رواية أسير عينيها الفصل الثامن والثلاثون 38 والتاسع والثلاثون 39 الجزء الثاني بقلم دينا جمال

 رواية أسير عينيها

الفصل الثامن والثلاثون 38 والتاسع والثلاثون 39 الجزء الثاني

بقلم دينا جمال

انسابت دموعها تنظر لخالد بألم تريد الصراخ لتهتف سريعا برجاء: اياد ارجوك لاء ابوس ايدك عشان خاطري

سمعت صوته يضحك بخبث: صغيرتي تتوسل لي...

تهاوت ارضا تنظر لذلك القناص الذي يصوب هدفه ناحية قلبها هي تهتف بذعر: ابوس ايدك يا اياد خالد لاء

هتف بحدة: أنا مستنيكي برة لو فكرت بس تتصلي بيه هخليكي تترحمي عليه

هتفت سريعا بذعر تبكي بجزع: حاضر حاضر بس عشان خاطري ما تأذيهوش.


اختفت صورة خالد ليظهر وجه اياد يبتسم بخبث عينيه تلمع بانتصار: معاكي دقيقتين

ارادت بعض الوقت حتى تحاول حتى التصرف نظرت سريعا لملابسها تتحجج بها: طب اغير هدومي

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه: وماله يا روحي غيريها بس ساعتها بقي ابقي البسيها اسود على روح حبيب القلب معاكي دقيقتين، دقيقتين وثانية اقري الفاتحة على روح لودي.


وبدون تفكير هي لن تجازف بخسارته حتى لو كان الثمن حياتها القت الهاتف من يدها تركض بسرعة كالمجنونة فتحت باب المنزل الداخلي تركض في الحديقة حافية القدمين بملابس المنزل اتجهت للبوابة الضخمة تصرخ في الحرس بجزع: افتحوا البوابة

حاول احدهم الاعتراض فصفعته على وجهه بقوة تصرخ بغضب: افتح الباب بقولك افتح الزفت خالد هيموت.


فتح الحارس له البوابة لتركض خارج المنزل تنظر حولها بحيرة لتجد سيارته تقف بالقرب من المنزل اتجهت ناحيتها تركض بسرعة لتصرخ بألم حينما انغزرت قطعة زجاج ملقاة على الأرض في باطن يدها انسابت دموعها من الألم تنساب الدماء من قدمها.


انحنت تنزع تلك القطعة بعنف لتلطخ يديها بالدماء اتجهت ناحية سيارته بخطي سريعة تضع على شفتيها تكبح صرخاتها المتألمة وجدت باب السيارة الامامي يفتح من الداخل لتركب دون تردد، وقبل أن تنطق بحرف واحد كان يقيد حركتها واضعا ذلك المنديل الذي نثر عليه المخدر على انفها زاغت عينيها نظرت له نظرة اخيرة تحمل عتاب صامت لتغيب عن الوعي

ابتسم إياد بانتصار، ليسمع ذلك الصوت يسأله بقلق؛ أنت هتعمل فيها ايه.


هتف بحدة وهو ينطلق بالسيارة مسرعا: مالكيش دعوة انتي انا هوصلك القصر تلمي حاجتك بسرعة هبعتلك الحرس يأخدوكي على المطار.


احد الحرس: وبعدين بقي احنا لازم نكلم الباشا نقوله

حارس آخر: هو مش الباشا كان قلنا انها هتخرج ونبقي نفتحلها البوابة

ليرد الحارس الاول مرة اخري: ايوة بس مالقش أنها هتخرج بهدوم البيت وحافية، أنا هخلص ذمتي واكلمه.


جالسا على كرسي مكتبه ينظر للورق امامه بشرود دقات قلبه سريعة مضطربة، شيئا خاطئ يحدث زفر بضيق يلقي القلم من يده التقط هاتفه ليتصل بها يريد الاطمئان عليها ليجد هاتفه يرن برقم احد الحرس

عقد جبينه بقلق ليرد سريعا

الحارس بتوتر: خالد باشا في حاجة حصلت لازم تعرفها

زمجر بحدة: انطق على طول.


بلع الحارس لعابه بخوف: الهانم يا باشا خرجت من شوية تجري برة البيت كانت لبسة لبس البيت وكان في عربية واققة مستنياها برة ركبت فيها والعربية طلعت على طول

هب واقفا عينيه سوداء مظلمة من الغضب اغلق الخط في وجه الحارس يفتح برنامج التتبع المتصل بقلادتها، ليلتقط ميدالية مفاتيحة يركض من الشركة كالمجنون.


وقف بسيارته امام القصر لينظر لها بحدة مزمجرا بغضب: ما تنزلي مستنية ايه

بلعت ريقها بارتباك تنظر للينا بقلق: طب انت هتعمل فيها ايه، إياد حرام عليك كفاية اللي انت عملته فيها لحد كدة

التقط مسدسه يلتفت لها بجسده قبض على خصلات شعرها يضع فوهه المسدس على رأسها مباشرة يصرخ بحدة: يا هتتزلي يا هقتلك

اتسعت عينيها بخوف تهز رأسها ايجابا سريعا: خلاص حاضر حاضر.


نزلت سريعا من السيارة لتسمعه يهتف سريعا: جهزي حاجتك ساعة واحدة والحرس هيأخدوكي على المطار لو اتأخرتي دقيقة واحدة هسافر واسيبك

هزت رأسها ايجابا سريعا تهرع لداخل المنزل تضب ملابسها، لم يبقي سواه بجانبها حتى وإن كانت معاملته ساخرة سيئة دائما.


على صعيد آخر وقف أمام تلك العمارة السكينة نزل من السيارة ينظر حوله منطقة سكينة جديدة تحت الإنشاء دفع الكثير من اجل تجهيز شقة واحدة في احدي العمائر، نظر حوله بحذر يتفقد المكان بعينيه لترتسم ابتسامة انتصار صغيرة على شفتيه، اتجه ناحية الباب المجاور لها يفتحه مد ذراعيه يحمل جسدها المرتخي برفق، متجها بها إلى تلك الشقة دفع الباب بقدمه هو في الاساس تركه مفتوحا ليسهل عليه أمر الدخول ليتجه بها ناحية غرفة كبيرة للنوم عليها فراش ضخم وثير، وضعها على الفراش برفق، ليعود مغلقا باب الشقة بالمفتاح جيدا، القي المفتاح بعيدا على احد المقاعد لتتسع ابتسامتها الشيطانية حان الآن وقت الأخذ بالثأر، عاد إليها يجلس بجانبها على الفراش مد يده يمسد على خصلات شعرها بحنان يهمس بخبث: اخبرتك صغيرتي انتي لي، آه يا فاكهتي المحرمة لو تعلمين ماذا فعلت لاتذوقك، اشار إلى احد اركان الغرفة يحدثها كأنها تسمعه: لوحي للكاميرا صغيرتي، هي من ستلتقط لحظاتنا السعيدة، ومن ثم سأرسلها لذلك الأحمق، تؤتؤتؤ لا تخافي لن ادعه يأذيكي، بلع ريقه برغبة يهمس بارتعاش: فقط انتهي منك حلوتي وسنهرب بعيدا لن يصل إلينا لن يفرقنا مرة اخري.


إطارات السيارة على وشك الانفجار من سرعتها

ينقل انظارها بين تلك الإشارة التي يرصدها هاتفه والطريق امامه بسرعة كبيرة مئات وربما آلاف الأفكار البشعة نسجها الشيطان في رأسه

وصل، اخيرا وقفت السيارة بعنف حينما ضغط على المكابح فجاءة ترجل منها لتتسع عينيه، تلك السيارة رآها من قبل في منزل جاسم، صعد يركض كالمجنون وقف أمام باب تلك الشقة يدق الباب بعنف.


في الداخل تسمر اياد مكانه وهو يستمع إلى صوت تلك الدقات القوية لتتحول بعدها إلى دفعات عنيفة يبدو أن أحدهم يحاول كسر الباب، بدون ادني شك يعرف انه هو

في لحظات اكمل خلع ملابسه ومزق ملابس لينا بوحشية ليندث جوارها في الفراش، يعرف أنها مخاطرة يمكن ان تودي بحياته!

دفع الباب بقدمه مرة اثنين ثلاثة إلى أن انكسر دخل يبحث عنهما في كل مكان.


تسمر مكانه حينما فتح باب تلك الغرفة شخصت عينيه بفزع حتى كادت تخرج من مكانها زوجته حبيبته عشقه الاول والاخير ترقد عارية بين احضان رجل آخر، انعدمت انفاسه من الصدمة شعر بأن الأرض تميد من تحته لحظات مرة كساعات وهو ينظر لهم دون حراك، لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتي إياد، كانت كصفعة ايقظته زمجر بغضب متجها ناحيتهم وقد كان في لحظات شعر إياد بأن بركان انفجر فيه حاول الدفاع عن نفسه ولكن عذرا لم يستطع، لكمات خالد عنيفة متتالية غاضبة، يسب يلعن يصرخ يلكم يصفع يركل تكاد الدماء تنفجر من رأسه، سقط اياد ارضا مجرد حطام ليجثي على ركبة واحدة بجانبه يلهث بعنق قبض على عنقه يزمجر بغضب: اوعي تكون فاكر أن أنا هقتلك بالسهولة دي لاء دا أنا هخليك تتمني الموت، من اللي هعمله فيك أنت وال***** اللي كانت في حضنك.


لفظه بعنف لترتطم رأس إياد بالارض بقوة.


لم تعرف ما يحدث هي بالكاد استطاعت فتح عينيها تشعر بخدر قوي يصيب جسدها كلها تري ما يحدث ولكن عقلها عاجز عن فهمه فقط تري خالد وهو يضرب إياد بشدة ويزمجر بعضب ولكن لما إياد عاري، لتراه ناحيتها عينيه سوداء مظلمة شديدة الغضب، لم تعد تشعر بشئ سوي بكفي يده يهبطان على وجهها بعنف، ألم حاد جعلها عقلها يستفيق من حالة الخدر تلك لتصرخ بقوة ولكنه لم يتوقف ظل يضربها وهو يصيح بغضب: ليييييه لييييه عملتلك ايه، أنا تخونيني يا بنت ال***** يا زبالة.


لم تعد تشعر بوجهها من شدة الألم سيل من الدماء يخرج من شفتيها وانفها

جذبها من على الفراش ليجذب المفرش من على يلف جسدها به بعنف امسك ذراعيها يجرها خلفه بقوى حتى انها تعثرت وسقطتت ولكنه لم يهتم بدأ بجرها كالجوال

وهي تتوسل له بصوت ضعيف: ايدي يا خالد، ااااه

لم يستمع لها حقا تعتقد انه سيهتم بألم يديها وتلك النيران تستعر في قلبه

ظل يجرها حتى تجرحت قدميها من درجات السلم الحجري وصل إلى سيارته.


ففتح بابها الخلفي والقاها بالداخل، لينطلق بسرعة نيران الغضب التي تستعر في قلبه

وهي تبكي وترتجف على الكنبة الخلفية لا تعلم ماذا يحدث، او ماذا حدث ألم شديد يجتاح جسدها كله تشبثت بتلك الملاءة بشدة لتخفي بها جسدها والي الآن لم تفهم لما هي عارية!


اما هو كل ما استطاع فعله زحف إلى ان وصل إلى هاتفه ليطلب رقم مايا

مايا: خلاص يا اياد انا خلصت انت فين

همس بصوت ضعيف متقطع: بسرعة يا مايا هاتي الحرس وتعليلي في...

هتفت بقلق: إياد انت كويس

صرخ بألم: بسررعة اااااه

فقد الوعي من شدة الألم، لتصرخ مايا باسمه بفزغ، ركضت سريعا خارج القصر لتنطلق هي ورجاله إلى ذلك المكان

طوال الطريق دقات قلبها تكاد تصم اذنيها تفرك يديها بقلق تصرخ في السائق كل دقيقة ليسرع.


لتهتف فجاءة: اقف اقف عربية اياد اهي

نزلت من السيارة سريعا تنادي عليه بصوت عالي

ليهتف احد الحرس: العربية مركونة قدام مدخل العمارة دي ممكن يكون الباشا هنا

هزت رأسها ايجابا بلهفة لتركض لاعلي خلفها بعض الحرس، عمارة قيد الانشاء كل ما تري الكثير من الطوب والرمال وبعض ادوات البناء لفت نظرها باب الشقة المكسور لتدخل بحذر وخلفها بعض الحرس الذين استعدوا بأسلحتهم.


وكما فعل هو، حدث المثل بدأت تبحث عنه بين الغرف إلى ان دخلت تلك الغرفة لتشهق بذعر حينما وجدته بتلك الحالة المذرية هرولت ناحيته تجلس على ركبتيها بجانبه وضعت رأسه على فخذها تربط على وجنته برفق

مايا باكية: اياد، إياد فوق يا حبيبي، إياد، إياد

فتح عينيه بقدر بسيط لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيه خرج صوته ضعيفا ومع ذلك لم يخلو من نبرة التهكم الواضحة:

حمقاء تعشقني.


ليعاود إغلاق عينيه من جديد لتصرخ هي في الحرس الذين حملوه سريعا متجهين إلى المستشفي.


وصلت السيارة إلى المنزل نزل منها صافعا الباب خلفه بحده ليفتح الباب الخلفي مد يده يغزر أصابعه في ذراعها النحيل يقبض عليه بعنف يجذبها من السيارة بقوة يجرها خلفه إلى داخل القصر

صرخ بصوت عالي: رحمممممة

جاءت الخادمة مسرعة لتشهق بصدمة مما تري، ليصرخ هو بحدة: خلي بالك من البنت

هزت رحمة رأسها ايجابا بخوف تنظر للينا بحسرة.


اخذ تلك المسكينة وصعد إلى غرفته القاها بعنف فسقطت ارضا تحت قدميه تنظر له برجاء مد يده خلع حزام بنطاله الجلدي ولفه حول يده، ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها فهو حتى لم يعطيها الفرصة للدفاع عن نفسها ضمت ركبتيها لصدرها تنظر له تحفر ما يحدث في عقلها، خرجت صرخاتها رغما عنها حينما رفع يده وهوي بحزامه الجلدي على جسدها وهو يصرخ بعضب.


يغضب، يصرخ، يجلد ولم يعطيها حتى الفرصة للدافع عن نفسها اقام المحكمة واصبح القاضي وحكم عليها بالعذاب دون ان يسمع دفاعها

انتهك الصراخ صوتها بلا رحمة ففضلت الصمت وبدأت تأن بألم تنساب دموعها دون توقف.


بعد قليل القي الحزام جانبا وجثي على ركبتيه ارضا وهو يلهث بعنف، قبض على خصلات شعرها يجذبها لتقف امامه وبدأت الصفعات في التوالي على وجهها يصرخ بغضب: انتي مش اكتر من عاهرة، دي غلطتي اني اتجوزت عاهرة، ليييييه عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدة بتخونيني يا ***** يابنت ال. ******

خرج صوتها ضعيفا متقطعا: والله، يا، خا، لد، مما، ع، م، لت، حا، جة.


جذب خصلات شعرها بعنف يضحك ساخرا: وكنتي بتعملي ايه في حضنه بمنظرك دا يا هانم، إياد حبيب القلب القديم رجع، فتدي الاهبل اللي متجوزاه على قفاه، وقال ايه عايزة اطعم لوليتا يا خالد.


دفعته في صدره بقوة ليرتد في الخلف بضع خطوات ضمت تلك الملاءة لجسدها تنتحب بقوة تصرخ بألم: كفاية بقي كفاية حرام عليك، قسما بالله ما خونتك وحياة بنتي ما خونتك، عايز تعرف أنا فسخت خطوبتي من إياد ليه، عشان كان عايز يعتدي عليا، ساعتها ضربته بالنار وهربت، هو رجع عشان ينتقم مني، لتقص عليه ما حدث وهي تبكي وتنتحب.


رفض عقله تصديق ما تقول، كان ذلك الرفض هو رد فعل طبيعي لقلبه الذي يحترق ألما عليها نظر لها بحدة يهتف بتوعد: لو طلع كلامك غلط هدفنك عايشة تحت رجلي

خرج من الغرفة لتنهار هي ارضا، زحفت بجسدها المنهك تستند على الحائط في اركان الغرفة تكورت حول نفسها تضم ركبتيها لصدرها

تنساب دموعها بغزارة تضم تلك الملائة التي تلوثت بالدماء من جروح جسدها النازفة تجلطت الدماء على فمها وانفها وساقيها.


المتشوهه من ذلك السلم علامات جزامه الجلدي منطبعه على كل شبر في جسدها

لينا باكية: يااااااارب ارحمني بقي ياااااارب.


بعد قليل من التحريات عرف مكان المستشفي التي وضع فيها فانطلق مرة اخري إلى المستشفي مسرعا

وصل إلى المستشفي يسأل عن رقم الغرفة

فرد موظف الاستقبال: ميعاد الزيارة انتهي يا افندم

هتف ببرود: أنا العقيد خالد السويسي

بلع الموظف لعابه بخوف: اتتتفضل يا افندم هو في اوضة...

اتجه بخطي مسرعة إلى تلك الغرفة ليجد مايا تقف امامه، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بتهكم: صحيح الطيور على اشكالها تقع.


نظرت مايا له بتوتر تفرك يديها بخوف كادت ان تتحدث حينما خرج الطبيب من الغرفة فهرولت اليه مسرعة تسأله بلهفة: إياد كويس مش كدة

رد الطبيب بعملية: هو أتعرض لتعنيف شديد جدا عنده ضلعين مكسورين، وكدمات كتير ورجله الشمال فيها كسر قوي

شهقت بألم تضع يدها على فمها تنساب دموعها بصمت، ليحادث الطبيب ببرود: هو فاق

هز الطبيب رأسه إيجابا بهدوء: ايوة بس حالته الصحية ما تسمحش بأي كلام.


دفع الطبيب بعنف جانبا إلى داخل الغرفة فوجده ممدا على الفراش الطبي يتصل به العديد من الاجهزة الطبية، يعتبر جسده كله ملتف بالضمادات، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بتهكم رغم ما به من آلم: احمق، غبي، اضعتها مثل ما فعلت أنا، ألست من رباها كما تفتخر هي دائما، كيف تصدق أنها تخونك، سأخبرك بكل شئ أنا السبب في كل ما حدث لك، بالطبع لست بمفردي، عمي جاسم كان يدي التي احركها بينكم، صدقا ذلك الرجل يحب الموت ويكرهك، أنا من خططت لكل شئ وجاسم ينفذ ذلك العقد الذي وقعت عليه فكرتي وجاسم ينفذ، حتي خالك كان ضمن اللعبة، جاسم اقنعه انه استطاع الوصول إلى والدة مايا واقنعها بعودة مايا بمبلغ 5 مليون دولار، جاسم ذلك الخبيث اقنع رفعت بالتوقيع على خمس شيكات حتى يصبح تحت يده يفعل ما يأمره دوو جدال، اشار بيده ناحية مايا التي تقف خلف خالد ليضحك ساخرا: حبيبتي البلهاء كانت على استعداد لفعل اي شئ فقط لتشعر بحبي لها.


ارسلتها اليك لتخرب علاقتك إنت ولينا، عقد جبينه يصطنع التفكير يهتف بتهكم: يبقي السؤال لما انتقم منك، سأخبرك، انت احمق، ههههههههههه، اقسم احمق مثلي تماما، تعشقها بجنون، وهي بلهاء تحبك رغم ما تفعله بها، أنا فقط كنت اساعدك على تدمير عشقكما الكبير من خلال بعض الحمقي العب بهم كالعرائس، ولكن صدقا اصبت بالملل هؤلاء الحمقي الفاشلون عجزوا عن فعل أي شئ، لذلك جئت بنفسي، انتقم منها ومنك ومن الجميع، اخذت بثأري، سنوات عملت فيها كجرذ حقير، كلماتها التي تطعن عشقي لم تفارق اذني لحظة واحدة، هي لم تحبني يوما هي تحبك، لذلك أقسمت على جعلها تكرهك ونجحت، أنا استحق تصفيقا حارا سيد خالد.


كان يسىمع له وهو يبذل مجهودا جبارا للسيطرة على أعصابه اسودت عينيه بغضب ما أن انتهي ليجذب سلاحه من جرابه يشهره امام رأسه يهتف بحدة: ما تستحقش حتى اقولك اتشاهد على روحك

صرخت مايا بفزع اندفعت ناحيته ليدفعها بيده بعيدا سحب زناد المسدس كان على وشك الإطلاق ليسمع صوت صرخة انثوية يعرف صاحبتها جيدا في لحظات وجد والدته تندفع ناحية إياد تعانقه بقوة تبكي.


زينب باكية: حمزة وحشتني يا حبيبي، اخيرا يا حمزة اخيرا رجعت لحضني

اتسعت عينيه بتعجب قبل ان يعي ما يحدث كان والده يجذب المسدس من يده يصرخ في وجهه بحدة: هتقتل اخوك يا خالد!


صدمة فزع ذهول عينيه شاخصتين يكادان يخرجان من مكانهما ينظر لوالده بدهشة تعجب صدمة خرجت الكلمات من بين شفتيه بصعوبة: ااااخوو يا ازززززاي مش ممكن مستحيل.


Flash back

دخلت زينب تهرول إلى داخل المنزل تهتف بلهفة: محمود يا محمود، محمود انت فين يا محمود

خرج الاخير من غرفة مكتبه يسألها بقلق: مالك يا زينب في ايه

ابتسمت بارتعاش تهتف سريعا: حمزة يا محمود، حمزة عايش أنا شوفته

مسح كف يده بعنف يستغفر في سره هتف بحدة خفيفة: حمزة مات خلاص يا زينب مش كل يومين تيجي تقوليلي أنا شوفت حمزة، وحمزة عايش ونروح ندور وما يطلعش هو، ارحمني نفسك وارحميني بقي يا زينب.


امسكت يده برجاء تهتف بتوسل: صدقني يا محمود هو حمزة والله العظيم حمزة، دا ابني معقول مش هعرف ابني، قلبي بيقولي ان هو حمزة

زفر بنفاذ صبر يهتف بضيق: يا زينب انتي بتقولي كدة كل ما تشوفي واحد عينيه خضرا شبه عينيكي...

قاطعته تهتف بلهفة: المرة دي هو والله العظيم هو، حتي بص، شوف أنا معايا ايه

أخرجت من حقيبتها منديل ورقي مطوي فتحته ليظهر بعض خصل الشعر، عقدت محمود جبينه بتعجب يسألها: ايه دا يا زينب.


اجابت سريعا: دا شعر من حمزة، أنا كنت بتفرج على مسلسل طلعت روحي امبارح وكان في قضية اثبات نسب وعليا اللي هي المحامية كانت بتقول اننا ممكن نثبت النسب بالشعر او باللعاب او بالدم، أنا جبت شعر

خبط محمود كف فوق اخري يهتف بقلق: لا حول ولا قوة الا بالله ايه يا زينب اللي انتي بتقوليه دا انتي خلاص اتجننتي

أمسكت يده تقبلها لينزع يده سريعا لتهتف بتوسل: عشان خاطري يا محمود ابوس ايدك.


اتسعت عيني محمود بدهشة: ايه اللي انتي بتعمليه دا يا زينب، خلاص حاضر هعملك اللي انتي عايزاه بس اعملي حسابك دي آخر مرة هجاريكي في الجنان دا

هزت رأسها ايجابا بلهفة، تبتسم بامتنان ليأخذها متجهين إلى احد معامل التحاليل

يجري ذلك الاختبار، أخبرهم الطبيب انه سيعلمهم بالنتيجة في صباح اليوم التالي

Back.


هتف محمود بصدمة: ما صدقتش نفسي لما مسكت الورقة وطلعت النتيجة متطابقة، كلمت محمد وطلبت منه يساعدني اوصل لاياد فعلا ما فيش ساعة وكان جايبلي العنوان روحنا على هناك على طول واحد من الحرس قالنا انه محجوز هنا في المستشفي.


نظرا الاثنان لبعضمها بصدمة عقدت لسانهما، ليتأتي دور زينب في الحديث هتفت باكية: كنت عيلة صغيرة عندي 17 سنة لما اتجوزت بعد جوازي بشهرين حملت، اول خلفتي كانت تؤام خالد وحمزة الناس كلها كانت بتستعجب انتوا ازاي تؤام وما فيش فيكم اي شبه من بعض، خالد شبه محمود لون عينيه وشعره حتى ملامحه، اما حمزة فكان نسخة من ملامحي، كنت فرحانة بيكوا اوي الهدية اللي بعتهالي ربنا، لما كات عندكوا تلت سنين خدتكوا نشتري لبس العيد كنا في المحل بقيس القميص على خالد وحمزة واقف جنبي بيلعب في لحظة اختفي، زدات شهقاتها وهي تكمل: شيلت خالد على دراعي وجريت اصرخ وانادي على حمزة.


اكمل محمود بحزن: أنا و امك ما بطلناش تدوير عليك في الشوارع ليل ونهار، لحد ما امك جالها انهيار عصبي وحاولت تنتحر اكتر من مرة كان الحل الوحيد اني اقولها انك، يعني مت وخفيت كل حاجة ليها علاقة بيك حتى صورك أنت وخالد وانتوا صغيريين ما عدا صورة واحدة أمك رفضت تديهالي وعدتني انها عمرها ما هتوريها لخالد، بعدها عزلنا من البيت لبيت جديد عشان أمك تنسي خالد كان لسه صغير مع الوقت نسي تماما انما امك عمرها ما نسيت كل يوم والتاني تيجي تصرخ وتقولي أنا شوفت حمزة يا محمود كانت بتمشي تدور عليك في وشوش الناس.


بسطت زينب اصابع يدها على وجه حمزة اياد سابقا تتحسس ملامحه ببطئ تنساب دموعها بعنف: حمزة يا قلب امك وحشتيني يا حبيبي.


دفع إياد يديها بعنف يهتف بحدة: بقولك يا ست انتي التخاريف اللي انتي بتقوليه انتي والراجل دا ما يدخلش عقلي أنا اياد، إياد يوسف الدهشوري، ابتسم بمرارة يكمل ساخرا: إياد العيل الصغير اللي ما فهم الدنيا لقي نفسه مرمي في ملجأ، بيتعامل معاملة اسوء من الحيوانات اياد اللي كانت بينام كل ليلة وهو بيعيط من الجوع لحد ما بقي عنده 8 سنين وجت سيلين مرات يوسف واتبتني لأنها ما كنتش بتخلف، كنت دايما بشوف في عينين يوسف نظرة كره على الرغم من انه كان بيحاول يبن عكس دا، وبان دا فعلا لما سيلين حملت يوسف ما كنش عايزني افضل عايش معاهم، بس سيلين كانت بتعتبرني زي ابنها وصت يوسف قبل ما تموت انه ما يسبنيش، ارتفعت ضحكاته الساخرة لتسيل معها دموعه: لو عملت اي من غير قصد حتى لو كانت بسيطة لازم اسمع انت لقيط، ابن حرام، مالكش اهل، حتي الانسانة الوحيدة اللي حبتها طلعت بتخدعني، جاين بعد كل السنين دي تقوليلي احنا اهلك يا حبيبي.


كاد محمود ان يتكلم حينما سمعوا صوت ارتطام قوي بالارض التفوا جميعا ليجدوا خالد ساقط ارضا على ركبتيه ت ينظر لهم بألم يبكي: اخويا، اخويا هو اللي خطف مراتي وحاول يعتدي عليها، اخويا هو اللي السبب في تدمير حياتي طول المدة اللي فاتت، اخويا هو اللي كان بيتأمر عليا عشان يدمر علاقتي بمراتي، يارتك ما طلعت ويا رتني ما عرفت، بيقولوا التؤام بيحسوا ببعض، الحاجة الوحيدة اللي بتربطني بيك هي الكره.


قام يسمح دموعه بعنف يهتف بخواء: الحاجة الوحيده اللي منعاني اقتلك اني مش عايز اقهر قلب امي تاني، منك لله يا اياد، قصدي يا حمزة يا اخويا

تركهم وخرج من الغرفة ومن المستشفي كاملة

ليتلفت محمود ناحية حمزة يصرخ بغضب؛ اللي اخوك بيقوله دا حصل فعلا

ضحك ساخرا يهتف ببرود: بقولك ايه يا عم انت الفيلم الهندي اللي جاي تعمله انت والست دي ما يدخلش عليا، أنا اياد يوسف الدهشوري.


اتسعت عينيه بألم حينما هوي كف والده على وجهه بقوة يصرخ بحدة: برضاك او غصب عنك انت حمزة محمود السويسي

وضع يده على وجهه يصرخ بغضب: انت اتجننت انت بتمد ايدك عليا انتي مش عارف أنا ممكن اعمل فيك ايه...


وقبل أن يكمل كلامه كان يد والده يهوي على وجهه مرة اخري جذبه من تلابيب ملابسه يصيح بحدة: صوتك ما يعلاش واياك تفكر تتكلم معايا بالطريقة دي تاني برضاك او غصب عنك ورجلك فوق رقبته أنا ابوك تحترمني وتتكلم معايا بأدب، كفاية البلاوي السودا اللي انت عملتها لاخوك، تخيل الشخص اللي بيدمر حياة ابني وقع تحت ايدي، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اشرب من دمك انك من دمي.


بكت زينب بعنف وهي تحاول إبعاد محمود عنه بينما انسابت دموع حمزة بألم يصرخ بحدة: ابعدوا عني مالكوش دعوة بيا، جاين تقتكروا ان ليكوا ابن دلوقتي أنا مش عايزكوا امشوا اطلعوا برة، برررررررة

افلته محمود لترتطم رأسه بالوسادة بعنف امسك يد زينب يحذبها خلفه يهتف بحدة: يلا يا زينب

انتحبت باكية: لا يا محمود ابوس ايدك، حمزة ابني، أنا ما صدقت شوفته ورجع لحضني تاني.


طفقه بنظرات سوادء غامضة: ما تقلقيش يا زينب هيرجع تاني، جذبها من يدها إلى خارج المستشفي لتبقي مايا معه في الغرفة تجلس بعيدا عينيها مستعتين بذهول مما حدث أمامها، سمعت يهتف بحدة: سبيني لوحدي اطلعي برة

هزت رأسها ايجابا تهرول خارج الغرفة ليبقي بمفرده صدقا هو اعتاد على ذلك دوما بمفرده دفن رأسه في الوسادة يبكي كالطفل الصغير.


وقف بسيارته امام باب المنزل ينظر ناحية شرفة غرفتهم تنساب دموعه ندما يتذكر كم الصفعات التي امطرها اياها كيف جرها خلفه بتلك الطريقة كيف جلدها بلا رحمة لقب عاهرة الذي اطلقه عليها، نزل من السيارة يتحرك ناحية الداخل بخطي ثقيلة بطيئة قلبه يحترق ببطئ وصل إلى باب الغرفة فتح بابها ليجدها متكومة في احد اركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها وتدفن رأسها بين ركبتيها.


ما زالت تضم تلك الملاءة لجسدها قدميها متجرحة تجلط الدماء عليهما

دخل بهدوء تسبقه دموعه تهاوي بجانبها ارضا لترفع رأسها ببطئ تنظر له بخواء في تلك اللحظة تمني الموت الف مرة على ان يري تلك الحالة التي وصلت لها وجهها الذي انطبعت أصابعه الخمسة عليه وجنتيه شفتيها الدامتين وجهها الشاحب وعينيها المنتفخة الحمراء من كثرة البكاء ابتسمت ساخرة حينما رأته يبكي: يبقي اتأكدت ان انا بريئة.


ماذا سيقول بما سيبرر فعلته البشعة تلك كلمات الاعتذار في جميع لغات العالم لن تكفي ما فعله بها، وجد نفسه يقول جملة لا يعرف كيف نطقها لسانه: قومي غيري هدومك

ضحكت ساخرة: لا مش هغيرها اصلي حبيت الملاية دي اوي اصل دي الملاية إلى انت لفتني بيها بعد ما ادتني خمسين ستين قلم محترمين.


انسابت دموعه يهتف بانفعال: كان غصب عني انا واحد شاف مراته في حضن واحد تاني امسك مرفقيها يهتف بألم، كنتي عيزاني اعمل ايه شوفت الانسانة الوحيدة إلى عشقتها عريانة في حضن واحد في أوضة نومه

اي واحد مكاني كان هيعمل اكتر من كدة اي واحد تاني كان هيقتلك من غير ما يفكر

بس انا ما قدرتش

انا ما اقدرش اعيش حياتي من غيرك، حسي بالي انا فيه.


نفضت يديه عنها بعنف هبت تنظر له بحقد عينيها حمراء كالجمر من شدة بكائها، يكفي قد طفح الكيل صرخت بغضب دموعها تنساب دون توقف: احس بيك انت ايه يا اخي

انا دايما حاسة بيك، دايما جنبك ومستحملة كل إلى بتعمله فيا، ضربتني واغتصبتني واتجوزت عليا، ز. وكنت السبب في اني فقدت اغلي جزء في جسمي وسامحتك.


عشان انا بحبك، لكن انت لاء، انت ما حبتنيش، أنت حبيت لعبتك الصغيرة وعملت كل حاجة عشان تبقي بتاعتك، أنا كنت مستعدة اضحي بنفسي بس انت ما تتأذيش كنت مستعدة اتنازلك عن عمري كله بس انت تفضل عايش، لكن انت ما ادتنيش حتى الفرصة اني ادافع عن نفسي

وقف امامها يخفض رأسه بخزي تنساب دموعه همس بندم: لينا أنا آس...

قاطعته تصرخ بغضب: اوعي تقولها خلاص يا خالد.


كلمة آسف ما بقتش هتصالحني ولا حضنك هيداويني عشان الجرح إلى جوايا مستحيل يخف، همست بمرارة أنت قتلت لينا يا خالد، قتلتها، برافو يا خالد باشا

القت ما القت لتندفع ناحية المرحاض دخلت وصفعت الباب خلفها لتهوي ارضا على ركبتيها تبكي بحرقة

انطلقت صرخاته المتالمة يكسر كل ما تطوله يده وهو يبكي وينتحب كالطفل الصغير.


قامت تلملم ما بقي منها واتجهت ناحية المغطس وقفت بداخله تحت المرش تهبط المياة الباردة عليها علها تهدئ من نيران قهرها وحزنها ولو قليلا

حينما شعر انها تأخرت خاف ان تكون اذت نفسها فادنفع ناحية الحمام يقتحمه بقلق وجدها تقف تحت الماء مرتدية تلك الملاءة

تحرك تلك (الليفة) على جسدها بعنف حتى ينجرح وينزف الدماء

همس بألم: على فكرة هو مالمسكيش.


شهقت بفزع حينما سمعت سمعت صوته ليكمل بحزن: ما تعمليش كدة في جسمك هو مالمسكيش

صرخت باكية: اطلع برة مش عايزة اشوفك برة

التفت ليخرج ولكن لفت انتباهه قطرات دماء على حافة المغطس نظر لها بقلق فرأي جروح قدميها تنزف من جديد ليهتف بفزع: رجليكي بتجيب دم، انتي ازاي مش حاسة بيها

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها: زي ما انت ما كنتش حاسس وانت بتجرجرني على السلالم وأنا عمالة اتوسل ليك اطلع برة بقي بررررة.


اغمض عينيه بألم يخرج من المرحاض اممسك هاتفه يتصل بالطيبيه

بعد مدة ليست قصيرة خرجت من الحمام مرتدية المأزر الأبيض نظرت إلى ما فعله بالغرفة بنظرات خاوية ساخرة

ذهبت ناحية دولابها تلتقط حقيبة السفر الكبيرة وضعتها على الفراش تلقي بداخلها ملابسها هي والصغيرة

بلع ريقه بتوتر يهتف بارتباك؛: انتي بتعملي ايه

لم تعره انتباه اكملت ما كانت تفعل بمنتهي الهدوء إلى ان انتهت، فرفعت نظرها اليه تهتف بخواء: طلقني!


شخصت عينيه بذعر، يشعر بأن قلبه توقف عن النبض جسده اصبح بارد كالثلج انحبست انفاسه من الخوف يهز رأسه نفيا بعنف: لا لا لا مستحيل طبعا، انتي فاهمة انا مستحيل اطلقك

صرخت باكية؛ وأنا مش عايزة أعيش معاك مش عايزة اشوفك انا بكرهك، بكرهك من كل قلبي

هز رأسه نفيا بعنف ينفي ما تقول يهتف بحدة: كدابة انتي بتحبيني زي ما انتي عارفة ان انا بعشقك

قاطعهم صوت طرقات على الباب

خالد: ادخل.


دخلت أحدي الخادمات: الدكتورة وصلت يا افندم

خالد: طب خليها تطلع

الخادمة بايجاز: حاضر يا افندم

مرت دقائق قليلة إلى ان صعدت تلك الطبيبة استأذنت ودخلت الطبيبة

الطبيبة: احم، مساء الخير

خالد: مساء النور لينا دي الدكتورة إلى هتعالج الجروح إلى في رجلك

نظرت لهم ببرود لتشير بسبابتها ناحية باب الغرفة تهتف بخواء: اطلعي برة

اتسعت عيني الطبيبة بدهشة: افندم!

خالد سريعا: لينا اهدي وخليها تعالج رجليكي.


صرخت غاضبة: قولت اطلعي برة، انتي ما بتفهميش برة، ما حدش ليه دعوة بيا برة

اقترب منها يحاول ضمها لصدرها ليهدئها لتتسع عينيه بدهشة حينما دفعته بعنف وخدشته باظافرها في عنقه

صاحت باكية: اوعي تيجي جنبي، لو قربت مني هموت نفسي

الطبيبة بجد: واضح ان حالتها النفسية صعبة ومجتاحة حقنة مهدئة.


صاحت بذعر تنتحب: لا لا لا، حرام عليكوا انا مش عايزة انام مش عايزة انام، انا بقيت اخاف انام عشان مش عارفة لما اصحي هلاقي مين كان بينهش فيا من غير رحمة

انسابت دموعه بألم وهو ينظر لباقيا طفلته يهمس بأسي: لينا تعالي يا حبيبتي ما تخافيش ما حدش هيعملك حاجة

هزت رأسها نفيا بعنف تتراجع بخطواتها إلى الخلف إلى ان اصبحت جوار النافذة لتقف عليها في لحظة

فصاحت مهددة: اللي هيقرب مني هرمي نفسي!


انتفض جسده بذعر يرفع يديه كعلامة استسلام: خلاص خلاص ما تخافيش ما حدش هيعملك حاجة بس انزلي، انزلي يا حبيبتي

الطبيبة: يا بنتي ما ينفعش كده، تعالي يا حبيبتي عايزة تموتي كافرة

هتفت بمرارة: الموت ارحم من النوم على الاقل لما اموت مش هصحي تاني بس لما انام هصحي القيهم كل واحد بيكسر حتة فيا عارفة مرة نمت صحيت لقيت نفسي مراته غصب عني.


ومرة تانية لقيت نفسي مرمية في مخزن قديم وواحد مجنون نزل ضرب فيا وكان عايز يغتصبني

ومرة تانية لقيت اتعملي عملية وشالولي الرحم

ومرة تانية لقيت نفسي في حضن واحد مجنون أنا حياتي كلها مجانين.


كان يتقدم ببطء شديد وحركات مدروسة استغل انشغالها مع الطبيبة وظل يتقدم منها إلى ان وجدت نفسها فجاءة بين ذراعيه يضمها له بقوة بدأت تتحرك بهستريا، تبكي تحاول دفعه بعيدا عنها، تضربه بيديها على صدره تصرخ: ابعد عني، ابعد عني، سبني ابعد عني

تقدمت الطبيبة منهم في يدها تلك الحقنة فبدأ تتحرك بهستريا: لا لا لا عشان خاطري مش عايزة انام عشان خاطري يا خالد مش عايزة انام

مش عايزة انام ابوس ايدك.


همس بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي، هتنامي في حضني وهتصحي تلاقي نفسك في حضني، محدش هيعملك حاجة

صرخت بألم تحاول دفعه بعيدا: وانا مش عايزك، مش عايزة حضنك، انا بكرهك بكرهك، ابعد عني بقي

شل حركتها بجسده يشير إلى الطبيبة فأسرعت وحقنتها بالمهدئ في عرق يدها

بدأ جسدها يرتخي شيئا فشئ تردد بضعف: مش عايزة انام، انا بكرهك بكرهك

اغمضت عينيها وارتخي جسدها فاقدة للوعي فحملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش برفق.


لتبدأ الطبيبة عملها في معالحة جروح قدميها وجسدها

إلى ان انتهت فكتبت لها الدواء اللازم ثم رحلت وهي تتحسر على حال تلك المسكينة

اما هو فظل يمسد على شعرها بحنان وهو يبكي، كيف اوصلتك لتلك الحالة حبيبتي سامحيني ارجوكي أنا مريض بعشقك

تمدد بجانبها وضمها لصدره بقوة يبكي ويتنحب على ما اقترفت يداه.


حركة بطيئة مدروسة تفتح باب تلك الغرفة ببطئ ليدخل 3 رجال ملثمين يتحركون بخفة ناحية فراش ذلك النائم وفي لحظة كانوا يقيدون حركته يضعون ذلك المنديل المخدر على انفه ليفتح ذلك النائم عينيه يتحرك بقوة يحاول تحرير نفسه ولكن دون فائدة رغما عنه بدأ يغمض عينيه مستسلما لذلك المخدر ليحملوا ذلك النائم سريعا ساعدتهم احدي الممرضات ان يهربوا به من الباب الخلفي للمشفي.


عادت مايا من الكافيرتيا بعد شراء بعض القهوة دخلت لتطمئن عليه فتحت الباب بهدوء تضئ الانارة لتتسع عينيها بفزع يسقط الكوب البلاستيكي من يدها حينما وجدت الغرفة فارغة واياد قد اختفي!تبع 

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والثلاثون


في الحارة

دلف إلى منزله بعد يوم عمل طويل جسده كله يصرخ من الألم لم يكن يظن أن جمع المال صعب لتلك الدرجة، كان فقط يذهب لوالده يخبره بأن نقوده قد نفدت ليملئ محفظته بالكثير في الحال، نظرت إلى تلك النقود في يده يبتسم بفخر اول نقود يجمعها هو

اتجه ناحية باب شقته ليجد سعاد في طريقها لأسفل ليسألها بلهفة: هدى كيفها دلوقتي.


ابتسمت تهز رأسها ايجابا: بخير يا ابني أهو احسن من امبارح، انا بس هنزل واطلعكوا صينية الاكل

هز رأسه نفيا: ما تتعبيش حالك أنا جبت وكل معايا وأنا جاي

ربطت على كتفه برفق: ماشي يا ابني ربنا يعينك عن اذنك

افسح لها المجال يهتف سريعا: اتفضلي.


نزلت هي لأسفل، ليكمل هو طريقه لاعلي فتح الباب بمفتاحه الخاص ليجد هدى تجلس على الأريكة ضامة ركبتيها لصدرها تنظر أمامها بشرود، انتفضت سريعا ما أن رأته تهرول إلى غرفتها ليستوقفها هاتفا بلهفة: مش هتأكلي

هتفت بتهكم: ما هكلش مع حيوانات

دخلت غرفتها صافعة الباب خلفها بعنف ليتهاوي على الأريكة بتعب خلل أصابعه في شعره الاسود الكثيف يفكر.


في صباح اليوم التالي.


فتح عينيه بصعوبة يشعر بألم يخترق جسده بأكمله حاول تحريك يده ليشعر بها مقيدة نظر حوله بتعجب تلك الغرفة لا يعرفها ما ذلك المكان الغريب انتصف جالسا ليجد يده اليمني مقيده باصفاد حديدية في اركان الفراش، جذب تلك الاصفاد بعنف يصرخ بغضب: انتوا مجانين فكوووني، انتوا مش عارفين انا مين، انفتح الباب ليدخل محمود ومن خلفه زينب التي دفعت محمود لتصل لولدها تعانقه بشوق، لا ينكر أنه شعر بالدفء بين ذراعيها، ود لو يبكي كالطفل الصغير وهي تربط على رأسه برفق، اراد أن يشعر بذلك الحنان اللذي طالما افتقده، ولكن رغما من كل هذا دفعها بيده الحره يصرخ بغضب وهو ينظر لمحمود: أنت اتجننت يا راجل إنت، أنت مش عارف أنا مين، دا أنا امحيك من على وش الدنيا.


ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي محمود: ماشي وأنا عايزك تعمل كدة، آه صحيح نسيت ارحب بيك في بيت العيلة، اهلا بيك في بيتك، بس دي مش اوضتك دي أوضة اخوك اللي عملت كل حاجة عشان تدمر حياته، واخرها كنت عايز تعتدي على مراته

صرخ بغضب حتى ظهرت عروق رقبته: لينا من حقي أنا، هو ما بيحبهاش أنا بس اللي بحبها وما حدش هيقدر يبعدني عنها.


اتجه محمود ناحية دولاب خالد يخرج دفتر اسود كبير ألقاه امامه على الفراش يهتف بجد: زمان سألت خالد أنت ليه بتكتب مذكراتك في دفترين، قاللي ادي لينا واحد وتعرف أنا بحبها قد ايه، أنا بقي عايزك توريني اخرك لأنك لو ما اتربتش فأنا مش ورايا حاجة ومستعد اربيك من اول وجديد، يلا يا زينب

نظرت له برجاء ليتركها قليلا ليهتف بحزم: يلا يا زينب.


هزت رأسها ايجابا تنظر لصغيرها بشوق، عتاب صامت لتخرج من الغرفة ويوصد محمود عليه الباب من الخارج، احتدت عيني حمزة بغضب يجذب تلك الاصفاد بعنف يحاول كسرها ولكن دون فائدة، نظر لذلك الدفتر الكبير بغيظ ليدفعه بيده الاخري ليسقط ارضا بجانب فراشه.


سقف غرفتها كيف لها الا تعرفه كان ذلك اول ما رأته حينما فتحت عينيها بألم صداع قوي تشعر أن رأسها ستنفجر ذلك الثقل يحاوط جسدها بشدة، التفت برأسها تنظر له بألم وهو يحاوطها بتلك الطريقة كأنه يخشي أن تهرب منه، حاولت دفع ذراعه عنها مرة بعد اخري لتهتف بحدة: اوعي بقي يا اخي ابعد عني بقي

فتح عينيه يهمس بحزن: للدرجة دي بقيتي بتكرهي حضني

نظرت له بحدة تهتف بجفاء: أنا بقيت بكرهك انت نفسك.


هز رأسه نفيا بعنف يتوسل لها: لا يا لينا انتي بتحبيني زي ما انتي عارفة أن أنا بموت فيكي

مش كدة يا لوليتا

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهتف بتهكم: انت قتلت لوليتا يا خالد

هز رأسه نفيا مرة اخري يبتسم بأمل: لوليتا قلبها ابيض وهتسامحني

دفعته بعنف تهتف ساخرة: والأبيض أنت وسخته يا خالد.


اتجهت ناحية دولاب ملابسها اخذت بعض الملابس لتتجه إلى المرحاض تصفع الباب خلفها، ليصدم رأسه في ظهر الفراش بقوة يغمض عينيه بألم

دقائق وجدها تخرج من المرحاض ترتدي احد فستانها تلف حجابها باهمال قطب جبينه بتعجب يسألها: انتي لابسه كدة ورايحة فين

هتفت بلامبلاة: رايحة عند بابا

هز رأسه نفيا بعنف يهتف برجاء: لاء يا لينا مش هتمشي مش هتسبيني أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.


هتفت بحدة: وأنا ما بقتش قادرة اعيش معاك، والافضل ليا وليك اننا ننفصل بهدوء

زمجر بحدة: مش هيحصل يا لينا مش هطلقك انتي مراتي وهتفضلي مراتك لآخر نفس فيا، لو عايزة تخلصي مني ادعي بقي اني اموت

امتعضت ملامحها بألم تنساب دموعها بقهر تهتف بألم: أنت ليه مصر تدمرني، ابوس ايدك ابعد عني بقي، ارجوك أنا محتاجة ابعد محتاجة أرجع أنا تاني، عشان خاطري أنا تعبت والله العظيم تعبت.


انهارت أرضا تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير، ليتحرك من مكانه متجها ناحيته جلس على ركبتيه بجانبها يهمس بندم: غلطة ومش هتكرر عشان خاطري يا لينا ما تسبنيش

رفعت وجهها تنظر له بغضب تهتف بقسوة: أنت الغلطة الوحيدة اللي في حياتي يا خالد.


اغمض عينيه بألم نظرة الكره التي تطل من عينيها كلماتها الجافة الكارهه تحرق قلبه همس بألم: ماشي يا لينا أنا موافق روحي عند ابوكي لحد ما تهدي، بس من غير طلاق مش هقدر اطلقك، اقترب يريد أن يعانقها للمرة الاخيره لتبتعد للخلف تنظر له بكره ليبتسم بألم: للدرجة دي بقيتي بتكرهي حضني، فاكرة لما كنتي بتقوليلي أنا ماليش في الدنيا دي غير حضنك استخبي فيه

انسابت دموعها تهمس بألم: دا قبل ما تقول عليا عاهرة.


اغمض عينيه بألم تلك الكلمة كانت كالنصل المسموم اخترق قلبه بقوة ليسمعها تهتف بتهكم: ايه وجعتك، عرفت بقي كنت حاسة بايه وأنت بتقولهالي

انسابت دموعه ندما لا يعرف ماذا يقول او يفعل، نار حزن، ألم، ندم تستعر في قلبه

أحس بحركتها، نظر نايحتها سريعا ليجدها تخرج من الغرفة تحمل حقيبة ملابسها ليهرول خلفها سريعا يهتف بلهفة: لينا استني يا لينا.


وقف امامها يمنعها من التقدم يهتف بتوسل: ارجوكي يا لينا ما تسبنيش ارجوكي انا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني لو طلبتي مني اني اضرب نفسي بالرصاص هعملها بس سامحيني اطلبي اي حاجة اعملهالك بس ارجوكي ما تبعديش عني وحياة لوليتا عندك خليكي جنبي، ابوس ايدك ما تبعديش عني، عشان خاطري أنا مش هقدر اعيش من غيرك

لينا باكية: أرجوك يا خالد، انا محتاجة ابعد محتاجة الم إلى باقي مني، انت كسرتني يا خالد، كسرتني.


تحركت لتغادر تسمعه يتوسل لها: لينا أنا هموت لو سبتيني

التفت له تهتف بخواء: ما بقتش فارقة معايا

لم تعطيه فرصة للرد، ذهبت سريعا من امامه

خرجت من المنزل بأكمله اوقفت سيارة اجري

ركبتها مع صغيريتها لتذهب لمنزل والدها نظرت من زجاج السيارة الخلفي لتراه يقف ينظر لهم بألم دموعه تهبط بغزارة.


كان يصرخ في غرفته بغضب يجذب تلك الأصفاد بعنف: انتوا مجانين أنا مش هسيبكوا انتوا ما تعرفوش أنا اقدر اعمل ايه فكوني، أنا هوديكوا ورا الشمس، انتوا مجانين

كانت زينب تقف خلف باب غرفته المغلق تبكي بعنف تنظر لمحمود وعمر بألم تهمس برجاء: وبعدين يا محمود قلبي بيتقطع عليه

محمود بهدوء: ابنك عنيد وعمره ما هيسمع الكلام أنا مستعد اسيبه يمشي

قاطعته تهتف سريعا: لاء لاء دا أنا ما صدقت رجع لحضني.


قاطعهم عمر يهتف بذهول: معلش ثواني بس انا ليا اخ وكمان كان ضايع لاء وكمان تؤام خالد

انا مش فاهم حاجة خالص

هتف محمود ساخرا: وأنت من امتي بتفهم

ربطت زينب على كتف عمر برفق تبتسم برجاء: بقولك يا عمر يا حبيبي ما تدخل تتكلم معاه شوية وحاول تأكله، الواد يا حبة عيني جسمه مخرشم خالص والعلاج بتاعه بعد نص ساعة

ابتسم لوالدته برفق يهز رأسه إيجابا ليهتف محمود: هات موبيلك قبل ما تدخل.


عقدت جبينه باستفهام يهتف بمرح: هتقلبني يا حج

هتف محمود بحدة: اخلص يا ظريف

حمحم بحرج ليخرج هاتفه من جيب بنطاله الجينز يعطيه لوالده، نزلت زينب سريعا لتعود بصينية كبيرة ممتلئة بالطعام اتسعت عيني عمر بدهشة ما ان رآها: كل دا اكل عشان حمزة، طب سيبولي حمامية طيب، طب صباع كفتة، ورك فرخة طيب، طب صدر البطة الحلوة دي

أعطته الاكل ليدفعه محمود في كتفه يهتف بحزم: يلا يا خفيف بطل رغي.


فتح محمود اقفال الباب ليدخل عمر مبتسما بمرحه المعتاد، ليصرخ حمزة في وجهه بغضب: انت مين انت كمان

وضع عمر صينية الطعام على الفراش ليجذب كرسي خشبي يجلس عليه يبتسم بهدوء: أنا عمر اخوك الصغير

صرخ حمزة بغضب: أنا ماليش اخوات انتوا فاهمين، خرجوني من هنا بدل ما انسف بيكوا الأرض

عمر بهدوء: يا حمزة...

قاطعه حمزة يصرخ غاضبا: ما اسميش زفت، انا اسمي اياد.


جلس عمر على الفراش بجانبه يربع ساقيه يهتف بمرح: طب يا عم مش هنختلف انا ممكن اقولك يا جلال عادي، خلينا في المهم الحاجة زينب عاملة شوية اكل انما ايه عدالة

يلا افتح بوقك هم يا جمل

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي حمزة يهتف بتهكم: انتوا مجانين صح، ليبتسم بمكر يهتف بهدوء: بقولك ايه معاك موبايل عايز اعرف الساعة كام.


ابتسم عمر بثقة: بغض النظر أنك فاكرني غبي ومش عايز تعرف الساعة كام، لأن الساعة قصادك اهي، بس للأسف الحاج عامل كمين قدام اوضتك يبقلب اي حاجة داخل

زفر بضيق يخلل اصابع يده الحره في خصلات شعره بعنف ليجد عمر يقرب يده من فمه بقطعة من الطعام يبتسم بمرح يقلد صوت أنثوي: كل من ايدي يا سي حمزة تعدمني يا اخويا لو ما كلتها.


ضحك رغما عنه ليدس عمر قطعه الطعام في فمه نظر له بحدة ليبتسم عمر ببلاهة، لفت نظر حمزة دبلة فضية في اصبع اليد اليمني لعمر ليهتف بغموض: انت خاطب مش كدة

ابتسم بهدوء يهز رأسه إيجابا ليهتف حمزة بتوعد: يا اما تخرجني من هنا يا اما هخليك تقرا الفاتحة على روح الحلوة خطيبتك.


ابتسم عمر بهدوء يضع المعلقة من يده: أنا آه ابان عيل فقري كدة ضارب الدنيا طبنجة كلامه كله هزار وضحك بس على رأي المثل اتقي شر الحليم إذا غضب، لولا انك اخويا الكبير وواجبي احترمك كنت دفعت تمن الجملة دي غالي أوي

نظر حمزة له بحدة يشيح بوجهه بعيدا يهتف بضيق: أنا عايز امشي من هنا، انا ماليش مكان وسطكوا، انتوا مش اهلي أنا طول عمري لوحدي، بمزاجكوا او غصب عنكوا أنا هخرج من هنا وهاخد لينا ونبعد عن الكل.


هتف عمر بحدة: لينا دي مرات اخوك مش مسمحولك تفكر باي شكل من الأشكال، غير في صورة واحدة بس مرات اخوك وزي اختك غير كدة لاء

ابتسم حمزة ساخرا ولم يعقب ليجدا الباب يفتح وكالعادة دخلت زينب تهرول إلى داخل الغرفة وخلفها محمود يمشي بهدوء

زينب بلهفة: ما كلتش ليه يا حبيبي كدة يا عمر مش قولتلك آكله عشان ياخد الدوا، مسدت على جبيرة قدمه الضخمة بحزن تتمتم بحزن: ربنا يشفيك يا ابني.


نظر لوالده يهتف بحدة: خرجني من هنا بدل ما اوديك في ستين داهية أنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه

هتف محمود بهدوء: ما أنا قولتلك اللي عندك اعمله انما خروج من هنا مش هيحصل إنت اصلا مش قادر تمشي على رجليك واحدة فيها كدمات بشعة والتانية مكسورة، اعتبرها مستشفي هتقضي فيها وقتك لحد ما تتعالج وبعدين ابقي اخرج لو عايز

اقترب منه يفك اصفاد يده اليمني يهتف بهدوء: اديني فكيت ايدك عشان ما تحسش انك محبوس.


مسدت والدته على شعره بحنان: يا ابني دا بيتك واحنا اهلك مستحيل باي حال من الاحوال اننا نفكر نأذيك

صرخ بغيظ: دا مش بيتي وانتوا مش اهلي، انتوا متخيلين انكوا اول ما تقولولي احنا اهلك يا حبيبي هترمي في حضنكوا واعيط، أنا ماليش مكان وسطكوا

هتف محمود بهدوء: ماشي كلامك، زي ما قولتلك في الأول اعتبر نفسك في مستشفي اول ما تقدر تتحرك هسيبك تمشي، تعالي يا عمر سيب مامتك معاه.


هز عمر رأسه إيجابا ليخرج بصحبة والده من الغرفة التي جلست مكانه تهتف بحزم: بص بقي أنا هشيل الصينية دي فاضية وهتاكل يعني هتاكل

نظر ناحية صينية الطعام الممتلئة لتتسع عينيه بذعر.


وقفت سيارة الاجري أمام فيلا جاسم الشريف

لتنزل منها تحمل الصغيرة حاسبت السائق لتحمل حقيبة ملابسها متجهه لداخل المنزل فتحت لها احدي الخادمات لتجد والدها يجلس على كرسي في غرفة الصالون امام الباب هتف ساخرا ما ان رآها: اهلا اهلا لينا هانم، اخيرا الهانم تقرر تعطف علينا وتيجي تزورنا، يا تري بقي هتقعدي ربع ولا نص ساعة قبل ما خالد باشا يجي ياخدك.


ابتلعت ريقها بتوتر تحاول الابتسام: لا يا بابا انا هقعد معاكوا كام يوم

اتسعت عيني جاسم بدهشة يهتف بتهكم: بجد وخالد باشا موافق

ابتسمت باصفرار تهز رأسها ايجابا ليضيق عينيه بشك قام من مكانه يتجه ناحيتها يسألها بترقب: انتوا متخانقين ولا ايه.


هزت رأسها نفيا بهدوء لتسمع صوت والدتها تصرخ باسمها بسعادة، اسرعت ناحية والدتها تعانقها تتهرب من نظرات الشك التي تطل من عيني والدتها، ابتعدت عن والدتها تنظر لجاسم بهدوء: اقعد يا بابا ولا امشي

جاسم بحدة: ايه إلى انتي بتقوليه دا يابنت دا بيتك وانتي عارفة كدة كويس

فريدة: خلاص بقي انتوا الاتنين هاتي لوليتا با لينا أحسن وحشتني اوي

اخذت فريدة الصغيرة تلاعبها برفق.


لينا: انا هطلع ارتاح شوية لو لينا ضايقتك يا ماما هاتيهالي

هتفت بحنان: مالكيش دعوة بلينا دي حبيبة تيتة اطلعي انتي

ابتسمت لوالدتها بحزن لتتركهم متجهه إلى غرفتها

ضيق جاسم عينيه يهتف بشك: في حاجه مش مظبوطة؟!

فريدة: عندك حق يا جاسم أنت مش شايف لينا شكلها حزين ازاي ووشها كمان أصفر اوي

هز رأسه إيجابا بشرود عليه هناك شيئا خاطي يجب أن يعرف ما هو.


لم يستطع البقاء في المنزل اكثر من ذلك ارتدي ملابسه ليذهب إلى عمله لعله يلهي قلبه وعقله عنها وكان يوم اسود لم تسطع شمسه

فخالد صب غصبه على مواظفين الشركة دخل على غاضبا يهتف بحدة: جرا ايه يا عم خالد أنت جاي ترفد في مواظفين الشركة، دا انت رافد 6 موظفين لحد دلوقتي

ضرب سطح مكتبه بعنف يهتف بحدة: عشان اغبيا وما بيشوفوش شغلهم.


على غاضبا: لا يا خالد، ذ واضح أن انت إلى مش طايق نفسك المواظفين مالهمش ذنب ولعلمك انا رجعتهم الشغل تاني

صرخ بحدة: ما تنساش ان أنت كمان شغال عندي

ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي ( على) يهتف بحزن: صح أنت صح أنا آسف يا خالد باشا عن اذنك

مسح وجهه بكف يده بعنف ماذا يفعل نيران حزنه تحرق الجميع ليهتف سريعا: استني يا على ما تزعلش ما كنش قصدي انا بس اعصابي تعبانة

على: مالك يا خالد في ايه.


ابتسم بألم: ما فيش انا ماشي خلي بالك من الشغل ورجع الموظفين

اخذ سترته ومفاتيحه وخرج من الشركة يشعر بالاختناق عليه أن يتصل به

محمد: السلام عليكم

خالد بارهاق: وعليكم السلام

محمد: ايه يا ابني فينك

هتف بألم: أنا تعبان يا محمد تعبان أوي

محمد بقلق: في ايه يا ابني ايه اللي حصل

خالد: انت فين

محمد: أنا في البيت تحب نتقابل في اي حتة

خالد: لاء أنا جايلك

محمد: طب أنا مستنيك ما تتأخرش.


اغلق الخط يدير المقود متجها إلى منزل صديقه

منزل محمد

نادي بصوت عالي: رانيا، يا رانيا

رانيا: أيوة يا محمد

محمد: حضري الغدا عشان خالد جاي

رانيا: لينا جاية معاه

هتف بشرود: ما اعتقدش

بعد قليل رن جرس المنزل فذهب محمد ليفتح الباب لتجحظ عينيه بصدمة حينما رأي صديقه يقف امامه عيناه حمراء من كثرة البكاء شعره اشعث وكذلك لحيته وجهه شاحب

هتف بصدمة: أنت عامل كدة ليه، تعالا أدخل تعالا

دخل خالد يمشي بخطي بطيئة متعبة.


كاد أن يسقط لولا ان اسنده محمد سريعا

محمد بلهفة: حاسب، مالك يا ابني تعالا اقعد استريح

خالد: عايز اتلكم معاك لوحدنا

محمد: تعالا ندخل المكتب

دخلا مكتب محمد واغلق الباب، تهاوي خالد على الاريكة مخفيا وجهه بين كفيه

محمد بقلق: مالك يا ابني في ايه ايه إلى حصل

ابتسم ساخرا: عايز تعرف ايه إلى حصل انا قتلت لينا

جحظت عيني محمد بدهشة: قتلتها ازاي يعني.


انسابت دموعه بندم بهتف بألم: قتلت حبي جواها قتلت احساسها بالأمان في حضني

لينا بقت بتكرهني يا محمد

جلس بجانبه يربط على كتفه يهتف بحزم: اهدي كدة وفهمني اللي حصل

قص عليه ما حدث ليتدلي فك محمد من الدهشة: يعني ايه اخوك، هو صحيح ابوك كلمني بس أنا قولت يمكن عايزه في شغل اخوك يا نهار ابيض، لاحظ دموع صديقه للتي تهبط بغزارة ليهتف بهدوء عله يخفف عنه: اديها فرصة تهدي يا خالد وصدقني هترجعلك لينا بتحبك اوي.


انتحب باكيا: يا رتني كنت اديتها فرصة تدافع بيها عن نفسها قبل ما اعمل فيها كدة

محمد: ما تحملش نفسك فوق طاقتها، اي واحد مكانك كان هيعمل اكتر من كدة

هز رأسه نفيا بعنف يبكي بألم: ما كنش لازم اصدق عنيا دي لينا بنتي أنا مربيها مش عارف ازاي صدقت انها تعمل كدة

دقت رانيا الباب ليمسح دموعه سريعا

رانيا: ازيك يا خالد

هتف بشحوب: بخير يا رانيا، انتي عاملة ايه

رانيا: الحمد لله كويسة، اتفضلوا الغدا جاهز.


محمد: يلا يا خالد

خالد: لاء انا ماشي

محمد: يعني ايه ماشي، لاء طبعا أنت هتتغدي معانا

خالد: يدوم يا صاحبي، بس صدقني انا لازم امشي دلوقتي

محمد: يا ابني...

قاطعه بحدة: خلاص بقي يا محمد ما تبقاش زنان انا ماشي يعني ماشي، يلا سلام عليكم

محمد: سلام يا صاحبي

رحل خالد وجلس محمد يفكر في حل لمشكلته

رانيا: مش هتتغدي

هتف بشرود: لاء ماليش نفس

رانيا: احم، أنا والله ما كنتش بتصنت عليكوا انا سمعتكوا بالصدفة والله وانا داخلة.


محمد: قصدك ايه

رانيا: قصدي ان صاحبك غلطان محمد هو أنت ممكن تعمل فيا زيه

ابتسم بحنان يربط على وجنتها برفق: حبيبتي انتي اغلي حاجة عندي فطبيعي لو شفتك في مشهد زي دا مش هستخسر فيكي خزنة مسدسي كله ولا ايه

جحظت عيني رانيا بفزع

محمد: يلا قومي اعمليلي فنجان قهوة

رانيا سريعا: حاضر من عنيا انت تؤمر

فرت للمطبخ سريعا تعد له كوب القهوة عادت بعد قليل لتجده ينظر للفراغ بشرود نادته عدة مرات إلى أن أنتبه لها: هااا.


هتفت بضيق: بقالي ساعة بنادي عليك سرحان في ايه

تنهد بتعب: بفكر في حل لمشكلة خالد

لوت شفتيها بضيق: احنا ما ورناش حاجة غير اننا نحل مشاكل خالد

هتف بحدة؛ اتكلمي عن اخويا عدل احسنلك

رانيا بضيق: يا محمد انت ما بتديش وقت لبيتك خالص اما في الشغل اما بتحل مشاكل استاذ خالد وهو دايما اللي بيبقي غلطان على فكرة

هتف بحدة: والشغل دا أنا بشتغله عشان امي وبعدين أنا مش شايف اني مقصر من ناحية البيت في حاجة.


تخصرت تهتف بضيق: طب ومشاكل خالد

هتف بحدة: قولتلك ميت مرة خالد ليه دين في رقبتي لو فضلت عمري كله مش هقدر اوفيه

هبت تصرخ بغيظ: يا ادي الدين بتاع خالد كل شوية خالد ليه دين في رقبتي خالد ليه رقبتي دين ايه دا

هتف بانفعال: عايزة تعرفي دين ايه أنا كنت مدمن مخدرات....


  الفصل الاربعون والواحد والاربعون من هنا 


لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا


تعليقات