رواية أسير عينيها
الفصل السابع عشر 17 و الثامن عشر 18 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
- آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك
فزع، ذعر غزا اوصالها ينخر في جنبات قلبها، ارتجف جسدها بعنف اتسعت حدقتيها تنظر له بألم كأنها تترجاه الا يفعل بها ذلك، رأي حالتها تلك لحظات تقف على شفا الانهيار.
ليوقف السيارة على جانب الطريق فتح « تابلو» السيارة يخرج منه علبة التشريح الصغيرة الخاصة بها، استدار بجسده يلقيها جوارها على الاريكة ليجذب مسدسه يضعه جوارها ومادية « مطوة » جذبها من جيب بنطاله اشار لتلك الاشياء ليعاود النظر اليها قائلا بهمس متألم:
- عدة التشريح بتاعتك، المسدس بتاعي، مطوة الواد حسام كان جيبالي هدية في عيد بيقولي عشان تقلد كريم عبد العزيز في الباشا تلميذ.
ابتسم بألم ركز عينيه على مقلتيها مكملا:
- أنا عمري ما حتى افكر آذيكي، لو وقف موتي قصاد بس اني اخدش كف ايدك عندي اموت أهون، انتي ما تعرفيش انتي بالنسبة ليا إيه
توقف جسدها الخائف عن الارتجاف ولكن دقات قلبها بدأت بالتصارع، شعور بالحزن والشفقة عليه لما يحبها لتلك الدرجة بلعت لعابها تلتقط تلك المادية تقبض عليها في كف يدها تسأله بارتباك:
- إنت واخدني فين.
نظر لكف يدها القابض على ذلك الشئ ليبتسم بلا حياة ابتسامة خاوية ليس بها سوي الألم لعدم ثقتها بها، اعاد تشغيل محرك السيارة
ينطلق بها عبر الصحراء مردفا بهدوء:
- هوديكي مكان هتحبيه أوي.
تهدجت أنفاسها خوفا أين يأخذها، بلعت لعابها تود سؤاله او حتى أخباره انها لا ترغب في التواجد بين الناس، لتموت الكلمات على شفتيها، مدت يدها تلتقط علبة التشريح تضعها في حقيبتها، تحتفظ بتلك المادية داخل كف يدها، التقطت هاتفها بخفة تود الاتصال بوالدها تخبره بما فعل زيدان ليتوقف قلبها فزعا، هاتفها لا يلتقط اي إشارة بدأت تحرك يدها بالهاتف هنا وهناك عله يلتقط اي اشارة لتسمعه يردف في هدوء:.
- ما تتعبيش نفسك الحتة اللي احنا فيها ما فيهاش اشارة موبايل، جوا شوية هتشتغل
تنهدت قلقة حائرة تحاول إيجاد مخرج تشعر بالظمأ الشديد من شدة خوفها كأن علقم مر يسكن جوفها، لتهمس بصوت خفيض خائف:
- أنا عطشانة
تنهدت غيظا منها ومن حاله لما تشعره بأنه وغد دنئ يخطتفها ليغتصبها مثلا لما ذلك الذعر في نبرة صوتها، مد يده إلى المقعد المجاور له يلتقط حقيبة ورقية كبيرة يمد يده بها لها قائلا:.
- عصير وماية واكل والحاجات كلها مغلفة لتفتكري أني حاطط فيهم حاجة
ابتسمت بارتعاش تاخذ منه الحقيبة، فتحتها لتتسع عينيها بذهول كل تلك الاشياء لها هي، الحلوي التي تفضلها، عبلة متوسطة الحجم بها قطع سوشي، علب عصير الاناناس التي تحبه، كعكعة الشوكولاتة الصغيرة ( مولتن كيك )، بجانب زجاجات المياة وبعض الأطعمة المغلفة، ضيقيت عينيها بغيظ تهمس في نفسها بحنق:.
- هو فاكرني فيل جايبلي الاكل دا كله، ليه يعني قصده أن أنا طفسة
رفعت وجهها ترمقه بنظرات نارية مغتاظة لتتسع عينيه في ذهول كان يتوقع رد فعل مغاير تماما لما تنظر له بذلك الغيظ، تنهد يآسا مصيبة حياته ستصيبه بجلطة قبل أن تحبه، صب تركيزه على الطريق يود أن يصل في أسرع وقت ممكن.
في شركة السويسي للمقاولات
في مكتب عمر يجلس خارج مكتبه ينظر لبابه المغلق عاصفة من الغضب تجتاح جسده، يكور قبضته يشد عليها غاضبا يتمني لو يحترق المكتب بهم يسمع ضحكات ناردين الصاخبة تأتي من الداخل، لما تضحك ماذا يخبرها منذ مني وخالد يتحدث مع امراءة بتلك الطريقة، أليس هو عاشق زوجته مجنون لينا كما تلقبه العائلة.
ساعة كاملة وهو يجلس هنا يستمع إلى ضحكاتها الرنانة يبدو أنها انسجمت للغاية مع أخيه، هب واقفا حين انفتح باب المكتب لتخرج ناردين خلفها مباشرة خالد واقفا قربها لا يفصلهم سوي خطوتين، وجد اخيه يمد يده يصافحها يبتسم بهدوء قائلا:
- حقيقي كان لقاء لطيف مدام ناردين، اتمني يتكرر
ابتسمت باتساع تكاد تتقافز لأعلي من سعادتها بدلا فقط من المدير وصلت لصحاب الشركة نفسه لتقول في غنج:.
- اكيد مستر خالد، حضرتك هتبقي موجود تاني أمتي؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ينظر لأخيه من جانب عينيه نظرة خاطفة ليشير بسبابة يسراه إلى أخيه الواقف بعيدا عنهم مردفا:
- لاء انا ما بجبيش كتير، الشركة كلها بحسابتها وصفقاتها في أيد عمر اخويا.
توترت ملامحها في حيرة كانت على وشك أن تترك عمر ولكن ما قاله ذلك الرجل جعلها تعيد حسابتها من جديد، نظرت لعمر لتجده يرمقها بنظرات نارية ساخطة بلعت لعابها تحاول تجميع اوراقها من جديد، لتبتسم لعمر بعشق اجادت تمثيله، عاودت النظر لخالد تبتسم:
- فعلا مستر عمر شاطر جدا، طب أنا مضطرة امشي، باي مستر خالد.
ودعها الدخول إلى مكتب عمر دون أن يلقي عليه نظرة واحدة، بينما اخذت ناردين طريقها إلى الخارج ليعترض عمر طريقها نظر لها غاضبا ود لو يصفعها امسك رسغ يدها يشد عليه بعنف يهمس متوعدا:
- استنيني فئ عربيتي ما تمشيش يا ناردين
ابتسمت بغنج تشعر بألم فظيع في رسغ يدها ومع ذلك لم تظهره فقط ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تهمس بنعومة:
- حاضر يا حبيبي.
بلعت لعابه مرتبكا من دلال تلك المرآه على وشك أطاحة عقله ترك يدها متجها ناحية مكتبه الذي يحتله أخيه، لتنظر ناردين في أثره تبتسم في خبث عصفور في اليد أفضل من فهد أعلي الشجرة...
اقتحم عمر غرفة مكتبه دون سابق إنذار صفع الباب خلفه ليقترب من مكتبه الذي يحتله خالد جالسا على كرسيه الاسود الضخم ليصيح محتدا:
- ايه اللي جابك يا خالد وايه لزوم الشو اللي إنت عملته دا قدام مدام ناردين.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد الآن فقط عرف، تلك الحية لفت شباكها جيدا حول أخيه الاحمق الساذج عرفت كيف تبث سمها في عقله، اقترب بجسده من سطح المكتب يغمغم متهكما:
- وأنت متضايق عشان جيت ولا عشان مدام ناردين، اقعد اقعد يا عمر
تهاوي بعنف على المقعد المجاور لمكتبه ينظر لأخيه غاضبا نظراته محتدة مغتاظة شد على أسنانه بعنف يهمس في ضيق:.
- إنت ايه اللي جابك يا خالد، من امتى وأنت بتيجي الشركة آخر مرة كنت هنا من سنين لما روحنا الغرفة التجارية عشان تغير اسمها عشان خاطر عيون ست الحس
صمت يبتلع باقي كلماته حين رن في إذنه بعنف صوت تلك الصدمة القوية من يد أخيه على سطح المكتب يليها صوت زمجرته الغاضبة:
- عمر ما تنساش نفسك وبعدين دي شركتي اجي وقت ما أحب، ولا مش عايز حد غيرك يشتغل مع مدام ناردين.
توسعت عيني عمر متوترا من جملة أخيه الأخيرة هل اكتشف علاقته بها كاد ان يرد حين اكمل خالد بهمس متلذذ خبيث:
- بس تصدق حلوة، حلوة اوي حقيقي، بفكر اجدد فراشي ولا إيه رأيك
هب عمر واقفا كمن لدغة عقرب يصيح محتدا:
- يعني ايه تجدد فراشك ما ينفعش طبعا ما ينفعش دي...
صمت يضغط على شفتيه يمنع لسانه غصبا من الاسترسال لتختفي ابتسامة خالد وشعور سئ يطرق قلبه، أخيه أخطأ مرة أخري عمر عاد كما كان واسوء قديما كان يبرر بأنه شاب طائش يحتاج لتقويم ولكن الآن ما عذره وهو رجل ناضج أب مسؤول، تجهم وجهه يصيح غاضبا:
- دي ايه يا عمر، دخلت فراشك أنت الأول ولا تكون بتفكر تتجوزها بعد ما طلقت تالا.
صحيح فكرتني تالا والبنات فين يا خالد، زمجر بها عمر بحدة يكور قبضته يصفع بها سطح المكتب بعنف يحاول تغيير الموضوع بأي شكل كان فلم يجد سوي ذلك
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد عاد بظهره إلى ظهر المقعد الوثير يضع ساقا فوق اخري يغمغم في تهكم:
- وأنت مالك ومالهم
احتدت عيني عمر غضبا نفرت عروق رقبته يصيح بحدة:
- يعني ايه مالي ومالهم دول بناتي ومراتي
حرك رأسه نفيا بعنف ببطئ يبتسم ساخرا:.
- تؤ طلقيتك مش مراتك وبعدين هما اصلا مش عايزينك تعرف مكانهم
شعور مؤلم غزا قلبه حاول الا يظهر ألمه من تلك الجملة ليلتفت يريد المغادرة حين سمع صوت أخيه يهتف من خلفه:
- صحيح يا موري مش تباركلي
قطب عمر جبينه متعجبا من جملة أخيه ليلتفت له ينظر له مستفهما ما يقول ليتجمد جسده حين وجد خالد يحرك رأسه إيجابا يبتسم في خبث:.
- هو أنا نسيت اقولك انا قررت اتجوز تالا، بنات اخويا ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، أنا أولي بلحم اخويا، البنات وتالا، وبعد ما كانت مراتك هتبقي مراتي باسمي في حضن
بتر جملته حين انقض عمر ناحيته قبض على تلابيب ملابسه يجذبه بعنف ليقف خالد امامه فقط يبتسم ساخرا ليدوي صراخ عمر الغاضب:
- إياك يا خالد حتى تفكر في مراتي بالشكل دا...
رفع يده يزيح كفي يد أخيه من فوق سترته يعدل من سترته بهدوء وقف أمام تلك المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه وتلابيب سترة حلته الفخمة نظر لأخيه من خلال انعكاس المرآه يبتسم ساخرا، التفت له يضع يده على كتف اخيه يغمغم في برود:
- هبقي اقولك عشان تيجي تشهد على العقد، سلام يا اخويا
تحرك خطوتين ليقف مكانه التفت له يبتسم يقول ساخرا:
- آه صحيح في حاجة نسيتها.
وقبل أن ينطق بحرف شعر عمر بألم بشع من قبضة اخيه التي عرفت طريقها إلى فكه، تأوه متألما يرتد للخلف خطوتين ليكمل خالد ساخرا:
- الله يبارك فيك يا حبيبي
قالها ليغادر بهدوء لا يناسب تماما تلك العاصفة التي أحدثها قبل قليل.
الطريق لم يكن طويلا كما توقعت فقط ساعة قضتها في تلك الألعاب على هاتفها تأكل دون أن تنتبه لما تأخذ يديها، تختلس النظرات الحذرة له بين حين وآخر لتجده يقود باندماج شديد وكأنه منفصل عن الدنيا، وقفت السيارة اخيرا بالقرب من واحة كبيرة، اوقف محرك السيارة لينظر لها يبتسم:
- وصلنا انزلي يلا.
فتح باب السيارة الخاص بها، لتجده يقف خارجا يمد يده يريد مساعدتها بلعت لعابها مرتبكة متوترة، مدت يدها تضعها في يده لتجده يرفع كفه يلثمه برفق، لحظات شعرت بدوار طفيف يحتل كيانها ليشبك أصابعه في أصابعها انزلها بحذر من السيارة ولكن رغم ذلك تعثرت في رباط حذائها كادت أن تسقطت على وجهها حين التقطها بين ذراعيه لحظات قليلة تنظر له لتري عينيه تلمع بشغف عشقها ينير سماء زرقتيه، بلعت لعابها متوترة لتقفز بعيدا عنه حين سمعت ذلك الصوت قريبا منهم.
- اهلا يا زيدان نورت يا ولدي
نظرت للقائل لتقطب جبينها متعجبة حين رأت ما يرتدي ذلك الرجل العجوز، ملابس البدو يبدو كأنه من فيلم تاريخي لتوه، رمشت بعينها متعجبة لتجده يتقدم ناحية ذلك الرجل يصافحه بود شديد، اقتربت ناحيتهم ما أن وقفت جواره وجدته يمسك بكف يدها يعرفهم ببعضهم البعض:
- لينا بنت خالي، الشيخ عبد الرحمن كبير الواحة دي.
ابتسمت له خجلة تحرك رأسها ايجابا ليبتسم لها الرجل بهدوء اراح قلبها لم تشعر تجاه ذلك الرجل بالخوف ولو للحظة تحدث الشيخ قائلا بترحاب:
- اتفضلوا، اتفضلي يا بنتي
ابتسمت متوترة تقبض على يد زيدان ليتفهم خوفها نظر للشيخ قائلا بهدوء:
- اتفضل يا شيخ واحنا هنحصلك
رحل الرجل لتجده تنزع يدها من يده تنظر له بحدة تهمس مغتاظة:
- ممكن افهم احنا فين وجايبني هنا ليه.
ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يكاد يجن من مزاجها المتقلب ذاك، دس يديه في جيبي بنطاله تنهد بحرارة يقول مبتسما في حزن:.
- هقولك يا ستي، لما والدي مات الله يرحمه وأنا بقلب بالصدفة في الحاجة بتاعته لقيت صور ليه مع الشيخ عبد الرحمن، كنت هموت وأوصل للراجل دا بعد بحث طويل وصلت للواحة دي، وعرفت أن والدي زمان في القرية بتاعتهم جه مجموعة بدو يسكنوا فيها بس اهل البلد ما رضيوش وطردوهم، بس والدي صعب عليه حالهم وخصوصا أن كان معاهم ستات وأطفال كتير، اشتري لهم الأرض ورخصها واستاعن بمهدسين زراعة وماية وحفرلهم بير ماية والأرض خدت صحيح وقت كبير بس بدأت تطلع زرع واستقروا وعاشوا هنا، على فكرة خالي ساهم بجزء كبير من الفلوس في الموضوع دا، دا اللي قالهولي الشيخ عبد الرحمن.
نظرت للمكان حولها أرض زراعية ليست بالكبيرة بعض المحلات الصغيرة والمنازل ذات الطابق الواحد قرية صغيرة جميلة دافئة بأهلها
انتفضت من مكانها حين شعرت بشئ غريب يلامس قدميها نظرت للأسفل لتجد جرو صغير فراءه أبيض عينيه زرقاء، انحنت تلتقطه لينبح الجروب بخفوت يمرغ وجهه بين ذراعيها لتضحك بسعادة تربط على فرائه الابيض تبتسم فرحة:
- حلو اوي ممكن أخده لو ينفع يعني.
حرك رأسه إيجابا يبتسم لها مجرد رؤيته لابتسامتها ينعش قلبا فرحا، دخل معها إلى الواحة الصغيرة لتجد بعض الفتيات يتقدمن اتجاهها، وقفت خلف زيدان تنظر لهم بقلق
التفت لها يهمس يطمئنها برفق:
- ما تخافيش روحي معاهم صدقيني ما حدش هيأذيكي...
اقتربت منها فتاة صغيرة تقريبا في السادسة عشر على الاكثر ابتسمت لها بفرح تجذب يدها برفق خلفها:
- تعالي تعالي.
ابتسمت بارتباك تتحرك خلف الفتاة عينيها ملعقتين على زيدان ليبتسم لها يحرك رأسه إيجابا، جلس أسفل نخلة طويلة تفرش ظلالها غطاء دافئ يحجب اشعة الشمس القاسية يشاهدها تضحك مع الفتيات، ليخرج هاتفه يبدأ في تصوريها، تتحرك هنا وهناك
ليراها تتحرك ناحية بقعة بعيدة عن الجمع...
عند لينا تحركت كالمسلوبة ناحية تلك السيدة الغريبة حين وصل لاسمعاها صوتها تشدو بلحن غريب
-أنا الغجرية
فتح وشوف يا عينيا
اوعي تقع في عشقي.
وتيجي تتهمها فيا
امشي يا عين حسدوة
ملعونة امشي هناك الطاحونة
اوعي تجربي من زين الرجال
لاقول على اللي جري واللي كان
بيدي اغطسك في بحر غويط
يبلعك في جوفه ما يبنالك رأس من خلخال
مد يدك يا شابة اقرالك
اللي كان واللي استخبي.
اقتربت لينا من تلك السيدة الغريبة اليوم بأكمله غريب ذلك المكان ما فعل زيدان ثم تلك السيدة، جلست أمام تلك السيدة لتجد الأخيرة تمد يدها تجذب يد لينا برفق فتحته تنظر فيه تحرك سبابتها على خطوط يدها تكمل حديثها الغريب:
- عشجاه وقلبك رافض يصدق، اديله الأمان هيحافظ على جلبك، ما تمشيش ورا الافعي بتلف سمها حواليكي، مش هو الحبيب، مش هو الحبيب، الحبيب ما بيآذيش هيأذويكي بيه، سامحيه مش هو الآذي مش هو.
لينا قاعدة عندك ليه، صدر الصوت من خلفها لتجد زيدان يقف خلفها، حركت رأسها نفيا كلمات السيدة تدق في عقلها قبل رأسها، عادت تنظر للسيدة تحادث زيدان:
- قاعدة مع الست
بترت جملتها توسعت عينيها فزعا كانت هنا قبل لحظات سيدة عجوز مسنة مستحيل أن تختفي بتلك الطريقة، هدرت دقاتها خوفا عادت تنظر لزيدان تتلعثم خائفة:
- كاااان، سسست قااااعدة هنا.
نظر لما تشير ليقطب جبينه متعجبا، من البداية رأي لينا ذاهبة ناحية بقعة فارغة عن اي سيدة تتحدث
عاود النظر لها يبتسم يقول متعجبا:
- ست مين يا لينا أنا من البداية شايفك رايحة تقعدي هنا وما كنش حد قاعد هنا..
قفزت واقفة تكاد تصرخ من الفزع لم تشعر سوي وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة ترتجف خوفا بين ذراعيه تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس بذعر:
- والله كان في واحدة قاعدة هنا وحتى قالتلي كلامك غريب ما فهمتوش.
لا يهم ما تقول حتى لو أخبرته أنها رأت بطة بثلاثة رؤوس سيصدقها الأهم أنها الآن بين ذراعيه تحتضنه، رفع يديه يحاوطها بعنف يهمس لها بشغف:
بحبك
اتسعت عينيها بذهول حين ادركت ما فعلت لتحاول الابتعاد عنه لكنه رفض تماما يشدد عليها بين ذراعيه يهمس بشوق:
- ارحمي قلبي، كفاية بعد أنا بحبك مهما حاولت ابعد ما بعرفش...
فك ذراعيه من حول جسدها يحتضن وجهها بين كفيه لتستند بكفيها على صدره تشعر بقلبه تحت كفيها على وشك الانفجار يدق بعنف اخافها، بلعت لعابها تنظر له لتجده يهمس بعشق:
- تتجوزيني يا لينا، لو قولتي لاء هخرج من حياتك وهسافر واسيب البلد كلها مش هقدر ابعد عنك ومش هقدر افرض نفسي عليكي.
ظلت تنظر لمقلتيه دون كلام قلبها يهدر على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجه شعور غريبة كأنها وسط فقاعة شفافة من المشاعر شعرت بلسانها يتحرك وعقلها يقف وقلبها ينفر بقوة حين همست دون وعي:
- موافقة!
يجلس في غرفته فوق فراشه أمامه جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به « اللاب توب» يراجع بعض الاوراق الهامة الخاصة بصفقة تابعة لشركة زفر بعنف يغلق الجهاز بعنف لما لا يمكنه التركيز تقفز صورتها أمامه في كل لحظة يسمع صوتها يدق فئ أذنيه، يري اسمها بدلا من تلك الأحرف الفارغة من الحياة، تنهد يزفر بحرقة يشد على شعره بعنف لو فقط يستطيع أن يخبرها بما يجيش به قلبه بما يؤرق نومه بما يفتت خلايا عقله، مسح وجهه يكفيه، ليسمع صوت دقات على باب الغرفة يليه صوتها الرقيق:.
- أدهم ممكن أدخل
بلع لعابه مرتبكا يأخذ نفسا قويا يسيطر به على مشاعره الجياشة ليحرك رأسه إيجابا يصيح بصوت اجش:
- خشي يا مايا
سحابة وردية غطت قلبه حين دخلت تلتف حول نفسها بذلك الفستان الاسود القصير ذو الأكمام القصيرة، تدور ويدور قلبه معها تنصل عقله من كل ذرة تعقل فيه تخترز عينيه
جسدها وجهها عينيها ذلك الرداء اشتعلت أنفاسه حين وقفت أمامه تضع يدها على خصرها تبتسم في براءة الهبت مشاعره:.
- إيه رأيك في فستاني جاي النهاردة من لندن
قام من مكانه ليتحرك تجاهها دون أن ينطق بكلمة، يمشي ناحيتها يحترق قلبه مع كل خطوة يخطوها تجاهها ليقف أمامها مباشرة اختفي عقله وسيطرت عليه مشاعر قلبه المتأججة، ليمد يده ناحيتها يحاوط خصرها بذراعه جذبها بعنف لترتطم في صدره بعنف دفن رأسه بين عنقها وكتفها يهمس بشغف:
- انتي ليه بتعملي فيا كدة، انتي ليه مش حاسة بيا، أنا بموت من عشقي ليكي.
توسعت عينيها بذهول من كلامه لتحاول دفعه بعيدا عنه تهمس متعجبة من كلامه:
- إنت بتقول ايه يا أدهم انت اخويا
ابعدها عنه يقبض على ذراعيها يهزها بعنف صارخا بجنون:
- أنا مش اخوكي بطلي تقولي الكلمة دي أنا مش اخوكي...
اتسعت عينيها في فزع من حالته وكلامه لتجده يقترب منها ابتعدت عنه تتحرك للخلف مذعورة منه وهو يقترب والدها ليس هنا ليحميها منه صرخت حين تعثرت قدميها لتسقط على الأريكة خلفها حاولت القيام سريعا ليجذبها يديها يسطحها فوق الاريكة يهمس بجنون:
- أنا استنيت كتير واستحملت اكتر لا هستني ولا هستحمل تاني
كان ذلك آخر ما قاله لتصرخ فزعة حين شعرت به ي...تبع
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن عشر
لا يا أدهم، لااااا أدهم، يا أدهم
انتفض واقفا ينظر لها بذهول عينيه متسعتين من الصدمة ليراها تقف أمامه تضع يسراها على خصرها تصيح بنزق:
- ايه يا أدهم بقالي ساعة بنادي يا أدهم يا أدهم.
بلع لعابه يشعر بجسده يتفصد عرقا كان في الجنة قبل لحظات نعيم من الحجيم غرق فيه، تنهد يمسح وجهه بعنف حمد لله أنه كان فقط حلم يقظة لم يكن في أسوء كابوسيه يتصور أن يخون والده حتى لو لم يكن من دمه فيكفي أنه من رعاه طوال المدة، لولاه لما كان ما هو عليه اليوم، رجل ذو شأن
مسح وجهه بكف يده نظر لها يهمس بارتباك:
- هااا لا ابدا عايزة ايه يا مايا.
اقتربت منه التفتت ليصبح ظهرها مقابلا لصدره رفعت خصلات شعرها القصيرة تبتسم ببراءة:
- اقفلي سوستة البتاع دا مش طيلاها
لف رأسه يشيح بوجهه بعيدا عنها بلع لعابه متوترا ليمسك بالسحاب يرفعه لأعلي بسرعة وعنف دون أن يلقي عليها نظرة واحدة، ليسمعها تصيح حانقة:
- ايه يا أدهم هتقطع الفستان.
أخذ نفسا يليه الثاني والثالث ليعاود الجلوس على فراشه وضع جهاز الكمبيوتر الخاص به على قديمه يشغل عقله به هتف ساخرا دون أن ينظر لها:
- دا تاسع فستان تقريبا يجي الشهر دا ما زهقتيش من الفساتين
جلست على حافة فراشه تضع ساقا فوق اخري تحرك ساقيها بدلال:
- نو، أنا بحب الفساتين وبعدين دا أحدث موديل في لندن أنا جيباه مخصوص عشان عيد ميلاد سوزي
رفع وجهه عن شاشة حاسبه يرميها بنظرات نارية غاضبة ليتشدق ساخرا:.
- عيد ميلاد، ودا امتي وفين
اتجهت ناحية مرآه الزينة في غرفته تتحرك أمامها تنظر لذلك الرداء بإعجاب شديد نظرت له من خلال سطح المرآه لتبتسم برقة تقول:
- النهاردة الساعة 9 بليل في نايت كلاب في...
امتعضت ملامح بحنق غاضبا ليترك الحاسب يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم في حزم صارم:
- دا في المشمش يا مشمش ما فيش نايت كلاب وما فيش سهر برا البيت
التفت له سريعا تضع يدها على خصرها تصيح غاضبة:.
- يعني ايه لا طبعا أنا هروح عيد ميلاد صاحبتي...
هب واقفا بخفة ينظر لها بحدة غاضبا من لسانها السليط كان على وشك آت يصرخ فيها حين انفتح باب الغرفة دخل حمزة ينظر لكليهما متعجبا، اتجه إلى داخل الغرفة يغلق الباب خلفه يغمغم في هدوء:
- مساء الخير يا أولاد، في ايه بتتخانقوا ليه
ابتسمت مايا في خبث لتركض ناحية والدها ارتمت في صدرها تبكي بنحيب زائف:
- بابي دومي عمال يزعقلي ومش عايزني اروح عيد ميلاد سوزي صاحبتي.
ربت حمزة على رأس مايا برفق ينظر لادهم بضيق ليزفر الأخير حانقا من تلك المدللة، جلس على فراشه ينظر لوالده يقول بحزم هادئ:
- بابا لو سمحت كفاية دلع فيها، عايزة تروح عيد ميلاد في نايت كلاب لاء طبعا مستحيل
حرك حمزة رأسه ايجابا يبتسم لولده بفخر ليبعد مايا عنه برفق يمسح دموعها الزائفة يغمغم:
- اسمعي كلام اخوكي يا مايا أدهم خايف عليكي..
نظرت لوالدها بحزن كجرو صغير عله يبدل رأيه ولكنه حقا لم يتأثر ابتعدت عن حمزة تنظر لادهم بغيظ لتصيح غاضبة:
- ماشي يا بابا ما انت دايما بتسمع كلام أدهم..
لو ماما كانت عايشة كانت على الاقل هتخاف على زعلي.
قالتها لتنفجر باكية تركض إلى غرفتها تصفع بابها خلفها بقوة، نظر أدهم إلي ابيه يخفض رأسه حزنا على تلك الصغيرة هو فقط يخاف أن يصيبها مكروه عالم الليل خاصة في تلك الملاهي الليلة مرعب مخيف يفترس الصغيرات أمثالها، تنهد يشعر بقلبه ينفطر ألما عليها خاصة وصوت بكائها العالي يصل إلى اسماعه، اقترب حمزة منه جلس جواره يربت على كتفه مردفا بهدوء زائف:
- قوم شوف أختك يا أدهم.
حرك الأخير رأسه ايجابا ليتجه إلى غرفتها، لتنساب دمعة حارقة على خد حمزة يتمتم باسي:
- الله يرحمك يا مايا، أنا ظالمتك كتير ورغم كل دا كنتي بتعملي اي حاجة عشان تسعديني...
قاطع ذكراه الحزينة صوت رنين هاتفه المتكرر، التقطه ليجد رقم مدون عنده باسم « وهدان » قطب جبينه ينظر لاسم المتصل بحدة غاضبا، ليفتح الخط يضع الهاتف على أذنه.
وافقت، وافقت، موافقة قالتها مرة واحدة لتتردد في صدي قلبه ألف مرة ومرة عينيه على وشك أن تخرج من مكانها دقات قلبه تتسارع بل تتسابق ايهم يسبق سرعة الضوء في الخفقان جسده بارد كالثلج يشعر بحرارة من نار تشعل قلبه العاشق المتيم شدد يديه حول جسدها يسأله بذهول:
- أنا بحلم لا ما نمتش، ولا نمت لاء انتي وافقتي بجد، قولي آه بالله عليكي.
نظر له بذهول كل تلك الفرحة فقط لأنها قالت نعم أكانت حمقاء لتلك الدرجة لتبتعد عن عشق يغرقها كعشقه هو لتذهب لذلك المخادع الذي اسقطها في وهم عشقه الزائف، ابتسمت خجلة تحرك رأسها ايجابا لتشهق بقوة حين شعرت به يحملها من خصرها يدور بها يصرخ بقوة فرحا كأنه امتلك الدنيا وما فيها يصرخ بكل صوته من فرط سعادته:
- ليناااااا وااااااافقت، ليناااااا وافقتتت اخيرااااااااااااا.
ضحكت بقوة تتعلق برقبته لينزلها برفق ينظر لها بسعادة تشع من مقلتيه يتعلثم من شدة سعادته:
- أنا مش مصدق نفسي يا لينا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة زي ما بيقولوا
أسند جبينه إلى جبينها ينظر لمقلتيها يهمس بشغف:
- بس حتى لو كنت استنيت العمر كله قصاد السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي مش كتير، بحبك، لآخر نفس فيا هفضل أحبك.
اضطربت حدقتيها متوترة خجلة فرحة تشعر بهمسه الدافئ يسلب أنفاسها بلعت لعابها متوترة تغمض عينيها تسكت عقلها تطفو مع قلبها في تلك السحابة الوردية السعيدة تحلق معها في سماء عشقه الصافية
فتحت عينيها بعد لحظات تنظر لزرقاء عينيه المشعة بلعت لعابها تهمس له بقلق:
- زيدان اوعدني أنك مش هتأذيني أرجوك، أنا
قاطعها حين وضع يده على فمها يهتف في حزم قاطع:.
- أوعدك بحياتي اني عمري ما هأذيكي ولا عمري حتى هفكر في كدة، واني هعيش بس عشان اسعدك لآخر نفس فيا
ابتسمت تضع يديها على يديه تزيح يديه من فوق جسدها عادت للخلف تهتف في هدوء:
- طب عشان ما ابقاش بكذب عليك أنا مش حاسة اني بحبك أنا يمكن متعودة على وجودك اهتمامك بس مش حب، بس حاسة أنك تستاهل الفرصة دي، كلهم شايفين كدة حتى الست الغريبة اللي أنا ما اعرفهاش دي فاهمني.
اختفت ابتسامته وشعور مؤلم يغزو قلبه الا يمكن لسعادته أن تكتمل ولو لمرة واحدة كان فقط يتمني وكالعادة امانيه صعبة التحقق، ظن من تعاملها السابق معه أنها أحبته ولو قليلا
ابتسم في ألم يحرك رأسه إيجابا ليقول بشحوب:
- وأنا هثبتلك اني فعلا استحق الفرصة دي، روحي البنات بينادوا عليكي.
اولاها ظهره ليتحرك مغادرا المكان يتجه إلى أسفل تلك النخلة يجلس عليها يشعر بالسعادة والألم في آن واحد، سعيد أنها وافقت، حزين يشعر بالألم يغزو قلبه معني أنها لا تحبه أن قلبها لازال معلق بذلك المدعو معاذ
زفر بحرقة يشعر باختناق يتذكر كلام حسام
«أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي».
تنهد يزفر بحرقة يمرر يده في خصلات يشد عليها بعنف يهمس لنفسه:
- المشكلة إن عقلي قبل قلبي عايزها يا صاحبي.
اخذ طريقه إلى مستشفي الحياة إلى زوجته
صف السائق السيارة في الجراح الخاص بالمستشفي لينزل منها متجها إلى الداخل اوقفه في منتصف الطريق صوت شجار ميز أحد الاصوات التي تتصارع اقترب اكثر من الشجار ليجد حسام يتشاجر مع أحد الرجال يقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:
- إنت راجل مريض ومجنون جايب مراتك تسقطها غصب عنها يا حيوان يا مريض، دا أنا هوديك في ستين داهية.
وقف بالقرب منهم يستند بيده إلى الحائط كلمات حسام وهو يصرخ في ذلك الرجل ذكره بتلك الجريمة التي فعلها قديما في حق زوجته المسكينة شهد
انتزع ذلك الرجل نفسه من يد حسام دفعه في صدره بعنف ليرتد حسام للخلف، كاد ذلك الرجل أن يسدد لكمة قوية إلى وجه حسام حين شعر بمقبض يعتصر رسغ يده نظر للفاعل غاضبا ليقابله خالد بنظرات استهزاء باردة:.
- تؤتؤتؤ اللي أنت بتعمله دا اسمه تعدي على موظف اثناء تأديه عمله، دا غير جريمة الإجهاض اللي الدكتور شاهد، عليها يعني هتقعد شوية حلوين خلف القضبان يا حلو
جذب الرجل يده بعنف من يد خالد يصيح كثور هائج:
- وأنت مين أنت كمان
ابتسم خالد ساخرا على حين غرة صدم رأسه بعنف برأس ذلك الرجل نفض غبار غير موجود عن ثيابه يغمغم في ثقة:
- خالد السويسي
ترك الرجل متجها ناحية حسام ربت على كتفه برفق يبتسم ساخرا:.
- اتعلم تدافع عن نفسك يا دكتور
قالها وغادر إلى مكتب لينا، طرق الباب ودخل ليجدها خلف مكتبها تعمل بانهماك، ابتسمت دون أن تنظر له تهتف برقة:
- وحشتني
ابتسم يجلس على المقعد المجاور لمكتبها يغمغم في مرح:
- وعرفتي منين أنه أنا
رفعت وجهها عن الاوراق نظرت له بعشق للحظات لتغمغم بمرح:
- علميا: أنا بشوفك بقلبي قبل عينيا
عمليا: ريحة البيرفوم بتاعتك جايبة آخر المستشفي، دي Boss صح.
حرك رأسه إيجابا يضحك عاليا لتشرد في ضحكاته تبتسم فقط تبتسم، ليقاطعهم صوت دقات على باب الغرفة وتبعها دخول حسام إلى يغمغم بعملية:
- دكتورة أنا طلبت البوليس للحالة بتاعت واحد كان عايز يسقط مراته غصب عنه والأمن متحفظين عليه تحت
أشارت للكرسي المقابل لخالد تبتسم في هدوء:
- طب اقعد الأول وفهمني ايه اللي حصل
جلس على المقعد تنهد يزفر بحنق يقول منفعلا:.
- راجل حيوان مريض جايب معاه واحدة ست باين عليها خالص أنها مضروبة ومعيطة وعايزني اسقط اللي في بطنها غصب عنها، انسان معدوم المشاعر حيوان ازاي يفكر حتى يقتل إبنه بالشكل دا حتى لو إيه اللي حصل، المشكلة أنه حتى مش فقير نقول مش هيقدر يصرف عليه دا غني جدا والست يا عيني شكلها غلبانة اوي.
كل كلمة تخرج من فم حسام كانت تسقط على قلبه مباشرة تذكر شهد وما فعله معها قديما نفس القصة تقريبا نفس جبروت ذلك الرجل، صدق حسام حين اسماه معدوم المشاعر بالفعل هو لم يكن يملك اي مشاعر ليحس بتلك المسكينة التي ذبحها اكثر من مرة دون رحمة ارتفعت دقات قلبه كور يده يشد عليها، ليصيح فجاءة مفنعلا:
- خلاص يا حسام كفاية.
اتسعت عيني حسام في ذهول لا يعرف لما هو غاضب حتى بينما غص قلب لينا ألما هي الوحيدة التي تعرف لما هو غاضب، نظرت لحسام تبتسم باقتضاب تقول في حزم:
- حسام روح شوف شغلك
حرم رأسه إيجابا ليذهب سريعا والفضول يكاد يقتله ليعرف لما هو غاضب، بينما التفت لينا حول مكتبها جذبت المقعد تضعه جوار مقعد خالد ليرمي برأسه بين ذراعيها يتنهد بحرقة يشعر بالحزن يأكل قلبه لتلف ذراعيها حول رقبته تهمس بحنو:.
- خالد، خالد عشان خاطري ما تعملش في نفسك كدا، حبيبي كلنا بنغلط وشهد أكيد سامحتك
حرك رأسه نفيا بعنف بين ذراعيه يهمس متألما:
- عمرها ما هتسامحني اللي عملته فيها صعب، صعب اوي يا لينا
تنهدت بحزن تشد على احتضانه كطفل صغير تربت على رأسه بحنو لا تجدد ما تقوله علها تخفف عنه ولو قليلا، لتقم من مكانها تجذب يده برفق تغمغم بحنو:
- قوم يا حبيبي يلا نروح، زمان البت لوليتا رجعت من الجامعة.
قام مكانها متجها إلى الخارج استقل سيارته في المقعد الخلفي لم تكن له القدرة حتى على القيادة شعوره بالحزن يجثم على قلبه، جلس في المقعد الخلفي ولينا جواره متجهين إلى المنزل، بينما يقف هو في أحد شرفات المستشفي ينظر لهم وهم يغادرون بداخله ألف سؤال وسؤال عما حدث قبل قليل.
دق الباب مرة واثنتين وثلاث لا مجيب يسمع صوت بكائها العنيف، ادار المقبض ليدخل إلى الغرفة غص قلبه ألما حين رآها تحتضن أحدي صور والدتها تبكي بعنف تشهق في بكاء مرير مزق نياط قلبه، ليتقدم ناحيتها جلس جوارها يزفر بحرارة لا يعرف ما يفعل فقط وضع يده على كتفها يربط عليه برفق يهمس في حنو:.
- مايا أنا والله خايف عليكي الإمكان دي بتبقي وحشة وخصوصا بليل أنا عارفاها كويس، وسوزي صاحبتك دي اصلا مش مظبوطة وعلاقتها مش كويسة وأنا ما برتحلهاش
نظرت له تعاتبه بتلك النظرات البريئة الباكية ليبتسم لها برفق يربت على وجنتها بحنو:
- خلاص بقي ليكي عليا اوديكي اي مكان انتي عوزاه ما عدا النايت كلاب.
ابتسمت له بشحوب ليمد يده يمسح دموعها برفق، ليجفل حين وضعت رأسها على كتف تقريبا على صدره نظرت لصورة والدتها لتعاود النظر إليه تهمس ببحة باكية:
- احكيلي عن ماما يا أدهم
بلع لعابه متوترا لا يجد ما يقوله هو لا يعرف عنها اي شئ من الأساس فحمزة تبناه بعد أن توفيت ليكون ذراعه الذي يرتكز عليه في كبره وحاميا لمايا أن حدث لحمزة اي مكروه، حمحم يحاول أن يختلق اي كذبه:.
- كانت طيبة وبتحب الضحك والكلام وبتحب بردوا الفساتين زيك كدة، وكانت فرحانة أوي لما عرفت انها حامل فيكي
انسابت دموعها بعنف تدفن وجهها في صدره تهمس بألم:
- أنا السبب في موتها مش كدة، هي ماتت وهي بتولدني
بلع لعابه مرتبكا من حركاتها البريئة التي تشعل نيران قلبه رغما عنه، ليرفع يده يضعها على رأسها يربت عليه برفق:.
- لا يا حبيبتي دا عمرها وهي أكيد في مكان أحسن كتير، هي ما مامتش هي عايشة جوا روحك وقلبك انتي نسخة عنها شايفة حتى شبهها ازاي
رفعت وجهها عن صدره تنظر له بتلك العينين الباكية تلك النظرات الناعمة التي تربك كيانه حمحم بعنف ينبه قلبه الا ينجرف خلف طوفان مشاعره ليمسك ذراعيها بين كفيه بحاول إخراجها من دوامة الحزن هذه ليغمغم:.
- على فكرة بقي العياط بيعمل هالات سودا تحت العين وبيخلي الشيخوخة المبكرة تزحف على الوش، ايه دا يا مايا شكلك عجز اوي
شهقت بذعر لتبتعد عنه تركض ناحية مرآه الزينة في غرفتها تنظر لقسمات وجهها بفزع لحظات لتتنهد براحة تهمس:
- الحمد لله ما فيش شيخوخة زحفت على وشي.
ضحك بملئ شدقيه على ما تقول هو الوحيد الذي يعرف جيدا كيف يخرجها من حزنها مهما بلغ بينما هناك عند باب الغرفة المفتوح يقف حمزة ينظر لهما يبتسم في سعادة، ليتجه لداخل الغرفة يقول مبتسما:
- كويس أنك عرفت تسكتها، بدل ما الشيخوخة تزحف على وشها
شهقت بفزع مرة أخري لتعاود النظر إلى وجهها في المرآه بتمعن تبحث عن تلك الشيخوخة ليضحك حمزة بخفة يقول بعدها:
- صحيح اجهزوا، وجهزوا شنطكوا هناخد اول طيارة راجعة مصر.
وصلا إلى الفيلا لينزلا معا ليجدا حارس البوابة الخارجي يركض ناحيته، مد يده له بظرف اصفر كبير يقول في ارتباك:
- خالد باشا في موتوسيكل رمي الظرف دا قدام باب الفيلا وجري...
حرك رأسه إيجابا لينظر للينا يحاول الابتسام حتى لا يقلقها ليقول لها بهدوء:
- ادخلي يا حبيبتي وأنا هحصلك.
تنهدت قلقة تحرك رأسها إيجابا تأخذ طريقها للداخل، ليلتقط خالد الظرف من ذلك الحارس يفتحه، يشير له بالانصراف لم يكن في الظرف سوي صورة واحدة زيدان يحمل ابنته في مشهد حميمي للغاية، غلت الدماء في عروقه غضبا يتوعد لهم ليحرك الصورة ليظهر الجزء الأبيض وجد بعض الكلمات المنقوشة بلغة إنجليزية ترجمتها:
- دع العشاق يتمتعون قليلا فالقادم اسوء وحبال الانتقام ستلتف قريبا حول رقاب الجميع.
كور قبضته يشد عليها، ليتجه ناحية غرفة المراقبة بخطي سريعة مهرولة، فتح شرايط التسجيل للكاميرا خارج الفيلا ليظهر ما حدث دراجة نارية مسرعة للغاية القي بخفة ذلك الظرف أمام باب منزله واكمل طريقه كأنه لم يفعل شيئا من الأساس، اوقف الفيديو يكبر محتوي الصورة الدارجة لا تحمل ارقاما السائق ملثت بشكل يصعب للغاية التعرف عليه حتى عينيه لا تظهر من أسفل خوذته السوداء القاتمة
زفر يشد على شعره بعنف ينهر نفسه:.
- ايه يا خالد إنت عجزت ولا ايه شوية عيال مش عارف تجيبهم الاغبية اللي برة مش عارفين يضربوا طلقة على الموتوسيكل، لازم اغير طقم الحرس وازود الحراسة على البيت وعلى لينا وحياة أمك يا زيدان لانفخك على الصور دي، عمر وحكايته مع ناردين لازم يبقي تحت عيني دايما، وتالا والبنات لازم ابقي قريب منهم اكتر من كدة اجيبهم يعيشوا هنا، انا هعمل ايه ولا إيه يا رب ساعدني.
تنهد يزفر يشعر بالإرهاق من مجرد التفكير في كم الاعباء الجاثم فوق عاتقيه...
بينما في الخارج جلست لينا على سطح الأريكة تخلع حذائها ذو الكعب الرفيع تمط أصابع قدميها تتأوه من الألم تشعر بقدميها وظهرها يكادان يتحطمان من الألم مدت يدها تسمد على ظهرها برفق تغمغم متألمة:
- اااه يا ضهري، آه يا رجلي، يعني كان لازم الشغل اوي، كان لازم اقوله أنا
Strong independent woman اشربي بقي يا لينا.
وضع خالد يده على فمه يكبح ضحكاته خرج من الغرفة وبه هم الدنيا ليراها في تلك الحالة مع ذلك الكلام التي تقوله يكاد ينفجر من الضحك اقترب منها يهمس بتشفي متلذذا:
- جري ايه ياللي قادرة على التحدي والمواجهة
حملت حذائها الصغير في يدها اليسري يمنها انبسطت خلف ظهرها لتقم متجهه إلى غرفتها تغمغم بألم:
- اللي قادرة بقي، سريري فين جيالك يا حبيبي جيالك.
ضحك بصخب ينظر لها متسليا يتمني لو يصعد معها ولكن هناك قدرسا قاسيا عليه تلقينه للبعض.
في طريق العودة جلست على المقعد المجاور له تحتضن ذلك الجرو الصغير بين ذراعيها ومعه نعجة صغيرة اخبرته أنها ترغب فيها وهو لم يقاوم أمام كلمة « ينفع اخدها يا زيدان ».
اقسم أنه لو أخبرته أنها ترغب في قلبه لخلعه وأعطاه لها، طول الطريق يشعر بالغيظ رأسه يكاد ينفجر من صوت نباح الكلب وصوت تلك النعجة المزعج سيفونية حيوانية رائعة في سيارته بينما هي تغط في نوم عميق، نظر لها نظرة خاطفة ليبتسم بعشق يشوبه الألم، اعاد تركيزه إلى الطريق امامه يفكر هل يخبرها بأن تلك الواحة ما هي الا واحة سياحية قام بتأجريها وأنه اختلق تلك القصة حتى تشعر بالالفة بين أهل المكان، ولكن الغريب أنه سأل مدير الواحة عن تلك السيدة التي أخبرته لينا عنها، فأكد له من أنه لا يوجد سيدة بتلك المواصفات ضمن فريقهم، ليخبره بعدها بهدوء تام.
« يا باشا الصحرا يا اما فيها »
إذا لينا لم تري إنسانة من بني آدم، وهي حقا لا يجب أن تعلم تلك المعلومة ايضا حتى لا تصاب بالهلع، في الطريق شعر بها ترتجف يبدو أن مكيف السيارة مرتفع مد يده سريعا يغلقه، ليخلع سترة حلته يضعها عليها برفق ليري ابتسامتها الصغيرة جعلت ابتسامة واسعة تشق شفتيه اختفت بعد لحظات حين سمعها تهمس ناعسة:
- شكرا يا معاذ فعلا الجو برد أوي.
يبدو انها اعتادت أن تتدفئ بسترات معاذ، ابتلع غصته يشعر بشعور بشع يفتت قلبه يتمني فقط أن يجد حلا للعنته بها تمني في تلك اللحظة أن يتوقف قلبه عن حبها، رغب في أن يرحل بعيدا تاركا كل شئ خلفه، رغب في ضمها لجسده يوصمها بصك ملكيته حتى لا تفكر في غيره، اجفل من طوفان أفكاره على حركتها جواره تهمس ناعسة:
- احنا وصلنا
حرك رأسه نفيا ليجدها تمد يدها ناحيته تضعها على ذراعه تبتسم بتوتر:
- إنت كويس.
التفت برأسه لها يبتسم في شحوب يحرك رأسه إيجابا ليعاود تشغيل محرك السيارة عائدا إلى وجهته.
وقف في احدي شرف منزلها يدخن سيجاره بعنف ينفث لهيب من الغضب بدلا من أنفاسه العادية، بينما تقف هي خلفه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتافف حانقة لما يبدو غاضبا لتلك الدرجة لو لم أمر الشركة بيده لكانت القته دون رجعة ولكن للأسف هي حقا تحتاجه على الأقل الآن، اقتربت منه بتلك المنامة السوداء الفاضحة لفت ذراعيها حول ظهره تهمس بنعومة:.
- مالك يا موري من ساعة ما جينا من برة وأنت غضبان مش عايز تكلمني، كل دا عشان اتكلمت مع اخوك شوية للدرجة دي بتغير عليا
زفر حانقا يبعد يديها عنه، ليبتعد لداخل المنزل يتحرك غاضبا لتذهب خلفه تعاود احتضانه من جديد تهمس باغواء:
- حبيبي شكلك تعبان، غير هدومك وأنا هحضرلك العشا وكاسين يرقوا دمك
أبعد ذراعيها عنه بعنف تلك المرة خرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتقف تنظر في اثره بذهول تتمتم متعجبة:.
- هو في ايه ماله دا؟!
نزل هو إلى أسفل سريعا إلى سيارته، استقلها يشعر بالنيران تتأجج في صدي قلبه منذ كلمات خالد له صباحا يتجوزها، تالا ستصبح لأخيه لا وألف لا لن يسمح بذلك، هو انفصل لم يعد يهمه امرها ولكن لما ذلك الشعور القاسي بالألم ينهش قلبه بلا رحمة، آتاه اتصال في تلك اللحظة من ذلك الرجل الذي عينه ليبحث له عنهم، ابتسم بقوة ما أن عرف طريقهم، ليضعط على دواسة البنزين الخاصة بسيارته بعنف متجها اليهم عازما على تغيير كل شئ...