رواية الماسة المكسورة الفصل العاشر 10بقلم ليله عادل

 

رواية الماسة المكسورة

الفصل العاشر 10

بقلم ليله عادل

[بعنوان: أرواح معذبة]

_ أثناء قيادة سليم تفاجأ بفتاة منتقبة تركض أمامه،  فضغط على الفرامل بقوة ، توقفا معا بنفس الوقت وهي تنظر برعب لقد كانت على مشارف الموت ..


أخذ سليم ينظر بصدمة لتلك الفتاة المنتقبة التى تبتعد عنه بسنتيمترات،  وهي تنظر له برعب و بأنفاس متسارعة للغاية ..


فحتى الآن لم يتعرف أحدهما على الأخر، ولم يمر سوا   ثواني واتسعت أعينهما ..لقد تعرف كلاهما على الآخر !!!!


_ عدلت ماسة من وقفتها و نظرت له بتساع عينيها بصدمة ورعب،  تبادل معها سليم  ذات النظرة فلم يتوقع أحد منهما أن يرى الآخر .


_ فقد تعرف عليها من خلال عيونها التي  تميزها و تفضحها  دائما...


وضع سليم يده على المقبض لكي يفتح  باب سيارته .. وفي نفس ذات اللحظة،  أمسكت ماسة أطراف عبائتها لكي لا تعيق ركضها، وانطلقت مهرولة.. 


  خرج سليم من سيارته وركض خلفها لكن  ننتبه للصعوبة التي يواجهها  سليم في الركض، فكان يبدو  أنه يتألم قليلا و سرعته بطيئة لحد ما ... 


وأثناء ركضهم كان سليم يصيح بصوت عالي  وبرجاء ولهفة طالبا منها أن تتوقف... 


سليم بصراخ وبصوت عالي جهور ممزوج بتوسل:  ماسة استني متهربيش... ماســــة ... استني.. عشان خاطر سليم يا ماســـة ... مااااســة  ..


لكنها كانت تركض مرعوبة دون أن تنظر  خلفها لثانية.... 


في مشهد مبكي و موجع  كان سليم مازال يركض خلفها بسرعة رغم ألم قدمه  ونزيف قلبه محاولا أن يلحق بها لكن كيف؟؟


وهي تبعد عنه بمسافة قليلة لكن بسبب صعوبة ركضه وعجزه لم يستطع اللحاق بها ..


لكنه مازال يتوسلها ،مازال يتمنى أن تتوقف وتحيي قلبه الذي أرهقه فراقها.... 


سليم:

ــ ماسة ما تهربيش مني أنا سليم يا ماسة حبيبك.... استني خلينا نتكلم و نتفاهم، ماسة يا روحي استني... ارجوكي استني.


واثناء ركض ماسة وجدت أحد اتوبيسات النقل العام متوقفا وعلى مشارف التحرك، توجهت نحوه وصعدت مهرولة حتى كادت أن تقع منه لكنها تمسكت بقوة في مقبض الباب ...تحرك الاتوبيس.


وهي تنظر بعينيها لسليم الذي مازال يركض وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة من خوفها الشديد.


توقف سليم عن الركض بعد أن تأكد أنه من المستحيل أن يلحق بها بعد صعودها الاتوبيس، وهو يركض بهذه الطريقة التى بها نوع من العجز ..


أخذ ينظر للاتوبيس ولماسة وهو يبتعد عنه بحزن وانكسار وعيون تغرقها الدموع


ثم صراخ بنداء بنبرة رجولية جهورة تزلزل الأرض من قوتها بوجع قطع نياط قلبة العشاق المتيم بها:

ــ ماســــــة ماســــــة مــاســــــــــة


لكن دون جدوى...

فكلما ابتعد كلما شعر أنه يختنق يشعر بسكين بارد تقطع في قلبه و تمزقه لأشلاء فهي الوحيدة القادرة على جمع شتاته لكنها ذهبت بعيدا عنه دون رحمة منها فلم يهزها نظراته وضعفه وتوسله  لثانية ..


أخذ ينظر سليم بغل وهو يجز ع أسنانه بقوة، وضرب على قدمه التي تعيقه عن الركض بقوة، 

تزامنا مع اقتراب الحراس منه ومعهم سيارته.


مكي  وهو ينظر من نافذة السيارة:

ــ سليم.


نظر سليم له بابتسامة أمل فربما يستطيع أن يلحق بها .. 


التفت للباب الآخر مسرعا، صعد السيارة وهو يقول بحدة


سليم بغضب وصراخ وهو يخبط على زجاج نافذة السيارة:

ــ  أطلع بسرعة.


وبالفعل قاد الحارس مسرعاً.


سليم بقوة وهو يشاور بأصبعه الامامي: 

ــ في اتوبيس نقل طلع من دقيقة، حاول تلحقه بسرعة أكيد طلع على الطريق الرئيسي.


_ نشاهد سيارة سليم وهي تتحرك مسرعة جداً في الطريق، وتتحرك بين السيارات بجنون، حتى وجدوا الاتوبيس.


سليم وهو يشاور بأيده بحماس:

ــ  هو ده وقفه بسرعة.


وبالفعل زاد السائق من سرعته بقوة، وفجأة قام بتحويل الدركسون بقوة حتى توقف بالعرض أمام الاتوبيس.....فرمل سائق الاتوبيس مذهولا مما يرى أمامه .. مع توبيخهم 


تزامناً مع هبوط سليم من السيارة وركضه نحو الأتوبيس  وخلفه الحراس .. 


صعد الاتوبيس وأخذ يسير كالمجنون باضطراب، أخذ يتفحص في وجوه الركاب  بحثا عنها، كان ينظرون له بتعجب شديد من أمره..


وصل لآخر الاتوبيس و لم يجدها، جز على  أسنانه بغضب وقبض بقوة على يده، توجه مسرعا نحو سائق الاتوبيس وتوقف بجانبه.


سليم بقوه وتساؤل:

ــ  في بنت منتقبة ركبت من الشارع الخلفي راحت فين أنطق.


السائق بتوتر لقد شعر أنه ظابط من طريقته و من الذين يقفون خلفه وأسلحتهم:

ــ  اه نزلت ياباشا بعد دقيقتين، هي  حرامية ولا آيه ؟؟


سليم كأنه لم يستمع لآخر كلماته بقوة سأله:

ــ  راحت فين ؟؟


السائق وهو يخرج شفتيه:

ــ معرفش هي نزلت هسألها راحت فين !!


اقترب مكي من سليم وتحدث وهو يربت على كتفه.


مكي بهدوء لكن بقوة:

ــ سليم بيه ماتقلقش هنجبها، هي قربت أوي، بس المرة دي خليني أنا أتصرف وأجبهالك ومتخفش من غير دم.


نظر له سليم بطرف عينيه بغضب وهز رأسه بإيجاب  دون تحدث ..


أشار مكي للحراس بالهبوط، هبطوا وخلفهم سليم ومكي ..


كان يبدو على ملامح سليم كم الألم والقهر الذي يعصف بقلبه الآن ...


فور هبوطهم للاسفل وتحرك الاتوبيس، نظر مكي لأحد الحراس قائلا.


مكي بقوة:

ــ اقلبو المكان عليها.


لكن قاطعه سليم قائلا  بنبرة انهزام وهو يهز رأسه: 

ــ خلاص هربت، مستحيل تلاقيها أكيد ركبت حاجة تانية.


نظر له مكي بضيق وحزن، لقد شعر أن سليم يشعر بالاختناق والألم الآن ..


وجه نظراته للحراس بقوة قائلا 


مكي  بجدية:

ــ عشري خد الرجالة وأمشي أنت، وأنا هجيب سليم بيه و أجي ..


هز عشري راسه ورحل مع الحراس ..


ساعد مكي سليم بالصعود إلى  السيارة، ثم استدار مكي وصعد بجانبه و انطلق مغادرا ....

                   ⁦(⁠。⁠•́⁠︿⁠•̀⁠。⁠)⁩ بقلمي ليلة عادل✍️❤️ 


_ سيارة سليم الثانية مساء.


_ نشاهد سليم يجلس صامتا ساكناً، وهو ينظر أمامه،  كانت عينيه تتحدث بكم الوجع  والانكسار والضعف،  الذي يمر بيه الآن، فكان بينه وبينها، مجرد خطوات وضاعت منه مرة أخرى ....


وبعد عدة دقائق .. قطع ذلك الصمت قائلا .


وهو ينظر أمامه تحدث بنبرة وجع وانكسار وقهر وعينين تغلغلتها الدموع:

ــ  كانت قدامي،  بينى وبينها خطوات، لكن رجلي  رجلي..

ضرب على قدمه بقوة وغل:

ــ كانت السبب أنها تهرب مني .


رفع مكي عينيه باتجاهه وقال بجمود وتساؤل:

ــ موقفتهاش بالمسدس ليه ؟؟


نظر له سليم بحدة وباتساع عينيه:

ــ  أنت اتجننت !!!انت ازاي تفكر إني ممكن أعمل فيها كدة ؟؟ دي ماسة فاهم يعني ايه ؟؟


حمحم  مكي وحاول لملمة الموقف بسرعة قبل ان يفتك به إعصار سليم.


مكي بهدوء بتوضيح:

ــ احمم،  أقصد تخوفها بس عشان توقف.


امتلأت عيون سليم بالدموع وهو يهز رأسه بانهزام وضعف ..


سليم:

ــ مقدرش أرفع سلاحي عليها مهما كان السبب، أنا بحبها،  بحبها يامكي،  ماسة هي أغلى ما أملك في الدنيا دي.


وجه مكي رأسه له  بعدم رضى وضيق بسبب ذلك العشق الذي سيدمره.


مكي بضيق:

ــ تأكد إن ماسة هي اللي هتكون السبب في قتلك،  مش حد تاني.


رمقه سليم بوجع ممزوج بابتسامة وبوتيرة متحشرجة:

مش مهم يكفيني إني هموت على ايديها.


نظر له مكي بضيق شديد وجز على أسنانه باختناق، ثم نظر أمامه وضرب على الكلاكس بقوة محاولة منه لفض غضبه من سليم.


أكمل سليم حديثه على نفس ذات الوتيرة وهو يقول بابتسامة:

بس كويس إني اتأكدت إنها عايشة،  كدة أنا ارتاحت واطمنت عليها.


مكي:

ــ مستحيل تكون قالت حاجة لأهلها.


سليم بتأييد؛

ــ ده أكيد.


صمت قليلا ثم قال بقوة وتنبيه وهو يوجه راسه بزواية مكي.


سليم  بشدة: 

ــ مكي، أوعى تتكلم عن ماسة كدة تاني، بلاش تخليني أزعل منك، ماسة خط أحمر.


مكي بتوتر  وخضوع:

ــ أنا آسف ياسليم مكنتش أقصد انا بس خايف عليك انت كل مدي بتسوء.


سليم بتفهم:

ــ أنا عارف إنه مش عجبك حبي وضعفي معها، بس اللي مستغربه إنك  مع سلوى ضعيف ومقهور عليها ولحد دلوقت بتحاول ترجعها ونفس الضعف قصادها أزاى مش قادر تفهمني.


رمقه مكي بعينه... حول الدركسيون للاتجاه الآخر  توقف بالسيارة بجانب الطريق ونظر له بتركيز بعد فك الحزام .


مكي بكره مبطن لماسة:

ــ سلوى غير ماسة  ياسليم ، ماسة هي السبب إن سلوى تضيع مني،  هي إللي خلتها تكرهني،  هي السبب في كل المشاكل اللي أحنا فيها.


سليم  بقهر وبعيون اغرورقت بالدموع نظر له: 

ــ لا أنا السبب،  مش هي، حبي ليها كان السبب إنها تضيع مني وتهرب بعيد, وتخاف على نفسها وأهلها  وتحذر أختها منك لأنها شايفاك صورة مصغرة من الشيطان اللي عايش معاها..


ــ بنبرة متحشرجة و بوجع يعصف بقلبه بتوضيح:

أنا أنا كنت فاكر نفسي باحميها وبحافظ على برائتها،  كنت خايف عليها أوي، خايف يخدها مني، يحصلها تاني إللي حصل، فسجنتها وأنا فاكر إني كدة هاحميها، لكن للأسف طلعت غلطان، و ربيت بايدي أنياب ليها، و أول ماكبرت عضتني أنا، فضلت أحميها وأحميها ونسيت الأهم،  أنه كان المفروض أحميها مني أنا ، أنا أذيتها كتير يا مكي،  حتى لو من غير قصد، حتى لو تهديداتي مجرد وهم أنا عيشتهلها عشان تفضل بحضني، أنا بس اللي أذيتها مش حد تاني يا مكي انا إللي علمتها تبقى كدة.


مكي:

ــ معاك إن فيه تصرفات  كتير عملتها غلط، بس آخر فترة كنت بتحاول تعويضها و تاخد فرصة معاها.


قاطعه سليم وهو يهز رأسه برفض. نظر أمامه بحسرة قائلا: 

ــ أنت مش عارف ولا فاهم حاجة.


مكي وهو يربط الحزام بضيق:

ــ  أنا اللي فاهمه حاجة واحدة، حبك ليها بالشكل ده هيدمرك أو هو فعلاً دمرك.


سليم  بجمود:

ــ وأنت كمان حبك وإصرارك إنك ترجع سلوى ليك وترجع تاني تديك الأمان  ممكن يخسرك  كتير.


تنهد مكي بتعب وقاد السيارة  ..


  ثم وجه نظرته إلى قدم سليم وسأله باهتمام وهو يلوح بعينه على قدمه  قال:

ــ رجلك لسة وجعاك ؟؟


سليم هو ينظر على قدمه اليسرى ويتحسسها بألم:

 يعني لما أروح هاخد الدوا.


وجه نظرته لمكي وقال بحسم:

ــ أنا قررت قرار مهم.


نظر له مكي باستغراب وتساؤل:

ايه هو ؟؟


سليم: 

ــ هقولك ..... 

                    بقلمي ليلة عادل ،⁦(⁠ʘ⁠ᴗ⁠ʘ⁠✿⁠)⁩🌹❤️


                   


_ على الاتجاه الآخر.


_ إحدى سيارت التاكسي الثالثة عصراً.


_ نشاهد ماسة وهى تجلس في أحد التاكسيات الأجرة وهي مرتعبة بشدة وتأخذ أنفاسها بصعوبة،  كانت تبكي بصمت،  فور ابتعادها عن المكان،  هبطت من التاكسي وصعدت سيارة ميكروباص ...


♥️_____🌹بقلمي ليلة عادل🌹_____♥️


_ فيلا سليم الراوي الرابعة عصرا.


_ نشاهد سليم وهو يدخل الفيلا  وكانت خطواته غير متزنة  ( يزك ) على قدمه بشكل ملفت .. 


كان مكي بجواره .. حاول أن يسنده من كتفه لكن دفعه سليم بزراعيه بعيد عنه وسحب كتفه برفض وضيق ...


فهو لا يريد أن  يساعده أحد، ويشعره بعجزه ...


  أكمل سيره وهو  يتحمل كم الألم النفسي والجسدي الذي يشعر به بقوة وشموخ ... 


حتى وصل لمقعد الانتريه وجلس عليه تنهد وهو يفرد  قدمه اليسرى التى يبدو أن بها أصابة ... 


ذهب مكي مسرعا  إلى المكتب فتح أحد  الأدراج وأخذ منه عبوة دواء ثم توجه إلى المطبخ وجلب كوب من الماء ...

عاد مكي وهو يمد يده .. أخذها سليم منه وتناول الحبة .... 


رفع سليم عينه لمكي بألم يظهر ع ملامحه قال:

ــ روح اعمل اللي قولتلك عليه وابعتلي عشري.


هز مكي رأسه بإيجاب واحترام  و رحل ..


عاد سليم برأسه وظهره للخلف بتعب وألم  وعينين تملأها الدموع .... ليس فقط من قدمه !! 


بل وقلبه الذى يذوب عشقا وألما على تلك الساحرة الصغيرة التى تركته وحيدا يعاني.


فأخذ يتذكر كيف كانت ماسة  أمامه لا تبعد عنه سوا سنتيمترات، لكنها هربت منه  ..


تذكر رجاءه لها بأن تتوقف ولا تتركه مرة أخرى في هذا الضياع،  لكنها لم تتوقف حتى لو للحظة لسماعه،  فلم تهتز أمام توسله وضعفه.


وضع يده على صدره وأخرج ذلك السلسال الذي يرتديه وقبض عليه بكفه بقوة وهو يجز على أسنانه بغيظ ثم هبطت دمعة من إحدى عينيه ...


((فلاش باااك قبل سنوات ))


_ فيلا سليم 


_ مكتب سليم الخامسة مساءً


_ نشاهد سليم يجلس على مقعد مكتبه وهو يقوم بالإطلاع على الأوراق  والامضاء عليها بتركيز ... 


كان يقف بجانبه مكي حتى ينتهي . .. 


بعد دقائق ...  


دخلت عليهما ماسة وهي ترتدي فستان أسود محتشم انيق جدآ مرسوم على جسدها، وترتدى برنيطة على رأسها،  كأنها جنية صغيرة خرجت من إحدى أفلام الثلاثينات. .


  وكان خلفها أحد الحراس وهو يحمل أكياس... اقتربت من المكتب  وهي تبتسم له برقي ورقة تليق بها ..


رفع سليم عينيه عليها بحب بابتسامة عريضة..

توقف لاستقبالها وهو يمد يده بطولها.


ماسة وهى تقترب منه و تمد يدها باشتياق و بنظرات عاشقة:

ــ حبيبي .


أمسكا بيد بعضهما بحب مع تبادل النظرات ..


سليم وهو يدقق نظره داخل بحور عينيها:

ــ وحشتيني.


ماسه باشتياق:

ــ وأنت كمان وحشتني اوي ..

... وجهت نظرتها  لمكي بتهذب:

هاي مكي.. أنت كويس؟؟


مكي باحترام: 

ــ بخير يا ماسة هانم.


سليم باهتمام وهو يداعب أنفها بأطراف أصابعه: جبتي كل اللي نفسك فيه يا روحي.


ماسة بحماس وهى تهز رأسها:

ــ  اممم.


نظرت الى الأوراق التي على المكتب وقالت.


ماسة بتساؤل: 

،ــ أنت خلصت شغل ولا لسة؟


رمقها سليم بنظرات عاشقة باهتمام وغزل وهو  يلمس خصلات شعرها الظاهرة من أسفل البرنيطة.


سليم بوتيرة عاشقة:

ــ ماستي الحلوة وصلت يبقى الشغل خلص.


  أخذ ينظر لها بشغف، كان لا يريد أن يسحب عينيه من عليها و لو ثواني، تحدث وهو معطي ظهره لمكي قائلا 


سليم:

ــ مكي نكمل بعدين،   الشغل خلص.


مكي:

ــ تحت أمرك.


  أخذ مكي الأوراق وخرج.


التفتت ماسة خلفها وهي تقول للحارس الذى يحمل الاكياس.


ماسه بتودد: 

ــ ممكن تطلع الحاجة فوق، بس أستنى ..


اقتربت منه وأخذت أحد الأكياس وقالت: 

ــ ممكن تطلع .


رحل الحارس والتفتت لسليم واقتربت منه وهي تبتسم حتى توقفت أمامه مباشرة. 


ماسة بتمني وهي تقدم له الشنطة:


ــ حبيبي ممكن تقبل مني دي.


سليم وهو ينظر لها باستغراب ولطف: 

ــ إيه دي !!.


ماسة بابتسامة: 

ــ افتحها وهتعرف.


أخذها وأخرج ما بها كانت علبة قطيفة .. فتحها، كانت سلسال من الفضة به ( آية الكرسي). نظر  سليم باستغراب لكن ممزوج بالسعادة.


ماسة بحب وهى تمسك كفه:

حبيت أجبلك حاجة تحفظك ليا، ومافيش أجمل من كلام ربنا خصوصا أية الكرسي.


.تبسم لها سليم بسعادة غامرة وهو يدقق النظر داخل عينيها دون تحدث فعينيه تقول كل شي داخل قلبه.. أكملت ماسة حديثها 


ماسة برجاء:

ــ ممكن ألبسهالك وتوعدنى متقلعهاش أبداً إلا طبعاً لما تدخل الباث روم ( bathroom) عشان حرام.


سليم بتأييد:

ــ من غير متقولي يا قطعة السكر.


وبالفعل ألبسته ماسة السلسال   


قبلها سليم من يدها بحب وعينيه معلقة عليها.


ماسه بعشق وهى تضع يدها على خده:

ــ  أنا بحبك أوي يا سليم. 


سليم وهو يمرر أصابع يده ع خدها:

ــ وأنا كمان بحبك أوي.


قبلها  من احد عينيها بعشق وأخذ يتبادلون النظرات العاشقة 


((  بـــاااااك ))


_ نعود لسليم وهو مازال على وضعه لكن كانت عينيه مغرقة بالدموع .. دخل عليه عشري.


عشري باحترام:

ــ اؤمر يا باشا. 


مسح سليم دموعه مسرعا ورفع رأسه وهو يقول  بتساؤل  وجدية: 

ــ أخبار رشدي ايه؟


عشري؛

ــ بقاله فترة ملتزم.


سليم بدهاء:

ــ عينك تفضل عليه رشدي أكيد بيخطط لحاجة.


هز عشري  رأسه بإيجاب وبثقة: 

ــ متقلقش.


سليم: 

ـ هتروح لنصيف المنوفي في العزبة بتعته تخلص معاه الصفقة.


عشري بتساؤل:

ــ طب ومكي.


سليم: 

ــ مكي واسماعيل مشغولين في موضوع تاني.


حاول سليم أن ينهض لكنه لم يستطيع ... 


حاول عشري مساعدته لكن سحب سليم يده بقوة وهو ينظر له بغضب وكبرياء، تحمل الألم وتوقف وقال وهو يتصنع القوة. 


سليم:

ــ يلا اعمل اللي قولتلك عليه وخلي الرجالة يجهزوا عشان طالعين.


عشري:

أوامرك يا ملك.


قبل ان يرحل أوقفه سليم قائلا.


سليم بتساؤل: 

ــ عشري صالحت مراتك.


عشري بابتسامة: 

ــ عملت زي ما قولتلي وصالحتها. 


سليم بابتسامة وتنبيه:

ــ بلاش تزعلها تانى أبقى عدي على خليل بكرة. هسبلك مبلغ هناك عشان تصالح مراتك صح.


عشري  بشكر:

ــ كدة كتير يا ملك.


سليم بطريقة تعبر عن مدا ولاءه لرجالته:

ــ مافيش حاجة كتير على رجالتي بعدين إحنا أصحاب ولا نسيت يلا روح.


هز عشرى رأسه واقترب منه وقبله من كتفه و

رحل  من أمامه ..  


نظر  سليم من حوله بحزن وشعر بالفراغ والوحدة  وهو يقول ..


سليم بضعف وانكسار يعصف بقلبه:

ــ  للدرجة دي يا ماسة.

. تنهد بألم وهز رأسه بإيجاب:

ــ ماشي .


       

_ فى أحد الشوارع الخامسة مساءً 


_ أحد الميكروباصات


_ نشاهد ماسة مازالت في الشارع حتى الآن، وهى تجلس داخل أحد المكروباصات لكن غير الذى كانت به في السابق !!!


  ثم  نشاهدها تهبط منه وصعدت أتوبيس نقل عام، ثم مترو، ثم تاكسي، فهي تحاول أن تغير اتجاهاتها  لكي لا يصل سليم لها إذا حاول تتبعها عن طريق الكاميرات وظلت هكذا لساعات تبدل بينهم... 


وأخيرا نشاهدها تهبط من تاكسي أمام أحد المولات،.. كانت الشمس قد غابت، دخلت المول، وصعدت الدرج حيث المحلات، دخلت أحدهم، وأخذت ملابس وتوجهت إلى البروفة،وبدأت بتبديل ملابسها...

بعد الانتهاء. .


 نراها ترتدي بنطال وكاب وقميص، كانت تتحرك بهدوء وهي توجه رأسها إلى الأرض، خرجت من المول وصعدت تاكسى ثم توجهت إلى موقف رمسيس وصعدت أحد الميكروباصات المتجهة إلى الإسكندرية. 

          بقلمي ليلةعادل ⁦(⁠。⁠•́⁠︿⁠•̀⁠。⁠)⁩💔


        


_  فيلا سليم الخامسة ونصف مساءً.


نشاهد  سليم وهو يتوجه الى الدرج حيث غرفة نومه مع ماسة.


_ غرفة النوم.


_ دخل سليم الغرفة وكان يبدو على ملامحه الحزن والأسى جلس على الفراش وهو يتنهد ويحاول إخراج كم الحزن من داخله  ..


جلس وهو يتأوه بأنين يعصف بقلبه، نظر الى خزانة الملابس نهض وتوجه إليها فتح أحد الدرف وهو يمرر عينيه على ملابس ماسة  ..


أمسك إحدى القطع وأخذ يستنشقها بشوق  بدقات قلب تتسارع بشدة من فرط اشتياقه وهو مغمضا عينيه.... 


ابتلع تلك الغصة التي تشكلت في حلقه بوجع  يفتك بكيانه ويزلزل قلبه، أخذ نفسه بدموع ساخنة سالت من إحدى عينيه على وجنتيه..فتح عينيه ثم مد

يديه وأخرج أحد الصناديق الخشبية  الصغيرة .. فتحها وارتسمت على شفتيه ابتسامة حنين إلى الماضى بوجع ..


توجه الى  الفراش مرة أخرى وجلس. ..


أخرج من الصندوق توكة اخذ يمرر أصابع يده عليها ثم قام باستنشاقها بشوق وحنين، تنهد ووضعها بجانبه ثم اخذ ورقة.. فتحها بابتسامة شوق وبعين اغرورقت بالدموع .. 


كان مدون بها اسم  سليم  .. كما كان مرسوم أيضا قلب في منتصفه سهم(( 💘 )) وفي جانب اسم سليم والجانب الآخر اسم ماسة... وكلمة بحبك   ..

بخط طفلة صغيرة في أول  كتابتها.


و كان مكتوب أيضاً في الأسفل 

بخط آخر مرتب جداً  يبدو أنه لشخص آخر  ..


((سليم يحب ماسة وقلب صغير بجانبه♥️))


زادت الابتسامة على وجه سليم


((فلاش باك قبل عدة أعوام ))


_ في ماليزيا.


_ الشاليه / الريسبشن.


_ نشاهد سليم وهو يجلس على الأريكة يبدو أنه في منتصف العشرينات ..ويشاهد التلفاز ويأكل ثمرة تفاح طازجة وهو يرتدي ملابس منزلية  ...


بعد دقائق قليلة اقتربت منه ماسة وهي بسن صغيرة ١٥ عام وهي تحمل بين يديها ورقة و على وجهها ابتسامة مشرقة  ..

ثم تحدثت بدلال يليق بتلك الأميرة الصغيرة.


ماسة: 

ــ كراميل أنا عاملة لك مفاجأة.. 


رفع سليم عينيه لها باهتمام و ابتسامة: 

ـ إيه هي؟


ماسة:

ــ غمض عينيك.


أغمض سليم  عينيه.. فتحت ماسة الورقة التي بين يديها ثم طلبت منه أن يفتح عينيه.


وهنا تظهر الورقة التي كان يمسكها سليم ..


وفور أن وقعت عينيه على المكتوب ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة و سعيدة.


سليم:

ــ  الله حلو  أوي كتبتيها أزاي؟ 


جلست ماسة بجانبه وتحدثت  ببراءة وتوضيح:

ــ  مش أنت علمتني أكتب سليم ازاي؟ وكمان كلمة بحبك، وأنا بعرف أكتب اسمي! أنا بقى كتبتهم كلهم مع بعض وعملت القلب ده، ده قلبي يعني سليم قلب ماسة. 


سليم بابتسامة عاشقة وهو يمسح  على وجنتيها بحب.

ــ جميلة أوي يا روحى.


ماسة بفرحة: 

ــ بجد يا كراميل عجبتك؟؟ 


سليم بحب وهو يلامس خصلات شعرها بنظرات عاشقة: 

ــ طبعا عجبتنى ياروح قلب كراميل، أنا كمان هاحتفظ بيها.


ماسة بسعادة:

ــ ماشي.


سليم

ــ أنا كمان هكتب حاجة فين القلم ؟


ماسة وهي تعطيه له:

ــ أهو.


أمسك سليم القلم و كتب (سليم يحب ماسة) و رسم قلب 


ماسة:

ــ أنت كتبت سليم بيحب ماسة صح؟


سليم بابتسامة:

ــ برافووو، صح يا روح سليم.


ثم أخذها بين أحضانه وهو يقول:

ــ بحبك أوي أوي كمان.


ماسة بحب وسعادة غامرة:

ــ  وأنا بموت فيك والله العظيم

قبلته من خده بحرارة وضمته بشدة .


((باااااك ))


نعود الى سليم وهو يمسح على  وجهه بحزن و بحسرة على لحظات خلت من وجود ماسة.


يقول بنبرة موجوعة مكتومة؛

ــ ياريت الأيام دي ترجع تاني يا ياريت.


زفر أنفاسه الثقيلة بوجع يعصف بكيانه...


         *********************

_ الإسكندرية


_ منزل مصطفى السابعةمساء


_ نشاهد مصطفى يقف في منتصف الصالة، وهو يضع هاتفه على أذنه، وكان يبدو على  ملامح وجهه القلق الشديد ...


  وكانت تجلس  نبيلة وعائشة على الأريكة تنظران له وعلى ملامحهما أيضاً الحيرة.


مصطفى وهو يهبط هاتفه لأسفل بتساؤل وهو ينظر لهم:

ــ بردوا مغلق،  يعني تفتكروا تكون راحت فين؟؟  هربت تاني ! 


عائشة وهى تهز رأسها برفض وبمنطقية:

ــ  ماعتقدش،  انا طلعت الشقة، لقيت كل حاجتها زى ماهي، حتى الخاتم.


مصطفى باستنكار:

ــ  تفتكري هيهمها !!


نبيلة بتعجب:

ــ أصلا هتهرب ليه،  ما أحنا شايلينها على كفوف الراحة، ومحمد بطل يضايقها، وشغلها ماشي كويس.


جلس مصطفى على المقعد المجاور لهم بضيق  وحيرة:

ــ أمال راحت فين ؟؟


عائشة بستغراب:

ــ  أنا مش فاهمة إيه كل القلق ده !!! 


مصطفى بتوضيح:

ــ خايف يكون جوزها وصلها ولا هربت تاني.


رفعت  عائشة أحد حاجبيها باهتمام ممزوج بتساؤل وخبث:

ــ وخايف ليه ؟؟


مصطفى بتعجب:

ــ يعني أنتي مش خايفة !!


ارتسمت على شفتي عائشة ابتسامة خبيثة فهي تشعر أن هناك انجذاب من مصطفى لماسة فحاولت استدراجه بدهاء وخبث.


عائشة بتوضيح ممزوج ببساطة ومنطقية:

ــ  لاء،  ده لأني شايفة أنها متأخرتش أوي،  يمكن راحت تشتري حاجة، مصطفى هي لسه مغابتش الوقت إللي يستدعي نقلق،  أنت اللي متوتر بزيادة ، ولا شكلها غمزت !!


غمزت له وهي تضرب على كتفه بمرح.


رفع مصطفى أحد حاجبيه بتعجب وعدم فهم كاذب وهو يقول:

ــ  هي إيه إللي غمزت ؟؟


عائشة وهي تضحك بمرح وتقرصه فى خديه بمزاح:  الصنارة  يا درش.


مصطفى بثبات وضيق وهو يسحب يدها من على خده:

ــ  بس هبل.


عائشة بمزاح:

ــ ليه دي قمر وهتجبلنا عيال قمرات زيها.


رفع مصطفى عينيه لأعلى بملل منها دون تحدث وهو يزفر،  و وضع هاتفه مرة أخرى ع أذنه لكي يتصل بماسة.


نبيلة بشدة خفيفة وعقلانية:

ــ بس يا عائشة هزارك سخيف، دي ست متجوزة،  وعندها بلاوي،   أنا بردو قلقانة عليها، مش من عوايدها تتأخر ،  ولو كانت  هتتأخر كانت بتقول. 


عائشة ببساطة وهي تربع قدميها: 

ــ ما يمكن خرجت مع إيهاب، ما هي بقت بتخرج كتير معه الفترة دي بعد الشغل، بقى بينهم انسجام  غريب.


مصطفى وهو يهز رأسه بنفي:

ــ كلمته قالي آخر مرة شافها الصبح، هو كمان قلقان عليها.


تنهدت عائشة باختناق فهي تشعر أنهم  يعطون الموضوع أكبر من حجمه، فاحاولت تهدئتهم.


عائشةبعقلانية:

ــ يا جماعة اهدو إن شاء الله مش هيكون في حاجة.


تنهد مصطفى وهو يرفع عينيه لأعلى: 

ــ يارب.

                          بقلمي ليلة عادل ⁦(⁠ ⁠◜⁠‿⁠◝⁠ ⁠)⁠♡⁩♥️


_ القاهرة 


_ منزل اسماعيل  الثامنة مساءً.


_ يدخل إسماعيل من باب الشقة بعد أن فتحه بالمفتاح،  كانت الشقة مظلمة، أضاء الأنوار. كانت صور ماسة مازالت في جميع أركان الشقة، لكنه لم ينظر لها ولم يعطي لها أهمية، توجه إلى غرفة النوم 


_ غرفة النوم


_ فتح اسماعيل الباب،  ثم أضاء النور وعندما التفت بجسده وجد سليم مستلقيا على الفراش بظهره وهو يضع يده خلف رأسه وعينه معلقة إلى السقف، فكانت صورة ماسة مرسومة بحجم السقف، ابتلع اسماعيل ريقه وحاول تمالك نفسه.


سليم بجمود وهو ينظر لأعلى بوتيرة محشرجة حزينة تعكس كم الألم الذي يشعر به:

ــ  حطتلك صورها في كل ركن،  حتى رسمتهالك على السقف عشان تشوفها كل ماتغمض وتفتح عينيك،  عشان متغيبش عن بالك لحظة وتدور عليها  بضمير.


اسماعيل بتوضيح ممزوج بتوجس: 

ــ أنا مش ساكت وقالب الدنيا و... 


قاطعه سليم قائلا على نفس ذات الوتيرة وهو ينظر لأعلى: 

ــ بس هي قدرت تدخل وتقعد نص ساعة مع أبوها وأمها وأنت معرفتش.


اسماعيل بتفسير:  

ــ أنا عرفت إن في واحدة زارتهم بس ظنيت أنها هي اا


قاطعه سليم وهو يوجه رأسه ونظرته له بتعجب:  ظنيت !!


اسماعيل بتوضيح يحاول امتصاص غضب سليم الذي على وشك أن يفتك بيه:

ــ  أنا مشكتش أنها ممكن تكون هي، سليم ماسة حاولت تهرب كتير، وكانت بتفشل، مستحيل وقت ماتنجح تستغبى كدة وترجع تاني متوقعتش.


نهض سليم واقترب منه حتى توقف أمامه مباشرة وهو ينظر داخل عينيه بجمود.


سليم بجمود و بعقلانية:

ــ هي فعلا عمرها مانجحت إلا مرة وتاني يوم كانت  جوة حضني، بس المرة دى فات شهور فطبيعي انها حاسة بالراحة والامان وقلبها قوي يا اسماعيل.


اسماعيل بجزم:

ــ بس كدة سهل إني أجيبها هي سهلت عليا  كتير بالحركة الغبية دي.


رفع  سليم حاجبيه بتعجب ممزوج باستهزاء:

ــ سهل أوي؟! وأنت لسه عارف مني أنها طلعت هي،  مش واحدة قريبتهم، إسماعيل أنت بتلعب، ومش حاسس بالمسؤولية،  وشكل الموضوع بالنسبة ليك عادي.


نظر اسماعيل له بضيق وتعجب من حديث سليم فهو منزعج أنه يصفه بأنه لا يهتم بأمر ماسة وهذا عكس الحقيقة.


اسماعيل بدفاع وعقلانية:

ــ عمره مكان عادي بالنسبة ليا يا سليم، طول عمري من أوفى رجالتك،  وأنا الوحيد اللي أنت مستأمنه على سرك، كل الحكاية أنها المرة دي هي لعبتها صح.


سليم وهو يهز رأسه بإيجاب:

ــ هي لعبتها صح !!

خبطه على صدره  بيده وهو يهز رأسه:

ـ  امممم


التفت سليم وتحدث وهو يعطي ظهره بتساؤل   .... والحل يا اسماعيل؟


اسماعيل بحسم:

ــ هرجعهالك.


التفت سليم  له بنصف ابتسامة ساخرة ردا عليه هو ينظر داخل عينيه مباشرة:

ــ ده شيء مفروغ منه


  رفع رأسه لأعلى وأخذ نفسه ثم نظر له بحدة وتساؤل: 

ــ هترد عليا أمتى ؟؟؟


اسماعيل:

ــ  يومين.


ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة جميلة لكنها مرعبة.. اقترب منه  بشدة واقترب برأسه بين عنقيه حتى أذنه وقال بهمس مصحوب بتنبيه.


سليم بهمس وتنبيه و بوتيرة هادئة: 

ــ لو منك ماتحددش ميعاد مع سليم الراوي.


نظر له إسماعيل بعينيه بتوجس وقلق، هز سليم رأسه ردا عليه وتأكيد وقال.


سليم:

ــ امممم  بلاش تربط نفسك بميعاد عشان لو معرفتش تجبها، في الميعاد،  مش عارف هعمل معاك ايه ساعتها ؟؟


نظر له إسماعيل بتعجب وتساؤل:

ــ أنت حاسس إني مش هاجيبها ؟


سليم  وهو يهز رأسه بيقين:

ــ متأكد.


اسماعيل بتعجب شديد ممزوج بتساؤل و بنبرة حادة قليلاً:

ــ أمال بتعمل ليه كدة ؟؟


سليم وهو يلوى شفتيه:

ــ أدينا بنجرب يمكن نوصلها ..


أشار له بأصبعه بعقلانية وذكاء قائلا


سليم:

ــ بس عارف ماسة مستخبية في مكان مع حد غريب، وميعرفهاش، واللى هيوصلنا ليها !! لما حد يغدر بيها من اللي  مستخبية عندهم.


اسماعيل بتعجب:

ــ وده هيحصل أزاي؟


سليم  بجمود بجدية:

ــ مش شغلك إنك تفكر فيها ! أنت تدور، وتقلب الدنيا عليها وبس، وتاكد طول ما ماسة مش في حضني عبير مش في حضنك علشان تدور بضمير أكبر يا سمسم ..


 مال برأسه قليلا هو ينظر له باستخفاف: 

ــ حلو سمسم لايق عليك ..


قام سليم وهو يعدل ياقة الجاكيت الذى يرتديه اسماعيل .. ثم نظر داخل عينيه بقوه ممزوج بنوع من التهديد


سليم بتنبيه:

ــ سمسم !!


رفع اسماعيل عينيه بانتباه.. أكمل سليم حديثه وهو  يلوح بأصابعه كعقارب الساعة يمينا ويسارا.


سليم بطريقة سيكو:

ــ تيك .. توك،  تيك .. توك .. 

العد التنازلي بدأ .. باي


تركه  وخرج خارج الغرفة .. أخذ ينظر اسماعيل لأثاره بغل وضيق وهو يجز على أسنانه ثم دفع بيده كل ما هو ع طاولة التسريحة ...


♥️_____🌹بقلمي ليلة عادل🌹_____♥️


_ الإسكندرية الحادية عشر مساء 


_ أمام العمارة 


_ نشاهد ماسة  تهبط من أحد التاكسيات  ويبدو عليها الانهيار التام.. مما حدث معها .. لكن ننتبه جيدا لما ترتديه ماسة فهو بنطال وقميص من غير حجاب أو نقاب كان يقف مصطفى في الشرفة ولمحها نظر بصدمة لثواني وخرج للخارج ..


دخلت ماسة العمارة ومن حسن حظها لم يكن أحد متواجد صعدت الدرج بقدم ثقيلة حتى وصلت لشقتها.... 


فتحت الباب  ومجرد فتح الباب وقعت على الأرض بتعب !!

أخذت تتذكر ما حدث معها .. لقد كان بينها وبين سليم خطوات معدودة، و لو لم يحالفها الحظ لتهرب كانت عادت مرة أخرى لسجنها.


لم تمر سوا ثوانى واستمعت إلى طرق الباب ..  انتفضت بخوف. وتوتر فهي ظنت أن أحد رجال سليم  قام بملاحقتها .. 


نهضت باهتزاز ونظرت من العين السحرية وجدت مصطفى .. فتحت الباب.


مصطفى بلهفة:

ــ حور كنتي فين.


نظرت له ماسة بتعب فهي غير قادرة على المراوغة أو تأليف كذبه الآن.. تنهدت وقالت.


ماسة بارتباك:

ــ كنت كنت  بشوف ماما.


مصطفى بتعجب:

ــ مامتك ؟؟


ماسة باشتياق وانكسار:

ــ وحشتني قولت أطمن عليها.


مصطفى باستغراب:

ــ من غير ماتتكلمي وتعرفينا.


ماسة بتعب:

ــ مش قادرة أتكلم دلوقت ممكن نأجل المناقشة لبكرة.


مصطفى بجمود ورفض:

ــ آسف مش قراري لوحدي تعالي طمني ماما وعائشة وإيهاب وبعدين ارتاحي.


دقق مصطفى النظر فيما ترتديه وقال.


مصطفى بتعجب:

ــ بعدين أنتي كنتي نازلة كدة ؟؟


ماسة وهى تهز رأسها بنفي وبتعب وعين تمتلئ بالدموع  بصمت، تفهم مصطفى أن هناك شيء قد حدث معها خرجا من الباب معا وهبط الدرج دون حديث 


        *************************

_ منزل مصطفى الحادية عشر.


_ دخلت ماسة ومعها مصطفى حتى منتصف الصالة، فور دخولها نظرت لها نبيلة و عائشة و إيهاب بإستغراب ممزوج بقلق ونهضوا جميعاً.


نبيلة باهتمام:

ــ حور كنتي فين يابنتي.


ماسة  بنبرة متحشرجة من التعب: 

ــ أنا كويسة، كنت عند ماما آسفة إني مقولتش ليكم بس  مكنتش عايزة أزعجكم.


إيهاب بتعجب: 

تزعجينا أزاي يعني؟


ماسة:

ــ إيهاب معلش أعذرني أنا مش قادرة أتكلم والله.


مصطفى بضيق وهو ينظر لها:

ــ هو إيه اللي مش قادرة، إحنا كنا هننزل نلف عليكي.. أنتي ازاي مستهترة كدة.


ماسة بدفاع:

ــ أنا مش مستهترة بس خوفت أقولكم ترفضوا.


نبيلة بستغراب شديد: 

ــ نرفض ليه يابنتي؟


ماسة بلامبالاة:

ــ  أنا فكرت كدة.


أمتلك الغضب من مصطفى من طريقتها في الكلام واستفزازها لهم فصاح بها قائلا.


مصطفى بغضب:

ــ هو إيه اللي فكرت كدة، ماتتكلمي على طول واضح من شكلك إن في حاجة  كبيرة حصلت.


نظرت له ماسة بقوة  وقالت بنبرة حادة تعكس قوة شخصيتها:

ــ  مصطفى صوتك مايعلاش عليا ولو سمحت اتكلم بالراحة.


مصطفى بتعجب بنبرة رجولية: 

ــ أتكلم بالراحة !!!


ماسة وهي تنظر داخل عينيه بقوة:

ــ ايوة تتكلم بالراحة أنت مالكش إنك تكلمنى كدة فاهم.


نبيلة بشدة:

ــ مصطفى حور في إيه يا أولاد؟؟


وجهت نظرها لحور باهتمام وبعقلانية .. 


حور:

ــ مصطفى كان قلقان عليكي، بعدين أحنا دلوقت في مركب واحدة، مافيهاش حاجة لو قولتي أنا هروح أشوف أمي كنا فكرنا بطريقة، ولا حتى مفكرناش أنتي حرة في حياتك وقرارتك يا بنتي،  مستحيل حد فينا هيمنعك، وزي ما قولتي أحنا مالناش حاجة عندك، بس لينا إنك تقدرينا وتفهمينا، ده لأنك قبلتي إننا نساعدك وتقعدي تحت سقفنا، و دخلتى بيتنا وأكلتي معانا وبقيتى مننا، ولو يابنتي ده مش عجبك مافيهاش حاجة، هنسيبك بحريتك بس بعدها متأخزنيش، كل حاجة هتختلف.


نظرت ماسة لها بحزن وتوتر فهي في مأزق كبير و لابد أن  تتخلص منه بذكاء دون أن تترك لهم أي شك تنهدت وارتسم ع وجهها الحزن الحقيقة فهي صادقة فما تقوله الآن ..


عادت بشعرها للخلف بتعب و جلست.


ماسة بتوضيح ممزوج بحزن وضعف: 

ــ أنا آسفة مقصدش اللي فهمتوه، أنا أمبارح فجأة حسيت إني لازم أشوف أهلي وحشوني، قولت هروح مسافة الطريق وأرجع، معرفش ليه مقولتش بس خفت ترفضوا أو يحصل جدال وتخلوني أتراجع  أنا مكنتش عايزة أي حد يخليني أتراجع على إللي في دماغي.


إيهاب بعقلانية ولطف:

ــ محدش فينا كان هيمنعك بالعكس، كنا هنشجعك وهنفكر أزاي تروحي وترجعي بأمان من غير ماتأذي نفسك، لأن واضح إنك فعلاً اتأذيتي بسبب تهورك.


عائشة بعقلانية:

ــ  أوقات كتير صاحب القرار الواحد اللي من دماغه بيبقى غلط.


نظر لها مصطفى وقال بعقلانية لكن بها نبرة حادة وتأنيب فهو منزعج بشدة من تصرفها الطائش. 


مصطفى: 

ــ لازم تفهمي حاجة واحد مش معنى إننا قبلنا نساعدك،  إننا بكدة هنتحكم في حياتك وتصرفاتك، كل اللي ممكن نعمله إننا هنفكر في حل بصوت عالي لأننا حقيقى بنحبك وبنعتبرك واحدة مننا، لكن لو صممتي أكيد مش هنقف بطريقك.


بدأت الدموع تهبط من عيني ماسة بوجع وقالت 


ماسة بأسف وضعف:

ــ أنا عارفة إني غلطت بس مكنتش أقصد والله أنا بحبكم جداً ربنا يعلم أنا بحبكم قد إيه.


مصطفى بتساؤل:

ــ ممكن تفهمينا بقى إيه اللي حصل ؟ لأن واضح من لبسك،  ومظهرك إن فيه مصيبة حصلت!!


رفعت ماسة عينيها له تنهدت بحزن وهي تهز رأسها بنعم.


جلس الجميع لسماعها.


مصطفى وهو يشاور بأيده:

ــ  اتفضلي سامعينك.


وبدأت تروي لهم ماسة كل ما حدث معها لكنها لم تقول سليم !!!!  قالت اسماعيل ؟؟ فهى مازالت تكذب حقيقة  زواجها لكن لماذا ؟؟؟


رفعت نبيلة حاجبيها وسألتها باهتمام:

ــ يعني اسماعيل شافك؟ 


ماسة وهي تنظر لها وهي تهز راسها بأسف وتأكيد: آه شفني وكلمني بس جريت.


عائشة بتعجب:

ــ ما لحقكيش خالص ؟؟


ماسة بتفسير:

ــ لا أصله عنده إصابة في رجله، كان في مأمورية واتضرب بالناار فعملت له مشكلة في رجله.


مصطفى بضيق واستغراب:

ــ أنا مش فاهم جالك قلب ازاي تعملي كدة !!!


ماسة بوجع:

ــ لو اتحرمت من مامتك وأخواتك كنت هتعمل زيي


مصطفى بانزعاج وحدة: 

ــ تمام، بس على  الأقل هاخد رأي البني آدمين إللي أنا قاعد معاهم وساعدوني، مش هاخد قرار من نفسي وأتصرف على أساسه ولا أعمل لهم أي أهمية.


نظرت له ماسة بحدة وضيق:

ــ على فكرة أنا عارفة إني غلطت وتصرفت غلط، ممكن بقى كفاية تأنيب فيا.


نظر لها مصطفى دون حديث لكن كانت نظرته تحمل الكثير من الضيق واللوم ...


فهو كان في غاية القلق عليها منزعج بشدة من ذلك التصرف الأهوج الذي اقدمت عليه دون الرجوع لهم.


إيهاب بعقلانية:

ــ خلاص يامصطفى المهم دلوقت أحنا لازم ناخد احتياطاتنا.


ماسة بتوضيح: 

ــ أنا فضلت اتنقل من مكان لمكان من مترو لتاكسي لاتوبيس وغيرت هدومي ونزلت مكان تاني وبعدين ماجتش  على هنا على طول بردو نزلت مكان تاني ولفيت شوية.


إيهاب بتساؤل:

ــ كنتي واخدة تليفونك معاكي.


ماسة:

ــ لا سبته فوق.


مصطفى:

ــ ممكن يعرف طريقها عن طريق الكاميرات بتقولك ظابط أمن دولة يعنى سهل يجيبها عندهم خاصية أنهم يحطوا صورتها  ويعرف آخر مكان كانت فيه. 


إيهاب: 

ــ صعب يوصل مادام غيرت مكانها  أكتر من مرة....


مصطفى:

ــ بالعكس كدة هيبقى أشرس ويعند في التدوير عليها(. نظر لها بتأنيب ) حقيقى مش فاهم دماغك كانت فين ؟؟


عائشة بتساؤل:

ــ حور  أنتي شايفة إيه ؟


نظرت لها ماسة بتعجب وانزعاج فهي حتى لم تعد تتحمل التفكير في الأمر من كتر الضغط.


ماسة بتعب:

ــ مش عايزة أفكر، الحمد لله إني اطمنت عليهم ده المهم.


نبيلة بعقلانية:

ــ بس كونه أنه محكلهمش ده يخوف.


نظرت لها ماسة بضعف وانكسار وهي تهز رأسها بلا.


ماسة:

ــ مش عايزة أفكر في أي حاجة.


عائشة بطيبة:

ـ شكلك تعبانة خالص.


رمقتها ماسة باتساع عينيها وهي تتحرك بسرعة من الخوف والارتباك والحزن، أخذت تقضم في أظافرها وهي تهز قدميها بتوتر و بدأت دموعها بالهبوط


ماسة بنبرة متحشرجة حزينة خائفة: 

ــ شفته قصادي، كان بيني وبينه خطوة ، موت من خوفي،  قولت خلاص هي دي النهاية وهرجع للسجن تاني، هاهرب أزاي،؟؟؟ 

بس فجأة جريت، وأنا بأجري كنت متأكدة أنه هايلاحقني، و أول ماشفت الباص جريت عليه،

(بدأ التوتر يزيد بقوة ) أنا حاسة إني لسة هناك، وشايفاه قصادي، نظرة عينيه ، نبرة صوته، لسه بترن فى وداني ...


وضعت كفيها على أذنها بانزعاج وخوف بأنفاس متسارعة  كأنها لا تريد أنا تستمع لصوت سليم الذى يرن الآن داخل أذنيها.


نظرو لها بحزن.. اقتربت منها عائشة وحاوطت يدها حول كتفيها وهى تربت عليها بحنان.


مصطفى بلطف يحاول تهدئتها:

ــ متخفيش أحنا معاكي, بس  أرجوكي متتصرفيش من دماغك تاني،  اتكلمي معانا، ونشوف هنعمل ايه، إحنا  خلاص بقينا جزء من حكايتك .


رمقته ماسة بوجع ورفض فهي لاتريد أن يكونوا جزء من هذه القصة !!

فهي تخشى عليهم أن يصيبهم مكروه من تحت رأسها ..


خائفة بشدة لكن من مٓنِ ؟ولماذا كل هذا الخوف !!!


ماسة برفض وحزن: 

ــ لا لا مينفعش تكونو جزء منها، متحولش تعدوا الخطوة دى !! أرجوكم أنا خايفة عليكم، وصدقوني أي حاجة مابقولهاش تأكدو أنها لمصلحتكم وحماية ليكم؟


إيهاب:

ــ طب من حقنا نفهم.


ماسة بتوتر: 

ــ أنا قولت كل حاجة يا إيهاب، إيهاب أنت لسة خايف مني ؟


إيهاب بنظرة حب واهتمام:

ــ بالعكس بقيت خايف عليكي، ومقدر حجم الرعب إللي مسببه ليكي وإنك خايفة يئذينا بسلطته ونفوذه ، لو عرف إننا ساعدناكي.


لكن ننتبه لنظرات مصطفى لإيهاب التى يبدو أن بها نوع من الغيرة !!


نظرت ماسة لإيهاب بتأكيد وهي تمسح دموعها:

ــ بالظبط هو ده خوفي.


نبيلة:

ــ متخفيش يا بنتي.


ماسة: 

ــ إسماعيل مفتري.


مصطفى بعقلانية:

ــ من البداية وأحنا فاهمين ده فامتخفيش وأهدي كدة بطلي خوف وتوتر .


إيهاب باهتمام وتساؤل:

ــ أنتي شكلك ماكلتيش ؟


ماسة باختناق:

ــ آكل إيه بس، حد ليه نفس !


نبيلة بحنان:

ــ لازم تاكلي يا حبيبتي. عائشة قومي اغرفلها.


ماسة برفض: 

ــ لا مش عايزة ماليش نفس.


إيهاب هو يداعب عائشة بيده ع شعرها: 

ــ دي شوشا اللي طابخة النهاردة.   


نظرت ماسة بقلق فهي تعلم أن عائشة لا تتقن الطبخ


ماسة:

ــ احم لا شبعانة.


ضحك إيهاب وفهم من نظراتها أنها لا تريد أن تأكل من يد عائشة.


إيهاب بضحك: 

ــ متقلقيش المرة دي حلو مش زى بالبشاميل.


عائشة وهي تضيق عينيها:

ــ تقصد إيه إن أكلي وحش؟


نبيلة بنبرة سخرية:

ــ حد يقدر يقول حاجة على أكلك.

  


عائشة:

ــ كدة طب والله لا مسخنة الأكل وهتكلوه كلكم بقى غصب عنكم.


نهضت وتوجهت إلى المطبخ مع ضحكاتهم.


نظر إيهاب لماسة باهتمام: 

ــ ايوه كدة اضحكي. ماتخفيش كلنا جنبك.


نظرت له ماسة بابتسامة رقيقة


مع مراقبة مصطفى ونبيلة لتلك النظرات المتبادلة بخفة .

بقلمي ليلةعادل ⁦(⁠◕⁠દ⁠◕⁠)⁩✍️


((اليوم التالي ))


المركز الطبي الذي تعمل به  ماسة الرابعة مساءً 


_ نشاهد ماسة وهي تقف خلف البار تقوم بالعمل بتركيز تحضر الشاي و النسكافيه للموظفين والزبائن، بعد دقائق اقترب منها مصطفى وهو يبتسم ابتسامة جميلة زادت من وسامته حتى  توقف أمامها... كانت ماسة منشغلة في تحضير قهوة وهي تقف معطية له ظهرها


مصطفى بنداء:

ــ  ليندا.


تحركت عيني ماسة يميناً ويسارا بترقب، التفتت له ابتسامة واسعة. 


ماسة:

ــ دكتور مصطفى أزيك.


مصطفى:

ــ تمام.


قاطعتهم العاملة التي تقف بجانبها وقالت


العاملة باحترام:

 ــ ازيك يا دكتور تؤمر بحاجة ؟


مصطفى:

ــ الحمد لله، بأتكلم مع بنت خالتي. 


العاملة باعتذار:

ــ آسفة.


ماسة بتساؤل: 

ــ في حاجة.


مصطفى وهو يخرج شفتيه ويرفع كتفيه:

ــ  تؤ، بس جاي أكلم المدير في شوية حاجات، إيه رأيك تستنيني نروح سوا عايز أتكلم معاكي شوية. 


ماسة بضيق وإختناق خفيف:

ــ  لو هتتكلم معايا في ال


قاطعها مصطفى بهدوء: 

ــ متقلقيش مش الموضوع ده، هطلع عشان متأخرش. 


((بعد وقت)) 


_الكورنيش السادسة مساءً.


_ نشاهد ماسة ومصطفى يجلسان على الحجر بجانب بعضهما  محافظين على مسافة معقولة  بينهما، وهما ينظران للبحر  ..


وكانت ترفع ماسة نقابها وهي تنظر للبحر بنوع من الشرود مع وقوع شعاع الشمس على وجهها كانت فاتنة.... نظر لها مصطفى بابتسامة خلابة.


مصطفى: 

ــ شكلك بتحبي قعدة البحر.


  وهى مازلت تنظر أمامها تبسمت وقالت


ماسة:

ــ جداً بحس إني مرتاحة (وجهت نظراتها له) عارف أول مرة شفته كان عندي ١٥ سنة  من وقتها وقعت في غرامه.


مصطفى:

ــ أنا كمان بحب أبص له  وأحكيله وأرمي كل أسراري  في أحضانه، بعدها بحس براحة غريبة.


ماسة بتعجب:

ــ برغم إن عندك كتير تشاركهم ده من غير خوف. 


مصطفى وهو يهز رأسه بإيجاب:

ــ  مظبوط بس في حاجات أو أحاسيس بحب أشاركها معه وبس، حور مش عايزك تكوني زعلانة مني من رد فعلي معاكي أمبارح،حقيقي كنت قلقان عليكي.


تبسمت ماسة بلطف:

ــ أنا فاهمة ده و مزعلتش خالص ، بالعكس أنا فرحت إن في أشخاص خايفين عليا بالشكل ده، بس عارف أنا اكتشفت فيك حاجة.


نظر لها مصطفى بإستغراب  بمعنى ايه هي ؟؟

أكملت حديثها على نفس ذات الوتيرة.


ماسة:

ــ أنت طلعت عصبي خالص !!


مصطفى بتعجب وهو يرفع حاجبيه لأعلى:

ــ أنا عصبي؟؟


ضحكت ماسة بخفة:

ــ أول مرة تعرف ؟


مصطفى بتفسير:

ــ  لا بس اللي شفتيه امبارح ده رد فعل،  مش عصبية.


ماسة: 

ــ بس عصبي ولا لا ؟


ابتسم مصطفى وهو  يلوح بكفه:

ــ امممم  يعني.


ضحكا سويا بخفة وأثناء ذلك سرح قليلا في ضحكتها التي خطفت قلبه... لكن مصطفى استجمع نفسه سريعا وقال 


مصطفى:

ــ تاكلي زلابيا ؟


ماسة:

ــ  أوكيه.


نهض وذهب لجلب الزلابية من البائع الذى لا يبتعد سوا بضع الخطوات .. كانت تنظر ماسة لأثاره بابتسامة لطيفة جداً  وهو أيضاً أخذا يتبادلان الابتسامات عاد وجلس بجانبها.


مصطفى وهو يقدمه لها:

ــ اتفضلي.


أخذته منه بابتسامة ..


سأل مصطفى بمكر: 

ــ جيتي هنا مع إيهاب؟


ماسه وهي تنظر من حولها:

ــ  لا أول مرة، عجبني أوي المكان ده.


مصطفى  بخبث: 

ــ بس بقيتوا أصحاب !!


ماسة:

ــ اممم.. هو شخصية لطيفة، كلكم الحقيقة جُمال أوي ...


حكت في خديها وهي تنظر له فهي  تريد أن تقول شيئا لكنها تحمحمت مترددة..


ماسة بتساؤل:

ــ مصطفى ايه أكتر شيء مابتسمحشي فيه.


نظر مصطفى لها بستغراب وهو يعقد حاجبيه:

ــ اشمعنا ؟؟


ماسة برتباك مبطن:

ــ بندردش.


مصطفى وهو يتناول قطعة أجاب:

ــ  حاجات كتير !


ماسة بتوضيح:

ـ عايزة حاجة مابتسمحش فيها خالص بمعني مافيش فرصة.


مصطفى: 

ــ الخيانة.


ماسة:

ــ  والكذب !


مصطفى وهو يضم شفتيه بعدم تأكيد:

ــ اممم ممكن،  بصي انا عندي عيب كبير إني مسامح لأبعد الحدود، وبردو  بقفل لأبعد الحدود،  ممكن أسامح في كذبة لو مش مؤذية ، أو بسببها محدش اتأذى،  لكن كتر الكدب  بيقفلني  من الأشخاص فاهمة.


ماسة وهي تهز رأسها:

ــ فهمتك، بس كل كدبة و ليها مبرر !


مصطفى بتأييد:

ــ ده أكيد،  وعشان كدة قولتلك في حاجات ممكن أعديها.


حاولت ماسة تغيير الحديث أكلت قطعة من الزلابيا وقالت.


ماسة:

ــ جميلة الزلابية.


مصطفى بلطف وابتسامة رائعة:

ــ ألف هنا.


بقلمـيـﮯ ليـﮯل‏‏هہ عآدل ⁦(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩♥️


_ القاهرة 


_ مبنى أمن الدولة


_ مظهر عام للمبنى من الخارج ثم ندخل للداخل حيث الطايق الثالث مع حركة الموظفين والعساكر والظباط في كل اتجاه حتى نصل الى مكتب الرائد  اسماعيل عز الدين.


_مكتب اسماعيل


نشاهد إسماعيل يجلس خلف مكتبه كان يبدو على ملامح وجهه الشرود يبدو أنه يفكر في شيء هام ..

بعد ثواني يطرق الباب.  يدخل أحد الأمناء وهو يحمل ملف.


الأمين هو يقترب:

ــ  جبتلك الملف يا فندم.. أنا تعبت لحد ماجبته  ..أعطاه له قائلا

ــ تفضل يا باشا؟


اسماعيل وهو  يأخذه منه:

ــ المهم مايكونش حد خد خبر.


الأمين:

ــ هو أنا غبي


اسماعيل وهو يفتح الملف:

ــ روح  أنت. 


الأمين:

ــ أمرك يا فندم. 


فتح اسماعيل الملف وهو ينظر  له بتركيز وهنا تظهر صورة  سليم ارتسمت ع وجهه ابتسامة شامتة.... أمسك الملف وعاد بظهره ع ظهر المقعد وأخذ يقرأه


_ فى  الخارج عند الممر


_ نشاهد الأمين وهو يتحرك في الممر رفع هاتفه على أذنه ..


الأمين ارتسمت على وجهه ابتسامة ثقة:

ــ اسماعيل بلع الطعم .


_ على الاتجاه الآخر 


_ في فيلا سليم 


_ المكتب


يظهر سليم وهو. يجلس على مقعد وأمامه طاولة صغيرة عليها لعبة الشطرنج،  ارتسمت على وجهه ابتسامه سعادة ومد يده وحرك إحدى قطع الشطرنج وهو يقول.


سليم:

ــ تمام خلي عينك عليه.


أغلق الهاتف ووضعه علي الطاولة وهو  يبتسم بنصر،  مال برأسه  قليلا  وهو يمعن النظر في قطع الشطرنج .. ثم حرك أحد القطع مرة أخرى... ومات الملك ... أرجع ظهره للوراء مستندا على ظهر المقعد وهو يضرب بكفه على أحد قدميه بابتسامة عريضة وفرحه بالانتصار  .....


بقلمـيـﮯ ليـﮯل‏‏هہ عآدل ⁦(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩♥️


_ الإسكندرية 


_ منزل مصطفى الرابعة مساء 


_الصالة 


_ نشاهد ماسة ترتدي بيجاما و تجلس مع صباح ونبيلة ويتحدثون.


صباح:

ــ طب ماكنتي وقفتي تسمعيه يابت يا حور.


ماسة بتعجب وهي تعقد حاجبيها:

ــ أقف ليه؟؟ 


صباح:

ــ ما يمكن يعتذرلك على اللي هببه ده.


ماسة بنصف ابتسامة ساخرة:

ــ ماطول عمره بيعتذر وبيوعد أنه هيتغير وما بيتغيرش.


صباح:

ــ طب إسماعيل ده مفيهوش أى صفة حلوة كله  هباب كدة


نظرت لها ماسة للحظة وقالت:

ــ  الصراحة في حاجة، عمره ماخاني، مخلص ليا جداً.


صباح:

ــ هو بيحبك بس طبعه وحش


ماسة:

ــ بالظبط حب لوحده مش كفاية.


رن جرس الباب 


ماسة بحماس:

ــ خليكم أنا هفتح ده أكيد إيهاب ميعاده.


نهضت وتوجهت لفتح الباب... أثناء ذلك ..


صباح بهمس وهى تنظر لنبيلة باستغراب: 

ــ نبيلة إيه الحكاية !! أنا حاسة كدة في حاجة بين إيهاب وحور.


نبيلة بقلق: 

ــ وأنا كمان خايفة يا صباح، هي زي ما إنتي شايفة حلوة وتنطق الحجر، بس متنفعش عندها مشاكل كتير ربنا يستر


على الاتجاه الآخر


فتحت ماسة الباب ... اتسعت عينيها وابتلعت ريقها حين رأت الطارق ..... 


              الفصل الحادي عشر من هنا 

تعليقات