رواية أسير عينيها الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20 والواحد والعشرون 21 بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20 والواحد والعشرون 21

بقلم دينا جمال


جلسا على الطاولة لينا تشتاط غضبا وخالد لا يستطع كبح تلك الابتسامة الواسعة التي تتراقص فرحا على شفتيه

لينا بغيظ: انت بتبتسم ليه كدة على فكرة أنا مش غيرانه

رفع كتفيه ببراءة ؛ وانا قولت أنك غيرانة، بس ايه الافترا دا كسرتي موبايل البت وكمان عايزة تكسري ايدها يا مغتربة

جزت على أسنانها بغيظ: عشان تحرم تمد ايدها على حاجة مش بتاعتها

غمز لها بمشاكسة: اومال بتاعت مين.


جذبت سكين الطعام الصغيرة الموضوعة بجوار طبق طعامها تشهرها امام عنقه

لينا بغيظ: عارف يا خالد لو ما بطلتش كلامك المستفز وبطلت تعاكس في البنات هتقلك

ايوة زي ما انتوا

قالها على بمرح وهو يسرع بالتقاط هاتفه متلقطا صورة لهم وهما في ذلك الوضع

علي بمرح: الحب على حافة السكين اسم سينمائي هايل

التفت ناحيته ترمقه بغيظ فأسرع على يدس الهاتف في جيب سترته يخرج لها لسانها بمرح ليفر هاربا.


لينا صارخة بغيظ: هتجننوني دا انتوا عيلة مجانين

خالد ضاحكا: قومي يا مفترية نتصور مع أختي قبل ما الفرح يخلص

اخيرا انتهي ذلك الزفاف بعد التقاء الكثيررررررر من الصور، اصر محمود أن يتولي بنفسه قيادة سيارة العروس حتي يتثني له الفرصة لتوديع ابنته قبل أن تسافر لقضاء شهر العسل وبالطبع ذهبت معه زوجته

وهذا أتاح الفرصة لخالد لإيصال لينا في غياب جاسم كما طلب منه.


استقل سيارة جاسم بجانبه لينا وعلي الأريكة الخلفية لبني وفريدة أدار السيارة وانطلق

لينا: خالد

خالد مبتسما: قلبه

لينا بسخريه: على فكرة اسمها عيونه

خالد مبتسما بثقة: تؤ الي بيقول عيونه دا ما يعرفش يعني ايه حب لأن الإنسان يقدر يعيش من غير عينيه بس ما يقدرش يعيش من غير قلبه يا قلبي.


اغمضت عينيها سامحة لكلماته العذبة أن تداعب خلجات قلبها برقق لم تستطع بالطبع منع تلك الابتسامة الخجولة من الظهور على شفتيها، تلك الحمرة القانية أسرعت تتفتح في وجنتيها

فريدة مبتسمة: احم احم نحن هنا

خالد ضاحكا: حبيبتي يا فيري

فريدة بخبث: دي أنا بردوا

خالد ضاحكا بمرح: لاء اوعي تفهمني صح

بعد مدة قصيرة وصلا الي الفيلا نزل معهم متجها الي الفيلا

تهاوي بتعب على احد المقاعد: هلكان من صباحية ربنا.


فريدة بحنان: ربنا يعينك يا ابني، بس بصراحة ليلتهم كانت جميلة عقبال ليلتكوا يا ولاد

ابتسم لها ابتسامة مرهقة: قريب بإذن الله

فريدة مبتسمة: يا ريت يا خالد نفسي افرح بالمفعوصة دي بقي

جاءت لينا في تلك اللحظة تمسك حذائها في يدها

لينا بغيظ: سمعتكوا عايزين تخلصوا مني صح

ضحك عاليا على منظرها المبعثر وذلك الحذاء الذي تحمله في يدها يبدو صغير الحجم للغاية

التفت له ترفرف باهدابها ببراءة مصطنعة.


لينا ببراءة: بقولك ايه يا خالد ما تيجي نأجل الفرح تلت اربع خمس ست سنين كدة نطول فترة الخطوبة عشان نتعرف على بعض كويس

تجهمت ملامحه ينظر لها باشمئزاز هاتفا بحنق: تتعرفي على مين يا اختي دا اعرفك من يوم ما تولدتي دا كنتي بتنامي في حضني وانتي صغيرة جاية تتعرفي عليا دلوقتي وبعدين انا خطبك بقالي 12 سنة كفاية كدة انا كدة هتجوز وانا طالع على المعاش

اتسعت ابتسامتها لتهتف بحماس وكأنها وجدت حل لمشكلة صعبة.


لينا بحماس: طب هقولك حل كويس ما تخلينا اخوات احسن

استغفر في سره قبل أن يفرغ مخزون مسدسه كله في رأس تلك البلهاء

خالد ببرود: انا هعمل نفسي ما سمعتش حاجة عشان ما ازعلكيش ماشي يا لوليتا

ضيقت عينيها ترمقه بغيظ تكره طريقته الباردة تلك

لينا بغيظ: انا طالعة انام

قام من مكانه متجها ناحيتها دني برأسه مقبلا جبينها برفق

خالد بحنان: تصبحي على خير يا حبيبتي.


اتسعت عينيها بدهشة ستجن من ذلك الرجل تارة بارد كالثلج ليتحول في اقلمن ثانية لشخصية اخري حنونة ودافئة

لينا بغيظ وهي تصعد لأعلي: والله انت سيكوباتي بتقلب في ثانية دا انا لو متجوزة خلاط ما كنش هيقلب على طول كدة

ظلت تتمتم بغيظ وهي تصعد الي غرفتها

التفت فريدة له بعدما تأكدت من ذهاب لينا لغرفتها

فريدة بجد: عمك جاسم راح فين يا خالد

مسح وجهه بكف يده يبعد اثار الارهاق عن وجهه هاتفا بجدية: ما اعرفش.


كتفت فريدة ذراعيها امام صدرها بضيق: مش عليا يا خالد جاسم امبارح كان شكله تعبان وقالي أن راح عمل أشعة وتحاليل والنهاردة اختفي فجاءة راح عند الدكتور مش كدة

هز رأسه إيجابا بهدوء لتهتف بقلق: لييه هو تعب ولا ايه

كاد أن يرد عندما توجهت أنظارهم سريعا ناحية الباب عندما سمعوا صوته يفتح ليدخل جاسم يمشي بارهاق

اسرعت فريدة ناحيته تهتف بلهفة

فريدة بلهفة: جاسم انت كويس الدكتور قالك ايه.


تقدم خالد منه يسنده الي أن جلس على احد المقاعد

خالد: خير يا عمي الدكتور قالك ايه

مسح وجهه بكف يده بارهاق هاتفا بضياع: عندي انسداد في الاوزين الأيمن ولازم اعمل عملية في اسرع وقت

اتسعت عيني فريدة بفزع وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها الفزعة من الخروج أخذت دموعها تسيل بقوة على وجنتيها

نظر لها برفق هاتفا بهدوء: اهدي يا طنط

نظر لجاسم مستطردا بجد طب هو قالك العملية دي هنا ولا برة.


جاسم: لا برة في لندن المفروض اسافر بكرة او بعدة بالكتير

حك ذقنه بكف يده مستكملا بهدوء: يبقي انت لازم تسافر في اسرع وقت

نظر لها جاسم وابتسامة حزينة مرتسمة على شفتيه: أنت الي بتقول كدة دا أنت المفروض تبقي فرحان

خالد: اوعي تكون فاكر أن أنا ممكن اشمت فيك أحنا في يوم كلنا مع بعض عيش وملح وأنا عمري ما كرهتك يا عمي أنت الي ما كنتش بتطيق تشوفني

نظر له جاسم شعر من نظراته أنه ضائع شارد خائف.


استطرد جاسم بخوف: أنا خايف اوي على لوليتا اوعدني لو حصلي حاجة انك هتخلي بالك منها وإنك مش هتزعلها ابدا

شد خالد على كف يده بحزم: ما تقولش كدة أنا هتخف وهتبقي احسن من الأول كمان المهم دلوقتي تسمع كلام الدكتور لازم تسافر في اسرع وقت

فريدة باكية: انا هاجي معاك مش هسيبك ابدا

لبني: وانا كمان هاجي معاكوا

هز رأسه نفيا بعنف: وهتسيبوا لينا لوحدها انا مش عايزها تعرف حاجة.


خالد: ما تقلقش يا عمي لينا مش هتعرف حاجة بس لازم طنط فريدة تيجي معاك ما ينفعش تسافر لوحدك

جاسم بحدة: ومين هياخد باله من لينا انا مستحيل اسيبها لوحدها واسافر حتي لو ما سافرتش مش مهم

خالد: ومين قال لحضرتك ان لينا هتقعد لوحدها انا مارضاش ان مراتي تقعد لوحدها وبعدين ما تنساش أن حياة لينا لسه في خطر احنا لسه ما عرفناش مين الي بيبعت رسايل التهديد

احتل الفزع ملامحه وهو يهتف بقلق: طب والعمل.


قام من جانبه بهدوء واضعا يديه في جيبي بنطاله هاتفا ببراءة: ما فيش غير حل واحد لينا تيجي تقعد معايا وقبل ما تفهم غلط هتقعد في بيت العيلة بتاع والدي ولبني كمان تيجي معاها عشان تبقي مطمن عليها اكتر

لبني بضيق: أنا مستحيل اعيش معاك في بيت واحد أنا هسافر مع جاسم وفريدة

خالد في نفسه: يكون احسن بردوا

رفع كتفيه بلا مبلاة: زي ما تحبي

هز جاسم رأسه نفيا بعنف: لالالا أنا مش مقتنع

أنا مش هسيبها ومش هسافر.


خالد بهدوء: أنا عارف قلقان عليها او مني بس صدقني بنتك دا أسلم حل في الوقت الحالي

لبني بضيق: للأسف يا جاسم مضطرة اقولك أنه عنده حق آمن مكان للينا حاليا هو بيته

جاسم بضيق: افرض أنا وافقت هنبررها بإيه

خالد بهدوء: حضرتك محامي شاطر ومشهور وفي قضية مهمة لرجل اعمال مصري في لندن عشان كدة حضرتك اضطريت تسافر ولبني وطنط عايزين يروحوا معاك عشان بتفسحوا

فريدة: انا شايفة ان دا حل كويس

جاسم بقلق: ايوة بس لينا هتوافق.


خالد بجد: لازم توافق يا عمي بمزاجها او غصب عنها انا هتصل بشركة الطيران واحجز التذاكر

لبني ساخرة: وأنت هتعرف تحجز التذاكر دلوقتي

تقوس جانب فمه بابتسامة واثقة رمقها بتهكم ليأخذ هاتفه اتصل برقم ما بعد عدة دقائق اغلق الخط ناظرا لهم بجد: التذاكر اتحجزت يا استاذة لبني، الطيارة هتطلع بكرة الساعة 12.


هز جاسم رأسه نفيا عدة مرات بقلق: لالالا أنا مش هسيب بنتي أنا مش مطمن حتي لو هموت ابقي قضيت معاها آخر أيامي مش عايز أموت قبل ما اشوفها

خالد بضيق: بنتك مراتي يعني انا اكتر واحد في الدنيا دي هخاف عليها بعدك طبعا

واظن ان حضرتك عارف دا كويس انا همشي دلوقتي وهعدي بكرة اخد لينا

جاسم برجاء: خلي بالك منها يا خالد لينا امانة في رقبتك لو حصلي حاجة.


خالد بجد: بإذن الله هترجع بالسلامة مش عايزك تقلق على لينا أنا عايزك بس ترجعلها بالسلامة أنا همشي بقي، يلا السلام عليكم

الجميع: وعليكم من السلام

خرج من منزل جاسم متجها الي بيته

دخل فوجد عمر ومحمود وزينب المنهارة من البكاء

خالد: سلام عليكم في ايه يا امي مالك بتعيطي ليه

زينب باكية: عشان ياسمين هتوحشتني

خالد ضاحكا: والله الست المصرية دي تموت في النكد هي مهاجرة يا ماما دي كلها ربع ساعة وتبقي عندها.


نظر له محمود هاتفا بضيق: كنت فين يا خالد

خالد: كنت عند عمي جاسم وبالمناسبة انا عايزكوا في موضوع مهم

قص عليهم ما حدث

التمع الحزن في عيني محمود: معقولة جاسم تعبان اووي كدة

خالد: للأسف ايوة وهيسافر بكرة هو وطنط فريدة ولبني ولينا هتيجي تقعد معانا هنا بس خدوا بالكوا لينا ماتعرفش حاجه ومش لازم تعرف فارجكوا اوعوا حد يغلط ويقولها

محمود: طب هي طيارة جاسم هتطلع الساعه كام

خالد: الساعة 12 الظهر.


محمود: انا لازم اشوفه قبل ما يسافر

خالد: ماشي يا حج انا هروح اخد لينا وحضرتك تبقي تروح معاه المطار عن اذنكوا بقي انا طالع انام

في صباح اليوم التالي

في فيلا جاسم الشريف الساعة الثامنة صباحا

انهي جاسم حواره مع الطبيب الذي ابلغه أنه أرسل فحوصاته وتحاليله الطبية الي احدي المستشفي في لندن وإن كل شئ جاهز في انتظاره

التفت فوجد زوجته قد انتهت من ارتداء ملابسها تقف بجانب عدة حقائب للسفر

جاسم: خلصتي يا فريدة.


فريدة: اه يا جاسم والشنط كمان جاهزة

جاسم: ولبني خلصت

فريدة: على وشك

هز رأسه إيجابا بألم انطبع على قسمات وجهه

فريدة برفق: ما تخافش يا جاسم مش الدكتور طمنك ان العملية نجحها مضمون ان شاء الله

جاسم بقلق: انا مش خايف من العملية يا فريدة انا خايف على لينا لو حصلي حاجة

فريدة سريعا: بعد الشر عليك يا جاسم ما تقولش كدة ان شاء الله العملية هتنجح وهترجع احسن من الاول انا ما اقدرش أعيش من غيرك يا جاسم.


امسك كف يده يقبله برفق: ربنا يخليكي ليا يا فريدة يلا روحي صحي لينا خالد قرب يوصل

هزت رأسها إيجابا سريعا متجهه الي اعلي

وصلت أمام غرفة ابنتها أدارت مقبض الباب لتدخل الي الغرفة وجدت إضاءة الغرفة ساطعة كالعادة اتجهت ناحيتها توقظها برفق

فريدة: لينا اصحي يا حبيبتي

لينا بضيق وهي نائمة: ماما عشان خاطري سبيني شوية كمان

فريدة بضيق: قومي يا لينا حالا.


انتصفت على فراشها تفرك عينيها بنعاس فرأت والدتها تتجه ناحية دولاب ملابسها لتخرج حقيبة سفرها الكبيرة وتبدا في وضع ملابسها بداخلها

لينا بنعاس: انتي بتعملي ايه يا ماما

فريدة بضيق: مش وقت رغي خشي اغسلي وشك وغيري هدومك وحصليني على تحت

لينا: هو احنا مسافرين ولا ايه

فريدة: لاء غيري هدومك بسرعة وانزلي تحت وانتي هتعرفي كل حاجة

انهت فريدة ضب الحقيبة واخذتها معها ونزلت اتجهت هي سريعا ناحية المرحاض تغتسل سريعا.


في هذه الاثناء وصل خالد في الأسفل

خالد: صباح الخير يا عمي صباح الخير يا طنط

جاسم: صباح الخير يا خالد

فريدة: صباح النور يا ابني

خالد: خلصتوا

فريدة: اه ناولته احدي الحقائب دي شنطة لينا

حملها وذهب بها الي سيارته ليضعها فيها

نزلت لينا سريعا فوجدت والديها ولبني والعديد من الحقائب

قطبت حاجبيها بدهشة: هو احنا مسافرين ولا ايه

جاسم: اه، انا وفريدة ولبني مسافرين.


اتسعت عينيها بدهشة تهتف سريعا بقلق: مسافرين ليه وفين وليه انا ما اجيش معاكوا

قص لها جاسم القصة المزيفة التي ألفها خالد بالأمس

تخصرت تهتف بضيق: يا سلام يعني حضرتك مسافر عشان شغلك وهما مسافرين يعملوا شبونج وهتسيبوني هنا لوحدي

جاسم بجد: ومين قالك انك هتقعدي لوحدك انتي هتروحي تقعدي عند عمك محمود

شخصت عينيها بفزع: ميين عند خالد لاء طبعا أنا مش موافقة

جاسم ببرود: انا ما بخدش رائيك انا بقولك عشان تبقي عارفة.


دخل هو في تلك اللحظة هاتفا بجد: جاهزة يا لينا

نقلت نظراتها بينهما بضياع لا تصدق أن والدها باعها بهذة السهولة اليه الي هذه أصبح يكرهها ويمقت وجودها بجانبه

صرخت فيهم بكل ما تحمل من غضب

لينا غاضبة: دا انتوا مرتيبنها بقي عشان تخلص مني ايه يا استاذ جاسم ما بقتش طايقني للدرجة دي

صاح خالد غاضبا: لينا ما تنسيش انك بتتكلمي مع والدك.


رفعت حاجبيها بسخرية تهتف بتهكم: طبعا ما انت لازم تقول كدة ما هو سلملني ليك على طبق من ذهب تعمل فيا ما بدلك

خالد بحدة: بالظبط كدة اتفضلي بقي معايا

صرخت بعنف: انا مش هروح معاك في حتة

خالد: مش بمزاجك على فكرة

قبض على رسغ يدها بقوة جاذبا اياها خلفه بعنف

لا تعرف من أين اتتها تلك القوة التي استطاعت بها نزع اغلال يده من حول معصمها

ركضت هاربة منه تختبئ خلف ابيها تنساب الدموع من عينيها.


لينا باكية: بابا عشان خاطري ما تخليهوش ياخدني ما تسبنيش لوحدي خدني معاك عشان خاطري مش هزعلك تاني ابدا بس عشان خاطري ما تسبنيش

اتجه ناحيتها ينزعها من خلف والدها بعنف فاوقفته يد جاسم لينظر له بدهشة

التفت جاسم الي ابنته يهدهدها بين ذراعيه ظلت تبكي وتنتحب تهتف ببعض الكلمات من بين شهقاتها: ما تسبنيش، انا آسفة، مش هزعلك تاني، خدني معاك، ما تسبنيش لوحدي.


بقيت على هذه الحالة ما يقارب نصف ساعة الي ان هدأت تماما رفعت وجهها الي والدها تنظر له بفرحة: مش هتخليه ياخدني صح

هز رأسه نفيا بألم تحدث ببرود عكس قلبه الذي ينصهر حزنا عليها: قولتلك أنا مش عايزك

ابتعدت عنه بصدمة تهز رأسها نفيا بعنف تنفي كلامه القاسي الذي حطم ما بقي من قلبها البرئ.


ليتجه هو ناحيتها في تلك اللحظة امسك كف يدها برفق متجها بها الي الخارج تلك المرة لم تقاومه تلك المرة لم تصرخ لم تغضب كانت كمن انتزع روحه من جسده تتحرك بجمود بلا حياة

ظل قلقا يختلس النظرات اليها طوال الطريق ليري دموعها الجامدة تمنعها من الفرار من أسر عينيها وجهها شاحب كالموتي تنظر امامه نظرات ميتة لا حياة فيها

نطق اسمها بحذر: لينا

ليري تحرر دمعه واحدة جرت بحرقة على صفحة وجهها الشاحب

في فيلا جاسم.


جاسم باكيا: كدة لينا مستحيل تسامحني أنا كرهت بنتي فيا

فريدة برفق: ما تقولش كدة يا جاسم لينا بتحبك ومستحيل تكرهك ولما تعرف

أنت عملت كدة ليه هتسامحك

جاسم باكيا: أول مرة تستنجد بحضني لكن أنا كسرت قلبها ووقفت اتفرج عليها

لبني: ما تقلقش يا جاسم خالد هيعرف يصالحها

هو احنا هنطلع على المطار امتي

جاسم: محمود اتصل بيا وقال ان هو هيوصلنا كلها عشر دقايق ويوصل.


اكدة يا عزام بقي اقعد المدة دي كليتها لا حس ولا خبر لا بتكلمني ولا بتسأل عني وكل ما اتصل بيا ما تردش

هتفت بها فرح بحدة وهي تقف خلف ذلك الكوخ في تلك الأرض المهجورة

رمقها هو ببرود عقد ذراعيه امام صدره هاتفا بلامبلاة: كنت مشغول قوي يا فرح

فرح: من ميتا وأنت مشغول عن فرحتك يا عزام

ابتسم بداخله بخبث ليهتف بضيق برع في تمثيله: اديكي قولتي اهه فرحتي، فرحتي الي ما بترفضليش طلب واصل.


ازدردت ريقها بتوتر لتهتف بقلق: إني فكرت في الي قولتلي عليه

التمعت عينيه بخبث ليهتف بهدوء مطنع: وبعدين

فرح بتوتر: إني موافقة اتجوزك بس بعد ما اخلص امتحانات الثانوية العامة

عزام بضيق: واااااه وايه لازمتها بقي الامتحانات مش احنا متفقين أنك ما هتكمليش علامك

فرح بحزن: عشان خاطري يا عزام عايزة ابوي يفرح بشهادتي إني متوكدة اني هجيب نتيجة كبيرة قوي.


زفر بضيق ليكمل على مضض من بين اسنانه: والزفتة العامة دي فاضل عليها قد ايه

فرح بتوتر: تلت شهور

صاح فيها بحدة: كاااااام ليه كل دا

فرح سريعا برجاء: عشان خاطري يا عزام اخلص امتحانتي بس واوعدك هكون ليك على طول

مثّل ببراعة أنه يفكر في عرضها ليهتف بحنان افعي: ماشي يا موهجة القلب استني تلات شهور عشان عيونك بس

فرح بسعادة: أنا هحبك قوي يا عزام

عزام مبتسما بخبث: مش أكتر مني يا موهجة القلب.


فرح سريعا: أنا لازم امشي دلوقتي اصلي قولت لأمي اني راحة للبت شروق اذاكر وياها

عزام ساخر: لساته اخوكي هيحبها

فرح بحزن: ايوة وما عيزش يروح يتقدملها بيقول أنه اكدة هيظلمها وياه عشان اكبر منيها بكتير

عزام بحنان: ماشي يا موهجة القلب خلي بالك من حالك زين

ابتسمت بخجل: حاضر يا سيد الناس.


فرت من امامه سريعا تخرج من تلك الأرض بحذر لتتسع الابتسامة الشيطانية له اخرج هاتفه يغلق ذلك التسجيل الصوتي لهما منذ أن جائت اليه وهو يسجل كل حرف دار بينهما

عزام بخبث: هانت يا موهجة القلب.


وصلت سيارته الي الفيلا خرج منها متجها ناحيتها فتح بابها مد يده برفق يمسك يدها فبدأت تتحرك معه كالالة لا حياة فيها

اخذها متجها الي الداخل

اجلسها على احدي الآرائك ليجلس على الكرسي بجانبها ينظر لها بقلق

جاءت زينب تهتف بود: أنت جيت اومال فين لوليتا

اشار ناحيتها برأسه اتجهت زينب تجلس بجانبها

زينب بضيق مصطنع: كدة يا لوليتا مش عايزة تسلمي عليا

ظل جامدة تنظر لنقطة امامها في الفراغ لا تحيد بعينيها عنها.


زينب بقلق: مالك يا بنتي هي مالها يا خالد

خالد: سيبيها يا أمي دلوقتي

صاح بصوت عالي: عنايات يا عنايات

جاءت الخادمة مسرعة

عنايات: نعم باشا

خالد: طلعي شنطة لينا الاوضة الي جنب اوضتي وحضري الفطار

عنايات: حاضر يا خالد باشا.


في مكان اخر تحديدا امام المطار

محمود: تروح بالف سلامة ان شاء الله

جاسم: بإذن الله خلي بالك من لينا يا محمود

محمود: ما تقلقش لينا بنتي زي ما هي بنتك هتفضل امانة في رقبتي لحد ما ترجع بالسلامه ان شاء الله

جاسم: لا اله إلا الله

محمود: محمد رسول الله

صعد جاسم بصحبة فريدة ولبني الي الطائرة بينما استقل محمود سيارته عائدا الي بيته.


في فيلا محمود السويسي

جاءت الخادمة: الفطار جاهز يا باشا

نظرت زينب للينا تهتف بود

زينب: يلا يا حبيبتي عشان تفطري

اجابت باقتضاب: مش جعانة

خالد بحدة: ازاي مش جعانة انتي ما كلتيش اي حاجة من امبارح

التفت له ببرود ترمقه بخواء: ممكن مالكش دعوة بيا

خالد بحدة: لاء مش ممكن عشان انتي مراتي من حقي اقولك الي تعمليه ومن واجبك تسمعي كلامي

زينب: براحة عليها يا ابني مش كدة

دخل والده في تلك الاثناء فاستمع الي ما حدث.


ذهب ووقف امامه يخفي لينا خلف ظهره

محمود: بتزعقوا ليه صوتكوا جايب اخر الشارع وبالتحديد صوتك انت يا خالد باشا اسمعني كويس يا خالد عشان الكلام دا مش هعيده تاني لينا امانة عمك جاسم لحد ما يرجع ومش هسمحلك انك تزعلها ابدا والي عملته زمان مع شهد مش هسمحلك تكرره تاني اي غلطة هيبقي حسابك معايا عسير يا ابن السويسي

خالد ساخرا: تمام اوامر معاليك يا افندم.


محمود بحدة: بالرغم من انك بتقولها بتريقة بس انت بردوا هتسمع الي قولتلك عليه

زينب: يا جماعة اهدوا وصلوا على النبي ويلا عشان تفطروا

نظر محمود الي لينا بهتف برفق: يلا يا بنتي عشان تفطري

رفعت نظرها لها تهتف برجاء: أنا مش جعانة انا عايزة انام يمكن يطلع كل دا كابوس صح

حتي ابيه ادمعت عينيه على حالتها تحدث بحنان: ماشي يا بنتي عنايات يا عنايات

عنايات: نعم يا محمود بيه

محمود: وصلي لينا اوضتها.


صعدت لينا مع الخادمة الي غرفتها

عنايات: تؤمري بحاجة يا بنتي

لينا: شكرا

دخلت الغرفة تنظر حولها بضياع اتجهت ناحية الفراش تجر قدميها الي أن وصلت له تكورت على نفسها ضمت ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها كانت كالجنين الذي يريد العودة لرحم والدته ليحتمي به من شرور ما يلاقي.


في الاسفل

خالد: انت عارف كويس يا حج ان انا اقدر اخد لينا وامشي من هنا فمكنش ليه داعي الي حضرتك عملته دا

محمود: انا عارف ان انا اتكلمت معاك بطريقة سخيفة بس كان لازم احسس لينا ان لينا ضهر تتحامي فيه مع ان المفروض تبقي انت الضهر دا يا خالد

زينب: براحة عليها يا ابني بذمتك ما بتصعبش عليك لما بتعيط دا بيبقي شكلها يقطع القلب

خالد: طيب ماشي.


تركهم وصعد الي غرفته ولكن عندما مر بجانب غرفتها سمع ما جعل قلبه يسقط صريعا..تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون


تركهم وصعد الي غرفته ولكن عندما مر بجانب غرفتها سمع ما جعل قلبه يسقط صريعا

صوت بكائها يخترق قلبه كالخناجر يمزقه اشلاء بلا رحمة كانت تنوح بصوت عالي

اتجه ناحية غرفتها دق الباب عدة مرات لم يريد دخول الغرفة دون أن تسمح له حتي لا يشعرها بأنه يقتحم خصوصيتها

في الداخل

قامت من على الفراش، مسحت دموع عينيها بعنف متجهه ناحية الباب ادارت المقبض وفتحته فوجدته يقف أمامها مباشرة.


صرخت روحه بفزع عندما شاهدها بتلك الحالة شبه حية، عينيها كالجمر المشتعل من شدة بكائها وجهها شاحب يشعر بارتجافة يديها

رسم على شفتيه ابتسامة مرحة: أنا خالد السويسي جارك في الأوضة الي جنبك القيش عندك بصلتين

لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام طالعته بخواء نظرات فارغة لا معني لها

لتتركه واقفا أمام باب الغرفة متجهه الي الفراش جلست عليه ضامة ركبتيها لصدرها تحيطهما بذراعيها تنظر للفراغ بخواء.


تنهد بحرقة دخل الي الغرفة متوجها اليها بخطوات بطيئة الي أن وصل الي الفراش جلس امامها لتحيد بنظراتها عنه

تكلم بعد صمت طويل شعر فيه بأنه قد نسي كيف يتكلم نطق بندم: أنا آسف

اتجهت بنظراتها نحوه ببرود ليهتف هو بندم: أنا آسف، أنا مش قصدي...

قاطعته بلامبلاة: ما بقتش فارقة

احتدت نبرته يهتق فيا بحزم: يعني ايه مش فارقة عجبك حالتك دي عاملة زي الاموات هي دي لينا

هتفت بقسوة صدمته: انتوا قتلتوا لينا.


خالد بحزم: ليه كل دا عشان ابوكي سافر وفيها ايه يعني ايه شغل العيال الي انتي عملاه دا

اشاحت برأسها بعيدا عنه ليكمل هو برفق: اللي حصل حصل يا لوليتا ما ينفعش تقعدي تبكي على الأطلال كدة وبعدين اعتبري نفسك قاعدة في اوتيل اليومين دول لحد ما باباكي يرجع وأنا أوعدك اني مش هضايقك ابدا ولو مش عايزة تشوفيني خالص مش هوريكي وشي ابدا.


سالت دموعها بصمت هتفت بنبرة باكية: هو ليه عمل فيا كدا ليه بيكرهني أوي كدا أنا ما عملتوش حاجة

خالد برفق: صدقيني يا حبيبتي ما فيش أب بيكره بنته وبذات باباكي أنا عارف هو بيحبك قد ايه

تقوس فمها بابتسامة ساخرة: عشان كدة قالي أنا مش عايزك صح

خالد: معلش هتفهمي كل حاجة قريب فكي بقي، ابتسم ابتسامة واسعة ليهتف بمرح، اقولك نكتة

لم تبدي ردة فعل إزاء ما قال فاكمل هو بمرح: مرة واحد اسمها لينا اتجوزت بقت ليهم.


ضيقت عينيها ترمقه بغيظ ممتزج باشمئزاز بعد تلك النكتة السخيفة لينفجر هو ضاحكا على منظرها

خالد ضاحكا: استني هقولك واحدة تانية

مرة اتنين أخوات واحد فكهاني والتاني ربط هاني

( الشتيمة حرام عشان تبقوا عرفين )

لينا صارخة بغيظ: اطلع برة يا خالد

خالد مبتسما: مش طالع قبل ما تضحكي تيجي نتراهن هقولك فزورة لو حليتها صح هخرج من الاوضة ومش هوريكي وشي باقي اليوم

لو حليتها غلط تنفذيلي طلب ديل

تأفتت بضيق: ديل.


خالد: لو انتي راكبة عربية في سبق عربيات وعديتي المتسابق التاني هتبقي رقم كام

نظرت له بسخرية لتهتف بثقة: الأول طبعا

خالد ضاحكا: وبتقوليها بثقة أوي

غلط طبعا، هتبقي التاني لأنك عديتي المتسابق التاني مش الأول، يلا بقي أنا عايز أحلي ابتسامة في الدنيا

ابتسمت ابتسامة صغيرة ليست لكي تنفذ كلامه لكن لسعيه بتلك الطرق الصبيانية على سنه فقط لاضحاكها.


نظر لابتسامتها الشاحبة هاتفا بندم: انا اسف عارف ان انا قولتهالك كتير عارف اني دايما مزعلك بس صدقيني انا اسعد لحظات في عمري لما بشوف ضحكتك انا اسف واوعدك ان دي اخر مرة ازعلك فيها

ابتسمت له بامتنان على كلماته تلك التي سكنت وبقوة ألم قلبها مما فعله بها والدها على حد اعتقادها

خالد مبتسما بمرح: تلعبي

قطبت حاجبيها باستفهام: هنلعب ايه

خالد: الي انتي عيزاه

لينا سريعا: stop it s complete.


خالد ضاحكا: لاء دي اسمها في مصر اتوبيس كومبيليت بس ماشي نلعبها

ذهب الي غرفته وأحضر بعض الاوراق والأقلام

جلس أمامها على الفراش

وبدآ باللعب

خالد: اختاري حرف

لينا سريعا: الخه

( آه يا سوسه )

بدآ يتسابقان من منهما سيكتب أسرع

خالد صائحا: اتوبيس كومبيلت

نفخت خديها بغيظ: لاء على فكرة أنت بتكتب بسرعة وانا بقالي كتير ما بكتبش عربي

خالد مبتسما بانتصار: ماليش دعوة

لينا بضيق: بووووف قول

خالد: الولد، خيري وانتي

لينا: خالد.


ابتسم بسعادة: ماشي، الي بعده بنت خيريه

لينا: خلود

خالد: جماد، خوذة

لينا سريعا: خياط

رفع حاجبيه بدهشة: خياط، بقي الخياط جماد يعني الراجل ينام في أمان الله كائن حي من بني آدم يصحي يلاقي نفسه بقي جماد، غلط ومش محسوبة

لينا بغيظ: على فكرة انت رخم اتفضل بقي يا فالح هاتلي بلد بحرف الخه

صفعه على رقبتها من الخلف برفق (قفاها ): رخم وفالح دا انتي خدتي عليا أوي وبعدين

سهلة يعني خراسان.


لينا بغيظ: امشي يا خالد أنا غلطانة اني بلعب

معاك اصلا انت رخم

خالد مبتسما: رخم، رخم بس أهم حاجة انك بطلتي عياط

ابتسمت له بامتنان: شكرا

خالد مبتسما بمرح: اي خدعة يا ريت عشين جنية بس معلش احنا طلعنا الانبوبة السابع

قطبت حاجبيها باستفهام؛ أنبوبة ايه

خالد ضاحكا؛ أنبوبة الغاز الي هتولع في حبنا يا حبيبتي

لينا مبتسمة باتساع: خالد

خالد مبتسما بوله: عيونه

لينا: اطلع برة.


عدل ياقة قمصيه باحراج مصطنع: احم ايه الاحراج دا

في تلك الاثناء سمعا صوت زينب تهتف من الأسفل

زينب صائحة بصوت مرتفع: يا خالد يا لينا يا عمر يلا يا ولاد الغدا جاهز

خالد: يلا

فركت كفيها بتوتر: أنا مش جعانة

خالد بهدوء: اوعي تكوني مكسوفة

لينا بتوتر: شوية

خالد ضاحكا: الله يرحم كانت بتاكل اكلي زمان

هبت ناحيته تصرخ بغيظ: عااااا يا رخمممم

نزل يركض لأسفل وهي تركض خلفه تصرخ فيه بغيظ.


اتجه ناحية طاولة الطعام يقف بجانب والدته يضحك بمرح: الحقيني يا أمي البت دي بنتحرش بيا

اتسعت عينيها بصدمة فتحت فمها لترد ليبادر هو سريعا: اكذبي وقولي ما حصلش مش انتي الي عماله تقولي هات بوسة يا خالد أنا بحبك يا خالد، اخس عليك يا سونة يا خاين لاء استني دا فيلم تاني

زينب ضاحكة: والله انتوا مجانين يلا اقعدوا كلوا

جلس في المنتصف بين والدته ولينا جاء عمر بعد قليل وجلس مقابلهم وترأس محمود الطاولة.


عمر مبتسما بود: ازيك يا لينا انا عمر السويسي اخو جوزك الصغير وواضح جدا ان انا احلي منه في اخر سنة في كلية الهندسة وزي ما انتي شايفة شاب امور وحليوة ومرح ومتفاهم وسلس عكس خالد تماما

قطب حاجبيه بغضب يهتف من بين اسنانه بغيظ

خالد بتحذير: في ايه يا لذيذ انت رايح تتقدم لعروسة، عمر اتلم عشان انت عارفني

عمر مبتسما ببلاهة: احم اه طبعا عارفك على العموم انا سعيد جدا انك هتقعدي معانا.


لينا مبتسمة: متشكرة يا عمر اتمني ان انا بس مااضيقوش

محمود بحنان: ايه الي انتي بتقوليه دا يا بنتي دا بيتك

زينب بودها المعتاد: ولو ما شلتكيش الارض نشيلك جوه عنينا

مال ناحيتها ليهمس بجانب اذنها بمشاكسة: او اشيلك جوة قلبي

احمرت وجنتيها بشدة من كلماته العابثة

انتهي الغداء، استنأذنت منهم لتصعد الي غرفتها ترتاح بعض الوقت أما هو خرج الي الحديقة شمر عن ساعديه بهمة متمتما بحماس: استعنا على الشقي بالله.


اما في مستشفى الحياة

في حالة غياب لينا يتولي عصام رسميا الادارة بدلا منها الي ان تعود بقرار منها

الكثير من العمل اليوم جلس على كرسي مكتبها يغمض عينيه بارهاق حاول الاتصال بها عدة مرات علها تساعده في ذلك اليوم المزدحم ولكن دائما هاتفها مغلق

مر امام عينيها ذلك البغيض عندما حملها خالد ودار بها وقتها شعر بالنيران تشتعل في أوردته لعن نفسه لأنه لم يصرح لها بعشقه.


كانت وقتها ستكون بين ذراعيه هو ملكه هو احس بالهموم تتصارع في عراك دامي يجيش في صدره فقرر الذهاب اليها يريد أن يلقي ما في صدره لأحد ولم يجد سواها هي

فذهب الي مكتبها ولحسن حظه كانت عزة منشغلة في غرفة احدي المرضي

دخل الي المكتب عندما وجد بابه مفتوحا يمشي بهدوء الي أن وصل الي مكتبها القي بجسده على الكرسي يغمض عينيه بألم

سمية بقلق: أنت كويس

عصام بألم: ممكن تسمعيني

هزت رأسها إيجابا: اكيد.


وبدا يخرج كل ما يجيش به صدره وتلك المسكينة تستمع لعذاب حبيبها مع فتاة اخري دون ان تجروء على الاعتراض قلبها يصرخ يبكي وابتسامة صغيرة هادئة ترتسم على شفتيها تستمع له بإنصات وهو يعترف لها بحبه الشديد للينا وغيرته الحارقة عليها قاطعه كالعاده دخول عزة المفاجئ فقام واعتذر وخرج

عزة بخبث: هي ايه الحكاية بقي كل يوم أجي القيه، هي الصنارة غمزت ولا ايه.


تقوس فمها بابتسامة ساخرة كادت ان ترد عندما قاطعها دخول احدي الممرضات تهتف بلهفة: دكتورة سمية يا ريت تيجي بسرعة

نظرت لها تهتف سريعا وهي تخرج من الغرفة: يا ريت تنسي الموضوع دا خالص يا عزة ويا ريت ما نتكلمش فيه تاني عن اذنك

عزة بحزم بعد خروجها: ابدا يا سمية مش هسمحله يكسر قلبك ابدا.


في فيلا محمود السويسي

بعد ان قضي عدة ساعات من العمل صعد الي غرفته واغتسل وبدل ملابسه المتسخة اتجه الي غرفتها يدق الباب عدة مرات الي ان استيقظت قامت تمشي بخطوات مترنحة ناعسة نحو الباب

خالد مبتسما: كل دا نوم صحصحي بقي

تثأبت بنعاس: انا صحيت اهو

خالد: طب يلا روحي اغسلي وشك عشان تفوقي

هزت رأسها إيجابا تركته متجهه الي المرحاض غسلت وجهها وعندما عادت وجدته جالسا على حافة الفراش وفي يده قطعه قماش سوداء.


قطبت حاجبيها هاتفه باستفهام: ايه الي في ايدك دا؟

اقترب منها الي ان وقف امامها

اقترب منها مبتسما بمكر

خالد: هخطفك

ربط قطعة القماش حول عينيها برفق

لينا بضيق: خالد انا مش شايفة حاجة ايه الي انت بتعملوا دا

خالد بضيق: هو انا مش قولتلك بخطفك

امسك يدها يسير معها بهدوء خطوات بطيئة حذرة حتي لا تتعثر

لينا بضيق: ممكن افهم احنا رايحين فين وانت ليه رابط عنيا.


خالد ضاحكا: يا بنتي اخلصي من شخصية وكيل النيابة دي، دا انا الي اسمي ظابط ما بسألش الاسئلة دي كلها في جملة واحدة

ظل ممسكا بيدها يسير معها بحذر الي أن خرج بها الي الحديقة برفق نزع قطعة القماش من على عينيها فتحت عينيها ببطئ للتفاجئ ب...

اعتذار واجب.


أنا عارفة أن فصل النهاردة قصير جدا وكمان متأخر من غير ما تقولوا

عذرا أنا بقالي يومين تقريبا ما بنامش كنت بضغط على مخي عشان اعرف اكتب فصل النهاردة أنا اصلا ما كنتش هنزل فصل النهاردة

بس نزلت احتراما لمواعيد الرواية ولحضراتكوا عذرا مرة تانية وهيبقي فيه تعويض قريب جداااا.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والعشرون


ظل ممسكا بيدها يسير معها بحذر الي أن خرج بها الي الحديقة برفق نزع قطعة القماش من على عينيها فتحت عينيها ببطئ للتفاجئ بارجوحة كبيرة معلقة على فرع شجرة ضخم

لمعت عينيها بسعادة طفولية بريئة تركته وركضت متجهه الي ارجوحتها ليضحك عاليا على طفولتها المتأخرة تلك ذهب خلفها يدفع تلك الارجوحة برفق

لتصرخ فيه بغيظ: زوق جااامد

خالد ببراءة مصطنعة: انتي الي قولتي.


دفعها بقوة لتضحك بقوة عندما ارتفعت بها تلك الارجوحة لأعلي

بعد قليل جاء عمر ينظر للينا بغيظ طفولي: اشمعنا هي أنا كمان عايز اتمرجح

اخرجت لها طرف لسانها لتغيظه: لاء

خالد: عايز ايه يا عمر

عمر: آه بابا عايزك في مكتبه

خالد: طيب ماشي

تركهم وذهب الي مكتب والده لينظر عمر للينا هاتفا بمرح: بقولك ايه تيجي نلعب كوتشينة

لينا بحماس: اشطة

دق الباب بهدوء فسمع صوت والده يأذن له بالدخول فتح الباب ودخل

خالد بهدوء: خير يا حج.


محمود: انا لسه قافل مع عمك جاسم وصلوا لندن وبعدين طلعوا على المستشفى يعملوا تحاليل وإشاعات عشان يحددوا ميعاد العملية

هز رأسه إيجابا بهدوء: ربنا يشفيه

محمود بصدق: آمين يا رب جاسم بيقولك خلي بالك من لينا كويس

خالد: ما تقلقش، عن إذنك أنا بقي

محمود: اتفضل

خرج خالد من مكتب محمود سمع صوت ضحكاتها قادمة من غرفة المعيشة ذهب خلف الصوت وجدها جالسة على الارض هي واخيه يلعبان الورق

لينا بغيظ: انت بتغش ياض يا عمر.


خالد ضاحكا: انتوا بتعملوا ايه

عمر: بنلعب زي ما أنت شايف وطبعا أنت يا ابيه مالكش في اللعب

لينا مبتسمة: خالد ألعب معانا

هز رأسه إيجابا ليجلس جانبهم على الارض

ليفغر عمر فاهه بصدمة: هتلعب بجد دي عمرها ما حصلت

رمقه بنظرات غاضبة مشتعلة هاتفا من بين اسنانه: عندك مانع يا عمر

عمر سريعا: ها لا طبعا

جلسوا عدة ساعات يلعبون تعلوا ضحكاتهم في أرجاء المكان الي ان حان منتصف الليل.


تثأبت بنعاس: طب عن اذنكوا عشان انا هموت وانام

احتدته عينيه بغضب: اسمها عايزة انام مش هموت وانام اوعي تجيبي سيرة الموت تاني

اتسعت عينيها بدهشة لما هو غاضب هي لم تقصد شيئا هدرت سريعا: حاضر حاضر تصبحوا على خير

خالد/عمر: وانتي من اهله

صعدت الي غرفتها واغتسلت وبدلت ملابسها

تتدثر تحت غطائها الوثير سابحة في بحر النوم

خالد: طب انا طالع انام وانت يلا كمان اطلع نام مش عندك جامعة الصبح.


عمر بمرح: في ديلك هتلاقيني في ديلك

خالد مبتسما باصفرار: مش عشان قعدت هزرت تاخد عليا ماشي يا عمر

ازدرق الاخير ريقه بتوتر: حاضر يا ابيه

خالد: يلا على أوضتك.


صعد خالد الي غرفته واغتسل وبدل ملابسه اتجه ناحية الركن الاخير في خزانته ليخرج منه جيتاره نظر له بسخرية لم يعزف عليه منذ ثماني سنوات اشتراه لها هي تلك الفتاة التي باعت حبه بكل سهولة كأنه لا يعينها في شئ وهو الذي كان يفعل فقط ما تؤشر عليه تنهد بغضب مكتوم ليأخذ ذلك الجيتار بدأ في تنظيفه واعاده ضبط اوتاره ثم اخذه متجها الي فراشه يحؤك أصابعه على الاوتار بدأت الموسيقي تخرج من بين اوتار الجيتار برفق.


جلس يغني عدة مقاطع من عدة اغاني مختلفة

في غرفتها

تململت في نومتها على صوت غناء عذب ولكن الصوت مألوف جدا لها اعتدلت في جلستها ترهف السمع

( دي الوحيدة اللي في غيابها صعب جدا اكون بخير )

قطبت حاجبيها بدهشة من المعقول هو اتجهت ناحية باب غرفتها خرجت منه الي الممر أمام الغرفة تتبع مصدر الصوت لتجدخ آتي من الغرفة المجاورة لها.


اقتربت من مقبض الباب لفتحته بهدوء كانت لا تزال واقفة خارج الغرفة عندما وجدته جالس على فراشه مغمض العينين يحتضن ذلك الجيتار يبدو في حالة انسجام كبيرة

صوته عذب بطريقه جعلتها تقف رغما عنها تستمع له

بعد مدة قصيرة من الانسجام مع نغمات صوته سمعته يقول: واقفة برة ليه ادخلي

اتسعت عينيها بارتباك ها قد امسكها بالجرم المشهود

لينا بارتباك ؛ أنا ما كنتش اقصد اصل أنا سمعت حد بيغني فكنت بشوف مين و...


قاطعها بضحكة صغيرة: مالك مرتبكة ليه عادي ما حصلش حاجة تعالي خشي

لينا بارتباك: ها لا أنا هروح انام تصبح على خير

قام من على فراشه متجها اليها لتفر سريعا الي غرفتها تغلق الباب خلفها لتسمعه يضحك بمرح على خجلها.


وقف يضحك على منظر تلك البلهاء وهي تركض، تنهد بحرارة ليعود لغرفته واضعا جيتاره في مكانه استلقي على فراشه واضعا يديه خلف رأسه وابتسامة واسعة تغمرها السعادة تزين شفتيه ظل يفكر فيها الي ان نام وصورتها مطبوعة امام عينيه.


في صباح اليوم التالي

استيقظت قرابة التانية عشر ظهرا اخذت حماما وبدلت ملابسها الي ترينج رياضي وردي

اللون وعقدت شعرها ديل حصان، ونزلت الي اسفل

وجدت زينب في المطبخ فذهبت اليها

لينا مبتسمة: صباح الخير يا طنط

زينب مبتسمة بود: صباح الورد يا لولو نمتي كويس

لينا: اه هو حضرتك بتعملي ايه

زينب: بعمل قهوة لخالد

لينا: ايه دا هو خالد صحي

زينب: من بدررررري

لينا: اومال هو فين

زينب: في صالة التدريبات.


عقدت حاجبيها باستفهام: ودي فين

زينب: في الجنينة الخلفية بتاعت الفيلا

هزت رأسها إيجابا بتفهم: آها

زينب مبتسمة بخبث: عجبك عزف خالد

لينا سريعا: آه جميل جدا ايه دا هو حضرتك سمعتيه

زينب: اه سمعته تعرفي ان خالد بقاله 8 سنين ما مسكش الجيتار منها لله الي كانت السبب

سألتها بحذر: مين دي يا طنط

ابتسمت زينب بتوتر: ها لالا ابدا يا حبيبتي ما فيش انا خلصت القهوة ايه رأيك تروحي توديها لخالد على ما اعملكوا الفطار.


لينا: هو خالد لسه مافطرش

زينب بمكؤ: لا يا حبيبتي قال هيستناكي لما تصحي عشان تفطروا سوا ها يا ستي هتروحي توديله القهوة ولا اروح انا

لينا مبتسمة: لاء هروح انا.


اخذت منها كوب القهوة وذهبت بها الي الحديقة الخلفية وجدت هنالك غرفة كبيرة بها العديد من المعدات الرياضية، ووجدته يقف يرتدي قفازات الملاكمة يضرب جوال كبير، وقفت تشاهده وهو يتمرن بدهشة الي ان شعر بوجودها التفت برأسه ناحيتها فذهبت ووضعت القهوة على طاولة صغيرة

خالد مبتسما: طب ما فيش صباح الخير

لينا: صباح النور، القهوة

خالد: بنفسك

لينا: اصل طنط زينب مش فاضية بتحضر الفطار عن اذنك.


خالد بجد: استني يا لينا عايزك

التفت تنظر له بترقب

لينا: خير

خالد: بتعرفي تدافعي عن نفسك

قطبت حاجبيها باستفهام: يعني ايه

خالد: يعني لو حد ضيقك او اتعرضلك او حاولا مثلا يعني انه انتي فاهمة بقي هتعرفي تدافعي عن نفسك

ردت بتلقائية: وانت روحت فين

خالد: افرضي انا مش موجود او فرضي مثلا ان انا استغليت الفرصة ان كان في بنت زي القمر في الأوضة الي جنبي والدنيا ليل والناس نايمة مش لازم تعرفي تدافعي عن نفسك.


لينا: انت عمرك ما هتعمل كدة

خالد: ليه يعني

لينا بحدة: عشان لو فكرت تعمل كدة عمي محمود هيديك بالجزمة على دماغك

اشتعلت عينيه غاضبا: ما تنسيش انك مراتي ودا حقي

اتجه بخطوات واسعة ناحية باب الغرفة واغلقه بالمفتاح هاتفا بخبث: عارفة اصل أنا ما بحبش الدوشة فعامل باب الاوضة دي كاتم للصوت لا حد يسمعني ولا اسمع حد.


بدأ يقترب ناحيتها ببطئ صدي خطواته كان يرجف قلبها فزعا هو يقترب وهي تبتعد للخلف خوفا من نظرة الخبث في عينيه تلك الابتسامة الشيطانية المفزعة على شفتيه شهقت فجاءة عندما ارتطم جسدها بالحائط خلفها وصل امامها مباشرة يطالعها ببرود

خالد: تخيلي معايا انك اتخطفتي والي خطفك حبسك في اوضة زي دي وعمل زي ما انا عملت بالظبط قفل الباب بالمفتاح وبدأ يقرب عليكي هتعملي ايه.


تسارعت دقاتها فزعا: ممش عارفة انا اصلا ممكن يغمي عليا من الخوف

صرخ فيها بغضب: غبية لو اغمي عليكي هتبقي سهلتي عليه مهمته اوي وهيعمل كل الي هو عيزه

انتفضت جسدها فزعا من صوت صراخه الغاضب ادمعت عينيها من شدة خوفها

لينا بدموع: طب اعمل ايه اضربه بالقلم

خالد: اضربيني

اتسعت عينيها بصدمة: ها

خالد غاضبا: انتي ما سمعتيش انا قولت ايه اضربيني.


رفعت لينا يدها لتضربه ولكن في حركة سريعة امسك يدها ولفها خلف ظهرها ثم دفعها فسقطت على الارض

خالد بخبث: وبعد الحركة الغبية الي حضرتك عملتيها هيعمل نفس الي انا عملته بالظبط وانتي هتبقي زي ما انتي دلوقتي عاملة زي القطة المرعوبة هتبقي تحت رحمته زي ما انتي دلوقتي تحت رحمتي

لينا باكية بفزع: أنت هتعمل ايه.


رفع كتفيه ببراءة: ولا حاجة أنا بس بعيشك تجربة ممكن تحصل بعرفك أنك محتاجة تتعلمي ازاي تتدافعي عن نفسك بس بطريقتي

قامت من على الارض تصرخ في وجهه بغضب: أنت بني آدم مريض أنت مستحيل تكون طبيعي أنا كنت هموت من الخوف

اتجهت ناحية الباب لتدير المقبض عدة مرات بعنف فلم يفتح لتصرخ في وجهه: افتح الباب

اتجه ناحية باب الغرفة وفتحه ممسكا بيدها حاولت نزع يدها من يده ولكنه لم يكن ليسمح لذلك.


خالد بقلق: انتي ايدك متلجة ليه كدة صدقيني أنا ما كنتش هعملك حاجة المفروض تبقي واثقة فيا أكتر من كدة

رمقته بنظرات لوم وعتاب على ما فعله بها في دقائق قليلة مرت عليها كعمر كامل

دخلا الي الفيلا

زينب: ايه يا ولاد إتأخرتوا كده ليه

خالد: ابدا كنت بقنع لينا توافق انها تتدرب ازاي تدافع عن نفسها

شهقت زينب بصدمة واسرعت ناحية لينا تضمها لصدرها تحتوي ارتجافة جسدها بحنان.


زينب بضيق: حرام عليك يا خالد لينا مش حمل اسلوبك دا البت كانت هتوت من الرعب مش شايف بتترعش ازاي خلاص يا لينا يا حبيبتي اهدي خالد نيته كويسة بس هو الي طريقته شريرة شويتين دا بالنسبة لخالد هزار.


انتفضت لينا من حضن زينب غاضبة: هزار، ايه الي عملوا دا هزار

زينب بضيق: انتي هتقوليلي على عمايله ابن بطني دا هيجنني

خالد: طب اسيبكوا أنا بقي تكملوا شتيمة فيا وأطلع اخد دش على ما تحضروا الفطار

صعد الي غرفته وذهبت زينب الي المطبخ تبعتها لينا وهي تفكر كيف ترد له الصاع صاعين

حاولت ان تتذكر ما هي الأشياء التي كان يكرهها خالد عندما كان صغيرا لم تتذكر منهم شيئا قاطع شرودها.


زينب: عنايات ما تحطيش شطة على طبق خالد

اتسعت ابتسامتها الخبيثة تابعت زينب وهي تخرج من المطبخ لتضع الصحون على الطاولة فذهبت لينا الي الخادمة

لينا مبتسمة: ازيك يا دادة

عنايات: الحمد لله يا بنتي

لينا مبتسمة: صحيح هي ليه طنط قالتلك ما تحطيش شطة على طبق خالد.


عنايات: اصل يا بنتي خالد باشا بيكره الشطة أوي اوي ما بيكلش اي اكل عليه شطة وهو بيحب الفول بالكمون والليمون عشان كدة زينب هانم بتفكرني كل يوم ما احطش عليه شطة

لينا: دادة على فكرة ماما زينب بتنادي عليكي

عنايات: واضح ان الواحد كبر وسمعه بقي على قده، عن اذنك يا بنتي.


ذهبت عنايات فابتسمت لينا بخبث ذهبت ناحية التوابل واخد علبة التوابل التي كتب عليها شطة لتفرغها بأكملها على طبق الفول ثم قلبته سريعا لتخفي إثر الفلفل الحار واعادت العلبة مكانها وخرجت من المطبخ بهدوء

ذهبت الى طاولة الطعام وجلست عليها

نزل خالد وجلس على الكرسي المقابل لها

بدأ ياكل ولكن بعد ان تناول لقمة واحدة

انتفض من على الكرسي وهو يصرخ ويسعل بشدة

زينب بقلق: مالك يا خالد في ايه.


خالد صارخا بألم: ميين ااااااه، مين الي حط شطة على الاكل

امسك ابريق الماء وشربه دفعه واحدة ولكن الامر زاد سوءا بدا المه يزيد فبدا يصرخ ويتحرك بهستريا وزينب تحاول تهدئته أما لينا فظلت تتناول طعامها بهدوء وعلي شفتيها ابتسامة انتصار

خالد غاضبا: اتصرفوا، نار قايدة في بوئي

أخذ الماء وظل يشرب بنهم

لينا بهدوء: الماية هتزود حرقان بوقك اشرب لبن ساقع احسن.


علم من تلك الابتسامة الساخرة على شفتيها انها من فعلت ذلك رمقها بتوعد قبل ان يذهب مسرعا الي المطبخ فتح المبرد ليأخذ علبة حليب باردة شربها على جرعة واحدة احس بعدها بتحسن كبير

خرج من المطبخ وعينيه تشتعل غضبا خاصة عندما وجدها تاكل ببراءة كأنها لم تفعل شئ

خالد غاضبا: انتي الي عملتي كده صح

لينا ببراءة: عملت ايه

خالد غاضبا: ما تستعبطيش يا لينا انتي الي حطيتي شطة على الاكل

لينا بتهكم: استني كدة افتكر اه انا.


خالد غاضبا: وحيات امك وكمان بتهزري عملتي كدة ليه

لينا غاضبة: اتكلم كويس يا بني آدم انت ايه وحيات امك دي عايز تعرف عملت كدة ليه عشان اعرفك يا خالد باشا انك مش انت لوحدك الي بتعرف تعمل مقالب انت رعبتني وانا خليتك تتلوي من الالم

خالد غاضبا: انتي عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه

زينب سريعا: استهدي بالله يا خالد خلاص يا ولاد اهدوا مالكوا سخنتوا فجاءة كدة ليه

خالد غاضبا: انتي مش شايفة هي عملت ايه.


لينا غاضبة: والله انت للي عملت الاول وانا كنت برد عليك

خالد بغيظ: بت انتي ما تستفزنيش مش عشان بتعامل كويس تسوقي فيها انتي لسه ما شوفتيش قلبتي

لينا ساخرة: يا امي يا امي يا امي خاف يا عيد

خالد غاضبا: ايه يا بت لسانك طول فجاءة ما كنتى زي الكتكوت المبلول

زينب بحدة: كفاية انتوا الاتنين

رمقها بتوعد ليتركهم صاعدا بغضب الي غرفته دخل غرفته واخد بعض الاقراص وتمدد على سريره يشعر بالألم يغزو امعائه

في الاسفل.


زينب بعتاب: ليه كدة يا لينا هو انتي ما تعرفيش ان خالد عنده قرحة في المعدة

معدته ما بتستحملش اي اكل في شطة

اتسعت عينيها بصدمة لتشهق بفزع: يا نهار أبيض والله ما كنت اعرف والا ما كنتش عملت كدة

زينب: خلاص يا حبيبتي حصل خير.


ذهبت زينب ناحية المطبخ ووقفت لينا يقتلها احساسها بتأنيب الضمير دفعها قلبها لأن تذهب وتطمئن عليه فبالنهاية هي السبب في المه صعدت بخطئ مترردة ناحية غرفته وقفت امام غرفته كلما ارادات ان تدق الباب تخذلها يدها اخذت نفسا عميقا

واغمضت عينيها ودقت الباب سريعا

كان ممدا على الفراش واضعا احد ذراعهه على عينيه

عندما سمع دق الباب ظل كما هو لم يتحرك وإذن للطارق بالدخول

كما هو لم يتحرك وإذن للطارق بالدخول

خالد: ادخل.


دخلت بخطئ مترردة تفرك يديها بتوتر اشفقت عليه عندما وجدته يضع احدي يديه على معدته، طال صمتها ولكنه لم يتحرك

خالد: هتفضلي ساكتة كتير

لينا بدهشة: انت عرفت منين ان انا هنا

تقوس فمه بابتسامة ساخرة ولم يجب

لينا بتوتر: انا أسفة

خالد بهدوء: علي

لينا: عشان حطتلك شطة في الأكل ما كنتش اعرف ان عندك قرحة في المعدة

خالد: مش اعتذرتي امشي بقي

لينا سريعا: أنا معايا دوا هيبقى كويس اوي ليك

خالد: مش عايز منك حاجة.


لينا بضيق: ما تبقاش رخم

خالد بحدة: اطلعي برة

شهقت بصدمة: انت بتطردني طبعا ليك حق ما أنا قاعدة في بيتك

قام من على فراشه متجها ناحيتها يصيح بغضب: انتي عايزة ايه يا لينا

كادت أن ترد عندما وجدته يمسك معدته بألم اتسعت عينيها بفزع عندما رات قطرات الدماء تخرج من فمه.


الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون من هنا 


 لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات