قصة قوة الضمائر
البارت التاسع 9
بقلم طارق اللبيب
محاسن قالت ليها : ان شاء الله ياستو .. ربنا يخضر ذريتك .. ويرفعك ويعليك .. خلاص انا بمشي واكلم الراجل ده ..يجي يستلم بيتو .. وباكر دي بجي ان شاء الله .. وفاتت فرحانة ومبسوطة ومطمئنة جدا" ..
ستو مشت كلمت ملكة بتها ..
قالت ليها : حاصل حاصل .. والمراة دي بي اولادها ح يجو يقعدو معانا في البيت ده .. لغاية ماربنا يفرجها عليها وراجلها يرجع .. لانو الراجل سيد البيت قال يجدعها في الشارع .. ملكة قالت ليها والله لكن ناس ماعندهم ضمائر ولا انسانية .. يعني مالو لو صبر عليها شوية .. ؟ لكن بالجد تمام يا امي ..مافي مشكلة البيت شايلنا .. والاوضة القدامية دي كبيرة .. ممكن نقعد فيها نحن بتشيلنا كلنا .. وهي واولادها ياخدو راحتهم في الاوضة القاعدة فيها انا دي
قالت ليها : بس تاني بيتنا.. مابكون فيهو مضيفة ..
اها لمن جاء جدو وكلمتو بالحاصل ..
قال ليها : والله طبعا دي ضرورة يا امي لكن انا تاني بالجد بكون متقيد في البيت .. والمراة دي ذاتها بتكون مقيدة .. بتكون قاعدة الاربعة وعشرين ساعة لابسة توبا مني .. ومابتكون مرتاحة ولا انا مرتاح ..
قالت ليهو ' يا جدو ياولدي .. الدنيا دي اصلا" مافيها راحة.. معليش نستحمل .. عشان خاطر المراة مكسورة الجناح دي.. وعشان الاطفال ..
قال ليها : هي ماقالت راجلها ده مشى وين؟ وفهمو شنو؟
قالت ليهو : والله هي ذاتها ماعارفاهو .. لكن شكلو خلاها كلو كلو لانو شال هدومو واي حاجة بتخصو.وقالها اعفي مني ..وفات ..
قال ليها : طيب واولادو؟ .. يعني خلاهم للمراة تربيهم ليهو؟؟ ولا خلاهم للهملة .. ولا شنو الفهم؟ ..
قالت ليهو :ده كلو نحن ما علينا بيهو.. المهم هسي المراة ماممكن تقعد في الشارع .. نقعدها معانا لغاية ما تدبر وضعها.. اكان اكلناها بي موية.. تاكل معانا هي واولادها .. وان شاء الله ده لي خير لينا نحن برضو .. المهم جدو في النهاية اتقبل الموضوع ..
ومرر الموضوع .. وباكر محاسن مواعيدها تجي تسكن معاهم رسمي..
طيب بكرة من الصباح بدري.. جدو مشى الصالون.. لقى قسم بتاع الصالون مقلوب.. ووشو يلعن قفاهو.. قال ليهو مالك في شنو ياقسم ؟؟؟
قال ليهو : مافي حاجة .. بس انا استغنيت من خدماتك .. ومن الليلة ماعايزك معاي بي جاي ..
قال ليهو : لا لالا .. في شنو وريني؟ .. مامكن انت قبل يومين بتقول لي انا ماعارف من دونك كنت اعمل شنو؟
الحصل شنو خلاك تستغنى عني؟؟ قول لي .. انا غلطان عليك في حاجة ؟؟ قال ليهو ابدا ماحصل .. قال ليهو انت فقدت حاجة ومتهمني بيها؟
قال ليهو : ابدا ماحصل .. بس انا استغنيت عنك .. وعايز اجيب حلاق تاني ..
قال ليهو : خير يازول انا مابجبرك تشغلني معاك بالعافية ..
لكن ما اقنعتني بي سبب طردتك لي.. لكن يازول الله غالب
بعد ماقنع منو نهائي زي الساعة عشرة .. جدو جا راجع البيت .. لقى بتاع الكارو قاعد ينزل في العفش بتاع محاسن قدام البيت ..
نادى امو .. قال ليها : تعالي لي بي جاي .. اقول ليك الخبر ده ..
انا سيد الصالون طردني من الشغل ..
قالت ليهو : تكلي علي الله ياولدي .. مالك سويت شنو؟
قال ليها : والله ماسويت اي شي.. ومن الصباح بسأل فيهو من السبب .. قال لي بس كدا استغنيت منك ..
قالت ليهو : الله اكرم منو .. الله عالم بينا وبي حالنا ..ماتشيل اي هم ..
هو بتكلم مع امو كدا.. جات محاسن داخلة بي اولادها .. قالت ليهو : ازيك ياجدو..
قال ليها: عليكم السلام محاسن حبابك .. اتفضلي البيت بيتك .. كما شالك الراس بنأجر ليك راس زول تاني ههه.. بهظر وكدا .. قعدت تضحك..
وقالت ليهو : والله غايتو انت شقاوتك دي اصلك مابتسيبها ..
وطلع بدا يدخل في العفش من الشارع .. مع سيد الكارو ..
امو كوركت ليهو.. ياجدو عليك الله حاسب بتاع الكارو ده ..
حاسبو وفات .. جدو قال لي امو.. انا طالع يا امي بجي المساء ..
قالت ليهو : انت مافطرت صح؟
قال ليها : لالا اكلت سندوتش الصباح .. وماحاسي جيعان.. لمن اجوع بضرب ..
قالت ليهو : كويس امشي في رعاية الله .. وبراحة كدا قالت ربي يحميك ياولدي .. في وداعة الله ..
جدو مشى السوق .. واي زول بعرفو مشى ليهو..
قال ليهو : انا عايز اشتغل .. ويومو ده كلو لافي مالقى اي شغل .. ياخي لي درجة قال ليهم ..انا ما عندي مانع اشتغل عتالي ..
قالو ليهو : اشتري درداقة ودردق مع الجماعة ..
وفعلا لمن كان مع ناس بشير .. جمب استاد الهلال بي هناك .. في الشارع بتاع دكاكين الاجمالي .. سأل من الدرداقة .. وسعرها بي كم وفي اليوم بتجيب كم وكدا ..
وقرر تماما .. انو بكرة الصباح.. يجي يشتري درداقة من المغلق.. ويبدأ نقل البضائع .. على كل العصرية كدا رجع البيت .. وتلفونو كان في اخر نايم نوم شديد ..في اخر حلمة.. مشى جوة .. دخلو في الكهربا .. ولقى في مكالمات غير مستلمة .. من صديق ود السيد ..
رجع ليهو .. وسلم ..
اها صديق قال ليهو : وين انت يا يوسف؟؟ انا بتصل عليك من الصباح تلفونك ده مقفول ..
قال ليهو : والله تلفوني بطاريتو كعبة ومابتمسك كهربا نهائي ..
قال ليهو : ياخي شوف ليك بطارية .. التلفون ده من ضرورات الحياة .. انا عايز اسالك يا يوسف .. انا قبيل الصباح جيت الصالون .. مالقيتك.. وقالو خليت الشغل .. مالك ان شاء الله خير؟؟ ..
قال ليهو : والله ياعمي ماخليتو.. لكن زولك ده طردني .. وقال لي استغنيت من خدماتك ..
قال ليهو : ممكن اتكلم ليك معاهو؟؟..
قال ليهو : لالا سيبو خلاص.. مادام بي رغبتو ماعايز شغلي.. معناها مافي داعي للحناسة والترجي ..
قال ليهو : ياخي انت بس باكر الصباح لاقيني جمبو هناك.. انا بتصرف.. حتى لو هو ماقبل .. نشوف ليك دبارة غيرو ..
قال ليهو : جدا ياعمي .. باكر انا معاك هناك .. يوسف بعد قفل من صديق قعد يفكر .. قال ياخي ديل بجرو بي هواء ساي .. احسن اعتذر ليهو.. وامشي اشوف لي درداقتي باكر وانزل الشغل ..
رجع لي صديق ..
قال ليهو : والله ياعمي بكرة مابقدر .. صعبة علي ..
قال ليهو : يايوسف انت وعدتني لازم تجي .. بس عشان خاطري انا ..
ماعندي خاطر عندك؟
قال ليهو : اي والله عزيز وغالي .. خير يازول بجي ..
المهم فعلا ماكان داير يمشي .. لكن عز كلام الراجل ده .. يازول غايتو باكر الصباح ركب مشى للصالون في شارع الوادي ..
وصل سلم على قسم .. ولقى معاهو حبشي شغال معاهو ..وصديق ماجاء..
جدو قال ليهو : انا جيت لانو عم صديق قال لي نتقابل هنا . قسم قال ليهو : يازول حبابك انتظرو لامن يجي .. بعد نص ساعة صديق السيد جا ..
وسلم عليهم.. وقعد قال لي قسم .. ياقسم ياخي انت مالك مابي شغلة الزول ده ؟؟.
قال ليهو : بس ماعندي رغبة الزول ده يشتغل معاي تاني صديق قال ليهو : انت يا يوسف .. ماترح تمشي معاي تجرب حظك في الدهب وتجي .. رايك شنو؟
قال ليهو : والله يا عمي الدهب ده مشاكلو كتيرة .. وانا في البيت براي..
يعني انا الراجل الوحيد.. وامي ةحيدة وتعبانة واختي عيانة .. وماعندي طريقة ابعد من البيت ..
قال ليهو : يازول اعتبرها سفرية بتاعة شهر.. وتعال ..
على الاقل تشوف البلد .. وبعدين ماتشيل هم المشاكل.. انت زي ولدي .. انا عندي اولادي اتنين شغالين معاي هناك .أبقى انت التالت وعلى مسؤليتي لمن ترجع ..
وبسهل ليك المهمة هناك.. انا عندي كم بير .. وفتوحات كتيرة.. يعني ماح تجي ساكت.. ده وعد مني ليك ..
انا ياجدو مشيت مناطق الدهب عامل بس.. هسي ربنا فتحها علي .. اشتريت بوكلنين .. وعندي تلاتة أبيار.. جارات والعروق فيهن تجيب الخلعة .. انا مرات مابرضى في الاسبوع بي 3 كيلو دهب .. يعني بس لو ربنا فتحها عليك.. انت بتبقى غني في اقل مما تتصور .. المهم اغراهو اغراء شديد خلاص ..
جدو يازول سرح ورخى اضنيهو.. وبدأ يغير من موقفو الاول
وقال ليهو : والله ياعم صديق.. انا ماعندي مشكلة في المشي .. لكن المشكلة البيت.. هنا مابكون في زول في راسهم ناس امي ..
قال ليهو : يازول والله امك انا بعرفها.. والله تدير الحكومة .. مراة فيها عقلية وشجاعة.. في رجال مافي ..
كدي انت شاورها وشوفها بتقول ليك شنو ؟ بس عندي طلب واحد .. ماتقول ليها انا ماشي مع صديق السيد ..
قال ليهو : ليه يعني؟ السبب شنو؟ البمنع شنو اني اقول ليها؟؟ ..
قال ليهو : انت عارف امك عندها عزة نفس وكرامة شديدة؟؟
ماخداها من ابوها الله يرحمو .. يعني طوالي بتخت في راسها اني انا جيت اعطف عليكم واساعدكم .. وبتمنعك .. خصوصا" انا ماحصل جيت في حياة ابوك ..
قال ليهو : جدا" مابقول ليها ..
وفعلا جدو مشى كلم امو؟؟وجاب ليها الكلام بي طريقة ظريفة ..
قال ليها : يا امي والله ..شكلنا ربنا داير يفتح علينا..واهو جاتنا الفرصة .. قالت ليهو نحمدالله يا يمة .. كدي احكي لي
قول لي في شنو؟
قال ليها : في واحد من الناس البعرفهم.. وبثق فيهم شديد قال لي : تمشي معاي مناطق الدهب في الشمالية .. وعلى مسؤليتو ..
و قال لي : والله هناك الناس بتكسب شي خيالي .. انا بمشي اجرب حظي احسن لي من القعاد ساكت .. لو ربنا رزقني الحمد لله ..ولو ربنا مارزقني ماخسران حاجة بجي راجع .. بس هسي انا هامي عليكم انتو .. لانكم مابتبقو بلاي ..
قالت ليهو : لكن انت عارف انو مناطق الدهب فيها الجوع والعطش والضهاب؟ ..
قال ليها : عارف وسمعت كتير والزول ده قال لي انا مجرب وبمشي معاهو وارجع ممعاهو ..
قالت ليهو : يازول اقول ليك حاجة؟؟ مادام الموضوع ده رغبتك.. وانت شايف نفسك قدرو .. ماتشيل همنا نحن.. ربنا كريم علينا .. ومحاسن بتساعدني.. لو في حاجة برة البيت .. بتمشي تجيبها لي ..
قال ليها : يعني يا امي انتي موافقة بالموضوع؟ ..
قالت ليهو : مافي مشكلة .. امشي جرب حظك .. انا ايوة صح بخاف عليك اكتر من روحي ..
لكن في النهاية مافي شي بحصل ليك الا باذن الله .. وكان جاييك قدر بجيك وانت فوق سريرك .. كل شي بيد الله.. وربنا بعينك وبحفظك باذن الله ..
امشي طوالي .. عشان ماتقول جاتني فرصة.. وامي وقفت لي عارض ..
قال ليها : ربي يسلمك يا امي .. والله انتي في وادي والعارض في وادي ..
العارض كان شافك بقوم جاري ..انتي السعادة انتي البخت .. ووو بقى يكسر ليها في تلج شديد ..
لانو بصراحة .. خت كل ظنونو وامالو في السفرية دي ..وانها ح تريحو للاخر ..
وكان متفائل .. وكان خايف انو امو تدق ليهو جرس في الحتة ..
وده الشي الطبيعي للمراة الظروفها زي ستو .. وولدها وحيد .. على كل حال .. جدو كان فرحان فرح شديد.. بالمشية بتاعة الدهب دي ..طبعا" هو ما مدرك حجم المسألة شنو؟ يعني الزول يمشي مناطق الدهب .
والمعناه والتعب والارهاق .. وطبيعة المنطقة ووو .. والجوع والعطش وغلاة الحاجات هناك ..
المهم بالليل كدا اتصل على صديق السيد .. وقال ليهو انا جاهز ياعم صديق .. وامي وافقت .. قال ليهو تمام بس شيلك معاك ملابس برد .. وبطانية .. وجهز هدومك .. انا عندي عربية .. مسيحة مكنة في المنطقة .. باكر بتطلع ,, وان شاء الله كلها خمس ساعات من الخرطوم ونحن نكون في وجهتنا ..
قال ليهو : خلاص نتلاقى بكرة يعني ولا بعد بكرة؟؟
قال ليهو : للضمان بعد بكرة نتلاقى في الشهداء ام درمان .. والتلفون بيناتنا .. اتفقنا؟ ... اتفقنا.. سلام عليكم عليكم السلام ..
وبدا جدو في التجهيزات .. جدو اللهو يوسف الخير يوسف .. عمرو عشرين سنة و3 شهور .. يعني صغير نسبيا على هذه المهمة .. لكن هو وامو ختو ثقتهم في ربنا .. وجدو كان مطمئن .. لي الزول الاسمو
صديق السيد ..
اصحاب جدو الشغلوهو في الصالون جو في الصالون يسألو من جدو
قسم قال ليهم : والله الزول كان شغال معاي في امن وامان .. جاء واحد من ناس الدهب ديل .. واتلاقى معاهو هنا .. زول عمك كبير كدا اسمو صديق السيد .. ومليان قروش .. دفع لي وقال لي دايرك تطرد يوسف من شغل الصالون .. عشان داير اسوقو معاي الدهب ..
قالو ليهو : معقول ؟؟ معناها الزول ده عندو نيه ماكويسة لي يوسف ..
نحن لازم نتصل ونكلم امو بالكلام ده.....