رواية أبيض وأسود الفصل التاسع 9 بقلم منى محمود بركات

رواية أبيض وأسود

الفصل التاسع 9

بقلم منى محمود بركات


دائما أتسائل فيما أذنبت ؟ ولما اعاقب ؟ وماذا ينتظرني في اخر الطريق ؟


ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ


عند بدور في المستشفي الدكتور طمن بكر عليها وسمح لها بالخروج بس تاني يوم الصبح زيادة للاطمئنان و شدد علي الراحة التامة وعدم الانفعال بعد ما خرج الدكتور فضل بكر قاعد وباصص ناحيه الباب وساكت وهي عينيها عليه ومش عارفه تقول ايه بعد حوالي ربع ساعه من الصمت دا اتكلم بكر من غير ما يبصلها


ـــ لحد أمتي هتفضلي تداري عليه ؟ انتي فاكرة أنه سبنا في حالنا فعلا ؟ طب تعرفي أنه بقاله كام يوم بيزن عليا اني اروحله بنفسي اديله الشهريه ولما رفضت هددني أنه هيعملي مشكله في شغلي 


بدور استغربت جدا بس سكتت وبكر كمل كلامة 


ـــ أنا كنت واثق أن في سبب لاصراره اني اروح بنفسي هناك لحد ما عرفت السبب


سكت شويه وبعدين بصلها 

ـــ مش عايزة تعرفي كان عايزني ليه ؟


نطقت بصوت مخنوق 

ــ ليه !؟


ضحك ضحكه كلها وجع 

ــ متخانق مع واحد من الزباله اللي بيشرب كل يوم معاهم واحد اسمه اشرف وأشرف دا بقا ابنه هو كمان بيشرب معاهم وشغال اصلا ديلر هو اللي بيجيبلهم الهباب اللي بيطفحوه كل يوم وطبعا لما بركات بيه اتخانق مع ابو الواد الواد بطل يدي بركات هباب ووصي كل عيال المنطقه اللي بيبعو ميدوهوش اي حاجة مهما عرض عليهم فلوس ف اخر كارت بالنسبه أني اروح هناك ب نفسي لانه وهم الناس هناك أنه اتصالح معانا وعلاقتنا كويسه ببعض الواد طبعا مصدقش لكن لما اروح بنفسي هناك وابان وانا داخل البيت وشويه وخارج الواد هيصدق ويخاف ويرجع يبيع لابوكي من تاني ... اي رايك في دماغه هههههههههههه دماغ متكلفه بصحيح مش كدة 


معرفتش ترد تقول اي دموعها نزلت بقهر علي حالها وحاله واللي السبب فيه واحد هو بركات كمل بكر كلامة 


ــ انتي مش عايزة تقوليلي هو عمل اي عشان مقتلوش وتبقي لوحدك مش كدة يا بدور ؟


بصتله بدهشه وسكتت ودموعها لسه نازله 


ــ تفتكري أنا غبي للدرجة دي عشان مفهمش أن دا السبب ..  طب تفتكري اني ممكن اعمل حاجة تخليكي لوحدك في الدنيا الزفت دي وبطولك فيها ؟ ريحيني يا اختي أنا في مليون سيناريو في دماغي كلهم العن من بعض وانا والله العظيم ما هتصرف بتهور ولا هعمل اي حاجة تخلينا بعيد عن بعض احنا ملناش الا بعض يا بدور بس عرفيني ايه اللي حصل متسبينش ل دماغي كدة لان لو فضلت علي الحال دا مع تصرفات بركات اللي بتزيد يوم عن يوم هتجنن فعلا وممكن اعمل فيه حاجة عشان ارتاح من الصراع اللي جوايا قوليلي في اي  وانا اوعدك هحل كل حاجة بهدوء والله 


ــ ملهاش حل يا اخويا .... انا غلطت وحرماني من بنتي كان التمن وانا راضيه بيه ... طالما هي بعيد عن القرف دا خلاص ... ابوك اذاني يا بكر قطم ضهري بس كانت الغلطة من الاول غلطتي أنا ... انا المجرمة في الحكايه كلها أنا اللي غلطانة واستاهل الشنق والله انا يا بكر أنا 


انهارت في البكاء وبكر قام بسرعه وحضنها وحاول يهديها ولما فشل نده للدكتور اللي أداها مهديء 


ــ كدة ما ينفعش أنا ماكد علي حضرتك عدم الانفعال والراحه عشان الحاله تفضل مستقرة لما تنهار كدة وهي لسه في المستشفى اومال لما تخرج هيحصل اي 


رد بكر وعيونه بتلمع بالدموع 

ــ مش هخليها تنفعل تاني ابدا ... إن شاء الله مش هيحصل يا دكتور ... بس هي كويسه دلوقتي ؟


ــ هنشوف لما تفوق الوضع اي عن إذن حضرتك 


ــ اتفضل 


خرج الدكتور وقرب بكر منها مسك ايديها وسمح لدموعه انها تنزل 


ـــ هجبلك حقك يا بدور والله العظيم المرة دي ما ههدي الا لما اعرف واجبلك حقك منه ومن كل اللي اذوكي مش هسكت زي كل مرة خلاص مبقاش فيها سكوت انتي هتروحي مني لو فضلت واقف مكاني من غير ما اتصرف ولو انتي خايفه عليا ومتقدريش تكملي من غيري انا مقدرش اعيش وانا شايف انك كل يومي بتدبلي اكتر وافضل ساكت 


ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـــ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ--ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-


في القسم خلص بركات كلامه ودموعه نازله ... كان متقن الدور جدا ومعندوش اي شك أن اكيد بهاء صدقه وهيخلي بكر يجي ويراضيه ويروحه لحد البيت كمان ... يمكن عيونه كانت بتبكي لكنه من جواه كان مبسوط باتقانه للدور وان خلاص هو بقا علي بعد خطوة واحدة من حل مشكلتة بس عدي وقت وهو ساكت ودموعه نازله وبهاء مخدش اي رد فعل ساكت وباصصله بتركيز شديد زي ما هو وهنا بدء بركات يتوتر وحس ان في حاجة مش مفهومه بتحصل اتكلم بصوت هادئ وضعيف


ــ انت ساكت ليه يا بني مش مصدقني ولا اي ... طبعا تلاقي بهاء قايلك عني كلام مش صح عشان يسكت اي حد بيساله هو عاق مع ابوه ليه ... عملها كتير قبل كدة جت عليك يعني


بهاء ضحك بصوت عالي لدرجة أن بركات بدء يخاف 


ـــ تصدق عجبني الشو دا 


( وغمزله ) 


رد بركات بارتباك 


ــ شو ايه مش فاهم ؟


ـــ مممم تعرف يا بركات أنا شغال مع بكر ابنك بقالي كام سنه ؟ طب بلاش دي سالت عليا قبل ما تدخل وتكلمني ؟ سالت من بهاء الدميري قبل ما تفكر انك ممكن تعرف تضحك عليه بدموع التماسيح دي ؟ عيبك انك اتسرعت اوي يا بركات اوي ودي غلطة هتدفع تمنها حالا متقلقش


ــــ يا باشا اسمعني بس 


قاطعه بحده وغضب 

ـــ ولا كلمه انت اتكلمت كتير ودا وقت انك تسمعني ... لو سألت عليا يا بركات كنت هتعرف اني شخص شكاك جداااا ومش اي حد يشتغل معايا وابنك معايا بقاله سنتين كاملين مش بيفارقني بنقضي وقتنا مع بعض في الشغل اكتر من الوقت اللي بنقضيه في بيوتنا واني شغلي ومكانتي اللي وصلتلها تخليني اعرف اقري اللي قدامي كويس اوي واعرف الكداب من الصادق انت قولت معلومات كتير غلط ودي من ضمن غلطاتك انك محسبتش حساب اني اكون عارف حاجات عن حياة بكر الشخصيه اصلا ف دخلت عليا بقلب جامد وانت مطمئن انك هتعرف تضحك عليا بشويه دموع .. هههههههههههه تعرف كام قاتل ومغتصب وحرامي وبلطجي قعدو مكانك علي الكرسي دا وحلفو وعيطو وانهارو أنهم معملوش حاجة ؟ 


ـــ ا أنا مش مكنتش عايز غير اني اكون في حياه ولادي مش اكتر مش مش عارف ايه لازمة كل كلامك دا يا باشا 


ـــ ممممم ماشي يا بركات عموما انا هسيبك تقوم تروح بس في خلال مدة صغيره اوي اوعدك أن هيكون في بينا مقابله تانية وهيكون بكر معانا ووقتها اللي له حق هياخده تمام كدة ؟ 


هز رأسه بالموافقة من غير ولا كلمة نظرات بهاء ونبرة صوته كانت مخلياه مرعوب وعرف أنه غلط لما دخل يتكلم معاه من الاول ومش بعيد الخطوة دي تكون فيها نهايته استأذن بسرعه وخرج بخطوات سريعه من القسم وهو حاسس. أنه قلبه هيقف من الخوف الخوف من اللي ممكن يحصل لو بهاء أتدخل فعلا في موضوعه مع بكر وبدور حس أنه تسرعه دا هيكون فيه نهايته وأنه لازم يتصرف في اسرع وقت قبل فوات الاوان 


ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ


بعد ما بركات مشي بهاء كلف حد من العساكر اللي بيثق فيها أنه يراقبه ويعرفله كل حاجة عنه  ... اتنهد بضيق وكان حاسس بشعور بغض وكره تجاه بركات بدون سبب واضح ... خبط الباب وسمح بهاء بالدخول دخل احمد زميله 


ـــ يا اهلا يا اهلا ... ايه الاخبار يا نجم 


ــ الحمد لله انت عامل اي يا باشا 


ــ تمام ... اي القضيه خلصت ولا لسه ؟


ــ خلصت ومخلصتش 


ــ فزوره دي يعني ولا اي 


ـــ ولا فزورة ولا حاجة عرفنا مين عمل كدة في الواد ومراته كمان بس مش عارفين نمسكة هربان للاسف 


ـــ مراته ؟! انا اللي اعرفه ان القضيه كانت جثه في خرابه مراته مالها بقا ؟ 


ـــ دا موضوع كبير اوي متشغلش بالك أنا بس كنت جاي اشكرك علي


قاطعه بهاء 

ــ بطل هبل يا احمد وامشي ع مكتبك يلا ولما توصل للي عملها تعالي نشرب القهوة مع بعض واحكيلي كل حاجة ... يلا بقا مش فضيلك أنا اتكل علي الله 


ـــ ماشي يا بيبو تسلم ... سلام يا صاحبي


ـــ مع  السلامة يا سيدي 


خرج احمد ورجع بهاء يكمل شغله كان مطلوب منه تقارير وتقفيل لآخر قضيتين مسكهم عشان كدة استغل أنه فاضي وفضل في المكتب يخلص اللي وراه ونسي خالص أنه مدي معاد ل مهاب اخوة الساعه اربعه 


ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-


في بيت اهل علا ... صحي مؤمن تاني يوم علي حركة نيجار بنته بص علي علا لاقاها لسه نايمة والتعب باين عليها شال نيجار براحة من جمبها وخد الشنطة اللي فيها كل حاجتها وخرج بهدوء من الاوضه ... لاقي حماه قاعد قدام التلفزيون وحماته كانت قاعدة علي السفرة قدامها خضار بتحضره 


اتكلم بحرج 

ــ صباح الخير 


صبري ونجاه 

ــ صباح النور 


نجاة

ــ حبيبه تيته صحيت 


مؤمن 

ــ اه ولاقيتها عماله تتحرك جمب علا خفت تصحيها خدتها وخرجنا 


نجاة 

ــ تلاقيها عايزة تغير وتاكل هاتها يا مؤمن 


مؤمن 

ــ لا لا خليكي حضرتك مش لازم تتعبي نفسك أنا هغيرلها واكلها 


صبري 

ــ اديها لستها يا مؤمن وتعالي اقعد عايز اتكلم معاك كلمتين قبل ما علا تصحي 


مؤمن هز رأسه بقله حيله وساب نيجار مع نجاة وراح قعد قدام حماه اللي قفل التلفزيون وبصله 


ـــ أنا عارف ان علا زعلانه منك  بسبب اللي حصل امبارح بس لازم تعرف حاجة عن شخصيه علا مظنش انك تعرفها 


ـــ حاجة اي يا عمي ؟


ـــ علا هتصحي تتعامل معاك عادي جدا وهتقولك يا حبيبي حصل خير ومفيش حاجة وانا خلاص والله مش زعلانة وكلام كتير من دا بس مش دي الحقيقه 


ضم حواجبة باستغراب وسكت وصبري كمل كلامة 


ـــ علا هتبقي لسه مجروحة منك وهتكتم الجرح دا جواها مش هتظهره هتخاف تعبر عن غضبها أو زعلها منك يا مؤمن 


قاطعه مؤمن المرة دي 

ــ عمي ارجوك توضح كلامك ... لما هي هتبقي مجروحة وزعلانه هتبين عكس دا ليه مش منطقي يعني ايه يخليها تعمل كدة اصلا ؟؟ أنا عمري ما شديت عليها ولا صوتي علي ولا تطاولت في الكلام معاها ولا طبعا رفعت ايدي عليها يبقي اي يخليها تكتم زعلاها وغضبها جواها وتبين عكس دا ؟ مش فاهم ولا مقتنع بصراحة


صبري بص علي الاوضه اللي فيها نجاة ورجع بص ل مؤمن واتكلم وهو موطي صوته 


ـــ أنا مش هعرف افهمك هنا عشان نجاة متسمعش ... بعد ما نفطر سوا تعالي ننزل علي القهوة وهناك نتكلم براحتنا ماشي 


ــ ماشي يا عمي أنا كدة كدة هتصل دلوقتي بالشغل واخد انهاردة إجازة لحد ما اطمن علي علا أن شاء الله 


ـــ أن شاء الله... تمام كدة حلو اوي عندنا وقت كتير نتكلم براحتنا المهم مش هنا لما ننزل 


ــ حاضر ... انا هقوم اشوف علا صحيت ولا لا مفروض في دوا تاخدة كمان ساعه يادوب تلحق


خرجت نجاة علي اخر جمله ل مؤمن 


ــ فعلا في دوا كمان ساعه ودا بعد الأكل الفطار جاهز عشر دقائق ويبقي جاهز خد يا صبري انت جيجي وانا هحط الاكل علي السفرة علي ما مؤمن يصحي علا يلا


صبري

ــ حبيبه جدو تعالي يا قلبي اهلا اهلا بالصغنن الجميل 


سابهم مؤمن ودخل ل علا اللي كانت صحيت وبتحاول تنزل من علي السرير بس الدوخة مش مخليها متزنة ف قامت وقعدت كذا مرة جري عليها مؤمن وهو بيسندها


ــ صباح الخير يا حبيبتي عامله اي طمنيني عليكي 


ـــ صباح النور ... متقلقش يا حبيبي أنا بقيت احسن كتير 


ـــ حبيبي !! 


ــ اه مالك مستغرب كدة ليه ؟


ـــ يعني انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل ف مستغرب حبيبي دي 


ــ خلاص يا حبيبي حصل خير أنا مش زعلانه يعني امبارح زعلت شويه بس خلاص انت وعدتني وانا صدقتك ملوش لزوم النكد بقا


ـــ انتي كويسه بجد يا علا !!!! 


ـــ اه يا حبيبي الحمد لله مالك مستغرب اوي كده ليه ؟


سرح مؤمن وافتكر كلام صبري اللي قاله من شويه وعرف أن فعلا في جانب تاني في شخصيه مراته هو ميعرفش عنه اي حاجة وقرر أنه لازم يفهم كل حاجة 


عدي حاولي ساعه كانو فطرو كلهم سوا وعلا كانت بتضحك وتهزر ولا كان في حاجة ودا كان مخلي مؤمن غصب عنه نظراته عليها كلها ذهول وعدم استيعاب


نزل هو وصبري علي القهوة والفضول كان بينهش فيه 


ــ ادينا بقينا لوحدنا يا عمي فهمني اي اللي حصل دا أنا استنيت الساعه دي بالعافيه والله 


ـــ بص يا مؤمن علا شخصيه كتومة جدا وحساسه جدا ومبتعرفش تعبر عن اللي جواها وللاسف اللي زود دا هو طباع نجاة الحاده شويه ... نجاة الحب عندها يعني تربيه سليمة اخلاق كويسه الناس كلها تحلف بيها وتقول ماشاءالله علي تربيه نجاة ل بنتها لكن مفيش اظهار لاي عاطفه جواها ... ديما شايفه أن الحب والاهتمام للبنات دا دلع والدلع للبنت غلط وبيجيب مشاكل  ف بالتالي بقت عنيفه طول الوقت معاها وعايزة كل حاجة بتتعمل تتعمل صح ومظبوط ف لما علا كانت بتزعل من كلام امها ليها مكنتش بتلاقي اللي يراضيها وللاسف أنا قعدت فترة كبيره اوي مقتنع ب اسلوب نجاة أنه هو دا الصح واني كدة بحافظ علي بنتي الوحيدة  ف كانت علا بتقفل علي نفسها واللي عرفته بعدين لما بالصدفه قريت مذكراتها أنها بقت طرق تراضي بيها نفسها زي أنها تقعد تقول ل نفسها معلش يا علا ... انتي كويسه يا علا ... بكرة كل حاجة تكون احسن ... انتي تستاهلي الحب وهتلاقيه ... او تجيب ل نفسها حاجة بتحبها يعنيط يا حاجات زي دي لما قريت كلامها حسيت باللي احنا عملناه في شخصيتها للاسف بدل ما نربيها تكون قويه وسويه ربنها مؤدبه اه بس ضعيفه وحساسه وكتومة حاولت افهم نجاة كتير بس من شب علي شيء شاب عليه ف بقيت أنا في النص شويه ادادي في نجاة وشويه اكون جمب علا واهي ماشيه ولما حصل الموقف الاخراني بينكم عرفت اللي هتعطمله معاك ف استخرت ربنا وقررت افهمك كل حاجة عشان اللي احنا بوظناه انت بقا تصلحه بمعرفتك


مؤمن طول ما هو بيسمعه كانت ملامحة مكشرة وحاسس بخنقه ومع نهايه كلامه حس بضيق ومقدرش يسيطر علي نبرة صوته اللي طلعت كلها غضب  


ـــ يعني حضرتك قعدت سنين عارف مشكله بنتك واي اللي وصلها ل كدة وبدل ما تحل المشكله بتقولي اهي كانت ماشيه وحل انت بقا ؟ دا بجد ؟ اللي بسمعه دا بجد ؟؟


ـــ ما أنا شرحتلك الوضع دي قناعات نجاة اعملها اي يعني اشنقها ؟ أما دي عجيبه والله بقولك اي أنا قلتلك وانت حر انت ومراتك أنا هقوم اجيب طلبات البيت اللي نجاة عايزاها عن ازنك 


سابه مذهول وقام مشي وفضل مؤمن قاعد بيسترجع تصرفات كتير ل علا كانت غريبه بالنسباله وكان ديما يأجل  أنه يتكلم معاها فيها وعرف أنه غلطان في طريقته مع مراته وبقي محتار يبدء منين 


ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ


الساعه اربعه بالظبط العسكري دخل وبلغ بهاء أن مهاب موجود برة وطالب يقابله اتفاجا بهاء ب مجي مهاب فعلا كانت متاكد انه استحاله يوافق يقابله في القسم سمح للعسكري بالخروج ودخول مهاب ودخل مهاب وهو مكسر وباين عليه الضيق 


ـــ اهلا يا مهاب اتفضل 


ـــ اهلا يا حضرة الظابط يارب تكون مبسوط وانت مدخل اخوك القسم كدة 


ــ استهدي طيب بالله كدة واقعد تشرب اي الاول وبعدين نتكلم ؟


ــ مش عايز اشرب حاجة خليني اقولك الكلمتين اللي جاي عشانهم وامشي 


ـــ ماشي يا مهاب اتفضل قول 


ـــ بسمه قربت ترجع من رحلتها ياريت تتكلم معاها انها ترجع البيت الباشا حالته صعبه جدا من يوم ما مشيت ولو علي العريس خلاص نيرة حلت الموضوع من غير مشاكل وعدت علي خير 


ـــ نيرة ممممم طيب يا مهاب لما ترجع بسمة تقدر تيجي بنفسك وتتكلم معاها لكن أنا مش هقدر اسف


ـــ بطل انانيه لمرة واحدة في حياتك بقولك ابوك حالته صعبه وانت تقولي آسف مش هقدر ؟


ــ انانيه !! اللهم طولك يا روح بص يا مهاب بسمة قاعدة في بيت اخوها معززة مكرمة وانا لا منعها عنكم ولا ليا علاقه بعلاقتها بيكم لما ترجع اتكلم انت معاها أو خلي حلاله المشاكل والعقد نيرة هانم تكلمها دا اخر كلام عندي 


قام مهاب وقف والغضب ماليه 

ـــ هتفضل اناني ومستهتر طول عمرك هتفضل لوحدك لحد ما تموت أنا واثق أن مفيش واحدة تقدر تستحملك يومين بس مش تبقي مراتك العمر كله ... آسف اني فكرت الجألك نيرة كانت صح من الاول انت مفيش منك اي فايدة ... ومن غير سلام 


خلص كلامة وخرج من المكتب وساب بهاء قاعد وهو كاتم عصبيته جواه ظهر قدامة طيف لعيل صغير حوالي تسعة أو عشر سنين واقف في ركن الاوضة هدومه متقطعه ووشه كله دم ومبستم ابتسامه خفيفه وهمس بكلمه واحدة ((( متسبنيش )))


وقبل ما يستوعب كلام مهاب أو ظهور الطفل له دخل احمد من غير استأذان وهو بينهج 


ــ شوفت المصيبه اللي حصلت 


اتكلم وهو حاسس انه تايهه ولسانة لاول مرة يكون تقيل 

ــ ف في ايه ؟


ـــ ابن اللواء محمد البكري اتقتل والدنيا مقلوبه 


انتفض من مكانه بصدمة 

ــ انت بتقول اي دا ؟ ازاي دا حصل ومين يجرؤ يعمل كدة 


ــ اللي قتله قتله علي طريق عام ووقف ورفع السلاح ل فوق وبلغ عن نفسه كمان تخيل 


ـــ معقول ! طب ليه ؟ ليه يعمل كدة اصلا اللي اعرفه ان اللواء محمد انسان محترم وبتاع شغل وبس 


ـــ والله يا بهاء الداخليه كلها مقلوبه ومحدش فاهم حاجة هما قبضو علي الراجل اللي عملها وبيتحقق معاه وحاليا عمر أن سيادة اللواء في المشرحة أنا لما عرفت جيت اقولك عشان نشوف هنروح الدفن ولا الدفن هيتاخر ف نروح نعزي ولا هنعمل اي 


قاطعهم رنه تلفون المكتب بتاع بهاء  رد 


ــ أيوة يا فندم تحت امرك 


ــ أيوة عرفت لسه عارف دلوقتي 


ـــ ايه مات ازاي ؟ أنا عرفت أن مقبوض عليه ؟


ــ أنا !!!! 


ـــ لا يا فندم تحت امر حضرتك حالا هكون عندك 


قفل معاه وأحمد سأله بسرعه

ــ مين اللي مات تاني ؟ هو يوم باين من أوله 


ـــ الراجل اللي قتل عمر جتله ساكته قلبيه وهو قاعد بيتحقق معاه ومات واللواء كلفني أنا أتابع التحقيق واعرف ملابسات القضيه واكتب التقرير بنفسي لانه هتعرض علي وزير الداخليه بيقولي أن في كاميرا مراقبه صورت الجرمية وأنها انتشرت جدا علي النت 


ــ دي كدة احلوت اوي ... ربنا معاك يا بطل عم ازنك بقا 


ــ جبان امشي غور 


خرج احمد وبهاء لاول مرة يحس أنه مخنوق ... الطيف اللي ظهر يا تري له علاقه بالقضيه دي ولا لا وليه هو حاسس بالخنقه دي وليه حاسس ان لسه في حاجة وحشه وكبيره هتحصل اتنهد بضيق وخرج من مكتبه وهو بيحاول يهدي نفسه لكن اول ما خرج افتكر أن بكر في إجازة ودا ضايقه جدا وخلاه يحس بالضيق اكتر 

ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ


في محافظة الشرقيه تحديد في بلبيس في شقه بسيطة خرجت طفله بتجري بسرعه من الاوضه ناحيه باب الشقه وخرج وراها راجل وهو بيجري وراها وبيقول


ــــ تاليا تعالي هنا لو خرجتي هزعل منك بجد مش كل شويه اجيبك من شقه حد من الجيران عيب كدة بقا تعالي هنا 


جرس الباب رن وراح فتح بعد ما شالها علي كتفه 


ـــ اهلا يا ست منال اتفضلي 


ــ اهلا بيك يا استاذ امجد ... مالك صوتك عالي كدة ليه وبتزعق لل الكتكوته دي بقا بزمتك دي حد يزعقلها 


ـــ تعباني والله يا ست منال ومبقتش قادر اسيطر عليها 


ـــ طب هاتها أنا كنت جايه كدة كدة اخدها عمار ابن محمود جه وعمال يسأل عليها خليهم يلعبو مع بعض شويه ولو وراك انت حاجة خلصها 


ـــ مش عايز اتعبكم معايا أنا عارف انها شقيه و


قاطعته منال

ـــ والله دا ولاد عيالي اشقي منها بكتيييير دي نسمة وسطهم هاتها بس وملكش دعوة أنت 


ـــ شكرا يا ست منال 


خدت منه تاليا وخرجت وهو قفل الباب واتنهد بحزن علي بنته اللي بقت يتيمه وامها عائشه بس نظرة الحزن اتبدلت لغضب وكره كبير 


ـــ عمري ما نسيت عمري وقريب اوي كل حاجة هتخلص...



                الفصل العاشر من هنا 


    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات