رواية أسير عينيها
الفصل المائه سبعة وعشرون 127 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
خرج من غرفة والدته يجذب الباب خلفه وقف يمسك بمقبض الباب المغلق في داخل تلك الغرفة تمكث السيدة التي انجبته والتي يجب أن تبقي جواره أن يحاول تناسي الماضي هو يعرف أنه لن يستطيع، فحرجه الغائر مما فعلت لن يندمل أبدا، ولكنها والدته أولا وآخرا سيراعها ويتكفل بكل ما تحتاجه، سيظهر أمامها الحب التي تريد حتى لو لم يقتنع قلبه به، تنهد بقوة لتلوح ابتسامة صغيرة على ثغره، دس يده في جيب سرواله يخرج مفاتيح سيارته الجديدة هدية خاله بالرغم من رفضه الشديد إلا أن خالد أصر على أن يأخذها، تحرك ناحية غرفة نومه هو ولينا فتح الباب يبحث عنها ليست في الغرفة، صوت المياة المندفع من المرحاض يخبره أنها بالداخل دخل إلى غرفته يوصد الباب خلع سترة حلته يلقيها على أحد المقاعد، اقترب يتلمس هدية لينا والدته بابتسامة عذبة، مصحف صغير، ابتسم حين تذكر ما قالت وهي تعطيه له:.
- طبعا خالك بتاع مظاهر فجبلك عربية، اما أنا قولت اجيبلك كتاب ربنا يحفظك ما تشيلوش من العربية ابدا يا زيدان، ماشي يا ابني.
تنهد بعمق يبتسم باتساع كلمة ( ابني ) التي تخرج من فم لينا زوجة خاله تثلج صدره تشعره دائما بالفخر، فتح ازرار قميصه يرتمي على الفراش نظر لسقف الحجرة ليضحك رغما عنه مال بجسده يلتقط الحقيبة الورقية من جانب الفراش اخرج ما بها لينفجر ضاحكا هدية حسام يجب أن تكون مميزة مثله انفجر ضاحكا حين اخبره وهو يعطيه الهدية:.
- ترنج اديدس من التوحيد والنور ب125 جنية بس ايه عظمة، وجبتلك شبشب بدل ما تمشي حافي في البيت، بصراحة أنا ما جبتوش هو جاي هدية مع الترنج.
ضحك رغم عنه يمسك بالخف الأسود من البلاستيك الخفيف ذلك الذي يصدر صوتا مزعجا حين تتحرك به، وضع حقيبة الهدية مكانها ليثني ذراعيه خلف رأسه ينظر لسقف الحجرة يبتسم حفل عيد ميلاده الصغير حقا أسعده، هي من رتبت له دون علمه، نظر ناحية باب المرحاض حين سمع صوته يُفتح خرجت هي من المرحاض تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة ابتسمت ما أن رأته لتمتم بخفوت:
- كويس أنك لسه صاحي، فاضل هديتي..
القت المنشفة من يدها على أحد المقاعد لتتوجه لدولاب ملابسها ذلك الرف الفارغ يجثم فوقه مربع كبير الحجم ملتف بورق هدايا، ربما هو إطار لصورة ما ولكن كبير، تحركت ناحيته تبتسم اعتدل جالسا ينظر لذلك الشئ في هدوء بالطبع صورة له او لهما مثلا، يأخذه الفضول حقا ليعرف أي صورة يحوي ذلك البرواز صعدت جواره على الفراش وقفت على ركبيتها اقتربت منه تلثم خده بقبلة صغيرة تهمس له بخفوت ناعم:.
- كل سنة وأنت طيب، اتفضل، يارب تعجبك
رفع كف يدها يلثمه بقبلة طويلة، تلاقت عينيه بمقليتها ليتنهد يهمس لها بخفوت عاشق:
- كفاية اللي عملتيه النهاردة ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
راقبته بحماس وهو يوجه أنظاره للإطار دقات قلبها تتسارع بعنف وهو يزيح الاوراق التي تغلفه، يبتسم في هدوء، ضحك ساخرا من نفسه فما قابله لم يكن سوي ظهر الاطار الفارغ، امسكه يلفه، تجمدت يديه تسارعت دقاته حين وقعت عينيه على اللوحة المرسومة على سطح الإطار، تحركت مقلتيه تتفحص اللوحة بنهم شديد وكأنها تأكلها أدمعت عينيه انسابت قطرات دموعه رغما عنه تلك اللوحة له وهو في عمره الآن بصحبة والده الذي بان على ملامحه التقدم في العمر، يقف جواره يضع يده على كتفه قريبا منه وكأنه يحتضنه، خرجت من بين شفتيه شهقة مكتومة يعانق اللوحة بقوة وكأنه يعانق أبيه، لم يكن ابدا يتصور أن هديتها ستكن أجمل ما رأت عينه يوما، التفت لها يسألها بصوت مبحوح أعين دامعة:.
- ازاي عملتي كدة ازاي
مدت يدها تمسح على خصلات شعره برفق أدمعت عينيها هي الأخري مع بكائه بالكاد رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تجيبه:
- واحدة زميلتي في الكلية عندها الموهبة دي وعندها جاليري صغير، روحلتها واديتها صورتك وصورة والدك، وهي حاولت تكبره في السن شوية، عجبتك.
قام من مكانه يحمل اللوحة اقترب من المكتب المقابل لفراشهم ازاح ما علىه ليضع اللوحة فوقه عينيه لا تنزحان عن صورة أبيه وهو يحتضنه، لا يعرف كم مر من الوقت وهو يقف أمام اللوحة لم يجفل سوي على يد لينا التي وُضعت على كتفه برفق، التف لها وفي لحظة كان يعتصرها بين ذراعيه تأوه بعنف يغمغم لها ممتنا:
- متشكر، متشكر أوي يا لينا، دي أحسن هدية جاتلي في حياتي كلها، بجد مش عارف أشكرك ازاي.
عانقته هي الأخري تبتسم سعيدة تكفي فرحة عينيه التي رأتها لتجعلها حقا سعيدة لانها اسعدته، ابتعدت عنه بخفة تبتسم في رقة اقتربت من هاتفها تعبث به لحظة فقط قبل أن يصدح صوت أغنية هادئة ذات إيقاع ناعم ساحر، اقترب هو منها تلك المرة أمسك يدها يجذبها ناحيته برفق ضحكت بخفة تضع يدها على كتفه والأخري تختبئ بين أصابع كفه، يتحركان على أنغام الموسيقي تتحدث الأعين وتصمت الألسنة، قيدته بقيد عشقها، لتكتشف في النهاية أنها قيدت قلبه معه دون أن تدري في قيد خاص، لن يعرفه سوي العشاق المكبلة قلوبهم فللعشق قيوده الخاصة!
الأيام التالية كان إيقاعها سريع حقا سريع الجميع مشغول في ترتيباب زفاف حسام وسارة وزيدان ولينا، فساتين الزفاف، القاعة الموسيقي، حجز شهر العسل الخاص بالعروسين، أيام تتسابق بسرعة البرق، إلى أن اصبحنا هنا في منزل خالد السويسي، في اليوم الموعود يوم زفاف أولاده لينا وحسام وحتى زيدان، ولده وإن لم يكن من دمه، في صباح هذا اليوم جاءت لينا بصحبة زيدان إلى منزل والدها لتستعد فيه لزفافهم الثاني!، انقسم المتواجدين في البيت إلى قسمين لينا مع ابنتها وعاملة احدي بيوت الجمال تلك التي يطلقون علىها ( markup artist) في غرفة ابنتها.
وزيدان وحسام في غرفة الأخير كل منهما يستعد لزفافه، ولكن أين خالد...
في المقابر، تحديدا أمام قبر قديم حط على لوحه الجرانيتي اسم
( سما خالد محمود السويسي )، وقف هو أمام قبر ابنته يبتسم في هدوء مسح بيده على اسمها برفق يحادثها مترفقا:
- عاملة ايه يا سما معلش يا حبيبة بابا عارف اني انشغلت عنك الفترة اللي فاتت، بس مش هتحصل تاني، عارفة النهاردة فرح اختك، اخيرا بعد عذاب...
ظل صامتا للحظات ينظر لقبر ابنته احمرت مقلتيه ولم يستطع كبح دموعه انهارت تغرق وجهه شد على كفه يحادثها بصوت خفيض مختنق:
- كان نفسي تبقي عايشة يا بنتي، كان نفسي اشوفك عروسة واسلمك بايدي لعريسك، وأشوف عيالك، مر سنين يا سما وحرقة قلبي علىكي ما بتروحش ولا حتى بتقل، ربنا يصبرني على بعدك لحد ما اقابلك...
قرأ الفاتحة ليتحرك لخارج المكان بأكمله بخطي سريعة توجه إلى سيارته يستقلها متوجها إلى منزله هناك حيث ينتظره الجميع ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه يتذكر الماضي البعيد يتذكر حين نطقت ابنته الصغيرة كلمة ( بابا ) لأول مرة بأحرف متلعثمة، حين كانت طفلة تحبو يلاعبها، حين بدأت تتعلم المشئ وتمسك بيده، تركض ناحيته ما أن تراه، وضع يده في جيب سترته يخرج قطعة حلوي منها تلك القطعة التي لم يتوقف عن إحضارها كل يوم تقريبا منذ أن كانت طفلة، والآن الطفلة أصبحت عروس للمرة الثانية، لما يشعر أنها ستتزوج للمرة الأولي، لما يشعر بالخوف من ابتعادها عنه من جديد، تنهد يبتسم أوقف السيارة في حديقة المنزل نزل منها يتوجه مباشرة ناحية غرفة حسام طفله البكر عضده الذي سيستند علىه حين يهرم ويأخذه الكبر، رفع يده يدق الباب اليوم زفاف الفتي لا بأس من احترامه قليلا إلى أن ينتهي الزفاف، توجه حسام يفتح باب غرفته لتشخص عينيه في ذهول يتمتم مدهوشا:.
- بابا أنت من امتي وأنت بتخبط على الباب، دي علامة أنا هموت ولا ايه، هموت قبل ما اتجوز آه يا حوستي السودا يا أنا يا أمه
ضحك خالد ساخرا رفع يده يصفع رقبة حسام من الخلف دفعه بعيدا عن الباب ليخطو لداخل الغرفة يردف متهكما:
- أنا غلطان اني قولت احترمك يوم فرحك يا حيوان
تقلصت قسمات وجه حسام في غيظ رفع يده يمسح على رقبته من الخلف برفق يهمس ساخطا:
- ايه الأب دا بس هو مخلفني عشان يضربني بالقفا.
ضحك زيدان الواقف أمام المرآة يتأكد من ضبط رابطة عنقه بالشكل الصحيح، التفت ناحية خالد اقترب منه ليعانقه الأخير يربت على ظهره ابعده عنه بعد لحظات امسك ذراعيه بين كفيه يحادثه:
- لينا في عينيك يا زيدان
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي زيدان حرك رأسه بالإيجاب يتمتم في ثقة:
- لينا في قلبي يا خالي ما تقلقش علىها ابداا.
ابتسم خالد يربت على رأس زيدان، في حين نظر زيدان لحسام ليعاود النظر لخالد شعر في تلك اللحظة أنه يجب حقا أن ينسحب من الغرفة يترك المجال فارغا للابن وأبيه وهذا ما فعله حمحم يردف مبتسما:
- عن اذنكوا هأكد حجز الفندق.
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه، في تلك اللحظة التفت خالد ينظر لولده حسام الذي لم يكمل ارتداء حلته بعد، تبقي رابطة العنق وسترة الحلة، توجه خالد يجلس فوق فراش حسام ربت بيده على الجزء الفارغ جواره ينظر لولده يبتسم، ارتبك حسام لا يعرف لما ولكنه حقا ارتبك، تقدم يجلس جوار والده، لحظات طويلة من الصمت قبل أن تخرج تنهيدة طويلة من بين شفتي خالد نظر لولده يحادثه مبتسما:.
- تعرف، أنا عيشت عمري كله أهرب من الماضي، بس لو أعرف أن الماضي دا فيه أنت كنت دورت علىه بدل ما هربت منه...
مد يده يربت على كتف حسام ليلتف الأخير ينظر لأبيه، توسعت حدقتيه في دهشة هل تلك دموع التي يراها في عيني والدها، تنهد خالد من جديد يربت على كتف صغيره يتمتم ضاحكا:.
- اوعي ياض تكون فاكر معاملتي ليك استهانة او تقليل منك، أنا بعاملك على أنك صاحبي مش ابني، أنا مستعد افرشلك الأرض تحت رجلك فلوس، احققلك كل اللي تحلم بس فيه، دا أنت ابني من صلبي، سندي بعد ما أعجز، لما أعجز بقي أنا لسه في عز شبابي
ضحك حسام بخفة ينظر لأبيه لا يعرف لما ولكنه وجد الدموع تتجمع في مقلتيه هو الآخر خاصة حين احتضن خالد وجهه بين كفيه يكمل ما كان يقول:.
- عارف من اول مرة شوفتك فيها في عيد ميلاد لينا، وأنا حاسس أني اعرفك، قلبي بيتجنن لما بيشوفك، خصوصا لما شوفت لهفتك على اختك لما زيدان جابك تعالجها، كلامك حركات وشك، قلة ادبك، اللي واقف قدامي دا أنا عارفه، دا أنا وأنا صغير شوية، كنت حاسس والله أنك ابني من قبل ما اقابل والدتك الله يرحمها، عارف لما اتأكدت كنت طاير من الفرحة، إبني، ابني أنا، ربنا عوضني لاء ودكتور ما شاء الله قد الدنيا، لما تبقي أب هتحس بالفرحة اللي أنا بقولك علىها دي، وخصوصا دلوقتي وأنا شايفه عريس زي القمر، ربنا يحفظك يا ابني.
انهمرت الدموع تغرق وجه حسام ليندفع يحتضن أبيه يبكي بين أحضانه بعنف يتمسك به كطفل صغير رأي أبيه بعد طول غياب، للحظات طووويلة جميلة، أبعد خالد حسام عنه مد يده يمسح دموعه عن وجهه يحادثه ضاحكا:
- ولد وبعدين في عريس يعيط بردوا، يلا يا دكتور يا حيلوة ياللي بتلبس ليسنز أنت قوم كمل لبسك...
خرجت ضحكة خافتة من فم حسام قبل أن يقبل يد والده ربت خالد على رأسه تحرك حسام ناحية مرأه الزينة ليمسك خالد بسترة حلته يساعده في ارتدائها، اخرج من جيب حلته رابطة عنق سوداء فاخرة، امكسها يطوق بها عنق حسام يعقدها له بهدوء يعدل من تلابيب ملابسه، التف حسام ينظر لانعكاس صورته في المرآة بصحبة والده، الآن فقط لاحظ ذلك الشبه الغريب الذي يتحدث عنه الناس وكأنه لم يكن يراه قبلا، ابتسم يعانق خالد بقوة ليضحك الأخير عاليا، دقات على باب الغرفة دخل زيدان يقطب جبينه ينظر لخالد في عجب يحادثه:.
- خالي أنا كلمت الفندق ااكد الحجز قالولي أن الحجز اتلغي وإن حضرتك اللي لغيته
ابتسم خالد في هدوء دس يديه في جيبي سرواله يحرك رأسه بالإيجاب التوي جانب فمه بما يشبه ابتسامة ماكرة يتمتم ببراءة خبيثة:
- ايوة فعلا أنا لغيته ولغيت الحجز بتاع حسام وحجزت تلت سويتات هايلين في قرية سياحية في دهب تبع واحد صاحبي المكان هناك خيال
قطب حسام ما بين حاجبيه ينظر لحسام رفع كف يده يعد علىه يتمتم مدهوشا:.
- أنا وسارة سويت وزيدان ولينا سويت، التالت دا لمين يا بابا
ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتي خالد رفع رأسه لأعلى يغمغم في خيلاء:
- ليا
توسعت أعين الرجلين ينظران لبعضهما البعض في دهشة ليصحيان معا من وقع صدمة ما حدث:
- ليك ازاي يعني
احتدت عيني خالد ينظر لهما في ازدراء كتف ذراعيه أمام صدره يصيح منفعلا:.
- هو ايه اللي ليك ازاي يا حيوان منك ليه هو أنا ماليش نفسك زيكوا اطلع شهر عسل ولا ايه، دا أنا مطلعوا على حسابي يا كلاب
اندفع حسام يصيح مذهولا:
- أنت مش لسه راجع من شهرين عسل باصص في الأسبوعين بتوع الغلابة يخربيت الذل يا جدع
رفع خالد يده يحرك سبابته وإبهامه على ذقنه الملتحية، ابتسم في وعيد قاتم اقترب من حسام يقبض على تلابيب ملابسه يهمس لها متوعدا:.
- ما تخلنيش أعلم علىك زي ما عملت قبل كدة يوم ما كنت رايح تودي الملازم لسارة، هوديك الفرح وشك ألوان، كل عيش يا دك ماشي يا حبيب أبوك
شد حسام على أسنانه يكاد يطحنهم من الغيظ دفعه خالد بعيدا عنه ليتمتم بصوت خفيض مغتاظ يعبر عن ضيقه:
- ايه الراجل دا، بيتحول في ثانية
انتفض حين سمع خالد يردف متوعدا:
- بتبرطم تقول ايه يا حيوان.
ارتسمت إبتسامة كبيرة بلهاء على شفتي اشار لنفسه ببراءة يحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم ضاحكا:
- أنا!، بدعيلك يا بابا يا حبيبي
رماه خالد بنظرة ساخرة متهكمة قبل أن يتركهم ويخرج من الغرفة، اغلق الباب خلفه رغم ذلك سمع صوت حسام الغاضب وهو يصيح في زيدان:
- ابقي قابلني لو عرفنا نشوفهم عارف فيلم عادل إمام لما كان رايح جاي ساحب بنته في ايده بكرة هتشوفه لايف وخالك رايح جاي ساحبهم كلهم في ايده.
ابتسم خالد في خبث يحرك رأسه بالإيجاب صدقا لم تكن تلك الفكرة خطرت على رأسه قط ولكن لما لاء!
تحرك ناحية غرفة ابنته، دق بابها يخبرهم أنه هو، لحظات قبل أن تفتح لينا زوجته باب الغرفة اطلق صفيرا طويلا يعبر عن سحره بذلك الفستان الفضي الرقيق الذي ترتديه وحجاب رأسها المتناغم للغاية مع لون الفستان، نظر لوجهها المزين بمستحضرات التجميل ليزفر حانقا، لما تضع تلك الاشياء الملونة على وجهها اليوم زفاق ابنتهم لن يزعجها على اي حال، امسك بكف يدها ليجعلها تلتف حول نفسها بخفة لتضحك برقة على ما يفعل، في حين تصارعت دقات قلبه للفوز بمعركة العشق اللامحدود، اوقفها يحتضن وجهها بين كفيه يتنفس بعمق ينظر لزرقاء عينيها يهمس لها بصوت خفيض اجش حاني:.
- قالوا جُن الفتي وقع في عشق للجميلة
جُن المسكين يظن أنه للجميلة عاشقا
لم يعرف العشق ولا حتى زاره
فلو انكوي بنار الفؤاد لفر هاربا
فصاح الفتي والله اني للجميلة عاشقا
لو العشق نار يقتل القلوب، فقلبي للعشق قتيلا، وروحي لها فداءً، وجسدي لها درعا من كل داء
صدقوا حين قالوا
جًن الفتي فوقع في عشق الجميلة
فلو لم يُجن الفتي لما عرفتم حكاية الجميلة.
ابتسمت تدمع عينيها لترتمي بين أحضانه تلف ذراعيها حول عنقه تهمس له بصوت خفيض مرتجف:
- حرام علىك يا أخي، هحبك اكتر من كدة إيه...
ضحك عاليا ليبعدها عنه يلثم جبينها بقبلة صغيرة ابتسم في اتساع يهمس جوار إذنها بصوت شغوف عاشق:
- حبيني قد حبي ليكي هتلاقي نفسك في فراغ واسع كل ما يتملئ عشق بيوسع اكتر واكتر لحد ما لا نهاية مالوش حدود الدنيا كلها ما تكفيهوش.
حركت رأسها بالإيجاب تبتسم ليمد يده يمسح دموعها أمسكت بيده تجذبه معها لداخل الغرفة، حين دخل وقف خلف ابنته على بعد مسافة قريبة منها يري انعكاس صورتها في المرآة الكبيرة أمامه لم تكن خائفة لم تكن ترتجف كزفافها الأول، رأي ابتسامتها الواسعة التي تغزو ثغرها، لمعة عينيها السعيدة، جعلت دقات قلبه تتصارع خاصة وهو يراها في فستان زفافها الأبيض، تلتف حول نفسها، تضحك من سعادتها، التفتت له سريعا ما أن رأت انعكاسه في المرآة هرولت ناحيته ترتمي بين أحضانه ليحتضنها بقوة يقبل قمة رأسها يمسح على خصلات شعرها، ابعدها عنه قليلا يبتسم في اتساع يحادثها سعيدا:.
- العرايس احلوت عن زمان يا لينا
ضحكت ابنته عاليا، تعاود احتضانه من جديد، أغمض عينيه لا يعرف لما ولكنه يشعر حقا أنه يرغب في البكاء بكثرة اليوم، يكاد يضحك ساخرا على حاله منذ متي وهو يبكي بتلك البساطة، أبعد ابنته عنه يقبل رأسها ويديها يهمس لها مبتسما:.
- احلي عروس في الوجود، خلي بالك من نفسك ونبطل جنان بقي، أنا واثق أن زيدان ما يزعلكيش بس لو شيطانه وزه وعمل اي حاجة زعلتك، تقوليلي على طول وأنا هكسر دماغه
ابتسمت تؤمأ له بالموافقة، تحرك ليغادر ليتركها تكمل تجهيز حالها، ليشعر بكف يدها يتشبث بيده، ذكرته تلك الحركة حين كانت تتشبث بكفه وهي صغيرة تنفس بعمق حتى لا يبكي التفت له يبتسم لتبادر هي تغمغم سريعا:.
- بابا أنا كنت عروسة قبل كدة وكنت أنت وماما حواليا دايما، والمرة دي هنعمل الفرح في قاعة، ممكن إنت وماما تخليكوا مع حسام النهاردة، زيدان قالي أنه متفق مع صاحبه هيسوق العربية بتاعتنا
ابتسم سعيدا لينا في ليلة زفافها تفكر بشقيقها حرك رأسه بالإيجاب اقترب يقبل جبينها ينظر لها متفاخرا يغمغم:
- ربنا ما يحرمكوا من بعض ولا يحرمني منكوا.
تحرك من غرفى ابنته إلى غرفته هو ينظر إلى الحلة المقلعة هناك، توجه إلى المرحاض اغتسل ارتدي سروال الحلة وقميصها وقف أمام المراءة يعقد رابطة عنقه، يرتدي حلته، رفع المشط يمشط خصلات شعره التي امتزج بها الشيب ليأكل معظم خصلاته السوداء، امسك زجاجة العطر الخاصة به بضع رشات صغيرة على عنقه ورسغي يده، وأطراف حلته، تحرك يقف أمام صورة زفافه هو ولينا لتلوح على ثغره ابتسامة صغيرة يتذكر ليلة زفافهم الثاني يبدو أن ابنته ورثت كل شئ منه.
Flash back
دخل بها إلى غرفتهم ينزلها أرضا برفق توسعت عينيها مدهوشة تنظر للغرفة المزينة الورود التي تملئ كل مكان في الحجرة، قطع الحلوي التي اصطفت في على شكل اسمها على الفراش، البالونات الملونة هنا وهناك، التفتت له تدمع عينيها تهمس بصوت خفيض مبحوح:
- أنا بحبك أوي بحبك أوي أوي
اشار لها لباب المرحاض اقترب يمسك طرف ذقنها بين اصبعيه السبابة والابهام يردف مبتسم في هيام:.
- أنا بقي بعشقك فوق عشق العاشقين عشقا، ادخلي الحمام غيري هدومك يلا.
هرعت سريعا إلى مرحاض غرفتهم رأت تأخذ منامة بيضاء اللون خرجت من المرحاض لتسمع صوت الموسيقي الهادئة تلتف في كل مكان في عرفتهم ابتسمت في تلك اللحظة لم تكن تريد أن ترقص على أنغام تلك الموسيقي الهادئة حركت رأسها بالنفي لتغلقها قطب جبينه ينظر لها متعجبا، لتمسك بكف يده، تلتقط هاتفها خرجت من الغرفة ومن المنزل بأكمله تقف في الحديقة تلامس أصابعها العارية العشب الندي اسفلها، سعيدة تشعر بالحماس والانطلاق، بدأت تعبث في هاتفها ليصدح صوت اغنية انجليزية مزعجة وبدأت هي تتقافز حوله تتحرك سعيدة اقتربت منه تمسك بيده تحادثه ضاحكة:.
- ارقص معايا
نظر لها في ذهول يبتسم في عجب حرك رأسه نفيا ضحك يغمغم:
- ما بعرفش والله، دا أنا اتعملت السلو عشانك، تيجي نرقص تحطيب
تعالت ضحكاتها تشق سكون الليل لتشهق بقوة حين حملها بين ذراعيه يلتف بها حول نفسه في الحديقة يصرخ بحبها وتتعالي ضحكاتها
اجفل على حركة يد وضعت على كتفه ليخرج من شروده نظر خلفه ليجد لينا تقف هناك خرجت من أفكاره لتتجسد أمامه، لف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها ليسمعها تهمس له:.
- يلا يا خالد الولاد خلصوا ويا دوب نلحق نجيب سارة من الكوافير ونروح القاعة
ابتسم يمسك بيدها يخرج بها من غرفته ليجد لينا تتأبط ذراع زيدان ينزلان لأسفل، القي زيدان مفاتيح سيارته على شهاب صديقه ليسبقه يدير محرك السيارة، نزل خلفهم لينا وخالد وحسام، إلى سيارة الأخير المزينة، نظر الأخير لهما في دهشة يتمتم متعجبا:
- هو انتوا هتيجوا معايا اومال مين هيروح مع لينا
ضحك خالد يصدم حسام على رأسه بخفة يغمغم ساخرا:.
- اركب يا حمار ومالكش دعوة
زفر حسام مغتاظا استقل وحيدا الأريكة الخلفية جلس خالد خلف المقود ولينا جواره انطلقت السيارات إلى مركز التجميل حيث توجد سارة وتالا ومعهم سارين.
في مركز التجميل وقفت سارة تنظر لانعكاس صورتها في المراءة لتبتسم تتورد وجنتيها من السعادة تشعر بقلبها يكاد يقفز خارج صدرها، اليوم ستتزوج حسام، اليوم ستصبح زوجته، سعيدة تكاد تطير ولكنها خائفة من القادم من المستقبل هل تري ستنجح حياتهم الزوجية ام سيصبحون نسخة مقلدة من أبويها ومشاكلهم التي لا تنتهي أبدا، زفرت بقوة تحاول أن تهدأ اقتربت سارين من شقيقتها تعانقها بقوة تبتسم لها سعيدة:.
- قمر يا سارة احلي من القمر حسام هينبهر لما يشوفك بالحجاب
ابتسمت خجلة تنظر لشقيقتها بسعادة ممتزجة بامتنان تشكرها:
- أنتي السبب يا سيرو انتي اللي حببتيني فيه من كلامك عنه، عشان كدة قررت ألبسه بداية من يوم الفرح ومش هقلعه تاني أبدا
ابتسمت سارين تعانق شقيقتها من جديد التفتت الفتاتين تنظران ناحية تالا التي تنظر لهما في سعادة تبكي في صمت اقتربت منهم تضع يدها خلف ظهرها احتضنت طفلتيها تردف باكية:.
- اتخطفتوا بدري اووي، ربنا يسعدكوا يارب، سارة وانتي يا سارين ما تغلطوش غلطتي أبدا، ما فيش واحدة فيكوا تحاول تبعد جوزها عن البيت او عن تربية الأطفال لما تخلفوا، اوعوا تعملوا كدة، ماشي يا حبايبي
ابتسمت الفتاتين يحركان رأسهما بالإيجاب لتقبل تالا رأس كل منهما، لحظات قبل أن يسمعا صوتا مألوفا يغمغم ضاحكا:
- العروسة البسوبسة خلصت العريس واقف بيدخن برة.
نظرت سارة ناحية لينا زوجة عمها لتتوسع عيني الأخيرة في سعادة اقتربت منها تعانقها بقوة احتضنت وجهها بين كفيها تحادثها سعيدة:
- زي القمر يا حبيبتي مبروك على الجواز وعلى الحجاب
في الخارج يقف عثمان أمام سيارته ينتظر زوجته خرج حسام من السيارة هو الآخر ينظر لساعة يده يتأفف حانقا لما تأخرت كل ذلك الوقت، اقترب منه يغمغم ضاحكا:
- ما تتهد يا عم زمانها جاية دلوقتي، اقولك ادخلك هاتها.
قلب حسام عينيه في ملل عثمان وخفة دمه التي تكاد تقتله من الضحك، سمع صوت زغرودة عالية ليعتدل في وقفته حين انفتح الباب توسعت حدقتيه نبض قلبه هو دائما ينبض بما أنه طبيب فعلميا يتراوح عدد دقات قلب الإنسان ما بين ستين لمئة دقة في الدقيقة إذا لما يشعر أنه يدق للمرة الاولي يتعرف على نبضه الآن، يضخ دماء مختلفة كراته الحمراء والبيضاء امتزجت بكرات اخري تحمل صورتها تصرخ باسمها تسري بين أوردته تطبع جسدخ بعشقها من قلبه لعلقه لجوا روحه، ها هي تقف هناك كملاك بل أجمل ملاك يرتدي حجاب أبيض اللون تخفي بها شعرها تحجبه عن أعين من ليس لهم حق في رؤيته، أدمعت عينيه ينظر لها سعيدا يكاد يصرخ من فرحته ما كاد يقترب منها شعر بيد تقبض على كتفه نظر خلفه ليجد عثمان الذي ابتسم يسأله متعجبا:.
- هو صحيح هو أنت ليه ما دخلتش جوا وسارة اديتك ضهرها وقعدت تلف حواليها وتنبهر لما تشوفها ولا كأنك تعرفها قبل كدة
زفر حسام حانقا يجذب يده من يد عثمان يغمغم في غيظ:
- يا عم أبعد أنا على أخري، سيبني أشوف ليلتلي
ضحك عثمان عاليا في حين اقترب حسام سريعا من سارة وقف أمامها يخترزها بنظراته أمسك كف يدها المرتجف خجلا يرفعه إلى فمه يلثمه بقبلة حانية يهمس لها:.
- مبروك يا حبيبتي، هتصدقيني لو قولتلك أنك أجمل ما رأت عيني
انخفضت برأسها أرضا تحمر وجنتيها خجلا أراد بشدة أن يعانقها، ما كاد يقترب خطوة واحدة توسعت عينيه حين رأي عمر أمامه لا يعرف حتى متي جاء بتلك السرعة وقف عمر أمام حسام ينظر له ساخرا يردف:
- ما تاخدها وتروح ويولع الفرح بالمأذون بالمعازيم.
زفر حسام حانقا ينظر لعمر متوعدا تبقي فقط أقل القليل وتصبح زوجته، امسك بكفها يتحرك بها إلى سيارة والده تتبعهم زغاريد السيدات العالية، توجه الجميع إلى سيارتهم، نصف ساعة فقط ووصلوا إلى قاعة الزفاف، في غرفة صغيرة تسبق القاعة على أريكة جلس حسام وعمر وبينهما، ينظر حسام لعمر يبتسم في تشفي ليرميه الأخير بنظرات حانقة غاضبة، وضع كفه في كف عمر، القي على ابنته نظرة اخيرة يبتسم لها قبل أن يردد خلف المأذون جاء الدور على حسام الذي كان يتعجل نطق الكلمات إلى أن اردف المأذون معترضا:.
- ما ينفعش كدة يا استاذ حسام براحة عشان ما تنساش حاجة
زفر يحرك ساقه اليسري متوترا يومأ بالإيجاب، عاد من جديد يردد خلف المأذون إلى أن صدحت الجملة المعتادة:
- بارك الله لكما وبارك علىكما وجمع بينكما في خير
تعالت الزغاريد في كل مكان وقع حسام وسارة ووقع خالد وزيدان شهود على العقد، انتفض حسام من مكانه هرول ناحية سارة يعانقها بقوة التف بها حول نفسها يصيح منتصرا:
- اتجوزتك اخيراااا.
تعالت ضحكات الجميع دقت الطبول وبدأت موسيقي استقبال العروسين دخل زيدان بصحبة لينا، اولا وتلاه حسام الذي يكاد يرقص من الفرح ولما يكاد تبقي القليل فقط وسيرقص من الفرح، جلست كل عروس جوار زوجها لحظتين فقط وتعالت صوت احدي الأغاني الشعبية المزعجة انفتح باب قاعة الزفاف على مصرعيه ليدخل اصدقاء زيدان وحسام ومعهم جاسر وغيث إلى القاعة يرقصون بحركات غريبة على أنغام الموسيقي الصاخبة اقترب شهاب صديق زيدان يشد زيدان قصرا بينهم، في حين هب حسام سريعا خلع سترة حلته يلقيها جوار سارة ليغوص بين جمع الشباب.
الكاميرات لا تتوقف عن التصوير، على أقرب طاولة من العروسين جلس كل من خالد ولينا وعمر وتالا وسارين، فعثمان معهم في جمع الشباب المكتز، نظر خالد لحسام باشمئزاز ليعاود النظر للينا يغمغم حانقا:
- سرسجي حقير ايه الأرف اللي بيسمعوه دا، دا منظر دكتور بذمتك
ضحكت لينا بخفة تربت على يد زوجها:
- يا خالد فرحه سيبه يفرح وبعد شهر العسل ربيه
ابتسم في خبث يحرك رأسه بالإيجاب لما بعد شهر العسل، سيريه العجائب من الغد.
في تلك اللحظات دخلت عائلة حمزة بعد أن صافحوا العروسين توجهت مايا وسارين وسهيلة التي تحمل أحمد الصغير إلى لينا وسارة يلتقطون الصور يضحكون على ما يفعل ذلك الجمع الذي اختفي أدهم بينهم حمل الشباب زيدان يقفذونه لأعلى، حاولوا حمل حسام ليصيح فيهم:
- لااااا أنا شوفت فيلم بابا هتسيبوني اقع وأنا مش مستغني عن الفقرة الخامسة والسادسة والقطنية
حملوه قصرا يقذونه لأعلى ليصيح فيهم خائفا:.
- بس ياض منك ليه، نزلوني يلا، ضهري لو جراله حاجة هنفخكوا
اخيرا انزلوه أرضا، اقترب زيدان يجلس جوار لينا يمسح حبات العرق المتساقطة من وجهه بمنديل صغير، هرع حسام يجلس سارة نظر لعمر في تحدي ساخر ليقترب من سارة يحتضنها يلاعب حاجبيه عابثا ينظر لعمر متشفيا...
نظر عمر لتالا في غيظ يحادثها حانقا:
- شايفة الحيوان بيغظني.
حاولت تالا بالكاد رسم إبتسامة صغيرة على شفتيها تربت على يد عمر تهدئه، تشعر بألم بشع يزداد سواءا ربما هي فقط تتوهم لن تضع حملها اليوم تحديدا، ألم وسيزول بعد قليل...
على طاولة قريبة منهم جلس جاسر ومعه سهيلة التي تحمل الصغير، جوارهم عثمان وسارين، يلتقطون أنفاسهم، نظرت سهيلة لجاسر تبتسم سعيدة حين تذكرت ما فعله لأجلها الفترةالماضية او كادت تستعيد شريط ذكريات قريب حين صدح صوت منظم الحفل يشعل الأجواء من جديد:
- اصدقاء العروستين ممكن تقفوا وراهم ونشوف مين هتاخد بوكية الورد.
أخذ جاسر الصغير من سهيلة يشير لها بالذهاب لتلحق بها سارين وباقي الفتيات وقفت لينا مجاورة لسارة تضحكان وخلفهما جمع من الفتيات، بداءتا يعدان مع بعضهما البعض بهدوء:
- واحد، اتنين، تلاتة.
القيا باقتي الورد سويا التفت كل منهما تري من امسكت باقتها، باقة سارة وقعت في يد شقيقتها، نظرت لينا عن كثب تبحث عن من امسكت بباقة الورود الخاصة بها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ حين رأت تلك الشقراء الملونة تقف أمامها تمسك بباقة الورود تبتسم في اتساع، الشقراء هنا، نظرت سريعا ناحية زيدان الذي لم تقل دهشته عنها، تحرك من مكانه ناحية باب قاعة الزفاف لتمسك لينا بطيات فستانها تلحق به، بدأت الهمهات تعلو من كل مكان، عن سبب ما يحدث، تحرك خالد هو الآخر يخرج من القاعة عند الباب رأي انجليكا يقف جوارها شاب طويل القامة عينيه زرقاء تشبه عيني زيدان لحد كبير شعره أشقر أبيض البشرة شاب وسيم ملامحه ليس مصرية ولا بعربية على الاطلاق، اقترب منهم أكثر زيدان يقف أمام إنجيلكا جواره لينا التي تناظر انجليكا بشراسة:.
- أنتي اللي جابك هنا
اشار لها زيدان ان تهدئ في حين ابتسمت انجليكا في هدوء عادت خطوتين تقف جوار الشاب امسكت بذراعه تنظر لزيدان في حين تجاهلت لينا تماما تتمتم مبتسمة:.
- زيدان دا ماكس اللي هكتلك انه، هو مش بيأرف اربي، بس أنا كملته أنك كتير، هو جاي اشان يشكرك، لما رجأت روسيا، أنا وماكس اتصالهنا، هو آلي أنه بيهبني كتير وندمان اننا سبنا بأض، بس أنا كنت زآلانة منه كتير، هو أمل هاجات هلوة كتير اشان يصالح أنا، أنا وماكس اتجوزنا الأسبوع اللي فات.
توسعت ابتسامة زيدان يشعر حقا بالسعادة لها تلك الصغيرة تزوجت عادت لحبيبها أخيرا، في حين انجليكا يدها على بطنها المسطح تهمس سعيدة:
- أنا كمان هامل في شهر
قطبت لينا ما بين حاجبيها مدهوشة كيف تحمل في شهر وقد تزوجا قبل أسبوعين فقط شهقت تنظر لهما باشمئزاز تهمس بصوت خفيض:
- يا قلالات الأدب...
في حين بالكاد منع خالد ضحكته يتذكر ذلك الفيلم القديم تكرر جملة واحدة في رأسه:.
- كريستين حامل، انتوا عندكوا بتجيبوا العيل الأول وبعدين تتجوزا تفوا على دا نظام
عند تلك النقطة لم يستطع أن يظل صامتا فانفجر ضاحكا ليلفت انظارهم إليه توسعت ابتسامة انجليكا لتقترب منه سريعا تعانقه بقوة تتمتم سعيدة:
- امو هالد أنت وهشت أنا كتير اوووي
حمحم مرتبكا من الموقف قبل أن يأتي بأي رد فعل سمع صوت شهقة عالية التفت خلفه سريعا ليري لينا زوجته تقف تنظر له عينيها تكاد تشتعل غضبا...
الفصل المائه وثمانية وعشرون والمائه وتسعه وعشرون من هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا