رواية أسيرة ظنونه الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 بقلم إيمي نور


 رواية أسيرة ظنونه

الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23

بقلم إيمي نور

مع بزوغ فجر يوم جديد حاول عاصم النهوض من بجوارها بهدوء يحاول قدر الامكان ولا يتسبب فى ازعاج نومها فهى لم تنم الا منذ وقت قليل بعد ان قضى طوال ليلة امس يبثها شغفه وجنونه بها حتى تسقطت بعدها فى نوم قلق مرهق اما هو ظل الباقى من الليلة مستيقظا يتأملها بحنان عينيه لا تستطيع عينيه الابتعاد عنها لايدرى كيف له من قدرة أن يبتعد عنها لمدة اسبوع كامل بعد ان شعر بحلاوة قربها ودفئها تشعل كل حواسه بالاثارة بهذا القرب

وقف يتأمل وجهها بملامحه الرقيقة الناعمة لتتوقف فوق شفتيها الرائعة المنتفخة بشدة من جنون قبلاته لها طول االليل ليبتسم بعبث حين عادت به ذاكرته الى جنونها ليلة امس حين حاول معرفة رأيها فيما يخص بسفره بعد صعودهم الى جناحهم اخيرا لكنها صدمته حين قابلت اسئلته بهدوء وعقلانية قائلة انه عمله ومهم له وان صوفيا ماهى الا زميلة عمل وانها ليست بطفلة لتغضب لسفرها معه وتمنت له رحلة سعيدة ليشعر هو وقتها بالغضب والاحباط من اجابتها العقلانية لتلك ليوسوس له شيطانه بأثارة غيرتها قائلا لها بلامبالاة

= فعلا كلامك صح علشان كده بفكر بعد نبقى نخلص الشغل نبقى ننزل انا وصوفيا نتفرج على البلد سوا وهو نخرج شوية من جو الشغل مااحنا زمايلزاى ما بتقولى ومفهاش مشكلة

اشتعلت عينيها بالغضب تنهش الغيرة قبلها بعنف من كلماته تلك تشعر بالغباء فى انها السبب فى ادخال تلك الافكار الحمقاء الى عقله بعد محاولتها اظهار نفسها بأنها امراة عاقلة لا يهزها سفر زوجها مع امراة اخرى لكن محاولتها تلك بائت بالفشل فلم تستطع التظاهر طويلا لتصرخ بعنف

= عاصم انت هتستهبل فسح ايه اللى عاوز تتفسحها مع ست صوفيا بتعتك دى طب والله ياعاصم لو حصل لا.........هااا........

اخذت تتلعثم بباقى جملتها لاتسعفها كلماتها من شدة غضبها بينما وقف هو يتابعها بعينين تشتعل بنيران الشغف وهو يراها امامه بهذه الحالة من الغضب ليسرع بشدها من حصرها بقوة لتلتصق بجسده تشهق بذهول وهى تراه ينحنى فوق وجهها هامسا بتحجرش =

انا مش قلتلك لوسمعتك بتقولى صوفيا بتعتك دى تانى هزعلك

اخفضت فجر عينيها بخجل قائلا

= مانت بتضايقنى وتقولى هخرج واتفسح معاها عاوزنى يعنى اقولك ايه

مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه هامسا

= طيب وانتى كمان متعمليش فيها ست العاقلة وتقوليلى كلام فارغ زاى اللى قولتيه من شويه ده

اشتعلت عينيها بالغيرة مرةاخرى قائلة بحنق = يعنى عاوزنى اقول ايه يعنى اقولك انى انا نفسى اروحى اخنقها بيدى لحد ما روحها تطلع فى ايدى

لتكمل جملتها وهى بالفعل تضغط فوق اصابعها كما لو كانت تقوم بخنق شيئ بالفعل

لينفجر عاصم بضحكة رجولية صاخبة سعيدا برؤيتها غيرتها هذه لكنه توقف عن الضحك فجاءة تتغير ملامحه للحنان قائلا بأبتسامة وعينيه تمر بشوق فوق ملامحها

= هتوحشينى يا فجر بجد انا مش عارف الاسبوع ده هيعدى عليا ازاى من غيرك

اشرق وجهها بالسعادة من كلماته الرقيقة هذه تشعر بضربات قلبها تتسارع بفرحة لتهمس وهى تخفض عينيها بخجل

= وانت كمان هتوحشنى اووى

بعد كلماتها الخجلة هذه ورأيته لوجنتيها المشتعلة بالاحمرار لم يستطع عاصم مقاومتها لفترة اطول من ذلك ليهبط فوق شفتيها يلتهمها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع ساعات الصباح الاولى لتستلقى بعدها بين ذراعيه نائمة بهدوء بينما ظل هو يراقبها بشوق كما لو كان يتمنى حفر ملامحها بداخله

هز عاصم راسه يحاول ان يخرج من دوامة افكاره يزفر بقوة فهو ان ظل يقف امامها يتأملها كثيرا لن يتحرك من مكانه ابدا ليسير باتجاه الحمام يغلقه خلفه بهدوء

فزعت فجر من نومها تنظر الى جهته فى الفراش لتراها فارغة لتشعر بالحزن والالم يهاجم قلبها تلعن نفسها بعنف فا هى قد استغرقت فى النوم ليغادر هو دون ان تراه وتودعه لتعنف نفسها بغضب

= غبية يا فجر كده تنامى وتسبيه يمشى من قبل حتى ما تشوفيه

لتتسع عنييها بصدمة وهى تستمع الى صوته الاتى من امام طاولة الزينة تراه يقف امامها يعدل يرتدى ساعته ويضع متعلقاته بداخل البدلة قائلا بحنان

= وتفتكرى هو يقدر يمشى من غير ما ياخدك فى حضنه قبل ما يسافر

تراه يتقدم منها بخطواته الواسعة الواثقة عينيه لا تفارق عينيها حتى وصل اليها ليجلس بجوارها يجذبها الى صدره بحنان لتضع راسها بسكينة فوق صدره تشعر بالدموع تحرق عينيها تصل الى مسامعها صوته الاجش

= عاوزك تخدى بالك من نفسك وانا كل يوم هتصل بيكى اكلمك واطمن عليكى اتفقنا

هزت فجر راسها بضعف لا تقوى على الكلام خشية ان تخونها دموعها لكنه ادرك مابها ليرفع وجهها اليه يرى عينيها الممتلئة بدموعها تنساب ببطء فوقه لتنهد عاصم قائلا برقة

= ليه الدموع دلوقت كلها اسبوع وهبقى معاكى بس علشان خاطرى بلاش اخر حاجة اشوفها هى دموعك

رفعت ذراعيها تلفها حول رقبته تتضغط جسده اليها بقوة تهمس بصوت متحجرش باكى

= غصب عنى والله اصل انت هتوحشنى اوووي

ظل عاصم بين احضانها يتنمى ان يظلا هكذا لاطول وقت ممكن لكنه بعد حين ابعدها عن برقة يمرر انامله فوق جفونها برقة يهمس

= عاوز قبل ما امشى اشوف ابتسامتك ليا ومش عاوز دموع خالص

هزت فجر راسها بالموافقة تبتسم برقة اليه تلتمع عينيها بدموعها ليظل هو يراقبها لعدة لحظات قبل ان ينهض سريعا من فوق الفراش قائلا

= انا نازل وزاى ما اتفقنا هكلمك كل يوم

ثم اسرع بحمل حقيبته يتجه الى الباب بخطوات سريعة مغادرا دون ان يلتفت خلفه ابدا يغلق الباب خلفه بهدوء

لترتمى فجر فوق الفراش تبكى بقوة لمدى طويلةحتى غفت من مرة اخرى ودموعها ترتسم فوق وجهها من شدة ارهاقها

💕💕💕💕💕💕💕💕

مر ثلاث ايام منذ سفر عاصم كانت الامور فى القصر هادئة خاصة بعد سفر عمتها وزوجها معهم هنا الى فيلا الساحل للمكوث هناك لبضع ايام ولم يتبقى سوى ثريا ونادين معهم بالقصر لكنها استطاعت تجنبهم وتجنب تعليقاتهم الخبيثة المتعلقة بعاصم وسفره مع صوفيا بمفردهم تدرك محلولتهم لتعكير صفو علاقتها الحديثة بعاصم حتى اتى يوم كانوا جميعا مجتمعين داخل غرفة الاستقبال معهم الجد ليسأل صفية لكن كانت انظاره موجهه الى فجر كانه يسالها لكنه يستعلى سؤالها هى شخصيا

= هو عاصم ما تصلش النهاردة خالص

لم تقوم فجر بالرد تاركة الامر لزوجة عمها التى اجابت بقلق

=ابدا يا بابا مع انه متعود يكلمنا اكتر من مرة فى اليوم

هز عبد الحميد راسه قائلا بهدوء ومازالت عينيها فوق فجر يتابعها

= متقلقيش تلاقى بس المفاوضات بدات والوقت سرقه معرفش يتكلم

ليصمت قليلا يهمس بسؤال كانه شيئ عرضى

= وانتى يا فجر ماكلمكيش النهاردة برضه

اسرعت تهز راسها بالنفى هى الاخرى

ليعقد عبد الحميد حاجبيه بقلق وهنا اسرعت ثريا قائلة بخبث

= الله يكون فى عونه مشاغله كتير برضه

انطلقت من نادين ضحكة ساخرة قائلة هى الاخرى

= طبعا هيلاقيها من الصفقة ولا مين اللى بيساعدوه فى الصفقة حاجة بصراحة متعبة جدا

هبت فجر واقفة تسالها بغضب

= انتى تقصدى ايه بكلامك ده

نهضت نادين هى الاخرى تهتف بغل

= اللى فهمتيه يا بنت عواطف ولو مش شايفة اللى بيحصل تبقى غبية

اسرعت عواطف هى الاخرى تقف على قدميها تحاول جذب ابنتها للخروج من الغرفة قائلا بخفوت

= نادين ملوش لازمة كلامك ده

ضحكة نادين مرة الاخرى قائلة بحقد

=ليه خايفة بنتك تعرف اللى كلنا عرفينه و شيفينه بعنينا من ساعة ما صوفيا جات البيت فتزعل من سى عاصم

لتكمل بحقد اكبر تضغط فوق حروفها بشدة

= متخافيش مش هيحصل عارفة ليه علشان بنتك معندهاش كرامة زيك بالظبط ومش هتقدر تضيع فرصة عمرها من ايديها

لم تدرى فجر سوى وهى تهجم فوق نادين تحاول الفتك بها ونادين هى الاخرى اسرعت تحاول الامساك بيها لتقف كل من صفية وعواطف محاولة السيطرة على فجر والتى اصبحت كالوحش الهائج بيما ثريا اسرعت بجذب نادين تحاول ابعادها تصرخ

= نادين خلاص كفاية لحد كده

اما عبد الحميد جلس فوق مقعده يحاول النهوض اكثر من مرة والهتاف بهم بغضب لكنه صوته خرج ضعيفا خافتا يشعر بالام فى صدره تزحف بقوة داخله كما لو كان الالف الانياب تنهشه فاخذ بالمحاولة حتى خرج صوته اخيرا لكن مستغيثا بصفية قائلا بالم

= الحقينى بسرعة يا صفية هموت

همدت الاصوات بعد صرخة عبد الحميد لتسرع اليه فجر وصفيه تلحقهم عواطف بينما وقفت نادين وثريا بتخشب يتابعان صفية وفجر وهم يوقفون عبد الحميد برقة مغادرين الغرفة قبل تلتفت اليهم صفية بقلق وخوف

= ثريا اطلبى الدكتور خليه يجى حالا

هزت ثريا راسها تسرع فى اتجاه الهاتف تحدث الطبيب عدة لحظات ثم تغلق بعدها الهاتف لتسألها نادين بخفوت

= تفتكرى هيحصل المرة دى

هزت ثريا كتفيها بعدم المعرفة قائلة بخفوت هى الاخرى

= مش عارفة بس شكله تعبان اوى ياريت يحصل قبل ما يلحق يكتب اى حاجة لحد اهو نص البلى ولا البلى كله

اسرعت نادين تهتف برجاء

= ياااارب نخلص بقى بسرعة انا مليش فى جو العيانين ده

رفعت ثريا عينيها هى الاخرى الى السماء برجاء ثم تلتفت الى ابنتها قائلة بلهفة

= ايه رايك احنا نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه ونتحجج باى حجة ونخرج من هنا بدل ما يدخلونا فى شغل تمريض وسهر جنبه والشغل ده

هزت نادين راسها بالموافقة سريعا لتسألها بعدها بحيرة

= بس هنقول ليهم ايه ؟

عقدت ثريا حاجيبها بتفكر لعدة لحظات ثم هتفت

= بس لقيتها هنقول ان جدتك هى كمان تعبت فجاءة ولازم نسافر لها لان خالك سافر وهى هناك لوحدها ايه رايك

اسرعت نادين بالموافقة لتكمل ثريا بتفكير

=بس نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه وانا هكلم جدتك تكلمنى ادامهم ونظبط السيناريو صح مانا مش هقعد امرض فحد كفاية عليه الست صفية

لتهز راسها لابنتهابالموافقة ثم يسرعا بالمغادرة حتى يقوموا بتمثيل القلق والخوف امام الحميع قبل البدء بتنفيذ خطتهم


🖤🖤🖤🖤🖤

بعد خروج الطيب جلسوا جميعا بصمت يتابعوا بقلق عبد الحميد المستلقى فوق فراشه شاحب الوجه يبدو عليه التعب الشديد لتغمز ثريا نادين ثم تغادر الغرفة بخطوات هادئة تحاول عدم لفت الاتباه اليها لكن عينى صفية لمحتها لكنها فضلت الصمت عن سؤالها

اقتربت عواطف من صفية تهمس بهدوء

= مش كان الاحسن يروح المستشفى لحد ما نطمن على صحته

هزت صفية راسها بقلة حيلة قائلة بخفوت

= مانت شوفتى بنفسك عمل ازاى لما الدكتور طلب يروح المستشفى اهو احنا جنبه لحد ما ماالدكتور يبعت الممرضة اللى قال عليها

هزت عواطف راسها تعود الى مكانها مرة اخرى بصمت

اما فجر فظلت تنظر الى جدها المستلقى فوق الفراش بوجه لا تظهر اى شىئ من مشاعرها عليه لكن بداخلها تموج المشاعر بشكل عاصف لاتستطيع التصديق انه جدها بكل جبروته وقوته ينهار فجاءة امامهم بذلك الشكل لا تدرى هل ما تشعر به الان هل قلق وخوف عليه ام شىئ اخر لكن ما هى متأكدة منه انه رغم كل قسوته معها الا انها لا تحب رؤيته بهذا الضعف ابدا

دخلت ثريا بعد عدة لحظات الى داخل الغرفة تجلس بصمت حتى تعالى رنين هاتفها بعد نصف ساعة لتنظر الى المتصل وتنهض بقلق هاتفة

= دى ماما ايه اللى هيخليها تتصل بيه متاخر اووى كده

اسرعت نادين وصفية بالوقوف لتهتف الاخيرة

= طيب ردى عليها الاول نطمن

فتحت ثريا الهاتف ليشحب وجهها بتمثيل رائع تهتف برعب

= يعنى انتى لوحدك فى البيت طيب فين هشام

لتصمت قليلا تستمع الى محدثها لتقول بعدها برعب

= مسافر طيب انا هعمل ايه دلوقت بابا عبد الحميد تعبان هو كمان جدا هو......

لتقاطع صفية حديثها بجدية هامسة

= احنا هنا مع بابا روحى انتى ليها بسرعة مدام لوحدها

تلعثمت ثريا بكلامها تتدعى التردد

= بس... يا صفية

رتبت صفية فوق يديها برقة قائلة بهدوء

= مفيش بس يلا روحى اجهزى على ما اكلم حسن السواق يجى يوصلكم

هزت ثريا راسها بالموافقة بخنوع تلتفت الى نادين تهمس

= هتيجى معايا يانادين ولا هتخليكى مع جدو

اسرعت نادين بلهفة مصتنعة

= لا روحى انتى انا هقعد مع جدو لحد ما اطمن عليه

صفية بهدوء

= روحى مع ماما يا حبيبتى متسبهاش لوحدها واحنا معاه كلنا هنا واكيد هنطمنكم عليه

نادين ببراءة وحيرة مصتنعان

= يعنى انتى شايفة كده يا طنط

هزت صفية راسها برقة لتسرع نادين قائلة

= طيب يلا يا ماما نجهز علشان نلحق آنا

لتغادر سريعا تتبعها ثريا

ليسود الصمت بعد خروجهم تدور الافكار بعقل صفية تدعو فى نفسهاا الا يكون ما يدور فى راسها صحيح و هو كل شكوكها

❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣

همست برقة تهز زوجة عمها النائمة فوق كرسيها بتعب بعد اصرارها ان تقوم هى بالسهر بجواره حتى حضور الممرضة لتجلس معها فجر هى الاخرى تصر بشدة بعد رفض صفية عدة مرات بينما ذهبت والدتها الى غرفتها بعد ان شعرت بالتعب والارهاق

لتستمر السهرة بينها وبين فجر حتى سقط راس صفية فوق صدرها تنام بتعب لتشعر فجر بالشفقة عليها وهى تراها بهذة الحالة لتطلب منها الذهاب الى غرفتها لتستريح وهى ستجلس هنا بجواره وبعدة محاولات منها لاقناعها نهضت صفية ببطء قائلة بهمس تعب

= طيب يا حيبتى بس لو احتجتينى تعاليلى على طول

هزت فجر راسها بالموافقة لترتب صفية فوق وجنتها برقة تبتسم لها بحنان ثم تغادر بخطوات متثاقلة من الارهاق

لتجلس فجر فوق المقعد الذى كانت تحتله منذ قليل صفيه بعد ان قامت بتقريبه من فراش جدها بهدوء تمسك بكفه المستريح فوق الفراش بحنان تقبله برقة هامسة

= انا ماكنتش اعرف انى بحبك اووى كده رغم كله اللى عملته معايا انا وماما بس برضه بحبك مش متخيلة انه ممكن فى يوم ما مش الاقيك معانا انا مستعدة اعمل اى حاجة بس تقوم لينا بالسلامة حتى ولو كنت هتزعقلى وتكرهنى كل يوم انا موافقة بس متسبنيش يا جدو

لتخفض راسها تقبل كفه مرة اخرى لكن هذه مرة شعرت بيد حنونة ترتب فوق شعرها تتلمسه بضعف لتشهق بذهول ترفع راسها سريعا ترى جدها فاتح لعينيه يرتسم فيها لاول مرة الحنان لها قائلا بلهاث وضعف

= يااه يا بنت ماهر لاول مرة حد يحسسنى اد ايه انى ظالم وحش بعد كل اللى عملته فيكى وفى امك بتعيطى علشانى و خايفة عليا من الموت

اسرعت فجر بمسح دموعها تبتسم بحنان

= بعد الشر عنك ياجدو متقولش كده احنا من غيرك ولا حاجة

مد عبد الحميد يدا مرتعشة يرتب بها فوق وجنتيها برقة يتأملها لعدة لحظات يهمس بعدها

=طيبة وقلبك ابيض زاى امك عمرها برضه معرفت تكره حد او تتمنى لحد الشر

ثم اخذ نفسا عميق قائلا بعده بصوت اجش متسأل

=اومال فين صفية مش شايفها لاهى ولا الباقين

نهضت فجر بهدوء تعدل من وضع الغطاء فوقه قائلة

= طنط صفية وماما راحوا جناحهم بعد ما تعبوا من السهر وانا قلت ليهم يروحوا يرتاحوا وانا هقعد معاك

عبد الحميد بخشونة

=طيب ونادين وثريا

قالت فجر بهدوء قدر المستطاع

= مامت طنط ثريا تعبت واضطرت تروح ليها لان على ما اعتقد محدش معاها هناك

التمعت عين عبدالحميد بمشاعر لم تستطيع فجر التعرف عليها هامسا بتفكير

= بقى كده .. فجر معلش ممكن تصحيلى طنط صفية وبعدين روحى انتى نامى

شحبت ملامح فجر بشدة ظنا منها برفضه لمكوثها هى بجواره لتهز راسها بضعف قائلا هامسة بالم تغادر الغرفة بخطوات مثقلة

= حاضر ثوانى وهروح اصحيها

ادرك عبد الحميد مايدور فى افكارها ليناديها مرة اخرى بحنان لتلتفت اليها تراه يبتسم برقة لها قائلا

= بس هستناكى الصبح بدرى بالفطار علشان نفطر سوا اتفقنا

شعرت فجر بالفرحة لتهز راسها بتاكيد وهى تبتسم بسعادة ثم تغلق مغلقة الباب خلفها بهدوء

ليعقد عبد تلحميد حاجبيه بتفكير قائلا بأسف

= يا ترى يا عبد الحميد حسبتها غلط فى ايه وظلمت مين تانى

ليغمض عينيه يتنهد بقوة يشعر بالم ينهش صدره لكنه لم يكون هذه المرة الم المرض بل شيئ اخر يخشى ان يتعرف عليه

💔💔💔💔

مر يوم اخر ظلت فجر تتناوب فيه والدتها وزوجة عمها الاهتمام بجدها بعد ان رفض وجود الممرضة بجوار قائلا بصرامة انه يرفض ان يهتم به احد غير افراد اسرته وهو يشملها هى ووالدتها بنظراته بايحاء وصل للجميع ليمر اليوم سريعا دون اتصال من عاصم مرة اخرى ليدب القلق فى قلوبهم وقلب فجر التى تمنت لو باستطاعتها الاتصال به لتطمئن عليه لكنها لاتجد الجراءة فى نفسها لفعلها تشتاق بشدة الى صوته الاجش وهو يهمس باسمها لكنها فضلت الانتظتر لعله يقوم باتصال تلك الليلة ولكن اثناء جلوسهم جميعا فى غرفة الجد و سؤاله صفية عنه لتهز راسها بالنفى ثم تنهض بقلق تمسك بهاتفها

= انا هتصل بيه وماهو مش هنفضل نستنى يتصل هو

الجد بصرامة يحاول اخفاء قلقه بصرامته هذه

= اقعدى يا صفية هو عيل صغير امه هتخاف عليه وبعدين احنا مش عارفين ايه ظروفه هناك احنا هنستنى لبكرة ولو متكلمش هنكلمه احنا

جلست صفية مرة اخرى باحباط لا تجروء على مخالفة اوامره تنظر الى فجر الجالسة هى الاخرى يرتسم فى عينيها القلق والاحبااط

لتتنهد باستسلام تجلس بجوار عواطف وفجر يتبادلوا اطراف الحديث بذهن شارد اما فجر فقد قررت الاتصال هى بيه ليلا بعد خلود الجميع الى النوم فهى لن تستطيع الانتظار حتى الصباح حتى تستمع الى صوته لتطمئن نفسها

💘💘💘💘💘💘💘

دخلت فجر الى جناحها تغلق الباب خلفها بهدوء بعد خلود جدها الى النوم ومكوث زوجة عمها معه هذه اللية هى والدتها طالبين منها الخلود الى الراحة فى غرفتهاهذه الليلة لتستغل فجر هذه الفرصة لتخرج هاتفها فورا تضغط زر الاتصال به تستمع الى الرنين فى الطرف الاخر لفترة ليست بالقصيرة لكنها تعلم فرق التوقيت بينهم فاذا كانت الساعة الان التانية بعد منتصف الليل هنا فهناك الثالثة ومن المؤكد خلوده الى النوم لكنها لم تستطع غلق الاتصال ابدا تعلم انها لن تأتيها الفرصة لتفعلها مرة اخرى بسبب خجلها

انتبهت على صوت فتح الاتصال من الطرف الاخر لا تسمع الا صوت انفاس بطيئة ثم ساد الصمت لتتكلم فجر بصوت قلقت ملهوف هاتفة باسمه ليقابلها الصمت عدة ثوانى ثم وصل الى مسامعها اخر صوت ظنت انها قد تسمعه فى تلك اللحظة

صوفيا بصوت ناعس اجش من اثر النوم قائلة ببطء

= عاصم نايم دلوقت تقدرى تطلبيه بكرة لما يصحى او لو تحبى استنى وهو هيطلبك هو

ثم اغلقت الخط سريعا تاركة فجر العالم يدور من حولها بقوة تشعر بانسحاب الروح منها شيئا فشىئ تغلق عينيها بقوة تقاوم تلك الدوامة السودا التى اخذت تجذبها بقوة بداخلها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا ليسقط الهاتف من يدها بقوة تتبعه هى ايضا تسقط فوق السجادة بعنف مغشيا عليها مستسلمة لها لتبتلعها بداخلها سريعا

💔💔💔💔تبع


الفصل الثالث والعشرون

تحركت فجر وهى تتأوه بألم تمسك برأسها تحاول النهوض لتعى لنفسها راقدة فوق ارضية الغرفة هاتفهابجوارها محطم لتندفع الى راسها بقوة لحظات ما قبل سقوطها لتشعر بالالام تنهش قلبها بعنف وهى تتذكر صوت صوفيا الناعس فى اذنيها وهى تحدثها بكل ثقة لتنهار فى بكاء مرير لعدة ساعات شعرت خلالها بأنسحاب الروح منها تتسأل بصدمة هل ماحدث وسمعته منذ قليل حقيقة احقا خانها عاصم احقا تحققت كل مخاوفها وفعلها

ليجيبها عقلها

وهل مازلتى لا تصدقين ماذا تنظرين اكثر من سماعك لصوتها الناعس على هاتفه فى تلك الساعة المتأخرة فماذا تردين اثبات اكثر من هذا هل تريدين رؤيتك لهم معا حتى تستطيعين التصديق

اخذت تهز راسها بالنفى بألم حتى تستطيع طرد تلك الصور التى اخذ عقلها يصورها لها بلا رحمة كما لو حقيقة امامها بينما يحاول قلبها نفيها قائلا بامل =لاا من المستحيل ان يفعلها عاصم فهو ليس بتلك القسوة حتى يقوم بخيانتها بعد ان عشا معا اجمل لحظات حياتهم سوا واذا كان يريدصوفيا حقا لماذا طلب منها ان يتتموا زواجهم لماذا لم يدعها وشأنها ان كان يريد غيرها

اخدت الافكار تتصارع بين قلبها وعقلها لتشعر كما لو كانت فى بحر هائج تتلاطمها امواجه بقسوة وعنف لتظل على حالتها هذة حتى بزغ فجر اليوم التالى وهى لاتعى شيئ تجلس فوق ارض الغرفة تضم ركبتيها اليها لتمر بها الساعات وهى على حالتها هذه حتى سمعت طرقا هادئ فوق باب الغرفة ليخرجها من حالة الذهول هذه تنهض سريعا لتقف فوق اقدامها تعدل من وضع ملابسها ثم تأذن للطارق بالدخول لتدلف ام جمال الغرفة قائلة بهدوء

= ست فجر سيدى الكبير عاوزك فى اوضته بيقولك انه مستنيكى علشان الفطار

هزت فجر راسها ببطء ووجه شاحب لتلاحظ ام جمال حالتها هذة للتقدم الى داخل الغرفة ببهدوء تسألها بعطف

= مالك يا بنتى انتى تعبانة ولا حاجة

هزت فجر راسها بالنفى ببطء لا تقوى على اخراج صوتها لتسالها ام جمال مرة اخرى

= تحبى اندهلك ست عواطف او الست صفية

اجابتها فجر تلك المرة برفض قائلة بلهفة

= لااا يا خالتى انا كويسة متقلقيش حد انا بس حاسة بصداع علشان سهرت شوية

هزت ام جمال راسها بتفهم ثم تجيبها

=طيب ياحبيبتى انا هنزل حالا اجيبلك حباية هضيع كل ده عما تحضري نفسك

ثم التفتت لتخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة انفجرت فجر فى البكاء فور اغلاقها للباب خلفها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقاتها الباكية تشعر بالعجز لاتدرى كيف لها ان تتعامل وتتصرف بطبيعةوهى تشعر بكل هذا الالالم بداخلها

💔💔💔💔

جلس عبد الحميد شارد الذهن يفكر فى ما فعله فى طوال ايام حياته السابقة وكم ظلم وكم اهان من لم يكن يستحق و كيف رفع واحب اشخاص لم يتصور يوم ان يكونوا بتلك الحقارة فازمة مرضه الاخيرة والتى كانت الاسوء منذ اصابته بالمرض التى ظن انه لن يستطيع النهوض منها بسلام كانت كفرصة اخيرة من الله حتى يستطيع اصلاح ما قد افسده طوال حياته فمن الان يجب البحث وبدقة عن كل الامور التى تركها دون بحث او اهتمام لانها كانت تسير على هوا افكاره وقتها فهو لن يترك تلك الحياة الا وقد قام باصالح كل اخطاءه هذه حتى يستطيع بعدها ان يقابل وجه كريم بقلب مطمئن

سمع دقات خافتة فوق غرفته ليأذن للطارق بدخول ليراها تدخل بخطواتها الهادئة تتقدم الى مكان جلوسه تقف بهدوء دون ان تحاول الحديث كما لوكانت تخاف ان يكون ماحدث منه امس ماهو الا طفر من المشاعر لن تعود مرة اخرى ليبتسم لها بحنان وهو يمد يده اليها يجذبها للجلوس بجواره قائلا بمرح

= ايه يا بنت يا بكاشة انتى كده تخلينى استناكى من غير فطار كل ده

ابتسم فجر ابتسامة شاحبة تجيبه بصوت منخفض

= سامحنى ياجدو اصل نمت متاخر وصحيت على صداع جامد

ابتسم عبد الحميد بتفهم قائلا برقة

=عارف اللى قلقك ومخلكيش تنامى بس اطمنى يا ستى هو كويس وكلها بكرة ولا بعده هينزل مصر

رفعت فجر وجهها تسأله بلهفة

= هو اتكلم طيب امتى ومكلمنيش ليه

ابتسم عبد الحميد بحنان وهو يعى للهفتها تلك ليشعر بالفرح هو يجيبها

= من شوية ولو كنتى جيتى بدرى زاى ما اتفقنا كنت كلمتيه انتى كمان

اخفضت راسها مرة اخرى ولكن تلك المرة باحباط ليسرع عبد الحميد قائلا محاولا طمئنتها

= هو حاول يكلمك بس تليفونك كان مقفول عموما كلها بكرة و يوصل مش وقت كتير يعنى

ليكمل بمرح

= يلا علشان نفطر انا اصلى جعان جدا وتبقى صفية وامك يصحوا براحتهم يفطروا

ثم اخذ يتناول من الطعام امامه بشهية غافلا عن تلك الشاردة بعالم اخر تتقاذفها افكارها بعنف وتبعث بالم الى قلبها لتمزقه اربا 🖤🖤🖤🖤

بعد انقضاء اليوم وخلود جدها الى النوم استقلت فجر فوق الاريكة رافضة الاستلقاء فوق الفراش مرة اخرى لاتريد الشعور به ولا استنشاق رائحته العالقة فوق اغطية الفراش والتى كلما وصلت الى رئتيها شعرت بالحنين اليه يهاجمها وهى لا تريد الضعف تريد ان تكون قوية لا يهزها شوقها اليه فقد توصلت اخيرا انها ستاخذ الامور بعقلانية و ستجلس معه وتتحدث اليه عما سمعته فى تلك الليلة فيجب انه يكون لديه تفسير له وهى على استعداد لاستماع حتى ولو كان ما سيقوله سيؤلمها لكن يجب ان ترتاح من دوامة افكارها هذه

اغمضت عينيها بأرهاق تتضافر عليها كل ما مرت به ليلة امس واليوم لتسقط فى نوم مرهق عميق لعدة ساعات لم تعى فيهم لشيئ حتى شعرت بلمسات رقيقة تداعب وجهها بحنان وهمس اجش يناديها لتزفر بقوة تنادى باسمه وهى تمرمغ وجهها فى وسادتها تتقلب بجسدها لتنحسر عنها بيجامتها تكشف عن جسدها لتشعر بيد دافئة تتلمس بشرتها ببطء ورقة

لكنها ظلت على نومها تظن بانها داخل حلم جميل معه وهى تسمعه يهمس بصوته الاجش الممتليء بالرغبة

وحشتينى يا عيون عاصم

هزت فجر راسها برفض تتمتم بكلمات غير مفهومة لتشعر بعدها بجسدها يطفو فوق سحابة متحركة ثم تحط بها فوق شيئ ناعم بين احضانه الدافئة لتهمس فى نومها بارهاق تحدثه

= عاصم وحشتنى اوى خلينى فى حضنك ماتسبنيش ابدا

شعرت به يضمها بقوة يهمس فى حنايا عنقها برقة

= نامى يا عيون عاصم وانا هنا جنبك مش هسيبك ثانية بعد كده

تنهدت بقوة تدفن نفسها اكثر واكثر بين احضانه تنعم بحلمها الجميل هذا لاتريد الاستيقاظ منه ابدا

❤❤❤❤

فتحت فجر عينيها بصعوبة تحاول ازالة

خصلات شعرها التى تحجب الرؤية عنها لتصدم عينيها بصدر عارى وذراعين تضمها اليه بقوة لتشهق برعب سرعان ما تحول لدهشة وهى ترى عاصم مستغرق بشدة فى النوم بجوارها فشعرت بالحيرة فمتى حضر وكيف انتقلت هنا لتنام بجواره فى الفراش حتى تذكرت حلمها ليلة امس وهمساته لها لخلاله لتدرك انه لم يكن حلم وانه قد اتى اليها يشتاقها ويضمها اليه فور وصوله ليخبرها قلبها

اوليس هذا دليلا اخر على براءته

اسرعت تهز راسها ببطء تقرر انها تتحدث اليه عماحدث و تسمع منه تبريره وروايته هو عما حدث

اخذت تحاول الخروج من بين زراعيه دون ان تحاول ازعاجه وقد كان مستغرق فى النوم يبدو فوق وجهه الشحوب فامتدت يدها دون ارادة منها تتلمس تلك الملامح لكنها توقفت فى منتصف الطريق خشية من استيقاظه وفهى لاتريد ذلك الان تحتاج اولا الى استجماع شجاعتها قبل تلك المواجهة الحتمية بينهم

فاستطاعت اخيرا الخروج من بين ذراعيه تنهض سريعا فى اتجاه الحمام تغلقه خلفها بهدوء تستعد ليوم لا تدرى ماذا يحمل لها هل السعادة ام حزن وشقاء لن ينتهوا

خرجت من الغرفة بهدوء وهى تلقى نظرة اخيرة عليه تراه مازال نائم بعمق لتغلق الباب خلفها بهدوء تسرع فى النزول الى بهو القصر تعلم انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد لكنها فوجـئت بصوفيا تنزل هى ايضا الى البهو تحمل بيدها حقيبتها لتقف امام فجر تنظر اليها بدهشة اولا سرعان ما تحولت الى ابتسامة انتصار وتشفى قائلة بهدوء

= صباح الخير يا فجر هانم ياارب تكونى

كويسة

نظرت فجر الى الحقيبة فى يدها لتسالها دون مقدمات

= انتى رايحة فين بالشطنة دى

وضعت صوفيا حقيبتها ارضا ثم اعتدلت مرة اخرى تنظر الى اظافرها قائلة ببرود

=مسافرة تانى زاى ما اتفقت مع عاصم

فجر بتلعثم

= اتفقتى... مع... عاصم

وضعت صوفيا يدها فوق فمها باسلوب مسرحى تهتف برعب مصتنع

=يا خبر هو لسه مقلكيش على اتفقنا

لتكمل وهى تقترب من فجر بخطوات بطيئة =عموما هقولك انا اهو يكون عندك فكرة برضه بدل ما تتصدمى بعد كده

لتنحنى فوق فجر تهمس فى اذنيها بتشفى قائلة بفحيح

= عاصم قالى على ظروف جوازكم والفضيحة اللى اتعملت ليكى قبل ما يوافق وتجوزك

ثم تراجعت الى الخلف تنظر الى وجه فجر كمن تريد رؤية وقع كلماتها التالية عليها ترى وجهها الشاحب بشدة لتكمل ببطء وتشفى

= وقالى كمان على اااه ...

لتبتسم بخبث

= على اتفاق جده معاه واللى من الواضح مقاليكيش حاجة عنه

فجر وهى تحاول التظاهر بالتماسك امامها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير من الخوف

= اتفاق ايه اللى ممكن يكون بين عاصم وجدى

اقتربت منها صوفيا مرة اخرى قائلة بهمس

= الحفيد اللى لو وصل فى اول سنة جواز ليكم كل حاجة هتتكتب لعاصم اما لو محصلش تتطلقوا وتتطردى بره انتى والست ماما

اخذت فجر تهز راسها بقوة مع كل كلمة تخرج من فم صوفيا لترفض بها ما تسمعه لا تستطيع التصديق ان كل هذا من الممكن ان يكون حقيقة فاخذت تحرك شفتيها تحاول الحديث ترفض كل ما يقال لكنها لم تستطع اخراج حرفا واحدة لترى صوفيا حالتها هذه لتسرع بالترتب فوق وجنتها بقسوة قائلة بغل = فوقى ياماما وعرفى انتى بتلعبى مع مين واعرفى انه مهما طال الزمن او قصر بينك وبين عاصم فهو ليا وبتاعى واخره معايا انا

وقفت فجر تنظر اليها بجمود تشعر كانها مغيبة عما كل ما حولها لاتدرى بماذا تقول اوتفعل لتسرع فجاءة تغادر الى خارج القصر تاركة صوفيا تنظر فى اثرها بغل وحقد تقف تتابعها لتقفز فجاءة الى عقلها ما حدث فى تلك الرحلة المشئومة الى اليونان

فلاش باك

بعد وصولهم الى فندقهم والاستراحة كل فى غرفته قليلا اخذتهم دوامة الاجتماعات والمفاوضات حتى منتصف الليلة لتطلب صوفيا من عاصم الذهاب معها لتناول العشاء فهم لم يتناولوا شيئ طوال اليوم فوافقها عاصم بهزت راس رسمية منه وهذه كانت معاملته لها طوال اليوم الرسمية والتحفظ لكنها عقدت العزم بينهاو نفسها انها لن ترجع من تلك الرحلة خالية والوفاض ابدا ولن تكون صوفيا الا لم يكن عاصم لها فى نهاية تلك الرحلة

اخذها الى مطعم الفندق لتناول طعاهم والذى ظلت خلاله تحاول التحدث اليها باغراء ورقة مستغلة كل اسلحة انوثتها قابلها هو بجفاء وجمود ليصيبها الاحباط وهى تراه ينهض متعلاا بتاخر الوقت وحاجتهم الى الراحة ولكن ما ان خرج من المصعد امام غرفة عاصم حتى راته يمسك ببطنه يتأوه بالم يسقط ارضا فوق ركبتيه من شدة الالم فاسرعت اليه صوفيا تنحنى جالسة بجواره تساله بقلق عما به لكنه لم يجيبها يغمض عينيه بشدة وهو مازال يتأوه

اسرعت الى داخل غرفتها تسرع فى طلب خدمة الغرفة تطلب بلهفة سيارةالاسعاف ثم تسرع للخروج اليه مرة اخرى تجلس بجواره تراه ينحنى على نفسه من شدة الالم ليمر بهم الوقت بطيئ وهو تحاول التهوين تقوم بمسح عرقه الغزير حتى اتى اخيرا رجال الاسعاف ليحمل الى المشفى ليمضوا ليلة ويوم داخلها بعد ان اصابته حالة من التسمم الشديد من وجبة العشاء بعد تماثله الى حد ما الى الشفاء اصر على الخروج من المشفى ليصلا فى وقت متاخر الى الفندق تساعده هى فى الوصول الى فراشه ليسقط فى النوم فجاءة بعد تناوله لتلك الادوية وظلت هى تجلس بجواره تتابعه من الحين والاخر لتسقط فى النوم فجاءة لم تستقظ منه الا على اهتزار هاتفه معلنا عن اتصال فاسرعت بحمله تنظر الى المتصل عدة لحظات وعند رؤيتها لهاوية المتصل اشتعلت عينيها بالغيرة والحقد لتنظر الى الهاتف عدة لحظات ثم فتحت الاتصال ترد عليها بصوتها الناعس بكلمات ارادتها طبيعية لكنها توحى بالكثير ثم تغلق الخط تبتسم بحبور وسعادة من الواضح ان الحظ يخدمها دون اى مجهود منها رفعت نفسها لتستلقى بجواره تضع راسها فوق صدره تنحنى تقبله برقة تهمس له انه لها مهما حدث ثم تغرق فى النوم مرة اخرى تضم نفسها اليه لكنها لم تحسب حساب ان بستقظ عاصم ليجدها على هذا الوضع فاخذت تحاول الشرح له انها كانت مرهقة من اعتنائها به طوال ليلة امس لتلين ملامحه يشكرها بخشونة فاخذت بالاقترتب منه ببطء تضع راسها فوق صدره تهمس بحبها له واحتياجها له ثم تقف على اطراف اصابعها تحاول تقبيله ليقوم فجاءة بابعادها عنه بعنف وخشونه واخذ يعنفها بعضب ثم يخرج من الغرفة تاركا لها تقف مكانها بصدمة وذهول ولم ترى وجه طوال الباقى من الرحلة بعد ان ارسل اليها بورقة انه لا يحتاج اليها فى مفاوضات العمل وان تستعد للنزول فورا الى مصر وليصدمها وهم فى رحلة العودة برغبته فى تركها للقصر فورا الى احد الفنادق لتكمل الباقى من اجازتها هناك ويخبرهاايضا عن عدم احتاجه لها فى العمل وان لها ان تفعل ما تريد فى تبقى من رحلتها كما تريد طالما بعيدا عن قصر السيوفى وشركاته

وهاهى تنهض فى الصباح الباكر للمغادرة حتى لا يراها احد تجنبا لاية اسئلة لكنها لم تكن تتخيل فى اقصى طموحها اكون من حظها مقابلتها لتلك الحمقاء فى هذا الصباح الباكر لتجدها فرصة لبث سمومها فى اذنها فى محاولة اخيرة منها للربح لم تخبرها خلالها طبعا ان مصدر ماعرفته عن ظروف زواجهم هو زوج العمة ولا ان خبر اتفاق عاصم مع الجد هو الجد نفسه بعد ان ارادة التباهى امامها بأنه مازال المتحكم فى كل امور من يعيشون فى هذا القصر لايدرى عن نوايها شيئ وبانها قد تستغل تلك المعلومة لصالحها يوما ما

لذلك هى قررت عدم السفر والمكوث فى احدى الفنادق لترى نتيجة مافعلته اليوم وكم تتمنى ام يؤتى بثماره فتسرع هى بقطفها لتنعم بها اخيرا

💔💔💔💔💔💔

بعد خروج فجر بخطوات متعثرة وقفت خارج ابواب القصر تلفحها ببرودة هواء الصباح بقوة لتبرد من سخونة وجهها ودموعها المتساقطة بعنف تنظر حولها بتيه وشرود لاتدرى ان يمكنها الذهاب فكل ما تريده الان هو الابتعاد وحالا عن هذا القصر وبكل ساكنيه فهى لم تعد تستطيع التحمل لم يعد بامكانها التظاهر بان شيئ لم يحدث يكفيها ما عانتيه على ايديهم جميعا من الالام ومهانة فحتى هو من ظنت انه الحامى لها من وجدت فيه الامان بعد الكثير من الظلم والذل لها لتصدم فيه هو الاخر بقوة تدرك بانها لم تكن سوى لعبة بين يديه طريق لابد له ان يسير به حتى يصل من خلاله الى هدفه كان اتمام زواجه هو هذا الطريق

ظلت تسير بغير هدى فى ارجاء حديقة القصر حتى اخذها التعب لتجلس تحت احد الاشجار ارضا تبكى وتبكى على كل مامر بها فى حياتها حتى لم تعد لديها القدرة على البكاء مرة اخرى تشعر بالفراغ بداخلها لتظل مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تسند براسها عليها تنظر بشرود امامها تفكر فيما هو اتى ومايجب عليها فعله فى القادم من ايامها لتظل على حالها هذا لفترة طويلة تعصف بها افكارها بقوة

لتنهض فجاءة سريعا يرتسم العزم فى عينيها تدرك ان ليس امامها حلا سوى المواجهة وقد حان وقتها الان وحالا

نعم ستبداء بمواجهته بكل شيئ وستضع جميع النقاط فوق الحروف لاول مرة فى حياتها ولن تظل تتدارى خلف خوفها بعد الان

💔💔💔💔💔 


 الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون من هنا 

 لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات