رواية الماسة المكسورة
الفصل الحادي عشر 11
بقلم ليله عادل
[عنوان سقوط الأقنعة ]
فتحت ماسة الباب ... اتسعت عينيها وابتلعت ريقها حين رأت الطارق .
ماسة بتلعثم وتهتهه:
ــ ممم مدام ندى !!!
تظهر ندى وهي تنظر بتعجب وهي تعقد حاجبيها،
رمقت ماسة من أعلى لأسفل وقالت بستخفاف.
ندى:
ــ أنتي لسة قاعده هنا من يومها !!! وكمان لابسة بيجاما؟؟
كانت تقف ماسة أمامها وهي في وضع صعب لا تحسد عليه، لاتعرف ماذا تقول !! تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها..
وأثناء ذلك نستمع لصوت نبيلة وهي تقول من مسافة قليلة.
نبيلة بتساؤلة:
ــ مين يا حور ؟؟
ارتسمت على وجه ندى ابتسامة ساخرة ورفعت حاجبيها وقالت باستخفاف.
ندى:
ــ طلع اسمك حور بقى.
تقدمت ندى بعض الخطوات، ومرت من جانب ماسة حتى وصلت إلى الصالون، وتوقفت أمام صباح ونبيلة وهي تقول بنصف ابتسامة.
ندى:
أنا ندى يا حماتي.
رفعت نبيلة وصباح أعينهم بتعجب وقلق..
فهما لا تعلما ماذا ستفعلان الآن ؟؟
وماذا ستقولان لها؟ فهما يعرفا ندى جيداً بإنها مجنونة و اندفاعية و ممكن تسبب لهما الكثير من المشاكل إذا لما تتعاملان مع الموقف بذكاء وحكمة.
نهضت نبيلة و حاولت لملمة الموقف مسرعة وهي تقول بابتسامة مصطنعة وبترحيب وهي تمد يدها من أجل أن تضمها.
نبيلة بابتسامة عريضة:
ــ ندى ازيك يا بنتى عاملة إيه؟
تبسمت ندى بعدم تصديق وهي تضمها وتقول بسخرية مبطنة:
ــ الحمد لله يا حماتي.
ابتعدت وهي تنظر لصباح وصافحتها بابتسامة ..
ندى:
أزيك يا طنط صباح وعمو جمال عامل إيه ؟.
صباح:
ـ الحمدلله يا حبيبتي، وأنتي كويسة؟ ومشيرة أزيها.
ندى وهى تهز رأسها بإيجاب:
ــ الحمد لله.
رفعت ندى أحد حاجبيها وهي تشاور بعينيها نحو ماسة بتساؤل التي تقف خلفها مرتبكة بشدة.
ندى باستخفاف مبطن ممزوج بنوع من التهديد: المرة اللي فاتت غيرتي عمتني، بس المرة دي هحاول أمسك نفسي وهاسأل بكل هدوء، مين دي ؟؟ وبتعمل إيه هنا ؟؟
نظرت نبيلة وصباح لبعضهما بترقب وقلق، فلم يكن في الحسبان هذا الأمر، لكن نظرت لها صباح وأجابتها مسرعة بثبات.
صباح وهي تشاور على ماسة الواقفة خلف نبيلة :
دي ليندا بنت رجاء .
ندى بتعجب وهي تلوي شفاهها بتساؤل:
ــ رجاء مين ؟
صباح بتوضيح:
ــ أختنا اللي في السعودية.
ندى باستغراب:
ــ بس أنا معرفش إن ليكم أخوات في السعودية وكمان اسمها رجاء !!!
نبيلة بتهكم ممزوج بحدة:
ــ وأنتي هتعرفي منين، أنتي متعرفيش اخواتي .
ندى:
ــ بس أنتي قولتلها يا حور !!
نبيلة بتفسير ممزوج برتباك:
ــ آه ماهي في شهادة الميلاد حور، ودلعها ليندا. أنتي المرة اللي فاتت مخلتناش نفهمك،( نظرت لماسة).... تعالي يا ليندا سلمي علي ندى.
اقتربت ماسة وهي مرتبكة بابتسامة زائفة.
ماسة وهي تمد يدها بلطف:
ــ أزيك يا دكتورة ندى، سوري عن سوء التفاهم اللي حصل المرة اللي فاتت.
ندى صافحتها بضيق وقلة ذوق:
ــ اممم أهلا.
جلست ندى على المقعد وهي تنظر لهم بتعجب وقالت
ندى:
ــ مالكم ماتقعدو هتفضلو واقفين !!
نظرت لها صباح ونبيلة بارتباك خفيف وانزعاج، فلم تعجبهما طريقتها، لكن حاولوا الحفاظ على هدوئهما لكي لا تحدث مشكلة هما في غنى عنها.
ندى وهي تنظر لماسة بغيرة وضيق من أعلى لأسفل: ــ وأنتي بقى هتقعدي هنا كتير ؟؟
ردت نبيلة مسرعة:
ــ شوية أصلها بتكمل دراسات عليا أصل السعودية غالية أوي.
ندى وهى تضم شفتيها:
ــامممم قولتيلي ..( بلطف) طيب ... ماما نبيلة أنا عايزة أتكلم معاكي لوحدنا.
نبيلة بتعجب:
ــ مش خايفة من مصطفى لايجي!!
ندى بتفسير:
ــ ما أنا عرفت جدوله وهو لسة مش هيجي إلا بعد ٤ ساعات.
نبيلة بمهاودة:
ــ طيب تعالي نقعد في أوضتي.
نهضتا وتوجهتا إلى غرفة النوم ..
تحركت ماسة وجلست بجوار صباح على الاريكة بارتباك .
ماسة بتساؤل:
ــ طنط أنتم فعلاً عندكم أخت في السعودية ؟؟
صباح بإيجاب:
ــ آه بس مقاطعينها، أحنا مقاطعين كل أخواتنا حتى أبونا بعد أمنا ما ماتت.
ماسة وهي تهز رأسها:
ــ الله يرحمها.
نظرت لها صباح بتدقيق وشعرت أنها قلقة ومتوترة جداً من ندى .. تبسمت لها صباح وهى تربت على ظهرها بحنان واطمئنان.
صباح بعقلانية:
ــ متخفيش، ندى مش هتعمل حاجة هي هدفها أنها ترجع مصطفى ليها، مش هتركز معاكي.
رفعت ماسة عينيها لها برتباك؛
ــ بس على مافهمت من مصطفى وكلهم، أنها غيورة وممكن تعمل مشكلة.
صباح برفض ممزوج بعقلانية:
ــ لا هتخاف أوي من مصطفى، هي عايزة تثبت له أنها تغيرت، دى ممكن تضرب معاكي صحوبية في سبيل إنك ترجعيهم لبعض، بس أول ماتيجي الطوبة في المعطوبة. هتشوفي السواد.
ماسة:
ــ تقصدي لو رجعلها وقتها هتتغير معايا، وتغير وتحصل مشكلة.
صباح وهى تمسح على شعرها بابتسامة وتأييد:
ـ اسم الله عليكي، ماتخفيش ياحبيبتى مستحيل تعمل حاجة أهدي كدة ( تحاول أن تنهض) هقوم أعملها شاي.
ماسة وهى تضع يدها ع قدميها بمنع:
ــ لا خليكي أنا هقوم.
نهضت وتوجهت إلى المطبخ ...
بقلمي ليلة عادل (✿^‿^)
_ على الاتجاه الآخر.
_ غرفة نبيلة.
__ نشاهد ندى ونبيلة تجلسان على الفراش وتتحدثان.
ندى بحزن واستعطاف وهي تركز النظر داخل
عينيها
ــ طنط حضرتك عمرك شفتي مني حاجة وحشة ؟؟
نبيلة بنفي:
ــ لا يا ندى مشفتش.
ندى بتساؤل:
ــ طب ليه حضرتك مش واقفة معايا ؟؟؟.
تنهدت نبيلة وردت بتفسير:
ــ ندى لازم تفهمي إني مقدرش أغصب مصطفى على حاجة، ده راجل يا حبيبتي.
نظرت لها ندى بتأثر وعقلانية تحاول استعطافها لتكسبها في صفها:
ــ بس ممكن تأثري عليه، أنا عارفة إني غلطت والله، واللى عملته كبير كمان، بس إنتي ست وعارفة يعني إيه غيرة، أنا بحبه أوي، كنت لما باشوفه قاعد مع واحدة وبيضحك معها، بأتجنن.. نار بتاكل فيا.
نبيلة وهي تلوح بايدها برفض:
ــ لالا يا ندى اللي كنتي بتعمليه مش غيرة أبداً، بعدين هي كانت أول مرة ليكي، ده إحنا ياما كلمناكي وحذرناكي كتير وأنتي مافيش.
ندى بحزن وعين تملئها الدموع:
ــ يعني مافيش فايدة خلاص خسرته للأبد.
تنظر لها نبيلة بحزن وشفقة على حالها فهي تعلم أن ندى تعشقه من صميم قلبها، لكنها تتصرف تصرفات هوجاء.
ربتت نبيلة ع قدميها بحب و بابتسامة:
ــ أوعدك إني هحاول وأنتي أوعديني إنك تبطلي جنان، مشيرة عارفة إنك جاية ؟؟؟
ندى:
ــ لا أنا قايلة لها إني نبطشية ولازم أمشي قبل مامصطفى يجي.
نبيلة:
ــ طيب وأنا هكلمك وأقولك وإن شاء الله خير .
ندى باستفسار مبطن بغيرة:
ــ هي ليندا دي إيه نظامها ؟؟
نبيلة بستغراب:
ــ مش فاهمة؟
ندى برفعت حاجب:
ــ متجوزة، انسة، مطلقة.
نبيلة بتفسير:
ــ متجوزة وجوزها شغال هناك في السعودية.
شعرت ندى بقليل من الراحة وتبسمت ثم نهضت .
ندى:
ــ أنا همشي بقى.
تنهض نبيلة:
ــ اقعدي أشربي حاجة.
ندى:
ــ مرة تانية.
توجهتا للخارج.. فور خروجهم التقت ب ماسة في الصالة وهي تحمل صينية.
ماسة بتساؤل:
ــ رايحة فين عملتلك آيس كوفي.
ندى بأسف :
ــ لازم أمشي عشان مصطفى.
ماسة:
ــ تمام هشوفك تاني.
ندى:
ــ أكيد.
🌹______♥️بقلمي ليلة عادل♥️_______🌹
_ القاهرة
_ فيلا مجاهد الخامسة مساءً
_ نشاهد سيارة سليم تدخل من البوابة الخارجية وخلفها سيارة الحراس ... هبط الحراس تزامناً مع هبوط السائق من سيارة سليم .. فتح الباب الخلفي له .. هبط سليم وهو يرتدي بدلة أنيقة في شموخ وعزة وقوة ... توجه إلى الباب الداخلي وهو يقول لأحد الحراس
سليم:
ــ عشري استنوني هنا.
طرق أحد الحراس الباب له ... فتحت لهم الخادمة.
الخادمة:
ــ سليم بيه اتفضل.
دخل سليم للداخل، كان يجلس مجاهد وسعدية و أشقاء ماسة ...
عمار الذى يكبر ماسة بثلاث أعوام .. و يوسف الذى يصغر ماسة بأربع أعوام ... وسلوى التي تصغر ماسة بعام فقط ..
وفور رؤيتهم لسليم وهو يقترب منهم، توقفو وعلى ملامح وجوههم القلق والاستغراب.
سليم وهو يقترب يشير بايده بنوع من السخرية.
سليم باستهزاء:
ــ لالا والله ما أنتم واقفين هو أنا غريب.
جلس على أحد المقاعد وهو يضع قدم على قدم بطريقة تعكس مدي قوته وكبريائه.
سليم وهو ينظر لهم بجمود:
ــ هتفضلوا واقفين !! ماتقعدوا.
جلسوا وهم ينظرون لبعضهم البعض، فهم على علم تام سبب مجيء سليم.
وجه سليم نظراته لمجاهد بابتسامته المعتادة التي تميزه، قائلا بنوع من السخرية و الاستهزاء:
ــ مجاهد بيه، مش تسأل على الحارس المسكين اللي ضربته على دماغه !! .
نظر له مجاهد بقلق وتوجس أبتلع ريقه بصمت فلا يعرف ماذا يجيبه ..
فهم سليم من تلك النظرة وذلك الصمت مدي خوفه و توتره، فارتسمت علي شفتي سليم نصف ابتسامة ساخرة ثم قال.
سليم:
ــ متقلقش أخد كم غرزة وبس.
عمار بتهكم وهو ينظر له من أعلى لأسفل:
ــ البلد مكنتش هتخسر كتير لو واحد من كلاب سليم الراوي مات.
وجه سليم نظراته بزاوية عمار وارتسمت على شفتيه نفس ذات الابتسامة المستفزة وقال ردا عليه بجمود وبرود.
سليم باستفزاز بارد:
ـ ولا هتخسر لما مجاهد المسيرى
ينعدم !!!.
سعدية بجمود:
ـ جاي ليه يا سليم بيه؟، ماسة ماقلتش حاجة.
سليم وهو ينظر لها:
ــ أنا عارف، هتخاف تقول لاحسن أهددك يا سعدية بحد من ولادك فتضطري تقوليلى مكانها.
مجاهد باستغراب:
ــ أمال جاي ليه ؟؟
سليم باستخفاف:
أشوفكم، أصلكم وحشتوني.
سعدية بنفاذ صبر وضجر:
ــ ما تطلقها بقى وسيبها في حالها كفاية البت مش عايزاك.
وجه سليم نظرته لهابتعجب وهو يرفع أحد حاجبيه باستهزاء وبرود:
ــ إيه ده ! إيه ده ! سعدية طلع لها حس !!
لم تعد سلوي تستطيع كبح غضبها أكثر، بسبب بروده واستفزازه في الحديث، فقالت بشدة وهي تتحدث من بين أسنانها بغضب:
ــ سلـــيم أنت اا
قاطعها سليم وهو ينهض بقوة تحرك حتى توقف أمامها مباشرة، وقال بتهكم تعكس مدي قوته لكن بصوت هاديء وببحه رجولية وهو يدقق نظره في ملامحها.
سليم:
ــ سليم بيه، سليم بيه يا سلوى،
وجه نظرته لهم بتعجب وقال:
ــ أنا شايف إنكم نسيتو نفسكم، مش عشان أنا محترم معاكم لحد اللحظة دي و متمسك بكل أنواع الأدب والاحترام عشان صلة القرابة اللي بنا، ده يخليكم تنسوا نفسكم !!!
كاد أن ينطق يوسف لكن أوقفه سليم بنظرته الحادة القوية وهو يشير بأصبع إحدى يديه بقوة وتهديد .
سليم بنبرة رجولية حاسمة:
ــ أنا مش جاي أتكلم كتير، لكن لو عرفت إنكم شوفتوها ولا كلمتكم وعملتوا زي ماعملتوا كدة، وقتها ..
_ وهو يضع إصبع إحدى يديه أسفل ذقنه وهو يوجه نظرته لسعدية بتهديد مبطن:
ــ مش عارف هابدأ بمين في ولادك يا سعدية
هبطت يده وأكمل و هو ينظر لهم من أعلى لأسفل بشدة ممزوجة بتهديد :
ــ من اللحظة دي ...
وهو يقوم بعمل علامة الكتابة بإصبع يده على الهواء. أضاف:
ــ أنتم اتقيدتم في دفتر الملاحظات بلاش تتقيدوا في دفتر الوفيات، بالأخص أنت يا عمار ... قولي كدة هى أمينة كويسة ؟ مش البنت اللي أنت مرتبط بيها اسمها كدة !!!!
ضحك ضحكة عالية مرعبة مستفزة وتلفت وتحرك للباب ...
كاد أن يرد عليه عمار لكن أمسكه والده من كتفه لكي يسكت ...
فور خروج سليم من باب الفيلا التفتت سعدية ووجهت كلامها لعمار وقالت بشدة وعنف وهي تصيح به.
سعدية بشدة:
ــ أنت اتجنتت ؟ إزاي تتكلم مع سليم بالطريقة دي ؟؟
عمار بضجر وبحة رجولية:
ــ طول ما أنتم خايفين منه ومن أهله، هيفضل يعمل فينا كدة وأكتر، وبعدين خلاص ماسة هربت وميعرفش مكانها، والأيد اللي كان خنقنا بيها اتقطعت.
يوسف بتأييد:
ــ أيوة يا ياما لازم نقف في وشه كفاية كدة.
سعدية بتهكم وتوجه نظراتها لسلوى:
ــ وإنتي مش عايزة تقولي حاجة انتي كمان يا سلوى هانم؟
سلوى بضيق :
ــ يا ماما أنا.
سعدية بمقاطعة وعنف:
ــ ولا كلمة أني مش مستغنية عنكم.
نظر لها مجاهد بعتاب. ولوم ممزوج بضيق:
ــ سعدية إنتي من سنة فضلتي تزعقي وتقوليلي أنا عايزة أشوف البت، أنت هتفضل قاعد حاطت أيدك ع خدك وتبكي زى الحريم، ومش عارف تعمل حاچة !!! ولما روحت عملت مشكلة معاه ووقفت قصاده، رجعتي تاني تقولي بلاش يا مچاهد عشان العيال، أنتي عايزة إيه يا سعدية ؟؟
سعدية باختناق:
ــ عايزة البت وعايزة عيالي مايحصلهمش حاجة
يوسف:
ــ هو مايقدرش يعمل حاجة لازم تفهموا هو بيخوفنا، سليم عمره ما أذانا كلها تهديدات و بس بيلعب في أعصابنا.
سعدية:
ــ وافرضو نفذ المرة دي؟!نتم ماتعرفوش سليم
سلوى بعقلانية:
ــ لو عايز ينفذ كان نفذ هو فعلا بيخوف وبس لحد نصدقنا خلينا نجرب نقول لا هتلاقي مبيعملش حاجة.
سعدية: والقضية أخوكي اللى ممكن ملفه يتفتح بإشارة منه ها إنتي نسيتى اسماعيل ولا إيه؟
عمار بتساؤل:
ــ والحل هنعمل إيه هنفضل كدة.؟
مجاهد وهو يسبح على سبحته بضعف:
ــ تبات نار تصبح رماد خير إن شاء الله هتتحل وتتعدل كله بإذنه.
نظر أبناءه له بضيق وعدم رضا على سلبيته ...
_ الإسكندرية
_ منزل مصطفى
_ غرفة النوم الثامنة مساءً
_ نشاهد مصطفى يحضر فراشه للنوم .. لكن دخلت والدته الغرفة .. اقتربت منه وهي تمسح على كتفه.
نبيلة بتساؤل وحنان الأم:
ــ ماكلتش كويس يا حبيبي ؟
مصطفى بابتسامة لطيفة:
ــ أكلت متأخر في المستشفى وماحبتش أكسف خالتي.
نبيلة:
ــ طب أنا عايزاك.
مصطفى بتعجب:
ــ خير ؟
نبيلة:
ــ خير أقعد طيب.
جلسا بجانب بعضهما على الفراش.
نبيلة بترقب:
ــ ندى كانت هنا.
زفر مصطفى باختناق وزهق :
ــ طبعاً مش هسألك عن السبب.
نبيلة باستعطاف:
ــ البت بتحبك ومتشحتفة عليك، هي مجنونة وعصبية بس بتحبك ومحترمة وكانت معانا كويسة.
مصطفى بعقلانية ممزوجة بحزن:
ــ ماما أنا فاهم كل ده، بس الجواز مش حب وبس، احترامها وتربيتها مش كفاية لنجاح علاقتنا، أديكي شفتي اللي حصل، الجواز من ضمن أساسياته الحب وتربية البنت، لكن في حاجات تانية عشان تنجحه وتخليه يستمر زى التفاهم، الصدق، الصراحة، الثقة، لكن هي مافيش على طول شك فيا خناقات كل يوم على أتفه الأسباب زهقتني مافيش راحة.
نبيلة برجاء:
ــ أديها فرصة كمان.
مصطفى بجمود ورفض:
ــ الموضوع ده منتهي يا أمي.
نبيلة بتعجب
ــ أمال فين حبك الكببر ليها ده أنت متجوزها عن حب؟
مصطفى بحزن وهو يقلب شفته السفلي بعدم معرفة:
ــ تصدقي أنا نفسي مش لاقي إجابة،ندى قدرت تخليني أدوس على قلبي وحبي ليها.
نبيلة بتحايل:
ــ طب عشان خاطر أمك فكر, والله هي كويسة وبتعشق تراب رجليك.
مصطفى بمهاودة:
ــ إن شاء الله.
نبيلة:
ــ بتاخدني على قد عقلي يا واد.
مصطفى تبسم:
ــ بريحك يا أم مصطفى.
نبيلة بحزن:
ــ البت صعبانة عليا.
مصطفى بحزن ووجع:
ــ وصعبانة عليا أنا كمان أنا ببقي مضايق وأنا بعاملها بقسوة، بس هو ده الحل عشان تبعد عني، لكن مسألة الرجوع تاني مستحيل ومن فضلك سبيني أنام، ولو جت تاني أوعي تديها أمل.
نبيلة نهضت بخذلان:
ــ هي مش مستنية مني أمل هى متأكدة إنك راجع.
نظر لها مصطفى وفهمت تلك النظرة وقال .
نبيلة:
ــ تصبح ع خير يابني.
خرجت لخارج الغرفة وأغلقت الباب خلفها ..
تمدد مصطفى بحزن وضيق ووضع كفيه أسفل رأسه بدموع وتذكر .
((فلاش باااك))
_ القاهرة
_جامعة عين شمس
_كلية الطب / الكافتيريا الثانية عشر ظهراً.
_ نشاهد مصطفى وندى بعمر أصغر، يجلسان بجانب بعضهما وهما يتحدثان.
ندى بسعادة غامرة وهي تنظر في الدبلة التي تزين اصبعها:
ــ مش مصدقة إن الحلم الكبير حصل وإننا اتخطبنا.
مصطفى بحب:
ــ لا ده حلم صغير، الحلم الكبير لما نتجوز.
ندى بحب وتساؤل :
ــ هتفضل تحبنى مهما حصل ؟؟ ومستحيل تسيبني؟ مصطفى أنا ممكن أموت لو في يوم سبتنى، أنا مقدرش أتخيل دنيتي إلا معاك وبيك.
مصطفى بحب وهو يمسك إيدها:
،ــ الحاجة الوحيدة اللي هاتفرقنا هي الموت .
ندى بحب:
ــ أنا بحبك أوي.
مصطفى:
وأنا بحبك.
ضحكا لبعضهما بخفة
((بــــاااااك))
_نعود لمصطفى وذكرياته الجميله مع ندى بحزن ووجع وعين تهبط منها الدموع ..
برغم إنه مازال يحبها لكن أفعالها جعلته يدوس على قلبه وقتلت كل شيء .
(◔‿◔) بقلمي ليلةعادل
_ القاهرة .
_ شركة الراوي
_ مكتب صافيناز، الخامسة مساءً.
ــ نشاهد صافيناز تجلس على مقعد مكتبها وهي تمسك بإيدها تابلت وتنظر له بتركيز شديد فهي تقوم بمتابعة الإحصاء والبورصة ...
بعد ثواني ...يطرق الباب .. رفعت عينيها باتجاهه... وهي تأذن بالدخول .
دخل عماد وهو يبتسم .. ارتسمت على وجنتيها ابتسامة عريضة.
عماد وهو يقترب بغزل:
ــ الملكة بتعتي عاملة إيه ؟
تبسمت صافيناز بلطف وهي تغلق التابلت وتضعه على المكتب وتركز عينيها عليه بتساؤل ؟
صافيناز:
ــ وأخيرا ظهرت !
اقترب حتى ذهب خلف المكتب أمامها وجلس عليه وهو يمسك يدها بغزل وحب.
عماد بعشق:
ــ مقدرش اتأخر على الملكة بتعتي.
.. قبلها من يدها
صافيناز بتساؤل وهي ترفع أحد حاجبيها:
ــ أمال من الصبح مختفي فين ؟؟
عماد:
ــ بخلص شوية شغل للباشا.
أدخل يده في جيب بدلته وأخرج منها علبة قطيفة وأعطاها لها ..
أمسكتها وهي تنظر بابتسامة أنثويه حادة .. فتحتها كان بها انسيال في منتهى الذوق والشياكة .
تبسمت له وهي ترفع حاجبيها بانبهار وبابتسامة رائعة.
صافيناز:
ــ جميل طول عمرك ذوقك يجنن يا حبيبي، ربنا يخليك ليا.
ضما بعضهما بحب ... نهض عماد وتوجه إلى المقعد الأمامي للمكتب وجلس وهو ينظر لها باهتمام،
عماد بتساؤل:
ــ الباشا لسة رافض الصفقة بتعت الشركة الفرنسية.
صافيناز:
ــ قولتلك الموضوع محسوم، هو عجبه شغل الألمان أكتر، بعدين هما بيقدمولنا تسهيلات أفضل بكتير .
عماد:
ــ بس فلوس الشركة الفرنسية أكتر.
صافيناز:
ــ هو خلاص مضى العقود الجديدة.
عماد:
ــ بقولك عندي فكرة.
صافيناز تعود بظهرها للخلف وتستمع له بتركيز واهتمام:
ــ قول
عماد:
ــ نأخد الصفقة لينا، لحد أمتى هنفضل تحت رحمة الباشا وسليم؟!
عدلت من جلستها بذهول ونظرت له باتساع عينيها وابتلعت ريقها بقلق .
صافيناز بتعجب:
ــ أكيد بتهزر!!!
نظر لها عماد بتركيز وقوة وهو يهز رأسه بتأكيد:
ــ لا مابهزرش الطوفان معاده قرب أوي، إيه خلاص نستى حلمك اللى حاربنا عشانه سنين ايه ياستي؟!!!
صافيناز بخوف:
ــ لا بس اا عارف لو سليم عرف هيعمل فينا إيه ؟ سليم الفترة دى مضطرب على الآخر وشوية الرحمة اللي عنده اختفوا.
عماد بثقة:
ــ مش هيعرف، حطي أنتي بس إيدك في إيد جوزك حبيبك أبو ولادك هتكسبي.
عادت بشعرها للخلف بقلق وأفكار مضطربة وقالت .
صافيناز بتساؤل:
ــ والسيولة ؟؟
عماد:
ــ متقلقيش أنا مرتب كل حاجة، بس قولي ديل(deal )
نظرت له صافيناز بترقب وقلق فخوفها من سليم و والدها مازال يمتلكها، لكنها مثله طماعة جشعة تعشق النقود ولا تريد أن تظل تحت ظل سليم ..
أخدت نفس ثم هزت رأسها بايجاب وقالت:
ــ ديل (deal )
ارتسمت على وجه عماد ابتسامة سعادة لكن بخبث فقد نجح في مخططه.
بقلمي ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)♥️
_ الإسكندرية
_ منزل مصطفى السادسة مساءً
_ نشاهد مصطفى وعائشة ونبيلة وإيهاب وماسة يجلسون في الصالون بملابس منزلية ويتحدثون وكان يبدو على ملامحهم الانزعاج وخاصة نبيلة.
نبيلة بضيق:
ــ يعني مافيش فايدة معاكم.. بردو غاويين تزعلوني.
إيهاب بتعجب ممزوج بضجر:
ـ أنا مش فهمك الصراحة !!! إزاي عايزانا نحضر فرح بنت ضرتك؟
نظرت له نبيلة بهدوء ممزوج بخذلان.، فهي تحاول بأي طريقة تجعلهم يصلوا أرحامهم وأن تحسن علاقتهم بوالدهم واشقاءهم، بعد كل ماتعرضت له من أذى.
نبيلة بشدة:
ــ ريم وهبة إخواتكم فاهمين وأنتم الكبار لازم تاخدوا بالكم منهم.
عائشة باعتراض:
ــ مصطفى هيروح كفاية.
نبيلة بصرامة:
ـ كلكم يا عائشة.
نظر لها إيهاب بحسم وقال بنبرة غير قابلة للنقاش بها نوع من الوقاحة:
ــ وأنا قولت لا يعني لا، أخواتي عايزين يروحوا براحتهم إنما أنا لا، أنا ماليش أخوات غير عائشة ومصطفى وأبويا مات من سنين تمام.
تنهض نبيلة وهي لم تعد تستطيع كبح غضبها قالت بحسم وصرامة وهي تشير بأصابع يدها لإيهاب .
نبيلة بغضب:
ــ أنا قولت كلمة هتروح يا إيهاب يعني هتروح فاهم، ومش عايزة أي كلمة بعد كلمتي، وكلامي ليكم أنتم كمان، حقيقي خسارة عبد الحميد عنده حق أنا معرفتش أربي.. حسبي الله ونعم الوكيل .
تركتهم وتوجهت إلى غرفتها توقف مصطفى وقام ينادي عليها وهو يحاول أن يهديها.
مصطفى وهو ينظر لها و بنداء:
ــ ماما أستني بس.
لكنها دخلت الغرفة وأغلقت خلفها الباب بشدة .
نظر لهم مصطفى بضجر وعدم رضا:
ــ أنا مش قادر أفهم أنتم هتستفادوا إيه !! لما كل شوية تزعلوها كدة
إيهاب وهو يجلس بعدم مبالاة ووقاحة خفيفة :
ــ هي إللي مصرة على نفس الموضوع مابتزهقش، سنين وهي بتتكلم ومافيش فايدة متسبنا براحتنا بقى.
مصطفى بشخط وبحة رجولية وهو يركز عينه عليه: إيــهاب اتكلم بأدب فاهم.
نهضت ماسة وحاولت فض الاشتباك بينهما بعقلانية:
يا جماعة صلو ع النبي مش كدة.
وجهت نظراتها لعائشة؛
ــ عائشة من فضلك روحي استسمحي طنط وقوليلها إنكم هتروحوا، مينفعش تفضل زعلانة منكم كدة.
كادت أن تنهض عائشة لكن أوقفها مصطفى قائلا
بتفسير وهو ينظر لماسة تحدت بهدوء:
ـ خليكي ياعائشة، خلي ماما مع نفسها شوية هي دلوقتي مخنوقة، لما تهدى هنتكلم معها ده أفضل ليها ولينا.
ماسة:
ــ طيب ممكن تقعد ونتكلم بهدوء من فضلك ..
نظر لها بضيق تبادلت معه ماسة النظر برجاء تبسمت له بلطف جلس مصطفى وجلست هي.
نظرت لهم ماسة وهي تقول بعقلانية:
ــ أنا آسفة اني بأتدخل، بس والدتكم معها حق، وأحنا اتفقنا من يوم ماوالدكم كان هنا إنكم هتحاولو، فين بقى !!! مصطفى أهو هيروح وبيحاول يرضي مامته برغم كل اللي حصل، يعنى هو مابيحسش وأنتم بتحسوا ؟؟
عائشة بحقد:
ــ القصة مش كدة، بس أنا كل مابشوفهم بكرههم لأن بسبب أمهم بابا طلق ماما .
ماسة برفض وهي تشاور بإيدها:
ــ لا عندك، إللي فهمته من طنط أنها انفصلت عنه بسبب ضربه وإهاناته ليها المتكررة وخياناته الكتير
، وأنه اتجوز الست دي بعد كم شهر من انفصالهم.. بعدين أنتم إيش عرفكم إن الست دي وولادها مش عايشين نفس المأساة !!!
أعتقد راجل بشخصية زى دي أكيد هيفضل كدة يستحيل يتغير، يمكن هي استمرت معه لأنها ضعيفة ومكسورة الجناح، مش عارفة تاخد قرار زي مامتكم، يا جماعة للأسف نسبة كبيرة من الرجالة زى باباكم، وكمان نفس سلبية جدتكم وجدكم، دى تقاليد وأفكار مجتمع فاسد ، أنتم أخدتو موقف من والدكم حقكم، إنما لازم يكون لحد حدود معينة، عشان ربنا ميزعلش منكم وكمان اخواتكم مالهمش ذنب، واضح إنهم كويسن والا مكنش مصطفى تواصل معاه.
مصطفى بتأييد:
ــ هما البنات فعلاً غلابة حتى عزة دي طيبة كدة. وتحسيها مسكينة.
ماسة:.
ــ طب أهوو ...
وجهت جسدها بزواية إيهاب لأنه أكثر رفضاً وتحدثت بحكمة وعقلانية.
ماسة:
ــ إيهاب أدينى سبب واحد لكرهك لإخواتك غير اللي والدك عمله في والدتك لأنهم مالهمش ذنب.
إيهاب بجمود شديد بكراهية:
ــ ذنبهم أنه أبوهم.
ماسة بتذكر:
ــ وأبوك.
إيهاب برفض لهذا الفكرة:
ــ لا مش أبويا.
مصطفى بشدة ممزوجة بعقلانية ولطف:
ــ لا أبوك يا ايهاب، إيهاب أنا كمان مابحبهوش ومخنوق منه، بس صدقنى هو كبر مبقاش زى الأول ...
نظر له إيهاب وقال:
ــ بمعنى هل ده يشفعله ؟؟
أجابه مسرعا مصطفى:
ــ وده أكيد مايشفعلهوش، لكن خلينا نرضي ربنا، ومنزعلش أمنا مننا، لأن رضاها أهم شيء في الدنيا، كمان عشان مش كل شوية يقولها تربيتك، وصدقني أخواتك غلابة جداً، ونفس اللي عشناه بيعشوه، أبوك ماتغيرشي ماسة عندها حق صدقني لو قعدت معاهم هيصعبوا عليك جداً وهتخليهم يجوا يعيشوا معانا ( تنهد ) يا سيدي أعملها عشان خاطر الست اللى جوه بس.
ماسة:
ــ أنا بقول كدة ده أنا بفكر أجي معاكم.
عائشة:
ــ خلاص يا إيهاب خلينا نروح عشان ماما.
زفر إيهاب بضيق وقال:
ــ طيب (نهض ) يلا نصالحها.
وبالغعل نهضوا وتوجهوا إلى غرفة والدتهم ودخلو بعد أن طرقوا الباب .
كانت تجلس نبيلة على الفراش تسبح وتستغفر ربها ...
إيهاب وهو يقترب بمرح:
ــ ست الكل بلبلتي ..
جلس بجانبها وقبلها من ظهر كفها بإعتذار.
إيهاب:
ــ أنا آسف سامحيني.
عائشة وهي تلف يدها حول رقبتها:
ــ أنا كمان آسفة.
ايهاب باعتذار وحزن بتوضيح:
ــ لازم تعرفي أنه غصب عننا.
نبيلة بتفهم:
ــ عارفة والله بس لازم أعمل كدة عشان تفوقو... ربنا يهديكم يا ولادي يارب.
ضمتهم نبيلة بين أحضانها ..
كانت تنظر لهم ماسة بابتسامة لطيفة مبطنة بحزن فهي كانت تتمنى أن تكون وسط عائلتها بين والدها ووالدتها وأشقائها فهي تشتاق لهم بشدة.
فهم مصطفى من تلك نظرات ما تشعر بيه قال ..
مصطفى:
ــ إن شاء الله هتكوني معاهم في أقرب وقت.
ماسة بتمني و بنبرة حزينة:
ــ يــااا رب.
_((وبعد يومين))
_القاهرة
_إحدى قاعات الأفراح التاسعة مساء
_ نشاهد أجواء احتفالية مع أغاني شعبية فهو زفاف ريم شقيقة مصطفى الصغرى نشاهد البعض يرقص والبعض يجلس ..
ثم نشاهد كل من إيهاب وماسة ومصطفى وعائشة يجلسون على إحدى الطاولات وهم يرتدون ملابس تليق بالمناسبة وكانت ماسة مازالت بالنقاب
اقترب منهم عبد الحميد وعلى وجهه ابتسامة عريضة فهو سعيد انهم حضروا الحفل ..
عبد الحميد:
ــ أنا مبسوط إنكم جيتو تعالو أرقصو مع اخواتكم .
ايهاب بضجر خفيف:.
ــ بص يا عبد الحميد حاول تبعد عننا وسبنا عشان أنا مش عارف هفضل مسيطر على نفسي لحد أمتى ؟؟
مصطفى وهو يحاول تهدئة الوضع:.
ــ مبروك لريم و عقبال هبة.
عبد الحميد:
ــ إن شاء الله نظر لماسة أنتي البنت
اللي افتكرتها مرات إيهاب ؟؟
تهز ماسة رأسها بنعم:
ــ آه .
عبد الحميد:
ــ عرفتك من عينيك ماشاءالله مميزة...
انا مش هقف كتير عشان إيهاب ميزعلش، بس متعرفوش وجودكم فرحني قد إيه ؟؟
نظر بجانبه بنداء:
ــ هبة تعالي سلمي على أخواتك.
أتت فتاة تبدو أنها في الثامنة عشر من عمرها
هبة:
ــ أزيكم
عبد الحميد:
ــ طبعا عارفة مصطفى ودي أختك عائشة وده إيهاب و دي صديقتهم.
هبة بابتسامة:
ــ مبسوطة إني اتعرفت عليكم.
عائشة بمجاملة:
ــ وأحنا كمان.
عبد الحميد:
ــ أقعدو سوا بقى عن إذنكم.
تركهم ورحل
هبه بتوجس:
ــ أنا عارفة إنكم مش بتحبونا و...
قاطعها مصطفى:
ــ بالعكس أحنا بنحبك.... مين قال كدة!!!
هبة:
ــ عشان عمرنا ماشفنا بعض.
إيهاب
ــ إن شاء الله هنشوف بعض كتير.
وأكمل الفرح حتى الانتهاء .
((في خلال شهر))
نشاهد اختفاء سليم عن الأنظار وجلوسه بشكل مستمر في فيلته وأيضا استمراره في البحث عن ماسة و تحضيره للسفر خارج مصر .
كما نشاهد أيضا محاولات ندى المستميتة بالتقرب من مصطفى ومحاولتها التحدث معه لكن دون جدوى فهو لا يعطيها أي فرصة...
كما نشاهد تقدم وتميز محمد ومصطفى في عملهم في المستشفى التى تتبع سليم، بشكل ملحوظ فهي فرصة كبيرة لأي طبيب فى بداية حياته أن يعمل في مثل هذه المشفى الكبيرة ..
لذلك لابد أن يستغلو الفرصة ويقدمو أفضل ما عندهم .
ونشاهد أيضا تحسن علاقة عائشة ومحمد.. و تقدمها لامتحانات نصف العام .
وعلاقة ماسة بهم التي تقوى أكثر وأكثر لكن لا نفهم. ماسبب قربها القوي من إيهاب ؟؟ هل يوجد شيء. سنكتشف قريبا ؟؟
((بعد مرور شهر))
_ القاهرة
_ مستشفى شمس الحياة
_ مكتب مدير المستشفى ( جلال ) الحادية عشر ظهراً.
_ نشاهد محمد يقف أمام باب الغرفة من الخارج وهو يطرق عليه بعد ثواني ....استمع إلى صوت يطلب منه الدخول .. دخل .
محمد باحترام وهو يقترب:
ــ دكتور جلال أزاي حضرتك.
جلال وهو يجلس بلطف:
ــ الحمد لله... أنت ايه أخبارك اتفضل أقعد.
جلس محمد على المقعد الأمامي للمكتب بتساؤل.
محمد:
ــ ميس سامية قالتلي إن حضرتك عايزني.
جلال وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ مظبوط يا دكتور، في حالة عايزك تشرف عليها مع الدكتور مهيمن، الحالة دي هتعلمك كتير ....
وهو يمد يده بالملف قال:
أتفضل دي تقارير عن الحالة.
أخذ محمد الملف وبدأ في التقليب في الأوراق باهتمام وهو يهز رأسه وينظر في الأوراق .. رفع محمد عينيه لجلال بابتسامة و لطف وقال .
محمد:
ــ تمام يا دكتور هاقرا التقارير بتركيز وأشوف الاشاعات و أتابع مع الدكتور مهيمن، وشكرا إن حضرتك مهتم بيا.
جلال بعملية:
ــ سليم بيه موصي عليكم جامد، وأنتم فعلاً ممتازين و قدرتو في وقت صغير يكون ليكم اسم في المستشفى حتى لو لسة مش بشكل مميز ، وأنا باحترم الناس الشاطرة الناجحة إللي بيشتغلو على أنفسهم عشان يكونوا رقم واحد .
ابتسم محمد له باحترام:
ــ طبعاً لازم نسعى لحد لما نوصل لأهدافنا ... وهو ينظر من حوله... ونعمل مستشفى زي دى .
جلال.:
ــ إن شاء الله.. الدكتورة ندى قدمت cv بتاعها هنا وقالت أنها صديقة مقربة ليكم بس أنا طبعاً عارف أنها طليقة دكتور مصطفى.
محمد وهو يشير بيده برفض:
ــ أرجوك بلاش، كفاية المشكلة اللي حصلت في مركز دكتور رياض.
جلال بتفهم:
ــ متقلقش اترفضت ، أنا كمان مش عايز مشاكل.
محمد وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ تمام شكراً واتمنى من حضرتك مايوصلش الكلام لمصطفى عشان مايضيقش.
جلال بقبول:
ــ وهو كذلك.
نهض محمد وهو يحمل الملف باحترام بشكر:
ــ شكراً يا دكتور.
توجه إلى الباب لكن وقعت عينيه على البرواز الموضوع على الحائط و الذى يضم مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس أنيقة
دقق محمد النظر في الصورة وفجأة اتسعت عيناه بصدمة وذهول حين وقعت عينيه على صورة ماسة وهي تقف بجوار سليم وهو محاوط ذراعيه حول خصرها ..
أخذ ينظر بتدقيق لكي يتأكد أن ما يراه الآن ليس وهما أو خيالا ..
لكنه مازال لا يعرف؟؟ فهي تشبه تلك الفتاة التي تدعي أنها حور بشدة !!! ...
التفت برأسه وهو يسأل لكي يتأكد من شكوكه وهو يشير بأصبعه نحو ماسة ...
محمد بتساؤل:
ــ دكتور هي مين اللي واقفة جنب سليم بيه دي ؟؟
جلال وهو ينظر محل أصبعه بتلقائية:
ــ دي مدام ماسة الراوي زوجته، أنت متعرفهاش!!
محمد بصدمة وهو يهز رأسه بنفي ...
أكمل جلال الحديث وهو يقول:
ــ دي أيقونة، ملكة جمال مشهورة جداً قصة حبهم كانت حديث الجرائد والمجلات وقتها.
محمد بتوتر وهو يحاول المحافظة على ثباته لكي لا يلفت انتباه جلال أو جعله يشك بشيء.
محمد بابتسامة مصطنعة:
ــ أصلي مش مهتم بالحاجات دي، (بتأكيد ) بس حضرتك متأكد إن اسمها ماسة ومرات سليم !!!!
جلال وهو يضيق عينيه بابتسامة استغراب:
ــ أنت بتشبه عليها ولا إيه ؟؟
محمد تحمحم وأجاب بثبات ممزوج بمزاح:
ــ أصلها حلوة وكنت بافكر أتعرف عليها، بس مادام طلعت مرات الملك لازم نهرب (ضحك بخفة ) عن إذنك .
_ خرج محمد مسرعاً من الغرفة قبل أن يقوم بردة فعل تفضحه ويشك به جلال بيه ..
أخذ يتحرك في الممر الموصل لمكتبه بضيق وفي رأسه ألف سؤال وسؤال، كان متخبطا ومصدوما بدرجه كبيرة، و أفكاره ملخبطة بشدة ...
وصل الى مكتبه.. فتح الباب ودخل ثم أغلقه بشدة ...
_ مكتب محمد
_ أخرج هاتفه من جيبه. وجلس على المقعد الأمامي للمكتب وهو يفتح هاتفه مسرعاً ودخل على جوجل وكتب ماسة سليم الراوي ...
فور فتحه ظهرت صورها بمفردها وأخرى مع سليم ومع العائلة ...
أخذ يقرب الصور لكي يتأكد من ملامحها لكنها هي فعلاً ...
تذكر حينما قال إيهاب أمامه أن اسم ماسة كان محفورا على الخاتم وتذكر توترها حينها.
تأكدت شكوكه، تبسم بضيق وغل وهو يقول بصوت منخفض:
- يابنت الل ... أنا كنت متأكد إن وراكي مصيبة و إنك كدابة.
رفع هاتفه وأجرى اتصالا بمصطفى ....
محمد بجمود:
ــ الو أنت فين ؟؟؟ طيب خلص عشان عايز نتكلم ... لا مش هينفع فى المستشفى . . اصبر بس ... سلام .
محمد بصوت وهو يرسم على شفتيه نصف إبتسامة شامتة:
ــ والله ووقعتي يا حور أقصد يا ماسة .
\(^o^)/بقلمي ليلة عادل ♥️🌹
_ أحد الكافيهات، الواحدة مساءً
_نشاهد مصطفى ومحمد يجلسان على إحدى الطاولات مقابل بعضهما.
مصطفى بتساؤل ممزوج باستغراب:
ــ ممكن بقى تفهمنى في إيه؟؟ وإيه اللي مينفعش نتكلم فيه في المستشفى؟
نظر له محمد برتباك وتردد فهو يريد أن يخبره بكل مايعرف لكنه لا يعرف كيف يبدأ !!
فالأمر صعب عليه فهو يعلم جيداً قيمة ماسة عند مصطفى وأسرته ...
رمقه مصطفى بتعجب أكبر. فشعر أن محمد يريد قول شيء و لكنه متردد وأن هناك شيء كبير حدث معه ...
مصطفى وهو يضيق عينيه قليلا بتعجب:
ــ هو صعب أوي كدة ؟؟
تنهد محمد بضيق وأسف وهو يضم شفتيه:
ــ اممم جداً.
مال مصطفى برأسه قليلا بتساؤل وشعر بقليل من القلق
مصطفى:
ــ في إيه يابني قلقتني ؟؟؟
ابتلع محمد ريقه برتباك وتوتر:
ــ حور.
مصطفى:
ــ مالها ؟؟
محمد:
ــ طلعت مرات سليم الراوي .
نظر له مصطفى بصمت لثواني ثم أطلق ضحكة قوية بعدم تصديق فهو تخيل أن محمد يداعبه أو يعمل مقلب به.
مصطفى بضجر من ولدنته:
ــ تصدق إنك عيل مزز على رأي عائشة ، إيه البواخة دي هزارك سخيف ؟
محمد بتفهم:
ــ كنت عارف إنك هتعمل كدة، طب إمسك ...
مد يده بهاتفه وقال:
ــ أدخل ع جوجل وأكتب ماسة الراوي.
مصطفى بتساؤل:
ــ مين ماسة؟؟
محمد:
ــ أسمع الكلام.
تنهد مصطفى بملل:
ــ طيب أما نشوف آخرتها.
أخذ الهاتف من بين يديه وبدأ بالكتابة والبحث عن الاسم ..
كان ينظر بعدم اكتراث فهو مازال على يقين أن محمد يمزح معه ... ولكن فور رؤيته الصور تبدلت ملامحه لذهول تام، واتسعت عينيه بشدة وبدأ في تقليب الصور وتقريب أحد صورها لكي يتأكد ..
وأثناء ذلك قال محمد بأسف وضيق.
محمد:
ــ أنا كمان مكنتش مصدق، بس هي للأسف.
مصطفى بصوت محبوح من الصدمة ثم رفع عينيه:
ــ يمكن شبهها.
محمد بتعجب:
ــ للدرجة دي مش قادر تصدق ؟ طب إيهاب اللي لقى على الخاتم بتاعها إسم ماسة ؟
مصطفى وهو يقلب شفته السفلية بعدم معرفة: مش عارف، مستحيل تكدب بالشكل دة، طب ليه تعمل كدة ومين اسماعيل؟؟
محمد:
ــ ليه دي لازم نسألها
مصطفى:
ــ قبل مانسألها لازم نتأكد.
محمد بستغراب:
ــ نتأكد !! بعد كل ده.
مصطفى بنرفزة خفيفة:
ــ أيوة لأن ده مش إثبات ممكن تكون شبهها
تنهد محمد وحاول تدارك الموقف وهو يشير بيده: ــ طب أهدى،
صمت قليلا يبدو أنه يفكر ثم قال:
ــ عندي فكرة، كلم سليم وقابله وأعزمه على أكلة سمك، يعني عشان جدعنته معاك وأطلب منه يجيب المدام معه عشان تتعرف على أهلك .
مصطفى؛
ــ وبعدين !!
محمد:
ـ لو جت معه تبقى حلت نفسها، لو لا اممم أكيد صورتها معه أو طلع صورتها أعمل أي حاجة المهم حاول تتأكد إن مراته مالهاش توأم.
مصطفى وهو يهز رأسه بإيجاب :
ــ في حل كمان، أنا فاكر المنطقة اللى قابلتها فيها، ممكن أقف هناك وأسأل حد إذا سليم الراوي ساكن هنا.
محمد بتأييد:
ــ صح لو ساكن هناك يبقى هي.
مصطفى مسح على فمه بضيق وتشتت:
ــ طب لو طلع حقيقي ليه يا محمد تعمل كدة ؟؟؟ أنا وثقت فيها وسألتها أكتر من مرة وأكدتلي أنها مش مخبية حاجة.
محمد:
ــ كل ده هنعرفه لما نواجهها.
مصطفى بحزن واختناق بخذلان:
ــ يارب ماتطلعش هي وتطلع شبهها أو أختها التوأم، أي حاجة إلا أنها تكون خدعتنا طول الفترة دي.
محمد وهو يربت على كفه:
ــ أتمنى.
رفع مصطفى هاتفه وبدأ في عمل مكالمة.
محمد بتساؤل:
ــ بتكلم مين ؟
مصطفى بجمود:
ــ سليم.
بعد ثواني
مصطفى:
ــ ألو سليم بيه إزيك ههههه أوكيه سليم عامل إيه ؟؟ دووم يارب... أنا كنت عايز أقابلك أنت. فاضي !!! اممم النهاردة أوكيه؟ آه في القاهرة تمام كمان ساعة.
نهض وهو ينظر لمحمد:
ــ أنا هروح وأشوف و أتمنى متكنش هي أنت رايح إسكندرية؟
هز محمد رأسه بنعم قال: مصطفى
مصطفى:
ــ طب ماتتكلمش مع حد لحد مانتكلم ومتقفلش تليفونك .
رحل
نظر محمد لأثاره بحزن ....
بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。❤️
مجموعة الراوي الثانية مساءً
مظهر عام للمبنى من الخارج مع حركة دخول وخروج الموظفين ..
توقف مصطفى بسيارته أمام البوابة ...
هبط منها وهو ينظر بانبهار إلى ذلك الصرح الإقتصادي العملاق الذى يعلم عند دخوله ستتغير حقائق كثيرة وهو يتمنى أن تظل كما هي ...
تنهد ودخل للداخل .. دخل المصعد للطابق الثالث حيث مكتب سليم ...
بعد خروجه تحرك حتى وصل للمكتب توقف أمام مكتب السكرتيرة التي كانت تجلس وهى تركز عينيها فى جهاز الحاسوب الذى أمامها.
مصطفى:
ــ مساء الخير.
رفعت السكرتيرة عينيها:
ــ مساء النور.
مصطفى:
ــ عندي ميعاد مع سليم بيه.
السكرتيرة بمعرفة:
ــ دكتور مصطفى.
مصطفى وهو يهز رأسه:
ــ أيوه.
السكرتيرة:
ــ لحظة
رفعت هاتفها وقامت بالاتصال:.
ــ ألو سليم بيه دكتور مصطفى وصل .. تمام.
نهضت وهي تشير بإيدها باحترام:
ــ اتفضل سليم بيه في انتظار حضرتك.
مصطفى بابتسامة خفيفة:
ــ شكراً.
دخل مصطفى المكتب، كان يجلس سليم خلف مكتبه وترتسم ع شفتيه ابتسامة ترحيب أقترب مصطفى وصافحه.
مصطفى وهو يصافحه:
ــ أتمنى مكنش هعطلك.
سليم:
ــ مافيش أي حاجة اتفضل أقعد.
جلس مصطفى
سليم بتساؤل:
ــ تشرب إيه ؟
مصطفى:
ــ ممكن قهوة سادة.
رفع سليم هاتفه وقام بطلب فنجان من القهوة سادة
سليم باهتمام:
ــ ها أخبارك ايه وجلال عامل إيه معاك ؟
مصطفى:
ــ الأمور كلها تمام، أنا كنت جاي أعزمك على الغدا و أتمنى إنك متكسفنيش، يعني والدتي لما عرفت اللي عملته معايا أنا ومحمد، أصرت تعزمك على أكلة سمك إسكندراني وياريت تجيب المدام معاك.
سليم بلطف:
ــ أنا معملتش حاجة كفائتك هي السبب.
مصطفى:
ــ أنا مصر ها قولت إيه ؟
سليم تنهد بإعتذار:
ــ للأسف أنا مسافر بعد بكرة وبخلص كل الشغل اللي ورايا هنا ممكن لما أرجع
مصطفى بخبث:
ــ طب ممكن المدام تشرفنا ؟؟
سليم:
ــ ماسة مسافرة من فترة. أوعدك لما نرجع هنتقابل.
مصطفى بتصنع الحزن:
ــ خسارة
دخل الساعي ووضع القهوة على الطاولة ورحل ..
أخذ مصطفى الفنجان وأخذ يحتسى بهدوء وهو يفكر ماذا يفعل أو ماذا يقول لكي يتأكد من شكوكه ؟ هل هى أم لا ؟؟
تنهد مصطفى وقال بنوع من الخبث:
ــ ممكن أسألك سؤال شوية شخصي ؟
سليم وهو يهز رأسه بنعم:
ــ اتفضل.
نظر له مصطفى وهو يحاول استدراجه بذكاء وخبث دون أن يلفت الانتباه وقال بلطف وبابتسامة ودودة :
ــ كنت بقلب على النت ظهرلي فيديو ليك إنك متجوز عن حب وقصة حب كبيرة كمان أنت تقريباً متجوز من ١١ سنة ؟؟
سليم بتصحيح:
ــ عشرة.
بدأت تلمع عينيه من العشق ببحة مليئة بالحب والشوق تعكس مدا عشقه لماسة قال سليم بإبتسامة عاشقة:
ــ ماسة أجمل حاجة في حياتي.
أخذ ينظر بعشق إلى البرواز الذى بداخله صورتها... لكن لم يكون ظاهر لمصطفى الصورة التى بها قال:
ــ هي اللي بتنفس عشانها
رفع عينه عن البرواز ونظر لمصطفى واضاف:
ــ هي السبب إللي بيخليني أصحى كل يوم، عارف يا مصطفى لما يكون عندك سبب لوجودك في الحياة، سبب يخليك تصحى كل يوم عشانه، أهي ماسة كدة ماعتقدش إن عندي سبب غيره يخلينى عايش ومتمسك بالحياة وبتنفس.
مصطفى وهو ينظر بعينه فيما حوله ثم وقعت عيناه على سليم بستغراب وهو يقول.
مصطفى بتساؤل متعجباً:
ــ ولا كل ده ؟؟
تبسم واجابه سليم بلطف:
ــ لا، كل ده مايهمنيش، الفلوس والسلطة والجاه والحسب مش أهم حاجة في الحياة يا مصطفى، لأنك تقدر زى ماعملت ثروة تعمل غيرها، لكن إنك تلاقي إنسان جنبك بيحبك لشخصك، ووجوده هو مصدر الراحة والاطمئنان والسعادة الحقيقية ليك، صعب في زمن ده، لذلك، لازم تتمسك بيه وتكتفي بيه، لأن مهما حاولت وعشت وقابلت صعب تعوضه، خصوصاً إن الزمن ده زمن خداع أوي.
مصطفى بستغراب:
ــ للدرجة دى مدام ماسة مؤثرة في حياتك؟؟
سليم وهو يهز رأسه بنعم بابتسامة رائعة:
ــ صدقني وأكتر.
تبسم مصطفى بحزن خفيف بوجع:
ــ أنا كمان كنت متجوز عن حب بس للأسف كتر المشاكل قتلت الحب ومن وقتها بطلت أصدق إن في حب، بس قصتك أكدتلي أنه لسه موجود، المهم الإختيار يكون صح .
.سليم وهو ينظر بعشق على البرواز الذى بيه صورة ماسة:
ــ بالظبط حسن الاختيار هو اللي بينجح العلاقة، مافيش علاقة زوجية بتخلى من المشاكل، إنما لو الحب أساسه صح، مستحيل يموت ومن رأي دور جواك تاني هتلاقي في حب جواك ليها أنت بس زعلان منها سامح عشان تتسامح.
مصطفى تنهد بوجع و بتأكيد:
ـ يمكن.
تنبه مصطفى لنظرات سليم للصورة والعشق الكبير الذى يخرج من عينيه وقال بحب.
مصطفى:
ــ بس ماشاء الله المدام زى القمر هي ليها أخت توأم أنا شفت صورها على المواقع ؟؟
تبسم سليم بخفة وهو يقول مازحا:
ــ إيه كنت بتفكر تناسبنا ؟؟
مصطفى:
ــ ليا الشرف.
سليم بتوضيح:
ــ ماسة مالهاش أخت توأم، أختها مش شبهها، ماسة جمالها مميز زيها.
مصطفى:
ــ ربنا يخليكم لبعض طب هقوم أنا
نهض وهو يقول:
ــ عشان أسيبك تخلص شغلك وسفرية سعيدة وموفقة و لما ترجع بالسلامة نشوف ميعاد مناسب.
سليم:
ــ إن شاء الله.
مصطفى:
ــ السلام عليكم.
خرج مصطفى من الغرفة بأفكار مشتتة بشدة وهو مازال لديه القليل من الأمل أن تكون صدفة وتكون شبهها فقط وهذا كل ما يتمناه بشدة ..
وأثناء خروجه من الغرفة تقابل مع رشدي وخبطه في كتفه دون قصد.
رشدي باستفزاز:
ــ مش تحاسب !!.
مصطفى بإعتذار:
ــ أسف.
أكمل مصطفى سيره.... ودخل رشدي المكتب بعد أن أغلق الباب .
رشدى وهو يتقدم نحو سليم بتساؤل:
ــ مين ده ؟
نظر له سليم بضيق واستنكار وأمسك قلمه ووضع عينيه في الأوراق التي أمامه وهو يكتب يقول بجمود:
ــ إيه اللي جابك ؟؟
جلس رشدى:
ــ أعتذرلك.
سليم وهو يرفع أحد حاجبيه وهو مازال عينه على الأوراق باستغراب ممزوج باستخفاف هو يتك على كلمة:
ــ اممم تعتذرلي هي القيامة قامت ولا إيه؟
رشدى بود مصطنع:
ــ شوف أهو أنت اللي مش عايز تديني الفرصة.
رفع سليم عينه بنصف ابتسامة وأرجع ظهره للخلف بانتباه.
سليم باستغراب:
ــ يعنى أنت جاي تعتذرلي ونتصافى ونبقى أخوات طبيعيين؟
رشدى:
ــ أكيد.
سليم بعملية شديدة : أوكيه الفترة إللي هكون مسافر فيها هتكون تست ليك، أنت إللي هتخلص الشغل مع عماد وياسين بس الغلطة أنت أضرى بعقابها.
رشدى:
ــ متفقين، على فكرة أنا كمان اعتذرت لياسين .
هز سليم رأسه بإيجاب:
ــ المهم تبطل
وضع أحد أصابعه أسفل أنفه واستنشق:
ــ فاهم طبعاً.
رشدى بثقة:
ــ متقلقش، ( بخبث ) أنت صح رجعت من السفر إمبارح وهاتسافر بعد بكرة تاني؟
سليم:
ــ كان لازم أرجع عشان أخلص الصفقات المتأخرة.
رشدى:
ــ أبقى هات ماسة معاك عشان ناوي أعمل حفلة بشرف التغيير.
سليم:
ــ إن شاء الله.
رشدى:
ــ أنا هاروح أشوف الباشا.
نهض رشدي وهو يبتسم بخبث وتوجه إلى الباب.
كان يراقبه سليم بتركيز فهو يعلم نواياه الخبيثة جيدا وكل مايفكر فيه يعلمه جيداً.
بقلمي ليلة عادل (ʘᴗʘ✿)🌹♥️
ــ طريق مصر إسكندرية الصحراوي، الرابعة عصراً.
ــ نشاهد مصطفى يقود سيارته وعلى ملامح وجهه الغضب والضيق فكيف لها أن تكذب عليه كل هذه الأكاذيب بعد كل مافعله هو وأسرته معها ..
وبعد حديث سليم معه أصبح الأمل بسيط أن تكون صدفة ...
أخذ يتذكر كل ماحدث بينهما من وقت ما تعرف عليها ...
حديثهما في السيارة وكذبتها الأولى أن زوج أمها حاول اغتصابها ..
وكذبتها التانيةإنها تهرب من زوجها الذي يعذبها... وضحكهما وأحاديثهما. وجلوسها معهم وكل شيء ...
وصل إلى الشارع الذي تقابل فيه مع ماسة في تلك الليلة المشؤومة ...
توقف وأخذ ينظر ويتذكر كل شيء حدث وهو يجز على أسنانه بغل ... هبط من السيارة ..
أخذ يسير في الشارع ... وبعد دقائق تقابل مع أحد الغفر توقف وسأله ..
مصطفى باحترام ممزوج بتساؤل:
ــ لو سمحت هي فيلا سليم بيه الراوي هنا ؟؟
الغفير بإيجاب:
ــ أيوة جوة مافيش غيرها النواحي دي، في حاجة ؟
مصطفى أجابه مسرعاً:
ــ لالا أنا كنت رايح له بس بتأكد من المدخل.
الغفير بتأكيد:
ــ هو يا بيه، بس محدش هناك الفيلا مقفولة، روح له القصر لو عايزه.
مصطفى بخبث:
ــ ولا الست ماسة مراته ؟؟
الغفير:
ــ لا يابيه بقالها كتير مش هنا.
مصطفى وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ تمام شكراً.
أخرج نقود من جيبه وأعطاها للرجل وعاد مصطفى إلى سيارته وقادها ...
وأكمل سيره إلى الإسكندرية وكان يعلو ملامح وجهه الضيق والغضب العارم فقد تأكد أنها هي وكل ماعاشه معها كذبة كبيرة ...
_ المقطم، الخامسة مساءً.
_ مظهر عام لهضبة المقطم من أعلى ثم نشاهد عماد يقف على الحافة وهو ينظر إلى جمال مصر القديمة من أعلى وهو يدخن سيجارة. بعد دقائق يقترب منه أحد الرجال.
الرجل:
ــ عماد بيه.
ألتفت عماد له بجمود وقوة وقال.
عماد:
ــ هات اللي عندك.
وهنا أتضح ملامح الرجل وهو أحد حراس سليم ..
الحارس بنوع من الاستخفاف:
ــ العصفور شكله حن لعشه !
خلع عماد نظارته الشمسية ونظر له بتدقيق وترقب
عماد بتساؤل:
ــ تقصد إيه ؟
الحارس:
ــ الغفير كلمني وقال لي إن في واحد سأل على فيلا سليم بيه، ولما راجعت الكاميرات تخيل شفت إيه ؟؟؟
عماد بشدة:
ــ ماتقول يا عثمان أنا هاخد الكلام منك بالعافية.
عثمان بدفاع:
ـ يا باشا أنت لازم تشوف بعينك
مد يده بهاتفه وهو يقول:
ــ أمسك وقارن بنفسك بين الفيديو ده والفيديو ده .
أمسك عماد منه الهاتف بدأ في مشاهدة الفيديوهات فهى مشاهد لمصطفى وماسة !!
المشهد الأول:
ــ مصطفى وهو بيسأل عن فيلا سليم ...
المشهد التاني:
ــ لماسة وهي تركض برعب بقميص نومها في أول الفصل، وصعودها سيارة مصطفى، وكان وجه مصطفى ظاهر ليس بوضوح كافي لكنه ظاهر ورقم سيارته يظهر بوضوح تام ..
فهم يمتلكون المشاهد التى كان يبحث عنها سليم ..
رفع عماد عينه بصدمة:
ــ أنت لسة معاك المشاهد دي ؟؟
عثمان بتوضيح:
ــ كنت ماسحهم بس رجعتهم عشان أقارن بين رقم العربية وبين شكل الشاب وبعدين وتأكدت أنه هو نفس الشخص اللي مدام ماسة ركبت معه يوم ماهربت، اسمه دكتور مصطفى عبد الحميد.
عماد:
ــ كان بيسأل على إيه؟
عثمان:
ــ هو سأل عن سليم الراوي ليه فيلا هنا ، ومشي بعدين يا باشا مش هي دي المشكلة !!!
عماد بتعجب :
ــ فيه إيه تاني ؟
عثمان:
ــ مصطفى اشتغل من شهرين بالظبط في مستشفى شمس الحياة، اللى سليم بيه ليه أسهم فيها بنسبة ٥٥ ٪ ومش بس كدة سليم بيه اللي شغله، وموصي عليه كمان.
عماد:
ــ تفتكر أنها كانت مستخبية عنده طول الفترة دى؟؟
عثمان:
ــ أنا وقتها سألت ودورت مالقتش حاجة هو قاعد مع أمه وأخوه وأخته.
نظر له عماد بصمت دون تحدث فهو لا يفهم شيء
فإذا عادت ماسة ستفشل كل خططه فقال بصوت داخلي:
طب هي لو عنده وبيساعدها، أزاي خاطرت بأنها تشغله عند سليم ؟؟ يمكن عشان تبقى حاطة سليم تحت عينيها !!! طب لو كدة ليه راح سأل عشان يتأكد إن سليم ليه فيلا هنا أو لا؟؟؟ طب هو يعرف سليم إزاي ؟؟ وميعرفش مراته ؟ في حاجة ولازم أفهمها.
دقق عماد النظر في ملامح عثمان وهو يقول بشدة:
ــ أحنا لازم نمسح أي أدلة تثبت مكان ماسة، لأن فيديو ده هو اللي هيوصل سليم لماسة، الفيديوهات دى تتمحي فاهم، عايزه لو جاب أجدعها هكر ميعرفش يرجعها، والغفير هانشرب عليه قهوة سادة.
عثمان:
ــ أعتبر نفسك شربتها
عماد:
ــ ركز مع مصطفى ده كويس و أي حد تبعه، أحنا غلطنا غلطة كبيرة لما محطناش اللي اسمه مصطفى ده تحت المراقبة، واستهنا بيه اكيد في حاجة حصلت .عثمان مصطفى يتحط تحت عينيك،.(بتسال) سليم عمل إيه مع مجاهد.
عثمان:
ــ مادخلش حد معاه بس ناوي يسافر ألمانيا.
عماد بغل:
ــ تمام .. الغبية حرقت نفسها بحركتها دي يلا روح أنت.
وهو يجز على أسنانه بانزعاج وغضب،
فهو خائف أن تفشل ترتيباته ومخططاته بحصوله على كرسي العرش ..
فلابد أن يرتب أوراقه بأقصى سرعة، قبل انتباه سليم له .. رفع هاتفه .... ألو رشدي ... أنت فين ؟ ... لازم نتقابل ... ست الحسن ... شكلها هطل علينا بالأبيض قريب .. أغلق الهاتف ووضعه في جيبه بضيق.
♥️______🌹بقلمي ليلة عادل 🌹______♥️
_الإسكندرية
_ منزل مصطفى السابعة مساءً
_ نشاهد مصطفى ونبيلة وعائشة وإيهاب ومحمد .
يجلسون في الصالون وعلى ملامح وجوههم جميعاً الضيق والانزعاج والغضب ... بالأخص مصطفى الذى يشعر أنه كان مغفلا كبيرا ، فهي لم تكذب عليه مرة واحدة بل أكثر من مرة ....
نبيلة وهى تسبح بسبحتها بانزعاج:
ــ لا إله إلا الله، ليه تعمل كدة ؟ أنا عاملتها زى بنتي وأكتر، طب في الأول كانت خايفة عشان متعرفناش!!! بس بعد ٣ شهور ليه متقولش الحقيقة ليه ؟
عائشة بطيبة وهي تلتمس لها عذرا:
ــ أكيد في سر، مش عايزين نخلي غضبنا يعمينا نصبر شوية ونفهم منها.
إيهاب بتهكم وغضب:
ــ أنتي لسة بتدافعي عنها.
عائشة بتأكيد:
ــ أيوة أكيد في سبب يعني سليم على كلامكم أنه شخص محترم ولطيف، أزاي تهرب منه كدة !!! وليه ؟ طب مين إسماعيل ؟ ومين ضربها يوم مامصطفى لقاها ؟ وكانت بتهرب من إيه ؟ في لغز كبير .
محمد بضجر:
ــ دي واحدة كدابة ومهما قالت هتكدب عندها قدرة في تأليف القصص ببراعة
إيهاب بضجر:
ــ ماما بصي عشان متهورش عليها أول ماتيجي مشيها.
نبيلة بتبرير وطيبة:
ــ أنا حاسة إنه برغم كذبها بس أكيد في حاجة كبيرة خلتها تكذب.
إيهاب برفض:
ــ مافيش مبرر بعد كل ده احنا خليناها واحدة مننا.
التفتت عائشة بزاويتها اتجاه مصطفى وقالت:
ــ مصطفى مصطفى مش بترد ليه .
كان يجلس صامتا شاردا يفكر لماذا كذبت عليه هكذا !!! ومن خلفها ؟ فسليم رجل محترم للغاية، ويعشقها، كيف لها أن تهرب منه هكذا ؟؟
افكار كثيرة تدور برأسه لا إجابة لها...
انتبه الجميع له بعد نداء عائشة عليه دون انتباه خبطه محمد بخفة في كتفه وهو يقول.
محمد:
ــ مصطفى أنت يابني.
انتبه مصطفى وتنهد باختناق وقال:
ــ معاكم، عموم مافيش أي حاجه ممكن تخليها تكدب طول الفترة دي ، وأي حاجة ممكن تقولها أكيد كدبة جديدة.
نبيلة:
ــ يمكن هربانة من سليم ده وهو اللي عمل فيها كدة.
مصطفى برفض وهو يهز رأسه:
ــ يستحيل مشفتيش بيتكلم عنها إزاي وكل اللي يعرفهم مأكدين كلامه انها بيعشقها وقصة حبهم كبيرة.
محمد بتأييد:
ــ وأنا كمان سألت من تحت لتحت محدش قال كلمة وحشة عنهم، دول مسمينهم عشق الأمير والأميرة.
نبيلة بتساؤل وأسف:
ــ هتعمل إيه طيب معاها ؟؟
مصطفى:
ــ هعرف بس ليه كدبت وبعدها تروح لحالها.
((عد وقت))
_منزل مصطفى الثامنة مساءً
_ نشاهد مصطفى ومحمد و إيهاب ونبيلة وعائشة يجلسون في إنتظار ماسة ومازال علامات الضيق والخذلان والانزعاج الشديد تملأ ملامحهم ...
بعد ثواني يستمعون الى طرق الباب توقف مصطفى وهو يقول بجمود ...
مصطفى بتنبيه وشدة:
ــ محدش يتكلم معها مفهوم، أنا بس أنا إللي هتكلم.
توجه إلى الباب وقام بفتحه كانت ماسة.
ماسة بابتسامة:
ــ مصطفى أزيك.
نظر لها مصطفى لثواني بضيق وصمت حاول تمالك نفسه وتحولت ملامحه إلى ابتسامة واسعة مصطنعة:
ــ اتفضلي.
دخلت ودخل خلفها .. حتى وصلت الى الصالة توقفت في المنتصف حين شاهدتهم يجلسون ...
رفعت نقابها ونظرت لهم بابتسامة رائعة لطيفة.
ماسة:
ــ كلكم هنا !!!! عاملين إيه ؟ أزيك يا محمد.
محمد بجمود واستخفاف:
ــ كويس وأنتي كويسة !!!!
ماسة وهي تهز رأسها بايجاب:
امممم تمام
نظرت لهم بإستغراب من تلك الملامح المنزعجة فشعرت أن هناك شيء ما حدث.
ماسة بتساؤل:
ــ في حاجة أنتم كويسين ؟؟
كاد أن ينطق محمد لكن سبقه مصطفى قائلا:
ــ لا مافيش أحنا كويسين.
ماسة:
ــ أصل حسيت إنكم مضايقين.
مصطفى بتبرير كاذب:
ــ ندى بس كانت هنا.
ماسة:
ــ أوكيه طيب أنا هطلع أغير اللبس وأنزل ماشي مش هتأخر عليكم.
التفتت وتوجهت إلى الباب ... لكن توقفت حين قال مصطفى.
مصطفى:
ــ سليم الراوي مسافر يا ماسة هانم.
توقفت ماسة باتساع عينيها التى كادت أن تخرج من مكانها من قوة الصدمة حتى أنها ترنحت في وقفتها وكاد أن يغمى عليها ... سندت بكفها على الباب.
وأخذت أنفاسها وأبتلعت ريقها بجسد مازال يهتز من هول الصدمة...
التفتت برأسها ببطئ و بأسنان تصطك في بعضها دون حديث فا ملامحها تقول كل شيء ..
.... نظر لها مصطفى بضيق شديد وتقدم نحوها بعض الخطوات حتى توقف أمامها مباشرة وقال
مصطفى بجمود وهو ينظر لها من أعلى لأسفل:
مش بردو كانو بيقولولك كدة؟؟ ماسة هانم الراوي !!
التفتت له بجسدها وهو يهتز بشدة واضطراب وقلق من قوة الصدمة وهي تهز رأسها بإيجاب وعينيها تهبط منها الدموع بصمت ...
مصطفى بخذلان:
ــ متحوليش تكدبي خلاص،كل حاجة انكشفت ستارة الاكاذيب اترفعت يا ماسة هانم ولا ليكي اسم تاني؟
ثم رفعت عينيها له بانكسار وقالت بوجع وضعف بنبرة مبحوحة ...
ماسة:
ــ أيوه، أنا ماسة الراوي، مرات الملياردير سليم الراوي يا مصطفى .......