رواية أسير عينيها
الفصل السابع 7 والثامن 8 والتاسع 9
بقلم دينا جمال
في الإدارة
دخل خالد الي مكتبه فوجد محمد ويوسف في انتظاره
خالد بضيق: هما البهوات مش ليهم مكاتب ولا انا بيتهيئلي
محمد: اخيرا جيت تعالا يا عم دا أنا طلع عيني مع الواد الي أنت مسكته مش راضي ينطق
خالد: طب اطلعوا برة وهاتهولي
هز محمد رأسه إيجابا ثم اصطحب يوسف الي خارج الغرفة
عاد بعد قليل ومعه ذلك الشاب اشار له خالد أن يخرج من الغرفة
فخرج واغلق الباب خلفه
خالد ضاحكا: انااااابيب يا بيه.
نظر له الشاب بحقد فقام خالد من مكانه وجلس امامه
خالد: ازيك يا...
صالح: صالح
خالد: عاشت الاسامي يا صالح ها هتعترف صح
صالح: اعترف بايه أنت مسكت المخدرات عندي في بيتي تبقي بتاعتي
خالد بحدة: اهبل أنا عشان اصدق أن عيل زيك يعرف يتجار في الكمية دي كلها
صالح: والله دا الي عندي
خالد بحدة: يا ابني ساعدني عشان اقدر اساعدك دي فيها اعدام بدل ما تلبسها لوحدك تطلع منها شاهد ملك وتاخد براءة.
صالح: ما اقدرش ما اقدرش لو قولتلك هيقتلوا امي وأختي ما اقدرش
عقد خالد حاجبيه باستفهام: أمك واختك
هز صالح رأسه إيجابا سريعا: ايوة شاكر خاطفهم عشان لو فكرت اعترف عليه يقتلهم
خالد سريعا بثقة: اقسم بالله يا صالح لو ساعدتني هرجعلك أمك واختك سلام من غير خدش حتي وهتخرج شاهد ملك من القضية براءة هتبقي أنت الكسبان من كل الاتجاهات بس تقولي شاكر مستخبي فين وازاي بيقدر يهرب بالسرعة دي قبل ما نمسكه.
صالح: هقولك يا باشا، شاكر بيهرب لانه اصلا ما بيكنش موجود
خالد باستفهام: يعني ايه
صالح: شاكر دايما بيبقي عنده يعني زي ما تقول كدة مكانين قريبين من بعض دايما بيعمل كدة الي أن وهو بيعمل كدة بيبقي عامل حسابه أنهي واحد منهم ممكن يتكشف أسرع فبيفضل في التاني وبمجرد ما انتوا بتهجموا على المكان دا واحد من رجالته بيبلغه فهو بيهرب على طول عشان كدة انتوا ما بتلقهوش.
خالد بتوعد: اما وريتك يا شاكر ال*****، طب هو دلوقتي فين
صالح: هقولك يا باشا هو في...
خالد: تمام يا صالح ثم صاح بصوت عالي يا محممممد
دخل محمد مسرعا ينظر لخالد بترقب فهز الأخير رأسه إيجابا
خالد: رجع صالح الزنزانة وكثف عليه الحراسة
اخذ محمد صالح وخرج فدخل يوسف إليه
يوسف بترقب: اعترف
هز خالد رأسه إيجابا ليهتف سريعا: اجمعلي محمد والفريق بسرعة
يوسف سريعا: تمام.
في فيلا محمود السويسي
نزل محمود على سلم البيت الكبير فوجد زوجته تجلس على احدي الارائك وجهها ممتعض بضيق تحدث نفسها بحنق
محمود: صباح الخير، مالك يا زينب
زينب بضيق: البيه ابنك كسفني وخلي رقابتي قد السمسمة قدام الضيوف
محمود سريعا: طب في ايه بس فهميني
زينب بغيظ: كنت جيبالوا عروسة زي القمر وبنت صاحبتي يعني عارفة اصلها وفصلها، على الي ابنك عمله
ثم بدأت تقص عليه ما حدث لينفجر محمود ضاحكا.
زينب بغيظ: أنت بتضحك يا محمود أنت عايز تجنني أنت كمان
محمود ضاحكا: اهدي بس كدة يا زينب بصراحة الواد عنده حق مش هتبطلي بقي يا زينب
زينب بغيظ: أنا غلطانة إني عيزاه يتجوز دا تم التلاتين دا الي في سنه عنده عيال طوله
محمود بحزم: كفاية بقي يا زينب كفاية الي عملوا في المسكينة شهد
غامت عيني زينب بحزن لتهتف بندم: أنا السبب في الي حصلها أنا ما كنتش اعرف أنه هيعمل فيها كدة.
محمود بجمود: خالد كان خارج مدبوح من تجربة رحاب وانتي اصريتي أنه يتجوز شهد فطلع الي حصله على المسكينة
زينب بندم: خلاص يا محمود بالله عليك كفاية تقطيم فيا
صباح الخير يا بابا، صباح الخير يا ماما مالكوا بتزعقوا ليه
هتفت بها ياسمين بمرح وهي تنزل على سلم البيت
محمود مبتسما: صباح النور يا ياسمين، لا يا حببتي ابدا ما بنزعقش ولا حاجة
زينب بحنان: صباح الفل يا عروسة
محمود: ها يا بنتي كل حاجة جاهزة.
ياسمين: تقريبا، فاضل شوية حاجات بسيطة قبل الفرح
محمود: طب الحمد لله أن شاء نفرح بيكي قريب
ادعيلي يا حاج انا كمان تفرحوا بيا
هتف بها عمر بمرحه المعتاد
ياسمين ضاحكة: صباح الخير يا لوما
عمر بمرح: صباح الفل يا سيما
محمود بيأس: صباح الخير يا لمض
عمر بمرح: صباح الفل يا حوده
محمود بضيق: حودة ايه يا ولد ما تتكلم عدل
زينب ضاحكة: ما سمعكش خالد كان علقك.
عمر بذعر: لالالالا بالله عليكوا بلاش عم هيركل بتاعكوا احسن انا مجرب آه يا درعاتي يا إني
ياسمين: صحيح فين خالد مش كان بيقول هياخد اجازة عشان فرحي
محمود: استني هكلمه
اخرج محمود هاتفه وطلب رقم ابنه رن الهاتف عدة مرات قبل أن يجيب
محمود: السلام عليكم
خالد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا حج
محمود: ما فيش يا ابني، انا بس بسالك هتيجي امتي
خالد: لاء انا احتمال ما اجيش النهاردة ياحج.
محمود: ليه يا ابني خير
خالد: عندي عملية مهمة النهاردة
محمود: طب يا ابني خلي بالك من نفسك
خالد: حاضر يا حج مع السلامة
محمود: في رعاية الله يا ابني مع السلامة
اغلق محمود الخط ثم توجه بحديثه إليهم
محمود: خالد احتمال ما يجيش النهاردة
زينب بقلق: ليه خير
محمود: عنده عملية مهمة
زينب: ربنا يجيبه بالسلامة يا رب
عمر: طب يا جماعة انا رايح الجامعة عن اذنكوا
ياسمين: وانا كمان ماشية هروح اجيب شوية حاجات ناقصة كدة.
محمود: ماشي يا حبيبتي ربنا معاكي، مش عايزة فلوس
ياسمين: لا يا بابا شكرا لسه معايا فلوس كتير، سلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام
غادر كل من ياسمين وعمر، همّ محمود بالمغادرة فاستوقفته زينب
زينب بقلق: انا قلقانة اوي على خالد يا محمود من ساعة ما قولتيلي ان هو طالع عملية وانا قلبي مقبوض
محمود: ربنا معاه إن شاء الله، عن اذنك عشان اتاخرت عن المصنع، سلام عليكم.
زينب: وعليكم السلام، ثم اكملت في نفسها بقلق، ربنا يستر.
في الادارة
خالد بحزم: مفهوم يا شباب كل واحد دوره ايه محمد ويوسف هيجهموا على المكان الي شاكر متوقع الهجوم عليه وأنا هروح على المكان التاني، أيمن ومراد هيبقوا جاهزين عشان لو احتاجنا دعم
محمد: مش هيبقي خطر انك تطلع لوحدك
خالد بتصميم: أنا مستني اللحظة دي بقالي
سنين وأنت جاي تقولي خطر لا يا محمد لو كان فيها موتي مش هسيب حق زيدان
انتهي الاجتماع بعدما تم توزيع الادوار والاتفاق على ساعة الهجوم المحددة.
جلس خالد على كرسي مكتبه يغمض عينيه بهدوء
يوسف: خالد خالد خالد يا خااااالد
فتح الاخير عينيه يرمقه بغضب؛ عايز ايه يا زفت
يوسف: أنا جعان
خالد غاضبا: اعملك ايه يعني في حضانة احنا هنا
يوسف بضيق: يا ابني قوم نروح ناكل لقمة في اي حتة قبل معمة بليل
محمد بهدوء: يوسف عنده حق تعالا نروح ناكل لقمة ونروح نريح ساعتين
خالد ساخرا: أنا مش هروح عمتك لو شافتني هتفضل تعيط ولاء ما تروحش وقلبي بيتقطع وقلقانة خليني احسن.
محمد بهدوء: خلاص ماشي نروح ناكل ونبقي نرجع تاني على هنا.
في المطعم
كانت لينا وصديقاتها يمزحن ويضحكن وهن يتذكرن ذكريات طفولتهم
حتي احضر لهم النادل الطعام
النادل معتذرا: أنا آسف جدا على التأخير بس عندنا عجز في العمالة النهاردة
ساندرا بضيق: أنت عارف احنا بقالنا اد ايه مستنين، دا معظم الناس الي في المطعم مشيت اساسا
النادل بأسف: أنا آسف والله يا افندم دي ظروف خارجة عن ارداتنا ما فيش جوة غير طباخ واحد الباقيين ما جوش مش عارف ليه.
لينا: خلاص يا ساندرا هو مالوش ذنب اتفضل أنت
النادل مبتسما بامتنان: شكرا
رحل النادل فنظرت لينا لساندرا بعتاب: عيب كدة يا ساندرا هو الراجل ذنبه ايه
ساندرا بضيق: انتي الي طيبة أوي
ومزة أوي أوي
نظرت الفتيات الي مصدر الصوت لتتسع عيني لينا بفزع: ااانت
عز مبتسما باستفزاز: ايوة يا عسل ما اعتقدش لحقتي تنسيني
Flash back.
عز نائد السيوطي ابن رجل اعمال غني جدااا شاب مدلل فاسد يعشق الركض وراء الفتيات والرهان على الفوز باجملهن وكانت لينا رهانه الجديد عندما اخبره شاكر صديقه وبائع تلك السموم البيضاء التي يدمنها
كان يجلس في سيارته امام المستشفى الخاصة بها عندما رآها تخرج بصحبة ذلك الرجل ( خالد ) وتركب سيارته فانطلق بسيارته خلفهم في تلك الاثناء جاءه اتصال من شاكر
شاكر: ايه الي حصل، أنا عرفت أن خالد راحبها.
عز: خدها وخرج من المستشفى بس بصراحة البت مزة تستاهل
شاكر: طب هتمشي ولا هتعمل ايه
عز: لاء أنا وراه ما تقلقش
شاكر: ما تنساش الي اتفقنا عليه
عز بضيق: يا عم خلاص هنفذ الي قولت عليه ما تقلقش البت مزززززة بصراحة سلام بقي
ظل يسير خلفهم بسيارته الي أن وجدهم يقتربون من ذلك المطعم
عز بحماس: اووووووبا اما حتة صدفة
اخرج هاتفه واتصل بصديقه
عز: آه يا حاتم أنت في المطعم.
حاتم بضيق: آه يا اخويا في المطعم ما انا الفلبنية بتاعت ابوك مشحططني ما بين المطعم والشركة والمصنع
عز بضيق: بس بطل رغي خليك عندك انا جايلك
وقف خالد بسيارته امام الطعم فنزل منها هو ولينا وعز خلفهم
في داخل المطعم
حاتم: في ايه يا عز
سحب عز حاتم من يده وجلسا على الطاولة المقابلة لطاولة خالد ولينا بحيث يصبح عز مقابلا للينا
بدأ عز مشاغبتها فنهره صديقه بضيق
حاتم بضيق: بتعمل ايه الله يخربيتك أنت اتجننت.
عز بصوت منخفض غاضب: اسكت أنت بس
حاتم بضيق: أنت مش شايف الي معاها شكله عامل ازاي لو شافك هينفخك
عندما بدأت ملامح الغضب والضيق ترتسم على وجه لينا لاحظها خالد وذقام لضرب عز ولكن لحسن حظه استطاع الهروب وامسك خالد بحاتم وقام بضربه بشدة حتي فقد وعيه
Back
لينا بفزع: اااانت عايز مني ايه
غمز عز بطرف عينيه بوقاحة: عايزك
اتسعت عينيها بفزع لكنها ردت بغضب: احترم نفسك يا بتاع أنت واتفضل امشي من هنا حالا.
عز ضاحكا: لاء امشي ايه دا أنا ما صدقت شوفتك وكويس أوي أنك جاية من غير الفتوة بتاعك
لينا غاضبة: أنت لو ما مشتش دلوقتي حالا أنا هنده الأمن يرموك برة
ضحك عز عاليا بسخرية: وتفكري الأمن بتاع مطعم أبويا هيرموني برة
شحب وجهها من وقع الصدمة ابتلع جوفها الكلام فلم تستطع شفتيها النطق به
سلمي: مين دا يا لينا
رفع عز ياقة قميصه بغرور: اعرفكوا بنفسي عز نائد السيوطي ابن المليونير نائد السيوطي.
ساندرا ساخرة: حصلنا الأرف البيه بقي عايز ايه
عز: أنا مش عايز منكوا حاجة انتوا التلاتة أنا عايز من الجميل الرابع
لينا بصدمة: أنت مجنون
سلمي غاضبة: أنت فاكر اننا هنسيبك تاخدها فعلا دا أنا ناكلك بسنانا
عز ضاحكا بسخرية: أموت أنا في القطط الشرسة
ثم اتجه ناحية لينا وبدأ يجذبها من ذراعها بعنف خلفه فتشبثت باصدقائها اللاتي حاولن منعه وضربه ولكنه كان بنية رياضي متناسق ليجذب به الفتيات.
الاثناء كان يدلف خالد وصديقيه الي نفس المطعم بالصدفة ( قال يعني مش انا الي قصداها ) راي لينا وهي تصرخ في عز
لينا بصراخ: سيب ايدي يا حيوان ابعد عني
كان هذا المشهد كفيل للغاية ليجعل الدماء تشتعل في رأسهوتبرز عروق رقبته تصرخ بغضب
ركض ناحيتهم قبض على يد عز الممسكة بيد لينا
خالد بتوعد: هي مش قالتلك سيب ايديها
ضغط خالد بشدةعلي يد عز حتي كاد يهشمها مما جعله يفلت يد لينا.
فاسرعت لينا تقف خلف ظهر خالد تحتمي به ترتجف خوفا
لينا باكية: الحقني يا خالد الحيوان دا عايز ياخدني معاه بالعافية وانا ما اعرفش هو مين ولا عايز مني ايه
اشتعلت عينيه غضبا بعد سماعه لتلك الكلمات هجم على عز وظل يضربه بشدة حتي اتي محمد ويوسف محاولان انتزاع خالد عنه
قبل ان يقتله
محمد صارخا: كفاية يا خالد هيموت في ايدك
يوسف صارخا: خلاص يا خالد كفاية، هتموته.
اما هو فكان في عالم اخر لا يسمعهما لايري سوي دموعها وارتجافة جسدها وهي خائفة كلما تذكره وهو يمسك ذراعها يزيد من قسوة لكماته
بعد مدة طويلة نجح محمد ويوسف في انتزاع خالد عنه قبل ان يقتله
خالد غاضبا: كلب، سيبوني اموته
محمد: خلاص يا خالد اهدا خلاص
يوسف: اهدا يا عم خلاص انا اتصلت بالقسم القريب من هنا وهما جايين دلوقتي
ما هي الا دقائق حتي حضر احد ظباط القسم بصحبة بعض العساكر.
الظابط: ممكن اعرف ايه الي بيحصل هنا
خالد: العقيد خالد السويسي
الظابط وهو يؤدي التحية: خالد باشا، يا اهلا وسهلا يا افندم، خير يا باشا ايه الي حصل
خالد غاضبا: الكلب الي مرمي قدامك دا حاول يعتدي على الدكتورة لينا الشريف
بدأ الظابط في سؤال صديقات لينا عما حدث فقاموا بسرد ما حدث
حاول الظابط سؤال لينا ولكن خالد منعه
خالد: بلاش لينا، انت عرفت الي حصل من صاحبتها قفل المحضر واتفضل.
كانت نبرة خالد تحمل تحذير شديد اللهجة
الظابط: احم، انا هقفل المحضر في القسم بعد اذنك يا خالد باشا
امر الظابط العساكر بوضع عز في البوكس ليذهبوا به
ضائعة، خائفة دموعها ترفض التوقف شعور بالضياع والضعف تفكر ماذا كان سيحدث ان لم ياتي خالد لإنقاذها، ادركت كم هي ضعيفة هشة وان قوتها ما هي الاقناع واهي تحاول التخفي خلفه.
اما هو فكان بالقرب منها بعد ان رحل الظابط شعر بتخبط افكارها كيف لاء وهي ابنته الصغيرة التي شبت على الدنيا بين يديه
ذهب اليها وجثي على ركبتيه امامها رفع وجهها برفق ليري هاتين العينين الباكيتين ليقول حنان افتقدته نبرته منذ سنوات.
خالد بحنان: على فكرة انتي مش ضعيفة زي ما انتي فاكرة انتي قوية وقوية اوي كمان ثم اكمل مازحا دا انتي الوحيدة اللي ضربت خالد السويسي بالقلم دي معجزة محتاجة حد زي هيركل عشان يعمل كدة
ابتسمت ابتسامة ضعيفة فاخرج منديل من جيبه واعطاه لها
خالد بحنان: امسحي دموعك وعلي الله اشوفك بتعيطي تاني هعلقك
لينا بخوف: هو مش هيرجع تاني صح
تبا لتلك النظرة الخائفة التي تحتل عينيها تحرق ثنايا روحه ببطئ.
خالد برفق: صح، ما تخافيش يا لوليتا أنا مستحيل اخلي اي حاجة في الدنيا تأذيكي حتي لو هدفع حياتي التمن، ممكن بقي تقومي تكملي اكلك
هزت رأسها إيجابا: حاضر
قام خالد يحادث صديقاتها: اتفضلوا يا بنات كملوا اكلكوا ما تخافوش
يوسف بمشاكسة: وحشتيني يا سوسو
ساندرا بخجل: بس بقي يا چووو
خالد بضيق: يا حنين تعالا هنا يا بابا
هتف بها خالد وهو يجلس على طاولة قريبة من طاولة الفتيات هو ومحمد.
ذهب يوسف وجلس معهما بينما عادت ساندرا الي طاولتهم
في هذه الاثناء اتصل احد افراد امن المطعم (بنائد) وابلغه ما حدث مع ابنه، فتوجه نائد الي المطعم سريعا
بينما خالد والبقية يتناولون الطعام دخل المطعم في اعصار غضب رجل يبدو في نهاية الخمسينيات من عمره يرتدي حله انيقة يسير خلفه حارسيين شخصيين ووجهه يشتعل من الغضب، دله احد افراد الامن على خالد فتوجه اليه ووقف امامه
نائد بصوت اجش: انت ازاي تمد ايدك على ابني.
خالد ببرود: عشان قليل الادب و عايز يتربي
نائد بغرور: انت ما تعرفش انا مين؟
خالد باستخفاف: مين؟
نائد: نائد السيوطي اكبر رجل اعمال في البلد
خالد: طظظ
نائد بدهشة: ايه بتقول ايه
خالد ساخرا: ايه ما سمعتش اعيدهالك تاني طظظظ، ويلا بقي خدلك جنب عشان انت قاطع مية ونور
نائد غاضبا: لاء بقي دا انت قليل الأدب وعايز تتربي
ثم اشار الى حارسيه: رورقوه
ابتسم خالد بسخرية كاد يوسف ومحمد ان يقوما فاوقهما خالد بإشارة من يده.
خالد بهدوء: مكانوا كملوا اكلكوا على ما اخلص
يوسف ضاحكا: راحوا في الكازوزا
محمد: ما تتاخرش يا خالد عشان لسه ورانا شغل
قام خالد وشمر ذراعيه وهجم عليهما كالبرق، يعصف بهما الي ان بدا الاثنان يصرخان بنائد حتي ينقذهما من براثنه، تركهما وبدا يعدل هندامه وذهب تجاه نائد ووضع يده على كتفه
خالد ساخرا: المرة الجاية ابقي هات معاك رجالة
نائد غاضبا: ماشي يا بتاع انت انا هوريك نائد السيوطي هيعمل فيك ايه.
خالد ضاحكا بسخرية: اعلي ما في خيلك اركبه بس اوعي تقع من عليه
خرج نائد من المطعم غاضبا وهو بتوعد لخالد بالويل والانتقام
خالد: ها يا شباب خلصتوا اكل ولا لسه
يوسف: اه خلصنا يلا بينا
طلب خالد النادل ودفع حساب طاولتهم وطاولة لينا أيضا وقبل ان يغادر المطعم ذهب الي لينا واعطاها كارته الشخصي
خالد برفق: لينا دا الكارت بتاعي لو احتاجتيني في اي وقت ما تتردديش ثانية واحدة انك تتصلي بيا مفهوم
لينا: مفهوم.
محمد مبتسما: ازيك يا لينا، اكيد مش فكراني
لينا: محمد، صح
محمد مبتسما: صح، كويس انك لسه فكراني
لينا: بص هو انا كل الي فكراه ان خالد كان بيتخانق معالك كتير اما يشوفك
محمد ضاحكا: لاء انتي فاهمة غلط، خالد كان بيتخانق لما كان بيشوفني معاك...
خالد مقاطعا: محمد كفاية
يوسف مازحا: انا يوسف يا لينا كنت معاهم(بصوت عاطف في فيلم الناظر)
لينا ضاحكة: لاء الصراحة مش فكراك خالص.
يوسف: يا ستي بكرة تفتكريني براحتك على العموم اتفضلي دا الكارت بتاعي
قبل ان يعطي يوسف للينا كارته التقطه خالد ومزقه
خالد غاضبا: كفاية كارت واحد، وانتي بطلي ضحك، اتفضل يا حنين انت وهو قدامي لسه ورانا شغل
محمد: خلاص يا عم ما تزوقش
خالد بتوعد: حساكبوا معايا لما نرجع الادارة
يوسف: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله، يا صغير على الموت يا يوسف، يالي كان نفسك تتجوز ومش هتلحق يا يوسف.
انفجرت لينا وصديقتها ضاحكين عليه
نظر خالد الي لينا نظرة غاضبة مخيفة فسكتت عن الضحك
خالد غاضبا: ادامي يا نحنوح
خرج الفريق وتوجهوا للادارة استعدادا لعملية الاقتحام
اما في المطعم
نهي بدهشة: مش معقول دا خالد
لينا: لاء هو يا اختي
سلمي بضيق: حرام عليكي يا شيخة، دا الواد فضله فولتين وينور، شوفتيه وهو بيضرب البدي جارد يخربيت عضلاته
لينا: دا همجي ومتوحش
سلمي: انتي طول عمرك مفترية، دا الواد حنية وادب وحلاوة.
نهي مكملة بهيام: وشهامة و جدعنه وعضلات وشعر ودقن مش على حد، هييييح
لينا باستغراب من طريقتهم: في ايه يا جماعة مالكوا انتوا اتهبلتوا
نهي: بس عارفة شكله بيحبك
لينا بشرود: ما اعتقدش
سلمي غاضبة: انتي حوله يا بت دا الواد كان فاضله ثانية وياخدك في حضنه ويزعق ويقول بحبك
لينا: بيتهيقلوكوا هو بس بيحب يبان بطل قدام الناس
نهي: ما افتكرش، دا حتي مارضيش يخلي الظابط يتكلم معاكي عشان مش يضايقك.
سلمي: انا قولت انك حولة دا ركع تحت رجلكيلي يمسح دموعك يا حولة
ساندرا: صحيح، هو انتوا تعرفوا بعض قبل كدة
لينا بتوتر: احم، اه كنا جيران من حوالي 12 سنة
سلمي بهيام: يااااه وفضل يحبك كل المدة دي وانتي بعيده عنه هييييييح
لينا: بقولكوا ايه قفلوا على الموضوع دا، انا هطلب الحساب ونمشي
نهي: وهتحاسبي على طبقك وانتي مالمستهوش
لينا: مش جعانة، متر لو سمحت الحساب
جاء النادلإليهم
النادل: الحساب اتدفع يا افندم.
لينا: مين اللي دفعه؟
النادل: خالد باشا يا افندم
لينا: طب اتفضل انت
سلمي: مش بقولكوا الواد شهامة وجدعنه مش على حد
لينا بحدة: بس دا ما يدلوش الحق ان هو يدفعلنا الحساب
نهي: خلاص اهدي، دلوقتي هنعمل إيه
لينا: انا لازم ارجع المستشفى عشان ورايا شغل مهم
سلمي: خلاص لينا ترجع شغلها، واحنا نروح بيوتنا
وبالفعل عادت لينا لعملها لتستعد للوردية المسائية
أما في إدارة مكافحة المخدرات الساعة 11 مساءا.
خالد: يلا يا شباب اجهزوا هنتحرك دلوقتي
يوسف بدهشة: نعم، انت مش قولت هنتحرك الساعه 2
محمد: انت يا ذكي، مش عارف خالد بيحط الميعاد وبعدين يغيره
يوسف متسائلا: اه، صحيح ليه يا خالد بتعمل كدة
خالد غاضبا: احنا هنقعد نرغي يلا اجهزوا
استعد الفريق كاملا وانطلقواالي وجههتهم.
في مستشفي الحياة
دق باب مكتبها
لينا: ادخل
د/وليد: د/لينا، دي كشوفات بنك الدم الخاص بالمستشفى بيقولوا عندهم عجز جامد في فصيلة (O negative)
لينا بحدة: ميت مرة قولت الكشوفات دي تيجي الصبح، لو جت حالة خطيرة ومحتاجة دم دلوقتي نعمل ايه، نقعد جمبها نعيط، اتفضل بلغ المسؤول عن بنك الدم انه متحول للتحقيق
د/وليد: حاضر يا دكتور عن اذنك.
خرج وليد من الغرفة فعادت تجلس على كرسيها، خلعت نظارتها الطبية ورمتها على المكتب ثم عادت الي ظهر كرسيها تفرك عينيها بتعب
لينا بتعب: يعني اليوم الوحيد الي تعبانه فيه يكون عندي وردية فيه، يلا الحمد لله انا هقوم اغسل وشي واخد واحد قهوة مظبوط واروح امر على المستشفى.
اما على صعيد آخر
نجحت الفرقة في عملية الاقتحام وتم القبض على شاكر
خالد بانتصار: والله ووقعت يا شاكر
شاكر ضاحكا: ما تفتكرش انك كسبت يا ابن السويسي لسه اللعبة في أولها
خالد ضاحكا: وأنا عايز اشوف آخرها خدوه.
بعد انتهاء الاقتحام ظل خالد يبحث عن والدة صالح وبينما هو يبحث وجد غرفة بها العديد من السيدات والفتيات اسيرات هذه الغرفة ومن حسن حظه وجد الغرفة دون حراسة فقد تم القبض على الجميع فدخل الغرفة بهدوء وقام بحل وثاق كل من في الغرفة
خالد برفق: اهدوا ما تخافوش، انا جاي عشان أخرجوا من هنا
عندما انتهي من حل وثاق الجميع سمع صوت شد أجزاء مسدس يأتي من خلفه التفت ببطئ فوجد أحد الحراس يشهر مسدسه في رأسه.
خالد بصوت امر لجميع الرهائن: اقفوا ورايا
امتثلوا جمعيا لامره ووقفوا خلفه
المجرم ساخرا: لاء راجل يالا ومالوا اموتك انت الاول وبعدين هما
خالد بحدة : اوعي تكون فاكر انك هتخرج من هنا عايش حتي لو قتلتني، فاحسنلك ترمي اللعبة الي في ايدك دي وتسلم نفسك.
اغتاظ المجرم من كلامه فباغته برصاصه اخترقت صدره فسقط ارضا على ركبتيه ليس من الم الرصاصة كما يعتقد المجرم ولكن ليخرج المسدس الذي يضعه في حذائه لمثل هذه الحالات اخرج المسدس سريعا وباغت المجرم برصاصة اخترقت رأسه ومات
بعدها حاول الوقوف عده مرات ولكنه لم يستطع بسبب الم الرصاصة القوي فبدأ بالزحف حتي القي بجسده على الحائط
امسك بجهاز اللاسكي محاولا التحدث مع ( محمد او يوسف)
خالد بصوت مجهد: محمد، محمد سامعني.
محمد: سامعك يا خالد انت فين يا ابني، انت كويس
خالد: انا كو...
لم يكمل خالد كلامه بل قاطعه صوت احدي السيدات وهي تصرخ: لاء يا ابني مش كويس الحقه ضربوا عليه نار
محمد بفزع: يا نهار اسود انا جاي حالا
توجه خالد الي السيدة التي صرخت: ليه يا امي عملتي كده
السيدة: اومال عايزني اسيبك تموت بقي جاي تنقذنا وبتدافع عنا وعايزني اسيبك تموت
حاولت احدي السيدات خلع حجابها لربط جرحه الذي ينزف بشدة.
خالد بألم: خلي حجابك مكانه يا امي ما ينفعش تبان شعره منك ما ينفعش
في هذة الاثناء حضر محمد ويوسف مسرعين الي المقر الرئيسي حيث وجدوا خالد ومجموعة من الرهائن
محمد صارخا: يا نهار اسود ايه كل الدم دا، احنا لازم نوديه المستشفي بسرعه
خالد بصوت ضعيف و متقطع: مح مد قوو لها انيي بحببها اوي
ثم اغلق عينيه...تبع
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن
خالد بصوت ضعيف و متقطع: مح مد قوو لها انيي بحببها اوي
ثم اغلق عينيه ليتهاوي جسده أرضا
محمد صارخا: يووووسف شيلوه معايا يا يوسف بسرعة نوديه على المستشفى
وبالفعل تولي بعض الظباط العناية بالراهائن في احدي السيارات الكبيرة
اما خالد فوضعه محمد ويوسف في سيارة صغيرة ركب محمد بجانبه على الكنبة الخلفية واستقل يوسف مقعد القيادة يشق غبار الطريق من سرعته
محمد صارخا بغضب: بسرعة يا يوسف.
يوسف صارخا: أسرع من كدة العربية هتتقلب لا هو هيعيش ولا احنا هنعيش بص حواليك شوووف اي مستشفي نقف عندها
محمد سريعا: اطلع على مستشفي الحياة
يوسف بدهشة: اشمعنا يعني
محمد غاضبا: اسمع الكلام يا يوسف أنا عارف أنا بعمل ايه
هز يوسف رأسه إيجابا سريعا ليضغط على دواسة البنزين بقوة لتصرخ السيارة من شدة سرعتها
محمد بحدة: اجمد يا خالد.
فتح الاخير عينيه بضعف وابتسم ابتسامة صغيرة شاحبة وبدأ يحرك شفتيه يتحدث بصوت ضعيف متقطع: اش، هد، إن، لا، ال، ه، اااللا، الله
محمد صارخا: لاء يا خالد أنت مش هتموت أنت فاااهم مش هتموت بسرعة يا يوسف
يوسف سريعا: وصلنا خلاص اهو.
في فيلا محمود السويسي
استيقظت زينب فزعة من نومها تصرخ وتنادي باسم ابنها
زينب صارخة: خاااالد لالالا اااابني
هب محمود جالسا يهتف بقلق: مالك يا زينب، بسم الله الرحمن الرحيم، في ايه
التفت له تهتف بقلق تجلي بوضوح على قسمات وجهها
زينب بقلق: خالد، خالد يا محمود خالد مش كويس في حاجة حصلتله قلبي حاسس ابني جراله حاجة
ثم بدأت بالنحيب.
محمود سريعا وهو يربت على كتفها: استهدي بالله يا زينب ما تفاوليش على الواد إن شاء الله هو كويس مش أول يعني يطلع عملية
زينب باكية: طب بالله عليك كلمهاسمع صوته بس
محمود: اكلمه ازاي يا زينب انتي ناسية ان هو منبه ان ما حدش يكلمه وهو في مهمه استهدي بالله كده وارجعي نامي وهو إن شاء الله كويس
استسلمت زينب لاوامر زوجها وعادت لتستلقي على الفراش ولكنها لم تنم فقلبها يعرف ان هناك شئ سئ حدث لابنها.
زينب بقلق: لالالا أنا مش مطمنة أنا هقوم أصلي، يمكن قلبي يرتاح شوية.
في مستشفي الحياة
ساعدت الممرضات محمد ويوسف على وضع خالد على السرير النقالر
محمد صارخا بغضب: فين الزفت الدكاترة الي هنا ما تقفوش كدة نادوا الدكاتره بسرعة
ركضت الممرضات ناحية غرف الاطباء وذهبت واحدة منهم ناحية غرفة لينا اقتحمت غرفتها تهتف سريعا: الحقي يا دكتورة
لينا: في ايه يا سماح ايه الدوشة الي تحت دي.
الممرضة سريعا: الحقي يا دكتورة في حالة خطيرة تحت اتنقلت على اوضة الطوارئ ودكتور عصام راح على هناك و...
لم تقف لتسمتع الي باقي حديثها من بداية تلك الليلية وهي تشعر بقلق غير مبرر نزلت تركض على سلم المستشفي بقلق دقات قلبها تصرخ من القلق لسبب مجهول
ما إن وصلت الي حجرة الطوارئ وجدت محمد يقف امامها
اتسعت عينيها بفزع، لا لا ليس هو بالتأكيد شخص آخر.
اقتربت منه وهي تهز رأسها نفيا بعنف تنفي تلك الفكرة من مجرد التجوال في عقلها
محمد باكيا: لاء هو خالد بيموت يا لينا الحقيه أبوس ايدك، صرخ في وجهها خالد لو مات مش هسامحك ابدا أنا عملت كل دا عشانه عشان يرجع يعيش تاني
لم تفهم حرف واحد مما قال سوي أن حياته في خطر هرعت الي غرفة الطوارئ وهي تشعر في تلك اللحظة أنها نسيت كل ما تعرفه عن تلك المهنة.
في فيلا جاسم الشريف
وضع جاسم مفتاحه الخاص في قفل الباب فتح الباب بهدوء ودخل ليجد زوجته جالسة على أريكة كبيرة في غرفة الصالون من المفترض أنها تشاهد التلفاز
جاسم مبتسما: مساء الخير يا فيري
فريدة مبتسمة بقلق: مساء النور يا جاسم
تهاوي جاسم على الاريكة بجانبها يهتف بتعب: هلكااااان النهاردة كان عندي قواضي وعملا كتير أوي
فريدة مبتسمة برفق: ربنا يقويك يا حبيبى.
جذ كف يدها برفق ليلثمه بقبلة حانية: ويخليكي ليا يا حبيبتي، قوليلي البت لينا فين
ازدرقت فريدة ريقها بذعر لترد بتوتر حاولت إخفاءه: لوليتا نايمة من بدري جت من الشغل تعبانة ونامت
جاسم: اوعي تكوني سبتيها تنام من غير ما تاكل
فريدة بعتاب: دي بنتي أنا كمان على فكرة يعني اكيد مش هسيبها من غير أكل
جاسم مبتسما: طب يا حبيبتي أنا هروح اخذ دش وأنام مش هتيجي تنامي
فريدة مبتسمة بتوتر: هخلص الفيلم واحصلك.
جاسم: ماشي يا حبيبتي تصبحي على خير
فريدة: وأنت من اهله
راقبته وهو يصعد بقلق حتي اختفي عن ناظريها
لتتنهد براحة: الحمد لله، ربنا يستر جاسم لو عرف أن لينا مش بايتة في البيت هيقلب الدنيا على دماغنا استرها يارب.
في داخل غرفة العمليات
لينا سريعا بعملية: نبضه ضعيف اوي وليد بسرعة عايزة اعرف فصيلة دمه ايه
وليد سريعا: حاضر يا دكتورة ثواني
عصام: الحمد لله طلعنا الرصاصة ووقفنا النزيف بس احنا محتاجين دم بسرعة
وليد بتوتر: دكتورة لينا في مشكلة فصيلة دمه o negative
اتسعت عينيها بفزع: يا دي الليلة البيضة الفصيلة الوحيدة الي مش موجودة حد يجيب كانيولا بسرعة.
بعد ساعة تقريبا خرجت لينا من غرفة العمليات ومعها عصام ووليد وبعض الممرضات يجرون الفراش الناقل الي غرفة العناية المركزة
محمد سريعا: خالد بقي كويس صح هيعيش مش كدة
يوسف برجاء: طمنينا ارجوكي
لينا بابتسامة متعبة: ما تقلقوش هو الحمد لله بقي كويس والعملية نحجت وحالته استقرت خالد بنيته قوية اصلا عشان كدة قدر يعدي منها
محمد بقلق: بجد بقي كويس.
لينا مبتسمة برسمية: والله العظيم بقي زي الفل هيحتاج بس يفضل يومين تحت الملاحظة وبعد كدة هيخرج
تنهد محمد براحة: ربنا يطمنك يا رب، روح أنت يا يوسف وأنا هفضل معاه
يوسف بضيق: واروح أنا ليه ما تروح أنت وأنا افضل معاه
محمد غاضبا: يوسف اسمع الكلام
يوسف بحدة: احنا برة الشغل يا محمد باشا وانا مش همشي من هنا.
لينا سريعا: بس بس انتوا ناسين انكوا هنا في مستشفي وفيها مرضي، انا عندي ليكوا حل كويس انتوا لسه راجعين من عملية واكيد مجهدين، فالاحسن انكوا تروحوا ترتاحوا وانا هخليه تحت عنيا طول الليل والصبح من بدري تعالوا
محمد باعتراض: لاء طبعا ما ينفعش
لينا مقاطعة بضيق: من غير لاء يا حضرة الظابط صدقني دا أفضل حل مش مسموح غير بمرافق واحد بس هتفضلوا تتخانقوا طول الليل من فيكوا الي هيبات معاه.
نظرت محمد لها للحظات ليري نظرة تحدي وعِند تلمع فى عينيها فابتسم بداخله على محبوبة أخيه هز رأسه إيجابا باستسلام واخذ يوسف ورحل بينما نزلت لينا لغرفة العناية المركزة، دخلت فوجدت عصام يفحص حالته
لينا باهتمام: ها يا عصام حالته عامله ايه دلوقتي
عصام: الحمد لله الحالة مستقرة النبض طبيعي والتنفس منتظم واعضائة الحيوية شغالة بصورة طبيعية
تنهدت براحة: طب الحمد لله.
نظر لها عصام نظرة غريبة نظرة تجسد فيها الألم والحزن والغضب ليهتف بضيق حاول إخفاءه: لولاكي كان مات
لينا بلهجة حادة: عصام ما تجبش سيرة الموضوع دا تاني، ماشي واتفضل روح على شغلك وانا هتابع حالته
عصام بضيق: تمام، يا دكتورة اجيبلك حاجة تشربيها انتي اتبرعتيله بدم كتير أوي
لينا بحدة ؛ لو سمحت يا عصام اتفضل مش عايزة حاجة
زفر بضيق ليهز رأسه إيجابا خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.
في منزل محمد
وصل محمد الي منزله في ساعة متأخرة فوجد زوجته ما زالت مستيقظة تجوب غرفة النوم بقلق
محمد بدهشة: رانيا انتي ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي
لم ترد عليه بل اسرعت ورمت نفسها بين ذراعيه وبدأت تبكيبقوة
( رانيا النشار زوجة محمد منذ ثلاث لديها ابنه صغيرة لوجين )
رانيا باكية: كنت قلقانة عليك اوي يا محمد الحمد لله انك بخير
مسد محمد على شعرها بحنان: بس يا حبيبتي اهدي انا كويس والله ما تخافيش.
ابتعدت عنه تمسح دموعها سريعا
رانيا مبتسمة: الحمد لله الحمد لله يا رب ثواني وهحضرلك العشا
محمد بتعب: معلش يا رانيا ماليش نفس
ثم تركها وجلس على الفراش وبدأ يخله حذائه
فذهبت وجلست بجانبه تربت على يده بحنان: مالك يا محمد
رمي رأسه على كتفها وبدأ يبكي: خالد يا رانيا خالد اتصاب وكان هيموت.
شهقت بفزع مدت يديها سريعا تحتضن رأسه بحنان ليكمل هو باكيا: كان هيموت زي زيدان، زيدان مات قدام عينيا وخالد كان هيحصله كنت حاسس إني هتجنن وهو بيتشاهد وبيغمض عينيه زي زيدان
انسابت دموعها بألم على حالته: اهدي يا محمد اهدي يا حبيبي مش هو الحمد لله بقي كويس
هز رأسه إيجابا فاكملت بحنان وهي تمسد على شعره برفق: الحمد لله يا حبيبى ما تعملش في نفسك كدة عشان خاطري.
رفع رأسه ينظر لها بحب دني برأسه يقبل جبينها: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
اما في منزل الرائد يوسف
دخل يوسف الي منزله يفرد ذراعيه بتعب اتسعت عينيه بدهشة عندما وجد والدته وخطيبته في انتظاره
يوسف بدهشة: ساندرا انتي بتعملي ايه هنا
ساندرا بضيق: بقي دي طريقة تكلم بيها خطيبتك، طب انا زعلانة منك وانا غلطانة اصلا اني كنت قلقانة عليك
يوسف سريعا: مش قصدي يا ساندرا، قصدي ان الوقت اتأخر هتروحي ازاي دلوقتي
ذهبت والدته اليه وعانقته بحنان.
والدة يوسف: وحشتيني اوي يا حبيبي الحمد لله انك رجعت بالسلامة وان كان على ساندرا ما تقلقش هتبات معانا هنا انا اتفقت مع خالتك على كدة
تنهد يوسف براحة: طب كويس ادخل انا انام بقي عشان جاي هلكان، تصبحوا على خير
ثم تركهم وذهب الي غرفته
ساندرا: شوفتي يا طنط ابنك بيعاملني ازاي، وانا قلقانة عليه وسهرانه طول الليل مستنياه.
والدة يوسف: معلش يا حبيبتي انتي عارفه ان هو بيبقي جاي من شغله تعبان وما بيصدق يرتاح شوية يلا احنا كمان نروح ننام تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانتي من اهله يا انطي
دخلت والدة يوسف الي غرفتها وذهبت ساندرا الي غرفة الضيوف التي ستقضي فيها ليلتها ما ان دخلت وأغلقت الباب حتي شعرت بظل يتحرك خلفها
فزعت ساندرا وبدات تصرخ: حرررا...
وضع يوسف يده على فمها سريعا: يخريبتك هتفضحينا حرامي مين انا يوسف، ثم اكمل بنبرة رومانسية حالمة وحشتيني
دفعته ساندرا بضيق: عبوشكلك قطعتلي الخلف
قطب يوسف حاجبيه بصدمة: يا نهار أبيض على دا لسان
وضعت يدها على خصرها تنظر له بضيق: والله يا سي ولسه فاكر تقولي وحشتيني
يوسف بحزن: معلش بقي يا ساندرا ما انتي ما تعرفيش الي حصل
لوت ساندرا جانب شفتيها بضيق: هعرف لو انت قولتيلي.
يوسف بضيق: يخربيت لمضتك أنا الي جبته لنفسي خالد يا ستي اضرب بالرصاص وهو دلوقتي في المستشفى
ساندرا بحزن: انا اسفة يا حبيبي ما اكنتش اعرف طب هو حالته عاملة ايه دلوقتي
يوسف: الحمد لله الدكتورة قالت ان حالته استقرت
ساندرا وهي تدفعه إلى خارج الغرفة: طب يلا بقي يا حبيبي روح نام عشان نلحق نروحله الصبح بدري
يوسف بمرح: طب ما تزوقيش، تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانت من اهله
يوسف بمشاكسة: حاف كدة.
ساندرا: ايوة دا الي عندي اتفضل بقي روح نام
اخرجته من الغرفة واغلقت الباب في وجهه
يوسف بضيق: منك لله يا ساندرا يا بنت ام ساندرا كشفت رأسي ودعيت عليكي بالعربي وبالانجليزي وبكل اللغات ثم صاح بضيق: عايز اتجوز يا ناااااس
بينما تقف ساندرا خلف الباب المغلق منهارة من الضحك على افعال حبيبها المجنونة مثله.
في المستشفى
كان ممدا على الفراش الكثير من الأجهزة الطبية متصلة بجسده اقتربت من فراشه ببطئ تجول بعينيها بين تلك الأجهزة وملامح وجهه المستكينة.
امسكت رسغ يده تتأكد من انتظام دقات قلبه اغمضت عينيها فمر امامها مشهد طفلة صغيرة تجلس على فراش صغير تبكي لأن دميتها المفضلة انكسرت فظهر صبي اكبر منها ببضع سنوان ذهب اليها وضمها بحنان الي صدره ومسح دموع عينيها برفق واخرج من خلف ظهره عروسة اخري فصرخت هذة الصغيرة بفرح وقبلت الصبي على وجنته
فتحت عينيها تنظر له بحنين وعتاب عندما تذكرت جملته الساخرة ( دا واضح أن الموضوع كان عاجبك وأنا مش واخد بالي ).
وضعت يده برفق بجانبه ثم ذهبت وجلست على كرسي صغير بجانب الفراش.
في صباح اليوم التالي، في فيلا محمود السويسي
يقف عمر أمام والده وهو يحمل حقيبة سفر صغيرة
محمود بحدة: يعني ايه مسافر يا عمر
عمر سريعا: يا بابا دا هو يوم واحد عشان خاطري وافق
محمود: طب وجامعتك يا ابني
برجاء: يوم يا بابا وهنرجع بكرة مش هنتأخر عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري
زفر محمود بضيق: ماشي يا عمر بس يوم واحد
قلبه عمر على وجنته بفرح: اشطات يا حج ربنا يخليك يا رب اخلع انا بقي.
ركض الي خارج منزلهم يستقل سيارة صديقه
سامر ضاحكا: أنا ما صدقتش لما اتصلت بيا وقولت انك طالع معانا الساحل
عمر: لاء يا سيدي صدق
سامر: طب وهيركل اخوك
عمر ضاحكا: في مأمورية
سامر ضاحكا: ايوة يا عم إن غاب القط ألعب يا فار
عمر ضاحكا: بالظبط let s go يا برنس دا هيبقي أسبوع درمغة يا شقيق.
بدأ يفتح عينيه بتعب يحاول السيطرة على ذلك الشعور الذي يرغمه على الاستسلام لسلطان النوم اخيرا استطاع فتح عينيه تطلع الي سقف الغرفة الأبيض بضع لحظات قبل أن يعقد حاجبيه باستفهام أين أنا
تردد ذلك السؤال في عقله حرك رأسه يسارا فوجد تلك الاجهزة المتصلة به.
شعر بتيبس عضلات رقبته فبدأ يحرك رأسه للجانبين لتثبت انظاره عليها وهي نائمة على الكرسي بشكل ملائكي خطف انفاسه بدون وعي منه نزع تلك الاجهزة المتصلة به ليقم من على الفراش ببطئ متجها اليها
جثي على ركبتيه بجانب كرسيها ينظر لها بسعادة تنطق من بين قسمات وجهه المرهق
خالد بصوت منخفض: لينا، لوليتا اصحي يا لوليتا
تمتمت وهي نائمة بضيق: مش هصحي يا خالد ومش هروح المدرسة النهاردة اجازة.
ضحك عاليا بشدة، ضحك كما لو لم يضحك من قبل فتململت هي بانزعاج من صوت ضحكاته فتحت عينيها بضيق لتتسع عينيها بفزع
لينا بقلق: خالد أنت قومت من على السرير وشلت الكانيولا والمحاليل ليه انت لسه تعبان
خالد: بس اهدي أنا كويس
لينا بضيق: لو سمحت ارجع لسريرك
عاد لفراشه يتسطح عليه فعملت على اعادة توصيل المحلول الوريدي بجسده
خالد بألم مصطنع: ااااه الحقيني مش قادر
لينا بفزع: في ايه، ايه الي وجعك.
نظر له بهيام ليهتف بمرح: قلبي بيوجعني أوي آه يا قلبي
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ: جاك وجع في قلبك وقفت قلبي
ابتسم بمشاكسة: خوفتي عليا
نظرت له ببلاهة لتهتف بتلعثم: هااااا، ااه طبعا حضرتك مريض ولازم نخاف على حضرتك عشان سمعه المستشفي
خالد مبتسما بسخرية: همشيها سمعة المستشفى ثم اكمل بجد هو ايه الي حصل بالظبط
لينا: كل الي اعرفه أنك اتصبت ومحمد ويوسف جابوك هنا
هز رأسه إيجابا ليكمل: أنا هخرج امتي.
لينا: يومين على ما حالتك تستقر خالص ممكن بقي تستريح عشان انت لسه تعبان
خالد بجد: لاء انا كويس، وعايز اخرج
لينا بضيق: تخرج ازاي ما ينفعش لازم تفضل تحت الملاحظة يومين على الاقل دي اوامر الطبيب المعالج
خالد غامزا بمشاكسة: وانا تحت امر الطبيب المعالج
نفخت خديها المتوردتين من الخجل بغيظ لتهتف بصوت منخفض غاضب: قليل الادب
خالد ضاحكا: سمعتك على فكرة
سمعا صوت دقات على باب الغرفة
لينا: اتفضل
دخل يوسف وساندرا.
يوسف بمرح: يا صباح الي بتغني يا لود عامل ايه دلوقتي
ساندرا مبتسمة: صباح الخير يا خالد حمد لله على سلامتك
خالد: الله يسلمك يا ساندرا، ممكن معلش اطلب منك طلب
ساندرا: اه طبعا اتفضل
خالد: ما تجبيش الواد دا هنا تاني
ضحكت ساندرا ولينا ضحكات عالية، فنظر خالد الي لينا احدي نظراته المخيفة فسكتت عن الضحك
دخل بعد قليل محمد ورانيا ولوجين ابنتهم الصغيرة ذات الثلاثة أعوام
جرت لوجين سريعا الي حضن خالد.
لوجين بفرحة: عمو خالد
خالد ضاحكا بألم: براحة يا لوجين على عمو خالد
اتسعت عيني الصغيرة بدهشة: ايه دا يا عمو انت متعور
خالد: اه يا حبيبتي
قلبت الصغيرة شفتيها بحزن: مين الي عورك
خالد بحنان وهو يمسد على شعرها: الناس الوحشين الي بيخوفوا العيال الصغيرة
لوجين بحماس: وانت قبضت عليهم
خالد: اه يا حبيبتي قبضت عليهم انا وبابا
لوجين: مش دول ربنا هيزعل منهم
خالد: اه يا حبيبتي.
رانيا: كفاية بقي يا لوجين عشان ما تتعبيش عمو خالد، حمد لله على سلامتك يا خالد
خالد مبتسما: الله يسلمك يا رانيا
لوجين: عمو خالد هو انا تعباك
خالد: لا يا حبيبتي ابدا
لوجين: ثوفتي بقي يا ماما اهو مث تعباه
لمح خالد بطرف عينيه عيني صديقه المليئة بالدموع الذي يحاول إخفائها عن الجميع
خالد بحدة معنفا اياه: انشف يا محمد من امتي وحد فينا بيعيط وانا الحمد لله قدامك اهو عايش ما موتش، لما ابقي موت ابقي عيط.
محمد سريعا: بعد الشر عليك
احتضن محمد وخالد بعضمها ظل كل منها يشد على جسد الاخر بقوة الصداقة بينهما
خالد بمرح: براحة يا جدع انت بتستقوي عليا عشان انا مريض
محمد بدموع: ربنا يجعل يومي قبل يومك
خالد غاضبا: بعد الشر عليك انت اتجننت يا محمد ازاي تدعي على نفسك
محمد: انا ما اقدرش اعيش في اليوم وانا عارف انك مش فيها أنت اخويا وابويا وصاحبي.
خالد بمرح: انا بقي اقدر قوم ياض هات لمراتك وبنتك وساندرا حاجة يشربوها وهاتلي سجاير
لينا بضيق وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: التدخين ممنوع يا استاذ خالد حضرتك في مستشفي وما تنساش ان حضرتك مصاب يعني ما ينفعش
خالد بابتسامة صفراء: احم، طب ما ينفعش سيجارة واحدة
لينا بحدة: لاء يعني لاء
تمتم خالد بغيظ: خلاص ماشي ايه البت الرخمة دي
يوسف بمرح: الحمد لله يا رب لقينا حد يقول لخالد لاء.
دقت الممرضة باب الغرفة تهتف بلهفة: دكتورة لينا دكتور عصام بيقول لحضرتك في عملية مستعجلة
لينا سريعا: أنا جاية حالا عن اذنكوا
تركتهم وخرجت من الغرفة سريعا لمباشرة عملها
فنظر يوسف لخالد بخبث: يا بختك يا عم المزة بايته جنبك طول الليل يا رتني كنت أنت الي اتضربت بالرصاص
لكزته ساندرا في كتفه بغضب: اتلم الي بتعاكسها دي صاحبتي.
خالد بحدة: قسما بالله يا يوسف لو اتكملت عنها بالطريقة دي تاني هحققلك امنيتك واضربك رصاصتين يخلصونا منك
رن هاتف محمد برقم محمود والد خالد
محمد: دا والدك، اتصل بيا كتير بس انا ما ردتش عليه لحد ما اعرف هتعمل ايه
خالد: طب هات الموبيل
ثم نظر للجالسون يهتف بتحذير مش عايز اسمع صوت
فتح الخط فرد محمود بلهفة
محمود بلهفة: ايوة يا محمد يا ابني ما بتردش ليه
خالد: وعليكم السلام يا حج
محمود: خالد انت كويس يا ابني.
خالد: أيوة يا حج الحمد لله كويس
محمود: اومال ما جتش لحد دلوقتي ليه انت فين
خالد: انا في الادارة
محمود: طب هتيجي امتي
خالد: يومين تلاتة كدة يا حج عشان ورايا حاجات مهمة
محمود بشك: خالد انت بجد كويس
خالد: اه يا...
وقبل ان يكمل كلامه قاطعه صوت الممرضة وهي تهتف
الممرضة: خالد باشا الحركة الزايدة غلط على جرح حضرتك ودا جرح رصاصة يعني ممكن يفتح تاني
رمقها خالد بغضب افزعها بينما صاح فيه والده بحدة.
محمود بصدمة: خالد انت اتصبت حرام عليك يا ابني ومخبي علينا انا جيلك حالا انت في مستشفي ايه
خالد: مستشفى الحياة يا حج
محمود سريعا: انا جيلك حالا
اغلق الخط والقي الهاتف ليتنفض من على الفراش يقبض على رسغ الممرضة بقسوة يصيح فيها بغضب: انتي ايه الي جابك هنا
الممرضة بخوف: دا دا دا ميعاد الدوا بتاع حضرتك
خالد غاضبا: مش عايز زفت، اطلعي برة
الممرضة: ايوة يا افندم بس.
القي خالد الدواء من يدها: قولتلك اطلعي برة بررررررة
ركضت الممرضة من الغرفة سريعا وهي تبكي لتبحث عن لينا، فعلمت انها في غرفة العمليات لاجراء جراحة طارئة
اما داخل الغرفة
محمد بهدوء: اهدا يا خالد خلاص ما حصلش حاجة
خالد غاضبا: ازاي يعني ما حصلش حاجة غبية، بسببها والدي عرف الي حصل
محمد: ما هو كدة كدة كان هيعرف
خالد غاضبا: كنت هقوله بعد ما اتنيل اخرج من هنا، آه يا كتفي.
محمد سريعا بقلق: مالك يا خالد انت كويس، اندهلك الدكتور
خالد غاضبا: لاء انا كويس، ما تندهش حد مستشفي كل الي فيها اغبية
يوسف بخبث: حتي دكتورة لينا
خالد غاضبا: كلهم اتلم بقي يا يوسف
تولي محمد ويوسف مهمة تهدئة خالد الي ان هدأ بعض الشئ فانسحب الجميع بهدوء ليتركوه يرتاح بعض الشئ.
بالكاد انتهت من اجراء جراحة طارئة ذهبت الي مكتبها متعبة للغاية فهي لم تنم منذ الامس الا ساعات قليلة لا تتذكر هل بالفعل تناولت شئيا منذ الامس أم لا تهاوت على كرسيها تفرك عينيها بتعب عندما سمعت دقات على باب مكتبها
لينا: ادخل
دخلت تلك الممرضة تبكي بشدة
لينا بقلق: مالك يا الفت أيه الي حصل بتعيطي ليه
قصت الفت على لينا ما حدث في غرفة خالد وهي تبكي وتنتحب.
لينا برفق: خلاص يا ستي حقك عليا انا ما تزعليش ومعاكي باقي اليوم اجازة واسبوعين مكافأة بدل زعل مرضية كدة يا ستي
الفت مبتسمة: انا متشكرة أوي يا دكتورة حضرتك طيبة جدا، عن اذنك
لينا مبتسمة: اتفضلي
خرجت الفت من الغرفة
لينا بضيق: وبعدين معاك يا خالد
خرجت من مكتبها متجه الي غرفته دقت الباب فسمعت صوته يأذن بالدخول
لينا بضيق: حمد لله على سلامتك يا حضرة الظابط.
ابتسم داخله بسخرية علم لما جاءت قبل أن تتكلم بالتأكيد تلك الممرضة ذهبت لتشتكي لها منه
خالد ببرود: الله يسلمك، خير
لينا بحدة: بص يا حضرة الظابط حضرتك هنا في مستشفي محترمة فياريت حضرتك تلتزم حدودك وانت بتتعامل مع الناس الي شغالين فيها
اغتاظ من طريقتها الحادة في الكلام معه فهتف فيها بغضب
خالد غاضبا: أنتي مشغلة عندك شوية اغبيه.
لينا غاضبة: ما اسمحلكش تتكلم عنهم بالطريقة دي، دول مش شغالين عندك دول بيساعدوا حضرتك عشان تبقي تتعالج
مع انفعالها بدأت تشعر باضطراب فوضعت يدها على رأسها تحاول التوازن
تبخر غضبه كله في لحظة ليهاجم القلق قلبه
خالد بقلق: مالك يا لينا
لينا غاضبة: مالكش دعوة بيا
كانوا على وشك الجدال من جديد ولكن قاطعهم دخول والد خالد ووالدته مسرعين الي الغرفة.
محمود: خالد يا ابني حمد لله على سلامتك، كدة يا ابني عايز تخبي علينا
خالد: ما تقلقش يا حج انا بقيت كويس عمر الشقي بقى
زينب باكية: قلبي كان حاسس أنك مش كويس
خالد برفق: خلاص يا أمي والله أنا كويس دا جرح بسيط ولا ايه يا دكتورة
نظر ناحيتها نظرة تقول لها قولي فقط نعم فهزت رأسها إيجابا سريعا
محمود: طب يا ابني أنا هسيب والدتك معاك واروح اشوف حساب المستشفى.
خرج محمود من الغرفة بينما جلست زينب جوار أبنها تحركت لينا خطوة اثنتين بدأ الدوار يعصف برأسها من جديد
التفت له تتطلع اليه بأعين زائغة منهكة، ليهب سريعا من فراشه ولكن سبق السيف العزل لتسقط ارضا تحت قدميه فاقدة للوعي بينما يصرخ هو باسمها بفزع..تبع
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع
خرج محمود من الغرفة بينما جلست زينب جوار أبنها تحركت لينا خطوة اثنتين بدأ الدوار يعصف برأسها من جديد
التفت له تتطلع اليه بأعين زائغة منهكة، ليهب سريعا من فراشه ولكن سبق السيف العزل لتسقط ارضا تحت قدميه فاقدة للوعي بينما يصرخ هو باسمها بفزع: لينااااااا.
انحني بجذعه سريعا فبدأ يشعر بوغزات قاسية تشتد عليه جرحه يصرخ بألم، وضع احدي يديه أسفل ركبتيها والآخري أسفل ظهرها ليحملها بخفه واضعا إياها على الفراش برفق، التفت لوالدته يصيح بقلق: دكتور بسرعة دكتور
هزت والدته رأسها إيجابا سريعا اتجهت ناحية باب الغرفة لتخرج منه فوجدته يدخل ودخل منه احد الاطباء.
رمق عصام خالد بغيظ، بلغ غيظه بصعوبة ليهتف بدبلوماسيته المعتادة: خالد باشا ما ينفعش الي حضرتك عامله دا جرح لسه جديد وممكن يفتح تاني
تقدم عصام من الفراش الطبي بخطوات واسعة
انحني بجذعه ليقترب بجسده من جسد لينا حتي يحملها
خالد بترقب: أنت بتعمل ايه
عصام بضيق لم يستطع إخفاءه: هكون بعمل ايه يعني هشليها اوديها أوضة تانية عشان حضرتك ترتاح.
هتف خالد من بين اسنانه بحدة: لو ايدك قربت منها مش لمستها قربت بس منها هقطعلك ايديك الاتنين
انتفض عصام مبتعدا عنها ازدرد ريقه بتوتر ليهتف بتلعثم: ما ينفعش نسيبها كدة ححضرتك تعبان وهي كمان تعبانة
رفع حاجبه الأيسر قليلا يرمقه بازدراء ليقترب منها ويفعل ما فعل من قبل ليحملها بخفة بين ذراعيه.
هل تشمون رائحة حريق لا تخافوا هذا فقط دم عصام الذي يشتاط غضبا من ذلك الرجل الذي يقف امامه رمقه بحدة ليهتف بغيظ: الي حضرتك عامله دا ما ينفعش
تركه يقف ينصهر غيظا وخرج من الغرفة يمشي بخطي حاول كونها سريعة فلحقه عصام سريعا يدله الي احدي الغرف دخل الغرفة ووضعها برفق على الفراش
خالد: مين الي هيكشف عليها
كتف عصام ذراعيه امام صدره وابتسم له باصفرار: أنا
خالد غاضبا: ليه ان شاء الله ما فيش هنا دكاترة ستات.
عصام بحدة: دكاترة ستات سيداتك انا دكتور محترم
خالد غاضبا: مش شغلي، انا عايز دكتورة ست
الي أن هنا وكفي طفح الكيل لم يستطع التحكم باعصابه اكثر من ذلك فصرخ فيه
عصام غاضبا: ما اعتقدش إن في اي علاقة بينك وبين الدكتورة تخليك تقرر مين الي هيكشف عليها أنت مجرد مريض هنا في المستشفي ولا هي عشان اتبرعتلك بدمها تفتكر انك..
خالد مقاطعا بدهشة: اتبرعتلي بدمها.
ابتسم عصام بسخرية: آه سيادتك كنت جاي امبارح وعندك نزيف حاد لما قدرنا نوقفه كنا محتاجين دم بسرعة وحظك أن فصيلتك ما كنتش موجودة
زينب صارخة بحدة: بس أنت وهو انتوا هتفضلوا تتخانقوا وسايبنها مرمية كدة، لو سمحت يا دكتور بعد إذنك هاتلنا دكتورة
هز عصام رأسه إيجابا على مضض ليخرج صافقا الباب خلفه بضيق
زينب؛ وأنت يا خالد ارجع سريرك يلا
خالد بحزم: أنا مش هتحرك من هنا قبل ما اطمن عليها.
كانت جالسة على مكتبها شاردة تمسك قلمها الازرق بعض الخربشات على ورقة بيضاء فقط كلمة واحدة او بمعني أصح اسم واحد
عصام
دق باب الغرفة فاغلقت الدفتر سريعا حمحمت عدة مرات حتي تجلي صوتها: احم، ادخل
دخل هو من كانت تفكر فيه منذ لحظات يهتف سريعا: دكتورة سمية معلش تعالي معايا بسرعة
هزت رأسها إيجابا سريعا وقامت من خلف مكتبها تمشي بجانبه تحاول اللحاق بخطواته الواسعة
سمية بقلق: دكتور عصام هو في ايه.
عصام سريعا: دكتورة لينا تعبانة، اغمي عليها فجاءة
هزت سمية رأسها إيجابا وقد تحطم قلبها أشلاء نظرات عين عصام نظرات قلقة محبة هل بالفعل عصام يحبها ولكن هي تحبه متي وكيف لا تعلم هي فقط كلما سمعت اسمه تشعر بأن قلبها يقفز فرحا.
فاقت من شرودها عندما وصلا الي غرفة الكشف دخل عصام فوجد خالد ممسكا بيد لينا يسمد على شعرها برفق لو كانت النظرات تقتل لمات الاخير في الحال من نظرات الغضب والغيظ المنبعثة من عيني عصام والتي لاحظتها سمية جيداااا
خرج عصام وخالد من الغرفة وبقيت زينب مع لينا وسمية
استند بجسده على الحائط عاقدا ذراعيه امام صدره
عصام بضيق: ممكن حضرتك تتفضل على اوضتك بقي
خالد بلامبلاة: يلا ياض من هنا.
بعد دقائق خرجت سمية من الغرفة بصحبة زينب
تسارعت انفاسه بلهفة ليطمئن عليها ولكن رغم ذلك سأل ببرود: ايه الي حصل
سمية بعملية: هبوط من قلة الأكل والراحة محتاجة ترتاح شوية وهتبقي زي الفل وحضرتك كمان محتاج ترتاح جرح حضرتك خطير يا ريت حضرتك تفهم دا
عاد الي غرفته فعملت سمية على إعادة توصيل المحاليل بجسده سريعا وحقنه بمهدئ خفيف
سمية: اعتقد دلوقتي حضرتك هتقدر تهدي اعصابك شوية عن إذنك.
في فيلا جاسم الشريف على طاولة الإفطار
جاسم: اومال البت لوليتا فين من امبارح ما شوفتهاش
فريدة بتوتر: هااا لوليتا نزلت من بدري عندها عملية مهمة ونزلت بدري
جاسم: ربنا يقويها
فريدة في نفسها: الحمد لله
كان كل شئ يسير على ما يرام حتي
جاءت رحمة من المطبخ تهتف بقلق: يا فريدة يا بنتي لينا من امبارح ماجتش وهتلقيها كمان ما كلتش انتي عرفاها مهملة في أكلها.
اتسعت عيني جاسم بغضب: من امبارح ماجتش وأنا قرطاس هنا بنتك فين يا هانم
فريدة سريعا: اهدي بس يا جاسم هي بس كان عندها شغل كتير بليل فاضطرت تبات في المستشفي هتلاقيها جاية دلوقتي والله
مرت نصف ساعة جاسم يجوب الغرفة ذهابا وايابا كالليث الحبيس حاول الاتصال بها عدة مرات ولكن دون فائدة هاتفها دائما مغلف.
جاسم صارخا: أنا قولت مية مرة ما فيش شغل باليل لكن ازاي لينا هانم لازم تمشي الي في دماغها والست هانم أمها بتساعدها ما أنا كيس جوافة مش مالي عينهم
فريدة بخوف: يا جاسم اسمعني بس...
جاسم مقاطعا بغضب: حسابك معايا بعدين يا فريدة لما الست هانم بنتك ترجع قسما بالله لهربيها من اول وجديد همشيها على العجين ما تلغبطتوش.
فريدة صارخة: لاء يا جاسم كفاية الي كنت بتعمله فيها وهي صغيرة بسببك عندها فوبيا من الضلمة حرام عليك ما كفاكش انك كنت بتحبسها في اوضتها في الضلمة حرام عليك
جاسم ببرود: أنا كنت بربيها عشان ما تغلطش
فريدة بتهكم: عرفت بقي هي كانت بتحب خالد اكتر منك ليه كانت بتلاقي منه الحنان الي أنت حارمها منه
جاسم غاضبا: اخرسي يا فريدة.
امسك هاتفه يهتف فيه بغضب عندما جاءته الرسالة الصوتية المسجلة ( الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق أو غير متاح )
فريدة: طب انت مش معاك اي رقم دكتور من الي في المستشفي
جاسم متذكرا : صح، أنا معايا رقم عصام
طلب الرقم سريعا رن الهاتف عدة مرات قبل أن يأتيه الرد
عصام: السلام عليكم
جاسم: وعليكم السلام دكتور عصام مش كدة
عصام: كدة يا افندم مين حضرتك
جاسم: أنا جاسم الشريف والد لينا.
عصام بترحاب: اهلا وسهلا يا افندم اتشرفت بمكالمة حضرتك
جاسم: متشكر يا إبني معلش يا ابني هي لينا لسه في المستشفى
عصام: احم، بصراحة يا أستاذ جاسم من غير ما حضرتك تقلق الدكتورة تعبت شوية واحنا حجزناها في المستشفي
جاسم: شكرا يا دكتور، سلام
اغلق الخط ونظر لفريدة يهتف بسخرية: بنتك يا هانم محجوزة في المستشفي مش أنا الشرير الي بعذبها وانتي مامتها حبيبتها.
رمقها بعتاب ثم تحرك خارجا من المنزل فاستوقفته فريدة تهتف ببكاء: أنت رايح فين
جاسم ساخرا: رايح لبنتي يا فريدة هانم
فريدة سريعا: استني أنا جاية معاك.
في المستشفى
مرت حوالي ساعتين كانت نائمة فيهم لا تشعر بما يحدث حولها، حتي بدأت تحرك رأسها بتعب تأن بألم تحاول فتح عينيها بصعوبة
لينا بألم؛ ااااه، أنا فين
ردت عليها الممرضة الفت بابتسامة: حمد لله على السلامة يا دكتورة
لينا بابتسامة شاحبة: الله يسلمك، هو ايه الي حصل
ألفت: ثواني هنده لحضرتك دكتور عصام
خرجت الممرضة من الغرفة ليدخل عصام بعد عدة دقائق وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة.
عصام مبتسما: حمد لله على السلامة
لينا: الله يسلمك عصام هو ايه الي حصل
اخبرها بما حدث كاملا ولم ينس طبعا الجزء الخاص بخالد ظهر الغضب جليا في عينيها عاد ليفرض سيطرته من جديد لن تسمح له ان يفعل ذلك مرة أخري انتفضت بغضب من على الفراش تتحرك متجهه لخارج الغرفة
تجمدت مكانها فجاءه عندما هتف عصام
عصام: صحيح والدك اتصل بيا
التفت له بعنين متسعة بخوف
لينا بخوف: بابا، بابا اتصل بيك اوعي تكون قولتله حاجة يا عصام.
عصام: انا قولتله انك تعبتي واننا حجزناكي في المستشفى
جزت على اسنانها بغيظ: ليه يا عصام قولتله ليه كنت قلتله عندها عملية ولا بتمر على المرضي اي حاجة ربنا يسامحك يا عصام
خرجت من الغرفة وتركت عصام يتطلع الي
مكانها الفارغ بشرود يهتف داخل نفسه بعذاب: ارحمني يا رب من عذاب حبها، أنا عارف أنها مستحيل تحبني أنا فين وهي فين
دا غير الزفت الي ظهر فجاءة دا.
هتف بغيظ لولا القسم وميثاق شرف المهنة كنت اديته حقنة هوا وخلصت منه
هز رأسه نفيا بعنف، أنا اتجننت خلاص أنا هقوم اشوف شغلي أحسن.
تهدجت أنفاسها بغضب بعدما علمت ما فعل، هل يظن انها مازالت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تسعد بتنفيذ اوامره
( عروستي الصغيرة ) كانت تكره هذا الاسم كثيرا يشعرها أنها فقط لعبه في يده، اقتحمت غرفته بعنف تصيح فيه بغيظ عندما وجدته جالسا على الفراش بمنتهي الهدوء
لينا غاضبة: ممكن افهم يا استاذ خالد مين الي اداك الحق انك تشيلني ومين الي اداك احق تقرر مين يكشف عليا انت مالك.
التوت شفتيه بابتسامة واثقة، وقد زا دت لمعه عينيه بريقا عندمارآها امامه قد استعادت صحتها من جديد
خالد مبتسما بثقة: انتي الي اديتيني الحق دا لما كنتي ما بترضيش تنامي غير في حضني ولو أي حد زعلك كنتي بتجري تستخبي في حضني، لما كنتي بتعدي تعيطي لو خرجت وسيبتك او شيلت ياسمين...
لينا مقاطعة بغضب: دا كان زمان يا خالد انما دلوقتي انا اقدر اخد بالي من نفسي كويس.
خالد ضاحكا بسخرية: انتي لسه نفس العيلة الصغيرة الي بتخاف تنام في الضلمة نفس العيلة الي بتعمل عيانة عشان ما تروحش المدرسة نفس العيلة الي بتعيط لو عروستها اتكسرت
اشهرت سبابتها في وجهه تهتق بغضب
لينا غاضبة: ابعد عني يا خالد احسنلك
خالد بتأكيد: ما بقاش ينفع يا لوليتا صدقيني ما بقاش ينفع انتي بتاعتي ملكي عروستي الصغيرة سواء كان بمزاجك او غصب عنك
لينا غاضبة: مش هيحصل ابدا على جثتي.
خالد ضاحكا بثقة: هيحصل وقريب، شدد على كلمته الاخيرة قريب أوي يا لوليتا.
في مكتب الاستقبال بالأسفل
دخل جاسم سريعا يهتف في موظف الاستقبال بحدة: دكتورة لينا الشريف فين
استاذ جاسم مش كدة
التفت جاسم ينظر الي ذلك الشخص باستفهام: أنت مين
عصام مبتسما: أنا دكتور عصام نور الدين
جاسم بلهفة: ازيك يا ابني، لينا عاملة ايه هي فين
عصام: دكتورة لينا في أوضة 501 في الدور الثالث في اوضة خ...
قاطعه ذلك الصوت الذي يهتف بدهشة: مش معقول جاسم الشريف.
التفت جاسم الي الصوت ليهتف مبتسما: محمود السويسي عاش من شافك يا صاحبي
محمود: أنت بتعمل ايه هنا
جاسم: جاي لبنتي
قطب محمود حاجبيه بقلق: ما لها لينا كفا الله الشر
جاسم بحزن: تعبانة شوية انت بتعمل ايه هنا
محمود: خالد مصاب ومحجوز في أوضة هنا
فريدة بحزن: خالد ألف سلامة عليه طب هو عامل ايه دلوقتي
محمود: الحمد لله كويس
ركبا معا المصعد
جاسم: أنت طالع الدور الكام
محمود: التالت
جاسم بشك: أوضة كام
محمود: 501.
اتسعت عيني جاسم بصدمة: كااااام ابنك بيعمل ايه في أوضة بنتي
محمود باستنكار: اوضة مين دي اوضة إبني أنا
جاسم بصدمة: يعني ايه، يعني مين الي في اوضة مين
محمود: دلوقتي نعرف
وصل المصعد الي الطابق الثالث فاندفع الجميع خارجه سريعا متجهين الي الغرفة.
لينا صارخة: بكررررررهك
خالد ضاحكا بثقة: كدابة لو كنتي فعلا بتكرهيني ما كنتيش اتبرعتيلي بدمك عشان أعيش
لينا غاضبة: يا رتني كنت سيبتك تموت
خالد بسهتنة: واهون عليكي يا لوليتا
كانت على وشك الصراخ في وجهه عندما اقتحم جاسم الغرفة ومعه محمود وفريدة
أسرعت فريدة تحتضن ابنتها بلهفة: لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي
لينا: يا ماما أنا كويسة ما كنتش فيه داعي لتعب حضرتك.
نظرت لينا لوالدها بفزع وخاصة عندما رأت نظرات وجهه المتجهمة بدأت دقات قلبها تتسارع عندما وجدته يتقدم منها الي ان وقف أمامها فاغمضت عينيها بخوف لكنها فتحتهما على اتساعهما بدهشة عندما وجدته يحتضنها برفق يربط على شعرها بحنان: الحمد لله انك بخير يا بنتي انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا سريعا بصدمة لن تفارق محياها بعد
تركها وتوجه ناحية فراش خالد ليهتف بود: حمد لله على سلامتك يا بطل.
اتسعت عيني فريدة ولينا بصدمة نظرا الي بعضهما بدهشة ثم عادا ينظران الي جاسم الذي ينظر الي خالد بود!
خالد مبتسما: الله يسلمك يا عمي
جاسم: معلش يا بطل اعذرني على دخولي فجاءه بالطريقة دي أنا بس كنت قلقان على لوليتا
خالد مبتسما: لا ابدا ولا يهمك
لينا بدهشة: الي بيحصل دا بجد
خالد مبتسما بثقة: آه بجد عندك مانع
هزت رأسها نفيا بصدمة
جاسم بضيق: الي بجد أن سيادتك مش هتخرجي من باب البيت فعلا الا باذني.
لينا سريعا: يا بابا أنا...
جاسم مقاطعا بحدة: مش عايز اسمع ولا كلمة، أنا قولت ما فيش ورديات بليل صح ولا لاء، سيادتك بقالك فوق ال48 ساعة برة البيت
خالد بحدة: قصدك أن الست هانم طلعت من المطعم على المستشفي ما روحتش البيت ترتاح من الي حصل في المطعم
جاسم: مطعم ايه وحصل ايه
قص عليه خالد ما حدث في المطعم ليهتف جاسم غاضبا: أنا هرفع قضية على نائد وابنه وهوديهم في ستين داهية وسيادتك ما فيش خروج خالص بعد كدة.
نظرت الي خالد بغضب لتعود تنظر لوالدها برجاء: يا بابا اسمعني بس...
جاسم مقاطعا بحدة: الي عندي قولته يا بنت الشريف، هتفضلي قاعدة في البيت لحد ما يجيلك ابن الحلال وتتجوزي ولو على المستشفى أنا هبيعها
خالد مبتسما بثقة: بالنسبة لابن الحلال بقي أنا طالب منك ايد لينا.
نظرت له بصدمة لو كانت في موقف آخر ربما ستكون سعيدة بها الطلب لكنها تود الآن خلع قلبه من مكانه ولكن ما يطمئنها انها تعرف أن والدها من سابع المستحيلات أن يوافق
قاطع شرودها جملة جاسم التي جعلت قلبها يتوقف فزعا: أنا موافق.....
الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر من هنا