رواية دمية في يد غجري
الفصل التاسع 9 والعاشر 10
بقلم سمسم
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
ثائر:"الفلوس اللى المفروض تبقى مهرك"
وتين:"مهرى"
ثائر:"ايوة انتى ناسية ان لازم ادفعلك مهر"
وتين:" لاء شكرا انا مش عايزة حاجة"
ثائر:" لاء يا وتين ده حقك وعلى العموم انا فتحتلك بيه حساب فى البنك باسمك وتقدرى تتصرفى فى الحساب براحتك"
وتين:" انت ليه عملت كده "
ثائر:"علشان زى ما قولتلك ده حقك يا وتين"
وتين:"بس انت كده كلفت نفسك كتير فستان وشبكة ومهر وفرح"
ثائر:"ولا يهمك المهم انك انتى هترتاحى من الناس اللى انتى عايشة معاهم دول اللى برضه مش قادر استوعب انتى كنتى مستحملاهم ازاى بعاميلهم دى"
وتين:" كنت مضطرة استحمل كنت هروح فين بعد اهلى ما راحوا مكنش فى قدامى حل غير ان اسمع واسكت مليش حق ان اعترض لازم اقول حاضر ونعم وبس"
شعر بلهجة المرارة فى صوتها فاذا لم يخونه تفكيره الآن فربما بسبب انفعالها ستبكى ولكنه لايريد ان يرى دموعها حاول الهائها حتى لا تنفعل فابتسم لها ابتسامة خفيفة ولكنه لايعلم انه بسبب تلك الابتسامة سرت رجفة فى أوصالها فلو كان متعمدا ان يفعل بها ذلك ما صارت الى ماصارت اليه
ثائر:" خلاص اهدى يا وتين اعتبرى اللى فات من حياتك ده صفحة واتقفلت فكرى بس فى مستقبلك وايامك اللى جاية"
دار فى ذهنها عدة اسئلة تطرحها على عقلها كيف ستكون أيامها القادمة؟ ربما ستكون تلك الايام اكثر جحيما من ايامها السابقة و لكن ليس بسبب انه سيسئ معاملتها او انه سيتعامل معها مثلما كان يتعامل معها اقاربها ولكن بسبب وجودها معه تحت سقف بيت واحد تراه ولا تستطيع الاقتراب منه يقذفها حنينها وشوقها اليه ولكن لن تظهر ذلك .تراه يتحدث يبتسم لتلك المرأة الاخرى او ربما تسمعه ينادى خطيبته بتلك الكلمة التى تدفع عمرها ثمنا وتسمعها منه وهى كلمة ( حبيبتى)
جلس "أسامة"و"هيام "و"عايدة "و"سمير" على إحدى الطاولات ف"هيام" تكاد تموت غيظا وقهرا مما تراه الآن امام عينيها فهى ترى "وتين" تلك الفتاة تفوز برجل مثل هذا وليس هى
هيام بهمس وغيظ:"اااااه كل ده يبقى من نصيبك يا" وتين" وانا اللى فاكرة نفسى اخدت واحد مفيش منه دايما تطلعى فايزة فى كل حاجة ليه ليه نفسى اعرف فيكى ايه زيادة عنى"
أسامة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام"ولا ايه"
هيام:"لا ابدا وهكلم نفسى ليه الا قولى فى فرحنا هتعملى الفرح فى فندق زى ده"
أسامة:"وانا اجيب تمنه منين حد قالك ان انا بشتغل حرامى"
هيام:"يعنى هو جوز "وتين" حرامى ما هو عاملها الفرح هنا"
أسامة:"هو قادر اما انا مقدرش على مصاريف فرح زى ده"
عايدة:"مالكم فى ايه انتوا هتتخانقوا ولا ايه"
أسامة:"لا هنتخانق ولا حاجة بس فهمى بنتك ان كل واحد وعلى مقدرته"
سمير:"تعالوا نباركلهم احنا مقولناش ليهم مبروك"
عايدة:"مش هبارك لحد انا ريح دماغك "
هيام:"ولا انا قايمة من مكانى رجلى بتوجعنى ودماغى مصدعة"
اقتربت" مريم "من "ثائر" و"وتين" بابتسامة جميلة فابتسمت لها "وتين" بدورها
مريم:" الف مبروك"
وتين...الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله يا مريم"
ثائر:" عقبال عندك يا حبيبة قلبى"
مريم:"تسلمولى يارب انا فرحانة اوى يا عمو النهاردة بجد"
ثائر بابتسامة:"ان شا الله دايما تكونى مبسوطة وسعيدة وفرحانة يا حبيبتى"
اقتربت" مريم" من" ثائر" وهمست فى اذنه
مريم:"عمو احنا هنقول ايه لدادة "حسنية" و"وتين" راجعة معانا بفستان فرح واحنا مقولناش ليها على حاجة
ثائر:"انا حجزت اوضة هنا "وتين" تغيير هدومها وتيجى معانا وهنقولها انها هتيجى تعيش معانا علشان تسليكى"
مريم:"وهى دادة هتقتنع بالكلام ده"
ثائر:"انتى عارفة انها مبتدخلش فى حاجة وانا هقولها ان انا طلبت من "وتين" تقعد معانا علشان تشجعك ترجعى دراستك وكليتك"
مريم:"تصدق انا نفسى يكون ده فرحك بجد والله يا عمو"
ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى يا مريم"
مريم:"اصل حبيت "وتين" وياريت تفضل معانا على طول متزعلش منى يعنى هى احسن من سيلا"
ابتسم "ثائر" على كلام "مريم" فهو يعلم انه لا يوجد توافق بين "مريم" و"سيلا"
رمزى:"بتنموا على ايه كده من غيرى"
ثائر:"ولا حاجة انت بتطلع منين نفسى اعرف"
رمزى:"من اى حتة يا حبيبى"
ثائر:"زى العفريت يعنى"
رمزى:" مش هرد عليك عقبال عندك يا مريم"
مريم:"شكرا وعقبال عندك انت كمان يا رمزى"
رمزى بهمس:"ماهو لما عمك يفرج عنى"
ثائر:"بتقول ايه يا رمزى"
رمزى:"ولا حاجة بدعى لنفسى فيها حاجة دى"
تم تشغيل اغنية رومانسية لرقصة العروسين اخذ" ثائر" "وتين"من يدها تم تشغيل الاضاءة الخافتة
موسيقى حالمة ذراعيين قويتين يطوقان خصرها النحيل أنفاس الحبيب تداعب وجهها أوه يمكنها الالتصاق به على هذا النحو إلى الابد كان قلبها يناشده ان لا يتركها ابدا
وتين فى سرها:"متسبنيش ابدا يا حبيبى"
وكأنه استجاب الى نداء قلبها فظل يضغط بذراعيه حولها ولا يعلم لماذا اصبح عقله يلح عليه بأن يحتفظ بها بين أحضانه ولا يتركها تبتعد عنه ظل يمطرها بتلك الابتسامات الجذابة بدون وعى منه هو الآخر حتى شعرت ان قدميها غير قادرة على حملها ما الذى فعلته بنفسها؟ لماذا وافقت على الزواج منه ؟فهى بذلك كمن سيعيش فى جحيم من الغيرة واللوعة والاشتياق
افاقت من حالة العشق المسيطرة عليها عندما انتهت الاغنية واضاءت الأنوار كانت كالطائر الذى يحلق فى سماء عالية ثم انكسر جناحيه وعاد الى الارض يطوى تلك الاجنحة المنكسرة بفؤاد يقطر حزناً والماً
اوشكت حفلة الزفاف على الانتهاء اقترب سمير وعائلته من" وتين"
سمير:"مبروك يا عروسة"
وتين:"الله يبارك فيك يا سمير عقبال عندك"
عايدة بحقد:"ياريت بس مش يومين كده وترجعيلنا تانى يا وتين"
ثائر باستفزاز:"مين قال لحضرتك كده هى لو "وتين" دخلت بيتى هتخرج تانى منه ده هيحصل فى حالة واحدة بس على جثتى"
وتين بخوف:"بعد الشر عليك"
ثائر:"تسلميلى يا وتين"
اقترب" أسامة" من "ثائر" يبتسم بسخرية ثم همس له بعدة بكلمات
أسامة:'متتغرش فيها اوى كده انت لسه متعرفهاش انت مش اول واحد هى تعرفه يعنى"
سمع "ثائر" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد بأن يتحدث عنها بكلمة لا تعجبه
همس "ثائر" فى أذن اسامة بذلك الفحيح الذى يحمل فى طياته تهديدا تصريحا
ثائر:"مش عايز اسمع منك كلمة عنها متعجبنيش انت فاهم والا همسح بكرامتك بلاط القاعة دى وهخليك فرجة للناس ماشى هى دلوقتى مراتى فاهم يعنى ايه مراتى واى كلمة تمسها ولا تمس كرامتها او شرفها تبقى تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم ويلا بقى علشان انا مش فاضيلك عايز اروح لمراتى"
قال ذلك وابتعد عنه جعله واقفاً يتحسر فى نفسه على ضياعها من يده ولكن حاول اقناع نفسه ان زوجها رجل مخدوع وهى فتاة لعوب
انتهى الزفاف صعدت "وتين"مع "مريم "الى الغرفة التى حجزها "ثائر" من أجلها لتقوم بتغيير ملابسها قبل الذهاب معهم الى الشقة
قامت بخلع فستانها وتذكرت ان ليس لديها ما ترتديه
وتين:"مريم انا مش معايا حاجة البسها "
مريم بابتسامة:"فى عندك فستان علشان تلبسيه هتلاقيه عندك على الكرسى جمب السرير"
نظرت "وتين" حولها وجدت الفستان كان بلون فيروزى جميل ومعه الحجاب الخاص به قامت بارتداءه ثم خرجت
مريم:"جميل اوى الفستان عليكى يا وتين"
وتين:"بجد يا مريم"
مريم:"ايوة طبعا وعلى فكرة عمو هو اللى اختارهولك"
وتين باستغراب:"عمك هو اللى اختاره"
مريم:"ايوة عمو ذوقه جميل جدا"
وتين بتساؤل:"ليه هو اللى بيختار لخطيبته فساتينها"
مريم:"سيلا مش محتاجة حد يختارلهاحاجة"
وتين:"ليه بتقولى كده"
مريم:"علشان "سيلا "شخصيتها قويه جدا فمبتحبش حد يدخل فى اختيارتها"
وتين:"بس ده مش اى حد ده خطيبها وهيبقى جوزها"
عند نطقها هذا الكلام شعرت بغصة فى حلقها وكأنها على وشك البكاء فتمالكت نفسها يجب ان لا يعرف احد بأنها تحبه وأصبحت تغار من فكرة انه له خطيبة أخرى
مريم:"انا الصراحة بتخيل لو عمو اتجوز "سيلا" هتبقى حياتهم عاملة ازاى مش متخيلاهم مع بعض خالص"
وتين:"ازاى يعنى يا "مريم" وليه بتقولى كده"
مريم:"عمو "ثائر "شخصيته قوية جدا بحكم العرق الغجرى اللى فيه و"سيلا" برضه شخصيتها قوية فالاتنين مع بعض لو حصل بينهم مشكلة مش بعيد يموتوا بعض"
وتين باستغراب:" هو عمك فيه عرق غجرى"
مريم:'ايوة علشان كده ساعة الجد بيبقى عصبى موووووت يتخاف منه بيبقى رهيب"
وتين بهزار:"كويس انك قولتيلى علشان معصبهوش احسن يضربنى ولا حاجة"
مريم:" ههههههه متخافيش هو مبيضربش ستات ولا بنات"
وتين:"طمنتينى يا مريم"
مريم:"يلا علشان ننزل و منتاخرش عليهم وكمان دادة زمانها مستغربة احنا اتأخرنا ليه برا كل ده"
وتين:"هى متعرفش ان انا وعمك اتجوزنا"
مريم:"لاء متعرفش واحنا هنقولها انك هتعيشى معانا علشان انا اتعلقت بيكى فعمو طلب منك انك تيجى تعيشى معانا علشانى"
وتين:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا مريم"
مريم:"وانا والله يا "وتين" ومصدقت ان لقيت حد احبه وارتاحله كده بعد ما كانت حالتى النفسية وحشة"
وتين:"وانا كمان مصدقت ان سيبت البيت اللى كنت عايشة فيه"
مريم:"بجد انا مش عارفة انتى كنتى عايشة مع الناس دى ازاى دول مفيش ذوق ولا احترام وبيحدفوا دبش"
وتين:"انا عشت معاهم ايام صعبة غير الضرب والاهانة"
مريم:" متخافيش دلوقتى اللى هيقرب منك عمو هيشرحه ويعمله كباب حلة ههههه"
ابتسمت وتين على كلامها فالان اصبح هو حقا فارسها و حارسها وحاميها
خرجوا من الغرفة كان "ثائر "و"رمزى" بانتظارهم خارج الفندق رأها تخرج مع ابنة أخيه ترتدى ذلك الفستان الذى اختاره لها فكانت كتحفة حية جميلة بعد ان كانت فاقدة الحياة ولكن لماذا يشعر بتراقص دقات قلبه مع صوت خطواتها القادمة بتجاهه فمنذ متى وهو يشعر بتلك الاحاسيس والمشاعر فهو فى حياته بأسرها لم تخترق انثى تلك الحصون والدفاعات القوية التى تغلف قلبه فلابد انه واهم او هناك شئ بها يجعله يشعر هكذا ربما بسبب تلك البراءة التى تنضح بها عيناها فيالها من عينان فهوكأنه اول مرة يلاحظ رماديتها الجميلة اقتربت منه بابتسامة
ثائر:"اتأخرتوا ليه كده"
مريم:"كنا بنرغى شوية ياعمو"
رمزى:"يعنى ترغوا وتسيبونا واقفين كده لما رجلينا وجعتنا"
مريم:"سورى معلش يا رمزى"
رمزى:"يا نهار ابيض انتى بتقوليلى سورى يا "رمزى" هو انا اسمى حلو كده"
ثائر:" هااااا انت يا عم المتخلف صحصح معايا كده"
رمزى:"ثائر هو انت ايه اللى جابك هنا"
ضحكوا جميعا على كلام "رمزى" فهو عندما يرى "مريم" او يسمعها تتحدث ينسى ما حوله
ثائر:'يلا ياض خلينا نمشى"
رمزى:"يلا يا عريس"
ركب" ثائر "سيارته ومعه "مريم" و"وتين" وتبعه" رمزى" بسيارته وصلوا الى الشقة دخلوا جميعا استغربت "حسنية" من وجود "وتين" معهم
حسنية:"مريم هى "وتين" بتعمل معاكم ايه هنا"
مريم:"وتين هتعيش معانا يا دادة"
حسنية:"هتعيش معاكم ازاى يعنى"
مريم:"لما عمو لقانى اتعلقت بيها طلب منها تيجى تعيش معانا وهى ملهاش حد فوافقت"
حسنية:"هى باين عليها طيبة وغلبانة"
مريم:"علشان كده حبيتها وكمان طلعت فى نفس كليتى وهتروح معايا الكلية وانتى عارفة مليش أصحاب فهى هتبقى صاحبتى"
حسنية بابتسامة:'ماشى يا حبيبتى اهم حاجة انك تبقى كويسة"
مريم:"ان شاء الله طالما وتين معايا هبقى كويسة"
"وتين" تعالى معايا اوضتى علشان ترتاحى"
وتين:"ماشى عن اذنكم وتصبحوا على خير"
ثائر:"وانتى من أهله"
دخلت غرفة" مريم" لتنال قسط من الراحة فاليوم بالرغم من أنه كان مجرد تمثيلية الا انها كانت سعيدة جدا
رمزى:"احنا هنرجع القاهرة امتى"
ثائر:"كمان يومين عايزك تحول ورق الكلية بتاعة" وتين" علشان تروح الكلية مع مريم"
رمزى:"ماشى يا عم بس تصدق النهاردة كان شكلك حلو وانت عامل عريس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"انفع يعنى عريس"
رمزى:"اعتبرها بروفة على فرحك بس تصدق هناك فرق بين" وتين" وسيلا"
ثائر:"ايه الفرق يعنى كلهم بنات حوا"
رمزى:"بس مش نفس الشخصية ولا نفس التعامل ولا نفس الاسلوب ولا فى اى تشابه بنهم هم الاتنين غير زى انت ما بتقول بنات حوا"
ثائر:'ازاى يعنى مش فاهم قصدك ايه"
رمزى:"انت بقى اللى هتقولى ازاى"
ثائر...مش فاهم قصدك ايه ومالك بتتكلم بالالغاز ليه كده النهاردة"
رمزى:"قصدى انك انت لما تعرف "وتين" كويس هتعرف الفرق بينهم
ثائر:" انت شكلك عايز تنام علشان ابتديت تخرف قوم نام"
رمزى:" اخرف! ماشى يا سيدى بس قولى يا ثائر انت عملت العقد ده ليه بينك وبين وتين"
ثائر:" علشان متقدرش تسيب البيت قبل ما مريم تتخرج من الكلية"
رمزى:" انت مش شايف انك كده انانى وعايز مصلحتك وبس وانا مش متعود عليك كده"
ثائر:" ايه الانانية فى كده اولا انا حبيت اساعدها واساعد بنت اخويا"
رمزى:" بس مش بعقد تقيد بيه حرية بنى ادمة بس انا برضه حاسس ان مش هو ده السبب الوحيد"
ثائر:" قوم نام ياض انت وجعت دماغى يلا تصبح على خير"
رمزى:" وانت من اهله ومسيرك يا "ثائر"هتقرلى بكل حاجة"
ثائر:" قوم نام يا رمزى بلاش كلام فاضى"
دخل "رمزى" الغرفة الخاصة بالضيوف وذهب" ثائر" الى غرفته ظل يفكر على ماذا يلمح رمزى؟ وماذا يقصد بكلامه؟
***
استيقظت "وتين" عند الفجر فهذه عادتها ولكنها تذكرت انها تركت هذا المنزل وهى الان فى شقة خاصة بزوجها قامت توضأت ف"مريم" كانت اعطتها ملابس لترتديها اثناء نومها ووجدت ايضا اسدال خاصة بالصلاة ارتدته وادت فرضها وخرجت الى خارج الغرفة كان الجميع نائمون كانت تشعر بجوع شديد فهى لم تأكل شئ ليلة البارحة ففكرت ان تذهب الى المطبخ لتجد شئ لتأكله اثناء وجودها فى المطبخ كان "ثائر" مستيقظا للتو من نومه ولكن اثار النوم مازالت عالقة بجفونه ذهب هو ايضا الى المطبخ لجلب بعض الماء ثم يعود ليؤدى صلاته وجد فتاة ظنها ابنة اخية وخاصة انها ترتدى اسدال الصلاة الخاص بها لم تشعر" وتين" بوقع اقدامه لانه كان حافيا واغطية الارضية تكتم صوت خطواته اقترب "ثائر" منها طبع قبلة على وجنتها
ثائر:"صباح الخير يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتصلى"
اتسعت عيون "وتين "على آخرها هل قبلها على وجنتها الآن كيف حدث ذلك التفتت له لم يصدق نفسه فهو كان يظنها "مريم"
ثائر بصدمة:"ووتين هو انتى ازاى قصدى بتعملى ايه"
وتين بتلعثم:"انا انا"
ثائر:"انا افتكرتك "مريم" وخصوصا بالاسدال ده"
وتين بخجل:"اصل كنت بصلى وحسيت ان انا جعانة فجيت المطبخ"
ثائر باحراج:"سورى على اللى حصل عن اذنك"
قال ذلك وخرج من المطبخ متجه إلى غرفته فهو لايصدق ما فعل للتو ؟ هل قبل فتاة غريبة .غريبة! ولكنها زوجته فما حدث لم يكن جريمة
ثائر باستغراب:" ايه ده ايه اللى انا بفكر فيه ده"
وضعت يدها تتحسس مكان قبلته على وجنتها فياله من إحساس غريب ان تشعر هكذا من مجرد قبلة اهداها لها عن طريق الخطأ عادت الى الغرفة ثانية وهى لا تصدق ماحدث الآن فهو قبلها على وجنتها فكل هذا من مجرد قبلة بريئة فماذا سيحدث لها اذا قبلها قبلة عاشق ؟ فربما ستصاب" وتين" بنوبة قلبية حادة
وتين:"لاء كده كتير اوى ومش هينفع كده انا ايه اللى عملته فى نفسى ده ياريتنى ما وافقت اتجوزه دا انا كده هبقى زى اللى عايشة فى جهنم"
مريم بنعاس:"انتى بتكلمى نفسك يا وتين"
وتين:"ها انتى سمعتى حاجة يا مريم"
مريم:"سامعة صوت بس مش فاهمة انتى بتقولى ايه"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة يا مريم"
مريم:"مش هتيجى تكملى نومك"
وتين:" لاءجاية اهو"
تمددت "وتين "بجانب "مريم "وهى تحاول اغلاق عيناها بالقوة حتى تكف عن التفكير فيما حدث منذ قليل
***
استيقظت "هيام "من نومها ذهبت الى غرفة وتين فتحت الباب هتفت بصوتها العالى كعادتها
هيام:"هو انتى لسه نايمة كل ده يا برنسيسة"
عايدة:"سلامة عقلك "وتين" مين اللى بتنادى عليها "وتين" خلاص مشيت من هنا"
هيام:"اه صحيح انا نسيت انها اتجوزت "
عايدة:"طب يلا اتحركى وحضرى الفطار لنا يلا"
هيام باستنكار:"نعم انا اللى احضر الفطار "
عايدة:"اه انتى امال انا يلا اتلحلحى بقى زمان اخوكى قايم وعايز يروح شغله"
ذهبت "هيام 'الى المطبخ وهى تضرب الأرض بقدميها فهى لم تتخيل ان تذهب الى المطبخ وتقوم بعمل الاكل وجلى الاوانى وكل الاعباء التى كانت تفعلها "وتين" فهى لا تفقه شئ بخصوص هذه الأمور
اجتمعوا على السفرة نظر "سمير "باستغراب لذلك الطعام الذى وضع على السفرة
سمير:" استغفر الله العظيم ايه القرف ده فين الفطار"
هيام:"ليه مش عاجبك الاكل يا سمير"
سمير:"وانتى بتسمى ده اكل يا "هيام" دا الفراخ تقرف تاكله مش البنى ادمين بس"
عايدة:'الله ايه ده بجد يا "هيام" انتى للدرجة دى ابيض يا ورد فى المطبخ"
سمير:"طب انتى تتجوزى كده ازاى"
هيام:"هو يجبلى خدامة تخدمنى طبعا"
سمير:"لا ياشيخة هو "اسامة" هيعمل كده"
عايدة:"يلا علشان تشمتى حماتك فيكى"
هيام:'ياسلام ما "وتين" زمان عندها اللى هيخدموها اشمعنا انا يعنى"
عايدة:"طب هى وجوزها قادر على انه يجبلها اللى هيخدموها"
هيام بغل:"اه بنت المحظوظة"
سمير:"انتى لازم تتعلمى ازاى تطبخى وتعملى اكل مضحكيش الناس عليكى"
عايدة:"اخوكى عنده حق وانا هعلمك كل حاجة عن الطبيخ وشغل البيت"
شعرت' هيام" ان ايام دلالها قد ولت وحان ايام شقاءها حسب وجهة نظرها
هيام بهمس :"يعنى اللى كلته وز وز هيطلع عليا بط بط"
***
عندما تكون بحضرته تشعر بأنها تريد الفرار فهو لا يبدو عليه انه متأثرا بما حدث بخلافها هى التى لم تكف عن التفكير فيه
رمزى:"عايزين نخرج نتفسح فسحة حلوة كده قبل ما نرجع القاهرة"
مريم بحماس:" اه ياريت والله يا رمزى"
ثائر:"خلاص ماشى مفيش مشكلة شوفوا عايزين تروحوا فين ونروح"
وتين:"بس ممكن اروح اجيب حاجاتى من البيت"
ثائر..ماشى وانا هاجى معاكى يلا بينا يا مريم ولما نرجع نبقى نخرج يارمزى"
مريم:"حاضر يا عمو"
رمزى:"ماشى وانا هستناكم هنا على ما ترجعوا"
ذهب "ثائر "و"وتين" و"مريم" لجلب اغراض" وتين" انتظرها "ثائر" و"مريم" فى السيارة قامت برن جرس الباب فتحت" هيام" الباب باستغراب
هيام:'انتى ! جاية ليه هنا تانى معقول لحد زهق منك بسرعة كده دا انتى لسه متجوزة اول امبارح"
وتين:"انا جاية اخد حاجاتى اللى هنا يا هيام وهمشى على طول"
عايدة:"وماله احسن برضه احنا مش عايزين حاجة من ريحتك"
لم ترد "وتين"على كلامها ذهبت الى الغرفة قامت بلم اغراضها استغرقت وقت طويل استبد القلق ب"ثائر" فربما فعلوا بها شئ
ثائر:"مريم انا هشوف وتين اتأخرت ليه ماشى"
مريم:"ماشى وانا هستناكم هنا فى العربية"
فى هذا الوقت كانت "وتين' على وشك الانتهاء عندما دخلت" هيام" فهى تريد ان تضايقها بأى طريقة كانت
هيام:'مقولتليش بقى جوزك الحلو ده حلو برضه معاكى ولا ايه"
وتين:"انتى قصدك ايه بتلميحاتك الغريبة دى"
هيام:'اصله باين عليه عايز واحدة بمواصفات خاصة علشان تبقى مراته وتناسبه"
وتين بانفعال:"انتى قليلة الادب وسافلة"
هيام بغيظ :"انا قليلة الادب وسافلة يا بتاعة انتى"
اقتربت "هيام" منها وجذبتها من حجابها بكل حقد وغل شعرت "وتين" بالالم لانها جذبت شعرها ايضا مع الحجاب حاولت وتين تخليص نفسها من بين يديها الا انها ابت ان تتركها فهى تقبض على حجابها بقوة
فى ذلك الوقت كان "ثائر" على الباب بعد ان قامت" عايدة" بفتح الباب له سمع صوت زوجته المتألم دخل بدون ان يستأذن الى حيث مصدر الصوت وجد تلك الفتاة تحاول ضرب زوجته
ثائر بغضب:'انتى بتعملى فيها ايه"
نزلت دموعها بقوة من شدة الألم الذى تشعر به عندما رأته ارتمت فى أحضانه غير واعية لما فعلت قام بامساكها من كتفيها صارخا بوجهها بانفعال
ثائر:"انتى ازاى تسيبيها تعمل فيكى كده ها انطقى"
وتين بدموع:'هى دايما كده"
ثائر ببرود:"خدى حقك منها"
وتين :" انت بتقول ايه"
ثائر:'بقولك خدى حقك منها يا وتين اضربيها زى ما ضربتك"
وتين بدموع:"مش هقدر اعمل كده انا متعودتش اعمل كده"
ثائر بغضب شديد:"بقولك خدى حقك منها اسمعى الكلام يا وتين"
وتين بانهيار:"بقولك مش هقدر مش هقدر"
عايدة:" فى ايه يا استاذ انت انت داخل تتهجم علينا فى بيتنا ولا ايه"
ثائر:" صدقينى لولا ان انا مش بمد ايدى على واحدة كان زمانك دلوقتى الدكاترة محتارين يجبسوا ايه او يخيطوا ايه فى بنتك"
هيام باستفزاز:" لاء خوفتنى يا ..ثائر"
ثائر بقرف:" اول مرة اكره اسمع اسمى من حد"
وتين:" يلا بينا نمشى من هنا لأن انا مش هقدر اردلها اللى عملته فيا"
ثائر:"مش هتقدرى ماشى يا "وتين" هاتى حاجتك ويلا بينا وحسابى معاكى بعدين يا" وتين" انا هخليكى تبطلى الجبن والضعف اللى فيكى ده"
لم تفهم مقصده من هذا الكلام ولكنها تعلم انه فى حالات غضبه يصبح اسم على مسمى ثائرا غير مهتم بأى شئ
نزلوا الى السيارة ذهبوا الى الشقة سحبها من يدها دخل الى الشرفة نظر اليها بغضب مكبوت
ثائر:"انتى ليه مسمعتيش كلامى يا وتين"
وتين:"اسمع كلامك فى ايه فى ان انا اضربها"
ثائر:' هى مش ضربتك يبقى لازم تنضرب هى كمان"
وتين:"انا متعلمتش ارد الاساءة بالاساءة"
ثائر:" عارفة ليه علشان انتى جبانة ومعندكيش شخصية"
وتين بانفعال:'ايه اللى انت بتقوله ليا ده"
ثائر:"بقولك حقيقتك اللى انتى مش عايزة تعترفى بيها"
وتين:" بس كفاية بقى اسكت"
ثائر:"اسكت! الظاهر فى حاجات لازم تتعلميها يا" وتين" وانا اللى هعلمهالك ومن هنا وجاى لازم تسمعى كلامى من غير نقاش"
وتين:'وانا مش لعبة فى ايدك"
ثائر باستفزاز:"لاء هتبقى انتى لعبتى يا وتين لعبتى اللى هحركها بايدى واللى مصيرها هيبقى فى ايدى برضه"
اسمعها مايريد تركها وخرج فكرت ماذا يريد ان يفعل بها ولماذا يفعل ذلك ؟ وماذا يقصد بأنها ستصبح لعبته ؟
قضوا وقتا لطيفا فى تلك النزهة التى اقترحها "رمزى" ففكرت كم يكون وسيما وجذابا عندما يكون هادئا ولكن لشدة دهشتها انها وجدته أكثر جاذبية عندما يكون غاضبا وثائراً هل بسبب ضعف شخصيتها تجد تعويض فى شخصيته القوية التى تبدو مسيطرة على كل شيء فهو عندما يغضب لاتريد سوى شئ واحد ان تقترب منه كالفراشة التى تتلذذ بحرق اجنحتها باللهب
استعدوا جميعا للعودة الى القاهرة فهى كمن تخطو خطواتها نحو المجهول الجميل ذلك المجهول الذى لا تعرف فيه سوى تلك الفتاة الجالسة بجوارها و ذلك الرجل الذى اصبح يسمى زوجها والذى لا يجب ان يعرف احد انها زوجته غفت فى الطريق اخذتها أحلامها اليه تخيلت نفسها حبيبته ومالكة قلبه فكم شعرت بالسعادة من ذلك الحلم الذى ينسجه خيالها لدرجة انها ارتسمت ابتسامة صافية على شفتيها كان يراقبها من المرآة متعجباً على ماذا تبتسم تلك الفتاة وهى نائمة؟
وصلوا الى المنزل اوقف السيارة كانت" مريم "قد غفت هى ايضا فنادى علي "وتين" يريدها ان تستيقظ من تلك الغيبوبة الملائكية فنادى بصوت منخفض حتى لا يفزعها من نومها
ثائر بصوت منخفض:"وتين وتين فوقى احنا وصلنا البيت"
ولكنها كانت ما تزال تحت تأثير ذلك الحلم فهى تسمع صوته كأنها يناديها فى حلمها
ثائر:"وتين يلا اصحى بقى وصلنا"
وتين بنوم:"حبيبى انت جيت"
ثائر بابتسامة:ايوة جيت يلا بينا بقى"
وتين:"انت مش هتسيبنى مش كده هتفضل معايا صح"
ثائر:"لاء مش هسيبك انزلى بقى يلا بينا تعبتينى يا وتين"
فاقت وتين من نومها اعتدلت بفزع فماذا قالت؟او ماذا فعلت وهى نائمة؟ نظرت اليه بعيون متسعة
وتين:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"
ثائر:"ولا حاجة الظاهر كنتى بتحلمى يلا بينا"
ثائر:"مريم مريم اصحى"
مريم:"احنا وصلنا خلاص"
ثائر:"ايوة يلا انزلى انتى كمان"
نزلوا من السيارة نظرت "وتين"الى المنزل فكان عبارة عن تحفة معمارية رائعة جدا لم ترى مثيل له من قبل فهو يشبه القصور الإسبانية
وتين:"مريم هو البيت ليه شبه البيوت الاسبانية كده"
مريم:"علشان صاحبة البيت كانت اسبانية"
وتين:"صاحبة البيت! هو مش ده بيتكم"
مريم:'ايوة بيتنا بس جدة بابا وعمو ثائر كانت اسبانية غجرية"
وتين:"بجد"
مريم:"ايوة هبقى احكيلك كل حاجة بعدين"
ظلت تنظر "وتين" حولها بانبهار من هذا المكان البديع فهو يشبه القصور الخيالية التى كانت تقرأ عنها فى القصص ولم تتخيل ان تعيش فى احدى تلك القصور
وصل "رمزى" هو الاخر كان يصطحب معه "حسنية" فى سيارته
رمزى بابتسامة:"حمد الله على السلامة"
حسنية:"الله يسلمك يا ابنى"
ثائر:"ما تيجى تتغدا معانا"
رمزى:"لاء انا هروح بقى"
ثائر:"على اساس ان بيتك فى اخر الدنيا ما جمبنا اهو انت بتتلكك"
رمزى:"لاء ياعم بس بجد عايز ارتاح من الطريق وهبقى اجى بالليل"
ثائر:"ماشى سلام"
رمزى:" الله يسلمك"
ذهب "رمزى" دخل "ثائر "المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
***تبع🌺
البارت العاشر
ذهب "رمزى" دخل "ثائر" المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
سيلا:"رجعت امبارح وكنت فاكرة انك رجعت فجيت أشوفك"
عرفت "وتين" من تكون تلك المرأة فهى خطيبته ولكنها لم تتخيل ان تكون جميلة الى هذا الحد فأى منافسة معها فهى الخاسرة لا محالة فمن يرتبط بها لا ينظر لأخرى نظرا لما تتمتع به من جمال وجاذبية قادرة على سلب عقول الرجال
ثائر:"حمد الله على السلامة يا سيلا"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى مين دى يا ثائر"
ثائر:"دى واحدة قريبتنا هتعيش معانا هنا على ما تخلص دراسة"
سيلا باستغراب:"تعيش معاكم ازاى يعنى مش فاهمة"
مريم:"هتعيش معانا لحد ما تنهى دراستها لان ملهاش حد غيرنا فى القاهرة فهمتى يا سيلا"
سيلا:" آه اهلا يا "مريم "وانتى اسمك ايه بقى يا شاطرة"
وتين:"اسمى وتين"
سيلا من غير نفس:"اه انعم وأكرم نورتى البيت يا وتين"
وتين:"شكرا على ذوقك حضرتك"
سيلا:"ثائر انا عايزة اتكلم معاك شوية فى موضوع مهم"
ثائر:"وانا تعبان دلوقتى وعايز ارتاح يا سيلا ممكن نأجل الكلام لبعدين لان انا مفييش دماغ اسمع كلام من حد"
سيلا:"ماشى هعدى عليك بالليل تكون ارتحتلك شوية علشان انت واحشنى اوى"
ثائر:"تمام ماشى ياسيلا"
سيلا:" باى يا حبيبى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
ذهبت "سيلا" تخيلت "وتين" كيف ستكون حالتها عندما تراه مع تلك المرأة فهى لن تتحمل ذلك ابدا فكل كلمة تنطقها له هذه المرأة كنصل حاد يصيب قلبها .ذلك القلب الذى اصبح الآن مصيره العذاب
ثائر:"مريم وصلى" وتين" اوضتها انا هطلع ارتاح شوية"
مريم:"حاضر يا عمو تعالى معايا يا وتين"
ذهبت "وتين" مع "مريم" ولكنها شعرت بأنه اخذ قلبها معه مبتعدا عنها ادخلتها غرفة لم تحلم "وتين" يوما ان تسكن غرفة مثلها
وتين باعجاب :"الله هى دى اوضتى انا يا مريم"
مريم بابتسامة:"ايوة دى اوضتك يا وتين عجبتك"
وتين:" جميلة جدا طب اوضتك انتى فين"
مريم:"اوضتى انا تحت"
وتين:"تحت فين"
مريم:"فى الدور الارضى قاعدة فى الاوضة اللى كانت بتاعة بابا الله يرحمه لما كان عايش فى البيت هنا"
وتين:"هو انتوا مكنتوش عايشين هنا انتى وباباكى ومامتك"
مريم:'لاء بابا كان ليه بيت مستقل بس لما اتوفى انا جيت عشت هنا فحبيت اقعد فى اوضة بابا انا هنزل بقى علشان اكمل نومى عيشى انتى بقى ماشى"
وتين:" هههه ماشى انا هنام انا كمان وأكمل الحلم"
مريم:"حلم ايه ده"
وتين:"ها ولا حاجة"
مريم:"طب عن اذنك ولو عوزتى حاجة انزليلى تحت"
وتين:"ماشى شكراً يا مريم"
مريم:" الشكر لله يا حبيبتى عن اذنك"
وتين:" اتفضلى"
خرجت "مريم" من الغرفة قاصدة غرفتها فتحت" وتين" شنطتها نظرت إلى ملابسها فهى لا تتناسب مع ذلك الوسط الذى تعيش فيه الآن ولكنها قامت باختيار افضلها حتى ترتديه بعد ان تقوم من نومها ذهبت الى السرير غفت بسرعة كبيرة كأنها تريد الذهاب سريعا الى عالم الأحلام الذى يجمعها مع حبيبها...الغجرى
قام "ثائر" بعمل عدة اتصالات للاطمئنان على العمل ولطلب بعض الاشياء التى يريدها رمى هاتفه على السرير ذهب الى الحمام وعندما يتذكر كلام تلك الفتاة وهى نائمة يزيد فضوله فمن كانت تناديه فى أحلامها من كانت تدعوه بحبيبها تساقطت المياة بقوة على رأسه كأنها تريد ان تجعله يكف عن التفكير فيما سمعه ثم ما الذى يهمه اذا كانت تحب أحدا فزواجهم زواج مصلحة لا أكثر وهو متفق معها انها اذا احبت شخص سينفصل عنها فورا
خرج من الحمام يجفف رأسه من الماء بقوة لعله يهدأ قليلا
ثائر:"وبعدين بقى انا هفضل اقرف نفسى وافكر كتير ثم هى حرة ثم هى عارفة شروط جوازنا واكيد هتلتزم بيها"
ارتمى على السرير ليرتاح قليلا اغمض عينيه ولكن ظلت تلك العينان الرماديتان تطارده حتى فى أحلامه
بعد بضع ساعات استيقظت "وتين" على صوت طرقات على الباب قامت بفتح الباب وجدت" حسنية" ومعها بعض العاملات فى المنزل يحملن اغراضا كثيرة
حسنية:"لبسك وصل يا انسة وتين"
وتين باستغراب:"لبسى! انا لبسى معايا"
حسنية:"دى حاجات طلبهالك "ثائر "بيه دخلوا الحاجات يا بنات حطوها جوا يلا بسرعة"
قامت الفتيات بوضع الحقائب فى الغرفة امتلئت الغرفة بمختلف الحقائب ومازالت وتين غير مستوعبة لكل ما يحدث
وتين:"ممكن تكونوا غلطانين والحاجات دى بتاعة "مريم"
حسنية بابتسامة:"لاء يا حبيبتى دى بتاعتك انتى جيالك انتى مخصوص"
وتين:'معقولة كل ده الحاجات دى ليا انا"
حسنية:"ايوة "ثائر" بيه عايزك تاخدى حريتك فى البيت علشان "مريم" تتحسن وانا يا بنتى مش عارفة اقولك ايه ياريت فعلا تقدرى تخرجى مريم من اللى هى فيه بتصعب عليا لما كنت بشوف حالتها النفسية بتسوء يوم عن يوم"
وتين:"هم اهلها ماتوا ازاى"
حسنية:"باباها كان ظابط فى حد حطله قنبلة فى العربية بتاعته فانفجرت بيه هو ومراته قدام بيته كان خارج ويدوب لسه بيركب هو ومراته انفجرت و"مريم "شافت كل ده قدامها ومن ساعتها وهى بقت كده"
وتين:"والحادثة دى بقالها كتير"
حسنية:"حوالى اكتر من سنتين كانت "مريم" لسه فى سنة تانية فى الكلية"
وتين بأسف:"ربنا يرحمهم هو انا ممكن اقولك يا دادة زى مريم ولا تزعلى"
حسنية:"لا يا حبيبتى وازعل ليه دا انا حبيبتك والله وخصوصا انا ربنا مكتبليش ان يبقى عندى اولاد علشان كده اتعلقت ب"مريم" وكده هيبقى عندى بنتين بدل واحدة"
وتين:'تسلميلى يارب"
حسنية:"اسيبك بقى تتفرجى براحتك على الحاجة "
خرجت" حسنية" اغلقت الباب خلفها قامت" وتين" بفتح الحقائب كانت عبارة عن احذية وحقائب يد وملابس لمختلف المناسبات وملابس بيتية ايضا فهى لم تحلم يوما ان تقتنى مثل هذه الاشياء راحت تجرب الواحد تلو الآخر وهى تدور حول نفسها بابتسامة على وجهها كفتاة تفرح ان والدها اهداها ملابس العيد
وتين بسعادة غامرة:"كل ده علشانى انا ربنا ما يحرمنى منك أبدا يا حبيبى انا لازم اروح أشكره"
ارتدت احد الفساتين الجديدة مع الحجاب وحذاء ايضا وخرجت من الغرفة فكرت اين تجده تذكرت انه دخل احدى الغرف القريبة منها فربما تكون غرفته قامت بالطرق على باب غرفته سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول
ثائر:'ايوة ادخل"
فتحت "وتين" الباب ظلت تنظر حولها ولكنها لم تجده ولكنها سمعت صوته ظلت تلتفت حولها لعلها تراه
كان فى غرفة الملابس الخاصة به ينهى ارتداء ملابسه عندما نادى مرة أخرى
ثائر:"ايوة مين اللى برا"
ذهبت الى مصدر الصوت كان فى ذلك الوقت لم يرتدى قميصه بعد شعرت بالاحراج التفت خلفه وجدها هى
ثائر باستغراب:" "وتين"! ايوة يا "وتين" فى حاجة"
وتين باحراج:"انا اسفة معرفش انك بتلبس هدومك عن اذنك"
استدارت حتى تذهب ولكنه اوقفها بصوته عندما طلب منها ان تبقى
ثائر:"استنى عندك"
فخرج من الغرفة وهو لم يرتدى قميصه كأنه مصمم على جعلها تشعر بالاحراج
ثائر:'خير كنتى جاية ليه فى حاجة"
نظرت إلى الأرض غير قادرة على رفع رأسها رأى ذلك استشاط منها غضبا وضع يده تحت ذقنها ورفع وجهها لكى تواجهه
ثائر:"انا مش قايلك قبل كده لما تكلمينى تبصيلى متبصيش فى الأرض بالشكل ده"
وتين بتلعثم:"ماهو ماهو"
ثائر:"ماهو ايه يا "وتين" انتى مبتحبيش تسمعى الكلام ليه"
وتين:'مش حكاية ان مبحبش اسمع الكلام بس بحس باحراج لو بصيت لحد بكلمه'
ثائر:'ليه انتى عاملة حاجة غلط"
وتين:" يوووه مش عارفة بقى"
ثائر:"مش عارفة ايه لازم يبقى عندك ثقة فى نفسك اكتر من كده الخجل صفة جميلة بس الجبن حاجة مش حلوة خالص يا وتين"
وتين بانفعال:"انت ليه على طول تقولى ان انا جبانة"
ثائر باستفزاز:"لانك جبانة فعلا ياوتين"
وتين:"متقوليش كده تانى ماشى"
ثائر:"هتعملى ايه يعنى لو قولتلك كده تانى"
وتين:'معرفش هعمل ايه بس متقولش كده تانى وخلاص"
ثائر:"مش هتقدرى تعملى حاجة يا جبانة"
زادت لديها حرارة الانفعال لم تدرى بنفسها الا وهى تدفعه فى صدره حتى يكف عن قول تلك الكلمة
وتين:"انا مش جبانة متقوليش كده تانى انا مش جبانة انت فاهم"
كل كلمة بدفعه من يدها على صدره ولكنه لم يتأثر او يتحرك من مكانه فهى كأنها تقرع على حجر
ابتسم على محاولاتها فى الدفاع عن نفسها فهو يريدها ان تتخلى عن تلك الصفة القبيحة لديها وهى عدم اخذ حقها ممن يهينها
ثائر ببرود:"يعنى فى تحسن فى حالتك"
وتين بعدم فهم:" تحسن فى حالتى ايه انا مش فاهمة حاجة"
ثائر:"انك تردى على اى حد ممكن يحاول يضايقك او يهينك"
وتين:"يعنى انت بتعمل كده قاصد"
ثائر:"مقولتليش انتى جيتى اوضتى ليه"
تذكرت لماذا هى اتت الى غرفته فهى أتت حتى تشكره على تلك الاشياء التى اشتراها من أجلها
وتين:"كنت جاية اشكرك على الحاجات اللى انت جبتهالى"
ثائر:"عجبتك يعنى يا وتين"
وتين:"ايوة بس مكنش فى داعى لده كله كده كتير"
ثائر:" مفيش حاجة تكتر عليكى ثم متنسيش انك مراتى وليكى حق عليا"
وتين:"شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وفرت هاربة من أمامه فهى لا تتحمل عندما يتحدث معها بلطف فطريقته هذه تجعلها تتعلق به اكثر واكثر تجعل قلبها يكاد ان ان يتوقف من شدة نبضه ودقاته
ابتسم على فعلتها وعاد مرة اخرى ليكمل ارتداء ملابسه تذكر دفعها له على صدره وضع يده على ذلك المكان الذى كانت تدفعه بتلك القبضة الصغيرة والرقيقة انتبه لما يفعل نهر نفسه بقوة على مايفعل
ثائر:"انت اتجننت ولا ايه فوق لنفسك وبلاش استعباط"
***
"فى المساء"
حضر" رمزى" الى المنزل ثم تبعته" سيلا" التى حضرتك بذلك الفستان الذى جعلها كتلة من الإثارة جعلها كنجمة براقة تضيئ ليلة معتمة فكرت "وتين"انه اذا كان "ثائر" يحب تلك المرأة فسينظر له معظم الرجال بغيرة وحسد على امتلاكه مرأة بذلك الجمال كله.ولكن هى لا تستطيع منافستها على قلبه ف"وتين" جميلة أيضاً ولكن ذلك الجمال الذى يشبه فى نعومته جمال وبراءة الأطفال ولكن ليس مثل تلك المرأة التى يبدو عليها انها خبيرة فى فنون الاغواء والاغراء
سيلا:"هاى حبيبى"
ثائر:"اهلا سيلا انتى اتعشيتى ولا لسه"
سيلا:"لسه قولت اجى اتعشى معاك يا حبيبى"
ثائر:"مريم قوليلهم يحضروا العشا ويعملوا حساب" رمزى" و"سيلا" معانا على العشا"
مريم:"حاضر ياعمو"
ذهبت" مريم" لاخبار "حسنية" بتجهيز العشاء ولكن ارادت مريم ان يتناولوا الطعام فى الجنينة كنوع من التغيير
مريم:" دادةحضروا العشا بس اخرجوه فى الجنينة هنتعشى برا فى الجنينة"
حسنية:ماشى يا حبيبتى من عنيا الاتنين"
مريم:" تسلم عينيكى يا دادة"
عادت "مريم" اليهم ارادت اخبارهم بأن العشاء سيكون جاهزاً
مريم:"عمو العشا هيبقى جاهز كمان شوية فى الجنينة"
ثائر:"فكرة حلوة يا مريومة"
مريم بابتسامة:"تسلملى يا عمو ياقمر انت"
رمزى:" احلى اقتراح ده ولا ايه يا ناس"
مريم بكسوف:"شكرا يا رمزى"
رمزى:"يالهووووى على رمزى وسنينه واللى بيحصله"
ثائر:"رمزى اتلم يا حبيبى احسن ما اقوملك ألمك انا"
رمزى:" اتلم اكتر من كده دا حتى يبقى حرام"
كانت "وتين" لا تسمع اى شئ من الحوار الدائر بينهم غير منتبة لاى شئ سوى تلك المرأة الجالسة بجوار "ثائر" حتى انها لم تنطق بكلمة واحدة
مريم:"وتين مالك فى ايه ساكتة ليه كده"
وتين:ها مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"طب يلا نخرج الجنينة هنتعشى"
وتين:"ماشى يلا بينا"
خرجت "سيلا" متأبطة ذراع "ثائر" كانت "وتين" تشعر بنار حارقة تسرى فى خلايا جسدها وهى ترى تلك المرأة تاخذ حقوق من المفترض ان تكون لها هى
جلست بصمت بجوار "مريم" وجلست "سيلا" بجوار "ثائر" هبت نسمات الليل بعثرت خصلات شعره مدت "سيلا" يدها تعيد ترتب خصلات شعره المبعثرة رأت" وتين" ذلك كانت تريد ان تكسر يدها فليس من حقها ان تلمسه
سيلا:"حبيبى الهوا بوظ تسريحة شعرك خالص"
ثائر:"انا بفكر اقصه خالص"
وتين باندفاع:لاء هو كده حلو شكلك حلو كده"
سيلا:'نعم يا حبيبتى بتقولى ايه انتى"
رمزى:"مقصدهاش حاجة يا سيلا احنا اتعودنا على شكل ثائر كده فلو فعلا قصه هنبقى مستغربينه"
مريم:"ايوة وانت شكلك عسول اوى كده يا عمو"
شعرت" وتين" بالامتنان ل"مريم "و"رمزى" لمحاولتهم ان ينقذوها من هذا الموقف المحرج فهى يجب أن تكون حذرة فى كلامها والا تندفع فى كلامها مرة ثانية
سيلا:"طبعا "ثائر" مفيش منه فى كل حاجة"
ثائر:'شكرا يا سيلا"
سيلا:'على فكرة انا كلمت مهندس ديكور علشان يعملنا شوية ديكورات فى البيت قبل ما نتجوز"
ثائر:"اللى هيتغير بس الاوضة اللى هنعيش فيها غير كده البيت هيفضل زى ماهو مش عايز حاجة تتغير فيه"
سيلا:"بس الديكور بتاعه مبقاش على الموضة"
وتين:"بس تصميم البيت جميل عامل زى قصور الروايات وشكله كده جميل"
سيلا:"محدش طلب رأيك انتى بتقولى رأيك ليه اساسا فى الموضوع ده انتى ضيفة هنا مش صاحبة البيت"
ثائر بغضب:"سيلا بلاش كلامك بالطريقة دى انتى فاهمة"
سيلا:"هى اللى بتدخل فى حاجة متخصهاش اصلا ولازم تعرف مقامها"
سمعت" وتين" ذلك فرت دموعها ساخنة على وجنتيها تركت الأكل وذهبت سريعا الى غرفتها
ثائر:"ايه قلة الذوق دى يا سيلا انتى لازم تعرفى "وتين" هنا زى "مريم" بالظبط ماشى"
سيلا:"طب مريم وتبقى بنت اخوك وهى تبقى ايه بقى صفتها ايه"
ثائر:"تبقى قريبتى برضه وانا مش هقبل حد يزعلها او يقولها كلمة تجرحها مفهوم"
سيلا:"انت ايه حكايتك انت زعلان علشانها اوى ليه كده"
رمزى:"اهدوا انتوا هتمسكوا فى بعض وتتخانقوا"
مريم:"هقوم انا اشوف وتين"
ثائر:"استنىىانتى يا مريم انا اللى هروح اشوفها"
سيلا بغيظ :"كمان يا ثائر"
ثائر:"ايوة يا سيلا انا اللى هقوم اشوفها واللى عندك اعمليه"
قال ذلك هب واقفا قاصدا غرفة "وتين" نظرت سيلا الى اثره بغضب وغيظ وجهت كلامها الى "رمزى" تريد معرفة سبب دفاع" ثائر" عن هذه الفتاة
سيلا:" رمزى ايه الحكاية بالظبط ومال "ثائر" مهتم اوى بالبنت دى"
رمزى:" مش قالك يا "سيلا" انها قريبته وملهاش حد غيره وغير مريم"
سيلا:" يا سلام وانا المفروض اقتنع بالكلام ده"
مريم:" انتى عايزة ايه بالظبط يا سيلا"
سيلا:" عايزة اعرف حكاية البنت دى بالظبط"
رمزى:" عندك "ثائر" اسأليه احنا اللى نعرفه قولناه غير كده مفيش حاجة نقولها"
كانت نائمة على السرير تبكى لم تنتبه للباب الذى انفتح للتو ودلف منه "ثائر" جلس بجوارها قام بجذبها من يدها حتى اعتدلت فى جلستها
ثائر:"انت مبتعمليش حاجة فى حياتك غير العياط وبس يا وتين"
وتين:'انت دخلت هنا ازاى"
ثائر:'دخلت من الباب هكون دخلت ازاى يعنى"
وتين:"مش لازم تستأذن قبل ما تدخل"
ثائر:"واستأذن ليه"
وتين:"علشان ده المفروض اللى يحصل"
ثائر:"دا لما يكون هدخل على حد غريب مش على مراتى"
وتين:'انا مش مراتك اللى هتبقى مراتك قاعدة تحت"
ثائر:'لاء انتى مراتى يا وتين شرعا وقانونا"
وتين:"جواز مصلحة"
ثائر:"حتى اذا كان جواز مصلحة فأنتى برضه اسمك مراتى"
وتين بشرود:'ياريتنى ما كنت اتجوزتك ولا قابلتك ولا عرفتك"
ثائر:"للدرجة دى يا وتين"
وتين:"ايوة الظاهر ان العيشة معاك هتبقى صعبة اصعب من ايامى اللى فاتت"
ثائر:"ليه بتقولى كده عملتلك ايه خلاكى تقولى كده"
وتين:'من ساعة ما عرفتك وانت بتستفزنى بالكلام وكمان خطيبتك ردت عليا بقلة ذوق"
ثائر ببرود:'وانتى سكتيلها ليه يا وتين"
وتين:'انت كنت عايزنى ارد عليها"
ثائر:"السؤال ده تسأليه لنفسك مش ليا انتى عايزة ايه يا وتين"
وتين:"مش عايزة حاجة خالص عيزاك تسيبنى فى حالى وبس"
ثائر بحنان :"للدرجة دى مضايقة منى يا وتين"
قال ذلك مد يده يمسح تلك الدموع من على وجهها ينظر اليها نظرات كادت تفقدها اعصابها لاشعوريا أغمضت عيناها انفرجت شفتيها بدون ارادة منها وكأنها تدعوه اليهم رأى ذلك هب واقفا قبل ان يرتكب حماقة يندم عليها فيما بعد
ثائر:"قومى يا "وتين" كملى اكلك"
تبعته "وتين" بدون كلمة استغبت تصرفها فماذا سيظن بها الآن؟ وهى التى أصبحت تتصرف برعونة منذ ان أصبح زوجها فهو اعلمها كيف ستكون حياتهم معا
***
اصدر تعليماته الى رجاله بضرورة التحرك لمعرفة اخر اخبار تلك الصفقة التى ينوى "ثائر" الاتفاق عليها فهو يريد ان يضيع عليه هذه الفرصة
" ها عملتوا ايه فى موضوع الصفقة بتاعة ثائر العمرى"
الحارس:" محدش ياباشا لسه عارف شروط الصفقة دى ايه ولا العرض اللى متقدم بيه "ثائر العمرى"
" يعنى ايه الكلام ده انتوا مش شايفين شغلكم كويس"
الحارس:" ابدا والله يا باشا بس هو موضوع الصفقات ده محدش بيعرف شروطها غيره وغير المحامى بتاعه بس ومفيش اى حد من الشركة بيعرف الا لما الصفقة تتم"
" يعنى ايه مش هعرف اضيع عليه الفرصة دى كمان انا كنت مستنى تجبلى اخبار حلوة واضيعله الصفقة علشان تبقى دى مفاجأتى ليه لما يرجع تيجى انت وتقولى مش عارفين تعملوا حاجة انا شكلى مشغل رجالة مبتفهمش امشى اخرج برا"
ارتعد الحارس من حدته صوته العالى خرج سريعا من الغرفة فهو لا يأمن احد تصرفاته فربما يقوم بسحب مسدسه ويطلق عليه فهو القتل بالنسبة له شئ عادى فهو يقتل بدون ان يرف له جفن
" ماشى يا "ثائر" انا وانت والزمن طويل وهشوف اخرتها ايه معاك"
***
ما ابشع هذا الشعور كفى عن ذلك ايتها الفتاة فأنتى لن تجنى من ذلك سوى العذاب فهو لن يكون لكى افيقى ايتها الرعناء فكيف سيترك تلك الفاتنة وينظر لكى انتى كان كل هذا الكلام الذى يتردد فى عقلها دائما عندما تراه برفقة سيلا ولكنها لا تستطيع منع إحساسها بالغيرة حاولت ان تلهى نفسها بأى شئ حتى تخرجه من افكارها ولكن بدون فائدة فدائما حاضرا فى قلبها وعقلها كأنه داء اصابها وليس هناك سبيل للشفاء
مريم:"مالك يا وتين سرحانة فى ايه"
وتين:"ولا حاجة هو احنا مش هنروح الكلية"
مريم:"خلاص رمزى حولك الورق هنروح من بكرة ان شاء الله"
وتين:"ان شاء الله علشان الدراسة وحشتنى"
مريم:"ادينا هنروح يا ستى وورينى بقى شطارتك فى المذاكرة والامتحانات والدكتور يدخل يرغى يرغى لما يجبلنا صداع"
وتين:"ناخد معانا شريط برشام مسكن"
مريم:"ههه ولا ناخد بنج احسن علشان نقعد متنحين"
وتين:"اى حاجة بتنسى الالم وخلاص "مريم" قوليلى ايه حكاية العرق الغجرى اللى فيكم انت محكتليش"
مريم:"الحكاية ان جد بابا كان مسافر إسبانيا قابل واحدة اسمها "جوانا"كانت من قبيلة غجرية هناك كانت جميلة جدا حبها واتجوزها وجابها معاه على مصر حبت مصر بنالها القصر ده على الطراز الاسبانى علشان خاطرها كان بيحبها جدا خلفت ولد واحد اللى هو يبقى جدى وجدو خلف بابا وعمو "ثائر" كانت بتحب بابا وعمو "ثائر" اوى وهى اللى كانت مختار لعمو "ثائر" اسمه كانت بتحبه اوى علمته كل حاجة عن عوايد الغجر كان مرتبط بيها اوى ولما ماتت زعل عليها علشان كده ساعات عمو لما بيتعصب بيتصرف زى الغجر مبيعملش حساب او خاطر لحد"
وتين:"انتى باباكى اللى حكالك كل ده"
مريم:"ايوة كان دايما يحكيلى عنها وعن حبها هى وجده كانت طبعا حاجة غريبة واحد يسافر ويرجع متجوز اسبانية ومش بس كده لاء وكمان غجرية عيلته ساعتها متقبلتش الموضوع بس هو كان عنيد موت ومهموش حد وعلشان يبعدها عن عيلته بنالها البيت ده علشان تحس دايما بجو اسبانيا"
وتين:"البيت فعلا جميل جدا فى تصميمه وبرغم انه بقاله زمن الا برضه لسه رونقه موجود"
مريم:"عمو لو حس ان فى حاجة ممكن تبوظ شكله بيجيب مهندسيين يرمموه بس علشان يفضل بشكله القديم وكمان فى جناح هنا كان خاص "بجوانا" فى كل حاجة تخصها الجناح ده مقفول ومحدش بيدخله غير الشغالين علشان ينضفوه وساعات عمو بيروح يقعد هناك
وتين:"ليه بيروح يقعد هناك"
مريم:"بيشوف صور جدته بيسمع اسطوانات الاغانى اللى كانت بتحبها طبعا اغانى اسبانية قديمة"
وتين:"هو عمك بيعرف يتكلم اسبانى"
مريم:"ايوة علشان بيسافر هناك كتير متعلق بهناك علشان جدته لما كانت بتسافر كانت بتاخده معاها علشان كده من وقت للتانى بيسافر إسبانيا وله بيت هناك كمان"
وتين باستغراب:"له بيت هناك ليه"
مريم:"علشان لما يسافر بيقعد فيه وهو بيت جميل اوى"
وتين:"انتى روحتى هناك"
مريم:ايوة عمو لما بيسافر بياخدنى معاه مبيرضاش يسيبنى لوحدى هنا وانا برضه بتكلم اسبانى زيه"
وتين:"بس باين عليكم متعلقين ببعض اوى"
مريم:"علشان احنا ملناش غير بعض هو خسر اخوه وانا خسرت بابا مبقاش ليا فى الدنيا دى بعد ربنا غيره هو"
وتين:"هو بس"
مريم:"وانتى طبعا يا وتين"
وتين بمكر:"انتى مش ناسية حد"
مريم:"اه ودادة حسنية"
وتين:"لا ياشيخة دادة "حسنية "طب والمتر اخباره ايه"
مريم:"متر ايه"
وتين بابتسامة:"المتر رمزى"
مريم بتوتر:'ماله رمزى فى ايه"
وتين:"والله هتستعبطى يا مريم"
مريم:"انتى قصدك ايه يا لئيمة انتى"
وتين:"قصدى ان باين على المتر انه واقع اوى اوى يا مريم"
مريم بابتسامة:"بجد يا وتين"
وتين:"وانتى مش شايفة حضرتك الدلقة اللى هو فيها"
مريم:"شايفة بس بستعبط"
وتين:"متستعبطيش كتير احسن يزهق ويطفش منك"
مريم:"دا انا كنت خنقته وموته"
وتين بدون وعى:"لو لقيتى حد بيحبك حافظى عليه الحب الظاهر مبقاش بسهولة الايام دى فى ناس بتحب ومحدش حاسس بيها والحبيب مش بيعمل حاجة غير انه يجرح ويقسى وبس"
مريم:"انتى بتتكلمى ليه كده يا وتين"
وتين:"هاا لاء دول كلمتين قريتهم فى رواية فقولتهملك"
حاولت ان تدارى خيبة أملها في حبها فحبيبها اصبح لا يفوت مناسبة الا ويجرحها بكلامه مصمما على اظهار ضعفها وقلة حيلتها كأنه اذا اسمعها كلمة طيبة سيزول العالم فإلى متى سيستمر في معاملته الخشنة لها؟ الا يكفى ما تشعر به من لوعة الغيرة كانه على تصميم ان يجعل حياتها بائسة اكثر من ذى قبل ولكنها بدأت تلاحظ تغيير فى شخصيتها أصبحت الآن لا تتحمل كلامه القاسى لها فهو عندما يحاول استفزازها بكلامه تجد الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون سيطرة عليها فمن الافضل لها ان لا تنصاع لقلبها أكثر من ذلك فهى يجب ان تروض قلبها تجعله يكف عن التأمل فى شئ ربما لن يحدث فى هذه الحياة
كانت "وتين"بدأت دراستها فى جامعتها الجديدة ارتدت ملابسها خرجت من الغرفة وجدت "مريم "فى انتظارها
مريم:"يلا بقى علشان منتأخرش على المحاضرات"
وتين:"خلاص يا ستى انا جيت أهو يلا بينا"
سمعوا صوت خطوات"ثائر" على السلم نظرت اليه"وتين" لا تعلم لماذا عندما يكون حاضرا في مكان تشعر بأنه لا يوجد هواء تتنفسه فهو يخطف انفاسها بطلته دائما كانت تهتف بقلبها:"رفقاً بقلبى ايها الحبيب"
ثائر:"انتوا ماشين رايحين الكلية"
مريم:"ايوة يا عمو سلام بقى"
ثائر بابتسامة:"مع السلامة"
مريم:"وتين وتين يلا"
وتين:"ها ماشى"
ثائر باستفزاز:"سلام يا"وتين" متخليش حد يضايقك ماشى لأن انا مش هكون دايما موجود علشان ارد بدالك"
سمعت ذلك شعرت بالإهانة فلما هو يصر على اهانتها بهذا الشكل ودائما ما يذكرها بضعفها
وتين:"متخافش هييجى الوقت اللى مش هبقى محتاجة ليك فيه فى حياتى يلا يا مريم"
قالت ذلك سحبت"مريم" من يدها خرجت من المنزل عندما سمع جملتها لم يتخيل ان يكون ردها بهذا الشكل القوى فهو يفعل ذلك لاستفزازها ولكن ليست لدرجة ان تقول انه سيأتى الوقت ولن يكون له مكان فى حياتها فتلك الكلمة كأنها أصابته بصدمة او أن شئ ضرب قلبه بقوة لم يفيق من صدمة جملتها الا على حضور "رمزى" الذى اصابه التعجب من رؤية "ثائر" بهذا الشكل وكأنه فقد شئ ما
رمزى:"مالك يا"ثائر"واقف ليه كده زى ما تكون حاجة ضاعتك منك"
ثائر بتوهان:"شكلها هتضيع منى فعلا"
رمزى:"هى ايه دى اللى هتضيع منك ما تفهمنى يا ابنى فى ايه"
ثائر:"مفيش حاجة يلا بينا علشان نروح شغلنا"
رمزى:"ثائر فى حاجة انت مخبيها عليا "مريم" حصلها حاجة هى كويسة"
ثائر:"مريم كويسة حتى راحت الكلية مع وتين ومن ساعة ما وتين جت وهى حالتها النفسية اتحسنت"
رمزى:"امال فى ايه بقى طب"وتين"حصل بينك وبينها حاجة"
ثائر:"مفيش يا رمزى انت رغاى ليه كده"
رمزى:"اصل اول مرة اشوفك بالشكل ده انت على طول ولا هامك حاجة عايش بقوانينك انت وبس"
ثائر:"وانا زى ما انا ولسه عايش بقوانينى"
رمزى:"عايش بقوانينك وبتحرك العروسة الماريونيت بتاعتك"
ثائر:"شكلها قربت تقطع الخيوط اللى ماسكها بيها"
رمزى:"يبقى أحسن"
ثائر:"بتقول احسن يا رمزى"
رمزى:"ايوة لانها بنى ادمة مش لعبة عايزها تمشيها على مزاجك ربنا خلقها كده ليه عايز تغيرها"
ثائر:"عايزها تبطل ضعفها وجبنها ده"
رمزى:"وابتدت تبطله مش كده"
ثائر:"ايوة لدرجة انها قالت ان هييجى الوقت اللى مش هتبقى محتجانى فى حياتها"
فكر هل سيأتى يوماً حقا ولن يكون له اى مكان او مكانة لديها هل ستخرجه من حياتها كشئ تمت الاستغناء عنه هل سيحدث ذلك فعلا؟
رمزى:"شوفت اخرت معاملتك ليها ايه ممكن فعلا ييجى عليها الوقت اللى تقولك خلاص انا مبقتش قادرة استحمل كل ده وده بسبب كلامك ليها دايما انها ضعيفة ومعندهاش شخصية"
ثائر:"كنت عايزنى اعمل ايه اعلمها ازاى"
رمزى:"تعلمها بالحب يا" ثائر "مش بالإهانة"
ثائر:"بالحب !"
رمزى.....