رواية الأميرة والمغترب
الفصل المائة و تسعه 109 جزء أول والاخير
بقلم آلاء اسماعيل
الجزء الاول
-فاتن هتروح على بيت ابوها
نظر الجميع الى الباب و نظرت فاطمة بتعجب إلى ذلك الواقف بتعب وهو يسند نفسه على باب الغرفة و هو يكمل بثقة
-و مش هتحتاج لحد بعد كدة
فاطمة بدهشة: ايه التخريف ده يا عم ؟
امسك رجب يدها و قال بهمس: فاطمة تعالي نطلع برة انا هافهمك
نظر الجميع الى بعضهم و لم يجرؤ احد على التدخل
بينما اكملت فاطمة بشك: تفهمني ايه ؟؟ مين الراجل ده يا رجب و ايه اللي بيقوله ده؟؟ 🤨
كان مصطفى سيتكلم لكن فاتن قاطعته و صدمت الجميع بردها على فاطمة بهدوء
-الراجل ده يبقى بابا يا فاطمة ... و انا مش هعيش مع حد غيره
فاطمة بصدمة: ابوكي😳 !! ايه التخريف ده ابوكي ازاي
دي ..دي أكيد مزحة بايخة..ما تتكلم يا رجب!
-لا مش مزحة يا فاطمة ...ده السبب اللي خلى ابوكي يحرمني من الميراث ...انا مش بنت رضوان ...ده أبوي الحقيقي
اقترب منهم مصطفى و أمسك يدها و عيونه تلتمع بدموع الفرح لسماعه كلمة بابا لأول مرة و وضع بده على يدها و هو يقول : ياااااااه يا بنتي ...قد ايه حلمت بالكلمة دي !! لو مت بعد كدة مش هيهمني 😌
-بعد الشر عليك
قالتها فاتن و هي تشد على يده بلطف
نظر رجب الى مصطفى قائلا بقلق: بس الست فاتن محتاجة اللي يراعيها و انت يا عمي صحتك على قد ..
قبل أن يكمل جملته اكمل مصطفى : ما تشيلش الموضوع ده هم انا طلبت ممرضة هتراعيها الاربعة و عشرين ساعة ده غير ان عندي شغالتين في البيت ..
كانت فاطمة تحت تأثير الصدمة
نظرت الى الجميع فوجدتهم ينكسون رؤوسهم لا يعلمون ماذا يقولون فقالت لرجب بصدمة: يعني الكلام ده بجد يا رجب !! يعني الكل كان عارف الا انا كنت زي الاطرش في الزفة !!! معقولة اختي الوحيدة تطلع مش اختي !
قاطعتها فاتن قائلة : بس انتي اختي ...و هتفضلي طول عمرك اختي ...انا بس عايزة أعيش مع بابا اللي فاضل من عمرنا مع بعض و مش عايزة أكون ثقيلة على حد ..ارجوكي يا فاطمة تفهمي موقفي
فاطمة بضياع : افهم !! افهم ايه انا حاسة اني ضايعة أصلا !! حياتي كلها كانت كذبة ....😱😟
نظر رجب الى ابنته فإقتربت منها اميرة و قالت برجاء
-ماما تعالي معايا ارجوكي ...انا هافهمك
في منزل الراوي
وقعت الشورية على يدها و احر"قتها و لكن وجع قلبها كان اشد لدرجة إنها لم تنتبه للحر"ق
اسراء : مالك اتصدمتي ؟ مش انتي اللي اترجيتيه يتجوز تاني؟
دخلت سلمى و هنادي على صوت التكسير و سمعت هنادي ما قالته اسراء
هنادي بغضب -ايه اللي بيحصل هنا ؟؟😤
شهقت سلمى وهي تتوجه مسرعة نحو حنان لتتفقد يدها هي تقول: الله !! انتي اتحر"قتي يا حنان !! 😥
توحهت مسرعة الى الثلاجة لإخراج كيس ثلج بينما اقتربت هنادي من حنان و هي تنظر الى الإثنين بغضب قائلة : هو انتو معندكوش شغل انتي و هي !! 😤
اسراء بتوتر -امة احنا بس كنا ...
قاطعتها هنادي بحدة : يالا على شغلكم انتي و هي
و همست لإسراء : و حسابنا بعدين
خرجت اسراء و كوثر و اقتربت هنادي من حنان تتفقد يدها و هي تقول : مش تحاسبي !! وريني كدة !! لا الحمد لله بسيطة ..
نظرت الى سلمى و قالت : نظفي المكان من الازاز لحسن وحدة من البنات تجي المطبخ و تتعور ...
نظرت الى حنان و قالت : و انتي تعالي اخذك على اوضتك احطلك عليها مرهم حرو"ق
حنان : مفيش داعي انا هأعرف احطلها ...ما تتعبيش نفسك ي ماما
هنادي: متأكدة يا بنتي؟
حنان بوجع: ايوة يا ماما .. هأبقى كويسة
تسحبت ببطء و صعدت الى غرفتها
نظرت سلمى الى هنادي بضيق بينما تجمع قطع الزجاج و قالت: شايفة يا ماما جوز الحربايات بيعملوا ايه ؟؟
تنهدت هنادي و قالت بتعب : خلاص اللي حصل حصل ...عموما هي كانت هتعرف في كل الأحوال
سلمى بتذمر : ايوة بس مش بالطريقة دي ...ما هو اتفق معاكم إن هو اللي يقولها على قراره ..بقى الحيات دول جايين يحشرو مناخيرهم في الموضوع ليه ؟؟ولا ما صدقوا يلاقوا حاجة ...طبعا ماهوما من لما ولدت الاولاد و هوما بيدوروا على....
هنادي بقلة صبر: خلاص قلتلك اللي حصل حصل بلا طولة لسان!! خلصي الي في ايدك و اطلعي شوفيها يالا !
دخلت غرفتها و اغلقت الباب خلفها و هي تمسك بقلبها الموجوع دون إن تأبه لحال يدها. ..
استلقت على سريرها وسرعان ما انهارت و راحت تبكي بصوت عال
في تلك اللحظة دخلت سلمى و ما إن رأتها على تلك الحال حتى اسرعت إليها لترتمي حنان بين احضانها و هي تشهق بقوة
سلمى بإستياء - هي الفكرة المطينة دي مش كانت فكرتك من الاول ؟؟ بتلطمي ليه دلوقت هااا؟ 😕😔
-عاااارفة 😭😭 ...بس غصب عني يا سلمى ...قلبي قااااايد نااااار .....حااااسة جوااايا فااااضي 😭😭😭😭مش قااادرة
-انتي عارفة إن بدر ما وافقش الا بعد الحاح شديد من الكل ؟
و الكل اقنعه بإنك معاك حق ....يعني لو شافك عالحال ده هيتجنن و يوقف كل حاجة ...ده ممكن يطربق الدنيا كلها بسبب دمعة وحدة منك .. طب اقولك !!
ابتعدت عنها و هي تقول بحزم: انا هقوله انك مش موافقة
مسحت حنان عينيها محاولة الهدوء و قالت : لا اوعي يعرف ...كله الا دي 😌..خلاص انا هاهدى اهو ...😮💨😔
نظرت إليها سلمى بتذمر : و النعمة ما انا فاهماكي !! 🤨هتموتي نفسك من القهر عشان وافق يرجع ضرتك 😳
و مش عايزاه يعرف عشان ما يرجعش في كلامه !! طب ما يرجع !!
حنان بضياع : لا يا سلمى ...لا مش عايزة حياتنا تتلخبط اكثر ماهي متلخبطة.... عايزة نرجع بيتنا و نتلم كلنا فيه ...ارجوكي 🥺😓
-بس انتي ....
-لا خلااااص ...انا هأبقى كويسة ما تخافيش عليا ...قالتها و هي تمسح دموعها و انفها و تستجمع شتات نفسها
-متأكدة ؟؟ 🤨
حنان بوجع: ايوة متأكدة ... انا اقدر اتحمل ..يالا روحي شوفي البنات
-طب و بالنسبة ل ايدك ؟
نظرت الى يدها التي قد نست امرها تماما و قالت : اه انا هأحطلها مرهم ...يالا
وقفت سلمى و كانت تهم بالخروج لكن في تلك اللحظة دخل بدر
-بدر ..حمد لله على السلامة
قالتها حنان بإبتسامة مصطنعة
نظر إليهما بتوجس ثم لاحظ مظهرها و أثار البكاء فقال بقلق : خير في ايه ؟؟ هو انتي كنتي بتعيطي؟؟
سلمى :لا مفيش حاجة ...كل الحكاية إن مراتك وقعت صحن الشوربة و اتحر"قت ايدها
انتفض نحوها بفزع قائلا : اتحر"قت !! ازاااي و امتى !! 😰 وريني كدة !! 😱
حنان : الموضوع بسيط و مش مستاهل
امسك يدها بخوف و راح يتفحصها : كل ده و بسيط !! دي اتشلفطت خاااالص! مش تحاسبي !! يالا هآخذك عالمستشفى
حنان : مستشفى ايه ده حرق بسيط شوية مرهم و يروح
-متاكدة ؟؟
حنان : ايوة متأكدة ... المرهم جوة في الحمام
ترك يدها و بسرعة البرق دخل الحمام لإحضاره
همست سلمى بصوت خافت و هي تبتسم لها بينما تمسك مقبض الباب : يا رب واحد يحبني ربع الحب ده بس ! 😉😁
ما إن اغلقت الباب حتى خرج بدر مسرعا و هو يمسك يدها بحنان و يضع لها المرهم بحذر
توجعت قليلا فتوقف بخوف قائلا : آسف يا روحي ...خلاص خلصت ...بس ازاي ده حصل !!
حنان بتوتر مخفي: مش عارفة ازاي انتبهتش و وقعته ..
-الحمد لله ربنا ستر بس أبقي خلي بالك بعد كدة
-حاضر. ..
مسح على وجهها بحب ثم لمس عينها برقة قائلا بهيام: مش عايز أشوف دموعك أبدا بعد كدة .. العيون دي ما اتخلقتش عشان تعيط ...
اومأت له بإبتسامة ظاهرية تخفي وجعا عظيما فانحنى عليها يقبل جبينها بعشق ثم ساعدها على الاستلقاء و تمدد بجانبها و هو يحتضنها قائلا : وحشتيني عايز اشبع من حضنك ممكن ؟؟
حنان و قد استكانت بداخل ضلوعه: يا ريت
بقيا على تلك الحال لبعض الوقت قبل أن يرن هاتفه
اخرجه بتثاقل ليجد اخيه محمد
اعتدل في جلسته و هو يجيب : ايوة يا محمد ..طيب طيب...لا مش ناسي...حاضر ...و عليكم السلام
حنان بتوجس: خير ؟
اعتدل و هو يعطيها بظهره محاولا جمع الكلمات ببعضها ثم تحلى بالشجاعة أخيرا و هو يقول
-على فكرة ...انا فكرت في كلامك ...
انقبض قلبها بشدة و ابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت : هااا
فقال بدر دون إن ينظر إليها : انا خلاص قررت ارجع هناء
ابتسمت بوجع قائلة:عظيم... صدقني ده القرار الصح...
بدر بهدوء مصطنع: احنا رايحين بعد العصر نطلب ايدها
حنان : تمام ...ربنا يتمم بخير 😔
التفت إليها و أمسك بيدها ليستجديها لآخر مرة بأن تعود عن رأيها الغ"بي ذاك و هو يقول بتأكيد : حنان ....حبيبتي متأكدة انك مش هتندمي ؟؟ انا مش عايز غيرك و لو انتي مش عايزة انا هأحط حد لكل ده دلوقت حاااا....
وضعت اصبعها على فمه قائلة بإبتسامة رضا مصطنعة : صدقني مش هأندم .. ما تفكرش فيا☺️ انا أصلا لما اتجوزتك كنت متجوز اثنين .. يعني عادي 😌
كأنما شعر بحزنها المختبيء بين ضلوعها فاحتضنها ثانية بقوة اكبر هذه المرة ليبدد ذلك الشعور البغيض الذي ترفض إن تبوح به وتحاول إن تظهر عكسه من خلال تلك الابتسامة الباهتة التي تصنعها بصعوبة على محياها
-انا بحبك اكثر من روحي يا حنان انتي عارفة ده صح ؟
-عارفة يا روحي
قالتها و هي تبادله الحضن اكثر
في الواقع ..لم يكن هو افضل حالا ...كان يحتضنها بكل ما اوتي من قوة و هو يفكر فيما اذا كان ما سيفعله صحيحا كأنما يرفض فكرة ان يكون لأخرى غيرها !!
و الاصعب من هذا كله ...هو ان ينام بعيدا عنها ... فقد تعود على وجودها و لا يستطيع إن يتخيل كيف يمكن ان يمر عليه يوم دون إن يأخذها في احضانه قبل أن ينام !! هل يمكن لأنثى اخرى إن تحل محلها بعد هذه اللحظة ؟ مستحيييييل !!
خرجت من بين احضانه بصعوبة و حمحمت : مش الوقت اتأخر !! يا دوب تلحق ناخذ دش و تغير هدومك 😔
نظر إليها بحب ثم قبل وجنتها برقة شديدة هامسا: ما لحقتش اشبع منك
حنان بسعادة: طب ادخل خذ دش هانزل اجيب الغدا عشان نتغدى هنا
بدر : لا خليكي مش هتشيلي حاجة عشان ايدك انا هاخلي سلمى تجيب الاكل ...الا عاملين ايه ؟
-شوربة فراخ و محشي ورق عنب و محشي بتنجان🥰
-اممم ...طب يالا مش هأتأخر 😍
رمى لها بوسة في الهوا و دخل الحمام فتبدلت تعابير وجهها لحزن عميق قائلة
-يا رب تربط على قلبي و تديني القوة و الصبر عشان أقدر اتحمل وجوده مع ست تانية ... قلبي بيتفتت من الوجع لمجرد التفكير في الموضوع 😓😮💨
عادت اميرة رفقة أم أحمد و ياسين الى المنزل
و صعدت الى غرفتها رفقة أم أحمد بينما توجه ياسين الى المكتب لإجراء بعض المكالمات المهمة
جلست اميرة بعد ان أزاحت الطرحة و هي تتنهد براحة
-الحمد لله الموضوع عدى على خير يا ماما
أم أحمد بحزن ؛ عدى على خير ازاي بس دي امك يا عيني كانت شوية و هتفر الدمعة من عينها....اللي اكتشفته مش هين و الله
اميرة بإرتياح -ايوة يا ماما بس نحمد ربنا انها جات على قد كدة انا كنت متوقعة إنها هتنهار اكثر ...و لا سمح الله ...
قاطعتها أم أحمد -بعد الشر ...أهو ربنا ستر...و مع كدة مش هتتقبل الموضوع ده بسهولة
-معاكي حق .. بس ما تنسيش الفترة الجاية هيبقى فيه الفرح و لخمته يمكن تلتهي شوية
-صح ...أكيد هتنسيها الفرحة شوية.... اه بالحق مش كنتو متفقين تطلعوا بكرة سوا عشان تشترو هدايا لأهل ياسين !!
-ايوة صحيح بس ده كان قبل ما تعرف ...ما اعتقدش هترضى تطلع و هي في المود ده دلوقت ..انا بقول اسيبها كمان يومين ايه رأيك ؟؟
-بالعكس يا بنتي انا من رأيي ده انسب وقت ...خالتك اختارت طريقها ... و من حقها تدي فرصة لأبوها و تعيش معاه اللي فاضل من عمره ...جيه الوقت اللي امك كمان تبطل تفكر في غيرها وتشوف نفسها و صحتها شوية
اميرة -معاكي حق با ماما ... انا هأكلمها بعد شوية تكون هديت
فكرت قليلا ثم قالت بتذكر
الا من حق يا ماما ! هو ابوها ده هيدفع تكاليف الشغالات و الممرضة ازاي !!
أم أحمد -و الله يا بنتي اللي عرفته من ياسين أنه كان عنده شركة ناجحة زمان و كمان عنده عمارتين ملك مأجرهم و عايش من مداخيلهم لحد دلوقت ..يعني مستورة معاه و مكانش محتاج غير ونيس .
-الحمد لله يا ماما..اهو الواحد على الأقل اتطمن عليها
أم أحمد -و جيه الوقت اللي تهتمي فيه بنفسك بقى ..ما تنسيش فرحك بعد اسبوعين ☺️ عايزاكي تلمعي زي نجمة مفهوم
تجهم وجه اميرة و قالت بعبوس : ألمع ايه بس يا ماما؟
أم أحمد بتعجب : و ما تلمعيش ليه هو انتي ناقصك حاجة ؟ ده انتي بسم الله ماشاء الله بتقولي للقمر قوم و انا اقعد مكانك!
اميرة بحزن: بس انا مش صعبان عليا غير فستاني اللي نسيته هناك في كندا 😮💨 و لو قلت لياسين هيسيب كل مشاغله و يسافر يجيبه و انا مش عايزة اتعبه ولا اعطله 😔
أم أحمد بإبتسامة: مين قال انك نسيتيه؟؟
اميرة بدهشة : قصدك ايه ؟؟
أم أحمد : انا جبته معانا ...ده كان طلب ياسين ☺️.
قفزت اميرة نحوها بفرحة قائلة : بجد يا ماما ؟؟ فستاني موجود هنا ؟؟
أم أحمد بمزاح: ماهو أكيد ماكناش هنرجع كندا قبل ما نفرح بيكم ! ولا انتي فاكرة إن ياسين جاي المشوار ده كله و سايب مشاغله عشان بس يطل على خالتك و يرجع؟؟
اميرة بسعادة -ربنا يخليكي لينا يا ماما ..
أم أحمد برضا-و يخليكو ليا و يسعدكو و يبعد عندو كل حاسد و حقود ياا رب ☺️❤️
تمر الايام بدون احداث جديدة
سرعان ما تعودت فاتن على منزل والدها فقد كانت غرفتها اكبر غرفة في الفيلا و لا يوجد من الاثاث الا القليل الضروري حتى تستطيع التحرك فيها بحرية تساعدها الممرضة على حفظ اماكن الاثاث و الحمام و الاشياء الخاصة بها
تعودت كذلك على وجود والدها و عطفه عليها و اهتمامه شخصيا بكل احتياجاتها و الذي من المفترض إن يكون العكس ..لكنه كان يسعى لان يعوضها عن حنان الأب الذي حرمت منه طويلا قبل أن يغادر هذه الحياة
في منزل الراوي كانت البنات في قمة السعادة بخبر زواج ابيهم بهناء ثانية و العودة الى منزلهم كما كان الكل يتأهب بدوره استعدادا لزفاف سحر و خالد و كذا بدر
كانت التحضيرات من اجل الزفاف تجرى على قدم و ساق طبعا حنان تعتقد إنها تحضيرات زفاف شقيقتها سحر و لم يتكلم احد عن موعد زفاف بدر احتراما لمشاعرها
لقد كانت فكرة الزفاف أصلا تشعرها بالحزن بسبب ظروف زفافها هي لكنها كانت تحاول التجلد و تحمل الامر بكل ما اوتيت من قوة و التركيز على حفل زفاف اختها الوحيدة و ألا تظهر لها حزنها في أهم يوم في حياة هذه الاخيرة
بالنسبة لفاتن فقد رفضت رفضا قاطعا حضور الحفل في وجود صالح و أهله ففي نظرها هم سيشمتون بوضعها و من جهة اخرى كانت تشعر بكدر شديد كونها لا تستطيع رؤية ابنتها في أهم يوم في حياتها و رغم تدخل الجميع لكنها لم تعدل عن رفضها
حاولت سحر كثيرا دون جدوى و في الاخير قبلت بحل وسط يرضي الطرفين و هو ان تمكث في غرفة بالفندق رفقة والدها مصطفى حتى تستطيع ان تقدم لها تهانيها هي و عريسها بعد انتهاء الحفل دون إن يراها احد .
كان ياسين قد اتفق مع خالد ان يكون الحفل في اكبر و أفخم فندق في مصر ...فندق فورسيزونز
حيث أُعدت كل التجهيزات بعناية لاستقبال المدعوين من كل مكان
حجز ياسين الفندق بكامله لتكون كل الغرف تحت تصرف عائلاتهم و اصدقائهم القادمين من بعيد لا سيما عائلة الراوي و اقارب رجب و هو ما يضفي لمسة من الخصوصية
أما العرسان فقد خصصت لهم الاجنحة الملكية الفخمة
كل شيء كان مثاليا فقد اهتم ياسين بأدق التفاصيل
حتى أنه قد طلب افضل 10 ميكب ارتست للقدوم الى الفندق من اجل توفير الوقت وتجنب التنقل
خصصت أمهرهن لأميرة و سحر و تكفلت الباقيات ببقية نساء العائلة
كما طلب افضل الشيفات العالميين لتحضير مأدبة العشاء و المقبلات و الحلويات المشاريب و غيرها
وأخيرا جاء اليوم المنتظر للجميع
حضر الجميع الى الفندق قبل موعد الزفاف بيوم كما أكد ياسين ... لكن و بسبب وضع اولادها فقد رفضت حنان في البداية البقاء في الفندق و طلبت الحضور رفقة بدر في نفس يوم الزفاف و العودة فور انتهائه و في الأصل لو لم تكن العروس اختها لم تكن لتحضر أصلا لكن بدر قد اقنعها أخيرا و تدبر امر الرضاعة للتوأم بالتنسيق مع المستشفى حتى يستطيعا السفر بإرتياح و البقاء ليوم آخر بعد الزفاف
اميرة في جناحها ترتدي فستانها و معها أم أحمد تساعدها و قد انتهت الميكب ارتست من وضع اخر اللمسات على طرحتها
الميكب ارتست -احنا خلصنا يا عروسة ...ألف مبرووووك🥰
أم أحمد بحب: بسم الله ماشاء الله...طالعة قمر يا حبيبتي 😍
-ميرسي يا ماما ☺️
دخلت والدتها لتطلق زغرودة عالية : بسم الله الله اكبر حصوة في عين اللي يشوفك وما يصليش على النبي اميرة و انتي بجد اميرة يا روحي 🥰
اميرة بسعادة : بجد يا ماما !
الميكب ارتست بضحك : ايه اللي بجد هو انتي مش مصدقانا ؟ المراية اهي تقدري تتأكدي !
اميرة بإحراج -لا تسلمي عملتي شغل حلو اوي ...زي ما بحب بالضبط ميكب هادي جدا و سمبل
الميكب ارتست بإبتسامة: ده كان طلب البيه.. مش عايز حاجة تغطي على جمالك و لا جمال الفستان ☺️
ابتسمت اميرة بحب حين تذكرته و قالت مع نفسها : ما بينساش حاجة أبدا !! 🥰
فاطمة: يالا يا حبيبتي لو جهزتي خلاص انا هروح انادي ياسين عشان تنزلوا سوا .
اومأت لها أم أحمد : خليكي مع بنتك يا ست فاطمة انا هأشوفه ☺️
في الجناح الخاص بسحر
كانت حنان تساعدها على ارتداء فستانها بعد ان انتهت الميكب ارتست من عملها مع سحر و حنان و غادرت توجهت حنان لترتيب الجناح من الفوضى بينما نظرت هي الى المرآة بقلق و هي تقول : هو انتي مش حاسة إن الميكب ده اوفر شوية يا حنان !
حنان بشرود: لا مش اوفر ولا حاجة ...لونه مناسب جدا لبشرتك
-لا الروج فاقع انا بحبه هادي و مطفي
-ده في حفل التخرج يا قلبي انما ده فرحك و الروج مناسب و هياكل من شفايفك حتة
سحر : طب و الفستان !
حنان و هي تجمع اغراض سحر المبعثرة : ماله ده كمان ؟
-حاساه لامع اكثر من اللازم 😟
حنان بزهق -طبيعي يكون لامع ..ده فستان فرح 😏
-طب مش لو كنت اخترت شوز أعلى من ده !!😔😮💨
وضعت حنان ما بيدها و نظرت اليها بتذمر: ليه ؟؟ عشان هو أطول منك مش كدة !!
عبست سحر قائلة : ما انتي شفتي عيلته عاملين ازاي 😟! كأنهم جايين من زمن عاد 😫
اقتربت منها حنان قائلة بصرامة: بت انتي ! بقولك ايه ! انتي لازم تكون عندك ثقة بنفسك اكثر من كدة فاهمة؟! خالد اختارك انتي و حبك و بصي عامل ايه عشانك !! كل ده و حضرتك لسة بتبصيلي لجوز الزرافات اللي جوم مع مامته ؟! النهاردة فرحك ما تخليش حاجة تشغل بالك الا خالد فاهمة؟
زمت سحر شفتاها بضيق حين تذكرته و قالت : و النبي ما تفكريني .. انا أصلا بأشغل نفسي في أي حاجة بس عشان ما افكرش فيه؟؟😥😰
حنان بتساؤل: مش عايزة تفكري ف خالد ليه ؟؟
سحر بإحراج : بصراحة ...أصله ...أصله ...😥
حنان بشك: اصله ايه و فصله ايه ؟؟ بت هو فيه ايه ؟ 😕
سحر بضيق و هي تغطي وجهها: اصل...شكله قليل أدب اوي 😓
ضحكت حنان ضحكة عفوية رغم وجعها الداخلي قائلة : يا شيخة خضتيني كنت فاكرة حاجة تانية !
سحر ببلاهة : حاجة تانية زي ايه ؟؟هو فيه حاجة اكبر من دي !! 😳
حنان بإبتسامة: لا مفيش ...و ما تشغليش بالك ...المهم خلينا في موضوعنا 🙂
سحر ببلاهة: موضوع ايه ؟؟
حنان ؛ موضوع قلة الادب 🙂😉
احمر وجه سحر قائلة بخجل : مالها!!! 😌
حنان : إلا مالها !! هو فيه احلى منها يا هبلة !!
سحر بغيظ: طبعا ...ما انتي متجوزة يعني خلاص بقيتي قليلة أدب هتقولي ايه غير كدة؟
اقتربت منها حنان : يا عبي"طة قلة ادب ايه بس ده حلالك ...و انتي بتحبيه و هو بيمو"ت فيكي...يعني الموضوع هيبقى عادي خالص ...انتي بس ما تفكريش كثير .. سيبي له نفسك و مشاعرك بس ..كل حاجة هتبقى تمام صدقيني...☺️
سرحت قليلا في ذكرياتها مع بدر ثم قالت بهيام لا ارادي
لما تكوني مع الراجل اللي بتحبيه يا سحر بتنسي الدنيا كلها بحلوها و مرها و همومها و مشاكلها ... تنهدت بعشق و اكملت :
و انتي بين ايديه مش هيبقى عندك وقت تفكري في أي حاجة غيره هو و بس ...هتحسي إن الزمن وقف لحظتها
هتبقي عايزة تفضلي في حضنه طول العمر و هتتمني اللحظة دي ما تخلصش أبدا
كانت سحر تتابع كل حركاتها و تعابيرها اقتربت منها و لكزتها و هي تقول مازحة: ده اللي هو بدر مش كدة ! 😁
انتبهت حنان من هيامها و قالت: يوووه بقى ...انا بقولك بشكل عام عن شعور اي اثنين بيحبوا بعض اي دخل بدر بقى ؟؟
سحر: طيب تمام فهمتك ..بس مع ما يمنعش انك شرحتي الموضوع بطريقة رومنسية حلوة اوي خلتني نسيت توتري و ارتحت حبتين
حنان : الحمد لله ...ربنا يسعدكم و يهنيكم انتو الإثنين
-و يسعدك انتي كمان يا نونة و يخليك بدر القمر 🙂
تذكرت بدر فتهلل وجهها و لمعت عيناها بعشق واضح
باغتتها سحر سائلة اياها في حين غفلتها الرومنسية بينما تلكزها بمشاغبة :بس شكلك مشتاقاااله اوي !! 😉
فتنهدت حنان و اجابتها لا شعوريا :اااه ... اووووي !! 😔
سحر بضحك : عيني يا عيني عالشوق 😂
انتبهت حنان لنفسها فانتفضت قائلة بضيق : جرى ايه يا سحر هو احنا في بدر ولا ف خالد دلوقت ! ما انتي اللي هتتجوزي النهاردة! مالك و مالي انا و جوزي الله ؟؟😤
سحر بمزاح: بأسأل بس ! مش اختي الكبيرة و عايزة أتعلم منك بحكم متجوزة و خبرة و كدة؟! و اهو بالمرة انسى توتري... الا من حق ! نسيت اسألك !!
حنان بملل: ايه كمان يا لمظة !! 😏
همست سحر في اذنها: هي حكاية النفاس خلصت معاكي ولا لسة ؟؟
حنان: اه خلصت حتى اني ابتديت اصلي امبارح
سحر بمزاح: مش قصدي على الصلاة ...قصدي انتي و بدر !!
حنان بغضب؛و انتي مالك يا حشرية !! خليكي في سي خالد بتاعك و بس 😤...و بتقول قلة ادب! هو مين اللي بيقل ادبه دلوقت هااا!! 😤
سحر بضحك: بأسأل بس ...هو انا بقولك احكيلي تفاصيل !! هو مجرد فضول مش اكثر بسبب الشوق اللي مقطع بعضه ده .😬🙂
حنان : بصراحة... هو لسة مش عارف ...كنت ناوية اعمل له مفاجأة و سهرة حلوة و كدة
-الله الله .. يبقى تعملي حسابك على سهرة ولا بتوع الافلام التركية لإنك بعد كدة هتشاركيه مع هناء
تجهم وجه حنان فورا و قالت بغصة: ايه لزوم السيرة دي
رأت سحر تقلب مزاجها فقالت بجدية؛ أسفة كنت بهزر بس مش قصدي ..
-خلاص يا سحر فضيها سيرة
التفتت الى الجهة الاخرى و قد انطلقت دموعها تلقائيا
فقالت سحر بتذمر: ما دمتي بتحبيه للدرجة دي كنتي بتعرضي عليه الفكرة المنيلة دي ليه ؟!
مسحت حنان دموعها و التفتت بإبتسامة مصطنعة قائلة : المهم ..خلينا في موضوعك انتي...
-اه اللي هو !!
حنان : اسمعي مني ...استمتعي بكل اللي خالد عمله عشانك و احمدي ربنا ...و بدل ما انتي قاعدة تفكري في بنات خالته فكري ازاي تعوضيه عن كل العناد اللي شافه منك ...دي ليلة عمرك ...يعني يتجي مرة وحدة و مش هتتكرر... اوعي تضيعيها في نكد و نقير احسن اختي و عارفاكي ع'بيطة ..
-انا ع'بيطة ؟؟ ربنا يسامحك
-المهم فكري في كلامي كويس ...و زي ما قلتلك ...سيبيله نفسك بس و ما تعانديش ولا تعارضيش ولا تخافيش ...و كل حاجة هتبقى كويسة فاهمة؟
سحر :هأحاول .... انا بس كنت متوترة شوية و كنت محتاجة اتكلم مع اي حد بخصوص اول ليلة يعني ..
ابتسمت حنان بوجع قائلة ؛ للأسف ما اقدرش اساعدك في الموضوع ده كثير ...لان ظروف جوازي كانت مختلفة
كانت نبرة الحزن واضحة في كلامها و قد فهمت سحر ما تعنيه فإحتضنتها قائلة
سحر : حنان انا أسفة بجد مكنتش اقصد كدة ...بس رغم كل اللي حصل انتي عارفة ان بدر بيحبك و بيمو"ت فيكي كمان و مستعد يعني اي حاجة عشان يسعدك
حنان بحزن: عارفة ..و انا كمان
سحر بتذمر: ايوة انتي هتقوليلي ..بدليل هتجوزيه تاني
حنان : سحر من فضلك مش اللي نقوله نعيده .. عريسك زمانه جاي ..انا لازم اخلص ترتيب هنا
سحر : ترتيب ايه انتي لسة ما لبستيش ..يالا على اوضتك بسرعة انا هأبقى اكمل تجهيز حاجاتي بنفسي
في تلك اللحظة دخلت سلمى و برفقتها شيماء و قالت سلمى بتذمر سحر معاها حق .. كل الناس لبست الا انتي .. مستنية ايه يا ست حنان ؟ 🤨
نظرت كل من سحر و حنان الى الباب بينما اكملت سلمى بتذمر و هي تقترب منهما : الحفل هيبدأ بعد ساعة وإنتي لسه ما جهزتيش!
و نظرت الى سحر قائلة بإبتسامة :
على فكرة طالعة تجنني يا سحوورة يا قمر 😘
سحر بحب: ميرسي يا قلبي 🥰
كانت حنان ستتكلم لكن شيماء قاطعتها
شيماء بفرحة بصي يا طنط حنان بابا جابلي ايه ؟ هو قالي لازم تكوني حلوة زي عروستي النهاردة ! حتى سلمى حطتلي روج كمان بصي 🥰
نظرت حنان إلى شيماء بدهشة: قلتي عروسته؟ قصدك إيه يا شيماء؟
شيماء: ببراءة: هو انتي مش عارفة ان النهاردة فرح بابا كمان !! و ان....
اقفلت سلمى فم شيماء وهي تضحك قائلة : أما رغاية بشكل ...ما كفاية رغي وسيبي طنط تروح تلبس يا شيمو,؟ 😬
قالت حنان مصدومة بصوت مرتجف: إيه؟ بدر بيتجوز النهاردة؟!
نظرت سلمى الى سحر ثم قالت بقلق: حنان، إهدي .. الموضوع مش كده...😥
حنان بصوت عال و هي غير مصدقة: مش كده إزاي؟! أنتوا كنتوا مخبين عني ان النهاردة فرحه !
ركضت نحو الباب بجنون لتتوجه الى غرفتها
فلحقت بها سلمى و هي تصرخ بصوت عال في محاولة لتهدئتها؛ حنان، استني! لازم تسمعي بدر الأول!
لكن حنان لم تستمع و اوصدت الباب بقوة و ركضت نحو غرفتها، وقلبها مليء بالصدمة والخيبة، بينما كانت دموعها تتساقط على وجهها. كل ما تريده الآن هو مواجهة بدر ومعرفة الحقيقة بنفسها.
نظرت سلمى الى شيماء التي كانت تدور فرحة بفستانها و قالت بعتاب: عجبك كدة يا أم لسانين !! اديكي بوظتي المفاجأة
نظرت شيماء بزعل لسلمى : أنا قلتلها عشان كنت فرحانة بالفستان مش قصدي ازعلها!هي طنط زعلت ليه ؟؟😞
انحنت سلمى بحنو تحاول أن توضح لها : شيماء، حبيبتي، ما تزعليش مش قصدي أزعلك ...بس المفاجآت دي لازم تفضل سر لحد ما يحصل الوقت المناسب. كده اللي كنا بنحضر له كله باظ.
سحر بنبرة متسائلة : هو إيه اللي بيحصل يا سلمى؟ و ايه اللي فرح بدر النهاردة انا مش فاهمة حاجة ! و بعدين مفاجأة ايه اللي باظت !! 😕
سلمى: المفاجأة اتحر"قت للأسف يعني هقولك و أمري لله . بدر كان محضر لحنان أحلى مفاجأة النهاردة،و كان هيقولها بنفسه بس أم شبر و نص دي فقستها
سحر بتعجب: مش فاهمة برضو ..يقولها ايه🤔
تنهدت سلمى : ان النهاردة فرحها هي كمان
سحر بدهشة : إيه؟ يعني اللي كنتو بتجهزوا له ده مش لهناء، ده كان لحنان؟
سلمى: آه بالضبط ، بدر كان عايز يعوضها عن فرحهم اللي ما حصلش زي ما كانوا عايزين و ده كان شرطه عشان يوافق يرجع هناء ..بس دلوقتي كل حاجة اتلغبطت.
سحر في محاولة لتهدئة الأجواء: طب نعمل إيه دلوقتي؟ حنان أكيد هتبقى زي المجنونة و محتاجة تفهم الوضع كله.
امسكت فستانها و رفعته قائلة بحزم: احنا لازم نروح لها ونتكلم معاها يا سلمى
سلمى : حيلك حيلك تروحي فين ؟؟ لا انتي تفضلي هنا كمان شوية هيجي خالد و خلي القنبلة دي معاكي على ما أروح أشوفها ..و أشارت الى شيماء
سحر : سلمى ! انا يقول لو تتصلي بيه يطلع هو احسن ...هو هيقدر يشرح كل حاجة بنفسه.... حنان مش هتبقى في وضع يخليكي قادرة تسيطري عليها انا متأكدة
اومأت سلمى : معاكي حق انا هقوله يطلع
توجهت نحو غرفة حنان بقلق و هي تتصل ببدر
جن جنونها و بقيت تدور في الغرفة بلا عقل... صدمة ممتزجة بغضب، تكاد تفقد عقلها من شدتها . عيونها تمتلئ بالدموع تلقائيا و أفكارها متضاربة و هي تنظر الى تلك العلبة الموضوعة فوق السرير و التي قالت سلمى أنه فستانها الذي اقتناه بدر من اجلها لكنها لم تستطع فتحها أصلا و تشعر بالضيق منذ وصولها الفندق لا تدري لماذا !
-معقولة انا تستعبطني بالشكل ده يا بدر!! جايبني احضر فرحك ؟؟؟ عايز تمو"تني بحسرتي!!
في تلك اللحظة دخلت سلمى
-حنان... ارجوكي تفهمي الاول
توجهت حنان نحوها بغضب : كلكم كنتو عارفين و انا الع"بيطة الوحيدة وسطيكم !؟ جاية معاكم زي الأطرش في الزفة !!
حاولت سحر تهدئتها: إهدي يا حنان اسمعيني بس....
انهارت حنان بصوت متحشرج من البكاء : إزاي هونت عليه يا سلمى ؟ إزاي قدر يجرحني كده؟ ده أنا حبيته أكثر من نفسي و كنت مستعدة أعمل أي حاجة عشانه هو و بناته !! ده انا اللي طلبت منه يردها تاني !! يقوم يعملها فرح في اكبر أوتيل !! و يجيبني احضره كمان 😱!! يعني المسألة جات على هواه !! يعني هو ما صدق !! و انا اللي كنت زي الهبلة عمالة اتحايل عليه !! 😡
كانت تصرخ بهستيرية و بدون توقف و تهز رأسها في كل الاتجاهات و لم تستطع سلمى فعل شيء
دخل بدر الغرفة و قد ظهرت عليه علامات القلق من حالتها
فنظر الى سلمى و اومأ لها بتركهما
-حنان اسمعيني الاول ..
-اهلا يا عريس!! انت شرفت أخيراااا !!! 😤😡
قالتها بإنفعال شديد
فخرجت سلمى و اغلقت الباب بينما توجه نحوها بدر و هو يحاول ان يمسك بيديها :حنان، حبيبتي اسمعيني بقووو...
انتفضت و سحبت يديها من بين يديه قائلة بغضب هستيري : ما تلمسنيييييش !! اوعااااا تلمسني!! و اوعة تقولي حبيبتي دي تااااني فاااهم !! 😤
ابتعد عنها قليلا وهو يرفع يديه في السماء : خلاص مش هألمسك بس اسمعيني ارجوووكي
لم تكن تسمع ولا تفكر ...فقط تهز رأسها بالنفي بشكل هستيري: لاااا . . لاااا مش ممكن ...مستحيل تكون عملت كدة فيااااا .. لااااا ده أكيد كاااابووووس 😭😫 لالا أنا بأكر"هك ..باكره"هك .و مستحيل اسامحك مستحيييييل 😭😭
كانت تبكي بحرقة فقال بدر برجاء: حنااااان بصيييلي ارجوكي ...إنتي أغلى حاجة في حياتي...انا مستحيل أجرحك او اعمل اي حاجة تزعلك.. بس إنتي فاهمة الموضوع غلط...
نظرت له بوجع و قد اغرقت الدموع وجهها و ثيابها : مش التحضيرات دي عشان جوازك ! جايبني اتفرج عليك و انت بتتجوز هناء !!
بدر و هو يبتسم بحب: الحب بيحتاج ثقة يا حنان
لو فكرتي شوية بس بعقلك مش بقلبك كنتي تعرفي ان ...
حنان بإنفعال : اعرف ايه ؟! ما كل حاجة واضحة زي الشمس !! البيه متشيك و مبسوط و عينيه بتلمع كإنه بيتجوز لأول مرة . .. اعرف ايه يا بدر هاااا!! اعرف ايه 😡
ثم قالا الجملتين في وقت واحد
-اعرف ايه فهمني انت !؟؟
-ان الفرح ده ليكي إنتي..مش لهناء
-لا مش عايزة اسمع حااا ... انت قلت ايه !! 😳
قالتها و هي تتجمد في مكانها بصدمة و قد جحظت عيناها
امسك يدها و قال بحب و هو يبتسم ابتسامته التي تذيبها :
زي ما سمعتي ☺️ .. احنا اتفقنا مع اخوات هناء اننا هنكتب الكتاب بعد اسبوعين من النهاردة... و غير كدة هناء عندها 40 سنة و بتتجوز للمرة الثالثة يعني عملت فرحين قبل كدة مش محتاجة حفل ولا زيطة ولا أي حاجة ...مش عايزة غير تنستر و تطلع من سيطرة اخواتها و اجوازهم ... دي حتى قالت لي أبلغك إنها مسامحاكي في نوبتها كفاية ان الفكرة كانت فكرتك
حنان بصدمة :انت بتقول ايه ؟... يعني ...الفرح ده ....
-ايوة عشانك انت .. انت عارفة اننا ااتجوزنا بسرعة من غير اي حاجة ... و أنا سبق و وعدتك اول ما تولدي هعوضك ...و مش انا الراجل اللي يخلف وعده ...و اديني وفيت بوعدي يا عمري
قالها و هو يخرج دبلة فخمة من جيبه و يلبسها إياها و هو يقبل يدها بهيام
: و ادي الدبلة ...و الشبكة هألبسهالك في الحفل 🥰
دمعت عينيها و قالت بعدم تصديق : بدر... إنت بتتكلم بجد .. دبلة و شبكة و فرح ...يعني بجد عامل كل ده عشاني؟
بدر:يقترب منها، يلمس وجهها : عايزاني احلفلك ولا ايه ..
حنان بصدمة : لا بس يعني ...
قاطعها و هو يهمس في اذنها بحب : انتي حبي الوحيد و أم أولادي. . عايزك تكوني أسعد واحدة في الدنيا...ما اقدرش اشوف الحزن ده في عينيكي كل ما حد اتجوز ...كل ده كان عشانك، عشان تعرفي قد إيه بحبك و مقدر تضحيتك دي مع انك شايلة وجع الدنيا كلها في قلبك بسببها
احتضنها بشدة و إمتزجت الدموع بالابتسامات
-ايوة كدة اضحكي .... أما طلعتي مجنونة بجد !! ..لو كنتي فتحتي بس العلبة كنتي عرفتي بدل الفيلم ده كله ..
-العلبة ؟؟
قالتها حنان بدهشة و هي تخرج من بين احضانه
فتوجه نحو العلبة و فتحها ليخرج منها فستان زفاف أبيض رائع مع طرحته ؛ فستانك اهو بس للأسف الميكب باظ مضطرين ننادي الميكب ارتست تاني 🙂
اندفعت نحوه بكل قوتها و اندست بين احضانه ثانية
-انا بحبك اوي يا بدر 🥰
ضحك بدر قائلا : لا و الله !! مش من شوية كنتي بتكرهيني؟؟
ضربته على صدره : ما يبقاش قلبك اسود بقى يا بدر الله ! 😌
بدر و هو يشدد من احتضانها بعشق: اهو قلبي ده ملكك انتي يا روح بدر ..خذيه و لونيه زي ما انتي عايزة
في تلك اللحظة سمعا طرقا على الباب
-اكيد سلمى عايزة تتطمن عليكي ..يالا بسرعة البسي و ضبطي نفسك هأرجعلك بعد نص ساعة
رمى لها بوسة في الهوا و فتح الباب لتدخل سلمى رفقة الميكب ارتست
سلمى بضحك-يا ساتر محدش بيقدر يهزر معاكي ... بصي لوشك بقى زي البلدة اللي عدى عليها الاعصار اللي اسمه ايه ده ؟ 😂 حنان بإحراج : ما قلتليش من الاول ليه ؟
سلمى: أعتقد في كندا ما عندكوش في قاموسكم حاجة اسمها : مفاچاة مش كدة؟؟
-مفاجأة ايه حران عليكي انا قلبي كان يوقف من الصدمة 😔
-طب يالا بقى بطلي رغي و امشي نشوف الكارثة اللي ف وشك دي !!
نظرت الى الميكب ارتست و قالت على عجل؛ ما عندناش وقت كثير حاولي تخفي ايدك شوية هااا!! ؟ يالا انا عندي شغل تاني 🙂
حنان بتساؤل -رايحة فين و سايباني ؟
-مفاجأة 😁
في قاعة الحفل
فور وصول المدعوين إلى قاعة الفندق، كان في استقبالهم موظفو الفندق الواقفين بتأهب و ترحيب عند المدخل الفاخر المزين بالأزهار البيضاء والذهبية
أضواء كريستالية تتلألأ في كل زاوية. الرخام اللامع يغطي الأرضيات والجدران، مما يعكس الأضواء بشكل ساحر، ويعطي شعورًا بالترف والرقي.
والموسيقى الكلاسيكية تعزف في الخلفية، تضفي جواً من الأناقة والدفء على الحفل .
الكوشة مقسمة الى ثلاث أجزاء كل عروسين في جهة ثلاثتها مزينة بأزهار الأوركيد والورود البيضاء،، محاطة بستائر بيضاء رقيقة تتدلى من السقف، تضفي لمسة ملكية على المكان
وقفت ايلينا أمام الباب تنتظر صالح الذي تأخر بينما دخل خالد الى سحر ليقف مشدوها في مكانه
-ايه ده !!
سحر بتعجب: ايه ؟؟
خالد بدهشة: انتي مين و وديتي سحر فين؟!
سحر بضحكة : يا شيخ بلا عبط...يعني اتغيرت للدرجة دي 🙄
خالد بهيام :الا اتغيرتي !! بقيتي قمر بجد !!
-يعني انا مكنتش حلوة ؟😕
-لا انتي طول عمرك قمر .. بس بقيتي احلى بكثير و انتي لابسة فستان و حاطة ميكب ..تسمحيلي ؟؟
-ايه ؟!
-عايز اعمل حاجة قبل ما ننزل...هموت و اعملها
كان ينظر الى شفاهها برغبة
فنظرت اليه بخجل: ايه !!
خالد اقترب منها و قبلها بجانب شفاهها قيلة رقيقة جدا هزت كيانها ثم قال : يالا بينا يا قمري 🥰
امسك يدها و قبل ان يخرجا سويا قالت : بس مفاجأة بدر كانت حلوة اوي فكرة مين يا ترى ؟؟
خالد : فكرتنا انا و ياسين ... لما قالنا أنه عايز يعملها فرح اقترحنا عليه يبقى فرحهم معانا و تبقى الفرحة ثلاث فرحات
سحر بتذمر: طب ما قلتليش ليه ؟؟ ولا كنت خايف اقولها
خالد : بدر حلفنا عالمصحف ..و ما تبتديش خناق دي اهم ليلة ف حياتنا
اومأت بإستسلام و خرجت سويا ثم نزلا رفقة ايلينا و صالح الذي لحق بهم في آخر لحظة و هو يقول : أسف يا بنتي اتاخرت ..بس.طالعة قمر ربنا يهنيكم ☺️
خالد : تسلم يا عمي ☺️
صالح : هي حنان لسة ما جهزتش !!
سحر : حنان دي حكاية ...أكيد هتطلع بعد ما الحفل يخلص
خالد : اهو ياسين كمان نازل مع أميرة
نظرت سحر الى والدها وقالت : و النبي تكلم بدر يشوفها و يستعجلها
صالح : حاضر يا بنتي
تقف بجانب السرير تنظر الى تلك المرآة بقلق و هي ترى نفسها في ذلك الفستان ..لقد تكورت بطنها قليلا و زاد وزنها
دخل بدر في تلك اللحظة و هو يقول بحب : حبيبتي جهزت ولا لسة !! 🥰
لتهتف حنان بإنفعال : انا مش عايزة انزل كدة يا بدر ...روح لوحدك انا هأفضل هنا 😔
بدر بذهول مصطنع : مش عايزة تنزلي ازاي؟! ده انتي العروسة يا قلبي ! انزل لوحدي اهبب ايه بقى ؟؟
حنان بتذمر : انا مش عايزة أبقى عروسة ولا عايزة فرح 😮💨