رواية دمية في يد غجري
الفصل الخامس 5 والسادس 6
بقلم سمسم
سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"ومالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"انت هتستهبل يا "ثائر" ولا ايه متنرفزنيش احسنلك"
ثائر:"فى ايه ياض انت ما تلم نفسك ايه بستهبل دى انت نسيت نفسك ياض انت ولا ايه"
رمزى:"انا بقولك اهو اللى هيقرب منها انا هقتله فاهم ولا مش فاهم"
ثائر:"ليه ياعم الحلو ما مسيرها فى يوم تتجوز هتعنس يعنى دى مريم العرسان مش ملاحق ارفض مين ولا مين"
رمزى:"لان مريم دى بتاعتى انا يا "ثائر "ومش هتبقى لحد تانى"
ثائر:"بتاعتك ايه ما تلم نفسك احسن اجيلك انت ناسى ان انا عمها ياحيوان"
رمزى:"وانا بحبها وهتبقى مراتى ومش هتشيل اسم حد غيرى"
ثائر باستفزاز:"ومين قالك ان انا هرضى اجوزهالك أساساً ملقتش الا انت واجوزهولها"
رمزى:"توافق متوافقش انت حر هتجوزها يعنى هتجوزها وده اخر كلام عندى يا" ثائر "واللى عندك اعمله"
ثائر:"دا انت بايع بقى يا رمزى ومش هامك حاجة"
رمزى بحب:"دى مريم كبرت يوم ورا يوم قصاد عينى فضلت مستحمل ده كله علشان ييجى الوقت اللى اصارحها فيه بحبى ليها تيجى انت وعايزنى اسمع انها هتتجوز ومتجننش عليك"
ثائر ببرود:"ومين قالك انها هتتجوز يا رمزى"
رمزى:"يعنى كنت بتشتغلنى بس لما اشوف وشك يا"ثائر"
ثائر:"دا انت باين عليك واقع لشوشتك اوى يارمزى"
رمزى:"اوى اوى يا ثائر متجوزهالى بقى ينوبك ثواب يا اخى فيا اعتبرها مكافأة نهاية الخدمة ههههه"
ثائر:"هههه دا انت لسعت بس مش لما اعرف رأيها الأول ايه ولا هجوزها من غير موافقتها"
رمزى بفرحة:"يعنى انت موافق يا ثائر"
ثائر:"يلا امرى لله ضل رمزى ولا ضل حيطة"
رمزى:"دا انت رخم رخامة يا اخى مشفتش زيها"
ثائر:"بقى كده طب انا رجعت فى كلامى ومش موافق واخبط دماغك فى الحيطة"
رمزى:"لااا انا اللى رخم وستين رخم كمان كله الا انت يا حبيبى"
ثائر:"ايوة كده اظبط احسنلك بحبك لما تبقى مؤدب"
رمزى:"انتوا هتغيبوا على ما ترجعوا ماتيجوا بقى"
ثائر:"هو انا لحقت اقعد هنا ثم مش عارف "مريم" اتعلقت بواحدة هنا ومش عارف اعمل ايه يا رمزى"
رمزى:"اتعلقت ازاى مش فاهم"
قص "ثائر "كل شئ ل"رمزى" عن معرفة "مريم" ب"وتين" وسر تعلقها بها
رمزى بخوف:"يعنى مريم كانت هتغرق"
ثائر:'ايوة ولولا ستر ربنا بعتلها البنت دى وانقذتها ومن ساعتها و"مريم" متعلقة بيها انا اول مرة اشوف "مريم" مهتمة بحد زى البنت دى"
رمزى:"خلى بالك منها يا" ثائر" علشان خاطرى"
ثائر:"اكيد طبعا انت هتوصينى على مريم دى بنت اخويا الغالى وانت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
رمزى:"عارف وعارف انت بتحبها قد ايه ربنا يسهل وتوافق وساعتها انا افديها بروحى مش بس برقبتى"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك هتحافظ عليها وانا مأمنش عليها مع حد غيرك انت يارمزى"
رمزى:"حبيبى يا ابو الصحاب ادى الصحوبية ولا بلاش"
ثائر بمزاح:"دلوقتى بقيت حبيبك وابو الصحاب مادى حقير"
رمزى:"انت عارف انت حبيبى من زمان قولى معملتش مصيبة جديدة تفاجئنى بيها"
ثائر بمزاح:"لاء ملتزم بالتعليمات اللى قولتهالى بالحرف ومؤدب اهو ومتخانقتش مع حد"
رمزى:"طيب اذا كان كده ماشى سلملى على "مريم "بقى وياريت تحاولوا ترجعوا بسرعة"
ثائر:"يوصل ان شاء الله سلام"
رمزى:"مع السلامة"
انهى"ثائر" مكالمته مع "رمزى"التفت خلفه وجد" مريم" كأنها تبحث عن شئ ثمين فقدته ولم تجده
ثائر:"خلاص يا "مريم "يمكن مش هتيجى النهاردة انتى عمالة تدورى عليها زى ما تكون فى حاجة ضايعة منك"
مريم بحزن:'مش عارفة اتعودت اجى هنا والاقيها قاعدة فى المكان ده"
ثائر:"جايز مش فاضية او فى حاجة معطلاها او عندها ظروف مخلتهاش تيحى"
مريم:"انا خايفة يكون جرالها حاجة يا عمو ولا تكون تعبانة"
ثائر:"للدرجة دى اتعلقتى بيها يا مريم"
مريم:"مش عارفة يا عمو انا بقيت افكر فيها كتير ولما تتأخر بخاف عليها يكون جرالها حاجة"
ثائر:"بس احنا مسيرنا نرجع القاهرة وهى هتفضل هنا يعنى ايام وكل شئ يرجع لوضعه الطبيعي"
مريم:"مش عارفة بجد لما نرجع القاهرة ازاى مشوفهاش وانا اتعودت عليها هو مينفعش ناخدها معانا يا عمو البيت"
ثائر باستغراب:"ناخدها فين هى لعبة يا حبيبتى هتشتريها وتاخديها معاكى دى بنى ادمة وليها اهلها هنا وحياتها"
مريم:"بس هى قالتلى انها عايشة فى عذاب هنا والناس دول وحشين معاها ومبيعملهاش كويس"
ثائر:"احنا برضه منعرفهاش مش جايز مثلا بتكذب عليكى علشان تتعاطفى معاها او كل اللى قالتهولك ده مجرد كذب وتأليف من دماغها"
مريم:"مظنش يا عمو "وتين" مش من النوع ده وانت شفتها"
ثائر:"الله اعلم بيها يا "مريم" انا مشفتهاش غير مرة واحدة يعنى مقدرش احكم عليها من مرة شفتها فيها"
اثناء حديثهم كانت "وتين"حضرت الى المكان وجلست كعادتها ولم تنتبه لهم بسبب بعدهم عن المكان لمحها"ثائر" من بعيد
ثائر:"باين عليها جت هناك اهى"
مريم بفرحة:'بجد يا عمو "وتين" جت"
ذهبت "مريم" سريعا اليها كان يتبعها "ثائر" بخطوات رزينة واضعا يده في جيوبه ونظارة شمسية على عينيه
مريم:'وتين انتى اتأخرتى ليه النهاردة انا افتكرت انك مش هتيجى لما اتأخرتى"
التفت "وتين" الى مصدر الصوت رأت "مريم" اثار الضرب على وجهها ففزعت من منظر تلك الكدمات على وجهها
مريم بفزع:"ايه اللى فى وشك ده يا "وتين" حد ضربك ولا ايه فى كدمات زرقا فى وشك"
وتين بابتسامةمهزوزة:"لا ابدا بس انا اتخبطت كنت سرحانة وخبطت فى الحيطة وانا مش واخدة بالى"
ثائر بانفعال:"بس ده مش اثار خبط ده اثار ضرب فى حد ضاربك جامد مين اللى عمل فيكى كده وضربك بالشكل ده"
لا يعلم ماذا اصابه عندما رأى منظر وجهها وتلك الكدمات التى تحولت الى اللون الازرق فكان يريد شئ واحد فى هذا الوقت وهو ضرب من فعل بها ذلك حتى لا يستطيع الحركة بعدها
عندما سمعت صوته ورأته خفضت وجهها خوفا واضطرابا فنبرة صوته تحمل فى طياتها العديد من الانفعالات ولكنها سألت نفسها لماذا سينفعل ؟ لماذا يهمه امرها؟ ففى هذه الحياة لايوجد من يهتم بأمرها ربما سوى تلك الفتاة التى تكون ابنة اخيه فهى من رأت منها معاملة طيبة
وتين بتلعثم:"لا ابدا مفيش حد ضربنى انا اتخبطت"
مريم:"هم الناس اللى انتى عايشة معاهم عملوا فيكى كده يا وتين قولى متخافيش"
سكتت ولم ترد فايقن"ثائر" انها بالفعل فتاة تعيش حياة بائسة مع اناس لا يعرفون للرحمة سبيلاً ولكن ماذا يفعل؟فهو يتخيل اذا كانت "مريم"مكانها كان لن يتحمل ان يفعل بها احد ذلك ولكن سيدافع عنها بأى صفة وبأى شكل؟ ظلت الافكار تعصف به كثيراً شعر بسريان الدم حارا فى شرايينه بسبب إحساسه بعدم اخذ حقها ممن فعل بها ذلك
مريم:"شكلهم ناس معندهمش رحمة علشان يعملوا فيكى كده"
ثائر:"مريم اقعدى معاها انا نازل البحر هعوم شوية متتحركوش من مكانكم على ما ارجع"
هو يريد شئ يهدأ من فوران أعصابه لذلك فكر فى النزول الى البحر لعل برودة المياه تعيد اليه هدوءه اختار مكان معزول تماما حتى يستطيع ان يسبح بحريته
مريم:"وتين هم عملوا فيكى كده علشان كنتى بتتغدى معانا"
وتين:"هى دى حياتى يا مريم اللى شكلى هفضل عيشاها طول عمرى"
بعد الانتهاء من سباحته فكر فى الذهاب لشراء الشيكولاتةالتى تحبها ابنة اخيه فاشترى ما يكفى لها ول"وتين" وعاد اليهم
ثائر:"انا جبتلكم شيكولاته معايا النوع اللى انتى بتحبيه يا مريم"
مريم بابتسامة:"تسلملى ياعمو"
ثائر:"ودى علشانك يا انسة وتين"
عندما قال ذلك رفعت وجهها تنظر اليه وهو يمد يده لها ببعض الشيكولاته التى اشتراها من اجلها
وتين:"علشانى انا الشيكولاتة دى"
ثائر:"ايوة علشانك ولا انتى مبتحبيش النوع ده ممكن اغيرهولك"
وتين:"لاء شكراً هو ده النوع اللى انا كمان بحبه"
ثائر:"بالهنا والشفا"
وتين:"متشكرة جدا لحضرتك"
هى لا تصدق ان احد يتكلم معها بكل هذا الهدوء و اهداها شئ حتى وان كانت قطعة من الشيكولاتة فلماذا فعل ذلك؟ هبت وتين واقفة تريد الذهاب فهى لا تريد المزيد من الاهانة عندما تعود الى المنزل
وتين:"عن اذنكم لازم امشى دلوقتى"
مريم:"استنى احنا لسه مقعدناش مع بعض ولسه بدرى خليكى معانا شوية"
وتين:"معلش وقت تانى عن اذنكم"
قالت ذلك وفرت هاربة فهى لا تريد ان تعلق نفسها بأمال ستؤل فى النهاية الى خيبة أمل كبيرة
مريم:"شوفت بقى يا عمو انها مبتكدبش والناس دول فعلا مش كويسين معاها"
ثائر:"هى عايشة مع حيوانات دى ولا ايه فى حد يضرب بنت بالشكل ده"
مريم:"دا يمكن الحيوانات عندها رحمة دا حتى البنت اللى المفروض تبقى بنت عمها خطفت منها الشاب اللى كان جاى يخطبها"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى كمان ايه ده"
مريم:"ايوة الناس دول معذبنها انا بقيت ادعى ان ربنا يخلصها منهم ويرحمها من الذل اللى هى عايشة فيه معاهم"
ظلت كلمات "مريم" ترن فى اذنه وعقله وبات مشغول البال بها بتلك التى عندما رأى منظر الحزن بعينيها وهو اعصابه ثائرة وعقله لا يهدأ من التفكير فكأن هناك الاف الافكار العالقة بها
ثائر:"يلا بينا نرجع الشقة علشان جوعت اوى يا مريم"
مريم:"يلا بينا"
ثائر:"على فكرة احنا هنرجع القاهرة بكرة كفاية كده انا عندى شغل وانتى لازم ترجعى كليتك بقى"
مريم باحباط:"حاضر ياعمو"
***
كانت تسير فى الشارع باحساس الإحباط وصلت إلى المنزك فتحت الباب وجدت الشقة رأسا على عقب فتذكرت ان غدا الخطبة الرسمية ل"هيام" و"اسامة" وقامت"عايدة" بلم كل هذه الاغراض لكى تعيد"وتين" ترتيبها وتنظيف الشقة
عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة لسه بدرى"
وتين باستسلام:"الله يسلمك يا مرات عمى"
عايدة:"يلا خلصى غيرى هدومك علشان تنضفى الشقة وتروقيها انتى عارفة خطوبةهيام بكرة"
وتين بجمود:"حاضر هنضفها يا مرات عمى"
ذهبت الى غرفتها ابدلت ملابسها بملابس بيتية لتستطيع ان تقوم بتنضيف هذه الشقة التى لن يساعدها فيها احد فستظل "عايدة" و"هيام" يملوا عليها ما تفعله وهم جالسين بكل راحة وضعت الشيكولاتة التى اهداها اياها على السرير نظرت اليها بابتسامة فهى كأنها تريد الاحتفاظ بها الى الأبد افاقت على حالها لماذا اصبحت تفكر بتلك الطريقة؟
بدأت التنظيف فامتزجت دموعها بذلك الماء الذى تستخدمه لمسح الأرضية فإلى متى ستستمر حياتها التى تشبه حياة سندريلا ولكن ما ظنته اميرها المنقذ لم يثق بها وذهب لخطبة فتاة اخرى فربما ستظل حياتها هكذا بدون تغيير
هيام:"ياريت تنضفى كويس انتى فاهمة"
لم ترفع"وتين" رأسها ولم تجيبها وهذا ما زاد فى غيظ "هيام" منها أكثر فهى تحاول استفزازها بأى طريقة لتسمعها مزيد من الإهانة
انتهت "وتين" مما تفعل ذهبت الى غرفتها وجسدها يؤلمها بشدة تمددت على السرير تنظر بشرود ومقلتيها لا تجف منها الدموع
عاد "سمير" الى المنزل يحمل بعض الاغراض فى يده تلك الاغراض اللازمة للخطبة استقبلته امه وأخته
هيام:"ايه ده كله يا سمير ايه الحاجات دى"
سمير:"ده جاتو وحاجة ساقعة وشكولاتات لزوم الخطوبة"
عايدة:'تعيش وتجيب يا حبيبى عقبال عندك انت كمان"
سمير:"تسلمى يا امى هى البت "وتين" فين مش شايفها هى لسه برا ولا ايه"
عايدة:"لاء دى خلصت تنضيف ودخلت اوضتها"
هيام:"انت بتسأل عليها ليه يعنى يا "سمير" فى حاجة ولا ايه"
سمير:'اصل فى واحد كلمنى عليها النهاردة"
عايدة:"كلمك ازاى يعنى"
سمير:'عايز يخطبها يا أمى"
هيام بغيرة:"ويبقى مين ده بقى ان شاء الله اللى عايز يخطبها"
سمير:"ده يبقى عزيز ابن شعبان العطار"
عايدة بدهشة:"انت بتقول مين يا سمير"
سمير:"فى ايه يا أمى بقولك عزيز ابن شعبان العطار فى ايه"
هيام بشماتة:"الواد "عزيز" البلطجى ده هو اللى عايز يتجوزها"
سمير:"احترمى نفسك يا بت انتى ايه بلطجى دى"
عايدة:"هى مغلطتش هو فعلا عايش بلطجى حتى كمان مش مكمل تعليمه وسارح طول النهار فى الشارع يرخم على خلق الله"
سمير:"والله هو كلمنى وقالى انه عايز يخطبها وانا هسألها رأيها ايه"
هيام:"ما انت عارف انها هترفض حاطة مناخيرها فى السما وهتقولك انا هبقى مهندسة اتجوز واحد زى ده ازاى"
عايدة:"اه فاكرة نفسها ياما هنا وياما هناك بسلامتها"
هيام:"يبقى لازم نكسر مناخيرها وتتجوزه مش احسن ما تعملنا مصيبة"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفة"وتين" فتحت الباب كانت "وتين" نائمة على السرير نظرت الى الباب وجدت"هيام" اغمضت عينيها بتعب فماذا تريد منها الا يوجد ما يشغل هذه الفتاة عنها
هيام:"مبروك يا وتين"
وتين باستغراب:"مبروك على ايه بتباركلى على ايه يا هيام"
هيام:"على العريس مش فى عريس اتقدملك شكلنا كده هنتجوز مع بعض يا"وتين" شوفتى الصدف"
وتين بتساؤل:"عريس مين ده ويطلع مين ده كمان"
هيام:"عزيز ابن شعبان العطار"
سمعت"وتين"ذلك وكأن أحد صفعها بكل قوة على وجهها فماذا تقول تلك الفتاة ؟
وتين بصدمة:"انتى بتقولى مين"
هيام:"ايه مسمعتيش بقولك عزيز ابن شعبان العطار"
وتين بانفعال:"وانا مستحيل اوافق اتجوزه مش ممكن ابدا مستحيل اتجوز "عزيز" ده لو اخر يوم فى عمرى"
هيام:"امال عايزة تتجوزى مين يا شملولة"
وتين:"انتى عيزانى اتجوز واحد زى ده بلطجي وقليل الادب وسمعته زى الزفت وبيرزل على خلق الله"
هيام:"الراجل شاريكى وانتى عارفة ابوه راجل مقتدر"
وتين:'اتجوزيه انتى يا "هيام" مش انا اللى هتجوزه"
هيام:"انتى بتقولى انا كده يا بت انتى"
وتين:"ايوة بقولك انتى كده وبطلى بقى الحقد اللى فى قلبك من ناحيتى ده كفاية غل انتى اللى بيمشى فى عروقك مش دم ده حقد وغل وشر"
سمعت "هيام"ذلك علا صوتها بانفعال شديد فهى لا تحبها ان ترد عليها اهانتها
هيام:"انا حقودة يا بتاعة انتى انتى تطلعى ايه اصلا"
وتين:"واحدة احسن منك مليون مرة يا هيام"
لاتعلم "وتين" من اين اتتها كل هذه الجرأة فهى قد طفح كيلها من هؤلاء الناس حتى لم تعد باقية على شئ
سمع "سمير" و"عايدة" صوتهم العالى ذهبوا سريعا الى الغرفة وجدوا"هيام" و"وتين" يتشاجرون
سمير:"فى ايه صوتكم عالى ليه كده انتى وهي الناس تقول علينا ايه"
هيام:"تعال شوف يا سمير الانسة المحترمة بتشتمنى وبتقولى اتجوزى انتى عزيز"
عايدة:"بتقولى ايه يا بت انتى احترمى نفسك بنتى هتتجوز أسامة"
وتين:"بقول اللى سمعتوه جواز انا مش هتجوز جوزيه لبنتك"
عايدة:"عيلة قليلة الادب وناقصة رباية بقيتى تردى علينا كمان"
سمير:"انتى ازاى يا بت انتى تطولى لسانك علينا ها نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين:"حرام عليكم بتعملوا فيا ليه كده حرام عليكم ارحمونى علشان ربنا يرحمكم"
سمير:"طب ايه رأيك بقى انا خلاص موافق على جوازك من "عزيز" واخبطى دماغك فى الحيطة هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه يا وتين"
وتين:"دا على جثتى لو حصل لو حتى هموت نفسى بس مش هتجوزه"
سمير:"يبقى على جثتك يا وتين"
اقترب منها وظل يناولها من الصفعات والضرب ما جعلها غير قادرة على الوقوف بعد ان رأى انها نالت ما تستحق من الضرب خرج من الغرفة تتبعه امه و"هيام" الذى تنظر الى جسد "وتين"الملقى على الارض والتى اصبحت تأن من الوجع الموجود فى كل انحاء جسدها
زحفت على الارض حتى وصلت إلى السرير استندت عليه بألم شديد رفعت جسدها عن الأرض ارتمت على السرير وهى تبكى بمرارة على حالها الذى لا يتغير ولكنها لن تسمح بأن يهدموا مستقبلها بهذه الشناعة ولكن ماذا تفعل؟
***
كان"ثائر"جالس متجهم الوجه ولا يعلم سر هذا الإحساس هل بسبب رؤية هذه الفتاة بهذا الشكل ولكن ماذا يهمه فى أمرها؟ هل بسبب انه لم يرى احد من قبل يحتاج الى مساعدة ولم يساعده ام ماذا ؟لم يفيق من افكاره الا على صوت"مريم"
مريم:"عمو عمو"
ثائر:"ايوة يا "مريم "فى ايه عايزة حاجة"
مريم:'_مالك سرحان ليه كده بكلمك مش بترد عليا"
ثائر:"لاء مفيش حاجة كنتى عايزة ايه يا حبيبتى"
مريم:"بقولك دادة جهزت الشنط علشان نسافر الصبح فى حاجة تانية عاوزها"
ثائر:"لاء يا حبيبتى مفيش حاجة تانى روحى نامى انتى علشان تصحى فايقة الصبح"
مريم:"تصبح على خير يا عمو"
ثائر:"وانتى من اهله يا مريم"
ذهبت "مريم "الى غرفتها ظل"ثائر"جالسا فى مكانه وجد هاتفه يعلن عن ورود مكالمة هاتفية من خطيبته"سيلا"
سيلا بدلع:"حبيبى عامل ايه النهاردة"
ثائر:"الحمد لله تمام انتى اخبارك ايه"
سيلا:"يعنى الدنيا هنا وحشة من غيرك يا ثائر"
ثائر:"وحشة اوى يعنى"
سيلا:"خالص خالص يا ثائر"
ثائر:"تيجى بالسلامة يا سيلا"
سيلا:"تسلملى يا حبيبى عايزة لما ارجع اجى البيت علشان المهندس يظبط الجناح قبل الفرح"
ثائر:"ان شاء الله اللى عايزه تعمليه اطلبيه من المهندس"
سيلا:"انا هخليك الجناح ده جنة خاصة بيا وبيك"
ثائر:"ماشى"
لاحظت "سيلا" انه لا يتحدث معها كعادته فكلامه اصبح قليل جدا وكأن هناك شئ لا تعرفه
سيلا:"مالك يا ثائر فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى فى ايه"
سيلا:"بترد عليا بالقطارة كأنك مش عايز تتكلم معايا اصلا"
ثائر:"مفيش يا "سيلا" بس انا مصدع شوية وفى حاجات شاغلة بالى"
سيلا:"حاجات ايه دى قولى عليها"
ثائر:"حاجات خاصة بالشغل متشغليش بالك"
سيلا:"لو مصدع خدلك قرص مسكن وانت هتبقى كويس لانك مش عاجبنى خالص"
ثائر:"ده علشان قولتلك مصدع ومشغول شوية"
سيلا:"على العموم هكلمك تانى باى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
أنهى مكالمته ذهب الى الشرفة يشعر بنسمات الهواء فى هذا الليل البديع متأملا تلك النجوم البراقة التى كانت كحبات الألماس المنتشرة فى السماء اطلق تنهيدة قوية لماذا لا يشعر مع"سيلا" بتلك المشاعر التى يسمع عنها او يشعر نحوها كشعور"رمزى"تجاه "مريم" لماذا يشعر بكل هذا البرود فى قلبه هل بسببها هى انها لم تحرك تلك المشاعر التى يجب ان يشعر بها تجاهها فاحيانا يشعر كأنه يتعامل مع قطعة من الثلج كل كلمة تخرج من فمهاخاصة بعملها ومستقبلها فأحيانا يتخيل كيف ستكون حياتهم سويا فربما ستكون حياة روتينية بدون اى مشاعر او احاسيس حياة خالية من الحب المفترض ان يكون بين اى زوجين
ثائر:"وبعدين ياعم"ثائر" انت اخترت ولازم تتحمل نتيجة اختيارك ليه دلوقتى بتفكر اذا كان اختيارك ده صح ولا غلط"
اثناء حديثه مع نفسه سمع صوت"حسنية"وقد جلبت له كوب القهوة الخاصة به
حسنية:"اتفضل حضرتك القهوة"
ثائر:"تسلم ايدك مريم نامت"
حسنية:"ايوة بس كانت زعلانة اوى"
ثائر باهتمام:"ليه مالها زعلانة ليه"
حسنية:"بتقول علشان مش هتشوف"وتين"تانى وان احنا مسافرين"
ثائر:"مش عارف اعمل ايه في الموضوع ده الى يشوفها يقول تعرفها من سنين مش من كام يوم بس"
حسنية:"جايز اتعلقت بيها علشان ملهاش اصحاب"
ثائر:"بس احنا مش هنفضل هنا العمر كله وبكره احنا راجعين القاهرة وخلى بالك منها"
حسنية:"متخافش مريم دى فى عنيا"
ثائر:"تسلم عينك انا عارف ان انتى اللى مربياها وهى كمان متعلقة بيكى"
حسنية:"وربنا يشهد انا بحبها قد ايه دى بنتى اللى مخلفتهاش"
ثائر:"عارف روحى دلوقتى نامى علشان نصحى فايقين"
حسنية:"ان شاء الله تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله"
ذهبت"حسنية"ظل يرتشف قهوته ببطئ واستمتاع فهو يعشق شرب القهوة ويعشق شربها ايضا عندما يفيق من نومه
**
فى غرفة مظلمة لا يضيئها الا نور خافت يلقى بظلاله على وجه ذلك الرجل الجالس على كرسيه ينفث سيجاره بكل برود ناظرا الى ذلك الرجل الذى يرتعش من خوفه والذى ايضا يوجد على وجه آثار ضرب بطريقة وحشية
"انت جيت ليه يا "فرج"وعايز ايه مش قولتلك متجيش هنا الا لما اطلب منك"
فرج:"عايزك تحمينى يا باشا فى واحد انا لدلوقتى مش عارف هو مين بيدور عليا"
"واحد مين ده وعايز منك ايه يا" فرج" انت عملت حاجة من ورايا ومن غير ما اعرف"
فرج:" ابدا يا باشا والله انا مشفتش شكله كان لابس قناع على وشه بس كان عايز يعرف مين اللى خلانى احط القنبلة فى عربية العميد "رؤوف العمرى" بس كان بيضربنى بكل غيظ زى ما يكون اللى مات ده ابوه ولا حد عزيز عليه"
"دا أكيد اخوه ثائر"
فرج:"ثائر مين ده كمان دا عليه ضربة ايد دا غيرلى ملامح وشى يا باشا ولولا ان انا ضربته بالمطواة فى ايده كان زمانه موتنى من كتر الضرب"
"وانت قولتله حاجة عنى"
فرج:"لاء يا باشا ملحقتش جريت منه بسرعة وملحقنيش"
"كويس يا فرج انك مقولتش حاجة"
فرج:"اناعايز تحمينى يا باشا انا برضه الراجل بتاعك"
"اكيدطبعا يا فرج انا هبعتك مكان محدش هيقدر يوصلك فيه ابدا"
فرج بفرحة:"بجد يا باشا الكلام ده"
"ايوة طبعا وانت قولت انت الراجل بتاعى ولازم احميك"
سحب مسدسه بكل دم بارد اطلق عليه عدة رصاصات اردته قتيلا نظرالى بعض الحراس الخاصين به
"خدوا جثته ارموها فى اى حتة"
الحارس:"اوامرك يا باشا"
قام الحارسان بحمل جثة"فرج"للتخلص منها حسب تلك الاوامر التى تلقوها من هذا الرجل عاد يجلس على كرسيه يفكر كيف يتخلص منه هو وابنة اخيه كما تخلص من اخيه فى ذلك الحادث قام بتشغيل ذلك الفيديو الذى قام بتسجيله لذلك الحادث الذى اغتيل فيه"رؤوف العمرى" الاخ الأكبر ل"ثائر"ووالد"مريم"نظر الى الفيديو وهو يرى الانفجار و اللهب المتصاعد من السيارة بعد تفجيرها
"ماشى يا استاذ"ثائر" دورك جاى انت وبنت اخوك وطالما انت زعلان اوى كده على موت اخوك وبدور على اللى قتله انا هخليك تروح تسليه فى الآخرة بس بعد ما اخد كل حاجة منك وهنهى حاجة اسمها"ثائر العمرى"
قال ذلك تعالت ضحكاته من مجرد تخيله فقط انه سينهى حياة"ثائر" وحياة"مريم" ابنة أخيه
***
استيقظت من نومها فاليوم يو عطلة وليس لديها محاضرات ارتدت ملابسها قبل يفيقوا من النوم صلت فرضها وخرجت من المنزل متجه الى ذلك المكان الذي تجلس فيه دائماً لعلها تجد"مريم"تجلس معها قليلا فهى بحاجة الى ان يسمعها احد تريد ان تتكلم بحريتها دون أن تخزن كل شئ بداخلها فاذا استمر بها الحال هكذا ربما ستصاب بحالة نفسية سيئة وصلت إلى المكان جلست على تلك الصخرة التى اعتادت الجلوس عليها ولكنها لم تراها فهى محرجة ان تذهب الى الشقة بسبب وجود عمها ذلك الرجل الذى عندما تداهم صورته مخيلتها او تتذكر اسمه تشعر بارتعاشة فى قلبها من مجرد ذكر اسمه فقط قاموا بحمل أغراضهم ووضعها"ثائر"فى سيارته ولكن قبل الذهاب التفت اليه"مريم"
مريم:"عمو ممكن اطلب منك طلب"
ثائر:"خير عايزة ايه يا مريم
مريم:"عايزة اشوف"وتين" قبل ما نمشى ونسافر"
ثائر:"هتشوفيها فين احنا الصبح وممكن متكنش جت"
مريم"هشوف لو جت اسلم عليها لو مجتش نمشى على طول ماشى"
رضخ'ثائر" لطلب"مريم" حتى انه ذهب معها وبالفعل وجدوا"وتين"جالسة تضم قدميها بذراعيها تنظر الى البحر بشرود
مريم:"وتين"
نظرت"وتين"الى مصدر الصوت ابتسمت لها فهى كانت تريد ان تراها هى الاخرى
وتين بابتسامة:"مريم كويس انك جيتى دلوقتى"
مريم بحزن:"انا كنت جاية اسلم عليكى قبل ما اسافر القاهرة"
وتين بحزن:"انتى خلاص مسافرة دلوقتى ومش هشوفك تانى"
مريم:"ايوة ماشيين دلوقتى"
وتين:"مع السلامة وهتوحشينى يا مريم خلى بالك من نفسك"
مريم:"وانتى كمان هاتى نمرة تليفونك علشان ابقى اطمن عليكى يا وتين"
اعطتها"وتين" رقم هاتفها فقامت"مريم" بتسجيله ثم اتصلت عليها فظهر رقم"مريم" على هاتفها
مريم:"انا رنيتلك علشان تسجلى نمرتى انا كمان علشان تبقى تكلمينى تطمنينى عليكى"
وتين:"خلاص ماشى ان شاء الله"
كان"ثائر" يتابع الحديث بينهم على بعد مسافة قصيرة منهم فاقترب منهم طالبا من"مريم" الانتهاء حتى يذهبوا فى طريقهم
ثائر:"مش يلا يا"مريم"علشان منتأخرش"
مريم:"ثوانى بس هجيب حاجة واجى على طول ياعمو"
ذهبت:"مريم"سريعا قبل ان يرد عليها"ثائر" نظرت اليه ثم خفضت نظرها سريعاً فاستغرب لماذا كلما تراه تنظر الى الأرض؟
ثائر:"مع السلامة يا انسة وتين"
وتين بتوتر:"الله يسلمك توصلوا بالسلامة ان شاء الله"
ثائر:"شكرا اخبار الخبطة اللى فى وشك ايه خفت"
وتين:"الحمد لله بقيت احسن"
ثائر:"هو انا ممكن اسالك سؤال وتردى عليه بصراحة"
وتين:"خير اتفضل اسأل"
ثائر:"هى كانت خبطة بجد ولا حد ضاربك"
وتين:"لاء لاء خبطة محدش ضربنى"
ثائر:"انتى ليه خايفة كده كأنك لو قولتى الحقيقة حد هيأذيكى"
وتين بتوتر:"وهخاف من ايه انا كويسة الحمد لله"
ثائر:"انتى متأكدة من الكلام ده يا انسة"وتين" متأكدة انك كويسة"
وتين بابتسامة:"ايوة متأكدة طبعا"
ثائر:"ماشى هى"مريم" راحت فين"
اثناء كلامهم كان"أسامة" واقفا على بعد مسافة منهم فهو حضر إلى هذا المكان خصيصاً لكى يعرف حقيقة تلك الصور ولكن مارأه اكد شكه فيها فهى الآن تقف مع رجل غريب تبتسم له ولا يوجد احد معهم هل كل هذا الخجل الذى كانت تظهره على وجهها لم يكن سوى قناع ترتديه لتوهم من حولها وهو كان سينخدع فى مظهرها البرئ
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة"ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت"أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:"أسامة"
اقترب منهم"أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ أسامة انت بتعمل ايه هنا"
أسامة.....
***تبع،💞
البارت السادس
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة" ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت "أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:" أسامة"
اقترب منهم" أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ "أسامة" انت بتعمل ايه هنا فى حاجة ولا ايه"
أسامة:'استاذ "اسامة "ايه بقى ممكن تقوليلى يا مغفل يا غبى يا اعمى "
وتين باستغراب:"فى ايه وانت حضرتك بتتكلم كده ليه معايا"
أسامة:"بتكلم كده ليه ولا حاجة متاخديش فى بالك مين ده زبون جديد يا انسة وتين"
اتسعت عين" وتين" بقوة فماذا يقول هذا المجنون وماذا يظن بها وماذا يقصد بتلك الكلمة المهينة التى تفوه بها الآن
عندما سمع "ثائر "كلامه عقد حاجبيه استغرابا من هذا الشخص ولماذا يتحدث معها بهذه الطريقة الغير مهذبة على الإطلاق
وتين بانفعال:"انت بتقول ايه انا مسمحلكش تقولى كده انت فاهم احترم نفسك يا استاذ اسامة"
أسامة:" احترم نفسى! وكمان انتى ليكى عين تردى دا انتى طلعتى رخيصة قوى"
سمع "ثائر "ذلك وجد نفسه يمسك" أسامة" من ملابسه ينظر اليه بنظرات جعلت أسامة يبتلع ريقه مرة تلو الاخرى ترسل رعشات مرتعدة فى أوصاله" فثائر" عندما يصيبه الغضب لا أحد يستطيع ان يوقفه عما يفعل
ثائر:"ايه اللى انت بتقوله ده وازاى تكلمها بالطريقة دى ها انطق احسن ادفنك هنا مكانك "
أسامة:"نزل ايدك انت مفكرنى خايف منك انت خايف على احساسها اوى بس متتعشمش اوى كده دى كل شوية تعرف واحد وماشية على حل شعرها"
وتين:"أخرس انت كداب والله انا مش كده"
نظر "ثائر "اليها بدون ان يترك "أسامة" من يده فهو يعلم انها فتاة مظلومة وليست كما يقول هذا الشخص فهى لاتجد من يدافع عنها او عن سمعتها وكرامتها التى يهينها هذا الشخص الذى منذ ان رأه "ثائر "وهو يشعر بالبغض ناحيته ولا يعرف سر هذا الإحساس فهو اول مرة يراه فيها ولكن هيهات فليس" ثائر" من يسمع احد يهين فتاة ويقف مكتوف الايدى
ثائر:"انتى مش محتاجة تبررى كلامك لحد وهو بنى ادم معندوش دم علشان يكلمك كده ثم انت مين اصلا علشان تتكلم كده معاها وتقربلها ايه اصلا"
اسامة:'انا كنت مغفل ومخدوع فيها بس ربنا ستر قبل ما ادبس مع واحدة زيها وكانت خلت سمعتى وشرفى على كل لسان"
هل خاض فى عرضها بكلامه الآن حسنا فيجب ايقافه عند حده
ثائر:"صدقنى ده من حسن حظها لانك باين عليك اصلا مبتفهمش وواحد لسانك طويل وعايز قطعه"
رفع "أسامة" يده يريد لكم" ثائر" بعدما سمع منه هذا الكلام ولكن" ثائر "التقط يده قبل ان تصل إلى وجه ضغط عليها بقوة فبامكانه كسر يده بكل سهولة
ثائر:"متفكرش تمد ايدك احسن ما اكسرهالك او اخليك تمشى من غيرها خالص"
كانوا على وشك العراك عندما صرخت "وتين" بأعلى صوتها حتى تستطيع ابعادهم عن بعضهم قبل ان يبدأوا الشجار
وتين بصراخ:".ببببببس اسكتوا بقى انتوا ايه بتتخانقوا على ايه اسكتوا اسكتوا"
أسامة:"عندك حق انتى ما تستاهليش الواحد يتخانق علشانك ولا يعبرك"
قال ذلك ثم انصرف من أمامهم نزلت دموعها وشعرت بأن أنفاسها صارت ثقيلة فلماذا الحياة تعاندها فالشاب الذى كانت تظنه انه سيكون منقذها دائما ما يحكم عليها بدون ان يتأكد من الحقيقة
منظر الدموع فى عينيها ألمته لايعرف لماذا شعر بتلك الرعشة فى قلبه فهذه اول مرة يشعر بذلك الاحساس فليست هذه اول مرة يرى فيها احد يبكى ولكن لماذا متأثر بدموعها لهذه الدرجة
ثائربانفعال قوى:"خلاص اسكتى يا وتين متعيطيش"
كانت هذه اول مرة تسمع اسمها مجردا منه رفعت رأسها نظرت اليه فهذه اول مرة يرجوها احد ان لا تبكى فدائما ما حولها يبدو مستمتعين بعذابها ودموعها
ثائر:"يبقى مين البنى ادم اللى اسمه" أسامة" ده"
وتين:"ده جارنا"
ثائر:"هو فى ايه بينك وبينه علشان يكلمك بالشكل والاسلوب ده"
وتين:"كان عايز يخطبنى بس محصلش نصيب"
ثائر:"اه افتكرت مريم حكيتلى حاجة زى كده وخطب قريبتك مش كده"
وتين:"ايوة خطب "هيام" اللى المفروض تبقى بنت عمى"
ثائر:"طالما خطبها عايز منك انتى ايه تانى"
وتين:"مش عارفة ومعرفش هو جه هنا ليه دلوقتى بس اللى اعرفه ان هيحصلى مشكلة كبيرة لو قال لسمير ان انا كنت واقفة معاك"
ثائر:"ومين سمير ده كمان"
وتين:"ده يعتبر ابن عمى واخو "هيام" وعايشة معاهم "
ثائر:"يبقى "سمير" ده هو اللى ضربك فى وشك مش كده
سكتت" وتين" لا تجد ما تقوله فأيقن" ثائر" ان تفكيره مضبوط فتلك الاثار على وجهها من الضرب
ثائر:"سكتى ليه ولا انا غلطان"
وتين بتنهيدة حزينة:"انا بدعى ربنا يخلصني من حياتى علشان ارتاح بقى من الناس دى "
ثائر:"ليه كده انتى لسه فى بداية حياتك ولازم تعيشيها زى اى بنت فى سنك"
وتين:"انا من يوم موت بابا وماما وانا حياتى انتهت ولسه هتنتهى على الآخر لما "سمير" يمشى كلامه ويجوزنى واحد بلطجى"
ثائر باستنكار:"انتى بتقولى ايه بلطجى عايز يجوزك واحد بلطجي"
وتين بابتسامة وجع:"انت مستغرب متستغربش انا بالنسبة ليهم مصيبة وعايزين يخلصوا منها بأى شكل"
ثائر:"وانتى هتوافقى على جوازة زى دى"
وتين:"انا مش موافقة بس هو مش هيسيبنى فى حالى"
ثائر:'انتى لازم تصرى على رأيك ومتهدميش حياتك بالطريقة دى "
وتين:"ولو اصريت على رأيى ايه اللى هيحصل لو رفض ده هييجى غيره وهفضل تحت رحمتهم"
لا تعرف لماذا تتكلم معه بكل هذه الاريحية فهى لم تعرفه جيدا ولكن وجدت الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون ارادة تريد ان يسمعها احد فقد زادت وثقلت الهموم فى قلبها
حضرت "مريم" وجدتهم يتحدثون فاعتذرت عن تأخيرها
ثائر:" انتى كنتى فين يا مريم"
مريم:"معلش كنت جايبة عقد صدف تذكار ل"وتين" بس مكنتش عارفة دادة حطاه فى اى شنطة فقلبت عليه الدنيا لحد ما لاقيته اتفضلى يا وتين"
اخذته منها "وتين" بابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض العبرات التى تساقطت من تلك العينان الحزينتان
وتين بابتسامة:"شكرا يا "مريم" توصلوا بالسلامة عن اذنكم
مريم:"مع السلامة يا" وتين" اشوف وشك بخير"
قامت" مريم" باحتضان وتين بقوة وهى تشعر بالاسف لفراقها ولكن هذه هى الحياة
انصرفت" وتين" لاحظ دموعها التى جاهدت على ان تخفيها عنهم كان يريد ان ينطق ويقول لها لا تذهب وتظل معهم اراد ان يقول انه لن يسمح لاحد ان يأذيها
فاق من افكاره على صوت "مريم "تناديه حتى يذهبوا الى منزلهم
مريم:"عمو عمو يلا بينا"
ثائر:"مريم ايه رأيك نقعد هنا شوية كمان"
مريم بدهشة:"نقعد هنا ليه انت مش كنت عايزنا نسافر القاهرة النهاردة علشان عندك شغل"
ثائر:"الظاهر كده لازم نقعد هنا كمان شوية "
مريم:"اشمعنا يعنى عايزنا نقعد"
ثائر بدون وعى:"علشان" وتين" يا "مريم"علشان "وتين"
مريم:"علشان "وتين' انا مش فاهمة حاجة يا عمو"
ثائر:" ها انا هفهمك كل حاجة قولى للدادة تطلع الشنط تانى"
مريم:" عمو انا عايزة افهم فى ايه"
ثائر:"انتى مش صعبان عليكى حالة "وتين"واللى هى فيه"
مريم:"ايوة طبعا بس انت ايه علاقتك بالموضوع ده"
ثائر:"انا هخلصها من الناس دى يا مريم"
مريم بتساؤل:"هتخلصها منهم ازاى يعنى"
ثائر:"هتعرفى كل حاجة فى وقتها يلا بينا دلوقتى"
اخذ بنت اخيه وذهب الى السيارة قام بإخراج الحقائب من السيارة وصعدوا ثانية إلى الشقة وكل هذا و"مريم" و"حسنية" لم يفقهوا شئ مما يحدث او لماذا فعل" ثائر" ذلك
***
قابلت" نادية" ابنها" اسامة" على الباب فهى تعلم انه ذهب ليتحدث مع "وتين" ولكنها شعرت بالقلق مما رأته من تعبيرات غريبة جدا على وجهه
نادية:"مالك يا" أسامة" فى ايه مال وشك متغير ليه كده"
أسامة:"مفيش حاجة يا ماما انا كويس"
نادية:"انت روحت اتكلمت مع وتين"
أسامة بغضب:"ايوة روحت وياريتنى ما روحت ولا شوفتها"
نادية:"ليه ايه اللى حصل خلاك متنرفز كده"
أسامة:"الست هانم لما روحت اكلمها لاقيتها واقفة مع واحد بتتكلم معاه وبتبتسم ولما اتنرفزت كان هيضربنى"
نادية:" واحد مين ده انت تعرفه"
أسامة:"انا اول مرة فى حياتى اشوفه واحد كله عضلات كده وشايف نفسه"
نادية:"مش جايز يا ابنى هو يعرفها معرفة عادية مش زى اللى فى دماغك"
أسامة بعصبية:"لسه برضه هتدافعى عنها انا شفتها بعينى واقفة معاه"
نادية:"الظلم ظلمات يوم القيامة يا ابنى ومنحكمش على الناس بالظاهر"
أسامة:'خلاص انا اخدت قرارى ومش هرجع فيه"
نادية:"اللى هو ايه بقى يا اسامة"
أسامة:"انا هكمل جوازى من" هيام "ومش هرجع فى كلامى خلاص وباليل الخطوبة فجهزى نفسك انتى وبابا"
قال ذلك ثم ذهب إلى غرفته ينفخ من الغضب بسبب "وتين"
أسامة:"هو ليه كنت غبى وشايفها انها ملاك وهى طلعت واحدة معندهاش ادب ولا اخلاق وكل شوية مع واحد صحيح انا كنت مغفل وهدبس فى جوازى منها وهى كانت هتجبلى العار والفضيحة بس خلاص دى صفحة ولازم تتقفل من حياتى بس قبل كده انا لازم اوريكى قيمتك يا وتين"
اخذ قراره بأن يخبر "سمير" بما رأه حتى يستطيع السيطرة على تلك الفتاة التى تجردت من حياءها على حسب تفكيره
***
عندما عادت الى المنزل وجدتهم قد استيقظوا جميعا من النوم
عايدة:"انتى كنتى فين والنهاردة مفيش عندك كلية"
وتين:"كنت بشترى الحاجات اللى انتى طلبتيها منى امبارح"
ورفعت يدها لتريها ما تحمله من اغراض قد اوصتها بشراءها لعمل الاكل اللازم" لأسامة" وعائلته فاليوم يوم خطبة ابنتها
عايدة:"طب حطى الحاجات فى المطبخ ويلا ابتدى فى تجهيز الأكل علشان عايزة عشا محصلش علشان" أسامة" و"هيام"
وتين باستسلام:" حاضر يا مرات عمى"
وضعت الاغراض فى المطبخ ذهبت إلى غرفتها قامت بتغيير ملابسها ووضعت الهدية التى اهدتها اياها" مريم" وعند ذلك تذكرته تذكرت كل كلمة قد قالها لها واحساسها عندما سمعت اسمها منه فاستغبت نفسها فكيف تفكر بهذه الطريقة فهى لن تراه ثانية ولن تجمعهم صدفة كتلك مرة اخرى تنهدت "وتين" وخرجت من الغرفة متجه الى المطبخ لعمل المطلوب منها قابلت "هيام" كانت استيقظت للتو من نومها ولكنها فضلت الذهاب الى المطبخ فهى اصبحت لا تطيق رؤية هذه الفتاة التى كانت السبب فى كل ما يحدث لها
نظرت لها "هيام "وهى تلوى شفتيها باستنكار من نظراتها لها
هيام:"بتبصيلى ليه كده يا برنسيسة"
وتين:" ولاحاجة عن اذنك"
هيام:"اتفضلى يا برنسيسة"
وتين بهمس:"لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ربنا يخلصنى منك"
هيام:"انتى بتقولى ايه يابت انتى"
وتين:"مبقولش اما ادخل المطبخ علشان اعملك انتى وعريسك الأكل"
هيام باستهزاء:"طيب عقبال ما نعملك اكلك انتى و"عزيز"
وتين:"ده فى المشمش لو حصل"
هيام:"ماهو المشمش طلع انتى ما تعرفيش"
ضحكت بشماتة وانصرفت من امامها تلك الضحكة التى عندما سمعتها" وتين" كانت تريد ان تمسك تلك الفتاة من عنقها وتضغط على رقبتها حتى تستطيع ان تقضى عليها
دخلت إلى المطبخ بدأت بعمل الأكل كان العرق يتصبب منها بسبب وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار فالجو شديد الحرارة ولكن ما يهمهم ان تنجز ما عليها من أعباء
حل المساء سريعا كانت انتهت من عمل اشهى الاكلات التى كان من المفترض ان تتناولها هى مع" أسامة" ولكن للقدر رأى اخر ذهبت الى الحمام اخذت حمام ينعشها وخرجت ارتدت ملابسها فالعريس على وشك الوصول هو واهله ارتدت" هيام "ذلك الفستان الذى اشترته من اجل خطبتها وبالرغم من ذلك كانت تشعر ان "وتين" اجمل منها حتى فى تلك الملابس البسيطة التى ترتديها
عايدة:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبتى"
هيام:"تسلمى يا ماما"
سمير:"يلا علشان أسامة واهله على وصول ولا ايه"
عايدة:"خلاص احنا جاهزين اهو"
سمير:"احنا هنروح محل الدهب نشترى الشبكة وبعدين نبقى نرجع هنا علشان تتعشوا براحتكم"
عايدة:"عقبال عندك يا حبيبى"
سمير:"ان شاء الله بس لما اجوزهم واطمن عليهم الاول"
عايدة:"اهو "هيام" وهتلبس دبل و"وتين" يمكن تحصلها"
سمعت "وتين" ذلك شعرت بالرعب والخوف فهم على ما يبدوا مصممين على إتمام هذه الزيجة التى ستكون بمثابة انتهاء حياتها لم تنطق بكلمة ولكن قلبها يدعو الله ان يخرجها من هذه الورطة ومن هذا الجحيم الذى تعيش فيه مع هؤلاء الناس
حضر' أسامة" كان وسيم فى تلك الملابس التى يرتديها نظر بسخرية الى وتين وكأنه يخبرها انها خسرت شخص مثله فهو معتد بوسامته جدا ولكنها فكرت اللعنة على تلك الوسامة التى تجعله يفكر انه لايوجد غيره فى هذه الحياة يتمتع بالوسامة فهو بحانب" ثائر" شئ لا يذكر" ثائر "لماذا داهمت صورته مخيلتها عندما قارنت وسامة اسامة به ف"ثائر "وسيم وسامة رجولية ذو نظرة جذابة وابتسامة تسترعى الانتباه ونبرة صوت دافئة تجعل القلوب ترتعش لها .مهلا. مهلا افيقى ايتها الفتاة فمالها اصبحت تفكر فيه كثيراً افيقى ايتها الحمقاء هكذا خاطبت نفسها لم تفق الا على صوت الزغاريد تعلو فى المنزل ووجدتهم يخرجون من المنزل للذهاب لشراء الدبل والشبكة الخاصة ب"هيام" كانت اخر من خرجت من المنزل وصلوا إلى المحل ظلت واقفة فى الخارج فهى لا تريد ان ترى اى شئ مما يشترونه ظلت واقفة مكانها حتى سمعت صوت يحدثها نظرت خلفها وجدته الشخص الوحيد الذى لا تريد ان تراه ابدا
عزيز:"ازيك يا انسة وتين"
وتين من غير نفس:"اهلا افندم فى حاجة حضرتك"
عزيز:"لا ابدا بس كنت عايز اقولك عقبال عندك يا جميل"
وتين:"شكرا اتفضل بقى مش قولتلى شوفك رايح فين"
عزيز:"الله الله انتى خلقك ضيق ليه كده يا آنسة هو" سمير" مقلكيش ولا ايه"
وتين باستعباط:"قالى على ايه مش فاهمة انت قصدك ايه"
عزيز:'على ان انا عايز ارتبط بيك يا جميل ونتجوز"
وتين:"وانا مش موافقة وحل عنى وابعد عن طريقى"
عزيز بسماجة:"بس سمير موافق وده اللى يهمنى"
وتين بدون وعى:خلاص ابقى اتجوزه هو"
عزيز:"بتقولى ايه يا انسة طب ايه رأيك محدش هيتجوزك غيرى"
وتين بتحدى:"وده مستحيل يحصل حتى لو انت اخر واحد فى العالم"
عزيز:"انا متعودتش اكون عايز حاجة وماخدهاش فانتى بتاعتى اعملى فى حسابك كده"
لم ترد عليه خرجوا من المحل بعد انتقاء الذهب الازم نظر "أسامة" ناحيتها وجد" عزيز" يتحدث معها
أسامة:"هى "وتين "مش سايبة حد حتى" عزيز"
هيام:"انت قصدك ايه يا أسامة"
أسامة:"هى وافقة مع "عزيز" بتعمل ايه"
هيام:"اصل "عزيز" عايز يتجوزها وحتى كلم "سمير"فى الموضوع"
أسامة:"وهى رأيها ايه فى الموضوع ده"
هيام:"بتقول مش موافقة معرفش ليه"
أسامة:"تلاقى بس عزيز مش على مزاجها علشان كده رفضاه بس هو ده اللى هى تستاهله"
عندما سمعت "هيام "ذلك شعرت بالفرح ف"أسامة" اصبح يكن كل الكره والبغض ل"وتين "وهذا ما كانت تريده
هيام بمسكنة:"ربنا يهديها انا مش عارفة هى عايشة حياتها كده ازاى"
أسامة:"ليه هى عملت ايه تانى"
هيام بكذب:"كنت ساعات بشوفها قاعدة مع شباب فى الكلية نصحتها كتير بس هى مبتسمعش الكلام"
اقتربت" هيام" من "وتين" لتريها ما اشترته لكى تغيظها
هيام:"شوفى يا وتين اسامة اشترالى ايه"
وتين ببرود:"مبروكين عليكى"
هيام:"عقبال عندك يا وتين"
وتين:"فى حياتك ان شاء الله"
سمير:"مبروك يا "هيام" ربنا يتمم بخير"
هيام:"الله يبارك فيك وعقبال عندك ان شاء الله "
عايدة:"يلا بينا على البيت"
وصلوا جميعا الى المنزل ولكن آبى والد" أسامة" ووالدته الصعود الى شقة "سمير"
عايدة:"بقى كده ينفع دا انا محضرالكم عشا هتاكلوا صوابعكم وراه"
نادية بابتسامة:"بالف هنا وشفا على قلبكم بس أبو" أسامة" ممنوع من الأكل باليل علشان تعبان وكمان فى دوا لازم ياخده دلوقتى"
سمير:"يعنى ينفع كده يا عم رفعت"
رفعت:"معلش يا ابنى نبقى ناكل فى فرحك ان شاء الله"
سمير:"تسلم يا عم رفعت "
صعد "أسامة "بمفرده مع اهل خطيبته بينما انصرف والديه الى منزلهم بعد رفضهم الصعود
عايدة:"يلا يا "وتين" حطى العشا على السفرة
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت "وتين "الى المطبخ لتقوم بافراغ الطعام وتقديمه على السفرة
اسامة:"هو ممكن ادخل الحمام"
سمير:"ايوة طبعا اتفضل"
ذهب "أسامة" الى الحمام لمح "وتين" فى المطبخ تقوم بتجهيز الطعام
أسامة:'مبروك عرفت ان "عزيز" طالب ايدك بس تصدقى هو ده اللى يناسبك لايق عليكى اوى يا "وتين" يمكن ده اللى يعرف يشكمك ويلمك شوية"
قال ذلك ثم دخل الى الحمام فرت دموعها ساخنة على وجنتيها ولكنها مسحتهم باصرار وهى تعنف نفسها على ضعفها
وتين:"انتى بتعيطى ليه بطلى بقى عياطك مش هيفيدك بحاجة يا غبية اسكتى بقى اسكتى"
قامت بغسل وجهها من اثر البكاء وضعت الطعام جلسوا جميعاً ولكنها ابت الجلوس معهم فهى لاتريد سوى الدخول الى غرفتها لاتريد رؤية احد منهم
هيام بحنان مزيف:"مش هتاكلى يا وتين انتى مكلتيش حاجة من الصبح"
وتين:'لاء شكرا شبعانة عن اذنكم"
ذهبت الى غرفتها جلست على السرير وجدت نفسها تخرج هاتفها من جيبها تريد الاتصال ب"مريم" لتطمأن عليها بعد لحظات جاءها الرد على الطرف الآخر
وتين:"السلام عليكم"
مريم:'وعليكم السلام ازيك يا وتين"
وتين :"الحمد لله انتوا وصلتوا القاهرة"
مريم:"لاء"
وتين بقلق وبدون وعى:"ليه بعد الشر حصلكم حاجة انتوا كويسين فى حد حصله حاجة انتى كويسة عمك كويس ردى عليا يا مريم"
مريم:"لا متخافيش احنا مسافرناش اصلا احنا لسه هنا فى اسكندرية"
وتين باستغراب:"مسافرتوش ليه مش كنتوا خلاص ماشين"
مريم:"بعد انتى ما مشيتى عمو قالى هنستنى هنا شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حصلت"
مريم:"انا مش عارفة عمو عمل ليه كده بس اللى فهمته منه انه قال هيفضل هنا علشان يخلصك من الناس اللى انتى عايشة معاهم"
سمعت وتين ذلك اعتدلت فى جلستها باهتمام فلماذا يفكر فيها وبخلاصها من هذا البيت
وتين:'يخلصنى منهم ازاى يعنى"
مريم:"والله ما عارفة ولا فاهمة حاجة بس قالى هتفهمى كل حاجة فى وقتها"
وتين:"بس عمك ليه عايز يعمل كده"
مريم:"برضه مش عارفة يا "وتين" على العموم انا مبسوطة من اللى حصل وياريت فعلا عمو يقدر يخلصك من الناس دى انا برضه هبقى اكلمك واقولك هو ناوى على ايه"
وتين بتوهان:"ان شاء الله"
مريم:"سلام "
وتين:"مع السلامة"
انهت مكالمتها مع "مريم" لا تعرف هل تفرح ان هناك من يفكر بمصلحتها ام ماذا تفعل ؟ ولماذا يهمه امرها؟ هل اخذته الشفقة عليها عندما رأى اثار الضرب على وجهها فقرر مساعدتها
وتين بأمل:"يارب يقدر فعلا يخلصنى من الناس دى يارب"
ظلت تدعو من قلبها ان يأتى اليوم التى تصبح فيه حرة نفسها
***
كان جالسا يفكر فى حل لمشكلة هذه الفتاة فمن يستطيع ايجاد حل هو "رمزى" بحكم عمله فهو محامى ويستطيع ايجاد طريقة لخلاص هذه الفتاة
اخرج هاتفه طلب رقم "رمزى" ظل بضع دقائق ينتظر الرد فالوقت متأخرا جدا وربما نام الآن
كان "رمزى" يغط فى نوم عميق عندما سمع رنين هاتفه فتوقع ان يكون "ثائر" فهو الوحيد الذى يوقظه من نومه على مصيبة من مصائبه
رمزى بنعاس:"هو ده" ثائر "واقطع دراعى اما كان عامل مصيبة"
"الو ايوة يا استاذ" ثائر" خير فى مصيبة ايه "
ثائر:"صحصح كده وفوق علشان عايزك فى موضوع مهم'
رمزى:"خير يا اخويا موضوع ايه ده اللى انت عايزنى فيه"
ثائر:"عايزك تجيلى اسكندرية"
رمزى:"اسكندرية ليه هو انت مرجعتش البيت "
ثائر:"لا مرجعتش ولسه فى اسكندرية وعايزك تجيلى ضرورى وبسرعة"
رمزى:"اجيلك فين دلوقتى دى الساعة ٢ باليل"
ثائر:"تجيلى الصبح انت فاهم يا رمزى"
رمزى:"لا بجد فى ايه "مريم" جرالها حاجة"
ثائر:"ياعم الحلو "مريم" بخير عايزك اول النهار ما يطلع تكون عندى فاهم"
رمزى:"لا والنبى هجيلك على البساط السحرى انا ولا ايه ولا اكنش عفريت تقفل التليفون تلاقينى قدامك"
ثائر:"بطل رغى واسمع الكلام سلام دلوقتى"
قال ذلك واغلق الهاتف حتى قبل ان يرد "رمزى" على كلامه
رمزى:"هى دى عادتك ولا هتشتريها يا "ثائر" مشحططنى وراك فى كل مصيبة وفى كل داهية"
بعد ان هاتف " رمزى" فتح احدى المواقع الإخبارية على هاتفه وجد عنوان استرعى انتباه اتسعت عيناه على آخرها من صدمته من قراءة عنوان الخبر المنشور"
ثائر:" إيجاد جثةالمجرم الهارب "فرج البرنس" بإحدى الأماكن المهجورة"
قرأ تفاصيل الخبر باندهاش وغضب شديد فاخر أمل له فى العثور على من كان السبب فى قتل أخيه قد ضاع منه فكيف حدث هذا؟ فهو يعيش بأمل ان يأخذ حق اخيه ممن قتله بتلك الطريقة البشعة شد شعره بعنف يضرب بقبضة يده على الطاولة الموضوعة امامه حتى شعر ان يده على وشك ان تنزف مرة أخرى
ثائر بغضب مكبوت:" ليه ليه يعنى الوحيد اللى كان هيقولى مين اللى عمل فى "رؤوف "كده خلاص طب ازاى ازاى"
شعر انه على وشك ان يصاب بحالة جنون هستيري حاول تهدئة نفسه عبثاً فكلما يتذكر يجد نفسه انه يريد ان يصرخ بأعلى صوته يريد ان يشق صوته ذلك الهدوء والسكون الذى يغلف ماحوله ولكنه لا يريد افزاع ابنة أخيه من نومها الآن وجد نفسه يسقط على الأرض على يده يمارس تمارين الضغط ينفث ما بداخله من غضب فهو كان يفكر فى ايجاد حل ل"وتين "وجاءت معرفته بموت "فرج "بالتزامن مع هذه المشكلة فصدق "رمزى "القول فالمصائب أصبحت حليفته أينما ذهب
وبالفعل فى الصباح الباكر كان "رمزى" يستقل سيارته متجها الى الاسكندرية لمعرفة ما هذا الموضوع المهم الذى يشغل بال" ثائر" حاليا
وصل الى الاسكندرية صعد الى الشقة قام برن الجرس فتحت "حسنية" الباب بابتسامة
حسنية:"اهلا يا استاذ "رمزى" اتفضل"
رمزى:"ثائر هنا ولا برا"
حسنية:"ايوة هنا جوا هو و"مريم"
عندما سمع اسمها رفرف قلبه من الفرحة فتلك الفتاة عشقه المستوطن بقلبه منذ أبصرت تلك الفتاة النور
رمزى بابتسامة:"انا جيت مفيش حمد الله على السلامة"
مريم:"حمد الله على السلامة نورت اسكندرية يارمزى"
رمزى بعشق:"دا نورك انتى يا "مريم" والله"
حمحم "ثائر" ليستيقظ "رمزى" من حالة الحب التى سيطرت عليه منذ ان رأى "مريم"
رمزى بغيظ:"منور يا ثائر يا حبيبى"
ثائر:"مريم "معلش سبينا لوحدنا شوية"
مريم:"حاضر يا عمو عن اذنكم"
ذهبت" مريم" ظلت نظرات" رمزى" تتبعها حتى دخلت غرفتها رأى "ثائر" ذلك اغتاظ من تصرفاته
ثائر:"انت ياعم المتخلف ما تحترم نفسك هو انا مش مالى عينك ولا ايه"
رمزى:'هو انا عملت حاجة"
ثائر:'بطل تبصلها كده احسن اطلع عينك يا رمزى"
رمزى:"خلاص جوزهالى واخدها ابصلها براحتى فى بيتى"
ثائر:"ماتحترم نفسك ياض انت وراعى ان انا عمها يا متخلف يعنى انا ممكن ابقى حماك"
رمزى:'بقولك ايه يا حمايا العزيز نتكلم جد بقى انت بعتلى اجيلك ليه"
ثائر:"اقعد هحكيلك على كل حاجة"
اخبر" ثائر" "رمزى" بقصة "وتين" كاملة ومعانتها التى تعانيها من هؤلاء الناس وانه يريد تخليصها من كل هذا
رمزى:"وانت هتخلصها ازاى يعنى يا"ثائر" مش فاهم"
ثائر:"انت بتسألنى انا امال انا جيبك ليه انت مش محامى وتشوفلى طريقة اخلصها من الناس دى والعيشة اللى هى عيشاها معاهم"
رمزى:"طريقة ايه يعنى ايه هى الطريقة اللى انت عايزها بالظبط علشان ابقى فاهم"
ثائر:"اى طريقة يا "رمزى" اى طريقة تخليها تسيب البيت ده قولى هى مثلا لو سابت البيت وجت عاشت معانا فى البيت فى القاهرة هيحصل حاجة
رمزى:'لا ابدا مش هيحصل حاجة قرايبها دول بس يقدموا فيك بلاغ ان انت خطفت قربيتهم وطبعا هى متقربش ليك بأى شكل او صفة فحضرتك هتشرف فى سجن ابو زعبل وانا و"مريم" هنيجى نزورك ونجبلك عيش وحلاوة كل أسبوع يا حبيبى"
ثائر:"انت بتستظرف يا ابو دم خفيف هو ده وقتك انت كمان"
رمزى:"ابدا والله هو ده اللى هيحصل انا هكدب عليك يعنى يا "ثائر"
ثائر:"طب وبعدين هنعمل ايه دلوقتى فكر معايا يا "رمزى"
رمزى:"هو ليه انت مهتم بالبنت دى اوى كده انا اول مرة اشوفك كده وعمال تاكل فى نفسك علشان تلاقيلها طريقة تخلصها بيها من اللى هى فيه"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا "رمزى "والله مش جايز علشان اتخيلت لو "مريم "مكانها وملقتش حد ينقذها فعلشان كده انا حابب اساعدها"
رمزى:"بس هتساعدها ازاى اظن مفيش طريقة تساعدها بيها يا "ثائر" وحكاية انك تخليها تسيب البيت وتيجى معاكم انساها خالص بلاش مشاكل ووجع دماغ وانت ليك سمعتك فبلاش شوشرة"
ظل "ثائر" يفكر وضع رأسه بين يديه غارزا يديه فى شعره الكثيف لعل يجد حل طرأت له فكرة رفع رأسه نظر الى "رمزى" كشخص وجد حل لمشكلة مستعصية الحل
ثائر:"انا لقيت حل يا" رمزى"
رمزى:"حل ايه اللى انت لقيته ده خير اتحفنى"
ثائر:"انت قولت ان "وتين" متقدرش تقعد فى بيتى علشان هى مليش قرابة بيها ولو اهلها بلغوا عنى هتحبس"
رمزى:"ايوة وده ممكن يحصل فعلا انا مبهزرش"
ثائر:"طب ايه رايك لو وتين قعدت فى بيتى بشكل قانونى ورسمى"
رمزى باهتمام:"بشكل قانونى ورسمى ازاى يعنى انت بتفكر فى ايه يا "ثائر" مش مرتاحلك"
ثائر:"بشكل قانونى يعنى تقعد فى بيتى بصفتها مراتى"
نظر اليه "رمزى" باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر"ثائر" فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير ؟ فهو على وشك الزواج من "سيلا" فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:"انت بتقول ايه يا ثائر"
ثائر:" يعنى اتجوز انا ووتين"
رمزى......