رواية الأمانة الفصل الحادي عشر 11بقلم نرمين قدرى

              

رواية الأمانة 
الفصل الحادي عشر 11
بقلم نرمين قدرى


قد مر علي هذا الحدث أكثر من شهر و انهمكت حياة في عملها الجديد 
وابدعت بكل طاقتها تحت نظر وإشراف اسر و اعجابه  الشديد ب دقتها في العمل و انبهار العميل بلشغل و الثناء الجميل علي حياة و علي دقتها في العمل  مما أثار غيرة اسر  أكثر من مرة عليها 
ومازلت جنة في بيت والدها وهي في أواخر شهور الحمل و مازال كره ماجده وماجي علي. حياة و جنة  و التوعد لهم بالانتقام حين تحين الفرصة لهم ولكن بعد جنة  عنهم صعب عليهم خطتهم 
ظلت حياة منهمكة في العمل مده طويلة اللي أن رن هاتفها  برقم جنة أسرعت حياة تجيب وهي تبتسم 
حياة :
الو يا جنة عتريس عامل ايه طمنيني علي حبيب قلب خالتو 
سمعت حياة علي الطرف الآخر صوت بكاء شديد 
قامت حياة من جلستها ووقفت مسرعة وقالت بخضة:
الو الو في ايه يا جنة انتي كويسة جنة ردي عليا يا جنة خير.  في ايه بقااا

اجاب الطرف الآخر. بصوت يكادو مسموع 
جنة بصوت منهار:
البقاء لله يا حياة  
ارتعبت حياة من الكلمة وقالت بصوت عالي:
البقاء لله في مين في مين يا جنة انطقي بطلي عياط بقي وقولي قلبي حيقف انطقي مين اللي مات 
جنة بصريه: 
بابا يا حياة بابا مات مات 
وفي هذه اللحظة فتح الباب دخل اسر و وعلي وجة علامات  الزعل أنه قد  علم ما حدث من احمد 
فجاءة. سحب منها التليفون و شدها لحضنه وحضنها بطريقة لا إرادية و هي كانت مستسلمة له  وكأنها مغيبة ضمها بشده وكأنه يقول لها انا امانك وكأنه يزيح عنها وجع قلبها  ضمها بشده وكأنه يود أن يخفيها جواه 
دخلت ماجي عليهم و شهقت بطريقة لا إرادية وبصوت مسموع مما جعلهم يلتفتوا لصوتها 
اخرج اسر حياة من حضنه وهي مازالت تحت تأثير الصدمة 
ثم التفت إلى ماجي وقال بلهجة تعنيف حاده:
خير يا ماجي كنتي عاوزة حاجة ضروري اللي يخليكي تخشي من غير استأذن 
ماجي وعينها مازلت عليهم وحياة مازالت مصدومة  و عينيها متوقفة لا ترمش 
ماجي بارتباك :
لاء مافيش بس لقيتك داخل بسرعة عند حياه قلت اجي اطمن يكون حصل حاجة 
اسر بحزم:
تمام يا ماجي بس في اختراع اسمه باب نخبط علية ولو مافيش حاجة تاني تقدري تتفضلي لو سمحتي 
خرجت ماجي وعلي وجهها علامات القلق من الوضع  
اقترب اسر من حياة و قال بحنان :
حياة ممكن تفوقي مافيش وقت للانهيار حياة فوقي بقا 
رفعت حياة عينها وقالت بصوت ممزوج بالضحك الباكي: 
شوفت يا باشمهندس شوفت جنة بتهزر معايا هزار بايخ جنة بتقول أن بابا مات بس انا مش حساكت علي هزار ده لما اروح لها انا حوريها ازي تهزر هزار بايخ كده 
ضغط اسر علي يدها وقال بعصبية:
حياة فوقي بقا. والدك اتوفي فعلا يلا بقا علشان ورانا شغل كتير والناس كتير في البيت عندكم وانتي لازم تروحي تاخدي العزا
هزت حياة رأسها بعدم تصديق و قالت :
لا لا يا اسر متقولش كده لا بابا عايش بابا استحالة يسبني لوحدي هو عارف ان انا مليش حد غيرة جنه مع جوزها انا بقا حروح فين ومع مين قولي يا اسر أنه عايش قول أن بابا ما ماتش افهمني بس يا اسر مستحيل هو يسبني لوحدي هو قالي انا مش حاسيبك وانا كمان مرضتش اسافر و اسيبه 
سند اسر حياة تحت أنظار ماجي المتساله 
خرجت حياة بصحبة اسر علي منزلها 
دخلت حياة  المنزل وجدت جنة جالسة علي باب حجرة ابيها و علامات التعجب ظاهره عليها ودموعها تنهمر بغزارة 
قالت حياة ببكاء :
جنة بابا بجد مات يعني انتي اتاكدتي بنفسك 
رفعت جنة عينيها وهزت رأسها في صمت 
انشغل اكرم و أسر وأحمد في مراسم الدفن والعزاء و بداء المعزين يتوافدون علي المنزل لتأدية واجب العزاء 
حضرت ماجي بصحبة ماجده لمنزلهم 
استقبلتهم حياة  بمفردها فكان التعب يتملك جنة بشده 
وفي أثناء العزاء بدأت جنة تشعر بألم الولاده وبدأ يعلو صوتها بشدة تجمع الكل حولها ولكن حياة كانت أسرعهم
و حوطت اختها بذراعيها حتي لا يقترب منها أحد  الي  ان انتبه احمد علي صوتها و ركد مسرعا إليها 
اسرع احمد يحمل جنة و نقلها اللي السيارة و ركد وراهم  اسر وحياة
انهي اكرم مراسم العزاء و اخذ ماجي.  ماجده علي الفيلا تحت نظراتهم المتفحصة .دخلت  ماجي علي ماجده وقالت بغل :
وبعدين يا ماجده ايه حنسيب كل حاجة كده لا انا قادرة اقنع اسر بيا هو تقريبا مش شايفني من أصله ولاء كملت كمان  بولاده جنة و كمان حتخلف ولد يعني كده انا وانتي. خلاص علينا العوض ممكن اي وقت يقول لنا برا 
ماجده: 
متقلقيش اللي ماقدرناش نعمل في فترة الحمل حنعملة دلوقتي هما الاتنين خلاص ابوهم مات يعني طولت  ولا قصرت حترجع بالعيل علي أيدها وانا بقي اللي حاخدها علي كفوف الراحة هي و ابنها 
ماجي وهي تبتسم:
بس تفتكري حترجع وتسيب اختها  تقعد لوحدها 
ماجده بلامبلاه :
أمال حتعيش معاها طبعا لا خلاص  ده بقي أمر واقع يعني مش يوم ولا يومين احمد مش حايستحمل يقعد هناك اكتر  من كده بصي يا ماجي كله بالصبر اصبري تنولي 
ماجي وهي ترفع حاجبها بعدم اكتراث ؛
اديني صابرة. بس انا بقولهالك اهو يا ماجده انا معنديش استعداد أتنازل عن أسر تحت اي ظرف اللي حيقرب من اسر انا حاكلوا بسناني واظن فاهماني
ماجد بحده :
لاء اهدي كده و متبوظبش اللي بنعمله و متخليش الغيرة تعميكي وخالي بالك من المحتمل جدا أن حياة تيجي تعيش هنا ما فتكرش أن احمد وجنه حيسبوها تعيش لوحده فا انا بقولك من دلوقتي انا مش عاوزة. مشاكل اتحكمي في أعصابك شوية يا ماجي اسر وأحمد لسة مش ناسين اللي انتي عملتي مع جنة و خروج جنة منها هدي اللعب كده 
وفي المستشفى دخلت حياة ورا جنة التي كانت تصيح بشده من الالم 
دخل الدكتور يكشف علي حاله جنة أسرعت حياة تقول :
ياكتور دي لسة في اخر الثامن  انا قلقانه عليها قوي وعلي البيبي
دكتور باطمئنان
لا متقلقش أن شاء الله خير كل المعدلات كلها  طبيعية الحمد لله 
حياة ؛
يارب يارب 
دخلت جنة غرفت العمليات وقفت حياة برا و كادت تصيب بالجنون من كثره القلق 
قرب اسر منها ووضع يده علي كتفها و بداء يطمئنها 
شعر حياة بشعور غريب بالأمان لم تشعر به من قبل التفت والتقت عينهم الاول مرة شعرت حياة برعشة غريبة تسري اللي جسدها ولأول مرة يخفق قلبها بشده 
خرجت الممرضة وعينها تضحك بشده 
جرت حياة بلهفة عليها 
الممرضه :
الف مبروك جالكم عريس زي القمر 
حياة بلهفه وقلق:
طايب و مامته عاملة ايه طمنيني بالله عليكي 
الممرضه :
زي الفل الام و الطفل بخير 
احمد بلهفة وفرحة : 
طايب احنا ممكن تشوفها أمتي 
الممرضة :
عشر دقائق بس وادخلكم 
حضن اسر احمد و قال له مبروك يا قلب اخوك ما جالك ناويت حتسموا ايه 
احمد :.
انا وجنة كنا عاوزين نسمية ياسين 
اسر خلاص يا ابو ياسين هو ياسين 
والتفت لحياة و قال بحب 
اسر:
عقبالك انتي كمان يا حياة 
نظرت له حياة و الدموع تنهمر من عينيها  وقالت بحزن واضح:
ما فتكرش انا حقبل البعثة بتاعة الكلية و حسافر خلاص اللي كان ليا راح و جنة ربنا يخليها ليا بس هي كمان ها تنشغل عندها بيتها وجوزها انا بقي حقعد هنا لمين 
اسر بدون تفكير :
ليا قصدي لشغلك اللي انتي متميزة في 
حياة بنبرة يأس
حتي شغلي اللي بحبه خلاص معادتش ليه نفس ليه هو كمان و كأن بابا راح واخد معاه كل حاجة حلوة  
فتحت الممرضة الباب 
دخلت حياة تجري تطمأن علي اختها احتضنتها و أخفت  دموعها حملت حياة  ابن اختها  و ضمتة إليها و كأن الله زرع حبه في قلبها وكأنها امه شعرت حياة بشعور غريب اتجاه الطفل وكأنها هي من ولدته 

اعطتة لأختها وجلست بجانبها 
دخل احمد عليهم والتفت لجنة و قال بحب :
يلا يا جنتي علي الارض علشان  تروحي تنوري بيتك عبير جهزت كل حاجة انا كلمتها و هي خلصت يلا يا قلبي 
نظرت حياة وجنة لبعض في قلق لاحظ اسر نظراتهم وشعر بقلقهم  وقال مبتسما:
متقلفيش يا حياة جنة وابنها في عينيا  المهم انتي تعالي معانا ما تقعديش لوحدك 
حياة بحزن:
معلش يا باشمهندس انتم تشكروا لحد كده انا مش حينفع اقفل بيت بابا انا حقعد فيه 
جنة بوهن :
حياة مش حينفع تقعدي لوحدك تعالي معايا 
حياة:
جنة انتي عارفني كويس وعارفه أن انا مش حروح معاكم كفايا بقا كلام وروحي علشان ترتاحي وانا بكرة حاجي اطمن عليكي و متقلقيش جوزك معاكي 
رجعت جنة الي منزلها بصحبة اسر وأحمد 
ورجعت حياة منزلها وأغلقت الباب علي نفسها وعلي ذكرياتها أغلقت جميع الانوار وجلست في غرفت والدها وحيدة و دموعها تنهمر وهي بمفردها شعرت وكأن جدارن المنزل تطبق عليها اللي أن غفلها النعاس فاقت علي صوت طرقات علي باب البيت 




تعليقات