رواية الماسة المكسورة
الفصل السابع 7
بقلم ليله عادل
[بعنوان، ماضي لا ينسى]
_ تحرك سليم نحو الفراش كان عليه قميص نوم، تمدد بجانبه وهو يمرر أصابع يده عليه بنظرات كلها حزن وعينين اغرورقت بالدموع، وبنبرة بها ارتجاف و وجع وشوق قال.
سليم باشتياق:
ــ وحشتينى أوي يا ماسة أوي.
هبطت دموعه ساخنة على وجنتيه بألم...
وهنا يظهر الشيء الذى كان ينظر إليه سليم، وهو برواز به عروسان يرتديان ملابس زفاف، وحين نقترب أكتر نشاهد ملامحهما... كان سليم و بجانبه، حور !!!! وهى بين أحضانه والإبتسامة،تملأ و جهيهما.
💕_____💕بقلمي ليلة عادل💕______💕
((اليوم التالي ))
_ غرفة النوم
_ نشاهد سليم مستغرقا في نومه، بعد دقائق يدق جرس هاتفه الذى يتميز برنة مميزة تليق بشخصية القوية ..
بدأ بفتح عينيه ببطىء، مد يده وجلب هاتفه من على الكومودينة و وضعه علي أذنه، وهو مغمض عينيه تحدث.
سليم بنبرة ناعسة وهو مازال مغمضا عينيه:
ــ الووو.... اممم ...
فتح عينيه بضجر وببحة رجولية قال:
ـ أنا قولت الخبر، الوحيد اللي عايز أسمعه هو إنكم لقيتوها، غير كدة مش عايز أشوف ولا أسمع حد منكم، ( بشدة) فاهم، اقفل .. اممم. .. لا أنا مسافر .. والكل عارف إني مسافر لمراتي سلام.
ألقى الهاتف بجانبه برفق ومسح على وجهه وأعاد شعره للخلف وتنهد، بدأ أن يفيق من نومته، نهض وجلس وهو يضع قدمه على الأرض، وفتح أزرار، قميصه وخلعه، كان يظهر وشم باسم ماسة فى ذراعه بالإنجليزية، ونصف قلب عند معصمه، مثل الذى تمتلكه ماسة عند معصمها، فهو القلب مكمل لها، وحين نقترب أكثر منه نجد حفر عند قلبه، بإسم ماسة بالعربية. كأنه محفر بآلة حادة، نهض واقترب من إحدى البوسترات الكبيرة لماسة، تبسم لها وهو يمرر اصابع يده ع وجهها بحب واشتياق و بعينين تملأها الدموع.
تأليف ليلة عادل ♥️(◕ᴗ◕✿)
سليم بنبرة اشتياق يتحدث معها كأنها أمامه حقيقيا كما يتمنى:
وحشتيني أوي، عاملة ايه يا روح سليم .. النهاردة فات ٧٥ يوم و ١٨ ساعة و ٥ دقائق و ١٠ ثواني على غيابك، كل ثانية بتمر بتقتلني، مش عارف أعيش ولا أخد نفسي، من غيرك (بإصرار) بس أنا هافضل أدور عليكي ومش هيأس، كان لازم أكدب وأقول إني مسافر، عشان محدش يعرف إنك مشيتي، أنا عارف إني زعلتك، لكن مش للدرجة دي، أنا ماستهلش كل البعد ده، ولا أقدر أتحمل عقابك، أنا اللي مجنني أكتر، إني عايز أعرف عاملة ايه؟ وقاعدة فين ؟
(تنهد بغيظ ) بس أنا هلاقيكي، وهرجعك لحضني ووقتها يستحيل تهربي تاني.
قبلها بابتسامة وتوجه للمرحاض
_ وبعد وقت قليل .
_ السفرة
_ نشاهد سليم يرتدى بنطال جينز وقميص ويتناول الفطار ننتبه أن المقعد المجاور له مائل قليلا وعليه صوره ماسة اللى هي (حور ) كان ينظر لها بحب وهو يتناول الطعام... بدأت تتحول ملامح وجهه للحزن والإنكسار وضع الشوكة في الطبق وبدأت تمتلىء عينيه بالدموع .
_ ((فلاش بااااك قبل كم سنة .))
_ السفرة
_ نشاهد ماسة تجلس على المقعد المجاور لمقعد سليم وهي تبتسم له، وكان يجلس سليم و وجهه منور، يبادلها الابتسامة ويطعمها الفطار بيده كان يبدو على ملامح وجهيهما السعادة.
ماسة بحب:
ـ تسلم ايدك ياحبيبي.
أخذت هي الأخرى تطعمه الطعام في فمه.
سليم وهو يشاور بايده:
ـ شبعت ياعشقي كلي أنتي.
ماسة بحب وتحايل وهي تمد يدها بدلال:
ـ عشان خاطري، وحياتي يا كراميل.
تبسم سليم بلطف مما زاد من وسامته وتناولها وقبل يدها بحب ونظرات عاشقة .
_(( باااك ))
_ نعود لسليم وعينيه مغرقة بالدموع... مسحها وهو يقول.
سليم بغيظ وضيق وبإصرار:
ــ هلاقيكى لو كنتي جوة جحر التعبان هلاقيكي.
ونهض وتوجه للخارج وكان يبدو على ملامح وجهه الضيق والانزعاج.
ننتبه لتحول ملامحه في ثواني من مبتسم عاشق مشتاق، لغاضب حاقد منزعج بشدة.
_ قصر الراوي السادسة مساء
_ السفرة
_ نشاهد جميع أفراد عائلة الراوي يجلسون ويتناولون الطعام، ما عدا ياسين وزوجته وبناته وأيضاً طه وسليم، وكان على الطاولة مالذ وطاب.
عزت بتساؤل وهو يتناول الطعام:
ـ طب طه وسليم مسافرين وكل واحد واخد مراته معاه، فين بقى ياسين بيه ؟؟
فايزة بنوع من التأنيب وهي تتحدث مع عزت بضيق: ــ غضبان، وقرر أنه ميقعدش تاني معانا على السفرة..
كملت وجهت نظرات عينيها على رشدى بنزعاج من طريقته التي تجلب لهم الكثير من المشاكل وقالت بغضب لكن بصوت هاديء .
فايزة بنوع من الانزعاج والسخرية في الحديث :
ـ وطول ما رشدى بيه موجود في حياتنا، السفرة دي مش هيفضل فيها إلا أنا وأنت وصافيناز وعماد .
فهم عزت من حديثها ان هناك مشكلة وبها سليم .... كملت فايزة وقالت بضيق.
فايزة:
ـ سليم ضرب رشدي عشان ياسين.
عزت بصدمة:
ـ بتقولي اية؟؟
رشدى بغطرسة واستنكار:
ــ هو اللي استفزني.
فريدة بضيق وانزعاج:
ــ ما تبطل بقى، أنا كمان مش عجبني تصرفك الهمجي ده، من امتى بنمد ايدينا على بعض ؟؟؟ ماترد.
ردت صافيناز عليها قائلة باستهزاء وعدم رضا بخنافة في حديثها وتكبر:
ــ من وقت ما بقى يصاحب شوية الإمعة إللي مصاحبهم، وماشي معهم، أخوكي المحترم مصاحب شوية بني ادمين ركيكة أقل ما يقال عليها أنهم سوقيه، ورعاع، طبيعي أسلوبه يتدنى ويبقى كدة، ويمد ايده على أخوه ويبقى همجي و بلطجي .
رشدي بقوه بصوت عالى بسوقية:
ــ صافيناز ماتعشيش.
فايزة بضيق واشمئزاز:
ــ فعلاً بقيت بيئة.
كاد ان يرد عليها رشدي بهجوم، لكن أوقفه عزت وهو يضرب على الطاولة بكفه، وينظر للجميع قائلا بشدة وحسم صاح بهم:
ــ بــــــس
وجه نظراته لرشدي قائلا بغضب وضيق لكن بصوت هادي جدا.
عزت بتساؤل وغضب مبطن:
ـ أنت مديت إيدك على اخوك؟
رشدي بارتباك:
ــ يعني ااا
تسال عزت بقوة بصوت أجش:
ــ هي كلمة، مديت ايدك على اخوك ؟؟؟
نظرت فايزة لعزت وقالت بتوضيح وضيق:
ــ أه مد ايده ع ياسين، وسليم اتدخل وضربه، واللي متعرفوش سليم حط رشدى خلاص في القائمة يعني هي غلطة، وسليم عادي ممكن يدفنهولك حي.
رشدي بعدم اكتراث بثقة زائفة:
ــ ولا يقدر.
عزت بضيق وغضب بملل:
ــ أنا زهقت منك، ومن مشاكلك، مهما حذرناك مافيش فايدة.. هتفضل غبي، غيرتك وحقدك من سليم عامينك، شكل الهيروين اللي بتشمه لحس دماغك، يعني سليم وقولنا مش هتعرف تسد معه، لكن ياسين !!! ياسين يا رشدي !!!
نهض عزت واقترب من رشدي بخطوات بطيئة، نهض الجميع بما فيهم رشدي ... اقترب عزت حتى توقف أمامه مباشرة ونظر بتركيز في ملامح وجهه، وفجأة صفعه بقوة حتى وقع على الأرض .
ركض عليه الجميع ماعدا الأطفال الذين شعروا برعب شديد وبدأو بالصراخ.... صاحت فريدة وهي تقول للخدم.
فريدة بقوة:
ــ طلعوا الولاد فوق.
وأثناء حركة خروجهم كان يصيح عزت بقوة في رشدي وكان يقوم عماد وإبراهيم في مساعدته على الوقوف... كانت شفتيه تنزف دما.
عزت بغضب شديد وهو يصيح به:
ــ أنت عديت كل الحدود، مفضلش حاجة معملتهاش يا سوقي يا مدمن يا فاشل..
وصفعه مرة أخرى وقال بتهديد مباشر:
ــ لآخر مرة وأنا إللي بقولك، لو مامشتش عدل، أنا إللي هقف في وشك، وأنا مابصبرش!! أنا مش زى سليم، بدي فرص !!!! بايدى هدفنك حي يا رشدي، لأنك بني آدم فاشل ومقرف ومابتجبش إلا بالمشاكل وبس...
بقوة حتى انتفض رشدى ع صوته:
ــ امشي من وشي.
سحبه ابراهيم زوج فريدة من كتفه وتوجها إلى الدرج حيث الغرفة وكان الغضب والضيق مسيطرين على رشدى بشكل قوي بعد ابتعادهم.
فايزة بعدم رضا تنظر ل عزت:
ــ عزت أنت زودتها.
عزت بشدة:
ــ لازم يتربى.
صافيناز باختناق و موافقة:
ــ بابي صح رشدي بقى أوفر، ومقرف، وكل شوية نخلص من وراه مشاكل وحوارات كتير.
فريدة بعقلانية:
ــ بس لازم حل، الضرب مش هيجيب أي نتيجة.
فايزة بتأكيد:
ــ بالظبط هو ده اللي أقصده.. ضربك مش حل، الموضوع ده لازم يتحل من جذوره، رشدي تمادى بزيادة.
عماد بتوضيح:
ــ رشدي لازم يروح مصحة.
فايزة برفض:
ـ مصحة لا.
عماد بعقلانية وتهذب:
ـ رفض حضرتك بسبب خوفك من كلام الناس غلط، وتقبلنا للوضع وعمانا عنه مش حل ! لأن كل مادا الوضع بيسوء أكتر، مانعرفش المرة الجاية هتوصل لإيه !!!!
فايزة بدفاع كاذب:
ــ الموضوع موصلش للخطورة دي.
عماد بنبرة تحمل نوع من الاستهزاء:
ــ لو حضرتك مش حاسة بقدر المشكلة اللي بنواجهها لحد دلوقت، فدي مشكلة أكبر.
فايزة بشدة وتكبر:
ــ عماد متنساش نفسك.
فريدة بحدة ودفاع:
ــ ماما عماد بيتكلم صح.
صافيناز بسخرية خفيفة وضيق:
ــ كويس إنك قولتي، أصل لو أنا اتكلمت، هيقولوا عليا بدافع عن جوزى.
كادت أن تنطق فايزة لكن سبقها عزت قائلا بقوة.
عزت بقوة:
ــ أنا مش عايز ولا كلمة في الموضوع دة تاني، وسبولى أنا موضوع رشدى، يلا نكمل أكل.
عماد:
ــ أنا هطلع اهدي رشدي إبراهيم مش هيقدر عليه.
وبالفعل بدأ بالتحرك وجلس الجميع على المقاعد لكن كانت فايزة تنظر لهم بضيق وغضب مبطن بعينيها.
\(^o^)/بقلمي_ليلةعادل 🌹
_ غرفة رشدي.
_ نشاهد إبراهيم وهو يمسك برشدي، ويدفعه لداخل غرفته بالقوة، فكان مثل المجنون ويصيح به.
إبراهيم وهو يدفعه بقوة للدخل بغضب:
ــ أدخل بقى واهدى.
رشدي يحاول التخلص منه وهو يصيح به بقوة وباضطراب.
رشدي بغضب:
ــ أوعى يا ابراهيم أوعى.
ابرهيم بضجر:
ــ يابني أهدى كفاية مشاكل بقى، هتقف في وش مين؟؟؟ أبوك !!!! أنت اتجننت.
رشدي بغضب وعنف وبعدم اكتراث وهو يحاول يخرج ..لكن توقف ابراهيم أمامه لكي يمنعه من الخروج.
رشدى بعنف وغضب شديد وهو يصيح به:
ــ أوعى يا ابراهيم من وشي.
_ لكن دخل عماد الغرفة ودفعه من صدره على الفراش بقوة و اختناق من تصرفاته الطائشة والمستفزة.
عماد وهو يجز على أسنانه قائلا بنبرة رجولية حادة وبعنف:
ــ رشــدي أهدى بقى وأعقل، كدة مينفعش.
وجه عماد نظرته لابراهيم وهو يقول.
عماد:
ــ ابراهيم أطلع وسيبلي رشدي.
هز ابراهيم رأسه بإيجاب و خرج للخارج وأغلق الباب خلفه.
أخذ ينظر عماد لرشدي وهو رافع أحد حاجييه من أعلى لأسفل بعدم رضا وضيق.
رشدي بتهكم:
ــ بتبصلي كدة ليه ؟؟.
عماد بهدوء وضيق:
ــ عايزني أعمل ايه يا رشدي؟؟ انت لازم تتعالج عشان عقلك المغيب ده يفوق.
ارتسمت نصف إبتسامة على شفتي رشدي وهو يرمقة من أعلى لأسفل فهو يعلم نواياه الخبيثة جيداً.
رشدي بنصف ابتسامة ساخرة بفهم:
ـ عماد متعملش قلبك عليا انا فهمك كويس انا مش صافيناز.
عماد بجمود ومنطقية:
ــ بس مصلحتنا واحدة، أحنا الاتنين عايزين نطير سليم، و عشان نطيره ، لازم نطيره بمعلمة ، لكن اللي بتعمله ده هبل.
رشدي بتهكم وغضب:
ــ عايز إيه يعني؟؟
عماد بنصف ابتسامة:
ــ ماسة !!!!
رشدي بسخرية:
ــ ست الحسن، مالها ؟
عماد باستهزاء وهو يحرك يده مثل الطيران:
ـ سابت قصر أميرها وطارت لبعيد، سابته حزين و قلبه مكسور يا حرام.
نهض رشدي وأقترب من عماد بشدة حتى توقف أمامه مباشرة....نظر داخل عينيه.
رشدي بتعجب شديد:
ــ يعني هي مش مسافرة ؟؟
عماد وهو يهز رأسه بنفي بضحكة ساخرة خفيفة:
ــ تؤ تؤ، ولا حتى كانت تعبانة !! هربت ! بس هو محرج على رجالته إن الخبر يتسرب، وسليم مسافرش زي ما قال، قاعد فى الفيلا بتاعت طريق مصر اسكندرية.
ظهرت على وجه رشدي ابتسامة فرح وشماتة:
ــ يعنى الصقر جناحه مقصوص دلوقت؟
عماد بتأكيد وهو يحرك يده 👌 ممزوج بعقلانية وخبث:
ــ بالظبط، سليم مش هيبقى بنفس قوته زي زمان، وطول ما ماسة مش هنا، سليم ضعيف، حبه هو ضعفه، عقله دلوقت مش بيفكر غير بحاجة واحدة وهي ماسة و ازاى يرجعها لحضنه.
رشدي بتساؤل:
ــ وأنت عرفت منين؟؟ حاطت جواسيس؟
عماد بثقة:
ــ الفلوس ممكن تشتري أي حد مهما كان المهم أنت عارف المفروض دلوقت تعمل ايه؟
رفع رشدي عينيه له بتفهم:
ــ يبقى لازم أقرب من الباشا عشان ده أكتر وقت هعرف فيه آخد مكان سليم.
عماد بتأكيد وعقلانية:
ــ مظبوط، يبقى كدة لازم تبطل اندفاع واللي بتشربه وتركز عشان منضيعش الفرصة من ايدينا.
رشدي وهو يهز رأسه بقلق:
ــ ماسة مينفعش ترجع.
عماد بحقد وهو يهمس في أذنه كالشيطان:
ــ ده أكيد، أنا وأنت لازم نحط ايدينا في ايدين بعض عشان نخلي ماسة تفضل هربانة، رجوعها دمار لينا أحنا الاتنين، ولاهم لازم نتعلم من أخطاء الماضي، فاكر السنة اللي سبنا سليم فيها بسببها حصل ايه ؟ انهارنا، لان سليم كان فاهم أصول الشغل وانت وصافي كنتم لسه عود أخضر مش عارفين حاجة، فالطبيعي انكم تقعوا خصوصا أن الأعداء كانو مستنين اللحظه دي، أحنا لازم نركز يا رشدي ، وناخد بالنا احنا دلوقت غير زمان بقينا اقوى بقينا نعرف ندير المجموعة، و نأخد مشاريع كبيرة .. أحنا لازم نتعلم من اخطاء الماضي عشان منقعش فيها تاني، لأن لو وقعنا كأننا معملناش حاجة وبكدة سليم هيكون الملك الجديد والأسهم إللى كتبها الباشا باسم سليم هيكونوا مبروكين عليه للأبد ده غير الأسهم إللي سليم كتبهم باسمها.
رشدي باختناق:
ــ مستحيل، وقتها كنت صغير مش فاهم، وفجأة اتحطيت انا وصافي في وش المدفع، غير أننا عرفنا أنه كان السبب في اللي حصل، عشان يرجع ،
( بغل وغضب ) التافه عمل نفسه ولا همه وطلع هو اللى وراه كل حاجة عشان يرجع ويبقى وريث العرش ويخلي الباشا يرجعه تاني.
عماد:
ــ بالظبط لازم بقى نستغل الفترة دى لانه مذبذب، ونتعاون كلنا، وتثبت للباشا اننا نستحق فرصة تانية، وعشان يديهلنا لازم إثباتات قوية.
رشدي:
ــ انا معاك في أى حاجة.
عماد:
بس المرة دي هنشتغل من ورا فايزة.
رشدي:
ــ ده اكيد:
تبسم له عماد بسعادة خبيثة فهو نجح في مخططه الأليم .
___بقلمي ليلةعادل 🌹✍️
_الاسكندرية
_ منزل مصطفى
_ الصالة / السفرة السادسة مساء
_ نشاهد ماسة وهى تجلس على مقعد وبجاورها مصطفى وعلى الطاولة كراسة وألوان وكتاب المعلم للقراءة والكتابة وبعض الكروت المصورة للحيوانات والفاكهة.
مصطفى وهو يمسك أحد الصور التى بها أسد ويقول:
ــ ده اسمه ايه
تضع ماسة أصابع يدها أسفل أنفها وتضحك بسخرية على طريقته التى يشعرها أنها طفلة أو معاقة عقلياً.
ماسة وهى تضحك:
ــ أسد، وبعرف أقراها واكتبها.
تنهد مصطفى بملل وهو يضع الكارت ع الطاولة وقال:
ــ طب يعنى أنتي تقريباً بتعرفي تقرأي معظم الكلام وتكتبيه، وكل الكروت تقريباً جاوبتيها حتى بعض الكلمات إللي كتبتها قرأتيها، إلا ذئب وظبي إللي كان عندك مشكلة في حروفهم
نظرت له ماسة بارتباك بتفكير قليلاً تحمحمت.
ماسة وهى ترفع كتفيها بعدم معرفة:
ــ مش عارفة، انا بعرف اكتب معظم الأسماء واقرءها بس جمل أو كلمات كبيرة باخد وقت كبير والأملاء طبعا زيرو ، (صمت قليلا) لو حطيت مثلا ص جنب ف. تتقرأ ازاي ؟
مصطفى قال النطق:
ــ كدة صف زى مص مش أنا اسمى مصطفي.
كان يجلس ايهاب فى الخلف وهو يضحك عليهما وعلى طريقة تعليم مصطفى التي تبدو أنها لا تنفع معها، نهض واقترب منهما.
إيهاب بمزاح وهو يهز مصطفى من كتفه من الخلف
ايهاب بضحك:
ــ وسع وسع كدة، أنت خليك في الطب أحسن.
نهض مصطفى وهو يرفع أحد حاجبيه:
ــ وريني يا فالح.
جلس ايهاب بجانبها وكان يقف مصطفى بجانبهما ويشاهدهما.
نظر لها إيهاب باهتمام ولطف:
ــ أنتي حفظتي الحروف، قراءة وكتابة ولو شفتيها تعرفي تميزيها من بعضها وتقوليها صح.
هزت ماسة رأسها بنعم. نظر له ثم أمسك القلم وكتب بعض الأسماء مثلا ايهاب عائشة مصطفى محمد حور.
إيهاب وهو يشاور ع أسم:
ــ ده ايه ؟
ماسة وهى تحاول تتهجى: ااااا
أيهاب:
ــ مش ااا ،( إ إ ) همزة من تحت تنطق( إ ) شدى لتحت
ابتعلت ماسة ريقها ونظرت له بارتباك وحاولت ان تنطقها:
ــ ( إ ) وده حرف ( ي ) يبقى ييي
ايهاب وهو يهز رأسه مبتسما بتحفيز:
ــ صح وبعدها. ( ه ) جمعيهم بعنيكي كدة جنب بعض وانطقي !!
نظرت ماسة للحروف المكتوبة وحاولت ان تقراءها وتجمعهم
ماسة بنوع من التلعثم :
ــ إ .. إ ..يي .. ها .. ثم قالت مرة واحدة بحماس: إييهاب.
ايهاب بابتسامة بحماس:
ــ برافووو، أنتي تقسمى الحروف بعنيكى ولزقيهم في بعض، ده هيسهل كتير في الأول مادام الموضوع ده نافع معاكي ..
وبدأ في تعليمها، فكانت تستجيب ماسة بشكل كبير مع ايهاب عكس مصطفى، وكانا يضحكان مع بعضهما بشكل كبير ويبدو عليهما المرح والارتياح فكان ايهاب لطيف جداً معها، عكس المرة الماضية التي كان معها شديدا وصارما ، كان مصطفى يجلس ع المقعد المقابل لهم وهو يتابعهما .
وبعد الانتهاء ....
ايهاب بمدح بابتسامة جميلة زادت من وسامته : لا برافو، أنتي ذكية جداً، ماشاء الله على شهرين و هتعرفي تقرأي ، الكتابة هتاخد شوية معاكي، عشان أنتي بتتلغبطى في بعض الحروف، اللي نطقها متشابه زي ..( ق ك )..( ظ ذ ز) ( ث س )
ماسة بشغف:
ــ بس فيه أمل، المهم أقرأ من مقعد استهجى لأن الموضوع ده بيحرجني أوي.
ايهاب بعقلانية ولطف:
ـ قريب جداً، لأن واضح إنك متعلمة شوية ، تعرفي لو عملتي اختبار قدرات، ممكن تدخلي من سنة أولى، أو تانية ابتدائي ، مش حضانة يعني.
_ نظرا لبعضهما لثواني بابتسامة لطيفة ثم قطع مصطفى ذلك قائلا
مصطفى بانبهار مصحوب بمزاح وهو يصقف ويصفر له:
ــ أنا فخور بيك. والله بجد برافووو.
إيهاب هو يعدل ياقة التيشرت بمزاح وهو يضحك:
ــ عشان تعرف بس.
ماسة بتسأل:
ــ مصطفى أنت سألت لي على شغل ؟؟
مصطفى:
ــ آه طبعاً بس المدير مسافر هيرجع كمان أسبوع.
نظرت له ماسة بضيق وهى تهز رأسها بأسف فيبدو. أنها تريد أن تعمل بسرعة، فهم مصطفى من تلك النظرات ما تشعر بيه فقال.
مصطفى بتفهم:
ــ طبعا فلوسك خلصت ومهما حولت اديكى مش هتوافقي، بس المرة دي هسيب عليكي ايهاب.
ايهاب بتعجب وهو يضحك:
ــ ليه كلب أنا.
مصطفى بضحك:
ــ لا شخصية.
ايهاب هو يبتسم:
ــ إذا كان كدة ماشي.
وجه ايهاب نظرته لماسة و بعقلانية:
ــ حور أنتي بقيتي مننا، سيبك من إني مش بالع الموضوع لحد اللحظة دي، متزعليش مني أنا صريح بزيادة، بس الأمر الواقع فرض نفسه وأنتي بقيتى معانا وأنا قررت إني هتعامل معاكي، بصي في حل عشان الحساسية إنك تاخدي فلوس، أنتي هتاخديهم كا سلف، وابقى رجعيهم لما تقبضي، أنتى أكيد محتاجاهم سيبك من الاكل والشرب، بس اكيد هتحتاجيهم عشان تشتري حاجات شخصية.
ماسة بخجل:
ـ أنا بقيت محرجة منكم جداً.
مصطفى بطيبة:
ــ أنتي بقيتي أختنا التانية زي عائشة بالظبط.
ماسة بابتسامة:
ــ ده شرف ليا والله ، وأنا بعمل الشاى . إيه رأيكم أعملكم. مهلبية بالكاستر إنما ايه. آخر روقان.
إيهاب بحماس:
ــ أنا موافق.
مصطفى بحماس:
ـ وأنا مستني.
تبسمت ماسة ونهضت وتوجهت إلى المطبخ
ايهاب وهو ينهض:
ــ صاصا تعال نقف في البلكونة شوية.
هز مصطفى رأسه بإيجاب نهضا وتوجها معا إلى الشرفة
*********************
_ الشرفة
_ نشاهد مصطفى وايهاب وهما يقفان بجانب بعضهما ويتحدثان.
إيهاب يستأذن:
ـ مصطفى هطلع سيجارة.
مصطفى هز رأسه بالموافقة:
ــ طلع يا حبيبي.
ايهاب هو يولع سيجارته بتساؤل:
ــ ماحاولتش تسأل عليها ؟؟
مصطفى بستغراب:
ــ أسأل مين ؟
ايهاب بتوضيح:
ــ وراها أنت عرفت اسم جوزها. أهلها أي حاجة.
مصطفى بتساؤل:
ــ أنت مازالت شاكك فيها.
ايهاب بتوضيح:
ــ لا خالص، مش فارق لي، أنا بسألك عادي باستفسر.
مصطفى بلا مبالاة مصحوبة بحسم:
ـ.ـأنا مش مهتم،. لأني مصدقها يا إيهاب.
إيهاب بعقلانية شديدة:
ــ المهم بلاش تغمض عينيك، وتصدق بزيادة، خليك واقعي عشان متتصدمش ..
نظر له مصطفى بصمت وهو يهز رأسه بإيجاب مصحوب بأسف.
إيهاب بضحكة خبيثة:
ــ ندى كلمتني.
مصطفى بضجر
،ــ: بقولك ايه أنا مصدع.
إيهاب بحنية:
ــ ماتحاول تديها فرصة.
مصطفى بحزن:
ــ هي خلصت كل الفرص.
ايهاب خبطه على ظهره بحب وحنان بصمت
_ القاهرة
_ فيلا سليم الثامنة مساءً.
_ يدخل سليم من باب الفيلا بسيارته مع إستقبال الحراس له
كان يقف في استقباله عشري ذراع سليم الثاني بعد مكي.
هبط سليم من السيارة متسألا:
ــ مكي فين؟.
عشري:
ــ عند حمام السباحة.
سليم:
ــ ماشي أنا مش خارج تاني اركن العربية.
قذف له المفتاح بمرح ..
تحرك سليم حيث حمام السباحة، كان يتوقف مكي وهو شارد الذهن.. تنهد سليم بحزن عليه فهو يتفهم ما يشعر به جيدا لأنه جرب هذه المشاعر و مازال يعيشها ..
اقترب منه حتى توقف بجانبه وضع يده على كتفه قائلا بنبرة متعاطفة
سليم:
ــ يمكن مع الأيام تتعود.
نظر له مكي بطرف عينه بحزن يعصف بنياط قلبه وعينين ملأتها الدموع:
ــ مستحيل، مرت سنين وأنا لسه واقف على نفس الخطوة (تسال) أنت كنت عارف وخبيت عليا؟
سليم بتعجب وهو يعقد حاجبيه:
ــ عارف ايه ؟
مكي:
ــ موضوع خطوبتها.
سليم:
ــ لا طبعاً.. لو أعرف مش هقولك عشان متتهورش، سلوى كلمتنى (بعقلانية) مكي ابعد عنها دلوقتي، سلوى و ماسة الاتنين أعند من بعض.
مكي باختناق:
ــ عايزني أقف أتفرج عليها وهي بتضيع مني؟ أنت ضامن ماسة لأنها مراتك عشان كدة الموضوع مختلف بينا.
سليم بقهر:
ــ بالعكس أهي برغم أنها مراتي برضه هربت وحتى وهي معايا وملكي كانت بعيدة
بضيق وهو يجز على أسنانه وقال:
ــ هو خيط لو وصلنا ليه سلوى هترجعلك وماسة هترجع ماسة القديمة اللي كنت كل حياتها.
مكي باستفسار:
ــ تقصد إن في حاجة هي اللي غيرتهم فجأة ! أكبر من اللى حصل منك.
سليم بتوضيح:
ــ بالظبط، عشان كدة بلاش تعمل حاجة لطارق لأن ده هيكرها فيك زيادة لأنها هتكون متأكدة إن أنت وراها، هو مش دكتور في الجامعة.
مكي:
ــ آه .
سليم:
ــ طيب نجبله عقد عمل لمدة ٥ سنين بمرتب كبير منحة عشان تفوقه، والعميد هيقوله نصيحة أبوية يروح لوحده في الأول وبعدين يتجوز، وقتها يمكن نوصل للسبب.
مكي:
ــ بس سلوى مش عايزة تسامحني يا سليم بسبب اللي عملته في ماسة.
سليم بتطمين:
ــ ا
أفهم يابني، أهم حاجة إننا نوصل لطرف الخيط لأني متأكد إن في حاجة حصلت خلتها كدة وقتها ماسة هترجع وهنتصافى وماسة هتكلم سلوى وتفهمها إنه كان غصب عنك لأن ده شغلك.
مكي بيأس:
ــ مش عارف حاسس إن أنت يمكن عندك فرصة أما أنا لا.
ربت سليم على ظهره قائلا بعقلانية:
ــ بلاش يأس، اللي هيضعفك ، لازم تقوى وتعافر عشان توصل، و إن شاءالله هتوصل بس بلاش تتواجه مع سلوى الفترة دي.
مكي بتساؤل:
ــ هما ميعرفوش أنها هربت ؟
سليم:
ــ لا عارفين انها مسافرة ومستحيل حد يعرف الحقيقة أنا مستامنك انت وإسماعيل وعشري بس على السر ده.
مكي:
ــ انا مش واثق في اسماعيل.
سليم بعقلانية:
ــ ولا انا ،بس هو اللى معانا دلوقت، هناخد مصلحتنا وبعدين هكلم الباشا يطلعه معاش، هو مستحيل يعمل حاجة مراته وابنه معانا ولو مشي على شعر رأسه مش هيوصلها، بس انت خلى عينك عليه وصدقنى موضوع سلوى هيتحل.
مكي بتمنى:
ــ ياريت ياسليم ياريت.
ربت سليم على ظهر ه بلطف بإبتسامة امل وشغف:
ــ في امل جوايا، أمل كبير، بيقول لى أن الكابوس اللى باقلنا اكتر من سنتين عايشين فيه هينتهي، مجرد ماهوصل للي عمل الحادثة، انا متاكد ان اللغز هيتحل.
((خلال أسبوعين ))
نشاهد مصطفى وعائشة وايهاب وهم يقومون بتعليم ماسة القراءة والكتابة، وخصوصا إيهاب ونشاهد مدى تقربهم منها فهى كانت تجلس معهم من الصباح للمساء وكانت تقوم بطهي الطعام و كان يبدو أن مذاقه جميل ويعجب الجميع.
وعلى الإتجاه الآخر عند سليم ..
نشاهد سليم وهو يبحث عن ماسة في كل مكان يقود سيارته بحثا عنها في الشوارع مثل المجنون
وإسماعيل أيضا الذي سخر جميع رجاله بحثا عن ماسة لكن دون جدوى.
((بعد مرور أسبوعين))
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفى السادسة مساء.
_ نشاهد مصطفى وايهاب وعائشة ونبيلة وماسة يجلسون على الطاولة ويلعبون كوتشينة، وكان يبدو أن ماسة خاسرة من ملامحها وطريقتها معهم مع الاستماع لصوت ضحكاتهم بمرح.
ماسة وهى تضع الكوتشينة على الطاولة بتذمر:
ــ على فكرة ده مش عدل، أنتم بتضحكو عليا.
أيهاب وهو يضحك:
ــ أنتي إللي مش بتعرفي تلعبي.
ماسة بتذمر طفولي:
ــ و ده يخليكم. تتعاطفوا معايا أكتر، أنا زعلانة.
ضحك مصطفى:
ــ خلاص يا ايهاب الدور الجاي نسبهولها.
وأثناء ذلك رن جرس الباب ذهب مصطفى لفتح الباب فور فتحه، نظر بإستغراب وتحولت ملامح وجهه لغضب شديد، حين رأى الطارق، وهو والده عبد الحميد.
عبد الحميد بلطف وحنان الأب:
ــ ازيك يا مصطفى يا ابني.
حاول مصطفى تمالك نفسه والمحافظة على هدوءه وتهذبه وهو يضع يده على الباب لمنعه من الدخول.
مصطفى بجمود:
ــ عايز أيه ؟؟
لكن فجأة اقتحم ايهاب الحديث وقال بعنف.
إيهاب بعنف:
ــ جاى ليه ؟؟ قولتلك مليون مرة ماتجيش هنا، احنا مش عايزينك، يعني نروح منك فين تاني ؟؟؟
عبد الحميد بحزن:
ــ أنا أبوك يا ايهاب .. وجه نظرته لمصطفى .. إيه يا مصطفى مش هتشيل ايدك عشان تدخل أبوك .
وأثناء ذلك اقتربت ماسة ونبيلة وعائشة وتوقفت خلف مصطفى .
إيهاب بضيق وكراهية:
ــ قولتهالك مليون مرة أنا أبويا مات، ومش هتدخل الشقة.
مصطفى بتهذب ممزوج بضيق:
ــ من فضلك كفاية فضايح، مش يبقى بالقاهرة وهنا كمان، لو فعلاً يهمك سمعة ولادك زى ما بتقول أمشي.
رفعه عبد الحميد عينيه لنبيلة بنظرة عتاب ممزوج بضيق:
ــ هي دي التربية، مخلية العيال يكرهوني.
عائشة بضيق وهى تنظر له من أعلى لأسفل: ــ متقلقش هي مش محتاجة، أحنا حضرنا كل حاجة وشفنا بعنينا.
عبد الحميد وهو يوجه نظره لنبيلة بتهكم ممزوج باستهزاء:
ــ صحيح و نعم التربية
نبيلة بضعف:
ــ الله يسامحك يا عبد الحميد طول عمرك مفتري.
كاد عبد الحميد أن ينطق، لكن سبقه مصطفى بقوة وقال ببحة رجولية وهو ينظر في عينيه.
مصطفى بجمود:
ــ كلامك معايا أنا.
نبيلة بضيق:
ــ أوعى يا مصطفى دخل أبوك عيب كدة وتكلموا معاه جوه.
ايهاب بشدة:
ـ لو دخل هخرج أنا.
عبد الحميد:
ــ طول عمرك براوي.
ايهاب بجمود وعينيه عليه:
ــ طالعلك.
اقتحمت ماسة الحديث وحاولت تهدئة الوضع .
ماسه بلطف:
ــ صلو ع النبي يا جماعة، ده مهما كان باباكم، بعدين الجيران كدة هتسمعنا عيب.
عائشة بتهكم وهى تنظر لماسة:
ــ حور خليكي في حالك لو سمحتي.
ماسة باحراج:
ــ أنا آسفة بس كنت بحل موقف.
إيهاب بضجر:
ــ ممكن تمشي بقى.
نبيلة بشخط وضيق:
ــ إيهاب مصطفى عائشة عيب كدة، ادخل يا عبد الحميد يلا مش عايزين فضايح .
التفت إيهاب لها وهو ينظرلها بضيق ورفض على ما تقوله لكن نظرت نبيلة له بقوة وهي تقول.
نبيلة بشدة وحسم:
ــ هي كلمة مش هاعيدها يا إيهاب. مصطفى أوعى ايدك و دخل أبوك، يلا قولت..
سحب مصطفى يده بضيق وهو منزعج لكنه لا يقدر أن يكسر كلمة والدته.
دخل عبد الحميد وخلفه أولاده
ماسة:
ــ طب عن إذنكم أنا هطلع فوق.
التفت عبد الحميد لها باستغراب:
ــ أنا افتكرتك مرات ايهاب أصلي متأكد أنه هيعملها و مش هيقول.
ماسه تبسمت بخجل وهي تنظر لايهاب بنفي:
ــ لا مش مراته.
عبد الحميد بتساؤل:
ــ أمال أنتي مين.
ماسة بتوتر و بعيون زائغة:
ــ أنا اا.
قاطعهم ايهاب بشدة:
ــ مش مضطرين نوضحلك مين اللي موجود في بيتنا، وياريت تتفضل تقول عايز ايه؟
نبيلة:
ــ خليكي يا حور يا بنتي.
عبد الحميد. هو يشاور بايده:
ــ اقعدوا طيب.
جلس الجميع وعلى ملامحهم الضيق الشديد عدا نبيلة.
نبيلة:
ــ هعملكم حاجة تشربوها.
ماسة نهضت:
ــ استني يا طنط هاساعدك.
ذهبت ماسة خلف نبيلة.
_ المطبخ
_ نشاهد نبيلة تتوقف وهي تقوم بإعداد العصير وماسة معها.
ماسة:
ــ شكلهم زعلانين منه خالص.
نبيله تلفتت لها بابتسامة حزينة بتوضيح:
ــ عشاني، أوعي تكوني فاكرة زعلهم دة منه، عبد الحميد برغم قسوته عليا بس كان مع أولاده حاجة تانية خالص، حتى بعد الطلاق حاول ياخدهم، بس أنا وقفتله، كان بيبعت فلوس عشانهم ، وكنت بقولهم بس كانو بيزعلو و يقولولي رجعيها مش عايزين منه حاجة، أنا والله حاولت أفضل محافظة على صورته و هيبته قصادهم على قد ما أقدر، بس هو ضيع كل حاجة.
ماسة بأسف وهى تضُم شفتيها:
ــ أغلب الأزواج كدة قصتك دي في معظم البيوت.
نبيلة:
ــ عندك حق والله يابنتي، ربنا يهدي.
_ الصالة
_ نشاهد عبد الحميد ومصطفى وايهاب وعائشة على مقاعد الصالون.
عبد الحميد وهو يوجه نظرته لعائشة باهتمام:
ــ هتتخطبي امتى يا شوشو؟
عائشة وهى تتنفخ وتقلب عينيها بملل:
ــ بعد الامتحانات.
عبد الحميد بعتاب:
ــ مع إنه كان المفروض يطلبك مني أنا، أنا لسه عايش !!
إيهاب بجمود:
ــ بالنسبة لمين ؟؟
عبد الحميد بشدة:
ــ قبلت ولا رفضت، هيفضل اسمك إيهاب عبد الحميد رضوان.
يحاول مصطفى أن يفض الاشتباك لأنه يعلم أن ايهاب لن يصمت أو يتحمل كثيراً.
مصطفى بتساؤل بهدوء:
ــ بابا لو سمحت عايز ايه بالضبط؟؟؟؟
عبد الحميد بحب وهو ينظر لهم بحب ممزوج بضعف:
ــ وحشتوني يا حبايبي نفسي أقعد معاكم، أنا متابع أخباركم وعرفت إنك طلقت، وإن البت مراتك عملتلك مشكلة كبيرة، وإنكم هنا، حبيت أطمن عليكم، أنتم ولادي حتة مني، أنتم بتعملو معايا كدة ليه ؟ أنا مش هكون اول ولا آخر راجل يطلق مراته، لحد أمتى هتفضلو تتعاملوا معايا بالقسوة دي، أنا عمري ما قسيت عليكم.
ارتسمت على شفتي مصطفى ابتسامة حزينة
و باستنكار:
ــ بس ظلمك وافتراك على أمنا كافي يخلينا كدة، ولا أنا ولا اخواتي نقدر ننكر إن عمرك ماضربتنا ولا حتى حرمتنا من حاجة ، بس بردو زى ما احنا فاكرين ده، فاكرين كمان ضربك لأمنا وشتمك ليها بأسوأ الألفاظ، وخيانتك ليها على سريرها، وجوازك من واحدة تانية ، و رفضك للطلاق غير لما تتنازل عن كل حاجة، و إنك سبتها تمسح السلالم و تشتغل خدامة عشان تقدر تربينا وأنت غرقان في العسل مع الستات.
نظر له عبد الحميد بانكسار وحاول الدفاع عن نفسه:
ــ أنا ما سبتكمش كنت باجي عشان أشوفكم واطمن عليكم ، وأنتم كنتم بترفضوا تشوفوني وتاخدو مني الفلوس واللعب.
إيهاب وهو يحاول السيطرة ع دموعه وغضبه رفع حاجبيه بتعجب قائلا:
ــ عايزنا نقبل ازاي ناخد فلوس من واحد كان بيئذي أمنا، الست اللي خيرها علينا ، اللي كانت بتتعذب وتتذل عشان توفر لينا كل احتياجاتنا واللي كبرت قبل أوانها عشان تخلينا رجالة... الست اللي الكل اتخلى عنها واتهانت عشان تحافظ علينا..
ابتلع ريقه وبجمود قال:
ــ عبد الحميد، أنت فعلاً مأذتناش بشكل مباشر، بس أذيت أمنا اللي هى كل حياتنا، أوعى تفكر في يوم إننا ممكن ننسى منظرها وهي مرمية على الأرض بتنضرب بالحزام ، ولا ألفاظك اللي مافيش راجل محترم يقولها لأم أولاده، مستحيل ننسى جحودك عليها، حتى لو كانت معاملتك معانا كويسة، أنا عن نفسى معتبرك ميت من زمان، محاولاتك بالنسبة ليا فاشلة ، اخواتي هما أحرار في قرارهم.
رمقه من أعلى لأسفل بضيق وغضب شديد،
ثم نهض وتوجه إلى الشرفة، نظر عبد الحميد لأثاره بحزن وعينين تملأها الدموع.
أخذ ينظر لمصطفى و عائشة بحزن وانكسار وأمل انهم يسامحو .....
مصطفى بضعف وتوضيح:
ــ بابا أنت أبونا على عيني وعلى راسي، ومهما حصل هنفضل مربوطين بيك ليوم الدين ، اللي ليك إننا لازم نحترمك ولو احتجت أي حاجة هنعملها، لأن امنا ربتنا على كدة، لكن أكتر من كدة مش هتلاقي، صدقني اللي عملته في أمنا طول ١٣ سنة نهى كل حاجة حلوة بينا ، وكفاية عليك ولادك.
عبد الحميد بعينين تغرقها الدموع بتصحيح: ــ اخواتكم.
مصطفى بتأييد و بلطف:
ــ أكيد اخواتنا وأنا معنديش أي موقف معاهم، وهاحضر فرح ريم، لكن صدقني اللي بتدور عليه مش هتلاقيه.
عبد الحميد بانكسار:
ــ أنا هفضل أحاول ومش هيأس.
عائشة بضيق:
ــ حاول يمكن يشفعلك عند ربنا لكن معانا لا.
عبد الحميد بحزن:
ــ ماشي يابنتي فرح أختكم أول الشهر ياريت تحضروه ... عن اذنكم.
نهض وتوجه إلى باب الشقة وخرج .
بعد خروجه تنهد مصطفى بضيق. وقال بصوت عالي:
ــ ماما تعالي مشي.
خرجت نبيلة وخلفها ماسة وخرج إيهاب من الشرفة.
نبيلة وهي تقف بضيق:
ــ أنا زعلانة منكم هو ده اللي ربيتكم عليه أخص عليكم أخص.
ايهاب بضيق:
ــ أنتي شيفانا عملنا حاجة.
نبيلة بضيق:
ــ والله إنت بالذات كان فاضل تكة وتضربه، تصور حسيتها منك، إيه يا ايهاب،
وجهت نظراتها لمصطفى بعتاب وقالت:
ــ وأنت يا عاقل بدل ما تهدي اخواتك بتوقف تمنعه من الدخول، أخص عليكم هي دي تربيتي ،قولتهاو هقولها تاني، مالكمش دعوة بيا، اتعاملو مع أبوكم كويس هو بيحبكم، والله لو فضلتو كدة هزعل منكم.
مصطفى بتوضيح وحزن:
ــ ماما احنا مستحيل ننسى اللي حصل.
عائشة باختناق:
ــ أنا عمري ما هسامحه أنه السبب في العقد اللي عندي ولا في اللي عمله فيكي
نبيلة بضيق:
ــ انا ماسمحة حرام عليكم متشيلونيش ذنوب استغفر الله العظيم يارب استغفر الله العظيم يارب.
تركتهم وتوجهت إلى الغرفة.
ايهاب بنداء:
ــ ماما رايحة فين؟
نبيله بعدم رضى:
ــ هاصلي وأدعيلكم ربنا يهديكم .
جلس ايهاب بضيق وهو يتنهد وظلوا جالسون وهم صامتون ..
كانت تراقبهم ماسة بعينيها بترقب ثم قاطعت ذلك الصمت و قالت.
ماسة بعقلانية ولطف:
ــ أنا آسفة لو بأتدخل هي أكيد صعبة عليكم إنكم تتعاملو معاه كويس، بس على الاقل تعاملو معه بحدود يعني كل فترة اسألو عنه لما ييجي ترحبه بيه بلاش المعاملة القاسية دي.
ايهاب:
ــ أنتي مش فاهمة.
ماسة:
ــ أنا أكتر واحدة فاهمة لأني عشت ده .
مصطفى بضيق:
ــ هو حتى ماندمش عشان نقدر نسامح.
ماسه بتوضيح وعقلانية:
ــ لا هو ندمان، بس مش قادر يعترف بده، يمكن لما تقربوا منه يعترف، أتمنى تسامحوه قبل ما تندموا، حاولوا تتعاملوا حتى مع الجانب الإيجابي الكويس اللي عنده، حتى لو عشان متزعلوش مامتكم
إيهاب بضعف:
ــ صعب.
ماسة:
ــ أنت بالذات لازم تحاول، لأن الكره اللي جواك صعب أوي يا ايهاب، إنت فعلاً كنت هتضربه.
أيهاب بغل:
ــ لما تشوفي بعينك أمك بتنضرب و تتهان، اللي جواكي هيبقى أكبر من كدة.
ماسة:
ــ أنا معاك أنه غلطان بس حاول عشان خاطر ربنا.
مصطفى بتفسير:
ــ صدقينا احنا بنحاول لعلمك المرحلة اللي أنتي شيفاها دي حلوة جداً أحنا مكناش كدة.
ماسة:
ــ مادام الموضوع كل فترة بيتحول من الأسوأ للأحسن، ده شيء في حد ذاته عظيم حتى لو تحسن بسيط.
مصطفى بتأييد وهو يهز رأسه:
ــ أنا بقول كدة برضه.
ماسة:
ــ يبقو تحضرو فرح أختكم وترضى عنكم مامتكم.
نظر لها بدون حديث... تنهدت ماسة وأكملت
ماسة برجاء:
ــ طب أوعدوني إنكم تفكرو ممكن.... ها
هزو رؤوسهم بايجاب .
💕بقلمي ليلة عادل 💕
_ القاهرة
_ إحدى المستشفيات الخاصة الثانية عشر
_ أحد الممرات
_ نشاهد مصطفى يسير في الممر و هو يلقي التحية على الأطباء و الممرضين و عمال النظافة، وصولا بالقرب من مكتبه وجد إحدى الممرضات.
مصطفى:
ــ صباح الخير .
الممرضة:
ــ صباح النور .
مصطفى بتساؤل:
ــ فين الدكتورة الجديدة اللي هاشرف عليها .
أشارت الممرضة لفتاة تجلس بعيدا وهي تقول: الدكتورة اللي هناك دي.
وجه مصطفى نظره صوب إشارتها وجد ندى تجلس وهي تضع وجهها أرضاً.
الممرضة وهي تنظر خلف مصطفى بصوت عالي قليلا:
ــ دكتورة ندى اتفضلي.
رفعت ندى وجهها و نهضت و اقتربت منهما بابتسامة بها نوع من التوتر الداخلي.
غلت الدماء في عروق مصطفى فور رؤيته لندى وجز على أسنانه..
مدت ندى يدها و هي تقول بابتسامة:
ــ ازاي حضرتك يا دكتور مصطفى .
الممرضة:
ــ دكتور آسف مضطرة أمشي عشان مس عدلية عايزاني
أشار لها مصطفى برأسه بالموافقة وعينيه على ندى ينظر لها بضيق ... رحلت الممرضة.
مصطفى و هو يضغط على أسنانه شاور بكفه لندى قالا:
ــ تعالي ورايا.
توجه مصطفى غاضبا إلى مكتبه و الشياطين تتراقص أمام عينيه وخلفه ندى ...
دخل مصطفى المكتب .... دخلت ندى خلفه وجدته يعطيها ظهره ..
بمجرد أن أغلقت الباب استدار لها وعينيه يخرج منها الشرار
مصطفى بقوة و غضب:
ــ ندى .. انتفضت ندى برعب
ندى بارتباك:
ــ ننن نعم
مصطفى بغضب و نظراته كادت أن تحرقها:
ــ إيه اللي جابك هنا ؟؟
ندى و هي تحاول استجماع قوتها... ردت بثقه كاذبة: ــ كنت محتاجة شغل و لقيت الشغل.
مصطفى بغضب وهو يقترب منها بخطوات بطيئة كانت تتحرك ندى للخلف بقلق وخوف منه فهي تخشى أن يتمكن الغضب منه ويرفع يده عليها
مصطفى بنبرة عنيفة وبغضب:
ــ ندى الحركات دي مش عليا أنتي هتمشي من هنا أحسن لك.
ندى أثناء عودتها للخلف:
ــ قولت لك محتاجة الشغل... امشي أنت لو مش عاجبك.
مصطفى بغضب أثناء اقترابه منها:
ــ ندى بطلي تستفزيني.
ندى أثناء عودتها بظهرها للخلف بتلعثم : مش باستفزك أنا بقولك الحقيقة.
اصطدمت ندى بالحائط فتوقفت وهي تنظر له برتباك. وتوتر... توقف مصطفى أمامها مباشرة و اقترب منها بشدة دون ملامسة وهو ينظر داخل عينيها بغضب .
مصطفى:
ــ عرفتي مكاني ازاي يا ندى ؟؟
ندى ابتلعت ريقها بضعف : الحقيقة قعدت أربع ساعات ع التليفون عشان أعرف... هبطت دموعها بوجع ..
_فلاش بااااك
_منزل ندى
_غرفة النوم
نشاهد ندى تجلس على الفراش وهى ترتدي ملابس منزلية وبجانبها. كراسة مدون بيها أسماء مستشفيات داخل وخارج القاهرة وبعض الأسماء أمامها علامه خطأ(×) وتضع الهاتف المنزلي أمامها وهاتفها الشخصي (الموبايل) ع قدميها .
ندى:
ــ الو. مستشفى السلام. لو سمحت كنت حابة اسأل عن دكتور باطنة اسمه مصطفى عبد الحميد رضوان .. اوكيه معاكي ... نعم .. تمام شكراً ...
تنهدت وقامت بعمل علامة خطأ أمام اسم المشفى. وظلت هكذا تتصل بجميع أرقام المستشفيات لساعات طويلة لا تكل ولا تمل ..
_ بااااك
نعود إلى ندى وهي تقف أمام مصطفى لكن كانت عينيها مغرقة بالدموع والوجع والقهر يملأ ملامحها .
ندى بصوت متحشرج و بوجع:
ــ وفضلت حوالى خمس ساعات لحد ماعرفت إنك هنا .
تنهد مصطفى بيأس ومسح وجهه وابتعد وهو يعطيها ظهره فهو تعب من تلك الأفعال التي تفعلها ولا يعرف كيف يوقفها.
مصطفى بيأس وملل:
ــ هنفضل لحد امتى كدة.. أنا بالشكل ده مستقبلي هيتدمر بسبب جنانك
اقتربت منه ندى بحب وهي تقول:
ــ ده حب مش جنان، مصطفى وهي تضع يدها ع كتفه لكي يلتفت لها بحب مصحوب بوجع ... مصطفى بصلي من فضلك.
_التفت لها هو ينظر لها بضيق وغضب كاذب أكملت ندى حديثها ع نفس ذات الوتيرة
ندى بوجع وأسف:
ــ مصطفى أنا آسفة، أنا بحبك، علشان خاطري سامحني، تعال نبدأ صفحة جديدة، و أوعدك إني مش هضايقك تاني خالص بغيرتي، أنا ممكن كمان أروح و اعتذر للمدير و أقوله إني أنا سبب المشكلة.
نظر لها مصطفى بجمود شديد مصحوب بضيق وغضب و بزهق:
ــ أنتي إيه ما بتفهميش، قولت لك مليون مرة احنا بح انتهينا.
ندى بانكسار وعدم تصديق أنه أخرجها من قلبه لهذه الدرجة :
ــ مستحيل تكون بطلت تحبني، ولا كلام ماما صح إنك أصلا محبتنيش لأنك لو كنت بتحبنى كنت هتسامحني مش هتتلكك.
مصطفى بتأكيد وحسم:
ــ بالظبط هو ده أنا أصلا محبتكيش، أنتي كنتي مجرد بنت كويسة محترمة اتجوزتها، يعني ممكن تقولي عروسة لقطة..
ندى بدموع و وجع و عدم تصدق:
ــ لا أنت بتكذب.
مصطفى جمود:
ــ فكري فيها حتى بالمنطق هتلاقيها أنها صح أنا محبتكيش، لو كنت حبيتك كنت سامحتك بعد كل الاعتذارات والمحاولات منك ومن الكل .كنت أدتلك فرصة .
نظرت له ندى بوجع و بصمت وعينين تهبط منها الدموع بغزارة ...
أكمل مصطفى حديثه على نفس ذات الوتيرة الباردة الجارحة فهو يحاول أن يتخلص منها بأي شكل حتى لو كانت معاملته معها جاف وقاسى لهذا الحد.
مصطفى بجمود وجافئ شديد مصحوب بتهديد:
ــ ندى بكرة تمشي من هنا فاهمة، ولا تحبي اقول لهم انك دكتورة فاشلة، وانك بتاعت مشاكل. لو اتصلوا بالمستشفى اللى كنا فيها، هيتاكده،. (برجاء) كفايه ابوس ايدك تدمير فيا، لو بتحبينى ابعدى عنى وعن شغلي.
رامقته ندى بوجع وحزن ابتلعت ريقها مسحت وجهها وقالت.
ندى :
ــ ماشي يا مصطفى أنا همشي لأني بحبك، و مقدرش أأذيك مش لأني خايفة منك ، بس لازم تفهم إني مش هبطل أحاول أرجعك ليا زي ما بغبائي ضيعتك .
تركته وخرجت خارج الغرفة .
أخذ ينظر مصطفى لآثارها بحزن وعينين تملأها الدموع، فهو يشعر أنه أوجعها كثيراً بحديثه، هو كان يقصد كل هذا، لكي تبتعد عنه و تتركه يكمل حياته بكل هدوء....
لكنه يشعر بالشفقة والحزن من أجلها، فالبرغم من كل شيء، فهي كانت حبيبته وزوجته في يوم من الأيام، و ربما هناك بقايا عشق داخل قلبه .
تنهد مصطفى بوجع ويأس وهو يقول بصوت داخلي: إنتي السبب، كنت مضطر أكون كده عشان تبطلي تحاولي، حتى لو لسة في حب كبير جوايا ليكي، بس احنا ماينفعش نبقى لبعض، أحنا فراقنا محتوم وأنا متأكد حتى لو أديتك فرصة و رجعنا هنبعد تاني وثالث، أنتي مستحيل تتغيري يا ندى .
مسح دموعه بأطراف أصابعه وتنهد. وجلس ع المقعد الأمامي للمكتب .
💞_____💕بقلمي ليلة عادل💕______💞
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفي الرابعة عصرا
_ السفرة
نشاهد مصطفى وماسة و نبيلة وايهاب يجلسون ع طاولة السفرة ويتناولون الطعام لكن كان يبدو ع ملامح مصطفى أنه شاردا.
إيهاب بمدح:
لا تسلم ايدك البسلة جميلة.
ماسة بابتسامة:
ــ ألف هنا .
نبيلة:
ــ الصراحة حور نفسها جميل في الأكل.
ماسة:
ــأول ما طنط صباح تجيب السمن البلدى هعملكم فطير مشلتت انما إيه .
نبيلة:
ــ بتعرفي تعملي فطير؟
ماسة:
ــ باعرف أعمل كل حاجة.
نبيلة وهي تنظر لمصطفى:
ــ مصطفى بيحب الفطير بالعسل أوي، . وهو عاشق المخبوزات، مصطفى يا مصطفى .
انتبه مصطفى لنداءها.... حمحم وهو يرفع عينه: ــ بتقولي حاجة يا ماما ؟
نبيلة بتعجب:
ــ بقول حاجة !! لاا ده أنت مش معانا خاالص... مالك سرحت في ايه؟؟.
مصطفى:
ــ معاكم بس عندي عملية مهمة و متوتر شوية.
نبيلة بحنان:
ــ سيبها على ربنا يا حبيبي، وادعى وخليك واثق في نفسك وإن شاء الله خير
مصطفى:
ــ إن شاءالله ( وجه نظرته لماسة) تسلم ايدك يا حور تاعبة نفسك جداً معانا.
ماسة بابتسامة ولطف:
ــ بالعكس باستمتع جداً وأنا باعمل حاجة وبتعجبكم.
تبسم لها بلطف دون حديث، ونهض و هو يوجه حديثه لنبيلة
مصطفى:
ــ أنا هقف في البلكونة شوية ، ماما ممكن تعمليلي شاي بعد ما تخلصي أكل
نبيلة بحب:
ــ عينيا يا حبيبي.
توجّه للشرفة مع نظراتهم لأثاره
نبيلة وهي توجه نظراتها لايهاب باهتمام ممزوج بقلق:
ــ أخوك فيه حاجة متغيرة أبقى كلمه.
إيهاب:
ــ حاضر.
((بعد وقت))
_ الشرفة
_ نشاهد مصطفى يقف وهو ينظر إلى الشارع، يبدو عليه الضيق، بعد ثواني تقترب منه ماسة وهي تحمل بين يديها كوبا من الشاى بالنعناع .
ماسة بلطف وهى تقترب:
ــ مصطفى طنط عملتلك شاي؟
التفت إليها و أخذه منها بابتسامة لطيفة لكن مبطنة بضيق كانت تنتبه ماسة جيدا له.
مصطفى:
ــ شكراً تسلم ايدك؟
توقفت ماسة بجانبه ونظرت له بتردد يبدو أنها تريد قول شيء ابتلعت ريقها وقالت
ماسة بارتباك:
ــ هو أنا ينفع أسألك مالك ؟؟
مصطفى بابتسامة:
ــ أنا كويس !
شعرت ماسة أنه لا يريد أن يفصح عن أسباب شعوره بالضيق والانزعاج، وما يمر به الآن، فودت أن تخفف عنه وتتحدث معه، كمحاولة منها لإخراجه من هذا الضيق...
تحدثت بعقلانية ورقة ورقي و هنا نشعر من طريقة حديثها بمدي رقيها ولطفها وثقافتها.
ماسة بعقلانية ولطف:
ــ مشاركة الأحزان، والوجع، والقلق، مش عيب، إظهار ضعفك مش عيب ، ربما اللي أنت هتشاركه أو هتفضفض ليه ميحلش ليك مشكلتك، إنما على الأقل هيشاركك وجعك و هيسمعك، و هيطبطب على قلبك ، والأهم إنك هتخرج كل اللي بتحمله داخل صدرك، ووقتها هتشعر بالارتياح والسكينة ..
تتحدث بنبرة لها الكثير من المعاني وأضافت:
ــ أنا عارفة أنه صعب، لأنك مش متأكد هل هتلاقي إللي يفهمك، ويقدر ده، والا لا، لأن الناس للأسف لما بتحكم على شيء، بتحكم من صميم خبراتهم، تجاربهم، حدودهم، ثقافتهم، اللي احتمال كبير ما تتناسبش معاك، و وقتها هيزيد من همك وضغطك، لأن وقتها هتشعر إنك غريب و وحيد بشكل أكبر، ومحدش قادر يفهمك، عشان كدة الكلام صعب.
كان يستمع لها مصطفى بانتباه شديد بابتسامة لطيفة بسبب حديثها الذي أعجبه بقدر كبير فهو معجب بطريقة تفكيرها كثيرا و حديثها الذي يعكس جمالها ورقتها ثم قال.
مصطفى بنوع من اليأس:
ــ والحل إننا نسكت.
ماسة بابتسامة:
ــ لا، إنما أكيد فيه حد في الكوكب ده كله هيفهمك، وبليز ما تبوظليش الأمل ده، أنا مصدقة ومؤمنة إني هلاقي الشخص إللي يفهمني ويستوعبني من غير جدال وتبرير و من غير كلام كتير .
مصطفى بابتسامة:
ــ مش هبوظه متقلقيش، عارفة الجميل أكتر، لما تلاقي حد يفهمك من ملامحك لما تتغير، ويهتم أنه يسأل عليكي و يمد أيده ، بدل ماتحسي إنك غريبة ووحيدة.
ماسة بتأييد وهى تهز رأسها:
ــأكيد المهم الكيف مش الكم، شخص واحد بيفهمك بالدنيا وما فيها؟
وجهت نظراتها وجسدها بزوايته بشكل أكبر وقالت
ماسة بتساؤل لطيف:
ــ هااا قولت ايه هتشاركني ؟؟؟؟ .
مصطفى ببساطة:
ــ كل الحكاية إني قابلت ندى.
ماسة بعقلانية:
ــ تسمع نصيحتي.
مصطفى بحماس:
ــ أسمع.
ماسة بعدم رضا لكن بلطف:
ــ مش حلو إنك تتعامل مع واحدة كانت مراتك ، بالطريقة الفجة دي.
مصطفى بتساؤل:
ــ طب ليه مافكرتيش، أنا بأتعامل معها كدة ليه ؟! يعني أعتقد أنه مش من الطبيعى بتاعي ولا أنه يكون أسلوبي فج ، ولا أنتي شايفة إيه ؟
ماسة بابتسامة:
ــ اممم بصراحة لااا. أنت محترم وجنتل مان جداً .
مصطفى:
ــ بس الظاهر إنك حكمتى عليا عشان موقف حصل قصادك.
ماسة بتوضيح:
ــ مش حكم بس يعني، حساك مكبر الموضوع وقاسي بزيادة.
تنهد مصطفى باختناق كأنه يخرج كل أحزانه... بضيق:
ــ بردو أنتي اتسرعتي في حكمك
صمت قليلا ثم قال بنبرة كلها حزن ووجع وعينين تملأها الدموع ....
ندى أول حب في حياتي، أول حاجة وكل حاجة حلوة في حياتي، أول كلمة... أول بسمة، أول دمعة، أول مسكة أيد اللي بتقشعر الجسم كله، أنا موضوع البنات أو إني أتعرف على بنت وأحب وأقابل زى كل شاب، سواء كان في المراهقة أو بالجامعة مكنش شاغل دماغي، كان كل هدفي، إني أنجح وأجيب مجموع وأحقق حلم أمي، وأدخل كلية الطب، وأكون دكتور كبير، اتعرفت على ندى وأنا في رابعة، هي كانت لسة في أولى، بنت محترمة جداً ولطيفة ، اقتحمت حياتي فجأة من غير أي استئذان ، معرفتش أعمل كنترول، ومن غير ماحس فجأة الموضوع أتطور، و من غير ماخد بالي حبتها، حبتها أوي، وقررت إني هكون معها راجل، ويستحيل أكون شبه بابا ولو واحد في المية.....، ارتبطنا وعشنا قصة جميلة، كنت بحاول أكون شبه أبطال الروايات والحكايات والمسلسلات،....
هي فيها مميزات كتيرة حلوة أوي، و بردو فيها عيوب، زى أي إنسان، بس فيها عيب واحد، كان صعب، حاولت أتحمل بس مقدرتش، .... هي غيورة وعندها حب التملك، كانت بتغير عليا غيرة غريبة ، كانت بتعملي مشاكل كتير، وكنت بعدي، و أقول كل البنات كدة، مجرد ماهنتجوز، هاتهدى، .... بس زاد جنونها، خناقات من الفرح ، لو شفتني بس بأكلم حد أو طولت مع مريضة ، تعمل مشكلة كبيرة، لحد آخر مشكلة بينا عملتلي فضيحة مع بنت مدير المستشفى، واضطريت أمشي وجيت اسكندرية وطلقتها،....
بس هي لحد دلوقت مش قادرة تصدق ولا تستوعب إني مطلقها ، مابقتش قادر اتحمل ضغطها، وفي نفس الوقت صعبانة عليا، مضطر أقسى عليها وأكون فج زي ما قولتي عشان تبطل تجري ورايا.
كان تستمع ماسة له بصمت رهيب ويبدو على ملامح وجهها الألم و الأسى والأسف وعينين تسكنها الدموع .
ماسة بتنهد وقلة حيلة بتفهم:
ــ للأسف أنا آخر حد ممكن يساعدك ، بس أنا أكتر حد فاهمك وحاسس بشعورك، شعور السجن إللي حاسه، شعور الخنقة والضغط إنك مطارد، وكل خطوة محسوبة عليك، للأسف الحب بالشكل ده بيبقى مؤذي جدا.
مصطفى بتأييد مصحوب بحزن:
ــ بالظبط حبها أذاني أوي، صدقيني هي صعبانة عليا، وإللي مزعلني أكتر النهاردة حسيت إني كنت سخيف بزيادة قسيت عليها بشكل مبالغ فيه، بس كان لازم أعمل كدة عشان تفوق
ماسة بتساؤل:
ــ تفتكر نجحت.
مصطفى:
ــ أديني بحاول..
تبدلت ملامح وجهه الى ابتسامة لطيفة:
ــ المهم ها ذاكرتي فاضل نص ساعة ع الدرس .
تبسمت ماسة:
ــ أكيد ذاكرت.
مصطفى وهو يحتسي الشاى:
ــأعملي حسابك بكرة هتيجي معايا المركز أنا كلمت المدير.
ماسة بحماس:
ــ ماشي أنا متحمسة أوي للشغل وإني هقابل ناس كتير ب طبقات مختلفة، أكيد هكتسب منهم مفاهيم وطرق كتير مختلفة.
مصطفى بمدح:
ــ أنتي شاطرة ع فكرة جداً، أسلوبك وطريقتك، بيشعروني إنك بنت متعلمة ومثقفة جداً ، محدش يصدق إن كل ده اكتسبتيه عن طريق إللي حواليكي، وكمان من فيديوهات السوشيال ميدا، بس أنا حابب أقولك حاجة مهمة، مش كل حاجة بتكون صح وتصدقيها دول أكبر كذابين.
ظهرت على شفتي ماسة ابتسامة ساخرة مصحوبةبوجع وعينين تسكنها الدموع كأنها تذكرت شيء جعلها تبدو هكذا قالت.
ماسة بسخرية خفيفة:
ــ لا متقلقش بقيت بافهم إيه هي الفيديوهات بتاعت التعليم، وايه اللي فااك،
ثم هبطت دمعة من إحدى عينيها مسحتها بسرعة.
رمقها مصطفى بعينه باستغراب فشعر أن هناك شيئا كبيرا خلف هذه الجملة.
مصطفى بتساؤل:
ــ مالك افتكرتي حاجة ضايقتك؟
أجابته ماسة مسرعة بنفي وهي تشاور بايدها:
ــ لا لا مافيش حاجة، أنت فعلاً صح مش كل حاجة على السوشيال ميديا نصدقها، في الصح وفي الغلط، ....هو سلاح ذو حدين، الإنسان الواعي، هو اللي يقدر يتحكم و يفلتر و يفرق بين إللي يفيده و إللي يضره بأفكار سامة لا تتناسب معه، وبين الأخبار الحقيقية والمزيفة، أنا هروح بقى أراجع عشان،
(قالتها بالفرنسية) المسيو بتاعي ما يغضبش عليا .
مصطفى بانبهار مصحوب بمزاح:
ــ بعيد عن الكلام الجامد إللي قولتيه، بس واو فرنش؟؟؟ أنا مفهمتش إلا مسيووو ...( وضحك )
ماسة بتوضيح وهي تضحك بلطف:
ــ أنا بعرف كم كلمة بس، انجليزي علي فرنسي على ايطالي بس أكتر. لغة بأعرف منها عدد جمل وكلمات اكتر ال...
صمتت فجأة فهي كانت على وشك أن تقول له أنها تتحدث التركية أكثرهم لكنها صمتت وقالت ..
ماسة بتصنع:
ــ الانجليزي، بسبب سفري الكتير، إسماعيل علمني، بس مش أوي، يعني حاجات كدة عشان أعرف أتعامل، وأنا كنت لما بأسمع كلام يتقال قصادي، كنت باسأل معناه ايه، وأسجلها في التليفون وأحفظها، كنت عايزة أعلم نفسي بنفسي، وابقى زيهم مش أقل منهم.
مصطفى بتساؤل مصحوب باستغراب:
ــ تقصدى مين اسماعيل؟
شردت ماسة قليلاً وتذكرت تعامل عائلة سليم معها بعلو وعنتظة كبيرة، عادت من شرودها على صوت مصطفى.
مصطفى بنداء:
ــ حور حور.
ماسة:
ــ أيوة معاك.
مصطفى بتساؤل:
ــ معايا فين.
ماسة بضيق وحقد:
ــ افتكرت اسماعيل وأمه واخواته، أنا بكرههم جداً .
مصطفى:
ــ نصيحة بلاش.. هتتعبي.
ماسة حاولت الهروب من الحديث فهي تحاول بقدر الإمكان تجنب التحدث عن ماضيها، لخوفها أن تقع بالحديث أمامه بأي كلمة ، وتكشف عن هويتها الحقيقية، فهى تكذب كذبة كبيرة لا نعرف أسبابها .
ماسة بمرح:
ــ أنا هروح أراجع قبل ما تديني الدرس.
مصطفى بموافقة:
ــ تمام اتفضلي.
خرجت ماسة وأخذ ينظر مصطفى لآثارها بابتسامة
الماسة المكسورة بقلمي_ليلة عادل (✿ ♡‿♡)
بقلمي ليلة عادل ✍️♥️
_ القاهرة
_عيادة الدكتور مصطفى الحادية عشرة مساء
_نشاهد مصطفى يجلس ع مقعد مكتبه كان يكتب في بعض الأوراق بعد ثواني تدخل السكرتيرة .
السكرتيرة باحترام : دكتور مافيش مرضى بره، وكل الدكاترة كمان خلصت ومشيت، مفضلش غير حضرتك .
رفع مصطفى عينه لها:
ــ تمام، ممكن تروحي أنتي كمان يا حليمة.
السكرتيرة بتساؤل:
ــ هو حضرتك قاعد شوية ؟
مصطفى:
ــ آه في شوية حاجات محتاج أخلصها، انا هقفل العيادة.
حليمة باحترام وبابتسامة تصبح على خير... بعد إذنك
خرجت حليمة خارج الغرفة وقامت بلملمة متعلقاتها وخرجت خارج العيادة.
ظل مصطفى يجلس مكانه وهو ينظر في ساعته كأنه في انتظار شخص ما، وبعد وقت، يطرق الباب يبتسم مصطفى، وينهض ويتوجه إلى الباب ويفتحه، وهنا يدخل سليم وعلى وجهه ابتسامة ، تبادل معه مصطفى الابتسامة وهو يقول.
مصطفى بابتسامة عريضة:
ــ سليم بيه، وأخيراً تقابلنا...