رواية أسير عينيها
الفصل الثالث 3 والرابع 4 الجزء الثالث
بقلم دينا جمال
في غرفة خالد امسكت لينا هاتفها واتصلت بوالدها تهتف بألم: بابا الحقني
سمعت صوت والدها يهدر بقلق: مالك يا لينا
هتفت من بين شهقاتها العالية: خالد، خالد خلاص اتجنن ابوس ايدك تعالا خدني من هنا
جاسم بلهفة: ما تخافيش مسافة السكة وهكون عندك
همست بذعر: بسرعة يا بابا أنا خايفة منه أوي، على فكرة احنا عند عمي محمود.
جاسم: دقايق وهكون قدامك، ما تخافيش يا حبيبتي جهزي نفسك على ما أجي أنا مش هسيبك مع المجنون دا دقيقة واحدة
اغلقت الخط لتبدل ثيابها سريعا هي وصغيرتها تنتظر والدها تدعو الله في قلبها أن يصل والدها قبل أن يصعد هو الي الغرفة
في الأسفل.
ظلت أنظار خالد معلقة بالطابق العلوي يشعر بقلبه يشتعل حزنا عليها ما كان عليه اخفاتها لتلك الدرجة حسنا قرر انه سيصعد ليصالحها صغيرته بريئة وستسامحه كان على وشك النهوض حينما سمع والده يهتف بهدوء: خالد
التفت له يهتف بأدب: ايوة يا حج
سأله بشك: هي جلسات العلاج مكملة في رمضان بردوا
هز رأسه إيجابا سريعا يهتف بتوتر: آه آه طبعا
رفع حاجبه الايسر ينظر لابنه بشك: والجلسة الجاية امتي.
حمحم بارتباك هو بالفعل لا يعلم ميعاد الجلسة القادمة: الجلسة الجاية، ااه بعد 3 أيام
ضيق عينيه بشك يهتف بحذر: متأكد!
هتف بسرعة حتى يقطع شك ابيه به: آه طبعا متأكد من امتي وأنا كدبت عليك يا حج
هز محمود رأسه إيجابا بهدوء، ليستأذن منهم حتى يصعد لها، ما كاد يخطو خطوة واحدة على سلم البيت الكبير حتى سمع صوت دقات عنيفة على باب المنزل، لتهتف زينب بقلق: يا ستار يارب مين اللي بيرزع كدة.
ذهب خالد سريعا ناحية الباب يفتحه لتتسع عينه بدهشة هتف بذهول: جاسم!
وقبل أن ينطق حرفا آخر دفعه جاسم في صدره بعنف ليدخل الي المنزل يصيح بعنف: فين بنتي يا خالد عملت فيها ايه
في لحظة سمع صوت خطواتهاتركض بعنف ناحية والدها ترتمي بين ذراعيه تشهق في بكاء عنيف ليهتف جاسم بقلق: بس يا حبيبتي خلاص
خرج صوتها مبحوحا ضعيفا تمسكت بسترة والدها تهتف بخوف: بابا خدني معاك ما تسبنيش هنا ما تسبنيش معاه.
نظر جاسم لمحمود بغضب يهتف بحدة: بقي دي العشرة يا محمود، ابنك مبهدل البنت في بيتك وأنت واقف ساكت
نظر لابنه بغيظ لوضعه في ذلك الموقف المحرج ليهتف سريعا يبرر موقفه: والله العظيم يا جاسم ما كنت اعرف، هو قلنا انها تعبانة
شعر خالد فجاءة بيد تقبض على تلابيب ملابسه ليجد فارس يصيح في وجهه بعنف: عملت فيها ايه انطق.
نظر خالد له بخواء ليشيح بنظرة ناحية تلك التي ترتجف من شدة بكائها ترحل تتركه شعر وأنه يقف في نهاية نفق مظلم ينضر لضوئها الساطع وهو يختفي شيئا فشئ، امسك يدي فارس يدفعه بعيدا عنه بعنف اسقطه على ظهره ارضا، لينظر لينا يهتف بحنو وهو يفتح ذراعيه قليلا: لوليتا تعالي يا حبيبتي، تعالي يا حبيبتي ما تخافيش.
هزت رأسها نفيا بعنف تتشبث بحضن والدها خوفا منه ليمد يديه حاول انتزاعها من حضن والدها ليجد عدة رجال ضخام الجثة وقفوا أمام جاسم ليمنعوه من الوصول له
اتسعت عينيه بجنون فبدأ يصرخ بهيستريا: أنت فاكر انك هتقدر تبعدها عني تاني دا انا اقتلك يا جاسم، لينا تعالي هنا.
بدأ يحاول الوصول اليها بجنون يضرب الحرس بوحشيه حتى تكابلوا عليه وقيدوا حركته ليسقط ارضا على ركبتيه يصرخ: ليناااااا مش هتمشي يا لينا مش هتبعدي عني تاني، انتي فاهمة
انتفضت فزعة من صوت صراخه: بابا يلا نمشي
همس بحنان ليطمئنها: يلا يا حبيبتي
تحركت خطوتين لتسمعه يصرخ باسمه حتى أصبح صوت صراخه ضعيفا التفتت له سريعا لتجد عينيه زائغتين بألم آخر ما سمعته منه: ما تمشيش.
ليغمض عينيه فاقدا للوعي صرخت باسمه لتعطي الصغيرة لوالدها تهرول ناحيته بلوعة
تصرخ بخوف: خالد، خالد اصحي يا خالد حرام عليك، قربك وجع وبعدك وجع، فوق يا خالد
حمله عمر وفارس يضعوه على احدي الارائك وبدأت لينا ترش على وجهه الماء
فبدأ يتمتم باسمها بصوت منخفض ضعيف: لينا، لينا مااا تمشيش، لينا
لينا باكية: مش همشي يا خالد، فوق يا حبيبي
والله مش هسيبك
انتفض فزعا من على الاريكة يصرخ باسمها: لينااااااا.
نظر حوله سريعا يبحث عنها فوجدها جاثية على ركبتيها على الارض بجانبه ليجذبها سريعا الي صدره يضمها اليه بقوة يعتصر جسدها بين ذراعيه كأنه يريد إدخالها الي قلبه حتى لا تهرب منه
سيطر الصمت على جميع الواقفين لا يقطعه سوي صوت بكاء وشهقات لينا وهي بين ذراعيه
همس بحنان: هششششش خلاص اهدي خلاص، كدة يا لوليتا عايزة تسيبي خالد
انتحبت باكية: أنت الي عايز تقطع لساني.
ضحك بخفوت: وانتي يا هبلة صدقتي دا أنا كنت بهزر معاكي
لينا باكية: لاء يا خالد أنت اتغيرت، اتغيرت اوي بقيت قاسي وعلي طول بتزعقلي ودايما بتمد ايدك عليا وتشد شعري جامد
همس بندم: معلش يا حبيبتي أنا آسف أقطع ايدي قبل ما امدها عليكي تاني بس ما تسبنيش ما تبعديش عني، انتي عارفة إني ما اقدرش أعيش من غيرك
لينا باكية: ولا أنا أقدر أعيش من غيرك، بس أنا تعبت، تعبت من غيرتك وشكك وخوفك.
همس بشرود: عشان كدة بتعالج استحمليني لحد ما العلاج يخلص عشان خاطري، يا لوليتا انتي بتجري في دمي زي ما تكوني إدمان مش عارف اتعالج منه
أدرك الآن أن الجميع يتطلعون اليهم حينما هتف والده بحدة: أنت بتمد ايدك عليها أنت اتجننت
رفعت وجهها عن صدره تنظر لمحمود: خلاص يا عمي هو مش هيعمل كدة تاني
تنهد بيأس من تلك الساذجة: برائتك دي هي الي مفرعناه عليكي
تغضنت ملامح خالد بغضب حاول اخفاءه.
زينب: دا عين وصابتكوا والله يا إبني
جاسم: يعني هتيجي معايا ولا لاء يا لينا
هزت رأسها نفيا: مش هقدر أبعد عنه، معلش قلقتك بليل
جاسم بضيق: بطلي هبل يا بت، لو حصل اي حاجة في اي وقت اتصلي بيا وهتلقيني قدامك على طول
ليوجه كلامه لخالد وأنت لو عرفت أنك مديت ايدك عليها تاني هطلقها منك وأنت عارف أنا جاسم الشريف من أول جلسة هخلي القاضي يخلعك مفهوم.
اشاح خالد بوجهه بضيق قبل ان يفقد السيطرة على نفسه وبعدين ويقوم بخلع رقبة ذلك الجاسم ليسمعه يكمل بحدة: أظن مفهوم استأذن أنا بقي
محمود: خليك يا جاسم اتسحر معانا
جاسم: معلش عشان فريدة قلقانة على لينا هروح اطمنها
نظر لابنته يهتف بجد: متأكدة انك مش عايزة تيجي معايا
فتحت فمها لترد لتشعر بيده تشدد على احتضانها لتهز رأسها نفيا سريعا.
نظر جاسم لهما بقلق ليوجه نظرة لمحمود يهتف بجد: بنتي امانتك يا محمود واضح أن أنا غلطت لما سلمته الأمانة
محمود: ما تقلقش بنتك في عينيا
استاذن ورحل
زينب: يلا يا جماعة عشان تتسحروا الفجر ما فضلش عليه كتير يلا يا خالد
خالد: هنحصلكوا
خرج الجميع من الغرفة وتركوهما سويا
خالد: هو أنا مش قولتلك لما تخافي مني تعالي استخبي في حضني، ليه سبتي حضني وروحتي لجاسم.
تعرف تماما في تلك اللحظات أن الجدال لن يفيد، فوضعت رأسها على صدره وتمتمت بخفوت: أنا آسفة
لفه ذراعيه حول جسدها بحنان وابتسم بخبث، عليه بالفعل أن يعمل في مجال التمثيل فحينما وجد أنها ستذهب لا محالة تصنع أنه فقد الوعي لعب على نقطة برائتها وقلقها عليه كم انت ماكر يا هذا
مسد على شعرها بخشونة تختلف تماما عن حنانه: ما تدخليش حد في مشاكلنا، مشاكلنا نحلها أنا وأنتي بس فهماني طبعا
هزت رأسها إيجابا: حاضر.
خالد: يلا بقي عشان انتي لسه ما كلتيش حاجة لحد دلوقتي وبكرة صيام
قامت معه وذهبا الي طاولة الطعام وتناولوا الطعام بصمت فيكفي ما حدث الأيام من أحداث
في صباح اليوم التالي
بدأت تتململ في نومتها فتحت عينيها فوجدت الفراش بجانبها فارغ دارت بعينيها في الغرفة لتجده يقف أمام المراءة يمشط شعره
همست بصوت خفيض: أنا عطشانة
نظر لها من خلال المرأه بقلق: لو تعبانة افطري
هزت رأسها نفيا: كنت ناسية ان احنا في صيام.
خالد: طب يا حبيبتي بس بردوا لو تعبانة افطري وانا هخرج فلوس عن كل يوم تفطري فيه
لينا: خالد الرخصة دي لما الإنسان يكون تعبان او كبيرفي السن ومش قادر يصوم
خالد ضاحكا: وانتي مش تعبانة دا احنا ماشيين بكيس علاج يا بنتي
نفخت خديها بضيق: مش هرد عليك عشان أنا صايمة
أنهي تمشيط شعره يعدل من هندامه اقترب منها دني برأسه منها ليقبل جبينها كالعادة
فابتعدت للخلف تنظر له بقلق: ايه.
رفع حاجبيه بتعجب يهتف ضاحكا: ايه يا بنتي هبوس راسك ما أنا دايما بعمل كدة قبل ما اخرج
لينا: أيوة بس احنا صايمين
خالد ضاحكا: لاء ما تقلقيش ما بتفطرش
لينا: بردوا لاء
هتف ضاحكا: خلاص خلاص بلاش أنا ماشي خلي بالك من نفسك ومن لوليتا ولو تعبتي افطري لو عرفت أنك تعبتي يا لينا هعلقك ولو اتأخرت بعد المغرب افطري وما تستنيش
ذهب لعمله ونزلت لينا اليهم مع الصغيرة
لينا مبتسمة: صباح الخير
رد الجميع: صباح النور.
زينب: يلا يا بنات عشان نحضر الفطار.
يااااه يا راجل عاش من شافك، هتف بها قاسم بمرح حينما دخل خالد الي الغرفة.
القي مفاتيحه وهاتفه على احد الطاولات ليلقي بجسده على ذلك الفراش الاسود الصغير «الشيزلونج » يغمض عينيه بهدوء ليقم قاسم من مكانه اخذ كرسي خشبي جلس جواره بصمت ينتظره أن يتحدث ليهتف بألم بعد صمت طويل: أنا مش مجنون، هو انا عشان بعشقها ابقي مجنون، عشان مش عايز حد غيري يبصلها ابقي مجنون، عشان بخاف عليها اكتر من نفسي ابقي مجنون، انا آه عصبي شوية لا كتير بصراحة، دمي حامي شويتين تلاتة بش مش مجنون، ما بعرفش اسيطر على غضبي صحيح بس والله ما ببقاش عايز آذيها أنا بحبها أوي، انت عارف يا قاسم، انا بحس وانا قدمها ان أنا اضعف راجل في الدنيا، بضحكة منها تقدر تخليني اجبلها الدنيا باللي فيها، هي ما تعرفش دا، ما تعرفش أن أنا مستعد اتنازلها عن حياتي وفلوسي وكل ما أملك إلا كرامتي ورجولتي ساعتها ادوس على قلبي وعليها.
هنا تحدث قاسم بهدوء: وهي لينا بتهين كرامتك ورجولتك عشان تدوس عليها، اللي اعرفه عنها من كلامك انها غلبانة جدا وبريئة اوي وساذجة لأبعد حد يعني مستحيل تفكر انها تهينك ولا إيه
فتح عينيه ينظر للجالس امامه يبتسم ساخرا ليسمع قاسم يهتف بحذر: يمكن لأنها شبه رحاب!
اتسعت عينيه بصدمة ينظر له بذهول ليبتسم قاسم بثقة: يعني كلامي صح
انتفض جالسا يهتف بحدة: لينا مش رحاب يا قاسم انت فاهم.
ابتسم قاسم بهدوء يهتف بثقة: هي الجملة لينا مش رحاب يا خالد قولها لنفسك ما تقولهاش ليا، انت حبيت رحاب عشان شبه لينا، خيانة رحاب كانت صدمة ما قدرتش تتحملها لأنك كنت بتتعامل مع رحاب على أنها لينا فبالنسبالك لينا هي اللي خانتك مش رحاب، عشان كدة يوم فرحك لما عز جابلك الصور افتكرت الحادثة القديمة ورجعت تحط لينا مكان رحاب لولا ستر ربنا أنك فقدت الوعي ساعتها كان ممكن جدا أنك تقتلها، وجود اي راجل قريب منكم بيخلي عقلك الباطل تلقائيا يشيل لينا ويحط رحاب فأنت بتبقي بتنتقم من رحاب مش من لينا عرفت ليه إنت بتبقي اعمي في غضبك لأنك بتشوف رحاب مش لينا، الحاجة الوحيدة اللي بتفوقك من الحالة دي صوت لينا لأنه يختلف عن صوت رحاب، دي أول عقدة.
ليهتف خالد بحدة: مش صحيح لينا عمرها ما تبقي رحاب.
ضحك قاسم بثقة: صوتك العالي دليل على ضعف موقفك وهثبتلك ان كلامي صح، بموقفين انت حكتهملي: الواد اللي باس ايد لينا في المول في المول لما خدتها ودخلت المكتب طول ما كنت سامع صوتها كنت بتتريق فانز الدكتورة لينا الشريف وكلامك المستفز دا اول ما سكتت بدأ عقلك الباطل يبدل بين لينا وبين رحاب، طول ما هي كانت بتعيط وهي ساكتة كنت مكمل في جنانك مع اول شهقة طلعت منها غصب عنها انت اتنفضت لأنك عقلك بدأ يرجع كل حاجة مكانها.
الموقف التاني الراجل اللي اسمه رشدي لما عرفت انه كان بيخبط عليها اكيد فاكر لما قولتلها احكيلي كل حاجة اشمعني المرة دي ما اتعصبتش ولا ضربت ولا اي حاجة من الجنان دا لأن عقلك الباطن كان عارف ان دي لينا وأنت ما تقدرش تأذي لينا
هز رأسه نفيا بعنف يهتف بحدة: مش حقيقي امبارح أنا كالعادة فقدت اعصابي عليها لما حضنت ابويا وسملت على عمر
هتف قاسم بهدوء: قالتلك ايه.
اغمض عينيه بألم يهتف بحزن: انا بكرهك مش هستحمل العيشة دي طلقني
اكمل قاسم بنفس الثقة: العقدة التانية، انت جبان، نطقها بثقة ليهجم خالد عليه يلكمه بعنف يصرخ بغضب: أنا جبان يا، ليصمت سريعا مسح وجهه بكف يده يستغفر في سره يهتف بحدة: اللهم إني صائم، قاسم ما تخلنيش أفطر عليك.
قام قاسم يلتقط منديلا ورقيا يسمح به تلك الدماء التي سالت من انفه وفمه من تلك اللكمة القوية يهتف بضيق: انت ايه يا عم مركب رجليك في ايديك الله يكون في عونها لينا
نظر له بغضب ليهتف قاسم سريعا: سيكهاي سيكهاي ايه يا خالد هتتحول ولا ايه، خلاص يا عم بهزر أنت هتاكلني، انا مش قصدي أنك جبان بمعني جبان لا يا عم دا أنت أسد يلا في ايه.
نظر له بغضب يهتف بتوعد: اهي خفة دم اهلك دي اللي هتخليني اقوم امسح بيك بلاط العيادة وادورلي على دكتور نفسي وانت تدورلك على دكتور تجميل يعيد تجميع بقايا وشك
حمحم قاسم بارتباك يهمس بصوت خفيض: مفتري ويعملها، أنا ايه اللي خلاني ابقي دكتور نفسي مالها آداب فلسفة زي الفل.
حمحم عدة مرات ليستعيد هدوءه يهتف بجد: كل واحد فينا عنده عقدة في ناس بتخاف من الحشرات بشكل مرضي والمرتفعات والحيوانات في ناس عندهم عقدة انهم بيفتكروا ان كل اللي حوليهم عايزين يموتوهم في ناس عنده عقدة الحقد
هتف خالد بتعجب: هو الحقد عقدة.
قاسم بثقة: طبعا، في ناس بتكره انها تلاقي اي حد احسن منها ما عندهمش رضي ابدا حقدهم مرضي بشكل وحش، كل حاجة بتزيد عن حدها بتبقي عقدة، اوعي تكون فاكر أنك مجنون عشان جيتلي، بالعكس كونك معترف ان عندك مشكلة وعايز تحلها دا يخليك اعقل من ناس كتير عارفين ان عندهم مشاكل بس بيكابروا
هتف خالد بضجر: يا عم الفليسوف اخلص ورايا شغل متأخر.
قاسم: طب خلاص كفاية كدة النهاردة بص يا سيدي مبدائيا كدة لما تلاقي نفسك هتفقد السيطرة على نفسك خالص، خد حباية من العلاج دا، عايز اقولك حاجة كمان علاجك في ايدك والله أنت مش محتجلي أنت محتاج تخلص من قوقعة الشك اللي محاوط نفسك بيها.
قبل المغرب بقليل في فيلا محمود السويسي
دق الباب أول مرة
أسرعت تالا تفتح الباب فوجدت الطارق
عمر زوجها
هتفت باسمه بسعادة واحتضنته بقوة: عموري وحشتني
عمر ضاحكا: يا بت اتلمي أنا صايم
لينا مبتسمة: عمر، هو خالد مش كان معاك في الشركة
عمر ؛ آه بس هو جه متأخر فلسه عنده شوية شغل
هزت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة
بعد مرور بعض الوقت رن الباب مرة أخري
ياسمين بسعادة: دا أكيد فارس.
هرعت ناحية الباب وفتحته لتهتف بإسم زوجها بسعادة: فارس وحشتني اوي
فارس بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي
وبعد قليل جاء محمود جلس محمود بجوار زينب وعمر بجوار نرمين وفارس بجوار ياسمين ضمت الصغيرة لصدرها بحنان تنظر لهم بحزن أين زوجها
لاحظ محمود نظراتها فاردف برفق: على فكرة خالد هيتاخر شوية
التفت له سريعا تهتف بقلق: هيتأخر ليه.
محمود: معلش يا حبيبتي النهاردة أول يوم رمضان ولازم ينظم بنفسه المائدة ويشرف على العمال ويفهمهم يعملوا ايه
هزت رأسها إيجابا بتفهم: ربنا يعينه
قبل أذان المغرب في المطبخ تقف لينا مع ياسمين وتالا
ياسمين: لينا بقولك ايه ايه رأيك بعد الفطار نعمل زينة رمضان زي ما كنا بنعمل واحنا صغيرين
لينا بابتسامة واسعة: موافقة جدا جدا
ياسمين مبتسمة: اشطة عليكي بعد الفطار نعمل شوية ولما نرجع من التراويح نكمل.
تالا بضيق طفولي: هتعملوا من غيري
لينا: لاء ازاي طبعا هنعمل احنا التلاتة
عمر بمرح: قصدك احنا الاربعة، انتوا هنسيبوني لوحدي قاعد مع الخناشير دول وانتوا تلعبوا، لاء أنا هلعب معاكوا
لينا ضاحكة: والله يا عمر أنت مسخرة
زينب: يا بنات يلا هاتوا الأكل
ياسمين: يلا يا أختي انتي وهي قبل ما الحجة زينب تيجي تشبشبلنا
عمر بغرور: بما اننا مجتمع ذكوري فأنا هروح اقعد على السفرة لحد ما تيجبوا الأكل.
لينا بضيق: اطلع برة يا عمر لاقول لخالد
عمر بثقة: على فكرة انا بحترم خالد ما بخافش منه
لينا: سامع يا خالد
التفت عمر خلفه سريعا بخوف يهتف: والله ما...
قطب حاجبيه بضيق عندما لم يجد احد بينما انفجرت الفتيات في الضحك عليه
زينب بصوت عالي: يا بنات يلا المغرب هيأذن
تالا سريعا: يلا يلا وأنت يا عمر خد صينية العصير معاك
عمر بضيق: ليه يا أختي حد قالك أن أنا العروسة
لينا بمكر: هقول لخالد.
عمر سريعا: هي صينية واحدة ولا اتنين
حمل عمر صينية العصائر الكبيرة وخرج ليضعها على الطاولة بجوار السفرة
زينب مبتسمة: طول عمرك متعاون
عمر بمرح: طبعا أنا جايبها بمزاجي وبكامل إرادتي اوعي تكوني فاكرة انهم مهددني جوة انهم يقولوا لخالد خالص
وضعت الفتيات الطعام على الطاولة الكبيرة ورفع أذان المغرب في الجوامع وإلي الآن خالد لم يأتي
زينب: مش هتفطري يا بنتي
لينا: لاء يا ماما هستني خالد.
زينب: يا بنتي تعالي افطري عشان ما تدوخيش وهو لما يجي هياكل
لينا: معلش يا ماما أنا عايزة استناه
جلس الجميع يتناولون الافطار وجلست هي تطعم صغيرتها وتلاعبها هي وغيث ابن ياسمين الي أن نام الطفلين
لينا بحنان: يا حبايبي انتوا نمتوا تعالوا يلا انايمكوا فوق
حملت الطفلين متجهه الي غرفتها وضعتهما في فراش الصغيرة
في الأسفل فتح خالد باب المنزل بالمفتاح الخاص به
خالد مبتسما: السلام عليكم.
رد الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
زينب: اكيد واقع من الجوع أنا هروح احضرلك الأكل تفطر أنت ولينا
هتف بضيق: هي لينا لسه ما فطرتش
زينب: أنت عارف دماغها الناشفة ما رضيتش تفطر غير لما أنت تيجي
زينب: طلعت تنيم لوليتا وغيث
ذهبت زينب ناحية المطبخ وتركه يقف أمام السلم
خرجت لينا من الغرفة بهدوء حتى لا تزعج الصغيرين بينما هي تنزل وجدت خالد يقف في الاسفل
هتفت بسعادة: خالد.
نزلت تهرول على السلم الي أن وصلت اليه فالقت نفسها في صدره تحتضنه بقوة
لينا بسعادة: وحشتني كدة تتأخر كل دا
ابعدها عنه بجفاءو...تبع
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع
هتفت بسعادة: خالد
نزلت تهرول على السلم الي أن وصلت اليه فالقت نفسها في صدره تحتضنه بقوة
لينا بسعادة: وحشتني كدة تتأخر كل دا
ابعدها عنه بجفاء ينظر لها ببرود لتبلع لعابها بخوف من نظراته كأنها أسهم من الصقيع تصيب قلبها مباشرة اشار لها بطرف إصبعه الي غرفة الطعام ليهتف ببرود: ورايا.
هزت رأسها ايجابا بخوف تنظر للواقفين بتوتر ليتقدم محمود منها يربط على كتفها برفق: ما تخافيش يا بنتي المرة دي لو فكر يمد ايده عليكي هقطعله ايده.
ابتسمت بارتباك تهز رأسها ايجابا لتتحرك ناحية غرفة الطعام وجدته يجلس على المقاعد المواجهه لها ينظر لها ببرود لتبلع لعابها الجاف بتوتر وقفت جواره تفرك يديها بتوتر وقف أمامها فجاءة لتتسع عينيها خوفا ليسحب الكرسي المجاور له يشير لها لتهز رأسه سريعا جلست على الكرسي ليحركه للامام قليلا بنبل ومن ثم عاد ليجلس على كرسيه يأكل بهدوء.
وهي تنظر لها بدهشة وتوتر ليلتفت برأسه ينظر لها بهدوء لتجده يرفع معلقته المليئة بالطعام أمام فمها بقيت صامتة تنظر له بتعجب ليهتف بضيق: ما تفتحي يا بنتي بوقك
فتحت فمها سريعا ليضع المعلقة في فمها برفق
ومن ثم عاد ليكمل طعامه بهدوء لتهمس بارتباك: هو انت زعلان مني.
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم ؛ لاء خالص هزعل ليه يعني عشان انتي ما سمعتيش كلامي، ولا عشان قاعدة لحد دلوقتي من غير أكل وانتي صايمة، ولا عشان كان ممكن يغمي عليكي وكالعادة قلبي يوقف من الخوف عليكي، لا ابدا انا مش زعلان خالص
اخفضت رأسها بخزي تهمس بندم: أنا آسفة أنا بس كنت عايزة افطر معاك اول يوم كان نفسي تيجي بدري عشان نفطر كلنا في اللمة بس يعني أنا...
رفع وجهها ببطئ ينظر لها بحنو: أنا قولتلك بدل المرة ألف ما تحطيش وشك في الأرض انتي أغلي حاجة عندي أغلي عندي من كنوز الدنيا، انا هتجنن منك يا لينا انتي السبب في اللي أنا فيه
اتسعت عينيها بصدمة: أنا!
هز رأسه إيجابا بهتف بحدة طفيفة: ايوة انتي عندية وما بتسمعيش الكلام لو كنتي تعبتي دلوقتي كان هيبقي كويس هو انتي عيلة صغيرة مستنية ماما تيجي تأكلها.
همست بحزن: أنت عندك حق أنا آسفة، وعلي فكرة أنا ما كنتش ماما تيجي تأكلني، أنا كنت مستنية حبيبي وصاحبي وجوزي، رفعت نظرها تنظر في عينيه بحزن تهمس وبابايا اللي كنت باخد منه اول لقمة كل سنة من ساعة ما عودني على الصيام وانا عندي 6 سنين
نظر لها بدهشة ليشعر بغصة تعتصر قلبه، لم يعرف ماذا يفعل سوي أنه وضع رأسها على صدره يربط على حجابها برفق: حقك عليا أنا والله كنت خايف عليكي.
ابتسمت بحنان لترفع رأسها تنظر له: وأنا مش زعلانة منك، عشان أنا كمان غلطانة اني ما سمعتش كلامك، ممكن بقي نأكل احسن أنا جعانة اوي
اتسعت ابتسامته يهز رأسه إيجابا ليبدأ في اطعامها بحنو كما كان يفعل وهي طفلة صغيرة
في الخارج
نظرت زينب لمحمود بضيق حينما لاحظت انه ينظر لخالد بغضب كأنه يتربص له أن اخطئ لتهتف بضيق: والله انت ظالم خالد الواد يا حبة عيني ما حطش لقمة في بوقه وعمال يأكلها ما كلهاش يعني يا محمود.
زفر بضيق ينظر لزينب فالطبع والدته هي اول من ستدافع عنه ليهتف بهدوء: حتى لو يا زينب الرعب اللي كان في عينيها لما قالها ورايا يقول أن ابنك كان بيبهدلها
زينب: بس أنت عارف ابنك بيحبها قد ايه
محمود: وعارف بردوا ابنك قاسي قد ايه
زينب: ربنا يصلحلهم الحال، ويهدي سرهم يلا يا بنات نطلع نلبس بسرعة عشان نروح نصلي التروايح
في غرفة ياسمين وفارس.
دخلت ياسمين الغرفة لتجد فارس جالس على الفراش ينظر للفراغ بشرود تقدمت ناحيته تهتف بقلق: مالك يا فارس إنت تعبان ولا إيه
هز رأسه نفيا بهدوء يهتف بخواء ؛ أنا عايز امشي يا ياسمين تعالي نرجع بيتنا أنا واقفت اني اجي هنا عشان ما احرجكش ابوكي وأنا بعتبره زي والدي، بس ما توصلش ان اخوكي يبهدل بنت عمي وأنا متكتف مش عارف اعمله حاجة.
جلست جواره تربط على كتفه برفق: اللي تشوفه يا فارس، بس انا وانت عارفين اخويا بيحب بنت عمك قد إيه، دا ما استحملش فكرة أنها تبعد عنه واغمي عليه، طب عشان خاطري خلينا نكمل الاسبوع بس وبعد كدة نرجع بيتنا ويا سيدي لو خالد عمل حاجة لبنت عمك هدده أنك هتردها فيها
نظر لها بغضب يهتف بحدة: أنا عمري مديت ايدي عليكي من ساعة ما اتجوزنا.
هزت ياسمين رأسها نفيا سريعا فاكمل هو بحزن: أنا حقيقي مش مصدقك انتي عيزاني اهدد اخوكي بيكي انتي للدرجة دي شيفاني ندل
هتفت سريعا: لاء والله أبدا يا فارس مش قصدي أنا بس مش عيزاك تبقي زعلان مش عايزاك أنك غريب صدقني أنا آسفة أنا مش عارفة قولت الهبل دا ازاي عشان خاطري ما تزعلش مني
فارس بحنان: كأنه ينفع مثلا أزعل منك دا اليوم الي ما بشوفش ضحكتك فيه بحس ان شمسه ما طلعتش.
مسح دموعها بحنان، خلاص بقي مش زعلان بطلي عياط، ويلا روحي البسي
قبلته ياسمين على وجنته: بحبك يا فارس أحلامي
فارس بحنان: بعشقك يا ياسمينه قلبي
في الأسفل
زمت شفتيها بضيق تنظر لتلك العباءة السوداء التي تغرق فيها لتهتف بحنق: يا خالد العباية دي واسعة أوي وكمان سودة وأنا مبحبش اللون الأسود
ابتسم بهدوء: دي جميلة جدا عليكي
هتفت بحنق: هو أنا باينة من وسعها اصلا يا خالد.
عقد ساعديه يهتف بجد: وهو المطلوب، أنا لو عليا اخليكي تصليها في البيت بس عشان ما تقوليش إن أنا بحبسك
ابتسمت ساخرة: كتر خيرك والله
نزل الجميع الي أسفل لتنهار ياسمين في الضحك ما ان وقعت عينيها على لينا: ايه يا لينا العباية دي عاملة زي الطفلة اللي بتلبس هدوم مامتها
نظرت لينا لخالد بغضب لتدمع عينيها من سخرية ياسمين ليهتف خالد بحدة: ياسمين خليكي في حالك احسنلك.
فارس: ياسمين مالكيش دعوة لينا حرة تلبس الي هي عيزاه
همست بصوت باكي سمعه هو فقط: وأنا مش عايزة العباية دي
خالد: مش مهم انتي عايزة ايه المهم المناسب عليكي ايه وأنا شايف إن العباية دي مناسبة
ويلا بقي عشان ما نتاخرش صحيح الركنات هناك بتبقي صعبة من الزحمة فنهاخد عربيتين بس واحدة فيها أنا وبابا ولينا وماما والتانية عمر وفارس وياسمين وتالا.
استقلت العائلة السيارات وذهبوا الي احد الجوامع، في سيارة فارس كان مرح عمر يضفي جو من المزاح الجميل بينهم
بينما في سيارة خالد الصمت يخيم على الجميع
زينب: احنا ساكتين ليه كدة
هتف محمود بضيق: اسألي ابنك
رفع حاجبيه بدهشة يهتف بتعجب: الله وأنا مالي يا حج هو انا قولتلكوا ما تتكلموش
محمود ساخرا: لاء أنت منكد على مراتك بس
هتف ببرود: هي عارفة اسلوبي ومتعودة عليه.
محمود بضيق: دي ليها الجنة أنها متعودة عليه، ربنا يكون في عونك يا بنتي
وصلت السيارتين أمام الجامع لينزل منها وقف أمامها يهتف بحزم: ما تخرجوش من المسجد قبل ما نجيلكوا
لم ترد بل اشاحت بوجهها بعيدا بضيق لترد والدته سريعا: حاضر يا حبيبي
دخلت السيدات الي الجامع المخصص لهم بينما ذهب الرجال الي الجامع الكبير.
بدأت صلاة التراويح ومع كل سجدة كانت دموع لينا لا تتوقف تدعو وهي تبكي بحرقة: يا رب أنا تعبت، تعبت اوي، أنا عارفة أنه بيحبني بس خلاص ما بقتش قادرة استحمل شكه وغيرته يا رب عيني وقويني يا رب احفظهولي واهديه
مع كل سجدة تشكو وتدعي وتبكي
جلست تستريح قليلا بين الركعات لتجد سيدة تجلس بجانبها تبتسم ببشاشة: السلام عليكم
ابتسمت بدورها بارتباك: وعليكم السلام.
السيدة: اعرفك بنفسي انا عائشة مندور والدة الدكتور ماهر مندور بصي يا ستي انتي من أول ما دخلتي الجامع وأنا عيني عليكي وشكلك بنت ناس وهادية وبسم الله ماشاء الله تقولي للقمر قوم وأنا اقعد مكانك ومش عايزة اقولك بقي ابني الدكتور ماهر ادب واخلاق وعنده مستشفي بتاعته وعربية وفيلا
ابتسمت بتعجب: ربنا يخليه لحضرتك بس أنا بردوا مش فاهمة أنا ايه المطلوب مني
السيدة: اقولك يا ستي انا طالبة ايدك لابني.
نظرت ناحية زينب التي كانت تتابع الموقف من اوله وترمق تلك السيدة بضيق
السيدة: مش حضرتك والدتها بردوا
زينب بابتسامة صفراء: لاء يا حبيبتي أنا حماتها والسنيورة الصغيرة الي انتي عايزة تجوزيها لابنك تبقي مرات ابني العقيد خالد السويسي على سن ورمح
هتفت السيدة بدهشة: اكيد ابنك كبير أوي عليها
زينب بضيق: كبير مين يا حبيبتي دا أنت ابني عنده 33 سنة لسه في عز شبابه
لوت تلك السيدة شفتيها بضيق: يعني ما فيش فايدة.
هتفت زينب بحدة: هو أنا بقولك مخطوبة بقولك متجوزة ابني ومخلف منها كمان
مصت السيدة شفتيها بضيق: طيب عن اذنكوا قامت بعيدا عنهم
نظرت لينا ناحية ياسمين وتالا لتجدهما منهارتين من الضحك لتنظر لحماتها بقلق: ماما زينب بالله عليكي ما تقوليش لخالد على الي حصل لو عرف هيقلب الدنيا
زفرت بضيق تهتف بحنق: طيب ماشي بس ما تنسيش تلبسي دبلتك بعد كدة
لم تمر سوي دقيقتين وجدت سيدة اخري تجلس بجانبها: ازيك يا حبيبتي.
لينا: الحمد لله، هي حضرتك تعرفيني
السيدة مبتسمة بود: لاء بس نتعرف أنا اسمي شروق عبد الله
لينا: خير يا استاذة شروق
شروق: هقولك بصي يا ستي اخو جوزي بسم الله ما شاء راجل ايه قيمة وسيمة يملي العين بيشتغل معيد في كلية العلوم ومش عايزة اقولك السيجارة ما بتدخلش بوقه أدب واخلاق واحترام أسمه هشام
فهمت ما ترمي له لتهتف بضيق: طب وأنا مالي بردوا.
شروق: طب ما أنا جيالك في الكلام أهو بصي يا ستي هشام قصدني اني ادورله على عروسة ومش عايزة اقولك من ساعة ما لمحتك وانتي داخلة قولت هي دي عروسة هشام اللي هتبقي سلفتي حبيتي انتي مش مصرية صح
لينا: لاء مش اوي يعني والدتي لبنانية ووالدي مصري وأنا آسفة أنا مش هنفع
شروق: ليه بس طب بصي شوفيه بس وانتي هتغيري رأيك هو في الجامع الي جنبنا هو وجوزي
لينا: حضرتك مش هينفع أنا متجوزة والله متجوزة وعندي بنوتة صغيرة.
شروق بضيق: انتي هتكذبي انتي شكلك صغير اوي بصي والله شوفيه وهو هيعجبك
لينا: بقولك متجوزة والله متجوزة
شروق: طب خلاص بعد الصلاة هوريهولك اوعي تمشي
ثم تركتها وقامت لتتسع عيني لينا بدهشة من تلك السيدة
قامت واكلمت صلاتها، بعد الانتهاء وجدت هاتفها يرن برقم خالد
لينا: ماما خالد برة
زينب: طب يلا بينا يلا يا بنات
خرجوا جميعا من المسجد يبحثون عنهم
لينا: هما فين أنا مش شيفاهم.
زينب: مش عارفة والله هتلاقيهم بيجيبوا العربيات
انتفضت فجاءة عندما وجدت تلك اليد تمسك بكتفها التفتت بجانبها لتجدها تلك الفتاة
شروق مبتسمة: كويس انك لسه ما امشتيش تعالي اعرفك بقي على هشام
هتفت بحدة تحاول تخليص يدها من يد تلك الفتاة: يا مدام والله العظيم أنا متجوزة
شروق بضيق: بطلي كدب، لو انتي متجوزة فين دبلتك.
بلعت لعابها بتوتر لم تكن تقصد ان تنسي دبلتها هي فقط خلعتها لتعد معهم الإفطار ومن ثم نسيت ارتداها
عند زينب امام المسجد
نزل من سيارته متجها ناحية الجامع الخاص بالسيدات وجد والدته تقف أمام الجامع تهتف بضيق: انتوا كنتوا فين بقالنا كتير واقفين
رد بهدوء وعينيه تبحثان عنها وسط الزحام: الجراح كان زحمة على ما عرفنا نخرج منه، اومال فين لينا.
التفت سريعا بجانبها لتتسع عينيها بدهشة تهتف: هي راحت فين دي كانت لسه واقفة جنبي دلوقتي
قطب حاجبيه بغضب عينيها متسعتين بقلق ليترك والدته ويبدأ في الركض هنا وهناك يبحث عنها وسط جموع الناس الغفيرة
عند لينا وتلك السيدة التي جذبت يدها رغما عنها متجهه بها ناحية ذلك الشاب ابتسمت باتساع تهتف بفخر: أهو يا ستي هشام.
نظرت لها بضيق تحاول ان تفلت يدها من قبضة تلك الفتاة التي تأكدت الآن أنها بالتأكيد مختلة عقليا وحينما لم تفلح رفعت نظرها للواقف امامها لتجد شاب يبدو في منتصف الثلاثينات شعره بني غزته بعض الشعيرات البيضاء عينيه خضراء ممزوجة بالعسل الصافي، تقسم ان ابتسامته تبعث احساس رائع بالدفئ
نهرت نفسها سريعا تستغفر ربها كيف لها أن تنظر لرجل غير زوجها حبيبها هل جنت
أم أن قسوة خالد قتلت حبه في قلبها.
بالتأكيد لاء فهو عشقها وحبيبها الوحيد
فاقت من شرودها على صوته يهتف بدفئ: أنا الدكتور هشام محمد وحضرتك
حرم العقيد خالد السويسي
انتفض جسدها فزعا عندما سمعت صوته الغاضب يأتي من خلفها
امسك ذراعيها بعنف يصرخ غاضبا: الهانم بتعمل ايه هنا
انسابت دموعها خوفا لتهمس بذعر: والله العظيم قولتلها، قولتلها، قولتلها
صرخ بعنف: بطلي عياط وانطقي بتهببي ايه هنا.
ليهتف ذلك الهشام سريعا: يا استاذ واضح أن فيه لبس في الموضوع احنا كنا فاهمين أن الاستاذة مش مرتبطة
احمرت عينيه غضبا لينظر سريعا لكفي يدها يهتف بحدة: الدبلة فين
همست بذعر دموعها لا تتوقف: نسيتها
خالد غاضبا: دا أنا هخلي يومك اسود
جذب يدها بعنف خلفه الي أن اوصلها لسيارته ففتح الباب الخلفي يلقيها داخلها صافعا الباب عليها بعنف ومن ثم ذهب واستقل مقعد القيادة.
هتف محمود ما أن رآها: مالك يا بنتي بتعيطي ليه، ليهتف بحدة انت عملت فيها ايه
ردت من بين شهقاتها بذعر: والله العظيم نسيت الدبلة، وهي ما صدقتش وشدت ايدي بالعافية
صرخ بعنف: مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل
انتفضت تهتف بذعر: عشان خاطري يا عمي ما تخليهوش يضربني
ضمت زينب لينا لصدرها تهدهدها بحنان: بس يا حبيبتي اهدي
لينا باكية: عشان خاطري يا ماما ما تخليهوش يضربني ولا يشد شعري.
نظرت محمود لابنه بغضب يهتف بحدة: منك لله يا بعيد قلبي وربي غضبانين عليك على الي أنت عمله في البنت الغلبانة دي.
شعر بالدموع تغزو عينيه ليغمض عينيه محاولا السيطرة على نفسه وضع يده في جيب بنطاله يلتقط حبه من ذلك الدواء بلعها دون ماء ليسمع والده يهتف بحزم: ما تخافيش يا بنتي انتي من النهاردة هتباتي في اوضتك لوحدك وابقي اعرف انه اتعرضلك صدقني يا خالد هنسي انك ابني وانك بقيت شحط عدي الثلاثين وهديك علقة تعلمك الأدب
وصلت السيارة الي المنزل ليهتف بهدوء: ممكن حضراتكوا تنزلوا وتسيبوا لينا.
تشبثت بحضن زينب بخوف تهز رأسها نفيا بعنف
ليهتف محمود بحدة: حرام عليك يا اخي البت بقت بتتفزع منك
خالد بهدوء: والله العظيم ما هعملها حاجة أنا بس هتكلم معاها كلمتين
محمود: ماشي، يلا يا زينب
تخلصت زينب من يد لينا بصعوبة خرجت من السيارة
فنزل هو ذهب ناحية الباب الخلفي ليجلس بجانبها
فالتصقت في الباب تنظر له بخوف، خوف مزق قلبه
هتف بهدوء وهو ينظر بحزن: بهدوء كدة ايه اللي وداكي هناك انتي تعرفي الست دي.
هزت رأسها نفيا بخوف ليكمل ساخرا: وانتي
بتروحي مع اي حد يقولك تعالي اوديكي لماما
ضحكت رغما عنها ليرفع حاجبه الايسر بتهكم يهتف ساخرا: والله عال ما كنتش اعرف اني بضحك، انطقي يا بت ايه اللي وداكي هناك
قصت له ما حدث وهي تنظر له بخوف همست بخوف ما أن انتهت من سرد ما حدث: أنت مش هتضربني صح
هتف بهدوء: ما انكرش إن أنا كنت عايز اكسر دماغك عشان وقفتي مع الزفت دا بس انتي عارفة أنا ضعيف قد ايه قدام دموعك.
حسيتي أن روحي بتتحرق وانتي عمالة تعيطي وخايفة لاضربك وبعدين مش أنا قولت يجي خمسين برة يوم ما تخافي مني تعالي استخبي في حضني وأنا هحميكي حتى من نفسي
هتفت باكية: يعني أنت مش هتضربني
خالد: يا بنتي انتي علقتي والله ما هضربك.
ابتسمت ببراءة تنظر في عينيه كأنها تمحي عن نظرها نظرتها لذلك الرجل لتسمعه يهتف بخبث: دا انتي بتسبليلي بقي لاء لعلمك أنا راجل متجوز وبحب مراتي هي صحيح متخلفة عقليا ومعاها شهادة معاملة اطفال بس بحبها
ضحكت رغما عنها بينما ينظر هو لضحكاتها البريئة بسعادة
في الداخل
محمود بضيق: ابنك اتأخر أنا خارجله ليكون عمل حاجة في البت
عمر: خليك يا بابا وأنا هروح اشوفه.
قام عمر متجها الي السيارة سمع صوت غريب من الباب الخلفي للسيارة فذهب ناحية الباب وفتحه ليجد خالد يقترب من لينا يريد ان...
ليهتف بمرح: العربية دي طاهرة وهتفضل طول عمرها طاهرة
نظر له خالد بغيظ ليهتف بحدة: انت ايه الي جابك يا زفت
ابتسم باصفرار: جاي ارخم عليكي على فكرة يا لينا ماما عيزاكي
هزت رأسها إيجابا سريعا لتهرول خارج السيارة من الخجل ليهتف خالد بحدة: وقتك دا
عمر ضاحكا: أحسن، احسن في العربية يا مفتري.
خالد غاضبا: غور ياض من قدامي
عمر بابتسامة صفراء: ماشي أنا هروح اقولهم إنت كنت بتعمل ايه في العربية
ثمتركه ودخل يهرول للداخل، فنزل خالد خلفه سريعا يهتف بتوتر: ولا، خد يا عمر الله يخربيتك هتفضحني
هرول خالد خلفه سريعا
عمر ضاحكا: بابا على فكرة خالد
وضع يده على فم عمر سريعا قبل ان ينطق يهمس بتوعد: عارف لو نطقت هنفخك
محمود: في ايه ياض أنت وهو.
في المطبخ دخلت ياسمين وتالا ينظران للينا بخبث لتهتف ياسمين بمكر ؛ تفتكري خالد طلع يجري ورا عمر ليه يا تالا
لتهتف تالا بمكر: مش عارفة اكيد شاف حاجة كدة ولا كدة في العربية
لتبتسم ياسمين بخبث؛ الا هو ايه اللي كان بيحصل في العربية يا لينا
هتفت بضيق ؛ بقولك ايه يا ياسمين أنا مش نقصاكي يا اختي كفاية اخوكي واللي بيعمله فيا
ياسمين: ماله اخويا يا اختي دا طيب وغلبان وخجول كدة العيبة ما تطلعش منه.
نظرت لها بدهشة لتهتف بانفعال: هو مين دا اللي خجول دا اخوكي محول السيستم بتاعه على سيستم حمدي الوزير
ضحكت ياسمين وتالا بانهيار لتجد ياسمين صفعة تنزل على رقبتها من الخلف ( قفا محترم )
خالد: اتلمي يا زفتة
ياسمين: اااه يا عم ايدك تقيلة
خالد: يلا يا بت على جوزك، وانتي يا أختي وراها على جوزك
ياسمين: تحب انورلك اللمبة الحمرا
خالد: شكلك نفسك في قلم تاني صح.
نظرت ياسمين لتالا بخبث: لا لا خالص، يلا يا تالا يا بنتي نفضي لحمدي الوزير الجو....