز كمال رأسه واقترب منها وقام بإيقاظها برش مادة على وجهها ...

بعد ثواني بدأت ماسة بتحريك عينيها، فتحتها بتعب بعد ثواني بدأت تركز وتتذكر ما حدث !!

ركزت في ملامح محمود برعب عدلت من جلستها وعادت بظهرها للخلف في زاوية الحائط وهي تضم نفسها برعب و قلق شديد. 


مال محمود برأسه بإستغراب وأطلق ضحكة عالية مرعبة ممزوجة بإستخفاف وهو يدقق النظر بها:

ــ مش عيب مرات سليم الراوي تخاف كدة ؟


نظرت له ماسة بدموع بصمت، اقترب منها قائلا : هو إنتي عندك كام سنة؟


نظرت له ماسة بصمت دون رد.


محمود بتهديد: لا إنتي لازم تتكلمي أحسنلك.


ماسة باختناق: أنت عايز مني إيه ؟!


محمود :أنا مش عايز منك حاجة،أنا عايز سليم؟


ماسة بتوتر: وعايز من سليم إيه؟


محمود بغل: عايز أحرق قلبه وبعدين أقتله زى ما قتل أبويا.


ماسة بنفي: إنت كذاب، سليم مستحيل يعمل كدة.


نظر لها محمود متعجباً وأخذ يضحك: سليم إيه؟ (ضحك ) مستحيل يعمل كدة !! شكلك على نياتك خالص، ومتعرفيش حاجة! إنتي فعلاً ١٧ سنة زي ماسمعت وأتجوزك وانتي يادوب ١٥ سنة؟!


هزت ماسة رأسها بنعم بصمت


مد محمود وجهه بتعجب: أممم، أول مره أعرف إن سليم سادي!! سليم مكنش ينفع يتجوزك، كان لازم يتجوز واحدة غيرك خالص، على الأقل لما تتحطي في موقف زي اللي إنتي فيه ده، تعرفي تتصرفي مش تبقى قاعدة كده ومكلبشة في نفسها ومرعوبة وبتعيطي زي العيال الصغيرة.


ماسة بدموع واستهجان: سليم هييجي وهينقذني منك، أنا متأكدة، أنا واثقة فيه.


محمود؛ وأنا عايزه يجي وأشوف قلبه محروق عليكي، وبعدين أقتله، أنا آسف يا ماسة كان نفسي أوعدك إني مش هقتلك، بس أنا هقتلك.


لوى شفتيه وتبسم بسخرية مد كفه للخلف، وضع كمال الهاتف اللاسلكي فى كفه قال: تعاليَ نكلم سليم أقصد كراميلك.


قام بعمل مكالمة وبعد دقائق أتاه صوت سليم من الإتجاه الآخر حيث كان واقفا في غرفته يدقق النظر فى البرواز الموضوع على الحائط به صورة ماسة ينظر بإبتسامة ألم وعينيه تمتلىء بدموع القهر وألم يكاد يفتك بقلبه.


رن هاتفه فتحه ووضعه على أذنه دون التفوه بكلمة.


محمود باستفزاز: وحشتني يا كراميل، قطعة البسبوسة ولا مسميها ايه ؟! صحيِت خد كلمها، بس دى طلعت جبانة ونازلة عياط زي الأطفال، أكمل باستهزاء: فاضل تقولي عايزة ماما وبابا، مش عيب يا كراميل مراتك تبقى جبانة كدة.


ضحك ضحكة عالية مستفزة واقترب منها وأعطاها الهاتف. 


ماسة بلهفة: سليم.


هبطت دموع سليم وقال بنبرة حانية وبدعم وطمأنينة: ماسة عشقي ماتخافيش، أوعي تخافي، مرات سليم ماينفعش تخاف، مش هتأخر عليكي، خليكي شجاعة ماتعيطيش وحياتي تماسكي. بتثفي فيا ولا لأ؟


ماسة بدموع حزينة : أنا واثقة فيك يا سليم، متتأخرش عليا، أنا بحبك أوي.


سحب محمود الهاتف منها وقال باستفزاز: مراتك بسكوتة أوي، خسارة فيك، ماتيجي نتفق إتفاق جديد، إنت طلقها وأنا أتجوزها بدل ما أقتلها، هااا إيه رأيك؟


سليم بنبرة رجولية بعين غامت بالسواد تحدث من بين أسنانه: عد آخر ساعات ليك فى الدنيا وحاول تستمتع بيهم، لإني ناوي أجبلك برقية من عزرائيل وأنا جاي أخدها.


محمود بتعجب: إنت لسة عندك نفس!! وبتهدد !! وساند ظهرك؟! جبار إنت يا سليم.


سليم بقوة شخصية وبثقة لا تليق إلا به: طول ما فِيّا نفس، هفضل سليم وظهري مستحيل ينحني، إنت عايز إيه يا محمود ونخلص من المسرحية دي؟ 


محمود: أحرقك شوية بعدين هقولك عايز إيه (وأغلق الخط)


نظر محمود لماسة وقال: بلاش تثقي فيه.


ماسة بثقة: أنا بثق فيه أكتر من نفسي، هيجى وهياخدني من هنا.


محمود بإندهاش: بتحبيه أوي كدة؟ 


نظرت له  ماسة بقوة وكأن تلك المكالمة أعطت لها قوة قالت بعشق وإصرار: بحبه أكتر من روحي.


محمود محاولا إظهار حقيقة سليم التي تخفى عنها: مش ده يا ماسة إللي تحبيه أوي كدة، سليم إبليس وحش معندوش رحمة، وصدقينى لو وقفتي قصاد غروره وكبرياءه في يوم، هيدوس عليكي، وأول واحدة هتكون أختك، لإن واضح إنك بتحبيها، شكلك ماتعرفيش قوانين سليم وهتفتكري كلامي ده في اليوم، ده في حال لو سبتكم عايشين. 


وقفت ماسة ونظرت فى وجهه بحدة : انت كداب مهما قولت مش هصدق.


محمود: امممم عاذرك يا بسكوتة 

ضحك بسخرية ورمقها من أعلى لأسفل وخرج وأغلق الباب عليها ...


ركضت ماسة نحوالباب و أخذت تضربه بكفيها بقوة  وتقول بصراخ.


ماسة: سليم هينقذني منك، أنا متأكدة وهيحاسبك على إللي عملته سليم جاي.


ضربت الباب بقدميها بقوة وأخذت تبكي بحرقة، فهى لم  تصدق كلماته للحظة واحدة !!!


_ على إتجاه آخر، في فيلا سليم.


فور إغلاق محمود المكالمة مع سليم صرخ بقوة و عصبية شديدة وأخرج مسدسه من خصره وأخذ يطلق النار في الهواء على أمل أن يهدأ قليلا.


فتح إسماعيل وركض عليه.


إسماعيل بلهفة : سليم.


ألتفت سليم له وهو كالأسد الغاضب الجريح،

أقترب منه ودقق النظر داخل عينيه: ماشفش وشك غير لما توصل لحاجة يا إسماعيل.


إسماعيل :الباشا وأخواتك تحت، صامد قال لهم.


وأثناء ذلك دخل عشري وركض عليه وكان يبدو عليه آثار المرض.


عشري بخضة: سليم إيه اللي سمعته ده!! خطفوا ماسة هانم.


سليم بتعجب: إنت إيه إللي جابك؟


عشري بتعجب: إنت عايزني أعرف إنهم هجموا على بيتك وخطفوا ماسة وضربوا مكي وماجيش !


وجه نظراته لإسماعيل: ماعرفتش توصلهم .


إسماعيل بتوضيح: لسه بندوّر، هو مش بيستخدم شبكات بيستخدم قمر صناعي وبيغيره كل مكالمة، أصبر الموضوع مش سهل شكله مخطط لكل حاجة ومعاه هكر عقر.


عشري بغضب وإنفعال: أمال ظابط أمن دولة إزاي؟ وإنت مش عارف توصل لحاجة ؟ مش ده تخصصك ؟ أمال بتقبض ملايين كل شهر ليه ؟


سليم بجدية: عشري، محمود بيلعب، عايز يستفزني، سيبوه ، أنا فاهم دماغه، هيفضل يتصل، و يستخف دمه، بعدين هيساوم بس وقتها مش هيلحق حتى يندم، روح إنت أرتاح وبكرة هنحتفل.


عشري بحسم: مش همشي يا سليم هفضل جنبك أنا كويس.


رفع سليم عينيه تجاه مكان الرصاص الذى على الحائط وقال: إسماعيل ماسة هترجع بكرة مش هينفع تشوف الرصاص ده هنا.

عشري و هو يهز رأسه سبهالي أنا ولا كإنها موجودة يا ملك

سليم أنا نازل تحت 


_ فى الهول


_ هبط سليم الدرج وهو يمرر عينيه عليهم بخطوات بطيئة نوعا ما، لكنه مازال سليم بكبرياءه وقوته التي دائما ما عُرف بها، كان يجلس في الأسفل ياسين وعزت وفريدة وسلوى والحراس،فور أن رأته فريدة ركضت عليه وضمته.


فريدة بحنان: حبيبي ماتقلقش هترجع..

 ابتعدت قليلاً وهي تدقق النظر له: عرفت حاجة؟


هز سليم رأسه بنفي بصمت موجع، فهو يشعر بالضياع والتوتر لكنه يحاول التماسك وإظهار قوته.


عزت بقلق: إزاي ده حصل ياسليم.


سليم وهو يهز رأسه عدة مرات بعدم معرفة بيأس: ماعرفش. 


ياسين: محمود خطط صح ونفذ بطريقة احترافية، أكيد بيخطط من فترة ومش لوحده معاه شريك، محمود مايعرفش يعمل كل ده لوحده.


هبط إسماعيل وتوقف بجانب سليم قائلا بتوضيح 


إسماعيل: هو أكيد فيه خاين وسطنا، الكاميرات كلها ممسوحة، وكمان كل الحراس اتقتلت وكلهم واخدين الرصاص من ظهرهم، حتى اللي أدبح منهم بردو من ورا يعني كانو عارفين مكانهم كويس.


عزت بتساؤل متعجباً: مافيش حد عاش خالص؟


إسماعيل: مكي وعثمان بس اتصابوا، واضح إنهم كانو حاطين كاتم لإن ماسة هانم وأختها محسوش بحاجة. 


سلوى بدموع وشهقات: إحنا محسناش بيهم خالص ياريتنا مافتحنا، ياريت أخدوني أنا وهي لا.


اقتربت فريدة منها وجلست بجانبها وأخذت تربت على ظهرها بحنان: ماتخافيش يا سلوى، ماسة هترجع بالسلامة.


سلوى بخوف ودموع: قال إنه هيقتلها يا فريدة هانم.


سليم نظر لها بثقة: محدش هيقدر يقرب منها ولو بخدش أنا وعدتك بده.


عزت بجبروت: أنا بدور ومش هيجى بكرة غير لما نرجعها، محمود غلط غلطة كبيرة لما فكر يلعب مع عيلة الراوي.


سليم: أنا هطلع فوق.


عزت: خلينا نقعد نفكر سوا.


سليم باستنكار: نفكر في إيه؟! ماحدش يفكر,هي خطة واحدة هتتفذ بس يتصل ..

رفع عينه إتجاه إسماعيل: عايزك تجمعلي أكبر عدد من القناصين طلقِتهم مافيهاش هزار، وخلي عشري و غمز له (يقصد عرفان) يحضر رجالته.


فهو حتى اللحظة لم يخبر أحد ان لديه رجال آخرون.


إسماعيل: اعتبره حصل.


وجه سليم نظرته لفريدة وقال بتنبيه: فريدة ، سلوى هتبقى معاكي فى القصر، لو حد بصلها بصة حسابي معاكي إنتي.


فريدة: ماتقلقش عليها.


سلوى بإعتراض: أنا عايزة أفضل هنا.


سليم بلطف: مش هينفع هناك أمان أكتر، هبقى مطمن عليكي، وبكرة هنستقبل ماسة سوا.


اقترب ياسين منه ووضع يديه على أعلى كتفه بدعم: روق كدة إن شاء الله هترجع بالسلامة، كلنا معاك العيلة كلها معاك.


هز سليم رأسه بإيجاب وصعد حيث غرفته هو وماسة.


_ غرفة سليم وماسة٩م


دخل سليم الغرفة بإختناق وبقلب ينفطر من الوجع بعين اغرورقت بدموع القهر، ونيران تحرق فؤاده على توأم روحه ونبض قلبه التي انتزعوها منه  بدأت قوته الهشة التي يمثلها أمام الجميع تتلاشى وتعلن أن ذلك الأسد القوى الغاضب الذي يهابه الجميع أصبح مثل الغزال المدبوح فى فم صياده وهو ينتظر مصيره إما هلاكه أو نجاته.. 


جلس على الفراش بإنكسار وأطلق العنان لدموعه تسيل على وجنتيه بغزارة فهو يرى أنه المذنب الوحيد فيما حدث لماسة... 

نظر لصورتها الموضوعة على الحائط باشتياق و ألم يعصف فى قلبه أغمض عينيه يبدو أنه تذكر شيء.


(( فلاش باااك))


ــ فيلا سليم وماسة 


_ غرفة tv ٣م


_ نشاهد ماسة تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتشاهد أحد أفلام الأكشن، بعد دقائق دخل سليم الغرفة وأقترب منها بإبتسامة وهو يغلق هاتفه.


سليم بحب وشوق: ماستي الحلوة وحشتيني ... وقبلها من جبينها وجلس بجانبها. 


ماسة باشتياق: خلصت شغل يا كرملتي؟!


سليم: اممم وفضيتلك يا ماستي الحلوة ..

قبلها من يدها وهو ينظر أمامه بتساؤل: ها بتتفرجي على إيه؟


ماسة وهي تنظر أمامها: ده فيلم أكشن ..

(.وأكملت بحماس وهي تمسك يده. عدل سليم من جلسته في زاويتها: عارف العصابة خطفوا البطلة والبطل راح و أنقذها (بتمني)سليم أنا نفسي أتخطف وتيجي أنت تنقذني والعصابة تضربك بالبوكسات في وشك وفي بطنك برجليهم وأيديهم، وفجأة إنت تعمل شقلباظ وتقوم ضاربهم كلهم وتيجي تفكني و تحضني وأحضنك جامد وبعد كدة نروح بيتنا 


نظر لها سليم وارتسمت على شفتيه إبتسامة متعجبة: إنتي بتهزري؟ 


ماسة بإبتسامة بلهاء: لا أنا نفسي أتخطف وتيجي تنقذني، الله إحساس حلو.


سليم بضحك: حاضر بكرة هنأجر عصابة تخطفك وأروح أنقذك.


عبست ماسة بوجهها بتذمر طفولي: سليم إنت بتتريق!؟ زعلت. 


سليم وهو مازال يضحك: ما إنتي اللي بتقولي كلام غريب، خطف إيه بس؟ 


ماسة بجدية: طب بجد يا سليم هو أنا لو اتخطفت بجد هتنقذني؟ 


مسك سليم يدها وقبلها بعشق وقال وهو يدقق النظر في بحور عينيها: ماحدش يقدر يخطف شعرة منك طول ما أنا عايش .


ماسة: طيب افرض، أنا بقول افرض يعني هتنقذني؟


سليم تبسم بوعد: طبعاً هنقذك ولو ودوكي آخر العالم.


ماسة بحب وهي تضم يده نظرت داخل عينه بثقة: وأنا بثق فيك، وهفضل مستنياك بس متتاأخرش عليا يا كراميل ماشي.


(باااك)


عاد سليم من ذكرياته، أخرج أنفاس ثقيلة لعل أنين قلبه يهدأ قليلا ليرفق به، نهض وتحرك نحو البرواز الذى أمامه وهو يقول: وأنا قد ثقتك ومستحيل أخذلك.


وظل متوقفا أمام البرواز مدة طويلة دون كلل وبعين مسلطة عليها بعشق كبير، رن هاتفه رفعه ووضعه على أذنه دون رد بصمت وكبرياء يليق بيه.


_ أتاه صوت محمود من الإتجاه الآخر.


محمود باستفزاز : أنا فكرت مش هموتها بس في مقابل، هو صعب شوية.


سليم بجمود: قول طلباتك ؟


محمود بنبرة سخرية: إيه الاستسلام ده !!


لم يرد سليم عليه فهو يعلم جيدا نواياه الخبيثة، فهو يريد استفزازه 


أكمل محمود: اسمعني كويس يا كراميل.


أخذ يستمع سليم له بصمت شديد.


_ الهول ١١م


_ كان يجلس إسماعيل وعشري وبعض الحراس وياسين وعزت، فور أن شاهدوا سليم يقترب وتوقف في المنتصف قائلا


سليم: محمود كلمني اسمعوني بقى كويس عشان الغلطة بموتة.


على اتجاه آخر 


 نرى محمود يتحدث مع كمال ويبدو عليهم الجدية أمام باب غرفة ماسة.


محمود بغل: لازم بعد ما ناخد منه اللي احنا عايزينه يموت.


كمان: تقلقش يا باشا هنعمل له كمين ما يخطرش على باله وبعدين هو دلوقتي معهوش رجالة رجالته كلهم ماتوا.

 

محمود: بس رجالة الباشا موجودين اسماعيل موجود ممكن في لحظة يجيب له رجالة.


كمال: كله محطوط في الخطة يا باشا وبعدين احنا هنعرفه المكان قبلها بنص ساعة مش هيلحق بس هنعمل ايه في مراته هنقتلها؟


محمود بتفكير شيطاني: بفكر نقتلها قدام عينه ونوجع قلبه عليها وبعدين نديها له في قلبه وتبقى نهاية العائلة.


كمال بطاعة: أمرك 


كانت ماسة تقف و تستمع للحديث خلف الباب وتضع يديها على قلبها هبطت الدموع من عينيها برعب. وضعت يديها على فمها وشعرت أن الباب سيفتح عادت مسرعة إلى الفراش وتصنعت النوم دخل محمود وهو يمرر عينه عليها ثم أغلق الباب  فتحت عينيها لا تعرف ماذا تفعل أخذت تبكي وتدعو ربها أن يحفظها وزوجها من هؤلاء المجرمين. 


_ بعد عدة ساعات 


_ فى إحدى صحاري مصر ،5صباحا.


_ بين الجبال المرتفعة ووسط الظلام الدامس والهدوء القاتل والاستماع لصوت الذئاب المخيف،

نشاهد مجموعة كبيرة من السيارات الملاكي تدخل المكان وتوقفت، وخرج منها مجموعة كبيرة من الرجال، يحملون السلاح توقفوا فى الأطراف وحاوطوا المكان ...

فتح أحدهم الباب الخلفي لإحدى السيارات.. هبط منها محمود ..

تقدم وتوقف أمام السيارة وتوقف بجانبه كمال.


محمود وهو ينظر بجانبه: كمال عايزين نخلص بسرعة.


كمال بثقة: ماتقلقش.


محمود بغل وعقلانية: سليم مش سهل، سليم ده ديب سعران، أوعى تأمن لهدوءه واستسلامه، سليم طول ما هو هادي، أسد سعران، والأسد السعران يخوف أكتر من الجعان.


كمال: يا كبيرنا هو ماعرفش المكان إلا من نص ساعة، وإحنا مراقبين الفيلا وهو خرج لوحده، معاه دراعه التاني عشري، ومستحيل يلحق يعمل أي حاجة رجالته كلها ماتت.


محمود: لو حصل أى غلط اقتلوها على طول.


هز كمال رأسه بإيجاب: أمرك ياكبيرنا..هو يهز رأسه: سبهالي أنا ولا كإنها موجودة ياملك.


_ بعد دقائق


_ دخلت عليهم سيارة سليم وتوقفت بالقرب منهم،

خرج سليم مسرعا ومعه عشري، صوب جميع الرجال السلاح نحوهم ، رفع سليم يديه باستسلام 🖐️ 🖐️ وهو يقول.


سليم: أنا لوحدى زي ما طلبت مافيش غير عشري إللي معايا.


محمود: معاك سلاح .


زاح سليم جاكيت البدلة قليلا بيديه لكي يطلعهم إنه لا يحمل مسدس على خصره بصمت وهو يركز النظر فى ملامح وجه محمود بعين غامت بسواد الغل، فهو الآن كالبركان الخامد الذي يَهلك كل من يأتي أمامه، لكنه يحاول السيطرة بكل قوته على غضبه لكي يكمل مخططه.


هز محمود رأسه لأحد الرجال لكى يقترب ويقوم بتفتيش سليم، وبالفعل قام بتفتيشه هو وعشري ولم يجد معهما شيئا سوا ملف.


سليم وهو ينظر له ببحة رجولية تعكس هيبته: أنا جيت لوحدى زي ما طلبت ومش معايا غير أوراق التنازل الـ ٢٥ ٪ كلهم ليك نصيبي في المجموعة عشري سلمه الملف.


تقدم عشري وأعطي الأوراق لمحمود.


محمود وهو ينظر للأوراق بإستغراب رفع عينه نحو سليم بتساؤل وبتعجب قال: للدرجة دي بتحبها؟؟ تتنازل عن كل الأسهم عشانها.


نظر له سليم بصمت كأنه لم يستمع لحديثه. قال بجمود يعكس كبرياء سليم الذي يتميز به.


سليم: أنا نفذت طلباتك سيب ماسة تروح مع عشري وخلينا مع بعض، من إمتى بنتحامى في الستات.


محمود: فى الحرب كل الطرق مشروعة..

 نظر الى الأوراق ثم نظر له وقال: العقد فاضل عليه ختم الباشا عشان يمشي.


سليم بهدوء وحسم: ماسة تروح مع عشري هاختمه.


ابتسم محمود : ذكي ماشي

رفع عينه نحو رجاله قائلا بإستخفاف:

ــ هاتو جولييت لروميو ( نظر له متعجباً) مش صغيرة عليك دي.


لم يهتم سليم لما يقول كان ينظر بثبات وصمت مخيف لم يهتز للحظة ..


فور خروج ماسة رفع عينه نحوها بغصة أذابت وتين قلبه، حاول السيطرة على مشاعره بكل قوته.


فور أن رأته ماسة قالت بدموع ونداء: ســليم 


حاولت الركض إليه لكن أمسكها أحد الحرس ليمنعها.


اهتز سليم قليلاً لكن ثَبَت مكانه  بهدوء قاتل يسبق العاصفة


ماسة ببكاء: ســليم ..

حاولت فك نفسها وهي تقول: ســليم أوعى سليم.


محمود وهو يركز النظر في ملامح سليم بعين مسلطة عليه حاول استفزازه: ماتفكر في عرضي، طلقها واتجوزها، مراتك حلوة وكتكوتة أوي، الصراحة خسارة فيك، وأوعدك بعد ما أقتلك واتجوزها هعرفها مين هو سليم الحقيقي.


لم ينظر له سليم للحظة، عينه كانت مسلطة على حبيبة قلبه، يستمع لكلماته دون رد بصمت، فمازال يحاول الحفاظ على هدوئه وثباته وإنفعالاته. 


محمود بإندهاش: لسة ساند طولك وظهرك عالي بس غرورك ده هيكون هلاكك ( بصوت عالي ) سبوها.


تركها الحراس، ركضت ماسة على أحضان سليم. 


فتح سليم ذراعيه وعندما وصلت عنده ضما بعضهما بشدة، وأخذت تبكي بين حنايا رقبته ..أخذ سليم يربت على شعرها بحنان وحب، كان يشد بذراعه الآخر على ظهرها كأنه يريد أن يخبئها داخله وهو يقبلها من أعلى رأسها قبلة طويلة. 


ماسة ببكاء: كنت متأكدة إنك هتيجى وتنقذني.


سليم بتأثر: أنا وعدتك إني مش هتأخر عليكي.


ماسة بهمس رفَعت شفتيها عند أذنه: عملينلك كمين سمعتهم، هياخد الاسهم وهيقتلني ويقتلك.


رفع سليم عينه نحوها محاولا الثبات، أبتعد قليلا وهو ينظر لها بإبتسامة: روحي مع عشري يا ماسة.


هزت ماسة رأسها برفض: لأ مش هسيبك لوحدك.


سليم بأمر وببحة رجولية: خدها يا عشري.


عشرى وهو يسحبها: ماسة هانم أرجوكي يلا.


ماسة ببحة ضعيفة حزينة وعشري يسحبها: سليم يا سليم.


أخذ سليم يراقب آثارها بصمت حتى تأكد أنها صعدت السيارة ..


أقترب سليم من محمود وتوقف أمامه مباشرة وهو يمرر عينه عليه من أعلى لأسفل بتقليل ..


محمود بثقة وشعور بالانتصار: أنا كسبتك واحد صفر.


زم سليم شفتيه بنصف ابتسامة ساخرة بصمت، فهو لم يتفوه بكلمة.. ثابت بشكل مخيف، حاول محمود استفزازه.


محمود: أقولك، أنا كنت مخطط إنى اقتلها 

وهو يشير بيده من حوله وأكمل:

وحاطت قناص هناك .. 

نظر سليم تجاه إشارته وهو يهز رأسه بإيجاب، نظر له مرة أخري وأكمل محمود:

ــ بس ماستك الغالية عجبتني أوي وقررت اتجوزها عشان أقعد أحكيلها عنك أصلها مغشوشة فيك.


تبسم سليم بنظرة حادة شرسة قائلا:

هقولك نصيحة مع إنك مش هتلحق تعمل بيها، بس هقولك، لما تحب تقتل حد، أقتله على طول وبطل رغي وبطل تعيد فى الكلام اممم.


مد سليم ذراعيه وقرصه من خده بمداعبة بإبتسامة عريضة مستفزة، وعاد بظهره كم خطوة للخلف وفجأة عبس وجهه، لوح بذراعيه فى الهواء وفجأة ...


أطلق سيل من الرصاص على جميع الحراس ولقوا مصرعهم فى الحال، حتى محمود أخذ بعض الرصاص ووقع أرضا، لكنه مازال حيا،فجأة توقف الرصاص


أقترب منه سليم تزامنا مع اقتراب رجاله، حملوا محمود والدماء تسيل منه لكي يقف.


توقف سليم أمامه مباشرة وهو يمرر عينيه عليه بكبرياء وقال: طبعاً دي آخر حاجة كنت متوقعها مظبوط، النصيحة الثانية ماتبلغش عدوك بمكانك حتى لو قبلها بنص ساعة أو دقيقة حتى، امم.


محمود بخوف وكلمات تخرج بصعوبة: هقولك الخاين وتسيبني.


سليم بجبروت: مراتي اللي إيدك لمستها ودماغك خططت لخطفها ثمنها أغلى من إنى أعرف الخاين.


استوحشت نظراته وفجأة شد مسدس من أحد رجاله المحيطين حوله وأطلق رصاصة فى نصف رأسه ثم أطلق واحدة أخرى على قلبه وهو يقول: ودى عشان مكي ..

ثم أطلق أكثر من واحدة: دول عشان رجالتي اللي قتلتهم.


اقترب منه إسماعيل بعتاب: ليه يا سليم كنا عايزين نعرف الخاين؟


ألتفت سليم له بغرور: إنت بتصدق !!! أنا عارف أنا بعمل إيه كويس.


إسماعيل مد وجهه: على كيفك.


اقترب عرفان: كلهم ماتو يا باشا.


سليم: ادفنوهم مكانهم وبكرة الفلوس هتتحول لحسابكم في البنك.


وضع المسدس فى كف إسماعيل وتوجه إلى السيارة 


فتح الباب الخلفي وجلس، كانت ماسة تضم نفسها بخوف وبكاء مما حدث، وفور أن رأته اقتربت منه وضمته، أحاط سليم كتفها بذراعه، وضعت ماسة رأسها على صدره وضمها بشدة بين حنايا قلبه المتيم بها، أخذ يربت على كتفها وشعرها بحنان وهو يقبلها من أعلى رأسها قبلة طويلة.


سليم وهو يحاول طمئنتها بحنان: عشقي خلاص كل حاجة انتهت رجعنا تاني لبعض متخافيش، أنا جنبك.


ماسة ببكاء: خوفت أوي يا سليم. 


ربت سليم علي كتفها بحنان: هششش خلاص يا عشقي كل شيء بقى تمام، أنا معاكي ومستحيل يخدوكي مني تاني ..

رفع عينه ونظر إلى عشري وقال: يلا يا عشري أطلع ع القصر.


ماسة ببكاء وكلمات تخرج بصعوبة: إنت قتلته يا سليم قتلته كلهم ماتو مش مصدقة ازاي كدة.


سليم هو يربت على شعرها للخلف: بس خلاص لما نروّح هنتكلم هشششش .


🌹♥️____بقلمي ليلةعادل_____ 🌹♥️


 _ قصر الراوي٧ ص


_ نشاهد جميع أفراد عائلة الراوي يجلسون فى الهول ومعهم سلوى بوجه شاحب شحوب الأموات وعينين محمرة من شدة البكاء.


فريدة وهى تربت على ظهرها: خلاص يا سلوى سليم رجعها، هما في الطريق.


وبعد دقائق فتح باب القصر دخلت ماسة ومعاها سليم وخلفهم عشري وإسماعيل...فور أن رأتهم سلوى نهضت بصراخ وسعادة.


سلوى: ماسة حبيبتي.


ركضت إليها ومدت ذراعيها وضما بعضهما بقوة وأخذتا تبكيان بشهقات تقطع نياط القلب على ما مر بهما.. 


ابتعدت ماسة قليلا وهى تنظر لها بتدقيق: حبيبتي خوفت عليكي أوي، إنتى كويسة.


سلوى وهى تمرر عينيها عليها: اه كويسة، طمنيني عملولك حاجة؟؟ 


هزت ماسة رأسها بنفي: لا لا.  


 ضما بعضهما مرة أخرى بقوة وبكاء.


سليم بلطف: خلاص بقى بطلوا عياط.


ياسين اقترب منهما بلطف: حمدلله على سلامتك يا ماسة.


عزت بلطف: الحمدلله إنك بخير.


فايزة باستهجان وهي تقلب عينيها: أتمنى تتعلمي من إللي حصل،  وما تفتحيش لحد الباب تاني، الله أعلم المرة الجاية ممكن يحصلك إيه مفهوم.


هزت ماسة رأسها بإيجاب بضيق وحزن وهي تنظر حولها بصمت فهى حتى الآن غير مصدقة إنها عادت بأمان إلى البيت دون أن يحدث لها مكروه بعد هذه الليلة الدامية.


سلوى بإمتنان: شكراً يا سليم فعلاً ماجاش النهار غير وماسة فى حضننا.


نظر لها و هز رأسه بإيجاب  بإبتسامة جميلة.


اقتربت فريدة من ماسة و وضعت يدها على ظهرها بحنان: ماسة شكلك تعبانة، أطلعي يا حبيبتي ارتاحي، حمدلله على السلامة.


ماسة: الله يسلمك ( نظرت لسلوى ) سلوى ماما وبابا عرفوا حاجة؟


سليم: أنا طلبت منها محدش يعرف عشان مايقلقوش.


صافيناز بتهكم: من الأفضل الموضوع ده مايتحكيش أصلاً كأنه ماحصلش، إنسيه.


رشدي بإبتسامة بلهاء:  لازم تنسي وتاخدي على جو الأكشن، إنتى من عيلة الراوي يعني خدي على كدة  مش هتكون آخر مرة.


عزت بإعتراض قائلا بحدة وانفعال: ده مش هيحصل تاني يا رشدي عيلة الراوى خط أحمر، أنا مش هسمح بده وإلا هعلنها حرب وأحرق القاهرة كلها.


وجه سليم نظراته لسلوى: سلوى تعالي معانا أطلعك أوضتك.

هزت سلوى رأسها بإيجاب نظر لهم وأكمل:

خليهم يطلعولنا الفطار فوق ..

نظر لماسة بإبتسامة جذابة: يلا يا عشقي.


أحاط ظهرها بذراعه بحنان و تملك وصعدا الدرج وسلوى خلفهم.


وجه عزت نظراته لعشري وإسماعيل قائلا بجدية وهو يلوح بأصابع يده:  تعالو إنتم الأتنين ورايا فهموني حصل إيه ؟


💕______________بقلمي_ليلةعادل


_ فى الطابق الثاني 


_ نشاهد سليم وماسة وسلوى يتوقفون فى ممر 

أشار سليم بيده على إحدى الغرف وهو ينظر لسلوى.


سليم بحنان: سلوى أوضتك أهي ارتاحي وماتخافيش، ماسة كويسة، ارتاحي شوية كفاية عياط.


هزت سلوى رأسها بنعم، اقتربت من ماسة وعانقتا بعضهما بشدة.


سلوى:  تصبحو على خير.


دخلت غرفتها ..ثم دخل سليم وماسة غرفتهما.


_ غرفة سليم وماسة.


_ تقدمت ماسة بخطوات بطيئة مرتبكة ثم توقفت في المنتصف تنظر من حولها بعين اغرورقت بدموع الحزن والألم.


ماسة بنبرة مهزوزة: كنت فاكرة مش هرجع تاني، الليل كان طويل أوي أنا مش مصدقة إني رجعت.


اقترب منها سليم وضمها من الخلف حيث أحاط بأحد ذراعيه على بطنها والثانى أعلى صدرها بانضمام ..عادت ماسة برأسها على صدره ووضعت يدها فوق يده التي على صدرها .. وأخذت نفس عميق كأنها تريد أن تُهدِّئ كم الخوف الذى تشعر به بداخلها ..

وضع سليم رأسه بين حنايا رقبتها ووضع قبلة رقيقة وقال  بنبرة عاشقة.


سليم بحنان: الدقيقة كانت بتفوت عليا سنة، الوقت مابيعديش،  بس خلاص الحمدلله عدى وفات وإحنا رجعنا سوا دلوقتي ...

لفها لتتوقف أمامه وهو يضم كتفيها بيديه ويركز النظر في ملامحها  بعشق وقال:

 إنتي واقفة قصادي وبين إيديا ويستحيل أسمح إن حد تمسك أو حد ياخدك مني تاني.


شدها بقوة بين أحضانه بتملك شديد وأحاط ظهرها بذراعيه بقوة وهو يغرز بأصابع يده على ظهرها حتى كاد أن يكسر عظامها من قوة الضمة لكنها كانت مليئة بالحنان والحب كأنه عطشان لها، أخذ أنفاسه بإرتياح حيث كانت مكتومة منذ غيابها كانت ماسة تبادله أيضا تلك الضمة تحاول أن تهدئ خوفها وتوترها داخل دفئ أحضانه وعشقه المتيم بها، فهي لا تجد نفسها وهدوئها إلا بين ذراعيه .. 


بعد دقائق ابتعد سليم قليلا ، وهو يدقق النظر في وجهها وضع يده اسفل ذقنها بلطف: 

-إيه رأيك يا قطعة السكر تاخدى حمام دافي عقبال مايحضرولنا الفطار.


ماسة بتعب ورفض: مش قادرة عايزة أنام؟


سليم بإعتراض: تعالي بس إنتى محتاجة تهدي شوية، الحمام هيهدى أعصابك.


حملها بين ذراعيه ودخل بها المرحاض هبطها وأخذ يسحب ملابسها من عليها بحنان ثم وضعها في البانيو وأخذ يغسل لها جسدها وشعرها لكى يهدئ من روعها ولو قليل...

كانت ماسة مستسلمة للمساته الحانية لكنها مازالت متوترة ... وبعد الانتهاء ألبسها بيجامة وحملها حتى الفراش، وضعها عليه برفق وحنان وجلس بجانبها وضعت رأسها عند قلبه وأحاطت بذراعيها صدره وأحاط هو بذراعيه كتفها.


ماسة: مش هتنام.


سليم وهو يمرر أصابع يده على خدها بحنان: نفطر الأول، لا أنا ولاإانتى أكلنا من إمبارح، ووشك أصفر خالص.


ماسة بتعب و توتر: عشان خاطري ماتضغطش عليا دلوقتي، عايزة أنام شوية، أهرب من خوفي، يمكن أصحى ناسية، إنت كمان شكلك تعبان أرتاح.


سليم بتوضيح: مش تعب بسبب قلة نوم، ده تعب أعصاب وتوتر وقلق، لإنى أول مرة أتحط فى الموقف ده.


ماسة بدعم مصحوب برجاء: إن شاء الله آخر مرة، هنّام ونصحى ناسيين، بس أوعدني إنك ماتعملش كدة تاني ممكن ياسليم، إنت مش كدة.


سليم: تقصدي القتل؟


هزت ماسة رأسها بنعم .


سليم بتفسير : أنا كنت بدافع عنك، مش طبعي أعمل كدة.


ماسة ببراءتها المعتادة: ماشي فاهمة بس القتل ده حاجة وحشة أوي وحياتي اوعى تعمل كدة تاني.


نظر لها سليم وهو يحرك عينه بسرعة ثم دقق النظر فى وجهها بصمت وسرح بخياله ماذا لو تعرضت ماسة لموقف مشابه بالأخص أن الجميع سيعلم أن ماسة نقطة ضعفه لهذا فهو سيضطر  للقتل مرة أخرى لو مسها أي سوء

ابتسم سليم واضطر أن يكذب عليها لأول مرة حتى لا يخيفها

هز سليم رأسه وهو يقول: بس اسماعيل ده ظابط و اللي كان جايبهم قناصة شرطة


ماسة بإبتسامة: بجد، أنا كنت متأكدة إنك متعملش كدة،  كويس إنك بلّغت البوليس، هو أصلا ليه عمل كدة؟


تنهد سليم: عشان بياخد تار والده.


ماسة بتعجب: إنت قتلت باباه؟


سليم هز رأسه: اممم كان هيقتلني، فقتلته دفاع عن النفس، أنا حكتلك قبل كدة !!! ..


نظرت له ماسة بمعنى إمتى؟ رد سليم على تلك النظرة قائلا: فاكرة لما قولتلك كنت هتقتل وانتي ضربتى على صدرك وقولتي مين بيكرهك كدا يا سليم بيه؟


ماسة بتذكر: أيوة أيوة افتكرت، طب ما أبوه يستاهل،  إنت كنت بتدافع عن نفسك ، بس ليه أصلاً أبوه يعمل كدا.


سليم: ليه دي موضوع كبير أوي، لكن بالمختصر عشان الفلوس، عايزين يخسروا المجموعة عشان يبقى مكانا وأنا كنت تهديد ليهم.


ماسة بإندهاش: يااااا، الفلوس تعمل كدة تخلي واحد يقتل نفس إنسان !!  ده الواحد بيستحرم يموت النملة، مش بني آدم.


سليم وهو يمسح على شعرها: ماتشغليش بالك إنتي بس، وأوعدك إن دي هتكون آخر مرة إنك تتعرضي لحاجة شبه كدة.


ماسة: طب أوعدني إنك ماتقتلش تاني يا سليم مهما حصل،  أضربه بس متقتلوش.


هز سليم رأسه دون رد ، فهو لا يستطيع أن يوعدها بشىء لا يستطيع تنفيذه ...


سليم: يلا نامي يا حبيبتي.


ماسة: مش هتغير هدومك.


سليم: لما تروحى فى النوم هقوم آخد شاور .

(قبلها في عينيها بحنان)


ماسة: ماشي ...قبلته من خده وعدلت من جلستها وتسطحت وهي تقول بحب: تصبح على خير يا كراميل .


سليم بعشق: وإنتي بخير يا روحي.


أغمضت عينيها وذهبت في سبات عميق.


فك سليم أزرار قميصه وخلع الجاكيت والحذاء وهو ينظر لها بضيق من نفسه وهو يجز على أسنانه بإختناق، لأنه كذب عليها، لكن ماذا يفعل؟ يريد أن يظل فى عينيها ذلك الرجل ذو الشخصية الحنونةو الصفات الطيبة الوادعة الذي عشقته، فتلك الشخصية التي لم يعرفها سليم إلا عندما تعرف على تلك الساحرة الصغيرة .. تنهد وتمدد جانبها.

لم يمر سوا فترة قصيرة وفجأة صرخت ماسة بفزع 


ماسة بصراخ وفزع:  سلوووى  سليم سليم.


نهض سليم من غفوته التي يبدو أنه غفى فجأة.


سليم بحنان وهو يربت على وجهها: عشقي أنا جنبك هشششش بس أهدي أهدي.


ماسة ببكاء وبأنفاس متلاحقة: مش عارفة أنام أول ماغمضت عيني حلمت بيهم بيخدوني منك وبيضربو سلوى.


سليم بلطف: أهدي يا حبيبتي خلاص كلهم ماتو ... 

جلب لها كوب ماء من على الكومودينو وقال بحنان: أشربي يا قلب سليم. 


أخذته منه وشربت القليل وناولته الكوب ليضعه على الكومدينو


سليم بحنان وهو يمسح على شعرها للخلف:  نامي يا ماسة وأنا هفضل صاحي جنبك  ماتخافيش ماحدش هيقدر ياخدك مهما حصل ولا يجي جنب سلوى، أنا صاحيلهم متخافيش بتثقي فيا ولا لأ.


ماسة : بس إنت تعبان.


سليم وهو يربت على كتفها: لا مش تعبان نامي وأوعدك إني هفضل صاحي جنبك، يلا نامي يا عشقي ماتخافيش.


ماسة بتوتر: مش هتنام وعد.


سليم وهو يهز رأسه بنعم: وعد يلا.


ساعدها تتسطح وعدل لها الغطاء، لم يمر سوا ثواني وغفت مرة أخرى.


 وظل سليم طول الوقت مستيقظاً وهو يربت على ظهرها وشعرها بحنان لم يغفى لثانية واحدة، مسلطا عينيه عليها،يشعر بإختناق من نفسه لأنه السبب بكل هذا.


(وبعد ساعات)


بدأت ماسة تتململ وتحرك عينيها، كان سليم ينظر لها بعين مسلطة بإبتسامة جذابة، فتحت ماسة عينيها تحاول أن تعتاد على الإضاءة


سليم وهو يمرر يده على خديها بنعومة: صباح الخير يا قطعة السكر.


ماسة وهى تتمطع بنعاس: صباح الفل يا كراميل، صحيت بدري ولا إيه؟


سليم بابتسامة وهو يمسح على شعرها بإصبعه: تؤ، أنا مانمتش أصلاً زي ما وعدتك.


ماسة بإستغراب نظرت له: بجد مانمتش خالص؟ ولا دقيقة،


سليم بنصف أبتسامة جميلة: أنا وعدتك إني مش هنام لثانية، ونفذت وعدى فضلت طول السبع ساعات قاعد جنبك أتفرج عليكي يا روح قلبي.


ماسة وهي تمرر كفها على وجهه بحب: يا روحي ... عدلت نفسها وجلست وأكملت بحماس: طب يلا نام وأنا هقعد معاك.


سليم: صدقيني مش عايز أنام.


ماسة: بس كدة غلط لازم ترتاح شوية


سليم:  أنا ممكن أفضل ٣ أو ٤ أيام صاحي، ماتقلقيش عليا،  أنا هكلمهم يحضرولنا الغدا عشان ناكل،  لأني جعان أوي بدل ما ...

ابتسم ابتسامة عريضة وهو يدغدغها من جانبها بمداعبة قائلا بمزاح: بدل ماكلك إنتي.

أخذ يدغدغدها وهي تضحك وتحاول إبعاده ..


ماسة بضحك: بس يا سليم بغير ... بس ...هههه بس بقى .. خلاص بقي هناكل.


سليم وهو يبتعد: أيوة كدة


كان يحاول أن ينسبها ما حدث معها، قبلها من خدها وجذبها إليه وضمها .. أنا هكلمهم يحضرولنا الغدا عقبال ماخد شاور.


ماسة: وأنا هروح لسوسكا . 


نهض سليم: طيب.


جلست ماسة علي ركبتيها باهتمام وتساءلت:  أحضرلك لبس قبل مروح؟ 


سليم وهو يخلع قميصه:  ماشي ( تبسم بغزل ) وألبسى الفستان الأحمر، بحبه عليكي وأرفعي شعرك ماشي.


  تبسمت ماسة : ماشي....




 الفصل الخامس والثلاثون جزء ثاني من هنا      

تعليقات