رواية أبيض وأسود الفصل الثاني 2 بقلم منى محمود بركات

رواية أبيض وأسود

الفصل الثاني 2

بقلم منى محمود بركات


الصورة من بعيد كتير بتكون خداعه 

لو حصل في الحقيقه وحد معدي جمب شخص انفعل علي والده أو والدته زي ما بهاء انفعل علي باباه هيقول عليه دا ابن جاحد ازاي يكلم ابوة اللي رباه وكبره كدة ازاي يجرؤ يعلي صوته عليه كدة اكيد دا مش بيطمر فيه اكيد ملوش خير في حد طالما ملوش خير في أهله بالشكل دا 


مع أن لو جينا وعملنا زوووم علي الصورة وشوفناها من قريب كويس اوي كلامنا كله هيتغير ونظرتنا ل بهاء بعد ما كانت نفور وغضب هتبقي كلها شفقة وحزن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(( صدمة ))


بكر قطع كلامة مع بدور لما شاف اسم بركات علي التلفون ملامحه كلها اتغيرت وفتح المكالمه من غير ما يقول ل بدور اي كلمة 


ـ عايز ايه .. أنا مش قلتلك الرقم دا تنساه ومتتصلش بيه تاني 


رد عليه بصوته الغليظ واتكلم بكل حدة 


ـ لا بقولك اي الشويتين اللي بتعملهم مع المجرمين اللي بتتعامل معاهم ميمشوش معايا متنساش نفسك أنا ابوك يا بكر ولازم تحترمني ل اغضب عليك دنيا واخره


رد عليه بسخريه 


ـ لا وانت الشهادة لله ونعم الاب اوي اي يا حج بركات انت مالك مصدق نفسك كدة ليه 


ـ بقولك اي أنا مش ناقص وجع دماغ التلاجة عندي فضيت والراجل صاحب البيت عايز الايجار عدي عليا الشهريه وامشي مش عايز من وشك حاجة تانيه انت طول عمرك ابن عاق اصلا مش هتتعدل علي كبر يعني


ـ عندك حق مفيش حد بيتعدل علي كبر زي ما انت كدة مش هتتغير ابدا بردو عموما القبض لسه منزلش لما ينزل هبقي ابعتلك اي عسكري بالفلوس أنا مش هاجي 


بركات بصرامة 

ـ هتيجي بنفسك يا بكر والا والله العظيم تاني يوم هكون عندك في القسم واعملك شوشره واقول للظباط و لزمايلك انك ابن جاحد مش بيبص علي أبوة سمعني وانت عارفني كويس أنا مش بهدد بنفذ علي طول 


ـ استغفر الله العظيم يارب يا سيدي انت عايز مني اي الشهريه وبتوصلك اول كل شهر لحد البيت ليه لازم أنا اجي لا انت طايق تبص في وشي ولا أنا عايز اشوفك بتحكم رايك ليه مش فاهم 


ـ لما تيجي هتفهم يلا سلام 


السكة اتقفلت وحس بكر أنه جواه طاقه غضب تحرق الدنيا بحالها حاول يسيطر علي نفسه وحس أنه مش هيقدر يكلم بدور تاني دلوقتي بعتلها رساله علي الواتس أنه جاله شغل ضروري وهيشوفها بالليل تستناه علي العشا 


فضل واقف بيحاول ينظم نفسه شويه وبعدين رجع كمل شغله تاني 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مؤمن كان قدامة حوالي تلت ساعات  علي ما الفريق اللي شغال يخلص شغل والجثث تكون في المشرحه عشان يبدء هو شغله ، حب يستغل الوقت دا وطلع علي البيت خصوصا أن شقته جمب المشرحة بينهم حوالي ربع ساعه بس 


مؤمن بصوت عالي 

ـ علا ... حبيبتي 


خرجت علا من المطبخ وهي مكشرة 

ـ وطي صوتك يا مؤمن في اي حرام عليك ما صدقت ان نيجار نامت شويه عشان ادخل اعمل الغدا تيجي انت بصوتك دا تصحيها تاني حرام والله 


ـ بس بس خلاص براحة خدي نفسك معرفش أنها نايمة ... وبعدين انا قدامي ساعتين كدة ولا حاجة وانزل تاني ومش عارف هرجع أمتي معايا قضيه صعبه شويه ف قلت اجي اقعد معاكم شويه قبل ما انشغل فيها


ـ معاش يا حبيبي بس حقيقي بنتك متعبه اوي طول ما هي صاحية عايزاني افضل قاعدة بيها ومعملش اي حاجة تانيه ... ادخل يلا غير هدومك وخد ذورفكدة يفوقك هكون حضرتلك احلي سفره 


ـ ماشي يا حبيبتي ( اتحرك ناحيه اوضته لكنه وقف ولف ليها تاني ) بقولك اي لو هتخافي تباتي لوحدك اخدك انتي ونيجار اوديكي ل ماماتك أنا ممكن اغيب عن البيت يومين ولا حاجة 


ارتبكت علا بس حاولت تداري بسرعه ارتبكها قبل ما مؤمن يلاحظ 


ـ لا اقصد يعني دول يومين يعني وبعدين حتي لو بخاف بقا معايا طفله دلوقتي لازم اجمد قلبي والتعود علي طبيعه الحياه دي مينفعش افضل اخاف زي الاطفال كدة


ـ بس انتي بتخافي يا علا ليه تضغطي علي نفسك بالشكل دا حتي لو عايزة تقوي نفسك خليها قدام شويه لكن دلوقتي نيجار لسه صغيره جدا وبتتعبك بلاش كمان بالليل تكوني مرهقه وخايفة ومتناميش 


حاولت تتهرب من الكلام 


ـ بقولك اي هشوف كدة واقولك ادخل بس خد شور بسرعه خلينا نلحق نتغدي في الهدوء دا وعشان تلحق شغلك كمان يلا 


هز رأسه وهو حاسس ان في سبب لرفضها بس مرضيش يضغط عليها دخل اوضتهم وبعد شويه خرج كانت هي حضرت الاكل علي السفره وقاعدة مستنياه وسرحانه لدرجة أنها محستش أنه قعد قدامها غير لما لمس ايديها 


ـ اي اللي شغلك اوي كدة يا علا 


حاولت تبتسم 

ـ مفيش يا حبيبي مرهقه شويه بس 


هز رأسه من غير كلام وبدؤ ياكلو في صمت قطعته 

ـ ا انا يعني كنت بفكر بدل ما اروح ل ماما وانت عارف ان بابا الضغط علي طول تعبه ونيجار بتعيط كتير اروح اقعد اليومين دول عند ماماتك لو يعني مش هضايقاها ولا انت اي رايك ؟ 


ــ هنا وهنا واحد اكيد المهم تكوني مرتاحة ومعتقدش أن ماما هتضايق انتي عارفه هي بتحبك ازاي وبتزهق ديما من القاعدة لوحدها غير حبيبه ستها بقا اللي لما بتصدق تشوفها 


ــ طيب ممكن اطلب منك طلب 


ـــ اكيد يا حبيبي 


ـــ ممكن بعد الغدا تتصل انت ب ماماتك وتشوف الدنيا اي يمكن تكون كانت ناويه تخرج أو تعبانة أو مودها مش تمام وتتحرج مني لكن منك انت مظنش


ـــ حاضر يا ستي بعد ما ناكل هكلمها ولو الدنيا تمام مش مشكله لو اتاخرت شويه بس خليني اوصلكم بنفسي عشان ابقي مطمن عليكم 


ـ ماشي يا حبيبي تسلملي يارب 


رجعو تاني يكملو اكلهم في صمت لكن الصمت دا كان خارجي بس جوة كل واحد فيهم دوشه كبيرة اوي وكلام كتير وصراعات وتساؤلات ملهاش اجابه 


بعد الاكل كلم مؤمن ماماته اللي رحبت جدا بوجود علا معاها وقالت إنها مستنياهم وهتبء تحضر ل سهره حلوة بينها هي وعلا 


مؤمن بدء يلاحظ علي علا وهي بتحضر شنطة صغيره ليها هي وبنتها أنها كانت فرحانه جدا متحمسه وكلها طاقه ايجابيه عماله تغني وتضحك وافتكر المرات القليله اللي كانت رائحة فيها ل ماماتها وافتكر التكشيرة اللي كانت ديما بتحاول تداريها والسرحان الكتير والحزن اللي كان ماليها ولما كان يسألها مالك تقوله اصلك هتوحشني وأنها مش بتحب تبعد عن البيت بعد ما اتعودت عليه 


كان عايز يتكلم معاها ويفهم منها اي الفرق وليه بتبقي غير كدة وهي رايحة زيارة لأهلها يوم وراجعه بس ضيق الوقت مأسعفوش واضطر أنه ياجل اي كلام لحد ما يسلم التقرير ل بهاء وبعدها هيركز مع مراته ويفهم مالها


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بهاء كان مركز في جمع التحريات وشهادات الجيران رمي كل مشاكله وهمومه ورا ضهره وركز في شغله وبس وبعد مرور حوالي خمس ساعات علي اكتشاف الجريمة كان قدام بهاء ملف في معلومات عن أسرة ناهد 


ناهد فوزي عبد العزيز موظفة في إدارة التعليمية الكل بيشهد بأخلاقها وادبها ملهاش مشاكل مع حد سواء في العمل أو مكان إقامتها .... ولادها كمان كانو في حالهم ديما ملهمش اي خلافات مع اي حد شريف الابن الكبير كان تواجده في البيت قليل جدا بسبب شغله المتواصل ... الشقه اللي ساكنين فيها دي تبقي شقه والد شريف مش والد منة ومعاذ وكمان محل تحت البيت صغير ماجرينه مخزن ل تاجر ادوات منزليه بردو باسم والد شريف و في معاش بتصرفه ناهد باسم زوجها التاني والد منه ومعاذ 


منه اتخطبت مرة لكن بعد حوالي شهرين والدتها قالت ل بعض الجيران أن محصلش نصيب وأنهم متفقوش مع بعض الخطيب كان زميل منه في الجامعه اكبر منها بسنه واحدة .... معاذ كان غاوي كورة وديما بيعلب مع شله مصاحبهم في الملعب اللي بعد شارعهم بشارعين 


كان بهاء بيقرا بتركيز شديد لحد ما شتت تركيزة ظهور الطفل من تاني وهو واقف في ركن من أركان الاوضه و باصصله بغضب شديد ولسه بهاء هيتحرك من مكانه اتفاجا بالطفل ادامة تماما وهمس بكلمة واحدة بس  ((( ماما )))


واختفي تاني ... رغم أن الموقف مفروض مرعب لاي حد الا أن بهاء ابتسم وحس أنه مسك طرف الخيط اللي هيحصل القضيه دي وعشان يتأكد من إحساسه ومن اللي فهمه من إشارات الطفل اللي بيظهرله كان لازم يستني لحد ما نتيجة الطب الشرعي توصله الاول 


 تلفونه رن وللحظة فكر أنه يكنسل بس تراجع وخد نفس طويل وبعدين رد 


ــ أيوة يا مهاب 


ـــ أنا مش مهاب يا بهاء أنا نيره ازيك عامل اي 


جز علي سنانه من الغيظ ورد بضيق واضح 


ــــ بخير الحمد لله نعم في اي 


ـــ اتكلم كويس يا بهاء لو سمحت مش كل مرة افكرك أنا مرات اخوك الكبير واحترامي من احترامه 


ـــ انتي متصله تديني محاضرة في الادب والاحترام ولا اي ! خير يا نيرة قولي في اي أنا ورايا شغل مش فاضي 


ـــ ماشي يا بهاء مش هعمل مشكله معاك كفايه المشكله اللي موجودة أصلا لو سمحت عدي علينا انهاردة ضروري بابا من بعد المكالمه اللي ما بينكم وهو تعبان وضغطه علي جدا تعالي راضيه لو سمحت وارجع شغلك تاني هو فعلا كان عايزك في موضوع مهم وانت عارف بابا عصبي شويه بس ف بليز يا بهاء تعالي وبلاش الموضوع يكبر اكتر من كدة 


ـــ وهو اي اللي بيكبر المواضيع يا نيره ؟ 


قاطعته بنبره هاديه زي ما هي 


ــ مش موضوعنا دلوقتي بقولك بابا تعب بعد الانفعال اللي حصل لو سمحت تعالي راضيه واسمع كان عايزك ليه وبعدين اعمل اللي يريحك


رد بسخريه 


ـــ لا وانتم بتسبوني اعمل اللي يريحني اوي 


ـــ اكيد بنسيبك ما انت قاعد في شقه لوحدك منفصل عننا رغم أن كلنا عايشين مع بعض وكل واحد له دور ف القصر هنا الا انت حبيت تستقل وتعيش لوحدك وسبناك بنشوفك كل فين وفين وبنقول اوك شغله وهو ادري بظروفه مفروض نعمل اي تاني يعني مش فاهمه 


ـــ متعملوش حاجة اوك يا نيرة أنا جاي مسافه السكة هكون عندكم يلا سلام 


قفل معاها من غير ما يستني يسمع رد والحقيقه الحركة دي طبع فيه مع اي حد ومهما حاول يغيره مش بيعرف ولا بيقدر يسيطر علي نفسه وقتها 


رجع رأسه لورا بارهاق وتعب وغمض عينيه وهو بيهمس 


ــــ يارب أنا تعبت ريح قلبي بقا 


فضل علي الوضع دا شويه بيحاول يهدي نفسه قبل ما يتحرك عدي حوالي ربع ساعه وبعدين خد حاجته واتحرك وهو بيدعي من جواه أن الزيارة دي تعدي علي خير 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مؤمن وصل علا بيت والدته وهو في الطريق راجع ل شغله تلفونه رن برقم حماته استغرب بس رد علي طول خاف يكون حماه تعبان أو معاهم مشكله 


ـــ السلام عليكم 


ـــ وعليكم السلام يا حبيبي ازيك عامل اي ؟


ـــ الحمد لله يا ماما تمام ماشي الحال 


ـــ يارب ديما يا حبيبي .. بقولك اي مكلمتش علا انهاردة بتصل بيها بقالي شويه غير متاح علي طول قلقت عليها 


ـــ لا متقلقيش يا ست الكل شبكة اتصالات بس عند ماما بعافيه شويه اتصلي ع فودافون هيرن عادي 


ـــ هي عند ماماتك ؟


ـــ اه اصل جالي شغل واحتمال ابات برة ف انتي عارفه بقا أنها بتخاف وكدة ف ودتها عند ماما عشان اكون مطمن عليها 


ـــ والله ما حد مدلعها غيرك يا مؤمن بتخاف اي وبتاع اي دي بقت ام خلاص ولازم تكبر بقا وتتحمل المسؤوليه هتفضل في الدلع دا لحد أمتي وماماتك تقول اي دلوقتي متجوز عيله خايبه بتخاف تنام لوحدها دا كلام دا يا ولاد 


حاول مؤمن يتكلم بهدوء رغم ضيقه 


ــــ اهدي بس يا ماما في اي لكل دا هي بتخاف تبات لوحدها مش تقعد لوحدها وبعدين نيجار تعباها جدا وانا اللي وديتها ل ماما وماما متفهمه وفرحت جدا لانها ديما لوحدها ف هما بيونسوها 


ــــ اطلع أنا منها يعني ماشي شكرا عموما المهم انكم كويسين سلام يا حبيبي 


ـــ استني بس يا ماما انتي زعلتي ليه والله انا بشرحلك اللي حصل ومش فاهم اي زعلك ومع ذلك حقك عليا والله 


ـــ لا يا حبيبي مفيش حاجة أنا اطمنت عليكم ودا المهم معلش هقفل معاك عمك محمود بينده عليا بدل ما يتعصب انت عارفه بقا 


ـــ ماشي يا حبيبتي سلملي عليه كتير 


ـــ يوصل يلا مع السلامه 


ـــ مع السلامه 


قفل مؤمن وخد نفس بارتياح أن المكالمه خلصت ديما اي حوار مع حماته بيكون متعب بالنسباله بيحس أنه بيتنفس لما يخلص كلام معاها وفكر لحظات لما دا إحساسه وهو كل مدة كبيره جدا لما بيتكلم مع حماته اومال اي بيحصل مع علا !!!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في مكان اول مرة نروحه مقابر بمنطقه البساتين كان قاعد قدام قبر أبوة بعيون زايغه ودموع مبتقفش ضامم رجليه ل صدره وحاضنهم بأيديه وبيتمتم بكلمه واحدة ((( ماما ))) 


                 الفصل الثالث من هنا 


    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات